Ads by Google X

رواية بكل الحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم ناهد خالد

الصفحة الرئيسية

   رواية بكل الحب الفصل الحادي عشر بقلم ناهد خالد

رواية بكل الحب الفصل الحادي عشر

"والفقد هو عنوان حياتي"
 هزها بعنف بين يده وهو يصرخ بها:
_رُدي، اي علاقتك بصاحبي ولي يبعتلك صور ريهام وحسن قبل ما يورهالي وكمان يقولك قربنا اوي، قربتوا من ايه ها! بتلعبوا عليا في ايه انتوا كمان!؟ انطقييي بقولك.. 
كانت كعصفور كُسر جناحه فأخذ يتخبط بالهواء حتي.. أستقر علي الأرض أخيرًا مُعلنًا سقوطه... كسقوطها بين 
يده في اللحظه التاليه!..
أسرع بإسنادها وقد أنتابه القلق حيالها رغم غضبه العاصف منها، حملها يضعها برفق فوق الفراش يحاول السيطره علي أعصابه وكبت غضبه حتي يطمئن عليها وتفيق، اتجه للسراحه وجلب زجاجة عطره، قربها من أنفها ثوان ِ وبدأت تتململ بنومتها وهي تهمهم بخفوت، فتحت عيناها حين شعرت بأحد أمامها، وجدته يجلس علي الفراش وبيده زجاجة العطر ويطالعها بجمود..
تذكرت علي الفور ما حدث فنهضت سريعًا تعتدل بنومتها، ابتعلت ريقها بتوتر جلل وهي تنظر له بصمت..
وقف مبتعدًا يضع زجاجة العطر محلها وقال وهو يعطيها ظهره :
_لو ال show (العرض) بتاعك خلص، مستني إجابة أسئلتي..
يظنها أدعت الإغماء.. يظنها تخدعه، ولكن لا يعرف أنها فقدت الوعي حقًا، حين رأت كل ما فعلته ينهار أمامها، حين أيقنت أن اللحظه التي تخشاها قد أتت، حين شعرت أنه اليوم الأخير لوجودها بحياته..
لما لا تستطيع الحديث!؟ لما لا ترد علي أسئلته؟، وكأن لسانها أنعقد ولا تجد ما ترد بهِ من الأساس...
انتفضت علي صوت إنكسار زجاجة عطره التي كان يمسكها بيده بعد أطاح بها لتصتدم بالحائط، التف لها بأعين حمراء من الغضب وهو يصرخ بها بنفاذ صبر :
_ورحمة أمي أنا ماسك نفسي بالعافيه، فردي عشان متندميش أنك مردتيش من اللي هعمله فيكِ..
لو تعلم كم الأفكار التي تتأجج بعقله أثر صمتها هذا لما صمتت دقيقه واحده، لو تعلم إلما وصلت أفكاره لنطقت لتنجد نفسها منها..
استمع لدقات فوق باب الجناح، زجره بنظره حاده قبل أن يتجه للخارج، وقف أمام الباب يلتقط أنفاسه الثائره، يحاول تهدئة أعصابه التي أشبهت بنزين يقترب منه عود من الكبريت فأوشك أن يحرق المكان بأكمله، فتح الباب ليجد أبيه أمامه، هتف باستغراب:
_حضرتك لسه هنا! أنا فكرتك نزلت الشركه!
_لا أصل صحيت متأخر النهارده علي غير العاده مش عارف لي! معتصم كلمني كان بيسأل علينا عشان اتأخرنا احنا الاتنين وبيرن عليك تليفونك مقفول..
_فاصل شحن..
_طيب أنا هنزل أخد الورق بتاع الاجتماع وهروح أنا أحضره مفضلش غير ساعه، وأنت ابقي أنزل علي اجتماع آخر النهار..
_تمام، أنا كنت لسه هكلم حضرتك أسألك عن الورق لأني ملقتوش عندي..
_ خدته امبارح عشان كنت مقرر احضر اجتماع الصبح عشان العصر عندي ميعاد دكتور..
تسائل بقلق:
_دكتور لي؟ حضرتك تعبان؟
ابتسم بهدوء يطمئنه:
_لأ، ده عشان يشوف الفحوصات الشهريه الي بعملها متقلقش.
كاد يرد عليهِ حين قاطعه خروجها من الغرفه بعد أن أبدلت ثوب الإستحمام لثوب منزلي مناسب..
اتجهت بخطي بطيئه متثاقله وعيناها وشحوب وجهها يحكي الكثير..
هتف محمد بقلق:
_مالك يا داليا؟
رد سليم سريعًا :
_مفيش يابابا كانت تعبانه شويه..
وزجرها بنظره محذره بأنه لا يريد أن يعرف أبيهِ شيئًا، اقتربت حتي وقفت أمام والده وهنا تساقطت دموعها بعجز وهي تنظر له بحسره، اقترب منها سريعًا لرؤيتها بهذه الحاله وقال :
_مالك يابنتي في ايه؟
زفر سليم بعنف وكاد يتحدث حين قاطعته هي وهي تقول ببكاء :
_سليم عاوز يعرف اي علاقتي بمعتصم..
قطب سليم حاجبيهِ بشده متفاجئًا من حديثها.. أويعلم أباه علاقتها بهِ!؟، ابتلع محمد ريقه بتوتر وهو ينظر لها ثم ينقل بصره له، وهتف :
_مفيش ياسليم، ده مجرد شغل وأنا عارف...
صرخت بتعب وكأنها لا تريد أن تفوت هذه الفرصه لتزيل من علي كاهلها حمل خداعها له :
_لأ، مش شغل.. أنا تعبت ومش هكذب تاني ولا هخبي تاني.. أيًا كانت النتيجه هتبقي أرحملي من اللي أنا فيه..
_هو في ايه؟
صرخ بها سليم بنفاذ صبر وغضب وهو يشعر نفسه أبله بينهما..
ردت  هي بتماسك ضعيف :
_اتصل علي معتصم ييجي يا عمي..
___________(ناهد خالد) ______
مرت نصف ساعه عصيبه علي الجميع..
بين..
توتر من محمد عما سيؤل إليه الأمر بعد كشف الحقائق، ويرتب ما سيبرر بهِ كل ما فعله، ويخشي رد فعل أبنه مع زوجته وصديقه أكثر ما يخشي رد فعلهِ معه...
وسليم الذي تتضارب الأفكار في رأسه عدا فكرو أن تكون هنالك علاقه غير أخلاقيه بينهما ف أبيهِ علي علم بالأمر.. ينظر لأبيه لحظه... ويتوقف عندها لحظات.. حالتها توجع قلبه حقًا.. يتمني لو كان الأمر لا يخصه لكانت بين أحضانه الآن يهدهدها ويخفف من روعها، ويتمني أن يكون الأمر لا يستدعي كل هذه الجلبه.. فينتهي بها بين أحضانه وهو يتمتم بعبارات اعتذاريه لها...
أما عنها.. فيويل معانتها.. دموعها لم تتوقف.. تتذكر كل كوابيسها عن هذه اللحظه.. وجميعها تنتهي بأنتهاء علاقتها بهِ!.. ليتها أخبرته الحقيقه من يوم عقد قرانهم.. قبل أن يعاملها بلطف ويحاول اسعادها ويفعل كل ما فعله سلفًا... ازاد من تعلقها بهِ وكأنها كانت تحتاج!، ازاد من حبهِ، ازاد من آمالها في الاستمرار معه، نعمت في حبهِ الذي وإن لم يظهر ولم يعترف بهِ لكنها استطاعت رؤيته في الكثير من الأحيان.. ليتها لم تعش معه تلك الذكريات الرائعه التي ستظل تداهم عقلها لآخر عمرها..
_اي يا جماعه أنتوا ناسين الاجتماع؟ وجايبني لي؟
قالها معتصم ما إن دلف عليهم بعد أن انتقلوا للطابق الأسفل في انتظاره...
وقف سليم واقترب منهِ حتي أصبح أمامه تمامًا وسأله بجمود :
_بعت صورهم لداليا لي؟ وايه علاقتك بيها؟
وهنا وقف محمد يقول بحزم :
_أنا هحكيلك كل حاجه ياسليم..
مرت فتره أنتهي فيها سليم من سماع كل ما أرادوا قوله.. أو بمعني أدق كل ما حدث سابقًا...
كان صامد جامد لا يظهر عليهِ أي تأثر.. وكأنه لا يسمع والده الذي تولي مهمة سرد كل ما حدث.. وحين انتهي والده.. رفع رأسه بعد أن كان محنيها وهو يستمع له.. وتشكلت ابتسامه ساخره علي وجهه وهو يبدأ بالحديث بنبره ساخره ومتألمه في الوقت ذاته... 
_كالعاده، بتتحكم في حياتي وبترتبها زي ما أنت عاوز، مش مهم أنا عاوز أيه.. 
صمت ثواني ثم قال :
_عاوز أعرف أنتوا اتصرفتوا كده بناءً علي أيه، ولي قررتوا ترتبولي حياتي وتدخلوا فيها عنوه.. 
قال الأخيره وهو يرمي نظره لتلك المنزويه بآخر ركن في الغرفه علي كرسي بعيد عنهم وكأنها لا تريد الحضور من الأساس.. 
بدأ محمد بتبرير يقول :
_سليم أقسملك أني كنت خلاص موافق علي ريهام لأنها اختيارك وشيلت موضوع داليا من دماغي وأنا قلتلك أني قولتلها ده بعدين.. يعني مكنتش ناوي اتدخل في حاجه.. بس لما معتصم حكالي عن ريهام خوفت عليك وحسيت ان مش دي الي تستاهلها.. أنت تستاهل حد أحسن منها.. تصرفت بناءً علي إني عاوزلك الأحسن.. أنت ابني وأنا خايف عليك ومش عاوزك تقع ولا تتوجع، عشان كده قررت ادخل داليا حياتك، عشان تحبها ولما تكتشف حقيقه ريهام تكون مش فارقلك ومتوجعكش.. ولو حتي محبتهاش عارف أنها كانت هتبقي جنبك وهتخفف عليك.. آنا والله عمري ما تعمدت أدخل في حياتك.. بس أنا دايمًا بحاول أبعد عنك أي حاجه ممكن توقعك أو تأذيك.. دايمًا بحاول أحميك من الدنيا.. أنا شايف أن ده دوري طول ما أنا عايش وربنا مديني عمر.. 
رفع حاجبيه بسخريه وهو يقف مواجهًا له :
_سيبني أقع و سيبني أتوجع.. هتعلم ازاي من غير ما أمر بتجارب صعبه.. طب أنت عايشلي طول العمر!؟، عاوز تعيشني طول ما أنت معايا مُرفه وتمام وميحصلش معايا أي مشكله أو أمر بتجربه صعبه.. وبعدين... لو جه وقت وبقيت لوحدي واتواجهت بالدنيا.. عارف.. ساعتها أقل حاجه هتوقعني ومش هقوم تاني.. لأني متعودتش علي الصعب.. أنت دورك مش تحميني وتبعد عني كل الي ممكن يواجهني فتتصرف بناءً علي ده وترتبلي حياتي، أنت دورك تسندني لما أقع وتقومني لما أيأس.. تكون جنبي بس مش تمشي حياتي علي مزاجك.. 
نظر ل داليا وهو يقول بسخريه :
_فاكره لما قولتلك ابويا السبب في أني اتجوز ريهام.. 
نظر لأبيه ليجد عيناه تتسع بدهشه وكأنه أتهمه بجرم ما.. 
_أنا ياسليم؟! 
أومئ بتأكيد وهو يكمل بتحسر:
_آه أنت، عندت معاك عشان كده اتجوزتها.. عارف قبل ما تيجيلي وتقولي ع الوصيه كنت أنا جايلك أقولك خلاص يابابا ألغي موضوع ريهام أنا مش مرتاح وحاسس أنها مش الاختيار الأفضل ليا وهيبقي بينا مشاكل كتير في المستقبل.. و Guess what ( خمن ماذا).. 
قالها بطريقه مسرحيه ثم أكمل :
_اكتشفت أني مجرد معجب بيها.. وملهاش جوايا الحب الكافي الي نبني بيه حياه ونعدي مشاكلنا عشانه.. بس صدمتني لما لاقيتك بتفرض عليا بنت صاحبك.. ومصمم.. رغم أنك فاهم أني لسه بحب ريهام وعاوزها.. سألت نفسي هو أنت ازاي أنا مش هامك للدرجادي! مش هامك مشاعري ورغبتي وأهم حاجه أنت عاوز ايه مش أنا عاوز ايه..! وكأنك جبتني الدنيا عشان أنفذ رغباتك!.. عارف اتوجعت اوي وأنت بتقولي لو متجوزتهاش اعتبرني مُت.. بتنهي علاقتنا عشان تلوي دراعي وتجبرني اتجوزها.. وقلبي ده في داهيه... أسيب حبيبتي مش مهم.. اتجوز واحده مخترتهاش مش مهم... المهم أنت عاوز ايه.. فاكر.. فاكر أيام الابتدائي لما نقلتني من مدرستي الي كان فيها كل صحابي لمدرسه تانيه لمجرد أنها أقرب لشغلك فناوي تنقل حياتك هناك.. ولما اتعودت عليها وحاولت اتأقلم جيت قولتلي يلا يا سليم سيب صحابك الجداد وتعالي انقلك مدرسه international ( لغات)، عشان أنا بقي معايا فلوس وحالتي الماديه اتيسرت وأنت لازم تواكب تقدمنا ده!، واتنقل سليم وساب صحابه للمره التالته.. حتي في الثانوي لما كنت عاوز أدخل أدبي وحابب ده وكانت أمنية حياتي أني أدخل كلية آثار لحبي فيها.. رفضت وأصريت ادخل علمي عشان ادخل هندسه.. وأنا كالعاده لبيت.. ودخلت وجبت هندسه.. ووقتها حسيت أني اتعلقت بحلم جديد.. الشرطه!، ولما طلبت أقدم فيها.. قولتلي والشركات الي عندنا مين هيمسكها بعدي.. وفضلنا شهر في نقاش انتهي لصالحك كالعاده وخسرت حلمي للمره التانيه.. ولما جيت قولتلك اخد الهندسه من انجلترا.. رفضت وقولتلي مينفعش تسافر وتسيب والدتك لوحدها افرض احتاجتك وأنا مش موجود.. وضغط عليا أنزل الشركه معاك وأنا لسه في أولي.. ملحقتش اتهني بأي مرحله في حياتي.. حتي معتصم كنت رافض صداقتي له.. كنت بتختارلي اصاحب مين ومصاحبش مين.. اخرج امتي وارجع امتي.. اتكلم ازاي واتعامل مع الناس ازاي.. أنت كنت بتقررلي حتي البس استايل ايه وملبسش ايه..عمرك ما سيبتلي حرية الاختيار... عشان كده لما لقيتك أنك عاوز كمان تجوزني علي مزاجك رفضت وعندت.. وفي الآخر.. رضخت.. زي كل مره، يمكن الحاجه الوحيده الي عرفت اعملها مخالفه لرغبتك.. جوازي من ريهام.. عرفت ليه بقي أنت السبب.. 
التف لمعتصم يقول بابتسامه ساخره :
_ايه مش عندك الي تدافع بيه عن نفسك أنت كمان! قول سامعك.. 
تنهد معتصم قبل أن يقول :
_أنا معنديش اخوات، ومن لما عرفتك وأنا بعتبرك آخويا الي مش من دمي بس الدنيا هدتهولي، عمري ما حسيت ناحيتك بغيره أو اي مشاعر سلبيه، دايمًا كنت ببقي مبسوط بكل الحلو الي بيحصلك.. كنت بخاف عليك وكأنك أخويا الصغير، عشان كده كنت دايماً بتخانق أيام الثانوي عشانك، لأنك كنت سلبي ومبتاخدش موقف وأنا مبستحملش، فاكر كام مره روحت مضروب بسببك، بدخل اتخانق عشانك ورغم إني بضرب بس ببقي مرتاح أني عملت حاجه عشانك حتي لو فشلت فيها، فاكر لما اتفصلت أسبوع عشانك.. كان عشان مدرس سقطك في امتحان شهر وأنا متأكد أنك حليت كله صح.. كان مستقصدك عشان بتنافس ابنه دايمًا، يومها وقفت قدام الفصل كله وزعقت معاه عشانك.. رغم إني كنت جايب ١٨من ٢٠، لكن مفرحتش بدرجتي وأنت واخد صفر.. وظلم، سليم أنا اي حاجه عملتها صدقني كانت عشانك.. لما ناديه قالتلي ع ريهام مكنش عندي معلومات كافيه اجي اقولهالك. وخوقت متصدقنيش، كنت شايفك متعلق بيها، ومحبتش أكسر فرحتك وأنت أول مره تدخل في علاقه غير لما اتأكد أنها مش كويسه، بس مع ذلك مكنتش بحبها ولا كنت قابلها ليك، عشان كده روحت لوالدك، لما طلب مني أساعده في موضوع داليا.. ساعدته، يمكن عشان كان كل همي ابعد ريهام عنك، وفكرت أنك لما تتجوز داليا ريهام هتبعد وتسيبك... فساعدته، وكنت ناوي أبعد عن اي حاجه تخصك تاني... بس جوازك من ريهام رجعنا لنقطه الصفر.. وبدأت اتواصل مع عمي وداليا عشان نشوف هنتصرف ازاي، وبدأت اراقبها واحاول امسك عليها اي حاجه اقدمهالك..ده كل الموضوع.. اي حد فينا عمل حاجه كانت عشانك والله.. 
نظر في عيناه مباشرةً وهو يسأله بجمود :
_مين سرب خبر جوازي من ريهام؟ 
توترت حدقتي معتصم وهو ينظر لمحمد الذي أشار له بأن يقول فيجب أن ينهوا كل شئ الآن وتتضح جميع الحقائق :
_عمي طلب مني أصوركوا في كتب الكتاب، مكنتش عارف لي، بس بعد ما صورتكوا طلب مني أسربها لحد من الصحافه.. 
_ايه؟؟! 
كانت هذه الكلمه الوحيده التي نطقتها داليا وهي نجحظ بعيناها لهم!، أهُم من سربوا الخبر وجعلوا الجميع يتحدث بشأنها! 
نظر لها سليم بسخريه وقال :
_ايه!؟ مكنوش معرفينك!..
_داليا في حاجات كتير متعرفهاش ياسليم، وكل حاجه عملناها كانت بتعرف بيها بعد مانعملها، حتي حوار تعبي والوصيه كل ده هي مكنتش تعرف بيه غير لما روحت وحكيت لها.. 
استدار بجسده واتجه لها حتي أصبح أمامها تمامًا وقال :
_غريبه! كنا نسمع أن الراجل هو الي بيغصب البنت علي الجواز، أو بيجري وراها ويخطط وينفذ عشان يوقعها بشباكه، لكن أول مره أشوف بنت هي الي بتوقع راجل في شباكها ده غير طبعًا البناات التانيه الي شغلتهم كده أصلاً... 
أغمضت عيناها بشده وهي تستمع لكلماته التي تعلم أنها ستكون قاسيه حد.. حد الموت! 
_كرامتك فين وأنتِ بتتجوزي واحد وأنتِ عارفه أنه مغصوب عليه يتجوزك، ومعمول عليه فيلم عشان توقعوه!، فين كرامتك قدام نفسك وأنتِ بتقبلي تتجوزيني وأنتِ عارفه أني بحب غيرك!؟، أنا عمري ماشوفت انعدام كرامه وبجاحه زي بجاحتك، كنتِ بتقعدي معايا وتحطي عينك في عيني وأنا بقولك أننا مغصوبين علي الجواز عشان الوصيه وعشان..، وأنتِ لا مغصوبه ولا نيله، وبتخدعيني وبتمثلي عليا أني مش هامك وعادي اتجوز وعادي ننفصل بعد كام شهر وماله، وأنتِ مخططه ازاي تخليني احبك عشان تضمني أني مسبكيش.. طب معملتيش حساب أني أعرف كل حاجه في يوم؟! 
وقفت باهتزاز وهي تنظر لعيناه بعيناها الدمويه ودموعها تتجمع بها وبدأت الحديث بنبره بدت أقرب لشخص يتحدث آخر كلماته في الحياه وهو علي مشارف الموت :
_الفقد هو عنوان حياتي.. كلمه كتبتها في علي ورقه من كام سنه، يمكن سبعه ويمكن عشره مش فارقه، بس الي يفرق المضمون، كل حد حبيته واتعلقت بيه، فقدته، من أول أمي لحد أختي.. ايوه كان عندي أخت أصغر مني بسنتين خسرتها وهي يدوب مكملتش سبع شهور، يمكن ملحقتش اعرفها ولا كنت واعيه كفايه وقتها، بس بفتقدها وبتخيل لو كانت موجوده أكيد حاجات كتير كانت اتغيرت.. وصاحبتي.. صاحبة عمري من واحنا لسه في الحضانه وكانت جارتي.. فضلنا مع بعض لحد تانيه ثانوي وفجأه.. عملت حادثه وفقدتها.. يمكن عشان كده مليش صحاب ولا عمري فكرت يبقي ليا، بس.. من أول ما بدأت أفهم الدنيا والناس.. وأفهم يعني أيه حب وأحس بمشاعر جوايا.. كان يمكن عندي ١٢ سنه وقتها.. يعني من ١٣ سنه.. حبيت، واتعلقت، وبقيت عاوزه الشخص ده ميفارقنيش ولما أكبر يكون هو شريك حياتي ومنسبش بعض أبدًا.. الشخص الي كنت براقبه من ورا الحيطان لما ييجي عندنا.. ولما الاقي نفسي قدامه اتوتر واتلخبط ومعرفش اقول كلمه واحده، ولما اسمع صوته.. افرح.. مجرد ما سمع اسمه كان بيفرحني ويخلي قلبي يرقص.. الشخص ده هو الي منعني أبص لأي شاب غيره أو اسمح لأي حد يقرب مني، رغم أنه عمره ما اتكلم معايا ولا قالي كلمه حلوه.. وأنا عارفه أنه يمكن مش شايفني أصلاً.. بس كنت دايمًا أقول فرصه.. فرصه بس تجيلي وآنا هخليه يشوفني ويحبني كمان.. ولما جتلي الفرصه اتعلقت بيها.. الشخص ده كان أنت ياسليم.. 
تجمدت ملامحه وهو يطالعها بعدم تصديق، لوهله ظنها تتحدث عن شخص آخر.. وأشتعلت النيران بقلبه بكنه بقي ثابتًا، ظنها ستخبره أنها حاولت إيجاد العوض بهِ عن ذلك الحبيب.. لكن أكان الحبيب هو!! 
_كنت دايمًا أقول هخليه يحبني من حبي له.. بكل الحب الي في قلبي هتعامل معاه، بكل الحب الي شيلته السنين الي فاتت ههتم بيه وهخاف عليه، بكل الحب.. هخليه يحبني.. وبكل الحب.. اتنازلت عن اي شئ وقبلت عرض باباك واتجوزتك.. وبكل الحب وقفت احارب عشان مسبكش لغيري والي ياريتها تستاهلك.. أنا مش وحشه ياسليم ولا عديمه الكرامه.. أنا واحده فقدت كتير وأنت كنت آخر شخص فاضلي بعد بابا.. لو كنت فقدتك أنت كمان.. كنت.. كنت خسرت كل حاجه.. 
أصدر صوتًا ساخرًا وهو يلتفت لأبيه يقول :
_جايبلي واحده تطلع عقدها عليا..! فقدت كل الي اتعلقت بيهم فمسكت فيا أنا بقي!.. 
وكأنه أخذ سهمـا وغرزه بقلبها ليدميه!.. عُقد! أهذا كل ما استنتجه من حديثها!، أهذا رده!، استدار ينظر لها وكاد يكمل حديثه حين توقف فجأه ينظر لعيناها.. آلمته نظرتها لأبعد حد.. كانت نظره معاتبه لائمه.. متألمه بشكل أثار الاضطراب بنفسه لكنه ابتلع ريقه وأكمل :
_عارفه، محدش بيخسر حاجه إلا إذا كان يستاهل أنه يخسرها.. مفكرتيش لي بتخسري كل حاجه بتتعلقي بيها؟ طب مجربتيش تصفي من جواكِ وتتعاملي مع الناس من غير غش ونفاق يمكن تكسبي حاجه واحده.. أنتِ أنانيه.. أتجوزتيني وأنتِ عارفه أن قلبي مع غيرك.. وبكل أنانيه كنت عاوزه تاخديه ليكِ، مش مهم أنا بحبها قد ايه ولاهيحصل ايه لما تفرقي بينا.. المهم عقدك متزدش بعقدة خسارتي مش كده! 
رد معتصم بضيق :
_سليم هي وافقت لما عرفت أن ريهام مش كويسه ومش اختيار صح ليك.. 
رد بغضب عاصف:
_وهي مالها! هي أمي!، هي مالها اختيار صح ولا لأ، ملهاش تدخل نفسها في حياتي... 
التف لها يكمل :
_مكنش من حقك تتدخلي بين اتنين المفروض مرتبطين وبيحبوا بعض وغرضك تفرقينا وتفوزي بيا لمجرد أنها مش كويسه ولا مش مناسبه ليا!، أنت ِ مش من بقية أهلي عشان تدخلي نفسك في أموري الشخصيه..!، عارفه لو كنتِ قولتيله أنا مش موافقه،  أبعد إبنك عنها الأول من غير ما تدخلني طرف وبعديها لو عاوزني أحاول أقرب منه وأظهر في حياته يمكن يحبني أنا موافقه كنت أحترمتك.. تحاولي تقربي مني ها.. مش تتجوزني وكمان وهي موجوده في حياتي!.. كنتِ خايفه تخسريني فتتعقدي أكتر؟..طب اهو خسرتيني روحي اتعقدي بقي أكتر ما أنتِ معقده، أقولك أقفلي علي نفسك ومتتعرفيش علي اي حد لأحسن تخسريه هو كمان بعد ما اتعلقتي بيه... أو اقولك روحي اقعدي في مصحه وهما هيعرفوا يقفلوا عليكِ كويس او يعالجوكِ وتطلعي كويسه.. 
_سليم..! 
كانت صرخة محمد بأسمه وهو يري ابنه يجرح فيها دون أي حسبان متجاوزًا كل الحدود.. 
نطقت بخفوت هادئ وكأن صوتها يأتي من بعيد :
_سيبه ياعمي، معاك حق.. أنا معقده.. معاك حق والله مبتريقش.. آنا آسفه أني دخلت حياتك.. وآسفه أني اعتبرت نفسي ليا الحق في الي مليش حق فيه.. آسفه أنك بسببي اختلفت مع باباك وصاحبك.. عارفه أن أكتر حاجه مضايقك الفيلم الي عملوه عشان نتجوز أكتر من الي حصل في موضوع ريهام.. كنت عارفه أن اليوم ده هييجي. وكنت دايمًا بتخيله بنفس النهايه دي بس أكيد مش بنفس الكلام..دايمًا فرحتي كانت ناقصه.. كنت عايشه في رعب بسببه.. واهو جه.. وقلت الي عندك.. وعرفت الي عندنا.. هسألك سؤال أخير يا سليم.. 
أخذت نفس عميق.. عميق جدًا قبل أن تلفظه وهي تقول :
_ممكن في يوم تسامحني ويكون لينا فرصه تانيه؟ 
نظر لها بصمت وملامحه لم تتغير..ظاهريًا... أما داخليًا كل شئ ينتفض الآن.. لا يعلم بما يجيبها.. القلب يرفض البعد، والعقل يُحتمه ، القلب يطلب الغفران لها، والعقل يرفض المسامحه والتفاوض، القلب يؤلمه ضعفها وانهيارها الوشيك، والعقل يراها تستحق، وما بينهما وقف هو حائرًا... وبالأخير نطق بجمود :
_لأ.. 
أغمضت عيناها وكأن كلمته سكين ذبحها ببطئ آلمها أكثر.. ظلت علي وضعها للحظات، وهو يطالعها ويتمعن النظر بها.. يعلم أنه سيشتاق لرؤيتها.. 
فتحت عيناها وضغطت علي شفتيها بعنف كي لا تنفجر بالبكاء، وقالت بهمس مُنكسر :
_تمام.. أنا آسفه لك للمره الآخيره.. وأوعدك مش هحاول أقرب لحياتك تاني.. 
سارت خطوات بطيئه كسير السلحفاه حتي مرت بجانبه وتخطته، وقفت بعد خطوات قليله والتفت له فقالت :
_عنوان قصتك في حياتي مش الفقد يا سليم.. 
التف لها يطالعها بهدوء فأكملت!:
_أنت وشخص كمان من الي ذكرتهم عنوان قصتكم في حياتي مش الفقد... عنوانها التخلي.. أنتوا اتخليتوا عني بإرادتكوا مش القدر الي جبرنا.. وللأسف أنتوا أكتر اتنين كنت محتاجكوا.. بس متقلقش مش هكرهك زي ماكرهته.. لأن تخليك عني من حقك.. لكن تخليه مكنش من حقه.. والنهايه واحده.. عمي لو سمحت بلغ السواق يجهز العربيه هلم حاجتي وانزل.. 
التفت.. وهذه المره اختفت من أمامهم بسرعة البرق.. 
هتف معتصم بحذر:
_سليم، أنت هتسيبها تمشي؟ 
صرخ بهِ بصوت جهوري:
_أنا مش عاوز اسمع كلمه واحده.. متفتكروش أنكم عديتوا.. أنا بعزكوا صحيح.. بس حتي هي بعزها.. وزي مامقدرتش أسامحها.. معتقدش أني هقدر أسامحكوا.. 
نظر لوالده وأكمل :
_بس للأسف متأكد أنه هييجي يوم وأسامحك أنت.. عشان أنت في الآخر أبويا.. 
صمت قليلاً وقال بجمود لأبيه :
_ياريت تبدأ ترتب أمورك وتشوف ازاي هتدير ممتلكاتك، أنا مسافر ومعتقدش أني هرجع دلوقتي.. وقبل ما تعترض المره دي مش أنت الي هتقررلي أعمل ايه.. أنا هسافر دبي أدير فرع الشركه الي هناك.. 
"وهل كان حبي يستحق هذه النهايه القاسيه "؟

يتبع الفصل الثاني عشر اضغط هنا 
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية بكل الحب" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent