Ads by Google X

رواية ظل السحاب الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم آية حسن

الصفحة الرئيسية

         رواية ظل السحاب الفصل الواحد والعشرون بقلم آية حسن 


رواية ظل السحاب الفصل الواحد والعشرون

طرقت فريدة باب حجرة عز الدين ثم دلفت بعد أن أذن لها..
: بابا، ممكن أتكلم معاك شوية؟ 
: تعالي يا حبيبتي
أشار إليها بيديه أن تقترب منه، فتحركت نحو الفراش وجلست بجواره، وربعت ساقيها أمامه..
: خير يا فريدة، محتاجة فلوس؟
سأل لتنفي: لا يا بابا، تسلملي .. كنت عايزة اتكلم وياك بخصوص نيرو!
قالت ثم انتظرت لترى ردة فعله، حرك وجهه جانبًا ثم حك خلفية رأسه وتنهد
: ليه؟ مالها؟
وضعت يديها تحت ذقنها واقتربت لتتمتم
: عشان أنا حاسة أن في حلقة مفقودة ف الحوار، والحلقة دي عندك انت يا بابا!
عقد حاجبيه ثم أردف: مفيش حلقات يا فريدة، والموضوع دة فات عليه سنين كتير أوي، والكلام فيه معادش له لزوم ولا حتى ينفع نتكلم عنه أساساً
: مراد قالك كلام يجرحك صح؟ وكمان هو اللي خلاك تمنعني من الشغل؟
سألت فنفى بضجر: لا دة أنا اللي خليتك مش هو، وبعدين انتي إيه اللي فكرك بالحكاية دي؟
: أصل نيرة زعلانة منك أوي
قالت بنبرة لعوب، ليرفع بصره نحوها ويسأل باكتراث
: زعلانة؟ زعلانة ليه؟
: عشان انت منعتني حتى أشوفها
همست بمكر ليقول بتعجب: بس أنا ممنعتكيش يا فريدة، أنا قولتلك متروحيش الشغل، مش متروحيش تشوفيها!
تابعت بنفس نبرتها وهي تحاول أن تفتش عن مشاعره 
: هي فهمت إنك عملت كدة عشان مش عايزني أحتك بيها، ولا أعرفها تاني!
: لا طبعاً، بس أنا مش عايز مشاكل
اندفع، ثم هدرت وهي ترفع حاجبيها: أيوة، مشاكل إيه دي؟ هو مراد هددك؟
: يادي مراد، يا بنتي قولتلك لأ انتي مش عايزة تصدقي ليه؟
قام من فوق الفراش وتحرك نحو خزانته، ثم تابعته فريدة وهي تستجوبه..
: طب انت سبت نيرة ليه مع إنك بتحبها؟ ومتقوليش عشان تيتة زي ما فهمتها!
استدار باندفاع وهتف بحدة جعلتها تنتفض
: فريدة ...! انتي ازاي تتكلمي مع ابوكي بالطريقة دي؟
: عشان حاسة إنك شايل ف قلبك ومش عايز تتكلم ولا تفهمني حصل إيه!
أردفت بملامح طفولية مستاءة، ثم قال بهدوء بعد أن تنهد 
: محصلش، وإياكي تتكلمي معايا ف الموضوع دة تاني، سامعة؟
حذرها بسبابته، ثم أشار إليها: اتفضلي يلا ع أوضتك الوقت اتأخر
قوست شفتها السفلية بطفولية ثم اتجهت إلى خارج غرفته بخيبة أمل في أنها تنفض الغبار عن ذكرياته الماضية وتجعله يسكب ما في وجدانه..
__________
يقود سيارته بسرعة صاروخية، يصطك ع فكيه بقوة وهو يحاول كبح جماحه حتى يصل لهدفه، عينيه تومض بريق من اللهيب إن وقف أمامه أحدًا سيأكله حيًا من وهيج حدقتيه..
وصل مراد إلى المكان المقصود وهبط من السيارة باندفاع غير مبالٍ بأي شئ، فجميع الشياطين تتراقص أمامه الآن بسبب تلك الحمقاء ..
كانت فريدة تهبط من المبنى مع صديقتها نرمين وخلفها بقية الطلاب وآخرون من خارج المجموعة يقطنون بالمبنى .. فما أن رآها مراد شرع بهجوم صوبها والدماء تحتقن وجهه، ليقف أمامها مباشرة بصدره الذي يعلو ويهبط..
شهقت فريدة وهي تراه يقف كالذئب الذي قد وجد فريسته ويستعد لإلتهامها.. هربت الدماء منها لتطلق عجلات قدميها في سرعة رهيبة للهرب منه..
جعلت نرمين تحدق بعينين مذبهلة وهي تراقب ركضها، ثم تجد مراد ينطلق جريًا ورائها، وهي غير مستوعبة ما يحدث أمامها..
: الحقـــوني يا نـــاس! حد يوقف التور اللي ورايا دة 
ظلت تصيح عاليًا أثناء ركضها، وهو خلفها لن يتركها مهما كلف الأمر، فهي دائمًا تتسبب في توتره وإثارة النار بداخله بأفعالها الرعناء..
: هتروحي مني فين، لو باقية ع عمرك اقفي
لتصيح: والنبي لو عملت إيه منا واقفة، إن شالله حتى أروح ع بيتي جري!
حسنًا أنتِ من اخترتِ، زاد من سرعته وكأنه في سباق للجري حتى تفاداها بخطواتٍ، ووقف أمامها بطريقة أثارت دهشتها وجعلتها تقفز كمن لدغتها حشرة،
تطلع مراد إليها مستنكرًا بتعجب ما تفعله، ثم صرخ ليوقفها
: بس ... دلوقتي خايفة!! أمال ما خوفتيش وانتي رايحة تبلغي عن اللي حصل؟
ارتعشت نبرتها: أنا هفهمك، اسمعني بس
: مش عايز أفهم...
صرخ بها ثم اقترب منها بملامح مرعبة، جعل ضربات قلب فريدة تزداد بشدة وتراجعت ببطء للخلف، ثم فجأة اختصر المسافة بينهما في خطوة واحدة وقبض ع ذراعها، فهتفت بقوة زائفة
: انت ازاي تمسكني كدة، ابعد إيدك عني، ما ينفعش اللي بتعمله دة احنا ف الشارع
لم يكترث لكلامها فجذبها نحوه باندفاع حتى اصطدمت بصدره تحت نظراتها المذهولة..
: انت اتجننت ابعد عني 
هتفت بتوجس وهي تحاول التملص من بين ذراعيه، لكن لا فائدة فهو يقف كالتمثال بقامته المهيبة، ثم سحبها بعيدًا عن الرصيف وألصقها بالجدار حتى اصطدم ظهرها به وتأوهت، وقف يحدج بها بمقلتيه المخيفتان، لتبتلع لعابها بصعوبة، 
لتسمعه يردف بصوته الرجولي..
: مين سمحلك تروحي وتبلغي عن اللي حصل؟ حد قالك عليا عيل صغير وبرضع ف ببرونة عشان تقدمي بلاغ عني؟ .. بسببك انتي سمعتي هتبقى ف الأسفلت عندي ف الجهاز، هيقولوا شوفوا سيادة الرائد مراد الحديدي اللي كان بيوقف أخطر المجرمين ع شنابه، دلوقتي محتاج حراسة أمنية عشان يعرف يتحرك في الشارع؛ لأنه خايف ع حياته، وكله بسببك 
صاح مزمجرًا وهو ما زال ممسكًا بكلتا ذراعيها، شعرت باضطراب في نظام تنفسه، تلجم لسانها لبرهة من شدة قربه منها وهي تعلق مقلتيها بخضراوتيه، لأول مرة يكون قريبًا منها بهذا الشكل، تكاد تقسم أنها ترى الخطوط الرفيعة المرسومة بهما..
: مراد...
همست بصوت ضائع، تبحث عن أي سبيل ينتشلها من تيهانها، ليشرد الآخر في بندقيتها الواسعة وقبل أن يقع في ورطة جديدة استفاقا الإثنان ع صوت صياح نرمين..
: فريدة...
اقتربت منها وسألتها في قلق: انتي كويسة؟
كان قد ابتعد عنها مراد بعد أن أدرك نفسه، ليسأل هادي الذي جاء مع نرمين 
: في إيه يا أستاذ، مالك بـ فريدة؟
ثم صمت لبرهة وهو يتطلع بمراد كأنه يعرفه ثم يتساءل
: مش حضرتك مراد الحديدي، صاحب شركات الحديدي للإنشاءات؟
هتفت نرمين باندهاش: إيه دة بجد؟ 
ليقول هادي: فرصة سعيدة بجد إني شوفتك، أنا كنت سامع إن حضرتك عاوز موظفين ف الشركة، وكنت عايز اقدم، يا ترى هلاقي مكان؟
لتصيح نرمين مزمجرة: إيه دة؟ أنا اللي قايلالك أصلاً، ع فكرة يا استاذ مراد مش هتلاقي أنسب مني ف الوظيفة دي!
قالت بابتسامة متسعة، ليستنكر هادي: أنسب إيه؟ دة انتي ساقطة لغات، اتنيلي 
زمت نرمين شفتاها ثم صاحت فريدة: جرا إيه يا مصلحجية انتي وهو، جايين تفضوا خناقة ولا تستغلوا الفرصة؟
حرك مراد عنقه بملل ثم تركهم وسار يعود لسيارته، تابعته فريدة بعينيها وهي تتحرك خطوتين للأمام حتى انطلق مغادرًا، لينتفض جسدها لهتاف نرمين وهي تقول
: بت يا فريدة، هو إيه اللي جاب مراد بيه عندك، وكان بيجري وراكي ليه؟
استدارت لها وهي ترمقها شزرًا بطرف عينها 
________
: صدقني الورق موجود، بس هو مش معايا؛ لكن تحت ايدي وف أقرب فرصة هجيبه عشان تسلموني فلوسي وتاخدو انتوا ورقكم
قال معتز بنبرة ممزوجة بالخوف، وهن يحادث أحدهم عبر الجوال، ليرد الآخر بصوت مسموع من السماعة الخارجية، مهددًا..
: اسمع بقا، شغل اللوع بتاعك دة ما يمشيش معانا، خلال أسبوع لو الورق مظهرش اعتبر نفسك من الأموات، ومش انت بس، ابن عمك مراد الحديدي كمان معاك، لأن احنا عرفنا إنه كان ظابط مخابرات، يعني ممكن اختفاء الورق للمدة الطويلة دي كلها يكون وراه حاجة احنا ما نعرفهاش، ف الأحسن قبل أسبوع تيجي انت أو هو وتسلمونا المستندات وتاخدوا فلوسكم ويا دار ما دخلك شر!
انهى حديثه ثم أغلق الخط، ليجف حلق معتز، وترتعد أوصاله رعبًا مما سمع، هؤلاء الأشخاص ليس كلامهم هزليّ بل إن هددوا بشئ فعلوه .. اللعنة، إن مراد من جعله يتورط في هذا كله، ولولاه كان قد أخذ أمواله وأعطاهم المستندات وانتهى الأمر.. عليه أن يجد طريقة حتى يأخذ الأوراق من مراد وينقذ نفسه من براثنهم وإلا سيخسر كل شئ مع حياته!.
_________
دخل مراد المنزل وهو ممسك بسترته، فتلتقيه نيرة وتسأله
: كنت فين يا مراد لغاية دلوقتي؟
تعجب ليتساءل: انتي إيه اللي مصحيكي ف الوقت المتأخر دة؟ الساعة داخلة ع 3؟
: منا أكيد مش هيجيلي نوم وانت برة البيت!
سار نحوها وضمها إليه وقال وهو يصعد السلم
: طب يلا روحي نامي كفاياكي سهر لغاية كدة
دلفت نيرة إلى حجرتها، ومراد إلى غرفة ذكرياته .. تحرك صوب الإطار الموضوع بجانب الفراش ليتقطه ويهمس بشجن
: وحشتيني يا رغد، يا ريتك معايا دلوقتي، يا ريــت
ثم أسند الصورة بمكانها واستلقى ع الفراش، وتذكر ما حدث بينه وبين فريدة، ثم أغلق طفنيه ليغطو في نوم هادئ..
________
: بتهزري؟ مراد راحلك وجري وراكي؟
هتفت نيرة باندهاش وهي تحاول ألا ترسم ابتسامة، لترد فريدة 
: دة لففني قدامه الشارع كله، بس ابن الإيه جابني، تقولشي مركب موتور ف رجله!!
ضحكت نيرة ثم سألت: وانتي إيه اللي خلاكي تعملي كدة من غير ما تقوليله؟
: أنا عملت اللي يملاه عليا ضميري يا أوختشي، وبعدين دة ركبني تاكسي وقاللي امشي، فـ أنا خوفت يكون بيوزعني ومش هيبلغ باللي حصل!!
: لا ذكية وبتعرفي تفكري!
ليندهشا الإثنان بـ مراد يقف عند الباب، ثم تقدم إليهما ونظر إلى فريدة التي تحاول تحاشي نظراته
: كلمي في جماعة من جهاز المخابرات عايزين يحققوا معاكي
همس لها بمكر لترفع ببصرها إليه بعينين متسعة
: عايزين يحققوا معايا أنا ليه؟
: أصلهم شاكين إنك ورا اللي حصل 
تمتم بنبرة لعوب، لتنعر باعتراض: نعم يا عنينا؟ شاكين ف مين؟
رفع كتفيه ليردف بنفس لهجته: وأنا مالي! حد قالك تتصرفي من دماغك؟
شعرت بأن قدميها قد تجمدا، لتقول نيرة 
: مراد، هو بجد اللي بتقوله دة؟
حرك رأسه إليها: امال يعني هكدب، يلا عشان مستنيين
ضربات قلبها بدأت بالدق بقوة، وتوترت أعصابها قائلة
: هم هياخدوني ع فين؟
ابتسم ساخرًا، مستمتعًا تلك المرة بزلزلة في نبرتها، ليردف بخبث
: ع مقر المخابرات العامة طبعاً، واحتمال كبير تتحولي ع أمن الدولة!
: ليه يخويا كنت مشتاغبة! ولا بعمل مظاهرات ضد الحكومة!
زمجرت ليهمس: ششش بلاش تجيبي لنفسك تهمة تانية، كفاية اللي هتشوفيه!
رمقها بطرف عينه بخبث .. زمت فريدة شفتيها بحنق وتحركت باندفاع خارج المكتب، وخلفها مراد ونيرة .. ما أن خرجت وجدت رجلين تبدو على ملامحهم القسوة ليسقط قلبها أرضًا عند رؤيتهم، 
وجدها مراد تخشبت فهمس بالقرب منها
: إيه وقفتي ليه؟ خليكي شجاعة زي ما روحتي بلغتي
كانت نبرته تحمل السخرية لتجز على أسنانها وهي تتطلع إليه باغتياظ، ثم سارت مع الرجلين، لتقول نيرة
: مراد انت هتسيب فريدة لوحدها؟
وضع يديه في جيبه ونظر لها قائلًا: زي ما راحت المباحث لوحدها
: أيوة يا مراد بس احنا مينفعش نسيبها، دي مهما كان بنت وممكن يتعاملوا معاها وحش، أرجوك روح وراها يا إما انا اللي هروح!!
تذمر: تروحي فين يا نيرة، بلاش جنان
: طب عشاني خليك معاها
ترجته بعينيها ليزفر بضيق ثم خرج من الشركة وتوجه خلفهم بعد أن صعد سيارته..
________
: قوليلي، إنتي كنتي بتعملي إيه مع مراد أثناء وقوع الحادث؟
هتف الضابط بصرامة، وهو يسأل فريدة الجالسة ع مقعد يقبع أمام طاولة كبيرة، وهي تجوب بعينيها غرفة التحقيقات وهي غير منتبهة لما يقول، ليضرب بيده ع الطاولة وهو يصيح
: أنا مش بسألك؟ جاوبي.
: أجاوب ع إيه؟
سألت ليكرر الضابط ما قاله: كنتي بتعملي إيه ف الشارع مع مراد؟
: وانت مالك أصلاً، انت مين عشان تسألني بعمل إيه أو لأ، هي الحكومة منعت الناس تتمشى ف الشارع؟
صاحت فريدة بوجع عابس، ليصرخ بحدة أفزعتها
: الزمي حدودك!
نهضت من مقعدها والدهشة تعتلي ملامحها، فتهمس بأعين متسعة
: مين دي اللي تلزم حدودها يا جدع انت؟ وازاي تزعقلي بالطريقة دي؟
وصل مراد الجهاز ودلف إلى غرفة المراقبة التي بها تميم وبعض الضباط الآخرين..
: إيه الأخبار يا جماعة؟
هتف مراد فانتبه الجميع لوجوده، وسلموا عليه بحرارة 
: تعالى يا حديدى شوف الآنسة بتعمل إيه!
أشار تميم إليه وهو يضحك، ثم تقدم مراد نحوه ورأى فريدة من خلف اللوح الزجاجي، وتابعها بعينيه
: انتي اتهبلتي يا بت ولا إيه؟
جعر الضابط بعصبية، فشهقت فريدة
: بت؟ انت بتقوللي أنا بت؟ هو انت متعرفش جدي يبقى مين؟ دة كان أكبر لوا جوية فيكي يا مصر
حمحم الضابط وهمس بتلعثم: بتقولي إيه؟ جدك كان لوا؟
تمتمت بفخر: طبعاً، دة الكل كان بيتحاكى عنه 
: واسمه إيه يا فندم جدك؟ وكان بيشتغل فين؟
سأل باهتمام لتجيب: سالم العربي، وكان ماسك فرع المقطم
: مقطم إيه دة؟
رفع شفته العلوية وهو ينظر لها باستنكار، فترد عليه موضحة
: المقطم، متعرفش جبل المقطم؟
: كان بيعمل إيه هناك سيادتك؟
سأل باستفسار وهو يعقد ذراعيه لتقول بعد أن تنهدت بملل
: كان بيطير طيارات للعيال هناك، عشان كان أحسن واحد يعرف يطير طيارات ورق
: دة أنا اللي هطير راسك دلوقتي!
صاح مزمجرًا من برودها، ليقهقه تميم بقوة، ومراد يصطك ع فكيه بقوة من هزلها، ليراها وهي تشير بسبابتها وتقول
: بقولك إيه، أنا مواطنة مصرية وليا حقوق، ثم إنك ازاي قاعد معايا هنا ف أوضة مقفولة من غير محرم، انت مش عارف إن دة شرعًا لا يجوز!!
: هو أنا جاي أخطبك، عشان عايزة محرم!!
صاح بعصبية إلى أن بح صوته، وهو يجحظ عينيه غير مصدق ما تقوله
أشاحت بيدها: اتنيل، ويلا خرجني من هنا عشان أبويا لو عرف إني اتأخرت عليه هيزعقلي
: انتي فاكرة نفسك ف ملاهي؟ ولا ف رحلة مع صحابك؟ يخربيت برودك يا شيخة
تمتم بحنق وهي يخرج من الغرفة قبل أن يصاب بجلطة دماغية، أو ذبحة صدرية حادة .. ثم دلف إلى الحجرة الثانية وانتبه لمراد..
: مراد... ازيك يا جدع؟
عانقه ثم قال تميم: إيه يا عاطي اللي حصل دة، البت هزأتك خالص! 
ليضحك ساخرًا، ثم يقول الآخر: دي كانت هتشلني يا جدع، قال عايزة محرم قال!!
تهكم فجعل الآخرين يقهقهوا، بينما مراد تجهم وجهه بشدة، وشعر بالنار تسري بجسده، فصاح دون إدراك
: خلاص انت وهو، قاعدين تتمسخروا عليها بالطريقة دي قدامي، كل حاجة بقيتوو تاخدوها بضحك وهزار وقرف 
الجميع أغلقوا أفواههم متطلعين إلى مراد ولا يعلمون سبب غضبه هكذا، فيقول بهدوء
: خرجها يا شامي
: بس التحقيق لسة ما خلصش!
قال أحد الضباط، لينظر له مراد ويرد عليه بكلام مقصود
: أنا اللي طلبت التحقيق دة، وأنا اللي ما بقتش عايزه، ولما تعرفوا يعني إيه تحقيق الأول ابقوا اعترضوا!!
ثم خرج مراد بضيق من أمامهم، وانتظر لبضع دقائق حتى خرجت فريدة لترى مراد ينتظرها..
: كويس إنك جيت تسأل عني، طمر فيك أكلي اللي كنت تلهطه
سخرت، فلاحظت سكوته .. كان يحدق بها بأعين يغلفها سواد قاتم، ووجه ينضح منه الشرر، كأن الشياطين سكنت جسده..
وقبل أن تفتح فمها لتتحدث ثانية وجدته يمسكها من معصمها ويسحبها خلفه باندفاع كما يجر الحقيبة المتحركة، دون أدنى اهتمام لمشاعرها، إلى أن خرج من الجهاز وألقاها بالسيارة بقسوة، ثم جلس ع مقعد السائق بجوارها وانطلق في أقصى ما عنده من سرعة........

يتبع الفصل الثاني والعشرون اضغط هنا 
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية ظل السحاب" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent