رواية عش العراب الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامه

الصفحة الرئيسية

             رواية عش العراب الفصل التاسع عشر بقلم سعاد محمد سلامه


رواية عش العراب الفصل التاسع عشر

حين دخلت هدايه  الى الدار تسمعت لتلك الأصوات العاليه،توجهت الى مكان الأصوات ،نظرت بتعجب لما يحدث من هياج قدريه وقالت بإستفسار متعجبه: 
فى أيه اللى بيحصل  إهنه، ليه بترعجى إكده كيف التور الهايچ يا قدريه. 
ردت قدريه بصفاقه ووقاحه: الحربايه كبيره الدار أخيراً  شرفت كنتى فين طول اليوم بدبرى لأيه ،ولا يمكن كنتى مع إبنك عند العروسه  الچديده ومش بعيد تكونى إنتى اللى كنتى مرسال الوصل بينهم حربايه طول عمرك بتكرهينى..من فتره كل يوم والتانى تاخدى نفسك وتغورى من الدار. 
غضب النبوى وكاد أن يضرب قدريه، لكن قالت هدايه بقوه ونهي: نبوى. 
إمتلك النبوى غضبه بصعوبه. 
بينما قالت هدايه: أنا عمرى  ما كرهتك يا قدريه إنتى اللى قلبك كان حقود... كنتى عاوزه تاخدى السيطره وتتمريسى عالدار كنتى تجدرى تاخديهم بالراحه بس إنتى إتكبرتى وفكرتى إن الوقاحه وجلة الأدب واللسان الزفر هما اللى هيخلوكى كبيرة الدار،ربنا لما يكره بنى آدم يسلط عليه عقله يخليه يفكر إن بالكِبر والقلب الحقود هيوصل لمبتغاه.
سخرت قدريه قائله:الحجه هدايه بتجول حكم،كنتى عاوزانى خدامه كيف نهله،ولا أُلعبان كيف الأغريقيه اللى ضحكت على ولدك وباركتى چوازها منيه.
بينما النبوى قائلاً:ياريتك كنتى زى واحده منيهم يمكن مكناش وصلنا للحال ده،كفايه يا قدريه معدش ليكى مكان إهنه فى دار العراب.
فى ذالك الوقت دخل ناصر متعجب من حديث
أخيه بعد سماعه لحديث  قدريه السافِر، وقال بنفور: فى أيه حصل عاد، إهنه، صوتك واصل الشارع يا قدريه. 
ردت قدريه: 
جاي منين إنت كمان، يمكن كنت الشاهد التانى، على چواز أخوك الشاهد الأول ولدى وإنت الشاهد التانى 
تعجب ناصر من حديث قدريه، أيقن أن قدريه تهلوس من جمرة قلبها الحاقد. 
بينما زهرت تتضارب بداخلها المشاعر بين فرح وبعض الحزن على حال عمتها لكن المسيطر  عليها الفرح  عمتها لم تساندها سابقًا، بل أرادت زوجه أخرى غيرها لكنها إمتثلت بسبب ضغط رباح، كذالك إنشغالها دائماً بالتخطيط لأخذ مكان هدايه 
وتسيطر على دار العراب، عمتها فشلت فيما أردات أن تصل إليه ذات يوم، تسحبت بهدوء وتركت المكان... الى أن خرجت الى حديقة المنزل، تنفست بعض الهواء، وفكرت أتهاتف رباح وتقول له على ما حدث التى لا تفهم منه شئ سوا طلاق أبيه وأقوال أمه الغير مفهومه منها سوا أن النبوى تزوج بأخرى، وهو  أنكر ذالك... فكرت حتى إن آتى رباح ماذا سيفعل، لا داعى لذالك،فى أثناء ذالك صدح الهاتف بيدها برنين، للحظه أنخضت لكن تبسمت حين رأت إسم من يهاتفها على شاشة الهاتف. 
بالعوده للداخل، رد ناصر بعدم فهم: شاهد على جواز مين؟ مين اللى إتجوز!  مش فاهم حاچه، أنا كنت مع تاجر بنتعامل معاه. 
تهكمت قدريه وقالت بسواد:ما أنت دايماً  متأخر حتى فى خاطية بتك.... 
قاطعتها هدايه قائله بحسم وقوه: همس مش خاطيه يا قدريه وإلزمى حدك، وأقفلى خاشمك، خاشمك ده اللى ربنا سايجهُ يكره فيكى خلقهُ، كفياكى عاد إكده. 
نظرت قدريه لها بغلول. 
بينما قال النبوى بإنهزام: 
كل حقوقك هتوصلك لحد بيت أخوكى يا قدريه، معدش ليكى مكان هنا، مهما تجولى مش هيبجى أسوء من اللى جولتيه قبل إكده. 
بغلول وحقد يهلك قلبها قبل الآخرين غادرت قدريه المنزل.. 
فى نفس اللحظه، تحدث ناصر قائلاً: 
مش فاهم أيه اللى حُصل، ومين اللى إتجوز. 
نظر النبوى لـ هدايه وقال: 
اللى حصل كان لازم يخصل من زمان قدريه  كان لازم تطلع من حياتى، بس القدر. 
رد ناصر: طب ومين اللى إتجوز. 
رد النبوى وهو ينظر لـ قدريه: كان كتب بنت واحد عزيز عليا، وكفايه اسئله لحد إكده، أنا عندى صداع هطلع أرتاح. 
تعجب ناصر،وشغل عقله تبادل النظرات بين النبوى ووالداته، لكن تحدثت  نهله وهى تقترب من سلسبيل، وكشفت  معصم يدها، وجدته به أثر قوى لضربة قدريه  لها، نظرت لـ قماح وقالت: مش عارفه قدريه ليه مغلوله من بناتى، بتعايرنى بواحده والتانيه كانت عاوزه تسجطها كيف ما كانت عملت فيا زمان وأنا حِبله فى سلسبيل رفصتنى برچلها فى بطنى وجتها ، وربنا نجانى. 
تعجبت هدايه ونظرت ليد سلسبيل ثم نظرت لـ قماح  وتبسمت. 
....... ــــــــــــــــــ
بعد قليل، بالغرفه التى كان يشارك النبوى فيها گارولين... 
دخلت هدايه... وجدته يجلس على مقعد جوار الفراش  مُنكب برأسه على الفراش، يحمل بين يديه صوره يضمها لصدره، وضعت يدها على كتفهُ، قائله: عارفه إنى ظلمتك يا ولدى وحملتك فوق طاجتك كتير، بس إنت إبنى البكرى وكنت سندى من بعد أبوك. 
رفع النبوى رأسه ونظر لهدايه ومسك يدها التى كانت فوق كتفه وقربها من فمه وقبلها قائلاً: إنتى مظلمتنيش يا أمى، ده كان قدرى،ومكنش بيدى ، وكان لازم أتحمله، قدريه يعلم  ربنا أنا كنت بحاول معاها كتير، ترجع عن السواد اللى فى قلبها، بس هى إستسلمت له، أنا كنت عارف إنها هى السبب فى موت كارولين، ومع ذالك والست عليها عشان ولادى التانين  ميتربوش بعيد عنى وتسجى فى جلوبهم السواد والغل اللى سجته لـ رباح   
وبجيت متوكد خلاص إنها كانت السبب فى بُعد قماح كمان عننا لفتره معرفش أيه اللى حصله فيها خلاه بالقسوه دى،ويقسى على الوحيده اللى قلبه دق ليها،كنت شايف نظراته لـ سلسبيل من وجت ما رچع،كنت مستنى لحظة ما يجولى أنا بحب سلسبيل،ورايد أتجوزها،لما جه وجالى أنا ناويت أتجوز أول مره كنت حاسس هيقولى على سلسبيل،بس وجتها خيب ظنى،وجولت يمكن زى ما جال وجتها زميلته فى الچامعه وقلبه حبها،بس بعد فتره صغيره،إنفصل عنها،حتى هند لما شافها وهى بتشتغل مع أبوها لفتت نظره وطلب منى أطلبها له،كنت زعلان،بس من جوايا جولت يمكن خير،لـ سلسبيل إنها متبجاش من نصيبه،بس دى كمان متحملش وطلجها،بس لما جه رجب ونائل عشان يطلبوا سلسبيل،هو إتهز وعرف إنه مش هيقدر يشوف سلسبيل مع حد غيره،يمكن مكنش متوقع إن حد يقدر يقرب ويطلبها للجواز،أو كان بيكابر قلبه،بس لما حس إن سلسبيل هتبعد عن عينيه مقدرش يتحمل،بس بعد كده عمل أيه مجدرش يحافظ على سلسبيل،كان نفسى يبجى زى كارم ويحارب عشان يوصل لجلبها،بس هو إستسهل العنف معاها،بس النهارده لما وجف جدام قدريه وحمى سلسبيل منها قد ما كنت حزين من كلام قدريه فرحت إن قماح ظهر حبهُ لـ سلسبيل وخوفه عليها .
ردت هدايه: سلسبيل  وقماح راچل ومرته والراچل ومرته ياما بيحصل بيناتهم،وفى الأول وفى الآخر بيرچعوا لبعض، ياولدى ربك هو اللى بيوفج الجلوب، كان  من يصدج إن كارولين تچى لإهنه رحلة سياحه وتجابلها وتعشجها وتعشجك، صحيح  كان القدر له حُكم تانى، بس ربنا خلى من كارولين  قماح  ذكرى، وكمان كارم مخدش طباع قدريه الغلاويه، وحارب عشان يفوز بـ همس، وعندى يقين إنه هيرجعها من تانى همس الجديمه. 
رغم غصة قلب النبوى لكن تبسم وقال: حصل أيه بعد ما أنا مشيت من الشجه. 
سىردت هدايه له ما حدث. 
تنهد النبوى قائلاً: أنا كنت فكرت همس بدأت تتخطى حاجز الخوف، مش عارف حياتها مع كارم فى بلد غريبه هيبحى شكلها  أيه مع حالة الخوف اللى عندها دى. 
ردت هدايه: هتبجى زينه وبكره  تشوف، بس إنت زيح الهم عن جلبك، كل أمر ربنا خير. 
تبسم النبوى وقال: إنشاء الله خير، يمكن خروج قدريه من حياتى إتأخر كتير، كان الفضل ليكى  إنى بقدر أتحكم فى نفسى عشان ولادى ميبعدوش ويتربوا بعيد عنى، بس خلاص كبروا دلوق، ويعرفوا مصلحتهم. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل
بغرفة النوم 
وقفت تضع أحد المراهم على معصم يدها، فى ذالك الوقت دخل قماح الى الغرفه، كانت سلسبيل تقف بمنامه بلا أكمام، نظر قماح لها، 
خجلت سلسبيل وجذبت ذالك المئزر الذى كان موضوع فوق الفراش وإرتدت كُم منه لكن لوجع يدها لم تستطع  إكمال إرتداء الكُم الآخر بسبب ألمّ  يدها. 
للحظه تبسم قماح  هل تظن سلسبيل  أنه كان ينظر لجسدها، إقترب قماح من سلسبيل، قام بمسك يدها المُصابه ونظر لها بغصه قائلاً: إيدك زرقه،وأكيد بتوجعم، إلبسى هدومك وخلينا نروح  لدكتور يشوفهالك ويكتبلك مسكن . 
جذبت سلسبيل يدها من يد قماح  وتهمكت تنظر له صامته، لكن بداخلها تبتسم بسخريه أحقًا يشعر  قماح بآلم يدها، أليس هو من كان يتلذذ بترك  أثار علاماته على جسدها. 
بينما قالت له بحِده: مالوش لازمه الدكتور، حطيت مرهم عليها والصبح  هخلى جدتى تدلها لى، والوجع هيروح ده وجع بسيط، مش جديد عليا أتحملت زيه قبل كده.
قالت سلسبيل  هذا ورغم ألم يدها الى أنها جذبت المئزر عليها وخرجت من الغرفه وتركت قماح الذى فهم الى ماذا تُلمح سلسبيل، بالتأكيد لمعاملته العنيفه لها سابقًا، شعر بآلم وندم. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر. 
صباحً
أمام بقالة العم نسيم 
تفاجئ محمد بنقر على زجاج باب سيارته، فتح زجاج باب السياره، ونظر لمن يقف أمامه يقول: ممكن نتكلم كلمتين يا أبنى فى محل البقاله بتاعى. 
رغم تعجب محمد لكن نزل من السياره، وأتبع العم نسيم الى داخل  محل البقاله 
تفاجئ محمد بقول نسيم: قولى يا أبنى أيه أخرة لعب العيال اللى بتعمله ده. 
تعجب محمد وقال: مش فاهم قصدك. 
رد نسيم: لأ فاهم انت بقالك فتره  بتجى الصبح توقف هنا فى الشارع، ولما تشوف سميحه بتمشى وراها بعربيتك، عاوز توصل لأيه، أنا كان  سهل عليا أخلى شباب المنطقه  يتعاملوا معاك بطريقه مش كويسه أقل ما فيها يضربوك ويخلوك تحرم تخطى عشر شوارع قدام الشارع ده بس أنا راجل  أفهم فى الناس كويس، شكلك وهيئتك إبن ناس، كمان محاولتش تتحرش حتى لفظيًا بسميحه، بس وقفتك دى غير كمان تعقبك لها بعربيتك، فيها شئ غريب خلص يا أبنى وهات من الآخر. 
إرتبك محمد قائلاً: أنا فعلاً إبن ناس،ومش قصدى أعاكس ولا بتسلى،و بصراحه أنا معجب بالآنسه سميحه، بس. 
تبسم نسيم: بس أيه. 
رد محمد: خايف تكون مرتبطه، بالشخص اللى أوقات كتير بيوصلها للجامعه. 
تبسم نسيم قائلاً: لأ متخافش مش مرتبطه، ده أخوها الكبير، دكتور فى الجامعه. 
فرح قلب محمد وظهر ذالك بوضوح على وجهه. 
بينما قال نسيم: بص يا أبنى الخط المستقيم هو أقصر الطرق دايماً، عجباك سميحه أدخل البيت من بابه بلاش توقف كده فى الشارع تراقبها زى المخبرين. 
تحدث محمد بدون فهم: مش فاهم يعنى ايه أدخل  البيت من بابه! 
رد نسيم: يعنى هات أهلك وتعالى أطلب إيدها من أمها وأخوها، سميحه متلاقيش زيها، أدب وأخلاق وكرامه. 
إرتبك محمد قليلاً وقال: طب مش ممكن يكون فى حياتها غيرى وترفضنى وقتها.
رد نسيم: زى ما قولتلك فى الاول الخط المستقيم هو أقصر الطرق، لو فى حياتها شخص غيرك وقتها يبقى تبعد عن هنا وملهاش لازمه وقفتك دى هنا كل يوم. 
أعاد محمد حديث نسيم  فى رأسه بالفعل هو مُحق. 
تبسم محمد بموافقه وقال: أنا هقول لبابا وهو يقول لجدتى ونجى نطلب أيد سميحه فى أقرب وقت. 
تبسم نسيم يقول: الكلام أخدنا ونسيت أسألك إنت إسمك أيه ومنين؟ 
رد محمد: أنا محمد النبوى العراب. 
قبل أن يكمل محمد حديثه أوقفه نسيم  قائلاً: إنت إبن النبوى العراب التاجر المعروف بتاع الغلال. 
أماء محمد برأسه قائلاً: أيوه. 
تبسم نسيم يقول: يعنى إنت حفيد الحجه هدايه. 
أماء محمد بموافقه. 
تبسم نسيم  يقول: أنا نظرتى فيك مخيبتش، قولت واد ناس طيبين، لو قاصد شر كان  من زمان لفت نظر سميحه  له بأى طريقه... حتى لو عاكسها فى الشارع، بص يا أبنى سميحه تربيتى من وهى صغيره  لو قربت منها هتطلق عليك لسانها، مفيش غير الطريق المباشر قدامك، أدخل البيت من بابه. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا
بالأمارات العربيه 
نظرت همس بساعه معلقه بصالة الشقه 
تعجبت  الوقت فات على ميعاد مجئ كارم اليومى الى الشقه، فهو تعود على تناول وجبة الغداء  معها يوميًا، ثم يعود للعمل بذالك المطعم مره أخرى، شعرت همس ببعض التوجس، فكرت فى الإتصال عليه، بالفعل آتت بهاتفها، لكن بآخر لحظه  تراجعت عن الإتصال، 
تذكرت طوال الشهر المُنصرم كارم لم يضغك عليها بأى شئ تنام بغرفه وهو بغرفه أخرى بينما حديث هادئ  
حتى أنه يصطحبها للقاء تلك الطبيبه حسب المواعيد، لكن تشعر بوجود  غصه فى قلب كارم بعد أن عرف أن والده قد طلق والداته وأنها تعيش بمنزل أخيها، حاول الاتصال عليها للإطمئنان عليها لكنها ترفض الرد عليه، لم ترد عليه سوا مره واحده وذمته وإتهمته أنه ساعد فى طلاقها من والده، وكيف سافر ولم يُخبرها سابقاً، بالتأكيد هرب حتى لا يواجهها...، ربما لم يبوح لها كارم بذالك لكن هى سمعت حديثه مع عمها صدفه، شعرت  بغصه قويه كارم فقد والداته بسبب زواجه منها،وذالك بسبب خوفها من معرفة أحد أنها مازالت تعيش، تذكرت  حديثها الأخير مع الطبيبه  حين سألتها عن مدى تقاربها من كارم كزوجين أخبرتها أن كارم لم يتخطى حدوده معها، بالتأكيد خائف أن تخشى منه ويسيطر عليها ذالك الرُهاب... طلبت منها الطبيبه أن تحاول البدء بالتقرب من كارم، بالفعل هى ستبدأ الخطوه الأولى عليها المحاوله لبدأ حياه جديده، كارم بعد ما فعله من أجلها يستحق أن تُجازف من أجله، وتشعرهُ أنها تشعر لجواره بالآمان... لكن تعحبت لما لم يأتى مثل كل يوم لتناول الغداء معها. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد البنوك فى بنى سويف. 
وقفت زهرت مذهوله تقول لمدير ذالك البنك  الذى أمامها: 
يعنى أيه متقدرش تصرفلى الشيك ده. 
رد المدير: لأن الشخص اللى كتبلك الشيك ده إتجمدت إمضته على  الحساب اللى كان بيسحب منه فى البنك  عندنا. 
تعجبت زهرت قائله: يعنى أيه، بس ده جوزى وإزاى كتبلى الشيك. 
رد المدير: معرفش تقدرى تسأليه بنفسك متأسف مقدرش  أصرفلك قيمة الشيك. 
خجلت زهرت من المدير ودون حديث تركته وخرجت تشتعل غضبًا، كيف حدث ذالك ولم يُخبرها رباح بذالك، لكن جاء إليها شك أن يكون رباح  نفسه لا يعرف، فكرت  أن تهاتفه وتخبره بذالك، لكن تراجعت عن ذالك وهاتفت شخص آخر رد عليها بسرعه. 
تبسمت بمكر قائله: هند السنهورى بقالك شهر مكلمتنيش قولت أسأل عليكى  أنا. 
رغم شعور هند  بنفور ناحية زهرت لكن، حاولت إخفاء ذالك وقالت: أبداً  والله  انتى عارفه معزتك عندى بس مشاغل مع بابا فى التجاره. 
ردت زهرت: ربنا يعينك، بس أيه مقضيه حياتك كده شُغل أيه رأيك نتقابل أنتى وحشانى، وكمان نتكلم شويه نفضفض لبعض. 
فكرت هند، زهرت هى من تُعطيها أخبار قماح، لما لا تقابلها وتعرف جديدهُ. 
تبسمت هند وقالت: خلينا نتغدى سوا  فى  المطعم اللى إتقابلنا فيه سوا  فى بنى سويف. 
ردت زهرت: وماله أنا قريبه منه وقربنا عالغدا، هستناكى  هناك بلاش تتأخرى عاوزه أرجع لـ دار العراب الوليه العقربه هدايه من يوم طلاق عمتى وهى ماسكه عليا بالحيله على ما عرفت أخرج من الدار ومش عاوزه اتأخر ترسم نفسها عليا. 
ردت هند: لأ نص ساعه  واكون فى المطعم. 
توجهت زهرت الى ذالك المطعم وجلست على إحدى الطاولات تُفكر فيما قالهُ مدير البنك لها، حول  تجميد إمضاء رباح، بالتأكيد لـ سلسبيل يد بهذا، لما حين عملت بالحسابات تجمدت إمضاء رباح، إذن لتُشغل عقلها بـ هند. 
بعد قليل.. نهضت زهرت ترسم بسمة رياء وقامت بحضن هند والترحيب بها وعتابها المزعوم منها
بررت لها هند عدم إتصالها بإنشغالها. 
جلسن الأثنتين بالمطعم. 
تحدثت زهرت: أخيراً  إتقابلنا كنتى وحشانى قوى. 
ردت هند برياء: والله أنتى أكتر. 
تبسمت زهرت: والله لما كنا سلايف كنا منسجمين مع بعض، وده كان عامل إزعاج لـ عمتى قدريه وكمان للحجه هدايه، اللى بعد طلاق عمتى زى ما يكون مفيش قدامها غيرى شكلها  عاوزه ترتاح منى. 
ردت هند: ورباح هيسمح بكده، رباح بيموت فيكى، طب ياريت قماح كان حبنى نص حب رباح ليكى، يمكن  مكنش طلقنى. 
ردت  زهرت بمكر: قماح هوائى وشكله  كده بدأ يمل ويكل من الست سلسبيل، ولو مش حامل وكمان خايف من هدايه، يمكن كان طلقها  بسبب معارضتها له إنها تشتغل غصب عنه. 
غص قلب هند وقالت: ده اللى بستغربله، قماح  لما أتجوزنا ممنعنيش إنى أشتغل ليه عارض شغل سلسبيل. 
ردت زهرت: سلسبيل  عاوزه تفرد نفسها وتبين أنها فيها  من قوة وعقل العقربه هدايه، وده يمكن اللى مخلى قماح  معارض شغلها، خايف تتنفخ عليه، زى العقربه هدايه كده ما لها كلمه على كل اللى فى دار العراب الكبير  قبل الصغير.
ردت هند: أو يمكن  بيحبها وبيغير عليها. 
ضحكت زهرت بسخريه وقالت: قماح  يحب، ضحكتينى، طب تراهنينى إن لو ظهر واحده جديده قدام قماح  مش بعيد يتجوزها  على السلسبيل، او حتى يطلقها. 
وسوست زهرت بحديثها فى رأس هند، التى قالت: 
قصدك أيه، يعنى قماح ممكن يتجوز للمره  الرابعه. 
ردت هند بمكر: أو  يعيد واحده  من الإتنين  اللى سبق وطلقهم، لو إستخدمتى ذكائك وقربتى من قماح  ممكن جداً  يفكر يرجعك، بالذات وأن الست سلسبيل بقت مشغوله فى الشغل فى المقر ومش فاضيه له. 
شعللت زهرت رأس هند، التى تبسمت لها بسمة موافقه. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر
كان هذا وقت الغداء
بمكتب قماح. 
لم يخرج لتناول الغداء
بل ظل بمكتبه بتابع عبر حاسوبه كاميرات المراقبه 
جلوس سلسبيل مع زُملائها بالمكتب، يتناولون الغداء فى جو من المرح بينهم، وبساطة سلسبيل فى التعامل معهم، رأى جلوس أحد المحاسبين جوارها وحديثه معها وإبتسامها له... شعر بغيره  قويه، ود أن يذهب اليها ويأتى بها تجلس معه ولا تبتسم لأحد غيره، كان قرار خاطئ حين إمتثل لقرارها بالعمل، هى لا تعلم أنه لم يكُن يمنعها تجبُر منه، بل غِيره عليها، أجل يغار حين تتحدث مع أى رجُل غيره، بالأخص هؤلاء الموظفين بالمقر، سابقًا حين كانت تأتى بعض الوقت تقوم ببعض التدريب أثناء دراستها كان  يشعر بالغيره حين يراها تتحدث معهم، وكان ذالك لوقت قصير ساعتين بالأكثر ومره مرتين بالأسبوع، والآن لوقت طويل ويوميًا زفر انفاسه، وفكر فى شئ قد يجعلها تذهب الى مكتبه، رفع سماعة هاتفه وطلب من السكرتيره  الخاصه به، طلب بعض ملفات المحاسبه  من الحسابات... وأن تأتى بها سلسبيل. 
بالفعل بعد وقت. 
دخلت سلسبيل  ببعض الملفات 
تبسم قماح خفيه وقال: 
شايف إنك بسرعه تأقلمتى مع الموظفين فى المقر. 
ردت سلسبيل: عادى، سبق وكنت باجى وانا فى الجامعه  هنا وليا معرفه سابقه معاهم، بس أكيد مطلبتنيش عشان كده، دى الملفات الخاصه  اللى طلبتها من سكيرتيرتك. 
تبسم قماح: فعلاً  طلبتك  عشان شغل، الملفات دى فيها  حسابات لبعض الموردين اللى إنتهى تعاملنا معاهم، وكنت عاوز أخد فكره عن إجمالى معاملاتهم معانا،وبصراحه معنديش وقت أقرى الملفات دى ممكن تختصرلى الموجود فيها شفهيًا. 
ردت سلسبيل: تمام. 
نهض قماح  من على المقعد  خلف المكتب، وإقترب من سلسبيل قائلاً: خلينا نقعد هناك، حتى نبقى قريبين من بعض وأفهم أكتر. 
نظرت سلسبيل الى المكان الذى أشار لها عليه، كانت  أريكه جلديه وامامها طاوله صغيره، بالفعل ذهبت للمكان وجلست خلف جلوس قماح، وبدأت فى توضيح  الملفات له، لكن هو لم يكُن يُركز فى ذالك كان يُركز معها هى، ود أن يجذبها ويُقبلها يروى ظمأهُ لشفاها بسبب هجرها له 
الفتره الماضيه، بالفعل أقترب أكثر من سلسبيل ووضع يده على كتفها  يُقربها منه. 
إرتبكت سلسبيل حين شعرت بيدهُ التى وضعها عليها، ورفعت بصرها عن تلك الملفات ونظرت له 
نظر قماح لها أيضاً، كادت سلسبيل أن تتوه فى عيناه، وكذالك قماح الذى جذبها عليه لم يعد يفصل بين شفاهم سوا سنتميترات قليله، لكن فى تلك اللحظه 
فُتح باب المكتب دون إستئذان. 
مما أربك سلسبيل، وجعلها تفيق من تلك السطوه 
وتراجعت برأسها تنظر الى من دخلت عليهم دون إستئذان ترسم بسمة دهاء قائله: قماح وحشتني. 
نهضت سلسبيل من جوار قماح تسير ونظرت لها بإشمئزاز قائله: 
متشوفيش وحش، أظن أنا خلصت توضيح  الملفات لك أسيبك لـ هند السنهورى اللى وحشتها وجايه تشوفك وتملى عيونها بيك.
تضايق قماح  من ذالك بشده كم ود  أن يطرد هند الآن من المكتب ويطلب من سلسبيل البقاء معه. 
لكن خروج سلسبيل  السريع منعه من ذالك، نهض هو الاخر من مجلسه وذهب الى خلف مكتبه وجلس على المقعد قائلاً  بفتور: خير  يا أستاذه هند جايه ليه النهارده. 
شعرت هند بوخز فى قلبها، ليس فقط من حديث قماح الفاتر، بل حين دخلت ورأت قماح  قريب من سلسبيل بدرجه قريبه للغايه ربما لو لم تدخل بالوقت المناسب لكان قبلها... لكن رسمت بسمه قائله بعتاب مُدلل: 
أستاذه هند... من أمتى كان بينا رسميات يا قماح، بصراحه، أنا كنت هنا قريبه من المقر بتغدى مع تاجر بنتعامل معاه ومستظرفتوش أستأذنت منه ولما لقيتنى قريبه قولت آجى أسلم عليك. 
رد قماح: وأيه سبب عدم إستظرافك للتاجر عالعموم ميهمنيش، وكان لازم قبل ما تدخلى للمكتب تاخدى إذن منى. 
ردت هند وهى تتغاضى عن فتور حديث قماح: 
أبداً  تاجر غلس شويه وكذا مره لمحلى بإعجابه بيا، وأنا بصراحه مش برتاح  لنظراته، أنت عارف إنى بحب  أشتغل مع التجار اللى برتاح لهم، بس بابا ضغط عليا أقابله، وأتكلمت معاه فى الشغل ولما لقيته هيتعدى حدوده إستاذنت منه بحجة إنى عندى ميعاد معاك هنا فى المقر.
 قالت هند هذا وسارت بدلال الى أن أقتربت من مكان جلوس قماح وإنحنت علي مكتبه أمامه قائله: شكلك أضايقت من مجيي لهنا عالعموم... 
قطع حديث هند، سماع طرق على الباب، ودخول سلسبيل بعدهُ  التى إنصدمت للحظات من وقوف هند وإنحنائها على مكتب قماح، لكن أظهرت الامبالاه وقالت بتريقه:آسفه إن كنت قاطعتكم، نسيت الملفات وكنت راجعه  عشان أخدهم، بالفعل أخذت سلسبيل  الملفات وخرجت سريعًا. 
بينما نهض قماح ونظر لـ هند قائلاً  بحده: 
أظن سبق وقولت ليكى، اللى بينا شغل وبس، ياريت تتفضلى، مش فاضى وبعد كده قبل  ما تجى للمقر، تبقى تطلبى ميعاد الاول. 
تضايقت هند من جفاء قماح ورسمت الدموع وقالت: 
قماح إنت ليه بتعاملنى بالطريقه دى، إنت عارف إنت أيه بالنسبه  ليا، قماح  أنا معنديش مانع إنى أكون زوجه تانيه لك. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمركز التعليمى 
إنتهت تلك المحاضره  ، وخرج معظم المتدربين من الغرفه،
أثناء سير هدى للخروج كادت تتصادم مع إحداهن التى دخلت ببسمه تقول بعشم: 
نظيم إتأخرت ليه، بقالى نص ساعه مستنياك تحت السنتر ولما زهقت قولت أطلع أكبس عليك لا تكون موزه غيرى بتعاكسك. 
تبسم لها نظيم بقبول. 
بينما نظرت هدى لها تتفحصها تبدوا بسيطه، ولاحظت اللدغه، لا تعرف لما شعرت بالغيره منها وعادت بنظرها الى نظيم الذى تقابلت عيناه مع عيني هدى، تبسم لها، بادلته هدى بعدم أهتمام وخرجت مباشرةً، لكن فكرها مشغول من تكون تلك الفتاه، التى قبل أن تحدثهُ ارسلت له قُبله فى الهواء... وهو تبسم لها. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بعد منتصف الليل... بالأمارات
كانت همس تجلس أمام شاشة التلفاز تشعر بالقلق، كارم لم يأتى طوال اليوم، وهاتفته عدة مرات ولم يرد عليها، فكر عقلها  أن تذهب الى ذالك المطعم، حسمت أمرها، ستبدل ملابسها وتذهب الى المطعم، لكن قبل أن تدخل الى غرفة النوم، سمعت تكات فتح باب الشقه. 
ذهبت سريعًا نحو الباب، تبسمت حين رأت كارم  يدخل، بتلقائيه منها أرتمت فى حضنهُ قائله: الحمد لله إنك بخير. 
رجف قلب كارم ولف يديه حولها سعيد بذالك. 
لكن إنتبهت همس لنفسها وشعرت برجفه وإبتعدت عن كارم سريعاً وقالت بإرتباك: 
أيه اللى آخرك لنص الليل وكمان مجتش عالغدا و طول اليوم بتصل عليك مش بترد. 
شعر كارم بنغزه فى قلبه بعد أن إبتعدت همس، لكن فى نفس الوقت تذكر  حضنها له فأبتسم قائلاً: أبداً، حالنا عميل وطلب تأجير المطعم العشا على شرف حفله مهمه له، وكنت مشغول مع العمال طول اليوم... عشان تعرفى  وشك حلو عليا يا همس، العميل ده رجل اعمال وطلب منى أنه يعمل حفلات ولقاءات خاصه بشركته عندى فى المطعم من وقت للتانى. 
تبسمت همس قائله: مش وشى اللى حلو  عليك، إنت اللى ضميره سالك. 
ضحك كارم يقول بتكرار: هاميس ناصر العراب اللى كانت  بتدرس فى مدارس لغات تقول كلمة "سالك".  
تبسمت همس  قائله: دى كلمه  عاديه على فكره مش محتاجه مدارس لغات، وبعدين بطل تريقه. 
تبسم كارم يقول: هبطل تريقه لأنى جعان طول اليوم مأكلتش. 
تبسمت همس  قائله: مش كنت فى المطعم طب ليه مأكلتش طول اليوم. 
تبسم كارم  يقول: إتعودت خلاص، لازم ناكل سوا ونتكلم  واحنا بناكل. 
تبسمت  همس قائله: بس جدتى هدايه كانت دايما تقولنا لا كلام على طعام. 
تبسم كارم يقول: ده أحلى الكلام  هو اللى بيتقال على الطعام. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل
تقلبت سلسبيل فى فراشها تشعر بضجر، لكن فجأه سمعت صوت فتح باب الغرفه، نظرت بإتجاه الباب
تبسمت حين رأت دخول قماح نصف عارى، 
تبسم هو الآخر لها وأقترب من الفراش، وإنحنى عليها
وقبل  جانب عُنقها، ورفع رأسه ينظر لعين سلسبيل. 
تبسمت  له بقبول، إنحنى قماح  يقبلها  مره أخرى، تجاوبت معه سلسبيل ولفت يديها حول عُنقهُ مستمتعه بقُبلاته. 


يتبع الفصل العشرون اضغط هنا 
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عش العراب" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent