رواية زوجة ابليس الفصل العاشر 10 - بقلم روزان مصطفى

الصفحة الرئيسية

 رواية زوجة ابليس البارت العاشر 10 بقلم روزان مصطفى

رواية زوجة ابليس كاملة

رواية زوجة ابليس الفصل العاشر 10

نحن الذين لا نُحب الخداع ، ونمقُت الإصطدام بحقيقة كذبة تعايشنا معها ك المُغفلين .. الذين يستيقظون في مُنتصف الليل لقضاء حاجة خارج الغُرفة ، ونعود ركضاً نختبيء تحت الغطاء حتى نتخلص من الشبح الخيالي الذي يُلاحقنا 
ماذا لو .. كان ذلك الشبح شخص تراه يومياً أمامك ، يتلاعب بك وبعقلك دون دراية منك وأنت لا تعلم ماهيته !
ركضت رباب على الدرج حتى وصلت لمدخل البناية ثُم نظرت أمامها للخارج وهي تقول بصدمة : إيه دا !!
كان خارج البناية تلك الغابة التي رأتها في الحُلم ! ذات الأشجار الذابلة ، دفئت جسدها بكلتا يديها وهي تسير فوق العُشب الجاف بقدميها وتنظُر بخوف حولها لا تعلم ما إذا كان ما يحدُث الأن هو الواقع ، أم لُعبة أُخرى من صُنع خيالها المُرهق 
ظلت تسير إلى الأمام وهي ترى الطيور الصغيرة تختبيء داخل الأغصان المُتشابكة للأشجار ، سارت لمسافة بدت وكأنها طويلة جداً حتى انها شعرت بالخوف أن تكون قد تاهت ! ولا تعلم كيفية العودة للمنزل أو الخروج من هُنا ، بدأت تشعُر بوخز في قدميها من كثرة السير وبرودة الجو ، حتى رأت وأخيراً أمامها نهاية الغابة ولكن ! ك عادة كُل بلدة إذا كان هُناك مكان فارغ تجلس كلاب الشارع مع صغارها به 
وقف أحد الكلاب يُزمجر بصوت جعلها ترتعد وهو يتقرب منها حتى بدأ بالركض تجاهها ، لتركُض رباب خارج الغابة وهي تصرخ بأعلى صوت تمتلكه ، حتى وقعت بين أيدي مجموعة من الرجال ووجدت نفسها أنها خرجت من تلك الغابة 
ليقول أحدهم : مالك يا أنسة ؟ 
نظر الشاب للكلب ف إلتقط حجر من الارض يُلقيه بإتجاه الكلب ويقول : هششش من هناا ، هات كُرسي وكوباية مياه بسُرعة يابني
عبر الفتى الطريق السريع الذي يفصل بين الغابة وبين المقاهي الشعبية للرجال ودكاكين تصليح السيارات 
احضر الفتى كُرسي وعبر الطريق مرة أُخرى ثم وضعه أمام رباب ليقول الشاب الذي يقف أمامها : إقعدي يا أبلة خُدي نفسك متخافيش مشيت الكلاب 
جلست رباب وهي تحاول إلتقاط أنفاسها وتُدلك قدميها بهدوء ليقول الشاب : لامؤاخذة دي غابة وفاضية يمكن حد إبن حرام يطلع عليكِ يغتص*بك ولا يقت*لك ، متأخذنيش في الكلمة بس إنتِ زي أختي يعني
نظرت له رباب بوجه مُجهد ثُم قالت بإرهاق وتعب : ج . جوزي ، جوزي تعبان في البيت .. انا خرجت من العُمارة لقيت نفسي في الغابة 
حرك الشاب رأسه يميناً ويساراً بتعب من العمل وقال الفتى وهو يضحك بسُخرية : دي شكلها عيانة بعقلها يسطا 
الشاب بضيق : بس ياض عيب 
الشاب : مفيش الكلام دا يا أبلة دي غابة طويلة عريضة والناحية التانية فيها مصانع مهجورة الحكومة هتشغلها من أول وجديد ، إنتِ مشيتي المسافة دي كُلها على رجلك ؟
أومأت برأسها بمعنى نعم ف قال وهو يرفع حاجبيه بإنبهار : بجد والله ؟ 
أخرج سيجار من عُلبة ورقية مُهترئة في جيب بنطاله المُتسخ من الشحم : طب إنتِ هتعملي إيه وجوزك التعبان دا فين ؟ 
رباب ببُكاء : صدقني حقيقي مبكذبش عليك أنا لا مجنونة ولا مُختلة بيتنا في أخر الغابة دي وأنا لما نزلت من العمارة لقيت الغابة دي في وشي ! هكذب ليه 
نفث دُخان سيجاره وهو عاقد حاجبيه بضيق ثُم قال : طالما في راجل تعبان مفيش مشاكل ناخد عربية زبون ونروح نشوفه ونساعده ، ولاااا هات مُفتاح عربية الزبون اللي سافر بورسعيد 
ثُم قال لها : متخافيش يا أبلة أنا زي أخوكِ 
رباب بإمتنان : كتر خيرك حقيقي شُكراً
إلتقط الشاب المُفتاح من يد الصبي وهو يقول : إركب إنت ورا عشان لو في راجل بجد تعبان ننزله سوا 
رباب بإنهيار : إنت مش مصدقني ليه والله جوزي تعبان هناك 
الشاب بنفاذ صبر : إركب يابني نشوف الحوار دا عشان نرجع نشوف أكل عيشنا 
جلست رباب بجانبه في السيارة وبدأ في القيادة .. 
حتى وصل للجهه الأُخرى من الغابة ، بدأ يعبُر بسيارته بين المصانع المهجورة ورباب تنظُر برُعب شديد للمنطقة 
الشاب : فين يا أبلة ؟ 
إتسعت عينا رباب بخوف وهي تقول : كمل لقُدام 
وجدت مطعم ( ماكدونالدز ) مهجور ونوافذه مُحطمة ف وضعت يدها فوق رأسها وهي تتذكر المُهرج وكُل ما حدث 
صرخت فجأة وهي تقول للشاب : أوقف أووقف العُمارة أهي !! 
توقف اللشاب بسيارته وهو ينظُر للأعلى ويقول : دي عمارة بتتبني يا أُستاذة 
رباب وهي تحل رباط حزام الأمان الخاص بمقعدها من حول جسدها : ما أنا عارفة بس إحنا ساكنين فيها هي مش مدهونة من برا 
ترجلت من السيارة وهي تصرُخ على الشاب وتقول : يلا عشان نلحق لؤي !
نزل الشاب من السيارة ليلحقه الصبي ويقول : أنا جبت المطواة معايا يسطا عشان لو في عوق ، البت دي مش مريحاني 
الشاب قال : أديك قولت بت يعني لو قلت بعقلها هتخسر ، تعالى ورايا
دخل لمدخل البناية وهو يصعد خلفها ، فتحت رباب شقتها ثُم وضعت يدها على فمها بصدمة وهي تنظُر أمامها وقالت : 

google-playkhamsatmostaqltradent