Ads by Google X

رواية والقاسية قلوبهم (كسرة روح) الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد فريد

الصفحة الرئيسية

 رواية والقاسية قلوبهم (كسرة روح)  الفصل الأول بقلم ناهد خالد فريد


رواية والقاسية قلوبهم (كسرة روح)  الفصل الأول 

خلاص يابنتي والله ما بقي في مكان للأكل ده كله، أنتِ بتزغطي دكر بط.
قالها بابا وهو تقريباً مش قادر يتنفس من الأكل، شكلي تقلت عليه ولا اي!، مش مهم مهو لازم يتغذى، رديت وأنا بسحب الصينية من قدامه،
_لازم تاكل يا هيما مينفعش كده، أنت بتاخد أدوية ولازم تتغذي.
_ايوه يابنتي بس كده الاكل يكبس علي نفسي يموتني.
_بعد الشر عليك يا بابا متقلش كده لأحسن والله اعيط ومش هتعرف تسدني انا بقولك اهو.
قولتها وأنا بضحك بس الحقيقه ان قلبي بيتنفض خوف عليه، أصل مليش غيره في الدنيا ورغم مرضه، لكن حاميني من كتير، ولولاه كان زمانهم ذلوني، خدت الصينية ادخلها المطبخ، لاقيت جرس الباب بيرن، عدلت الطرحه على شعري وروحت افتح، لاقيت اللهم أحفظنا بشري علي هيئة وحش واقف قدامي، اتنهدت بخنقه، باين اني مش طايقاه ولا ابين اكتر!، الغريبه أنه بكل برود زقني ودخل وهو بيقول بصوت عالي:
_اومال فين الحاج إبراهيم، جاي اطمن عليه واعمل الواجب.
_لا وانت تعرف الواجب اوي.
قالها بابا وهو خارج من الاوضه ببطئ، جريت عليه اسنده، بصلي بنظره فهمتها انه مش عاوز يبين ضعفه قدامه، وفعلا سمعت صوته بيقول بسخريه:
_الله، مانت زي الفل اهو، اومال بيقولوا انك تعبان ليه!
_تعبان مش بموت، عاوز اي يا مصطفي؟ جاي هنا ليه!
رفع حاجبه باستغراب ورد،
_جاي لمراتي، ولا مش كفايه الأسبوعين اللي قعدتهم هنا عشان تراعيك، وانت الحمد لله بقيت كويس، أن الأوان ترجع بقي بيتها.
_ده علي اساس انها كانت جايه عشان تراعيني؟! مش عشان غضبانه، مش عشان مديت ايدك عليها، وهنتها.
_وفيها اي يعني، هو كل ما واحد يمد ايده علي مراته هتاخد في وشها وتمشي، ده كده نص ستات البلد مش هتقعد في بيتها.
_ ما يخصنيش، بس انا بنتي طول مانا عايش عمري ما هسمح لحد يهينها ولا ييجي عليها، انا عمري ما مديت ايدي عليها، عشان انت تمدها، عمري ما قولتلها كلمه جرحتها، عشان انت كل شويه توجعها بالكلام، بيتي مفتوح لها، وكل ما هتفكر تهينها او توجعها، هاجي اخدها وهتفضل عندي، أن شاء الله كل ساعه أجي اخدها معنديش مانع، واشيلها فوق راسي.
بصيت لبابا وعيني كلها دموع، فخوره، كل مره بيخليني فخوره بيه وب كلامه، بيخليني احس بقيمة نفسي اللي بفقدها مع جوزي،
أنا ورد عندي 25 سنه، متجوزه بقالي ثلاث سنين، وفي ال٣ سنين دول، ضربني اكتر من مره وهني اكتر من مره، هو من النوع اللي ايده ولسانه سابقين عقله، أقل مشكله تحصل بينا يمد ايده، أو يطول لسانه، الأول كنت بعدي، يعني مش كل شويه هافضل أروح اشتكي لبابا ولا كل شويه هافضل أروح اقعد عنده، وعايزه امشي حياتي، وبقول إن لسه أحنا في الاول لما نعرف بعض أكثر المشاكل بيننا هتقل، لكن لاقيت ان كل ده مش صح، والموضوع بيسوء، وسكوتي بيوضح له إني متقبله، ومهما اتكلمت معاه مفيش فايده، عشان كده بعد فتره بدأت إني أبلغ بابا، وفي كل مره بشكيله كان بيجي ياخذني عنده، اقعد يومين أو أسبوع، لحد ما هو يجي يصالحني وفي كل مره بيفضل يقول له دي اخر مره، ومبتكونش الاخيره، وأهله لما اشتكي لهم يقولولي مش هينفع ندخل بينكم، لا وبيلموني اني بدخل بابا "حلي مشاكلك بينك وبين جوزك ياحبيبتي"، ايوه ما ده لما يكون مجرد مشاكل، مش اهانه وضرب مستمر، بصيت ل مصطفي، شاب عنده ٢٩ سنه، كنا للأسف بنحب بعض، احنا جيران المسافه بينا شارع، وأخته كانت صحبتي، وكنا بنشوف بعض كتير وحبينا بعض، لا حبينا بعض بجد مش مراهقة وكده، ومازال في شوية حب بقيين له جوايا، وكل مره اقوله "متسحبش شويه الحب اللي فاضلين ليك جوايا يا مصطفي، صدقني هكرهك"، وهو ولا مهتم، شايف إني هفضل أحبه! ازاي معرفش!، أول كام مره روحت عند بابا، كان صعب الموضوع، ومضايقه إني سيبته، بس بعد كده اتعودت، بالعكس بقيت ارتاح من الضرب ووجع القلب، فوقت علي كلام مصطفي
_ياعمي مينفعش كده، هتفضل يعني لحد امتي سايبه بيتها؟.
كالعاده صوته بدأ يوطي، وبدأ نفسه يهدأ، وهيبدأ أسلوب المسايسه، ويوعد بابا إنها آخر مره، ويقلب حمل وديع، والموضوع يخلص اني معاه وفي بيته.

قفل باب الشقه وراه، بعد ما دخلنا، مش قولتلكوا هينتهي وانا في بيته، رغم رفضي ان اسيب بابا بسبب حالته إلا أن بابا أصر، هو بردو عاوز يطمن عليا، ونفسه يشوفني مستقره في بيتي.
_وبعدين ياورد، هفضل كل شويه اروح اجيبك من عند أبوك!
_بطل طريقتك معايا وأنت مش هتضطر تروح تجيبني من عند بابا.
رديت ببرود، أنا عارفه أن مش هيعدي فتره طويله وهرجع تاني ل بابا، عشان كده مبقتش اعشم نفسي انه يتغير، لاقيته بيقرب مني وباسني من راسي،
_ورد انا بحبك وأنتي عارفه ده، بس انتي بتأفوري زياده عن اللزوم، مفهياش حاجه يعني لما ف وقت ضيقه، قولتلك حاجه ضايقتك أو انتي نرفزتيني ومديت ايدي عليكي، مش لازم ندخل بابا بينا، وانا مبيعديش شويه وبروح اصالحك.
بصيت له بغيظ، وضيق بيتملك مني اكتر :
_تعرف تسكت، أنت شايف اصلا ان عادي تضربني وتشتمني، يبقي ليه عاوزني ارد عليك، الكلام مش هيجيب فايده ، انا ياما اتكلمت، ومفيش نتيجه، شايف اهانتي عادي!، وبتيجي تصالحني قبل ما اكلم بابا، او ييجي ياخدني، فهمت ليه! مش عشان شوفت انك غلط او كدة، أنت قبل ما اقول لبابا كنت بتفضل شهر مخاصمني، لحد ما انا اللي ارمي عليك كلام، رغم أن انت اللي ضاربني، متضحكش علي نفسك يا مصطفي.

_تمام انتي شايفه كده، براحتك، طلعي نفسك ملاك اكتر، وانا شيطان ولايفرق معايا ، انا نازل الشغل.
مشي ورزع باب الشقة وراه، اتنهدت بتعب، بصيت ع الشقه لاقيتها عاوزه ترميم من الأول، هدوم في كل مكان وتراب، زي كل مره برجع الاقيها مغاره، دخلت غيرت هدومي وبدأت حملت التنضيف.
_________________

_اااه، خلاص يابابا، خلاص والله آخر مره.
صرخت بيها من كل حته في جسمي طالها الألم ، وهو نازل ضرب فيا شويه بالاقلام وشويه برجله، وماما واقفه وراه عماله تعيط، ومش قادره تعمل حاجه، لما حاولت تتدخل كان هيسبني ويضرب فيها هي، وهي تعبانه ومش حمل ضرب وبهدله، اترجتها متتدخلش، وهو مع صراخي وعياطها، متهزش ولا وقف اللي بيعمله، وده كله عشان سيبت الشغل، بعد ما صاحب الشغل حاول اكتر من مره يتحرش بيا، وآخرها النهارده لما هددني صريحة، ياما أخضعله بمزاجي، ياما امشي وميشوفش وشي، ومشيت، مشيت رغم اني عارفه اني هرجع الاقي الضرب والبهدله مستنيني، واهو من ساعة ما رجعت وقولتله وهو نازل في ضرب، حتي مسألش سيبت الشغل ليه، لو كنت اعرف اني لو قلتله السبب هيحل عني، كنت عملتها لكن هو مش هيفرق معاه، المهم الفلوس اللي هتنقطع بعد ما سيبت الشغل،

أنا علياء، وميغركوش اسمي أنا مخدتش من اسمي أي صفه فيه، طول حياتي منداسه، مهو لما اللي يقل منك ويهينك يكون أبوكي، أول حد في حياتك، اعرفي انك هتفضلي كده طول عمرك، لما ابوك يهينك مستنيه مين يعزك يا حزينه!، هتستغربوا طريقه كلامي! معلش أصل السوق علمني كتير، اه مانا عندي ٢٠ سنه، من وأنا بنت ال ١٣ وانا في السوق، مابين محل خضار، لمصنع، لمحل ملابس، لجزم، اي حاجه هاخد منها فلوس هتلاقوني فيها، وده مش عشاني، ياريت، ده عشان ابويا اللي بيضربني ده، أصله مش بتاع شغل، بتاع قاعده في البيت وانا وامي اللي نشتغل، بس من وقت ما امي تعبت وانا حكمت اني هطلع الشغل واشتغل شغلنتين، بس امي مش تشتغل، وهو وافق، كتر خيره!، وادي شغلانه طارت، وقف ضرب؟! يبقى هبط، وفعلا كان بينهج من الضرب وقال بصوته اللي يخوف :
_اسمعي يابت انتي، لو فلوس كل شهر قلت، هتبقي وقعتك انتى وامك سوده، سامعه ياختي، مليش دعوه سيبتي الشغل ولا لا، المهم الفلوس متقلش لأما هطين عيشتكوا، يتكوا البلا.
قالها وخرج، جريت أمي عليا وحضنتني، بس بعدت لما اتوجعت من جسمي، فضلت تعيط، وانا ساكته ومبعيطش وكأني مبقيتش احس!
_خلاص ياما بطلي عياط.
_صعبان عليا حالك يابنتي، وانا واقفه زي العاجزه مش قادره احوش عنك، يكش بس شويه المرض اللي صابوني كنت رجعت الشغل وساعدتك، لكن محدش بيستحمل يشغل واحده عيانه.
_يوم ما اموت ياما ابقي اشتغلي، هفضل استحمل اي حاجة بس المهم يبعد ب شره عنك.
حضنتني براحه وهي بتعيط اكتر.
_حقك عليا يابنتي، نصيبنا كده، مكتوب علينا نكون تحت رحمته، ملناش حد غير ربنا يحوشه عنا، حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم ومفتري.
رديت وانا شاردة في كلامها :
_ماحنا ستات ياما، ولازم كل ست يكون في راجل متحكم فيها، وكأننا من غيرهم منعرفش نعيش، رغم اننا بيهم مش عايشيين.

(أسرار في قلبي لا تتكتم، ولا تتحكي، ولا يفهموها الناس، بس اللي لازم يتعرف كتر الألم بيموت الإحساس)


خلصت طبيخ وجري ورا العيال واتهد حيلي، ده غير اني لسه راجعه شاريه طلبات للبيت بعد ما نضفته، رجعت لاقيت القرود عيالي مبهدلينه، اضطريت انضفه تاني، طلعت من المطبخ وانا بزعق لبنتي:
_يابت بطلي تقطعي الورق و ترميه علي الارض، مش كل شويه هنضف، ابوكي زمانه جاي.
سيبتها ودخلت ألم الغسيل من ع الحبل، خلصت ورجعت المطبخ اكمل الأكل، بس فجأه لاقيت نفسي بعيط، لما افتكرت كلامه معايا امبارح لما رجع من الشغل، كنت برضو في نفس الدوامة دي، ولما جه خرجت اقوله الاكل جاهز، دخلت لاقيته بيغير هدومه في اوضتنا.
_حبيبي الغدا جاهز، غير هدومك واستحمي علي ما اجهز.
بصلي وهو بيكرمش مناخيره،
_اي الريحه المقرفه دي؟
فضلت اشمشم بس مشمتش حاجه:
_انا مش شامه، ريحة أي!؟
_طبعا، هتمشي ازاي وانتي مصدر الريحه دي.
بصيت له بذهول وصدمه:
_أنا!
رفعت عبايتي اشمها، لاقيت ريحه التخديعه والبصل، طب مانا كنت بطبخ ف طبيعي!
_دي ريحه الاكل، طبيعي يعني مانا بطبخ.
_والله مش ذنبي، مش عشان يعني بتطبخي ارجع الاقيكي مبهدله وريحتك تقرف كده.
_ريحتي تقرف! ده اللي ربنا قدرك عليه، هو انا بطبخ للجيران؟، بعدين مانا بغير هدومي بعد ما بنتغدي وانضف المطبخ.
_بقلك اي، انا جاي من الشغل تعبان، طبيعي الاقيكي لابسه حاجه نضيفه، ريحتك حلوه، مش الاقيكي مبهدله بالشكل ده وتسدي نفسي، شوفي شروق بتعمل اي.
عيني اتملت دموع من كلامه اللي زي الحربا بيدخل جسمي.
_اسد نفسك، و اشوف شروق بتعمل اي! شروق دي متجوزه لسه بقالها ٨ شهور، لسه معندهاش عيال يطلعوا عينها ويبهدلوها معاها، شوف انت شروق لما تخلف هتفضل تحط ميك اب وتلبس لبس خروج حتي وهي نازله تحت عند حماتي ولا لا.
رد بزهق وهو بياخد هدومه من الدولاب وبيرزع درفته:
_اااه، أسطوانة كل مره مش هخلص أنا.
سابني ودخل الحمام، وانا قعدت ع الكرسي فضلت اعيط.
سيبت الاكل وروحت الأوضه، ماشي لو المشكله ف العبايه اللي ريحتها مش عجباه نغيرها، ع الله نبطل مشاكل، لبست عبايه نضيفه وحطيت برفيوم، ورجعت اكمل الاكل وانا حاسه انه لما هيشوفني هيتبسط اني سمعت كلامه، رغم ان في خوف جوايا انه مهما عملت مش هعجبه، مادام قارن بيني وبين حد، يبقي مش هعجبه وهيفضل يعقب عليا.
أنا نور، عندي ٢٨ سنه، متجوزه من ٥ سنين وكام شهر ، معايا تؤام رغد و محمد، عندهم ٤ سنين، اشقيا ومطلعين عيني بس نور عيني ، جوزي كريم، عنده ٣١ سنه، وعايشين في بيت واحد، مع مامته تحت وأخوه فوق، اخوه متجوز اختي، ايوه شروق اختي، بس من وقت ما اتجوزوا وكريم مش بيبطل يقارني بيها، شروق عندها ٢٤سنه، بتهتم بنفسها زياده، وبحس انها قاصده توريهم الفرق بينا، بس مش بهتم، عشان مخسرش اختي، كمان هي اجمل مني شكلاً، بس اللي مش فهماه اي اللي يخلي كريم يبصلها اصلا، عشان يقارني بيها!
سمعت الباب بيفتح عرفت انه جه، جريت علي بره، بس ده دخل من غير حتي ما يبص ليا، دخلت وراه، وقولتله جملتي بتاعت كل يوم، اتلفت تقريبا لما شم ريحه البرفيوم، وابتسم ليا، فرحت بابتسامه اوي، زي فرحه الطفل بلبس العيد.
قرب مني وقالي:
_طب بذمتك مش كده أحلي.
ابتسمت ورديت :
_انا قولت لو ده الي بيعمل مشاكل بينا مفيش مانع اغيره.
قرب مني اكتر وهو بيقول بهمس:
_طيب بقلك اي ماتأجلي الغدا دلوقتي و..
اتفزعنا علي صوت عياط رغد وهي داخله من الباب، بعد عني بغيظ وهو بيقول:
_البت دي قاطعه عليا مايه ونور من ساعة ما اتولدت.
ضحكت وسكت، بس اختفت ضحكتي وحسيت بخنقه رهيبه لما قالي:
_هو البرفيوم اللي انت حطاه ده مش زي بتاع شروق؟
(وكأن المقارنه مش هتنتهي بالعكس هيبدأ يشبهني بيها، للدرجادي مركز معاها، لدرجة انه حافظ البرفيوم بتاعها)


يتبع الفصل الثاني اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent