رواية عشقت كفيفة الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم رنا هادي

الصفحة الرئيسية

 رواية عشقت كفيفة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم رنا هادي

رواية عشقت كفيفه كاملة

رواية عشقت كفيفة الفصل السابع والعشرون 27

أنت من جعلتني أشعر أني أمتلك حظا لأول مرة 📎♥ 
حملت الصينيه الممتلئة بالطعام للتوجه به نحو غرفتهما فى الاعلى، لتضعها فوق الطاولة الوحيدة بالغرفة، وما ان خرج زوجها من الحمام سألته 
=هتاكل هنا ولا تحت يا مالك؟! 
ليرفع مالك رأسه له حيث كان يجفف شعره بإحدى المناشف، وما ان رأته تولين وهو بتلك الوسامة حيث كان يرتدى ترينيج رياضى باللون الأسود الذى يعكس بياض بشرته بالاضافه الى قطرات الماء التى تتساقط من شعره لتظل محلها تتأمله للحظات، لتفيق من تأملها على صوت ضحكته وهو يقول بمرح 
=انتِ بتسألينى يا تولين بعد ما طلعتى الاكل خلاص، كل دا ياستى عشان احكيلك 
لتجيبه تولين ببراءة قائلة بلهفه

=لا مقصدش قصدى عشان متتعبش .. لا قصدى انه 
لتشعر بالخجل انه ادرك مخطتطها فهى صعدت بالطعام حتى يكون بالحديث ارياحيه عن الاسفل، ليقترب هو منها قائلا بمرح 
=خلاص يا فراولتى هحكيلك تعالى ناكل بس وهحكيلك 
ليسحب لها مالك الكرسى مر تجلس عليه بينما هو جلس امامها ليبدأ فى تناول الطعام 
جلست تولين بتأهب تنظر اليه باعين متسعه مترقبه بينما تراقبه يضع اول قطعه من من المعكرونه بفمه

اطلق تنهيده تلذذ فور ان ذاق المكرونه فقد كانت ألذ مكرونه بشاميل قد اكلها بحياته رفع نظره اليها ليراها علي حالتها من الترقب تلك ليقرر مشاغبتها قليلاً  همس بينما يتصنع ابتلع الطعام بصعوبه راسماً الاشمئزاز فوق وجهه
=ايه ده يا تولين ؟!
همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها وعينيها تنتقل من  وجهه الي طبقه الممتلئ بالطعام
=اييه ؟! 

اجابها و لايزال الاشمئزاز مرتسم فوق وجهه
=استني ما ادوق الفراخ المشاويه يمكن يكون فيها الامل شويه 
قطع قطعه من الفراخ واضعاً اياها بفمه برغم جمال مذاقه الا انه هتف بغضب مصطنع
=ايه ده يا تولين فحم الفراخ عامله زي الفحم 
همست بصوت مرتجف بينما امتلئت عينيها بالدموع فقد صنعت هذا الطعام له خصيصاً من اجل اسعاده لكن لقد خربت الامر تماماً
=انا .. انا 
لكنه لعن بصوت مرتفع  بينما ينتفض واقفاً جاذباً اياها من فوق مقعدها عندما رأها علي وشك الانفجار بالبكاء احتضنها بين ذراعيه مقبلاً رأسها بحنان لاعناً نفسه علي فعلته الحمقاء تلك لكنه كان يرغب بالمزاح معها فقط
=بهزر  معاكى و الله يا تيتو الاكل جميل و تحفه
ليكمل عندما هزت رأسها المندس بصدره رافضه تصديقه
=و الله العظيم كنت بهزر المكرونه روعه و عمري ما اكلت في حياتي مكرونه في حلاوتها 
همست بتردد بينما ترفع رأسها من فوق صدرهذ
=بجد؟! 

اومأ برأسه قائلاً بحنان
=بجد 
تنفست بقوه مزيله دموعها بيدها قبل ان تتجه نحو الطاوله قائله بهدوء غريب يعاكس حالتها السابقه
=تمام يلا ناكل 
وقف مالك يتطلع اليها بشك فاستسلامها بتلك السهوله دون ملامته علي خداعه لها لم يريحه راقبها بينما تعود الي مقعدها مره اخري بهدوء شارعه في تناول طعامها بتلذذ
=تصدق فعلاً عندك حق المكرونه تحفه 
جلس علي عقبيه امام مقعدها محيطاً وجهها بيده مديراً اياه نحوه بلطف
=زعلانه؟! 
ابتسمت قائله بمرح
=هزعل من ايه يا حبيبي انت كنت بتهزر عادي 
لتكمل بينما تمرر يدها بحنان فوق وجنته
=يلا كل قبل ما المكرونه تبرد انا عارفه انك بتحبها سخنه 
امسك بيدها التي فوق خده طابعاً عليها قبله عميقه فوقها قبل ان ينهض مغمغماً بمرح

=وانتي بقي عرفتي كل الاكل اللي  بحبه ده ازاي؟! 
اجابته بخجل بينما تتناول طعامها بهدوء
=من ملك قعدت معها النهارده وعرفت منها كل الاكل اللي بتحبه المكرونه بشاميل، والفراخ والكفته المشويه والحمام المحشي ،وورق العنب 
لتكمل بحماس بينما تضع قطعه من الطعام بفمها
=ان شاء الله المره الجايه هعملك الحمام المحشي وورق العنب 
كان يراقب تحدثها بهذا الحماس شاعراً بقلبه يكاد يقفز من صدره من شدة دقاته فاهتمامها هذا مس مكان بقلبه لم يصل اليه احداً من قبل مد يده عبر الطاوله متناولاً يدها بين يده ضاغطاً عليها بحنان هامساً بصوت اجش ممتلئ بالعاطفه
=شكرا جدا يا تولين 
ضغطت علي يده هي الاخري وقلبها يرقص من الفرح داخلها فبرغم عدم نطقه بحبه لها الا انها تراه دائماً في عينيه و نظراته لها وفي  كل شئ يفعله من اجلها
بعد انتهائهم من الطعام ساعدها بلملة الاطباق وبعد انتهائهم جلست بجانبه فوق الفراش تنظر اليه بترقب ليبتسم هو على شكلها الطفولى يعتدل بجلسته ليكون امامها قائلا بهدوء مرح
=مستعجله تعرفى انتِ اوى مش كدا 
لتجيبه بلهفه قائلة
=اوى نفسى اعرف انا اصلا معرفش حاجة عنك خالص ونفسى اعرف اوى 
ليردف مالك بهدوء قائلا =طب ياستى قولى عاوزه تعرفى ايه وانا هجاوبك 
لتجيبه تولين بدون تفكير وسرعه 
=كل حاجة من الول خاص وبالذات لكنتكم عشان حلوة اوى بصراحه 
انهت حديثها بنبرة خجله وهى تنظر الى عينيه الزرقاء التى تأثرها، ليجيبها هو بضحك معلقا على حديثها الاخير
=عاجبك لاكنتنا بتاعة العربى 
ليحمحم بعدها بجديه قائلا 
=اوكِ بصى يا فراولتى انا واخواتى ملك وسارة مصريين عادى بس مولودين فى المانيا ومعانا الجنسية الألمانية وعايشين هناك معظم حياتنا دا لو مكنش كلها على الأغلب.. 
ليصمت للحظات يحاول تذكر شئ =بس بابا وماما الله يرحمهم رجعوا مصر وانا وسارة كنا فى ثانوى ومكنش ينفع ننزل مصر عشان الدراسه 
لتساله تولين ياندهاش =وكنتم عايشين لوحدكم انتوا التلاته بس 
ليتنهد مالك تنهيدة طويلة يجيبها 
=لا كان عمى وخالتي جمبنا للأسف 
لتسأله تولين باستفسار وهى تلاحظ عبوس وجهه عندما اردف بحديثه الاخير
=ليه للأسف وليه التنهيدة دى هو فيه حاجة 
مالك بتهرب =لا عادى بس كانت مسؤليه عليا وكنت خايف انى مكنش قدها 
لتبتسم له تولين ابتسامه عاشقه تمسك بيده تضغط عليها بحركه مشجعه 
=انت دايما قد المسؤليه يا مالك، قولى بقى ايه سر لكنتكم وانكم جمال اوى 
ليضحك مالك على حديثها الطفولى قائلا من بين ضحكاته 
=والله انتِ اللى جميله، بصى يا فراولتى بابا المانى وماما هى المصريه وانا شبه ماما الله يرحمها بس بينى وبينك هى احلى منى بكتير، فيه جملة كتير اوى بسمعها انه الاصل احسن من التقليد وهو كدا، هبقى اوريكى صورتها بعدين 
تولين بفضول وطفوليه وهى تقترب بجلستها منه
=طب مامتك عارفه إنى زنانه بس ملك دايما تقول ابن داليا ونفسى اسمع عنها 
ليتنهد مالك بطول يضع يده فوق موضع قلبه ليتنهد بطول قائلا بشرود
=امى دا كانت اعظم حاجة فى حياتى مش كانت هى فعلا امى احلى حاجه كنت متعلق بيها جدا، كانت صاحبتى وكل اسرارى واسرارها مع بعض كنت بعتبرها بنتى اكتر من امى، وكنت رافض فكرة ان هم ينزلوا مصر عشان منتفرقش، المختصر يعنى كنت متعلق بماما اكتر وهى كانت متعلقه بيا اكتر من سارة وملك وعشان كده ملك بتقولى يا ابن داليا 
كانت نبرته حزينه يحاول صبغها بالبرود لعدم إظهار حزنه لها لكنها ميزتها لتقترب منه تجلس بجانبه بدلا مما كانت تجلس امامه، تسندت برأسها فوق صدره عاقده ذراعيها حول خصره متشبثه بظهر قميص ترينجه من الخلف بينما تستنشق بعمق رائحته التي تعشقها قائلة برقه وحنان 
=ان شاء الله اول بنت تجيبها سميها داليا 
نظر اليها مالك بشغف وامتنان قائلا 
=ان شاء الله يا تولين، تعرفى نفسى يكون عندى بنات كتير اوى 
لتشعر تولين بألم بقلبها عندما قال حديثه الاخير حيث انه لم يذكر غير انه يريد أطفال ولم يذكر ان يكونوا منه لتحاول رسم ابتسامه خرجت منها ضعيفه مرتعشه، ليرفع هو رأسها ينظر اليها بنظرات لم تفهمها.. 
لينحني برأسه متناولاً شفتيها في قبله رقيقه وبذات الوقت عميقة انصدمت تولين فى بادئ الأمر لكن ما لبثت لحظات الا وتجاوبت معه بخجل، عندما لاحظ مالك تجاوبها الخجول تعمق اكثر بقبلته.. 
استمر الحال بينهم كما هو لوقت لا بأس به لتشعر تولين بانقطاع انفاسها لتفصل تولين قبلتهم تلك هامسه بانفس ثقيله لاهثه متلعثمه 
=مالك ... لا ... تعالى... اوريك حا..جه فى البل..كونه 
زمجر باعتراض بينما يخفض رأسه متناولاً شفتيها يقبلها بلهفه وشغف ومازال تحت تأثير قبلتهما
=شش مش عاوز
فصلت تولين قبلتهم تلك بصعوبه ابتعدت عنه بينما تهتف بلهاث خجول
=لا مينفعش 
زفر مالك بضيق بينما يفرد يده علي جانبيه باستسلام
سحبت تولين يده تتجه به نحو الشرفه وابتسامه خبيثه فوق وجهها لتجعله يقف بالشرفه قائلة بهدوء وهى تحاول منع ابتسامتها
=هدخل اجيبها بس خليك هنا ماتطلعش 
ثم التفت سريعاً مغلقه باب الشرفه الزجاجي بالمفتاح من الداخل شاهدت مابك بينما يستوعب اخيراً ما فعلته فقد قامت بحجزه داخل الشرفه 
هتف من خلف الباب الزجاجي
=افتحي يا تولين 
هزت كتفيها بالرفض هاتفه بصوت مرتفع حتي يصل اليه
=لا خاليك عندك علشان تبقي تهزر معايا براحتك 
هتف بحده بينما يضرب الباب بقبضته 
=قولتلك افتحي يا تولين تخلني اتجنن عليكي 
هتفت مجيبه عليه وهي تبتسم ببرود
=اتجنن براحتك وريني هتعمل ايه 
سمعت زمجرته الغاضبه التي وصلت اليها عبر الباب الذي احتجزها و وصلت اليها كزمجره شرسه فماذا اذا ستكون تلك الزمجره المرعبه اذا كان الباب لا يفصل بينهم. 
اتجهت نحو الفراش ببطئ جالسه فوقه مربعه القدمين اسفلها تراقبه و هو يدور في الشرفه كأسد محتجز في قفصه تناولت صحن المقرمشات الموضوع فوق الطاوله ثم بدأت تتناوله وهي تشاهده باستمتاع كما لو كانت تشاهد فيلماً مسلياً. 
لكن تشددت يدها بعصبيه عندما رأته يمسك باحدي المقاعد ويرفعها بالهواء ويهوي بها فوق الباب الزجاجي محاولاً كسره لكن فشلت محاولاته العديده فقد كان الزجاج غير قابل للكسر مما جعل تولين تنفجر بالضحك القي بالمقعد بغضب بينما يتنفس بحده وعينيه المسلطه عليها تنبثق بالشراسه. 
جلس باستسلام اخيراً فوق الاريكه التي بالشرفه وعينيه مسلطه عليها مراقباً اياها وعينيه تعصفان بالغضب وهي تتناول المقرمشات باستمتاع وبرود مرر ابهامه فوق خط رقبته بالعرض كاشاره لها بانه سوف يقتلها، هزت كتفيها ببرود كاجابة علي حركته تلك مخرجه لسانها له باستفزاز. 
مرت ساعه وهم علي وضعهم هذا حتي نهضت تولين وذهبت الي الحمام وعند عودتها رأته قد استلقي فوق الاريكه نائماً يضم ذراعيه فوق صدره دلاله علي شعوره بالبرد، شعرت بقلبها يخفق بشده مؤلمه عندما شاهدته نائماً بهذا الوضع. 
فتحت الباب سريعاً متجهه نحوه انحنت فوقه تهز كتفه برفق هامسه باسمه لكنها صرخت فازعه عندما قبض علي يدها جاذاً اياها فوق من ثم استدار جاعلاً اياها تستلقي اسفله هتفت بغضب طفولى
=بتضحك عليا وانا اللي فاكراك نايم وصعبت عليا والله ما تستاهل ان... 
ابتلع باقي جملته في فمه حيث اخذت شفتيه تلتهم شفتيها بنهم وقسوه تأوهت متألمه عندما بدأ بقضم شفتيها بقوه وعنف مؤلم افرج عنها اخيراً حتي تستطيع التقاط انفاسها... 
همس بصوت اجش بالقرب من شفتيها
مما جعل رجفه حاده تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها اخذت تنظر اليه بعينين متسعه بينما صدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها
=ده  جزء من عقابك، علي الجنان اللي عملتيه فيا 
ليكمل عندما رأها تهم بالرفض
=ما  هو لا ده لأما اكسرلك دماغك تختاري ايه.. 
ضربته في كتفه بخفه هاتفه بينما تضحك
=مالك انت اتجننت.... 
همهم بينما ينحنى حاملا اياها بين ذراعيه قائلا بمرح  هو يدلف بها الى الداخل 
=مش انتي اللي قولتي اتجنن براحتك واديني بتجنن 
ليضعها فوق الفراش برفق يستلقى بجانبها، يأخذها بين ذراعيه لتدفن هى نفسها داخله وكأنها قطة صغيرة تختبئ من الهواء البارد داخل احضانه 
______________ 
- ‏"أعتقد أن أبشع ما يمر به المرء هو أن يدفع ثمن صدقه وعاطفته، يدفع ثمن أنه كان حقيقي أكثر من اللازم في يومٍ من الأيام."
______________ 
كان جالساً بغرفة المكتب الخاصه به بقصره يراجع بعض الاعمال عندما سمع طرقاً فوق الباب امر بصوت حاد الطارق بالدخول دون ان يرفع رأسه عن الملف الذي بيده . 
دلفت الخادمه الي الغرفه قائله بهدوء
=مراد بيه في واحد برا اسمه شادى الزيان عايز يقابل حضرتك. 
عقد حاجبيه قائلاً بينما يرفع رأسه من فوق الملف الذي امامه
=مين ده؟ عايز ايه؟ واسمه شادى؟ 
اجابته بهدوء بينما تحرك رأسها
=معرفش حضرتك كل اللي قاله انه عايز حضرتك في موضوع مهم جداً بس شكله مش أجنبى 
هز مراد رأسه قائلاً بهدوء بينما يغلق الملف الذي امامه
=خليه يدخل. 
اومأت رأسها يينما تنصرف بهدوء ليدخل بعدها رجل في الخمسينات من عمره غمغم بهدوء بينما يجلس علي الكرسي الذي اشار نحوه مراد لكي يجلس وتعمد الرجل الحديث بالعربيه قائلا
=ازي حضرتك يا مراد باشا 
هز مراد رأسه مجيباً اياه بصمت 
اكمل الرجل قائلاً بهدوء
=حضرتك متعرفنيش بس مدام حضرتك تعرفني كويس. 
ليكمل بينما يضع ورقه امام مراد الذي تأهب جسده فور سماعه كلماته تلك 
=انا شادى الزيان اللي مراتك متفقه معايا فى انى اساعدها انها ترجع مصر هى وبنتها دينا او ديما مش متذكر بالظبط والموضوع الاساسى انها لحد دلوقتى مدفعتش باقى العربون 
اهتز جسد مراد بعنف كمن ضربته الصاعقه شاعراً بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه تلك الكلمات التي هزت كيانه باكمله 
_____________ 
كانت تجلس هى وابنتها الوحيده يتحدثان بشتى المواضيع لتقاطعهم نفس الخادمه التى استقبلت ذاك الضيف ألذ يجلي برفقه مراد لتغمغم بتوتر
=منى هانم مراد بيه عايز حضرتك في مكتبه.. 
نهضت منى واقفه وعلي وجهها ارتسمت ابتسامه هادئة فور سماعها هذا توجه حديثها الى إبنتها قائلة بالالمانيا 
=Ich gehe zu meinem Papa Liebling 
"ساذهب ال بابا حبيبتى"
ثم اسرعت بمغادرة الغرفه دون ان تنتظر اجابتها غافله عن نظرات ابنتها المتحسرة هما يحدث بين ابويها، التي كانت تتبعها حتي ان اختفت عن مجال نظرها ...
دلفت منى غرفة المكتب بعد ان طرقت الباب وعلي وجهها لازالت تلك الابتسامه الهادئه مرتسمه  لكن تلاشت ابتسامتها تلك ببطئ عندما وجدت انه لم يكن بمفرده كان يوجد شخص اخر معه. 
تراجعت للخلف بقوه وقد دب الذعر بداخلها عندما رأت ذلك الرجل ينتفض واقفاً  يهتف بحده بينما يندفع نحوها محاولاً مهاجمتها فور ان رأها تدخل الغرفه
=فين باقى فلوسي يا نصابه يا حراميه... 
شعرت بالخوف يشل اطرافها فور سماعها تلك الكلمات اسرع مراد  نحوهم واقفاً امام ذاك الرجل دافعاً اياه بقسوه بصدره مانعاً اياه من الاقتراب منها هاتفاً بشراسه بثت الرعب بداخل ذلك الرجل
=انت اتجننت عايز تمد ايدك علي مراتي ده انا ادفنك حي قبل ما تلمس شعره منها 
غمغم الرجل بارتباك بينما يفرك صدره مكان ضربة مراد له
=معلش يا مراد باشا مقدرتش امسك نفسي لما شوفتها قدامي. 
قاطعه مراد الذي كان علي حافة ان يهدم هذا البيت فوقه و فوق تلك الملتصقه بالباب و جهها شاحب من شدة بخوف
=اترزع اقعد مكانك. 
اومأ الرجل بصمت بينما يتجه نحو مقعده يجلس فوقه مره اخري، التف اليها ليجدها واقفه بجسد مرتعش و اعين محتقنه قاوم رغبته بجذبها نحوه واحتضانها  حتي يختفي خوفها هذا لكنه لا يستطيع فعل هذا حتي يفهم ما يدور حوله زمجر بقسوه لها
=تعالي. 
ظلت مكانها تنظر اليه بتردد لكنها تحركت بالنهايه مقتربه منه بخطوات بطيئه متردده حتي اصبحت تقف بجانبه احاط كتفيها بذراعه مقرباً اياها منه
=كنت بتقول ايه بقي يا استاذ شادى 
هتف مرتضي بينما يرمق منى بقسوه
=من حوالي 3سنين او سنتين ونص جالي وسيط وقالي ان فيه واحده عاوزه تهرب من جوزها وانه هو شخصيه كبيرة وله اسمه فى البلد وانها حتى لو معاها الجنسيه الالمانيه فهى بردوا غريبه عن البلد المهم الست جاتلى ومعاها شاب كدا طول بعرض الله اكبر وهو اللى كان تعاملى معاه وفى تانى مقابله الراجل اللى معاها جه لوحده ومعاه نص الفلوس وقالى ان الست هتبعتله باقى الفلوس تانى يوم ولحد الان ماعرفش عنه حاجة ولا شوفت خلقته ابن××× 
كانت منى تستمع الي ذلك شاعره بالدماء تنسحب من جسدها ببطئ همست بصوت  بينما تتراجع الي الخلف  بعيداً عن يد منى التي اشتدت بقسوه حولها
=و الله العظيم مش انا ... انا ماتفقتش 
لتكمل بهستريه اكبر عندما رأت مرتضي يخرج من جيبه هاتفه الخاص ويعرض عليه فيديو يبينها وهي تتفق معه علي أوراق ومستندات 
صاح الرجل بغضب بينما يشير بالهاتف الذي بين يده امام وجهها
=انتي هتستعبطي والفيديو ده ايه هااا ايه...
لم يدعه مراد يكمل جملته واندفع يقبض علي فكه يعتصره بقوه مزمجراً بشراسه و قسوة
=قولتلك صوتك ده ميعلاش عليها. 
ليكمل بقسوه دافعاً اياه الي الخلف ليسقط فوق مقعده
=فلوسك هتاخدها ومش عايز اسمعلك نفس تاني فاهم 
اومأ شادى برأسه بصمت بينما يعتدل في جلسته علي المقعد
امسكت منى بذراع مراد عندما وجدته يتجه نحو مكتبه مخرجاً دفتر شيكاته من جيبه لتفهم علي الفور ما ينوي فعله
=بتعمل ايه يا مراد والله ما اخدت منه ولا عطيته حاجه صدقني 
قاطعها بقسوه مزمجر من بين اسنانه بقسوه
=مش عايز اسمعلك صوت .. فاهمه 
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه بينما ترتمي جالسه فوق الاريكه التي باقصي الغرفه تتابع ما يفعله باعين متسعه محتقنه شاعره بان عقلها قد اصيب بالشلل من شدة الخوف والصدمه في ذات الوقت
بدأ مالك يكتب فوق دفتر شيكاته 
مغمغماً بقسوه بينما يلقي الشيك نحو شادى 
=ده شيك ب2 مليون جنيه، مليون  باقى فلوسك ومليون علشان بوقك ده يتقفل ومسمعش صوتك تاني
نهض ملتفاً حول مكتبه حتي اصبح يقف امام شتدى الذي كان يتفحص الشيك الذي بين يده بلهفه قام بنزع هاتفه من يده الاخري قائلاً بينما يعبث بهاتفه حتي وصل الي الفيديو الخاص بمنى قام بارساله لنفسه من ثم قام بحذفه
= الفيديو ده معاك نسخه منه تانيه 
هز شادى رأسه قائلاً
=لا يا مراد باشا النسخه دي بس 
اومأ مراد برأسه قائلاً بينما يضرب فوق كتفه بقسوه بثت الرعب بداخله
=تمام كده تقدر تمشي بس عايزك بقي اول ما تخرج من باب الاوضه دي تفقد الذاكره يعني اسم مراتي تلغيه من عقلك كأنك مسمعتوش قبل كده لو نطقت به حتي بينك وبين نفسك همحيك من علي وش الدنيا. 
ابتلع شادى الغصه التي تشكلت بحلقه بخوف
=اطمن يا مراد باشا .. عمري ما هفتح بوقي. 
اشار له مراد بيده صارفاً اياه ليجمع الاخير اشياءه ويفر هارباً من الغرفه... 
_____________ 
جميعنا نحاول التعافي من شيء بات ملازم لنا ، شيء لا احد يعلم عنه شيء 💔
_____________ 
كانا يجلس كلا منهما بإحدى المطاعم فى تلك القريه التى تشبه الخيال بكل شئ بها، اراد امير وبشدة ان يساعد سارة بتناول الطعام لكنها رفضت وبشده طالبه منه ان يكون غذائها عبارة (سندويتشات) حتى يسهل عليها أكلها والا ينشغل بها رفض امير فى بادئ الأمر لكنه وافق مع اصرارها القوى، كان يستغرب حالتها منذ ان وصلا وهى جامده لا تتحدث كثيرا دائما شارده، حسنا هو يعلم انها قليلة الكلام لكن ليس لتلك الدرجه لا يعلم ماذا اصابها ولا يربد ان يسألها حتى لا تظن بأنه مهتم، ليحاول بدأ الحديث معها قائلا بدون تفكير للحظة واحده 
=سارة هو انتِ ازاى بقيتى عاميه؟ ولا انتِ مولوده كدا 
لتبتلع بصعوبه تلك الغثه التى تشكلت بحلقها وتبدأ الدموع بالظهور لتحاول منعها من الظهور أو ان يراها، لتفكر بيأس انها اذا بكت لن يلاحظ فهى ترتدى تلك النظارات السوداء والماسك الطبى [الكمامه] فلن يلاحظ احد لتقول بضعف وصوت مرتعش وهى تنهض من مكانها 
=انا اسفه بس انا عاوزه ارجع بعد اذنك 
ليستغرب هو حالتها قائلة باستغراب وهو يمسك يدها حتى يعيدها للجلوس مرة اخرى
=سارة انا قولت حاجة زعلتك فى ايه؟ زعلتى ليه؟ 
لترفض الجلوس ترجع خطوة للوراء ليسقط الكرسى مصدرا صوتا عالى، لتطلق هى صرخة فزع تضع يدها فوق اذنها وهى تخفض رأسها وتدور حول نفسها وكأنها تحاول ان تخرج نفسها من تلك الدوامة، لينتفض امير بفزع خوفا عليها جاذبا اياها اليه يحتضنها لتتشبت هى به ما ان علمت هويته من رائحة عطره التى نبهته على أن يضع منها بكثرة حتى يسهل عليها ان تتعرف عليه وهو بعيد عنها، لتتشبت به وكأنها طفل يختبئ من العالم بحضن امه، ليردف امير سائلا اياها بلهفة وقلق ويده تمر فوق ظهرها بحركه مهدئه
= سارة فى ايه مالك؟ انتِ كويسه طيب ؟ 
لتردف هى ببكاء،وضعف بينما تتشبت هى بقميصه من الخلف 
=ماشينى من هنا يا امير عشان خاطرى بلاش هنا، انا عاوزه امشى ارجوك 
ليستمع اليها يحملها بين ذراعيه بخفه ويسير بها بثقه بين الناس الى ان وصلا الى  الجناح الخاص بهم ولم ينتبه امير الى تلك العيون التى تراقبه منذ ان نهضت سارة من مكانها الى ان صعد بها امير الى جناحهم.. 
بينما امير ما ان حملها بين ذراعيه اختبأت هى برأسها فى كتفه، ليشعر بعدها بلحظات بانتظام انفاسها ليعلم انها قد استغرقت بالنوم، ليضعها برفق فوق الفراش يأخذ نظارتها ويسحب عنا ذلك الماسك الذى ترديه لينصدم من دموعها التى رأها ما ان ازال عنها النظارات والماسك لتبدا التساؤلات داخل عقله 

‏"ستقتلني يومًا هذه المزاجية، سأقع يومًا وأنا أتأرجح بين السعادة و التعاسة، بين الإكتراث و اللامُبالاة.. الشعور واللاشعور.. سأتلاشى في المُنتصف." 
-إقتباسآت عُتمة⁸⁶メ.

• تفتكروا مالك قال الحقيقة لتولين ولا لأ
• ايه حكاية منى وليه عاوزه تهرب من جوزها مراد
• مراد ليه مش عاوز مراته او بنته يرجعوا مصر
• امير وسارة  ايه ممكن يوصلوا ليه 

google-playkhamsatmostaqltradent