Ads by Google X

رواية العابثة الصغيرة الفصل الخامس عشر 15 بقلم سوليية نصار

الصفحة الرئيسية

          رواية العابثة الصغيرة الفصل الخامس عشر بقلم سوليية نصار

رواية العابثة الصغيرة الفصل الخامس عشر

- كان ينظر إليها ببرود وكأن غضبه منها تطاير... ولكن خلف ذلك البرود كان محطم للغاية... لقد ذاق مرارة الخيانة للمرة الثانية! حطم قلبه للمرة الثانية ولكن الذنب ذنبه.... هو من وثق بها...أعطي لامرأة الأمان وهو هو يجني ثمار غباؤه ...شعر في تلك اللحظة كأن الجليد احتل قلبه فبدل أن يقتلها هي وعشيقها كما فعل مع زوجته نظر إليها بقرف وكأنها رخيصة لا تساوي شيئا ..
كانت تنظر إليه بصدمة... ابتعد عنها علي لتراقب الوضع الذي هي فيه... شعرها مشعث.. ملابسها كذلك وكحلها يسيل علي عينيها ...تلك الصورة جعلتها ترغب في التقيؤ ...لقد شعر بالإشمئزاز منها ...هزت دعاء رأسها وهي تتوسله بعينيها الا يظلمها مرة اخري لكنه ابتسم ساخرا واستدار وكاد أن يذهب ....الا أنها ركضت وهي تتمسك بكفه وتصرخ :
-لا يا رائد ابوس ايديك متظلمنيش  ..... اسمعني بس ...
ولكنه دفعها بعيدا بقرف وقال:
-كفاية اللي شوفته يا محترمة ....طيب كنتوا تقفلوا الباب عشان محدش يقاطع اللحظات الجميلة دي 
قالها ببرود رغم روحه التي تغلي 
..ود أن يقتلها سويا الان لعله يرتاح ولكن لا ...لا تستحق أن  يلوث يديه بدماءها ...كان علي متجمد وهو ينظر اليه برعب ولكن بدا أن رائد لا يراه حتي...
دفعها عنه وقال:
-متقلقيش يا دعاء مش هقولك ولا حاجة أنتِ ارخص من كده بكتير أنا يدوب اطلقك وارميكي عشان ترجعي لأصلك الواطي زيك ...أنتِ رخيصة وهتفضلي رخيصة دايما والرخيص مش بنتعب نفسنا معاه ...لا بنرميه تحت رجلينا ...
انسابت دموعها وهي تشهق بألم وتقول:
-والله مظلومة هو اللي هجم ....
-انتِ طالق يا دعاء ..مش عاوز اشوف وشك تاني 
لطمت دعاء ليطالعها بقرف ثم ذهب ...
وقعت دعاء علي الأرض وهي تبكي وتلطم علي وجهها حتي كادت أن تمزقه...تولول بكلمات لا تصل حتي لأذنها  ظلت تبكي وتبكي حتي فقدت الوعي تماما ...لهث علي بعنف وهو يراقب ما حدث ثم خرج مسرعا خلف رائد وهو يشكر ربه أنه لم يقتله 
....
-دعاء ...دعاء فوقي ...
صوت منال المرتعب انتشلها من كوابيسها ...نهضت دعاء وهي ترتعش ...رأت نفسها علي الفراش وعم منعم ومنال واخاها بجانبها ...تساقطت دموعها وهي تقول بجنون:
-منال ... منال ده كان حلم صح ...أنا كنت نايمة هنا متحركتش من مكاني ...
كانت تتكلم بسرعة وبهذيان ...جعلت منال تخاف عليها ...أمسكت منال كفها وقالت:
-لا يا دعاء أنتِ كنتي واقعة في الصالة ايه اللي حصل ؟!
شهقت ووضعت كفها علي فاها وهي تدرك أن ما حدث حقيقة وليس كابوس بشع بل هي الحقيقة الابشع علي الاطلاق ...لقد طلقها رائد ...انسابت دموعها علي وجنتيها وهي تلطم ثم انفجرت في البكاء يشكل اخاف منال ووالدها وبسام أخاها  ...اخدت منال تهزها بعنف وتقول 
-يا بت انطقي مالك ؟!!
-رائد 
-ماله سي زفت 
-طلقني
-ايييه
قالها عم منعم ومنال في وقت واحد ...لتهز هي رأسها ثم بدأت تقص عليهما ما حدث بالضبط ...
بعد أن انتهت كانت تشهق وتبكي في حضن منال ...بينما تجمد تم منعم ولم يعرف ماذا سيقول ..
....... 
-رائد اهدي ابوس ايديك 
صرخ لؤي به وهو يراه يدمر ما تلتقطه يداه ...كان في حالة هياج لم يراها من قبل ...بينما رائد كان لا يسمعه ولا يراه ...كل ما كان يراه هو خيانة امرأتين احبهما كثيرا ...ظن أن دعاء مختلفة تماما ولكنها مثلها ...رخيصة وخائنة مثلها ...
أوقفه لؤي بعنف عما يفعل وصرخ به :
-اهدي ....اهدي ابوس ايديك ..
-شوفتها في حضنه يا لؤي ...مقدرتش تستني ...الهانم اللي انت قولتيلي اني ممكن اكون ظالمها كانت في حضن عشيقها أنا اتخانت للمرة التانية ...اتكسرت للمرة التانية بس ده غلطي ...غلطي أني وثقت في واحدة ست ...كلهم صنف واحد ..صنف رخيص ..ودعاء ارخصهم ...
جلس علي الأرض وهو يدفن وشه بين كفيه بتعب ...نظر إليه لؤي بإشفاق وجلس بجواره وهو يربت علي كتفه ...رفع رائد رأسه وقد ارتدي قناعه الجليدي وقال:
-مفيش ست تستاهل اني ابكي عشانها يا لؤي ....
امسك كفه وقال:
-لؤي خدني المكان إياه عايزة انبسط وانسي ...
-رائد ..
-لا لا يا لؤي مترفضش ...ابوس ايديك ساعدني ..
هز لؤي رأسه بإستسلام وقال:
-تمام كمان ساعتين اجهز وانا هسهرك سهرة حلوة ...
ثم نهض لؤي وذهب ...
......
-انا انتهيت يا منال ...لو تشوفي نظرات رائد ليا حسيت اني رخيصة اووي في نظره ...من غير تردد طلقني كأني مستاهلش فرصة اتكلم أو ادافع ...
ربتت منال علي كفها وقالت بحزن :
-كل ده بسبب علي منه لله ...هو عايز ايه منك الزفت ده ...
أخذت دعاء تبكي وتقول :
-منه لله دمر حياتي ...بعد ما قولت خلاص الدنيا ضحكتلي واتجوزت اللي حبيته هو دمر سعادتي ...
مسحت دعاء دموعها وهي تقول بكره :
-بس وديني لأقتله ...
ثم نهضت بجنون وهي تخرج بمنامة البيت ...
-يا دعاء استني ...
صرخت منال وهي تركض خلفها ...
.....
-بسمة الله الرحمن الرحيم ...طيب جاية 
قالتها والدة علي وهي تشعر بأن باب منزلها سوف يكسر ...
فتحت الباب لتجد دعاء أمامها فقالت:
-خير عايزة ايه ...
دفعتها دعاء بعنف وهي تصرخ :
-فين هباب البرك بتاعك ...علي فين ...
خرج علي من غرفته لتهجم دعاء عليه وهي تصرخ :
-دمرت حياتي منك لله جوزي طلقني بسببك يا حقير يا حيوان
ابتسم علي ابتسامة كريهة وقال:
-انا عملت ايه ....أنا لبيت دعوتك وجيت ايه شكلي مقدرتش ابسطك...
جن جنونها. أخذت تضربه وتخربشه ...صرخت والدة علي وهي تزيحها عنه بينما أنت منال مسرعة. هي تبعد دعاء عن علي ...
-سيبوني وديني لأقتله ...
امسكتها والدة علي ثم صفعتها بقوة ودفعتها خارجا. هي تصرخ وتمسك شعرها  :
-يعني انتِ اللي رخيصة وجاية تلومي ابني...
ثم صرخت:
-تعالوا شوفوا يا ناس بنت الناس المحترمين اللي جاية تتهجم علي ابني ...
التم بعض سكان البناية وهم ينظرون بفضول لتلك المعركة الطاحنة ...
دفعتها دعاء وكادت أن تضربها لكن منال امسكتها وهي تقول بتوسل :
-ابوس ايديكي يا دعاء كفاية ..كفاية فضايح
-وكمان هتمدي ايديك عليا ...جاية تلومينا دلوقتي  عشان جوزك طلقك ...ما هو لو مكنتيش رخيصة مكانش طلقك ...أنتِ فاكراني مش عارفة رسايلك لابني وكلامكم طول الليل ...ما انتِ لو محترمة مكانش جوزك طلقك ...
بهتت دعاء وهي تنظر إليها ثم فجأة هجمت علي والدة علي وهي تصرخ :
-حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا ظلمة اشوف فيكم يوم ...
........
بعد قليل ..
كانت دعاء تجلس في المنزل مع منال وهي تبكي ...شعرها مبعثر وانفها ينزف ...كلمات والدة علي احرقت روحها ...لقد اتهمتها أنها هي من اغرت ابنها ...ولقد صدقها الجيران ..لقد أصبحت الآن بالنسبة للجميع امرأة رخيصة لم تستطع الحفاظ علي زوجها لأنها خانته...
-انا اتفضحت يا منال ...خلاص انتهيت ..
نظرت إليها منال بشفقة وحاولت أن تتكلم لتهدئها ولكن دعاء أصبحت في حالة هيستيرية وهي تبكي وتصرخ ...
.......
بعد ساعات ....
ابتسم علي وهو يتقدم منها ويقول بإنتصار:
-رائد خلاص طلق دعاء ...حياتهم اتدمرت نهائي يا هانم ...ها دلوقتي اقدر اخد فلوسي ...
أطفأت سيجارتها في منفضة السجائر  وابتسمت سميرة وهي ترجع رأسها للخلف وتقول :
-برافو عليك يا علي !!!


يتبع الفصل السادس عشر اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent