رواية جبران العشق الفصل الثاني عشر 12 - بقلم دينا جمال

الصفحة الرئيسية

    رواية جبران العشق البارت الثاني عشر 12 بقلم دينا جمال

رواية جبران العشق كاملة

رواية جبران العشق الفصل الثاني عشر 12

تضاربت دقات قلبها تموء داخل كفه بعنف تحاول دفعه بعيدا ولكنه لا يتزحزح وكأنه اقسم إلا يتركها ... تحركت حقدتيها هلعا هنا وهناك لا مفر هنا هو أمامها وباب الدولاب المغلق يسند جسدها الذي يحاول والفرار وكفه يكمم فمها حين مل من دفعاتها قبض علي رسغيها في كفه الأخري ببساطة تنهد ساخرا يردف متهكما :
- ممكن أعرف يا بنت الذوات ايه اللي مدخلك اوضتي وبتفتشي في اي ... أنتِ مخبر يا بت ولا ايه
رفعت حاجبيها تنظر له ساخرة من تحليله الجهنمي الخارق لحدود تفكير الإنسان الغبي من الأساس حركت رأسها بالنفي تحاول جذب كفيها منه بعنف إلي أن ترك يديها وأبعد كفه عن فمها لتأخذ نفسا قويا لهثت بعنف تحادثه حانقة :
 - نفسي كان هيتكتم كل دا كف ايد ... وبعدين هكون بعمل ايه في أوضتك يعني .. ااا ...ااا 
تلعثمت لعدة لحظات تحاول إيجاد كذبة مقنعة في حين وضع هو يديه علي خاصرته يراقبها بابتسامة ساخرة وهي تحاول أن تكذب لتغمغم سريعا :
- ايوة أنا كنت بنضف الأوضة ماما قالتلي روحي نضيفها وأنا كنت بعلق هدوم مرمية في الدولاب وأنا هعمل ايه يعني فئ أوضتك
ضحك بخفة يومأ برأسه في صمت يرميها بنظرات متهكمة عينيه صوب ذلك الكتاب الملقي جوارها أرضا مال في لحظة يختطفه من جوارها رفعه أمام عينيه يغمغم ساخرا :
- والكتاب دا كنتي بتعلقيه بردوا ولا بتكمريه عشان تاخديه 
توسعت عينيها غضبا من الفاظه السوقية المقززة لتشهر سبابتها أمام تهمس محتدة :
- ما اسمحلكش تتكلم لا معايا ولا عني بالطريقة دي ... الكتاب وقع من دولابك ... المفروض أنا اسألك كتاب من السجن إلي الحرية بتاع بيير داكو طبعة أصلية مش مترجمة بيعمل ايه في دولابك 
ما تلك الأسماء الغريبة التي قالتها ذلك الكتاب اشتراه من بائع الخردة فتح صفحات الكتاب يحركه بخفة ليسقط من بين ورقه أبيض صغير غريب الشكل ولكنه تعرفه تلك الأوراق التي يضعون فيها المخدرات كالسجائر توسعت عينيها وتدلي فاهها خاصة حين غمغم ساخرا :
- حاطط فيه ورق البفرة يا بنت الذوات 
رأت كنز نادر مغروس بين الوحل لم تشعر بنفسها سوي وهي تنتزعه من بين يديه بعنف تصرخ فيه :
- كتاب من أحسن كتب علم النفس عامله قرف للقرف ، أنت ايه ... أنا عمري ما تخيلت أن في نوعية زيك كدا من البشر فخور أوي أنك مخبي فيه ورا بتاع دا ... أنت فعلا عايش في سجن عمرك ما هتخرج منه للحرية 
اختفت ابتسامته الساخرة شيئا فشئ إلي أن تماهت تماما قبض كفه ونفرت عروقه وهسهس غاضبا :
- أنت ليه مصرة تخرجيني عن شعوري يا بنت الناس أنتِ اللي ناجدك من ايدي أنك واحدة ست وأنا عمري ما امد ايدي علي ست 
بالطبع صوت صياحهم الغاضب جذب انتباه فتحية التي خرجت تركض من المطبخ تبحث عن ابنتها إلي أن وجدتها دخلت إلي الغرفة لتتسع عينيها قلقا حين رأت جبران يقف عاري الصدر في غرفة نومه مع ابنتها ...ارتابت قلقا لتتقدم منه سريعا تنظر لوتر محتدة :
- تعالي يا وتر عيزاكي عشان نحط الأكل عن إذنك يا معلم 
تحركت خلف والدتها التقت عينيها بعينيه وهي تغادر نظراتها تملئها الكره والنفور ونظراته يحتلها الغضب والغيظ منها ... ما إن خرجت من الغرفة قبضت فتحية علي رسغ يدها بعنف تجرها خلفها إلي المطبخ اغلقت الباب عليهم وقفت امام ابنتها تهمس لها في حدة :
- أنت ايه اللي دخلك أوضة نومه وازاي توقفي معاه وهو قالع كدة أنتِ مجنونة 
تنهدت بملل والدتها لا تعرف أنها مرت بأشياء أسوء بمئات المرات في فترة تدريبها في أحدي المستشفيات تنهدت بعنف تُنهي ذلك النقاش العقيم قبل أن يبدأ من الأساس :
- لما نروح يا ماما هبقي اقولك يلا نوديله الأكل عشان نمشي
رمت فتحية ابنتها بنظرة حادة لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتي وتر تلك هي والدتها التي كانت لا تتمني شيئا بقدر رؤيتها ولو لمرة
علي طاولة صغيرة في الصالة وُضعت الأطباق الساخنة يتطاير منها الدخان خرج جبران من غرفته متوجها إلي الصالة نظر لفتحية حين قالت :
- بالهنا والشفا علي قلبك يا معلم يلا بالإذن إحنا بقي
امسكت فتحية يد ابنتها لتجذبها معها للخارج ليتدخل جبران يردف سريعا :
- يعني تبقوا في بيت المعلم والأكل محطوط وتنزلوا من غير أكل والله ما تيجي اقعدي يا ست فتحية اقعدي يا استاذة وتر
نظرت وتر له محتدة خاصة حين لاحظت نبرة التهكم الواضحة في صوته حين نطق اسمها لتبتسم في اصفرار تحادثه :
- لاء متشكرة جدا احنا مش جعانين عن إذنك
ولكنه رفض أردف في حدة منفعلا :
- طب علي الطلاق بالتلاتة منك لانتوا قاعدين واكلين 
الجملة ادهشتها هي ووالدتها معا ، من تزوج من ليطلقها ما الذي يهذي به ذلك البربري جلست مرغمة حين جذبتها والدتها تجلسها جوارها ، زاد غيظ وتر حين لم تعقب والدتها علي جملته الغريبة ... أمسكت الملعقة تتظاهر بأنها تأكل تختلس النظرات له لتراه يشمر عن ساعديه يمسك بدجاجة ليست بصغيرة الحجم تتوسط الطاولة ذلك البربري يتناول الدجاج واللحم في وجبة واحدة انكمشت ملامحها متقززة تنظر له مشمئزة وهو يمزق أعضاء الدجاجة بمنتهي العنف لتجد جزء كبير منها يوضع امامها يوجه حديثه لها بابتسامة كبيرة مستفزة :
- كلي يا بنت الذوات شكلك ضعفان خالص ... لاء أحسن توقعي مننا واحنا محتاجينك 
غمزها بطرف عينيه في نهاية كلامه دون أن يهتم بأن والدتها تجلس معهم علي نفس الطاولة ومنذ متي وذلك الوقح يهتم ... كافحت رغبتها العارمة من أن تتقئ حين تنظر له وهو يأكل بيديه المغطاه بدهون الدجاجة قطعة اللحم تدخل كاملة إلي فمه أشفقت حقا علي من ستكون زوجة له لن تهنئ لها وجبة طعام واحدة معه !
أخرجها من شرودها الطويل به صوت رنين هاتفها انتزعته من جيب سترتها لتري رقم زياد ينير الشاشة قامت سريعا من مكانها تبتعد عنهم قدر الإمكان تراقبها أعين جبران بحذر أبعدت هي لاقصي الصالة بعيدا فتحت الخط تضع يدها بالقرب من فمها تهمس بصوتها :
- اهلا يا زياد ، حضرتك قربت ولا ايه
صمت لبعض اللحظات لما ذلك الرجل كثير الصمت هكذا كأنه كان يريد أن يقول شيئا ولكنه تراجع عنه سمعته زفرته الحائرة من خلال الهاتف ليغمغم في هدوء :
- قدامي ساعة بإذن الله أنا كنت متصل أقولك أنك لازم تيجي بكرة عشان نقفل التحقيق في قضية والدك صدقيني أنا حاولت ااجل التحقيق لأطول وقت ممكن بس ما بقاش ينفع اكتر من كدا
ارتسمت ابتسامة حزينة يائسة علي شفتيها اومأت برأسها بالإيجاب ابتلعت غصتها المريرة تتمتم :
- ماشي يا زياد باشا بكرة هكون عندك ... في انتظارك النهاردة ، مع السلامة 
اغلقت معه الخط تزيح الهاتف من علي أذنيها شردت عينيها في الفراغ تنظر بعيدا تري طيف والدها يضحك لها ... طفقت دموع خفيفة علي سطح مقلتيها رفعت يدها سريعا تمسحها والدها سيعود كل شئ سيعود كما كان عليه الحال لتعبترها فقط تجربة جديدة وهي خير من يعشق التجارب ... الآن الأهم فالمهم ستذهب لأمل لتخبرها أن زياد علي وشك الوصول ... نظرت لوالدتها التي بالكاد أكلت بضع لقيمات من طبقها تحادثها :
- يلا يا ماما كدة كفاية ... عن إذنك يا معلم جبران
ابتسم متوعدا حين استشف سخريتها ابنة الذوات تتهكم منه سيريها من يضع القوانين هنا 
توجهت وتر مع والدتها إلي منزل سيدة دخلت وتر سريعا إلي غرفة أمل تهمس لها متلهفة:
- قومي بسرعة اجهزي زياد قدامه ساعة ... بسرعة يلا 
توترت قسمات وجه أمل تومأ برأسها شئ قلبها خائف وعقلها يوافق يثور وهي بين ذلك وذاك تلتف في دائرة من الحيرة 
في حين علي جانب آخر نزل جبران علي سلم البيت بخطئ ثقيلة ناعسة بعد تلك الوجبة الدسمة كان يخطط للنوم لعدة ساعات ولكن تلك الداهية المسماة وتر تخطط لشئ ما تُري ما هي ... ارتمي علي مقعد أمام ورشته يصيح في صبي المقهي:
- واد يا مصطفي كوباية شاي تقيلة احسن الواحد كل لما اتنفخ وعايز يحبس !
اخرج سيجارة تبغ من علبته الخاصة اشعلها ينفث دخانها الأبيض الملوث ليري من بعيد حسن يقترب منه جذب مقعد من المقهي يضعه أمامه يغمغم سريعا :
- جايبلك حتة شغلانة سقع ... بص يا سيدي المعلم عويض من أسيوط دا بتاع مقابر وآثار وتماثيل عايزاك في شغل معاه
ابعد جبران السيجارة عن شفتيه ابتسم ساخرا ينفث دخانها قبل أن يضحك في تهكم :
- آه مش دول بتوع انزل يا محمد عمك لقي تماثيل دهب وعايزين حد يصرفهم قديم أوي الحوار دا يا حسن دا زمان محمد هرب بالتماثيل
ضحك حسن في سخرية يغمغم سريعا :
- ما تبطل هزار يا جبران دول تجار آثار وسلاح وحشيش
- ياللهول ما بيؤدوش بنات بالمرة 
قالها جبران ضاحكا لينفجر في الضحك بعدها مباشرة في حين ابتسم حسن متهكما :
- هزر هزر مش وقت خفة دم يا جبران الحوار أكبر من كدة الناس دي ما بتتفاهمش غير بالسلاح 
اختفت ابتسامة حسن الساخرة قبب ان ينخفض بصوته يهمس في حذر :
- طرف خيط لصاحب الظل !
اختفت ابتسامة جبران في لحظة اعتدل يقترب من حسن القي السيجارة من يده يهمس له بحذر:
 - أنت متأكد
اومأ حسن له يؤكد له ما قال لتشرد عيني جبران يفكر في ذلك الإسم وصاحبه ، صاحب الظل حاكم السوق السوداء الجميع يمشي بأمره حتي سفيان ومن معه لا أحد يعرف لا شكله ولا اسمه ولا حتي صوته صاحب الظل لقب أطلقه هو علي نفسه ، الجميع يسعي لمعرفة من صاحب الظل هذا ؟!
جذب انتباههما معا وقوف سيارة دفع رباعية سوداء أمام منزل أمل لينزل منها ذلك الضابط زياد يحمل في يده باقة من الأزهار وعلبة حلوي تبدو فاخرة ... نظر كل من حسن وجبران إلي بعضهما البعض في حيرة لمن جاء هو 
___________
في الأعلي في غرفة أمل وقفت أمام مرآة الزينة الصغيرة في غرفتها تتنفس بعنف لا تنظر لما ترتدي الحكاية ليست سوي لعبة لتتخلص من قيود حسن ... فقط تحاول أن تهدئ وتر جوارها تشجعها بأن تثبت بأن ما سيفعلانه هو الصحيح لتتخلص من تحكم حسن المفرط فيها ، لتعش حياتها كما تريد
بعد أن هدأت قليلا تبخر ذلك الهدوء في لحظة دق جرس الباب انتفضت لتهرول وتر سريعا تفتح جزء صغير من باب غرفة أمل تنظر منه للخارج لتري زياد يدخل يبتسم في لباقة وتهذيب يصافح زوج والدة أمل ذلك الرجل الطيب لا تذكر اسمه الآن نظرت له تبتسم ممتنة تمنت حقا أن يكن هو عريس لأمل فتاة في مثل طموحها تستحق زوج كزياد بالطبع سيدعمها لتصل إلي ما تحلم ، ليس حسن ذلك البلطجي الذي يريد خادمة له لا أكثر يفرض نفسه عليها بالقوة غصبا ...
توجه زياد إلي أحد المقاعد يجلس علي مقعده المتحرك بالقرب منه زوج السيدة سيدة التي تجلس علي الأريكة جوار والدتها يتطلعان للضابط الوسيم صاحب الأعين الخضراء يتسألون عن سر زيارته المفاجئة ... حمحم زياد بهدوء يحادث الرجل الجالس أمامه :
- بص يا عم صابر من غير مقدمات مالهاش لازمة أنا راجل بيحب يدخل في الموضوع علي طول أنا جاي طالب ايد بنتك أمل علي سنة الله ورسوله 
- جاي تخطب خطيبتي يا باشا 
صاح بها حسن محتدا وهو يدخل من باب المنزل المفتوح لما نسيوا إغلاق الباب ... دخل حسن بعنف كعاصفة هوجاء مليئة بالأتربة وقف ينظر لزياد يتحداه بنظراته دماءه حرفيا كانت تغلي من الغضب ذلك الرجل هنا ليأخذ محبوبته منه لن يسمح له أبدا ... توترت الأجواء من جميع الأطراف عادا زياد الذي ابتسم في سخرية ينظر لحسن متهكما يحادثه :
- خطيبتك ازاي ... المعلومات اللي عندي أن آنسة مش مخطوبة
في تلك اللحظة تحديدا دخل جبران يبتسم في هدوء ورزانة لا يعرفها من الأساس يحادث زياد مرحبا :
- نرحب بالباشا الأول منورنا والله يا باشا ، بس معلش يا باشا امسحها فيا انا معومات جنابك لمؤخذة يعني في اللفظ ناقصة حسن قارئ فتحته علي أمل والفتحة عند ولاد البلد مش خطوبة بس لاء دي اكنها كتب كتاب بالظبط ... يعني أنت دلوقتي جاي تطلب ايد واحدة متجوزة يا باشا
توسعت عيني وتر في دهشة من تلك الكلمات التي قالها ذلك البربري الذي بات حكيم قومه فجاءة !!!! .... التفتت لأمل تدفعها للخارج تهمس لها محتدة :
- اخرجي قولي لاء ما حصلش دافعي عن مستقبلك اللي بيضعه البلطجي دا 
اومأت أمل سريعا لتندفع للخارج نظرت لزياد تبتسم وكأنها تعرفه منذ سنوات طوال تحادثه برقة !! :
- ازيك يا زياد الورد دا جميل أوي !
توسعت عيني حسن مما حدث توا في حين ابتسم جبران ساخرا تلك إذا هي الداهية التي كانت تخطط لها وتر كان عليه أن يعرف أن تلك الداهية صاحبة عقل شيطان وما جديد أليست ابنه سفيان ابتسم ساخرا دون تعقيب في حين صاح حسن بصوته كله يصرخ فيها غاضبا :
- الورد دا أنا هحطه بإيدي علي تربتك ... خشي اوضتك وما تطلعيش براها لهكسر دماغك
ارتجف نابضها خوفا تثبت قدميها في الأرض بعنف لن تهرب هي ليست بجبانة أو ضعيفة لن تدعه ينتصر هنا جاء دور زياد الذي اندفع ناحية حسن يمسك بتلابيب ثيابه بشكل مهين له يصيح فيه :
- ولااا اقف عوج واتكلم عدل بدل ما اشدك من قفاك واعلمك الأدب من النهادرة لاء من دلوقتي حالا لو لمحت ضلك بس جنب ضل خطيبتي ، ها سامع خطيبة زياد باشا هسففك تراب الأرض 
تسارعت أنفاس حسن بعنف شديد أحمر وجهه وقتمت حدقتيه عينيه مثبتة علي تلك التي تقف هناك تنظر له تبتسم متشفية تشمت به !! ... رفع يده يُبعد يد زياد عنه ابتسم في هدوء يومأ بالإيجاب في هدوء يسبق عاصفة الصحراء رفع يده يربت علي كتف زياد بخفة يتمتم مبتسما :
- ألف مبروك يا باشا ربنا يتملك علي خير ، عن إذنك
وغادر في هدوء مخيف هدوء بث في قلبها الرعب توترت حدقتيها تنظر ناحية جبران لتري ابتسامة لا تقل رعبا عن هدوء حسن ترتسم علي ثغره صافح زياد يغمغم مبتسما :
- عقبال البكاري يا باشا وابقي اعزمنا بقي عن إذنك 
ولحق بصديقه وساد صمت غريب من جميع الجهات ... لم تخرج وتر حتي لا تشك والدتها أن لها يد في الموضوع وتسمعها محاضرة طويلة عن مدي خطورة جبران وأنها لا يجب أن تتحداه أبدا ... حمحم زياد يوجه حديثه لصابر يحاول طمئنتهم :
- يا عم صابر أنا جاي وعايز بنتك في الحلال وما تخافش من حسن أنا هعرف كويس اوقفه عند حده نقرا الفاتحة
اضطربت عيني الرجل العجوز خوفا ينظر لسيدة التي لا تقل عنه رعبا ابتلع لعابه تنهد قلقا يغمغم متوترا :
- يا زياد إنت عريس ما تترفضش طبعا ، وأنا أكيد مش هحب اجوز بنتي لبلطجي اكيد هطمن عليها مع حضرتك ... بس حسن مش هيسيبنا لا هو ولا المعلم جبران
هنا شعرت زياد بالإهانة حقا زياد لا يقل نرجسية عن جبران لا يحب أن يُقلل اي من كان من قدره ثارت ثورته يغمغم منفعلا :
- طب يبقي يفكر يتعرضلها بحرف مش بكلمة وشوف أنا هعمل فيه ايه 
أنا ، أنا ، أنا ها هو مغرور آخر يعتز بالأنا يقدسها حد الموت ابتسمت وتر ساخرة تراقب ما يحدث الرجل المسكين خاف من حدة زيادة ليومأ برأسه سريعا يوافقه فابتسم زياد يغمغم :
- بإذن الله هيكون لينا قاعدة تانية نحدد فيها ميعاد الخطوبة عن اذنكوا ونتكلم اكتر بسبب اللي حصل دا اعتقد ما فيش مجال لأي كلام دلوقتي عن اذنكوا
صافح الجميع  اختطف نظرة سريعة حوله يبحث عنها عله يراها ليري طيفها من خلف باب غرفة شبه مغلق ابتسم لها كم كان يتمني أن تكن وتر هي العروس بدلا من أمل هل تُري أحبها بتلك السرعة !!
______________
- واد يا سلكة تروح للواد عاطف نابطشي الأفراح وتقوله المعلم جبران عايزك وبعدين تعدي علي عمك طه بتاع الفِراشة تقوله المعلم جبران عايزك بردوا بلا غور 
انتهي جبران من دفع الاوامر لصبيه ليلتفت برأسه إلي حسن الذي يكاد يحرق خشب المقعد من نيرانه المستعرة غضبا تنهد بعمق يغمغم ببساطة :
- اهدي يا حسن اللي أنت عاوزه أنا هعمله اديني بعت اجيب النباطشي وبتاع الفراشة اهو وهعملك ليلة يحكي ويتحاكا بيها الحتة كلها لشهر واتنين وتلاتة وهجوزهالك اهدي بقي
حرك رأسه بالنفي مرة بعد أخري بعنف لا .. لا يكفي ... لا يكفي أبدا ، لا يكفي نظرة الشماتة والانتصار التي رآها في عينيها وذلك الزياد يهينه أمامها كم كانت سعيدة وكم شعر بالذل والإهانة لأنه يحبها فقط ... خرج من شروده حين رأي ذلك الزياد ينزل من منزلهم رمي حسن بنظرة ساخرة متهكمة يملئها الاحتقار والاشمئزاز ومن ثم استقل سيارته وغادر ليهب حسن واقفا يشعر برغبة ملحة في البكاء عينيه أحمرت تكاد تنفجر منها الدماء التفت لجبران يهمس له محتدا :
- الدخلة آخر الأسبوع دا وبلدي !! أنا هجيب مناخيرها الأرض ، صبرك عليا يا أمل !!
________________
عالم أسود وكر لشياطين من الجحيم حفل اُقيم في الجحيم المكان مخيف ملهي ليلي مخصص لهم هم فقط لأصحاب القلوب السوداء في منطقة راقية للغاية يمكن أن تكن داخل مصر ويمكن أن تكن خارجها ولكنها في الأرجح خارجها وقفت الكثير من سيارات الدفع الرباعي نزل جيش كامل من الحراس هنا السلاح أرخص من الطعام توجه أحد الحراس إلي أحدي السيارات الضخمة فتح بابها ينحني برأسه احتراما وخوفا ... نزل من السيارة وقف جوارها بمعطف أسود من الصوف وسروال حلة لمصمم شهير قفازات من الجلد تغطي يديه قناع أسود يغطي وجهه لا يظهر سوي عينيه اللامعة بلونها الأسود الحاد وشعره الطويل يتدلي منه غرة تغطي جبينه ... هرول صاحب الملهي إليه اقترب منه يحادثه مرتجفا :
- سس..سسيدي صاحب الظل ... جلالتك المزاد في انتظارك لتختار ما تريد قبل بيعهم 
لاحت ابتسامة شرسة مخيفة علي ثغره لم يرها أحد غيره .... تحرك للداخل بخطي واسعة يدس يديه في جيبي معطفه ما أن دخل للملهي توقفت الاصوات خوفا ذلك الرجل لا يُفضل الاقتراب منه أبدا ... وكأن الشيطان تجسد علي الارض في جسده اقتربت احدي النادل تأخذ منه المعطف لتظهر حلته السوداء وقميصه الأبيض ورابطة عنقه السوداء تحرك إلي طاولته الخاصة يضجع بظهره الي ظهر اريكة سوداء من الجلد اشار بيده ليبدأوا العرض فُتح الستار أمام عينيه ليظهرن أمامه فتيات ربما اغلبهن عاهرات هنا للمزاد الخاص بهم ... ذوق ذلك الملهي تدني كثيرا لا شئ جديد ملفت رأي مثلهم الكثير مط شفتيه قليلا بدأ يشعر بالاستياء لف رأسه ناحية صاحب الملهي ابتسم يغمغم ساخرا :
- بدأت أشعر بالملل أين الجديد سام ، أسرع فوقتي كما تعلم يُقاس بجرامات الذهب
توسعت عيني الرجل مذعورا ألم يعجبه أي منهن تلك المجموعة الأفضل التي سيقامر عليها في حفل الليلة لا يوجد أحد لا يوجد ... لا يوجد غيرها !!! .. لم يكن لديه حل آخر هي آخر من تبقي ربما تنقذه من تلك الورطة ... غاب لبضع دقائق ليظهر من جديد يقبض علي ذراع فتاة ربما هي في بداية العشرينات تصرخ فيه تتلوي بين يديه أن يتركها وإلا قتلته وقف بها أمامه يغمغم سريعا :
- جلالتك ابنه أخي اتمني أن تنال إعجابك 
رفع يسراه يحرك سبابته وإبهامه تحت ذقنه ينظر لها يقيمها بنظراته مختلفة عنيدة شرسة ليست سيئة ليست سيئة اطلاقا لا تذكره ولكنه يعرفها جيدا وكم هو سعيد الحظ ليعثر عليها ببساطة دون حتي أن يبدأ في البحث عنها  اومأ برأسه في هدوء يشير لأحد حراسه :
- خذوها إلي أحدي السيارات .!!
________________

google-playkhamsatmostaqltradent