Ads by Google X

رواية جبران العشق الفصل الثالث والعشرون 23- بقلم دينا جمال

الصفحة الرئيسية

              رواية جبران العشق البارت الثالث والعشرون 23 بقلم دينا جمال

رواية جبران العشق كاملة

رواية جبران العشق الفصل الثالث  والعشرون 23

كابوس ما يحدث لها الآن وقبلا كابوس طويل لا مهرب لها منه كابوس بشع يمزق بمخالبه روحها الهشة يدمي براءتها يمزقها اشلاء رأته كالعادة في حلمها وهو ينهش روحها صرخت مذعورة لتنتفض في جلستها فتحت عينيها تلهث بعنف جسدها يرتعش دموعها تغرق وجهها جبينها يتفصد عرقا خصلات شعرها التصقت بجبينها نظرت حولها مذعورة للحظات نسيت أين هي المكان فارغ لا أحد هنا رفعت ركبتيها عن الأرض تحضتنهم إلي صدرها ترتعش بعنف انتفضت مفزوعة مع صوت الباب يُفتح حركت رأسها سريعا ناحية الصوت لتجد زياد يدخل إلي المنزل يمسك في يده عدة حقائب تلك المرة حين تلاقت عينيها بعينيه لم تري نظرات الغضب والاشمئزاز نظراته كانت حزينة مشفقة معذبة ... تحرك إليها بخطي حذرة وقف بالقرب منها وضع معظم الحقائب علي مقعد مجاور لها اشار لهم يغمغم :
- أنا جبتلك هدوم بدل هدومك المقطعة دي ، قومي غيري هدومك أنا جبت غدا وأنا جاي 
انكمشت تنظر له بحذر حركت رأسها بالإيجاب سريعا خوفا من أن يغضب كما كان يغضب هو قامت تلتقط الحقائب هرعت بهم للداخل ليتهاوي زياد جالسا علي مقعد خلفه نظرة الذعر في عينيها فظيعة مؤلمة ، يريد أن يعرف ما حل بها ويخشي سؤالها ... تنهد بحرقة يمسح وجهه بكفيه قام يضع الطعام علي الطاولة حين انتهي رآها تخرج من الغرفة تتوجه بخطي حائرة ترتجف إلي الصالة حيث هو ترتدي جلباب ازرق  لونه هادئ الفتاة في المحل هي من اختارته هي من انتقت كل ما جلب لجهله في أمور لا علم له بها ظلت تقف مكانها لا تجرؤ على الاقتراب بالطبع خائفة منه فتوجه هو إليها وقف بالقرب منها يرسم ابتسامة صغيرة هادئة علي ثغره يحادثها بهدوء :
- والدتك اسمها صفية محمد آمين مش كدة
تأكد من شكوكه حين توسعت عينيها فزعا في اقل من لحظة بدت مذعورة كيف عرف اسم والدتها والثلاثي ايضا لا تملك ورقة واحدة تدل علي هويتها لم تكد تسأله حتي أردف هو يكمل :
- أنا كنت أعرف مامتك زمان كان ليها فضل كبير عليا الله يرحمها ، بس اللي أنا مش فاهمه ليه بنتها تتهمني بجريمة زي دي أنا مش مصدق موضوع الناس اللي خطفوكِ دول
وصمت لبعض لحظات يستشف رد فعلها لم يرد اخبارها أنها ابنته خالته الآن سيدع ذلك الأمر لوقته المناسب ... رأي كيف ارتجفت حدقتيها وارتعش ثغرها وفي لحظة تجمعت الدموع بعينيها بين صوت ارتجف وشهقات تتابعت خرج صوتها تهمس مذعورة :
- هو هو السبب هو اللي خطفني عمل فيا حاجات وحشة ، وحشة أوي 
طرف خيط من هو اقترب منها خطوة واحدة بحذر يحادثها مترفقا :
- هو مين يا حياة قوليلي اسمه اوصفيلي حتي شكله 
وياليته لم ينطقها في لحظة تجسدت صورته أمام عينيها بابتسامته الشيطانية المخيفة عينيه التي تلمع وكأنها جمر من نار كلماته البشعة التي كان يرددها علي مسامعها وهو يسفح دماء براءتها فانتفضت وكأن كهرباء تصعقها وصرخت تتخيل هو مكان زياد ، اقترب زياد قلقا منها لتزداد صرخاتها وكأنها رأت الموت يأتي إليها أمسك بذراعيها يصيح فيها محتدا :
- اسمه ايه يا حياة
- صاحب الظل 
خرجت الجملة من بين شفتيها لتتهاوي بين ذراعيه فاقدة للوعي تهرب من الواقع طوقها بذراعيه يشدد علي احتضانها أحمرت عينيه غضبا تلتهب بنيران الثأر صاحب الظل تمادي كثيرا والآن بات ثأره اقسم علي أن يزهق روحه بيديه علي ما فعله بها ... نظر للمسكينة بين يديه انحني بجذعه يحملها بين ذراعيه يدخل بها إلي غرفتها ... صديقه يعرف طبيب نفسي بارع سيساعده في حالتها تلك ... سريعا كان يتواصل مع صديقه الذي لم يتأخر اوصله برقم هاتف الطبيب شرح زياد للطبيب حالة حياة ليطلب منه الطبيب العنوان يخبره أنه سيكون عنده في غضون نص ساعة علي الأكثر في تلك الاثناء جلس زياد خارجا يجوب غرفة المعيشة يفكر عقله علي وشك أن ينهار صاحب الظل ليس فقط اسم يحاول الوصول إليه منذ أعوام والآن انتهك عرضه وشرفه توجه إلي ورق القضية التي يعمل عليها يقلب بينها بعنف إلي أن وصل الي ورقة خطها بيديه علي سطحها كُتب ثلاثة أسماء ... سفيان ، مجدي ، صاحب الظل واتصلوا جميعا بخطوط ليكون شكل مثلث يعلو قمته اسم ( صاحب الظل ) الذي ظهر قبل أعوام قليلة ...ما علاقة حياة بصاحب الظل ولما اختطفها وفعل بها ما فعل ولما ارسلها إليه ... اسئلة كثيرة اجابتها عند المسكينة المذعورة حياة ، صرخ غاضبا يلقي من أمامه أرضا بعنف وقف يلهث بقوة يشعر بأن عقله شُل عن التفكير ، قاطع طوفان غضبه صوت جرس الباب توجه سريعا يفتحه ليجد رجل في منتصف الخمسينيات تقريبا يبتسم في هدوء قبل أن يسأله :
- دي شقة الرائد زياد
حرك زياد رأسه بالإيجاب ليبتسم الأخير في هدوء مد يده يصافحه يعرفه بنفسه :
- قاسم رشوان طبيب نفسي 
صافحه زياد سريعا يطلب منه الدخول ، دخل الأخير ينظر حوله لفت نظره الأوراق الملقاة أرضا بطريقة فوضوية تخبره بوضوح أن من فعل ذلك شخص سريع الغضب ، نظر ناحية زياد يردف مبتسما :
- ممكن اشوف الحالة اللي قولتلي عليها في التليفون 
تحرك زياد أمامه إلي حيث غرفة حياة دخل وقاسم خلفه تثبتت عيني قاسم علي قسمات وجه حياة التي تتشنج بين لحظة وأخري تحرك إلي كفيها بعينيه ليراها تعتصر مفرش السرير تحتها رعشة تخبو وتعلو بين حين وآخر توجه بانظاره ناحية زياد حين قال :
- من غير الدخول في تفاصيل حياة بنت خالتي بس هي ما تعرفش وما تسألنيش ما تعرفش إزاي ، أنا مش عارف مالها بس هي شكلها اتعرضت لحاجة بشعة علي طول مرعوبة بترتعش بتقوم من النوم تصرخ بتقول أن في حد عمل فيها حاجات بشعة أرجوك ساعدها هي اغمي عليها 
همهم قاسم متفهما فتح حقيبته يخرج امبول صغير به سائل شفاف حقنه في ذراعها القي الحقنة الفارغة في سلة المهملات تحرك برأسه ليجد مقعد هناك تحرك يجذبه يجلس هناك بعيدا عن الفراش بمسافة كبيرة نظر لزياد يحادثه مبتسما في هدوء :
- هي هتفوق دلوقتي ممكن تسيبني معاها شوية 
نظر له زياد بحذر قبل أن يومأ برأسه يحذره بحدة :
- الأوضة فيها كاميرا مراقبة وأنا ممكن ادخل في اي لحظة يعني لو فكرت تستغ ...
قاطعه قاسم بابتسامة صغيرة يتمتم في هدوء :
- أولا أنت اللي محتاجني وطالب مساعدتي مش أنا ، ثانيا دي قد حفيدتي مش بنتي روح يا ابني اعملي فنجان قهوة ما تقلقش 
انسحب زياد من الغرفة ينظر لقاسم حانقا ذلك الرجل هدوءه مستفز جداا خرج يغلق الباب خلفه ليضحك قاسم بخفوت يغمغم مع نفسه :
- ربنا يمسيك بالخير يا خالد ، الواد دا فكرني بيه والله
تأهب حين شعر بها تحرك جفنيها يبدو أنها تستيقظ تحرك رأسها للجانبين هنا ملامحها ممتعضة تتألم ، فتحت عينيها اخيرا بعد عناء تحركت مقلتيها في انحاء الغرفة خائفة من ان تجده أمامها لتشهق مرتعدة حين رأت رجل لا تعرفه يجلس علي مقعد بعيد يبتسم أرادت أن تصرخ ولكنها شعرت وكأن أعصاب جسدها جميعا في حالة ارتخاء كامل استندت بكفيها علي الفراش انتصفت جالسة تسأله مرتعشة :
- أأنت مممين وعايز مني ايه 
ابتسم في هدوء المميز في قاسم حقا أن قسمات وجهه نفسها مريحة بشكل كبير تُشعر من أمامه بالألفة والانتماء لشخص لا يعرفه اشار لنفسه يعرفها به :
- أنا يا ست البنات اسمي قاسم ابقي أبو الواد اللي برة دا هو قالي أن عندنا ضيفة زي القمر قولت اجي اتعرف عليها ... اسمك ايه 
جزء صغير ضعيف خائف داخل روحها اطمئن لداخل القاسم ارتسمت ابتسامة مرتعشة علي ثغرها تهمس :
- حياة 
- الحمرا ولا مسلسلات
قالها ليضحك ضحكات طويلة سمجة تقصدها ليستفز رد فعلها ليري ما ستفعل فما كان منها إلا أن ارتسمت ابتسامة بسيطة مستنزفة علي شفتيها تحرك قاسم من مكانه يخرج من حقيبته عدة أوراق تحرك ناحيتها يمد يده لها بالأوراق توجست حدقتيها من اقترابه منها ولكن تلك الابتسامة الدافئة التي ترتسم فوق ثغره وكأن أبيها هو من يبتسم لها مدت يدها تأخذ ما في يده لتجد صور طبيعية مرسومة بشكل احترافي رائع مناظر متعددة تبعث شعور جيد بالهدوء رفعت عينيها له تسأله :
- الصور دي جميلة أوي مين رسمها 
ضحك قاسم بخفة قبل أن يعود لمقعده يغمغم ضاحكا :
- دي حكاية طويلة مختصرها واحد صاحبي عملتله خدمة ، مراته بترسم حلو أوي فطلبت منها انها ترسلمي كذا مشهد زي اللي في إيدك دول تخيلي كنت قاعد بوريها المشاهد وهو قاعد لازق فيا كل حتي ما ارفع ايدي اشاورلها علي لون مثلا أو حاجة يروح قافش ايدي يقولي مش عندك بوق ولسان بتحرك إيدك ليه فظيع والله
ضحكت حياة من قلبها وهي تستمع إلي باقي تفاصيل القصة التي يسردها قاسم يبدو أنها نقطة جيدة في صالحهم 
__________________
تقف في الغرفة الأخري ترتعش بعنف عينيها تزرف الدموع تنظر ليديها بين حين وآخر يكاد يجن جنونها أمسك يدها يطعن نفسه بالسكين المجنون طعن نفسه بيدها صرخت مذعورة حين سقط أرضا امامها ظلت تصرخ حتي تجمع الجيران ووجدت جبران يدخل يركض بعد لحظات يبدو أن أحد رجاله أخبره فض الجمع وادخلها إلي الغرفة الأخري يحادثها محتدا :
- خشي جوا استري نفسك ، أنا هجيب دكتور لحسن
ولم تخرج من وقتها منذ دقائق سمعت صوت جبران وهو يحادث أحدهم يبدو أنه الطبيب واختفت الاصوات داخل غرفة النوم وتركوها للصمت جلست أرضا تبكي بحرقة علي ما يحدث لها للحظات كرهت كل شئ حتي حلمها الذي سعت له بكل ما تملك من قوة كرهته كرهت حياتها بالكامل اخفت وجهها بين راحتيها تبكي بحرقة تعبت حد الاستنزاف ولا تعرف متي الخلاص من كل ذلك
في غرفة حسن اسند جبران جسد حسن يربط ذراعه الجريح بقطعة قماش قبل أن يهرع يبحث عن طبيب دخل الطبيب إلي الغرفة يفك عقدة القماش التي ربطها جبران بعنف ليوقف سيل الدماء لم يستطع حلها فأخرج مقص من حقيبته يقصها بها يتفحص الجرح بعناية ليخرج زجاجة مخدر علي شكل رزاز بدأ يعقم الجرح أولا ثم وضع المخدر وبدأ يخيط دون أن ينطق بحرف لينظر جبران له محتدا يغمغم ساخرا :
- هو احنا جايبين دكتور أخرس ولا ايه ما تطمني يا جدع أنت حسن ماله 
ابتلع الطبيب لعابه خائفا منه صمته خوف ليس أكثر اهتزت نبرته يغمغم سريعا :
- الحمد لله الجرح مش في مكان خطير في الكتف وما نزفش دم كتير حد ربط الجرح كويس فما نزفش أنا عمقته وهخطيه وهكتبله العلاج المناسب 
رفع جبران حاجبه الأيسر ساخرا يغمغم متهكما :
- دا ايه الدكتور النايتي دا 
في تلك الاثناء بدأ حسن يحرك رأسه بعنف انكمشت قسمات وجهه يصرخ خائفا :
- لا لا لا أبعد عنها ، لا ما تضربهاش ، سيبها .. ماما ، ماما ردي عليا ... ماااامااا
اغرقت الدموع وجهه ليتحرك جبران سريعا جلس جواره علي الفراش يمسح علي رأسه يحاول أن يهدئه في حين كانت تقف هي عند باب الغرفة بعد أن وضعت جلباب أسود فوق ملابسها الممزقة نظرت له مدهوشة وهو يصرخ ويبكي بتلك الطريقة والدته ما بها ولما كان ينادي باسمها مذعورا لذلك الحد ... انهي الطبيب عمله ليخط ما يناسب حالة حسن من أدوية فوق سطح ورقة ( الروشتة ) أعطاها لجبران يغمغم مرتبكا :
- دي الادوية اللي هيحتاجها أنا كاتب جنب كل نوع مواعيده بالظبط ... وياريت تهتموا بتغذيته الفترة الجاية 
دس جبران يده في جيب سرواله الجينز يخرج بضع ورقات نقدية يعطيها للطبيب ربت علي كتفه لينتفض الأخير مذعورا في حين اردف جبران قائلا :
- متشكرين يا دكتور ما نجيلكش في حاجة وحشة ، واد يا عمر مع الدكتور لحد تحت وهات العلاج دا من الصيدلية علي أول الشارع 
جاء الفتي سريعا يصطحب الطبيب للخارج يأخذ معه ورقة الدواء التفت جبران ناحية أمل اقترب منها وقف علي بعد عدة خطوات منها تنهد بعمق يحادثها :
- مش هسألك ايه اللي عمل فيه كدة ، كل اللي هقولهولك أن حسن اتعذب كتير في حياته كفاية أن مامته انتحرت قدام عينيه وهو طفل عنده عشر سنين دبحت نفسها قدامه
شهقت امل مفزوعة مما تسمع وضعت يديها علي فمها عينيها شاخصة مذهولة ليزفر جبران أنفاسه بحرقة يكمل :
- أنا وعدته اني ما اجبش سيرة الموضوع دا خالص ، بس أنتِ لازم تعرفي ... حسن اتعذب بسبب أبوه من وهو عيل صغير عنده سنين بسيطة في الدنيا أبوه كان راجل مجنون بيعذبه هو وأمه ربنا يرحمها بقي ، انتحرت من القرف اللي كانت بتشوفه أبو حسن شخص بشع مريض أنا مش هقولك تفاصيل هو كان بيعمل فيه اي ، حسن هرب منه ومن قرفه ... حسن ابن مليونير ابوه فلوسه ما تتعدش 
صمت لبضع لحظات يلتقط أنفاسه الحزينة علي صديقه يحادث أمل بنبرة أكثر لينا :
- حسن حبك أوي يا أمل خصوصا أن فيكي شبه من والدته ، أنا عارف إن كل اللي عمله قرف في قرف أنا مش ببررله أنا كل اللي طالبه منك أنك تديله فرصة واحدة والله أنتِ لو طلبتي عينيه مش هيأخرهم عليكي ... فرصة واحدة يا أمل ... خلي بالك منه وأنا هجيله تاني 
تحرك يغادر تاركا إياها تبكي في طوفان الحيرة والألم والشفقة عليه !!
________________
في غرفتها تتحرك كفراشة ناعمة اجنحتها سامة تتمايل مع موسيقي ( البالية ) التي تحبها تلتف حول نفسها تبتسم في قسوة مخيفة الأحمق قبل أن يعطيها ردا ، ستقتل رسل شاء أم آباء لا يهم .... قاطع رقصتها السامة صوت دقات علي باب غرفتها أوقفت الموسيقي توجهت لتفتح الباب ليصفر وجهها خوفا حين رأته وكيف لا تعرفه أحد رجال ( المايسترو ) كيف دخل إلي منزل صاحب الظل لم تكد تنطق بحرف غمغم هو آمرا :
- المايسترو يأمر برؤية روزا الجميلة 
ابتلعت لعابها مرتبكة تنظر حولها هنا وهناك ارتعشت نبرة صوتها تغمغم خائفة !! :
- المايسترو !! ولكن كيف سأخرج الكاميرات وحراس صاحب الظل
لم تتغير قسمات وجه الرجل القاسية فقط قاطعها قبل أن تكمل يردد :
- الكاميرات تم تشويشها ، حراس صاحب الظل لا يمكنهم النطق بحرف والا تقطعت ألسنتهم ، هيا سيدتي الجميلة ... المايسترو سيغضب 
شحب وجهها ذعرا حركت رأسها بالإيجاب سريعا ركضت تبدل ثيابها لفستان أسود اللون كما يحب مغلق من جميع الجوانب .... تحركت مع الحارس سريعا خرجت من البوابة ليخفض حراس صاحب الظل رؤوسهم أرضا وكأنهم لم يروا شيئا دخلت إلي سيارة سوداء ضخمة ليضعوا حقيبة من القماش فوق رأسها ... ظلت هكذا لأكثر من نصف ساعة إلي أن وصلوا إلي وجهتهم سحبها الحارس لخارج السيارة تمشي بصحبته باستسلام غريب إلي أن وصل بها أمام باب غرفة مغلقة نزع الحقيبة عن رأسها اشار لها للباب يغمغم :
- المايسترو ينتظر بالداخل
تنهدت بعمق خائفة تتمني أن تخرج من عنده بأقل خسائر دقت الباب لتسمع صوت المخيف يأمرها بالدخول ...أدارت مقبض الباب تدخل إلي الغرفة ابتسمت ما أن رأته وابتسم هو 
كان يجلس علي مقعد ضخم يضع ساقا فوق أخري لم يتحرك من مكانه فقط فتح ذراعيه قليلا يغمغم :
- روزا الجميلة أتت لأحضان أبيها ، اشتقت للشيطانة التي صنعتها بيدي 
توسعت ابتسامتها تحركت صوبه ارتمت أرضا علي ركبتيها أمامه تنظر له تبتسم تغمغم سعيدة :
- سيدي المايسترو خادمتك روزا 
ضحك عاليا ضحكة مخيفة تخلع القلوب من قسوتها انحني بجزعه إليها مد يده يمسك فكها برفق يكمل مبتسما :
- رزوا الجميلة تعرف كيف تجعل سيدها راضيا لذلك سأغض الطرف عن مماطلة الجميلة مع الحارس ، أنا أثق أنها لن تتكرر صحيح روزا
اومأت برأسها سريعا بالإيجاب لتقتم ابتسامته يربت علي وجهها بخفة حرك إبهامه علي وجنتها بخفة قتمت نظرات عينيه الرمادية القاتمة من الأساس يغمغم مبتسما بنعومة سامة :
- اشتاقت للجميلة لي أليس كذلك ، هل نفذت الجميلة ما أمر سيدها 
حركت رأسها بالإيجاب سريعا تغمغم سريعا بتلهف :
- نعم نعم اقسم صاحب الظل يفعل ما اقوله دون تردد كل الشحنات التي اردتها سيدي  جعلته يحصل عليها وتلك المدعوة حياة كان يجب أن تراها وهي تصرخ مذعورة من قفص الأفاعي لقد أمرته أن يفعل بها ما امرتني إن اقوله له ، وأخبرته أن يقتل رسل ولكنه رحل دون أن يعطيني ردا لا اعرف أن كان سيفعل أم لا
توقفت يده التي تتحرك علي وجهها اسود وجهه لتنغزر أصابعه في وجهها بعنف صدح صوته المخيف يصرخ فيها :
- كلمة لا اعرف لا توجد في قاموسي روزا ، أنسيتِ يمكنني إعادة تذكيرك من بداية الدرس منذ سنوات وأنا أصنع الجميلة يمكنها قتلها وصنع غيرها ، صاحب الظل عليه أن يقتل بيديه تلك العاهرة رسل وبعدها طارق وشيرين واتركي مجدي لي أريد أن يُجن الأسد العجوز فهمتي 
حركت رأسها بالإيجاب سريعا تغمغم مذعورة :
- سأفعل كل ما تأمر به سيدي ، أن اردتني أن اقتل أنا رسل سأفعل ... أنا خادمتك لا اعصي لك أمرا أرجوك لا تغضب 
ارتسمت ابتسامة قاتمة مخيفة علي ثغره نظر لساعة يده الضخمة ليغمغم ضاحكا بعبث :
- لا يزال هناك الكثير من الوقت إلي أن ينتهي صاحب الظل من صفقته  ، إلي الفراش روزا الجميلة لازالت عندي رحلة هامة بعد ساعة إلي حيث سأنهي الجميع !!
_______________
الثانية ليلا منذ أن خرج مسرعا بعد أن اتصل به أحد رجاله يخبره أن هناك كارثة حلت وهو لم يعد أين تأخر كل ذلك الوقت جلست علي الأريكة في الصالة والافكار السوداء تعصف برأسها هل يمكن أن يكن رحل وتركها حاولت ان تتصل به هاتفه مغلق اخيرا سمعت صوت مفتاحه يدخل إلي الباب قامت سريعا لتراه يدخل إلي المنزل يصفر باستمتاع اقتربت منه تسأله قلقة :
- كنت فين يا جبران بقالك أكتر من أربع ساعات برة 
ارتسمت ابتسامة عابثة علي ثغره اقترب منها يطوق خصرها بذراعه لاعب حاجبيه يغمغم مشاكسا :
- هي بنت الذوات قلقانة عليا ولا ايه ، كنت بخلص مصلحة في السريع يا قلب جبران
ضحكت يآسة ذلك الرجل لن يتغير لتردف مبتسمة في شجن :
- مش هتتغير أبدا ، كنت فكراك مشيت ومش هترجع بعد اللي عرفته
اختفت ابتسامته ليمسك بذراعيها بين كفيه تنهد يغمغم معاتبا :
- بتفتحي الموضوع دا تاني ليه يا وتر يا بنت الحلال أنتِ مراتي وأنا لا عمري لا هبعد ولا هسيبك الا لو أنتي قولتي وساعتها بردوا مش هبعد
ضحكت بخفة علي ما يقول تصدمه علي صدره بخفة تحركت حدقتيها علي قسمات وجهه تغمغم مدهوشة :
- مين كان يصدق أن المعلم جبران اللي كنت بكرهه كره العمي يبقي جنتل ولطيف أوي كدة
توسعت ابتسامته غمزها بطرف عينيه يغمغم بمكر :
- كنتي بتكرهيني يعني دلوقتي بقيتي بتحبيني صدقتيني بقي يا بنت الذوات 
توسعت عينيها في دهشة لم تقل انها أحبته هي فقط لم تعد تكرهه كما كانت حركت رأسها بالنفي تغمغم سريعا :
- لاء مش للدرجة دي أنا بس ما بقتش واخدة منك نفس الموقف اللي كنت وخداه أول ما شوفتك
- ايوة يعني حبتيني أنا عارف
غمغم بها بابتسامة كبيرة تحمل كل معاني الثقة  
ضحكت رأسها نفيا ولكنه لم ييأس اكمل بنفس الثقة :
- يبقي عشقتيني دا أنا اللمبي يا بت العشق يا نوسة 
هنا انفجرت في الضحك تحركت للخلف وهي تضحك لتتعثر قدميها في ذلك ( الشبشب ) الذي لم تعتد ارتدائه بعد كاد أن تسقط ليمسك بها سريعا انتشلها بين أحضانه لم يدع فرصة لاي لحظة رومانسية غمزها بطرف عينيه يغمغم بولة :
- ما تيجي ونجيب مليجي وبسرعة قبل ما حد يجي
احمرت وجنتيها خجلا شعرت وكأن حرارة لاهبة اشتعلت بجسدها ولكنها لم تبتعد هي لم تحب جبران بعد ولكنها ترغب في التخلص من ذكري اغتصابها القديمة تكسر ذلك الحاجز الذي قيدها لأعوام لتجد نفسها تومأ له بالإيجاب دون وعي هو نفسه اندهش من موافقتها كان فقط يشاكسها لم يعتقد أنها ستوافق بتلك البساطة حرك رأسه يسألها مدهوشا :
- متأكدة ؟
حركت رأسها بالإيجاب من جديد لينحني بجذعه يحملها بين ذراعيه يدلف بها إلي غرفة نومهم ما ان دلف سمع صوت دقات هادئة علي باب منزله انزلها أرضا يهمس بصوت محموم شغوف :
- هشوف الباب بسرعة واجيلك
تركها متوجها إلي باب المنزل فتحه ليجد رجل طويل القامة جسده متناسق يضج بالحياة علي الرغم من أنه يبدو في الخمسينات من عمره ، نظرات عينيه حادة خصلات شعره يغلب عليها اللون الأبيض حلة باهظة بشكل مبالغ فيه قبل أن يسأله جبران بادر الرجل يسأل :
- وتر هنا ؟
قطب جبران ما بين حاجبيه متعجبا ينظر للرجل في حذر اومأ له بالإيجاب يسأله :
- أنت مين وعايز ايه من مراتي
ابتسم الرجل في هدوء يغمغم :
 - أنا سفيان الدالي وعايز وتر سفيان الدالي بنتي ، أما موضوع مراتك دا فاحنا لسه هنشوفه مع بعض !! 



google-playkhamsatmostaqltradent