Ads by Google X

رواية كأس من الألم الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم وتين قطامين

الصفحة الرئيسية

               رواية كأس من الألم الفصل الثالث والخمسون  بقلم  وتين قطامين


رواية كأس من الألم الفصل الثالث والخمسون 

الصدمة و الصمت ملأ المكان تماماً جميهم لا يصدقون ما يحدث الأن هي فعلاً أُصيبت ، هي على الارض ، هي تنزف بغزارة ، أما هو فقد سُحِب الدم من عروقه ولم يعد حوله هواء ابداً فهذه المرّة ليست خدعة .
الشرطة قامت باعتقال عز و اخذه ، ريان ينظر حوله بضياع اقترب منها و احتضنها
الشرطي : اهدأ سيدي اتصلنا بالاسعاف
آدم بصراخ : رياااااااان إن انتظرنا الاسعاف ستموت هنا هيّا سيارتي بالخارج هيااااا
انتفض ريان كالذي سعق بكهرباء رفعها عن الارض و بدأ يركض بها نحو السيارة كانت قد بدأت تفقد وعيها
ريان : آدم قُد انت انا لا اقدر
ادم : حااضر هي بنا
جلس ريان بالمقعد الخلفي و معه نارة التي وضعها برفق و بدأ يضغط على جرحها محاولاً ايقاف النزيف أو التخفيف منه
ريان : نارة نارة افتحي عينيك ارجوك
نارة بصوت متقطع : لاا تفلت يدي
ريان : انا هنا انا هنا و لكن ارجوك ابقى مستيقظه
نارة بضعف اكبر : ريااان..........وفقدت وعيها
ريان : نارة نارة اسمعيني نارة لا لا لا ابقي مستيقظه و صرخ : ادم بسررررعة
دعس ادم على البنزين اكثر حتى وصل اول مستشفى بطريقهم نزل رياان و هو محتضن نارة
ادم : احتاج طبيب طبيب
ريان : حاالة اسعااااف ارجووكم اين الطبيب ارجوكم
اقترب منه مجموعة من الممرضين ومعهم سرير متحرك و ضعها برفق و اخذوها نحو غرفة الاسعاف
الطبيب : ما الامر ؟
ريان : اصيبت بطلق ناري
الطبيب : انها تخسر الكثير من الدم بلّغو عن حاجتنا الى وحدات من الدم هيا
ريان بقلق : ستكون بخير صحيح ؟
الطبيب : لا استطيع الحكم الان ارجوك ابقى بالخارج انت تعوقنا ،
اقترب ادم و سحب ريان للخارج الذي جلس على الارض وهو ينظر ليديه بفراغ شديد فهما مغطتان بدمها لا يصدق و لا يستوعب ابدا ان هذا الدم حقا منها ينظر بفراغ كبير وهو لا بتوقف عن الدعاء ، فكرة الخسارة مجدداً مروعة جدا انها تتألم الان بالداخل وهي خارطت لاجله هو ، كان يفترض ان يحميها ولكنها هي الان بغرفة العمليات وهو من وافق على دخولها ، حاول ادم التخفيف عنه قليلاً ولكن ماذا يقول ؟ وبماذا يسنده مجددا ؟ فهو الذي شاهد صديقه ترك المدينة كلها لمجرد انها ليست فيها لم يحضر ذلك العزا المزيف لانه لا يقدر على فكرة موتها حتى لو كانت تمثيل ، فكيف يتحمل الان وهو يراها فعلاً تصارع الموت ،.

مرت ساعات طويلة وهي بغرفة العمليات وهو قلبه يحترق وكلما زاد وقت انتظاره زادت معاناته ، خرج الطبيب من العمليات اخيراً وكان التعب واضح جدا على وجهه اقترب منه ريان ولسانه عاجز حتى عن السؤال يخشى الاجابة و لا يستطيع منع نفسه من الاطمئنان عليها
ادم : حضرة الطبيب كيف اصبحت حالتها الان ؟
الطبيب بتعب : مستقرة الى الان ولكن
ريان مقاطعا : ولكن ماذا ؟
الطبيب بحزن : للاسف خسرنا الجنين ، عندما وصلت كانت نازفه كثيرا الامر الذي تسبب بموت الجنين ، تعازيّ لكم
ريان بصدمة : اي جنين ؟
الطبيب : السيدة كانت ببدايات حمل و اظن حتى هي لا تعلم بأمر العمل وهو عاده بالشهور الثلاثة الاول يكون الحمل غير مستقرا ومع اصابتها تسبب بموت الجنين اما بالنسبة لسيدة نارة استقرت حالتها ولكن القلب توقف معنا مرة بالعمليات لمدة 25 ثانية لذلك يجب ان ننتظر ان تستيقظ حتى نعرف مدى تأثير ذلك عليها ولكنها تعتبر مده بسيطة و نادر ما تسبب ضرراً ، اتمنى لها الشفاء العاجل و تعزي مجددا
ريان : ألا استطيع رؤيتها ؟
الطبيب : سأسمح لك برؤيتها ولكن بالبداية يجب ان تغير ملابسك و ايضا لا يمكنك رؤيتها لوقت طويل اتفقنا
ريان : حسنا
الطبيب : عن اذنك
وضع ادم يده على كتف ريان : تعازي لك يا اخي ولكن الحمدلله انك لم تخسرها هي ايضا
ريان : شكرا لك ، عليّ الذهاب للاغتسال
دخل للحمام كي يستحم كان صعب عليه للغاية التخلص من اثار الدم ، كيف سينقل لها خبر موت ابنهما الذي لم يولد من الاصل كيف سيتحمل رؤيتها بهذه الحالة وللمرة الثالثة بحياته يبكي يبكي على الحالة التي هي بها و على الالم الذي شعرت به ، يبكي على ابنه او ابنته التي لم يراه ولم يلعب معه مرة واحدة ، حتى يبكي على نفسه و كم سيكون سعيداً فقط لتفكيره بأنه يوماً سيرزق باطفال منها ولكن هذا الحلم تحول لكابوس حتى قبل ان يعيش جماله للحظات ، بعد ساعة تقريباً انتهى و ارتدى ملابس نظيفة و ذهب لرؤيتها بعد ان تعقم و دخل لها العناية المركّزة وعندما ظن انه وصل لقمة الالم سخرة منه الحياة بوجود قمة اعلى ، مظهرها المُرهق و الكثير من الاجهزة حولها وجهها الجميل الذي اصبح شاحبا للغاية مظهرها كان بمثابة خنجر زرع بقلبه اقترب منها احتضن يدها و بقي يتأملها بهدوء حتى بعد قليل من الوقت خرج صوته متقطعا : انناا اسسف كان يجب ان احميكما ولكنني فشلت بذلك جداا سامحيني ارجوكِ ....
بقى يردد عبارة السماح منها على الرغم من انه شريكها بالالم فخسارته تعادلها و ربما اكثر منها .
اتت الممرضة بعد فترة بسيطة : سيدي ارجوك يكفي هي بحاجة للراحة
ريان : متى ستستيقظ ؟
الممرضة : لا اعلم بتحديد هيا يجب ان تخرج
نظر لها نظره اخيره قبل ان يغادر وهمس : انا هنا ولكن سأكون بالخارج حتى لا ازعجك
خرج ريان و طلب من ادم المغادرة و انه من سيبقى معها الليلة اصر ادم عليه بأن يبقى معه و لكنه رفض ذلك و انه بحاجة للبقاء وحده ، كانت ليلة طويلة جدا عليه و صعبة للغاية
(في صباح اليوم التالي )
ريان للطبيب بعد ان انتهى من الفحص : أهي بخير ؟
الطبيب : اجل هي كذلك
ريان : لماذا لم تستيقظ بعد ؟
الطبيب : لا بأس بذلك فعمليتها لم تكن سهلة
ريان : شكرا لك حضرة الطبيب
الطبيب : العفو اتمنى لها الشفاء العاجل
جلس ريان بقربها يتأملها بهدوء مر وقت طويل و لا يعلم كيف لم يعشر و لكنه اخذ غفوة صغيرة وهو يجلس بجانها فه منذ يومين لم ينم ابدا ، بعد ساعة تقريبا بدأت نارة تفتح عيونها بتعب شديد والرؤية امامها مازالت مشوشة للغاية اغمضت عينها و فتحتها مراراً كي تتضح الرؤية امامها ، ابتسمت
عندما اتضحت الرؤية لها كان هو اول ما رأت ، وشعرت بأن الوضعية التي هو بها غير مريحة فحاولت تعديلها و لكنه استيقظ على اثر حركتها شعر بسعادة العالم كله عندما كانت قد استيقظت و تبتسم له
نارة بابتسامة : انا اسفة انني ازعجتك ولكنني كنت احاول جعل نومك اكثر راحة
ريان : لا بأس ابدا المهم انك استيقظت أانت بخير ؟ أهنالك ما يؤلمك ؟
نارة : كلا انا بخير
ريان : حسنا ولكن يجب ان اخبر الطبيب انك استيقظت انتظري ،
جاء الطبيب و اطمأن انها بخير و ان توقف القلب بالعملية لم يؤثر عليها و طمأنهما و خرج .
ريان : لا اعلم ولكنني شعرت انني رأيتك تبتسمين وانت فاقده للوعي
نارة : بالحقيقة كنت احلم بشي
ريان : ما هو ؟
نارة بحيرة : لا اعلم تماماً و لكن كان موقف تعرضت له منذ اربع سنوات
ريان : ماذا كان ؟
نارة : قبل اربع سنوات تعرضت لحادث سيارة كنت اقود بسرعة كبيرة لدرجة فقدت السيطرة على السيارة تماماً و بدأت سيارتي بأخراج دخان سبب لي الدوار ولم اقدر على الخروج من السيارة مهما حاولت و بدأت افقد الوعي ولكن عندها اخرجني احدهم من السيارة لا اعرف من كان ابداً فقد كانت
الرؤية مشوشة بسبب الدخان و لكن ما اعرفه انه انقذ حياتي حرفياً لان حسب ما اخبروني ان السيارة بعدها انفجرت ولولا انني مخرجت منها كان من الممكن ان اموت داخلها الكل ظن انني من خرج من السيارة و لكنني متأكد ان هنالك من اخرجني
ريان : كانت الحادثة بالشتاء كنت تقودين بجنون كبير لم اعلم لماذا وقتها كنتِ هكذا تقودين ولكنني تبعتك فقدتك مراراً ولكن بالنهاية و جدتك عند اول تقاطع بعد المقابر لماذا كنت هناك بذلك الوقت ؟
نارة : كان انت
ريان : اجل كنت اراقبك منذ اسبوع عندها و لم اكن استوعب شيئاً من الفوضى و الغموض الذي حولك ابدا كنت فقد اتبعك
نارة : كان يوم عيد ميلاد كنت اشعر بألم كبير لانني تمنيت وجود والدي معي وقتها و لذلك زرت قبرهما و عندما خرجت كان الالم و الشوق ورغبة بالانتقام يتملكانني بشكل كبير لذلك لم اركز ابدا و انا اقود سيارتي

يتبع الفصل الرابع والخمسون  اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent