رواية حكاية سهيلة الفصل السادس عشر بقلم ديانا ماريا
رواية حكاية سهيلة الفصل السادس عشر
عادت سهيلة إلى البيت لتطلب والدتها التحدث معها.
سهيلة : نعم يا ماما فى حاجة ؟
والدتها : أنا كنت لحد دلوقتى ساكتة و مش راضية
أتكلم بس مش قادرة اكتم أكتر من كدة ،
أنتِ يا بنتى موافقة بجد تتجوزي الجدع اللى
إسمه أدهم ده؟
سهيلة بخجل: اه يا ماما موافقة .
والدتها بغضب: إزاي ده إحنا منعرفش عنه حاجة
لا أصل ولا فصل ولا حتى إسمه الحقيقى .
سهيلة وهى على وشك أن تبكى: يا ماما ما هو معانا
بقاله أد ايه حضرتك شوفتي منه حاجة وحشة؟
و بابا لو مكنش واثق فيه مكنش وافق.
أمسكتها من ذراعها : سهيلة أنتِ بتحبيه؟
نظرت بعيدا عنها و لك ترد.
أشرق وجه والدتها بنور الفهم أخيرا.
والدتها : قال وأنا اللى استغربت إزاي سهيلة اللى بترفض
كل الناس واللى من كليات و اللى مركزه مرتاح
ومش بيعجبها أي حد توافق على أدهم اللى تقريبا
محيلتوش أي حاجة.
دمعت عيناها و لم تعقب مجددا على كلام والدتها.
ابتسمت والدتها بحنية قبل أن تجذبها نحوها
تعانقها.
والدتها بحنية: أنا بس خايفة عليكِ ، أنتِ بنتى
الوحيدة يا سهيلة ربنا يسعدك يا حبيبتى
و يجعله خير ليكِ.
سهيلة بحب: يارب يا ماما .
~~~~~~~~~~~~~~~~~
أرغد بغضب: يعنى إيه مش عارفين تجيبوا معلومة
عنه ، أنت فاهم أنه البني آدم ده خاطب أختى
و كان خلاص هيدخل عليتنا؟ هبعت لك صورته
و فى أسرع وقت ألاقي تقرير مفصل عنه
قدامى . ثم أغلق الهاتف و هو يرتمي على الكنبة
بإرهاق ف من أين أتت له هذه المصيبة الجديدة!
دلفت سيدرا لتجده على حاله .
سيدرا : مالك يا أرغد؟
أرغد وهو مغمض العينين: مفيش حاجة شوية
مشاكل فى الشغل بس.
اقتربت سيدرا منه وهى تمسح على كتفه بحنان:
معلش يا حبيبى أن شاء الله هتتحل.
أردفت بحزن: لسة متعرفش حاجة عن عاصم؟
تشنج وجهه و لكنه حافظ على تعابيره الباردة
و صوته الثابت الخالى من أي انفعال: لسة يا
سيدرا .
سيدرا : يارب بقا.
حاول السيطرة على غضبه و لم يرد أن يخبرها
الحقيقة ويكون السبب فى ألمها ، لهذا حافظ على صمته.
~~~~~~~~~~~~~~~~
مر شهرين بنفس المنوال ، كان عمر أغلب الوقت
يبقي فى شقته و يكاد يقضي عليه التوتر من أن
يُكشف أمره فى أى وقت.
كان مقابلاته مع ميرال فقط و كانت مقابلات قليلة
تستهجن فيها ميرال تصرفاته و تأجيله
زفافهما .
أما أرغد كان يحاول الوصول إلى المعلومات
فى أسرع وقت ممكن ولكنه أنشغل فى عمل الشركة
و قد سافر لإتمام صفقة منذ ما يزيد عن الشهر
و لم يعد حتى الآن ، كما أنه طلب التحرى
عن عمر أيضا فهو لا يثق به.
أما أدهم ف كان يعمل بكد حتى يثبت لوالد سهيلة
أنه يستطيع تحمل المسؤولية و أنه يُعتمد
عليه ، كما أن سهيلة كانت تتجنبها طول هذه الفترة
بسبب خجلها منه و أيضا تعليمات والدها .
أما قوت و سيدرا لم يكن هنالك جديد فى حياتهما .
~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تستعد بمساعدة قوت .
سهيلة بلهفة: شكلى حلو كدة ؟
قوت : قمر والله .
سهيلة بسعادة : أنا مش مصدقة أنه هقعد معاه النهاردة
فى الرؤية الشرعية و أنه بابا وافق نتخطب رسمى
أخيرا.
قوت بود: والله ولا أنا بس أدهم أثبت فعلا أنه ونعم
الرجل .
سهيلة و هى تضع يد قوت على قلبها : شايفة قلبى
بيدق بسرعة أزاى.
احتضنتها قوت بسعادة: ربنا يهنيكِ يا حبيبتى ويتمم
على خير.
سهيلة : يارب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يقف أمام المرآة يكمل ارتداء بذلته و هو ينظر
لنفسه فى المرآة، للحظة ابتسم لما هو مقدم
عليه،ف رغم فقدانه ذاكرته و كل ما مر به يشعر
بشئ جميل بداخله بسبب خطبته لسهيلة .
أتى إيلاف من وراءه و وضع يده على كتفه وهو مبتسم.
إيلاف: أخبار عريسنا إيه؟
أدهم بإبتسامة هادئة: الحمد لله و جاهز أهو بس متوتر
شوية .
إيلاف بمرح: لا اجمد كدة يا بطل و بعدين ده الدنيا
سهلة معاك خالص.
ذهبا لأسفل و هما يجلسون معا ، بعد قليل دلفت
سهيلة وهى مرتبطة من شدة التوتر
تركوهما وحدهما ليتحدثا قليلا .
أدهم وهو يتنحنح: إزيك يا آنسة سهيلة؟
سهيلة بخجل: الحمد لله، أنت عامل ايه؟
أدهم بجدية: أنا الحمد لله، فى حاجة حابة تسأليني
فيها ؟
أومأت بالنفى ف صمت مجددا وهو مرتبك هو الآخر.
ترددت قليلا قبل أن تقول: فى حاجة عايزة أقولها لك.
أدهم باهتمام: إيه هى؟
سهيلة بخجل: إن شاء الله يوم الخطوبة مينفعش
أنت اللى تلبسني الدبلة.
أدهم بدهشة: ليه؟
سهيلة بشرح : علشان حرام تلمسن'ي وأنت لسة أجنبى عنى
الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول "لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"
و حتى لو خطيبي أنت لسة غريب ومش من حقك
تلمسنى أو تمسك أيدي حتى لو هتلبسني الخاتم
و دى ذنوب و تعتبر تجاوز'ات فى خطوبتنا وممكن
ربنا يعاقبنا بسببها بعدم التوفيق فى حياتنا الزوجية
بعد كدة ، ف لحد ما تبقى زوجى أن شاء الله هنلتزم
بضوابط الخطوبة الشرعية علشان ربنا يبقى راضى
عننا .
أدهم بإعجاب: أنا مكنتش أعرف كل ده و مبسوط
بمبادئك أوى يا سهيلة.
سهيلة : أنا مكنتش أعرف أنا كمان لحد ما بحثت
و شوفت بردو.
أدهم: أن شاء الله هنعمل زى ما قولتي .
سهيلة بفرح: تمام .
ذهبت من أمامه وهى خجلة بشدة و قلبها ينبض
بسرعة شديدة ولا تستطيع التحكم فى انفعالاتها
أو سعادتها .
فى اليوم التالى ....
سهيلة : خطوبتى أن شاء الله بعدين يومين تشرفيني
فيها أنتِ و ميرال .
سيدرا بسعادة: مبارك يا روحى مبسوطة لك جدا،
هقول لبابي و ميرال ونيجي أكيد.
سهيلة بحماس: تمام مستنياكم على نار .
بعد يومين فى حفل الخطبة.
كان الجميع يتحرك هنا و هناك و يستعد
و قد خرجت العروس الجميلة و جلست بجانب
العريس مع بعدها عنه بمسافة حتى لا تكون ملتصقة
به .
وقف الجميع يشهد لحظة تلبيس الدبل و سيدرا
و ميرال لم يصلوا بعد
وقف إيلاف و والده و السعادة تشع من وجهيهما
و قد اقتربت والدة سهيلة لتلبسها الدبلة
بدلا من أدهم بعد إطلاق الزغاريد و باقى العائلة
يراقبون فى سعادة ماعدا شخص واحد .
فجأة فتح الباب ليدخل شخص غير متوقع تماما
استرعى انتباه الجميع و وجهوا أبصارهم نحوه و رفع أدهم و سهيلة أنظارهم بتساؤل و ليتسبب حضوره بصدمة للبعض و الآخرين يحدقون بفضول.....
يتبع الفصل السابع عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية حكاية سهيلة" اضغط على اسم الرواية