Ads by Google X

رواية عهد الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور بشير

الصفحة الرئيسية

             رواية عهد الحب الفصل التاسع عشر بقلم نور بشير


رواية عهد الحب الفصل التاسع  عشر 

و بمجرد أن دلف عاصم إلى غرفته و أغلق الباب خلفه ، حتى بدء يجوب الغرفة هنا و هناك ، لعله يهدء من أفكاره ، يشعر و كأن رأسه سينفجر ، بها العديد من الصور التى لا يستطيع معرفه أصلها أو حتى يدرك هويتها و من بها ، يشعر بأن الغرفة تضيق به رغم وسعها بل يشعر و كأن العالم بأكمله يضيق به و لم يسعه ، فهبطت دموعه بغزارة حتى سقط على ركبتيه يبكى و يبكى ، و كأنه طفل تائه عن والدته و لا يستطيع الوصول إليها ، فتكور فى وضع الجنين ، و استمر فى البكاء ، يبكى على ما به ، و ما كان به ، يبكى على حاله ، و على فقدانه لحبيبته ، كما أنه يخشى جرح فرحه فهو لا يريد توجيعها ، يشعر و كأنه فقد ذاكرته للتو و ليس من سبع سنوات مضت ، فهو عندما فقد ذاكرته منذ سبع سنوات ، لم يتأثر إلى هذا الحد ، يشعر و كأنه غريق و لكنه لم يحصل على النجدة بعد ، ظل يبكى و يبكى إلى أن خارت قواه و سقط غافيا فى مكانه من فرط التعب

و فى صباح اليوم التالى ، يجلس جميع من بالمنزل على مائدة الطعام يتناولون طعام الإفطار ككل يوم ، و لكن اليوم ليس كأى يوم فاليوم مختلف نعم مختلف ، فعاصم منذ أن جلس و هو يختلس النظارات إلى عهد ، فمن الوقت إلى الآخر ترفع عهد أعينها ناظره إليه و إذا به تجده مصوب نظره عليها ، لا يحيدها بعيونه من عليها ، و لكن نظراته اليوم بها شيئاً مختلف عن تلك النظرات التى ينظر إليها بها منذ عودته ، فهى عاجزه عن تفسير معنى تلك النظرات و لكنها تربكها و بشدة ، فعيونه مليئه بأشياء كثيره لا تعلم أهى نظره عتاب أم لوم أم أشتياق و لهفة و حنين ، أم آسف ، تشعر و كأنها غير قادره على تحمل نظراته هذه لها ، فهبت واقفه فجأه بشكل لفت انتباه الجميع إليها ، فهتف غريب بتساؤل: فى إيه يا حبيبتى مالك
أردفت عهد بارتباك واضح: مفيش يا بابا ، ثم تابعت و هى تتصنع الكذب؛ أصل أفتكرت أن عندى شغل مهم جداً فى الشركة و اتأخرت أوى
فنظرت إلى عمر تحثه على عدم التحدث ثم أكملت بنبرة حانية يشوبها بعض التوتر؛ عن إذنكم
فأردف عمر بحماس: أستنى خدينى معاكى
فلحق بها عمر بالفعل ، بعد أن أخذت حقيبتها و مفاتيح السيارة و أنطلقت إلى الخارج ، تحت نظرات عاصم التى من يعرفها جيداً ، يعلم بأنه الآن يشتعل ، و كأن عيونه سيخرج منها دخان من شدة إشتعاله بنار الغير ،
و هنا ألتفتت سمية إليه التى كانت تتابع حركاته و نظراته إلى عهد جيداً و أردفت بتساؤل: إيه يا حبيبى هنروح مشوارنا أمته
فهتف غريب بتساؤل قائلاً: مشوار إيه يا سمية ده
نظرت إليه سمية ثم واصلت حديثها قائله؛ هروح أنا و عاصم و فرحه لدار الإفتاء ، عشان نعرف هل جوازهم يجوز ولا باطل ، ثم وجهت حديثها إلى فرحه التى تشعر و كأن هناك دلو من الماء البارد قد سقط عليها و تابعت؛ ولا أنتى إيه رائيك يا حبيبتى ، ثم أضافت بنبرة حانية؛ مش نطمن برضو
فأومات فرحه برأسها سريعا بتوهان قائله: آاااه يا طنط أكيد طبعا
فتابعت سمية بحماس: على بركة الله ، نفطر ، و بعدين عم إبراهيم يوصلنا

و بعد مرور عدة ساعات عادت عهد من عملها بعد يوم عمل شاق ملئ بالإجتماعات و المقابلات ، عادت بصحبه عمر إلى المنزل و ما أن خطت بقدميها إلى داخل المنزل حتى وجدت سمية تعود برفقه عاصم و فرحه من الخارج ، و لكن طلتهم إثارة بداخل القلق ، فعلى ما يبدو هناك أمر سئ قد ترك ، فالجميع يعود إلى المنزل و وجوههم لا تبشر بالخير أبداً ، فكل منهم يكسو الحزن ملامحه ، و ما أن دلفوا إلى الداخل حتى تساءلت عهد قائله بقلق واضح: فى إيه يا ماما ، أنتى كويسة
و تابع عمر قائلاً: فى إيه يا ماما مالكم ، ثم أضاف بتساؤل؛ أنتم كنتم فين كده
فنظرت سمية إلى عهد ثم هتفت بتحفظ قائله: أحنا كنا فى دار الإفتاء ، عشان نتأكد من جواز عاصم و فرحه
و هنا سحبت الدماء من عروق عهد ، و شعر و كأن دلو ما شديد البرودة قد سقط عليها ثم أنتقلت بنظراته إلى عاصم و فرحه تحاول أن تستشف من وجوههم ماذا حدث إلا أنها لم تستطع معرفة ما حدث ، فشعر عمر بها و بمدى توترها فأردف فى محاولة منه لتطمنها و هو يوجه حديثه إلى والدته: خير يا ماما ، الشيخ قال ليكم إيه ، ثم حدث عاصم قائلاً بتساول؛ قولى أنت يا عاصم إيه اللى حصل
فاستطردت سمية بنبرة متوترة: الشيخ سألهم شوية أساله ، و عن شكل العلاقة بينهم ، و إذا كان كتب كتاب بس ولا تمم زواجه منها بالفعل ، و لكنه قال بالنص كده ( أن العقد على عينك و ليس على أسمك )
فأردف عمر بتساءل ممزوج باستغراب قائلاً: يعنى إيه أنا مش فاهم حاجه
نظرت له سمية ثم قالت بنبرة يكسوها الحزن: يعنى عاصم و فرحه زوجين أمام الله ، طلاما هو أتجوزها بأرادته ، أيا كان شكل علاقتهم فجوازهم هو جواز شرعى
و بمجرد ما أنهت سمية حديثها حتى صوب الجميع نظره إلى عهد ، الواقفة كالتمثال ضامه يديها إلى صدرها تتابع ما يحدث بجمود ، فبادلتهم النظر هى الأخرى ثم هتفت بجمود يكسو نبرتها و جميع ملامحها: إيه بتبصوا ليا كده ليه ، ثم أنفلتت منها ضحكه يملوءها الاستهزاء و تابعت؛ إيه فاكرنى هثور و أغضب و أطلب الطلاق بقا زى ما عملت قبل كده
الجميع لا رد ... و لكنهم ينظرون إليها بصدومه ، أو بمعنى أصح نظرات مبهمه لا تستطيع وضع تفسير لها
فأقتربت عهد من فرحه قائله بأبتسامة يملوءها بجبروت لم تعهده من قبل: مبروك عليكى يا حبيبتى ، و ما كادت أن ترحل حتى عادت من جديد قائله و هى تكور شفتيها بنبرة يملوءها الاستهزاء؛ أووووبس نسيت أقولك تجهزى نفسك لأن فى زوجة رابعه إحتمال تيجى فى الطريق ، ثم همت بالرحيل دون سماع رد منها ، فوقفت بمكانها عندما هتف عمر قائلاً بحنان: عهد أنتى كويسة
فألتفتت عهد إليه مرة أخرى و استطردت بكبرياء و شموخ: أنا كويسة جدا يا عمر
فتابعت سمية قائله بنفى: لا أنتى مش كويسة ، أصرخى ، أتعصبى ، قولى أى حاجه ، بلاش اللى أنتى بتعمليه ده
فنظرت إليهم عهد بنظرات واثقة ثم أردفت بجبروت: أنتى بتقوليلى أنا بلاش اللى بعمله ده ، أومال أنا أقول لإبنك إيه على اللى بيعمله فيا بقاله سنين ، ثم صاحت بنبرة عالية مليئة بالشحنات العصبية؛ أنتى عوزانى أترمى تحت رجله ، و أقوله متزعلش يا حبيبى هجوزك الرابعة ، فتابعت بصوت مرتفع جاء على أثره كل من بالمنزل ؛ أنتى عمرك شوفتى جبروت كده ، عمرك شوفتى حد بيأذى حد كده ، الراجل اللى واقف ده ثم أشارت بسببتها تجاه عاصم و واصلت حديثها على نفس النبرة الحدة؛ داس عليا بدل المرة أتنين ، الفرق الوحيد أنه دلوقتى ناسينى ، لكن زمان كان فاكرنى ، عينه كانت فى عينى ، كان باصص جوه عيونى و مع ذلك غدر بيا و خانى و داس عليا ، ثم أقتربت من سمية التى تضع وجها بالأرض و استطردت بجمود و تساؤل؛ هو فى واحدة تقبل على نفسها اللى أنا قبلته ، أنا أتدعس بكرمتى الأرض بأسم الحب ثم أنفلتت منها ضحكة تنم عن استهزاءها للوضع قائله؛ و هو كان فى حب أساساً
و عند هذه النقطة أقتربت عهد نحو عاصم الذى يقف كالطفل الصغير أمام والدته يخشى عقابها ، و نظرت بداخل عيونه نظره ثاقبه مليئه بالجمود خاليه من أى مشاعر و نطقت بكبرياء و هى تخلع محبس زواجها من يديها و ترمى به على الأرض ثم دعست بساقها فوقه قائله: خلاص جيم أوڤر ، إنهارده أنا اللى بدوس عالحب ده ، و مبقاش يلزمنى خلاص ، ثم سحبت حقيبتها و مفاتيح سيارتها و أنطلقت تركض إلى الخارج ، و لحق بها عمر سريعًا ليوقفها عن الرحيل ، و لكنها صعدت بسيارتها و أنطلقت بها بسرعه شديدة ، أصدرت على أثرها صوتاً قوى ناتج عن أحتكاكها الشديد بالأرض ، و لم يستطع عمر الإمساك بها فهى لم تعط لهتافه عليه أدنى إهتمام ، و أنطلقت سريعا من أمامه

كل ذلك و عاصم يقف بداخله العديد من الصراعات لا يريدها أن ترحل و تتركه ، لا يريدها أن تبتعد عنه ، فهو يكفى وجودها فقط حوله ، لا يريد منها أكثر من ذلك ، يريد رؤيتها فقط ، فجثى على الأرض ، و قام بأخذ المحبس الذى رمت به عهد على الأرض واضعا إياه أعلى كفه ناظرا إليه بوجع و حزن منها و عليها ، يشعر بأنه بالفوضى و الحيرة بداخله و لكنه فى الوقت نفسه يشعر بالوجع من أجلها ، فما تحملته و عانته بسببه كثير و ليس بالقليل ، فرت دمعه هاربه من عيونه ، فأسرع بمدارتها قبل أن يراها أحد ، و لكن فرحه قد لمحتها فهى منذ خروج عهد و هى تركز معه و مع تعبيراته و حركاته حتى أنفاسه المتسارعه لاحظتها ، فاق من كل هذا على صوت عمر الذى عاد قائلاً بحزن: للأسف مشت بسرعه و ملحقتهاش
فهتفت سمية بلعفة قائله: و أزاى تسيبها تخرج بحالتها دى يا بنى آدم أنت
فصاح عمر بغضب قائلاً: ما أنتم شايفينها مشت أزاى و أنا لحقتها على طول ، بس هى أخدت العربية و جرت بسرعه كبيرة و معرفتش أوقفها
فأردفت أمينة بقلق واضح: طب هتروح فين بحالتها دى
أردف غريب قائلاً بنفس القلق: أطلبوا هشام و يسرا يمكن تروح ليهم و يطمنونا
إجابته سمية بنبرة مهزوزه فهى تحب عهد حقا ولا تريد لها أن تعيش هذا الجرح مرة أخرى و فى الوقت نفسه قلقه عليها بشده: بلاش تتصلوا دلوقتى اصبروا شوية لو مرجعتش اتصلوا ، عشان ميقلقوش على الفاضى حرام
فاستطرد عمر قائلاً: ده إذا رجعت بعد اللى حصل ده
فصاحت سمية بغضب: تف من بقك ، إيه اللى أنت بتقوله ده ، أن شاء الله هترجع لو مش عشانه فعشان ولادها
عند هذه النقطة شعر عاصم بخوف شديد يجتاحه ، فهو لا يريد خسارتها
يحبها ...
نعم يحبها و بشدة ، و لأول مرة منذ أن عاد يعترف بحبه لها هذا ، و لكنه الآن سيجن و يفقد عقله من مجرد تخيله بأنها لن تعود إليه مرة ثانية ، فنطق دون وعى منه: مستحيل ، مستحيل ده يحصل ...
فنطق غريب قائلاً بنبرة قلقه: هو إيه يا أبنى اللى مستحيل ، ثم تابع بتساؤل؛ أنت كويس يا حبيبى
فنظر لهم عاصم ثم صاح بهستيريا: مستحيل تسيبنى و تمشى مستحيل ثم تركهم جميعاً و أنطلق إلى غرفته يحاول أن يلملم شتات نفسه ، تاركا الجميع خلفه يتأكلهم القلق ، فالجميع يخشى عدم رجوعها إلى المنزل مرة أخرى

على الجانب الآخر ، تقود عهد سيارتها بسرعه جنونية ، لا تشعر بأى مشاعر تذكر سوى الضياع ....
الضياع فقط ...
تبكى و تبكى ، فدموعها تتهاطل بغزارة كالشلالات ، لا تستطيع أن توقفها ولا حتى قادره على تهدءه حالها
هناك شيئاً بالداخل يوجعها و بشدة لا تعلم أهو قلبها أم شيئاً آخر ، و لكنها الآن تموت ألما ، تشعر و كأن وجع السبع سنوات الماضية قد تراكمت عليها لتحيا بهذه اللحظة ، الوجع ينهش قلبها ، تبكى و تبكى ... تبكى بحرقه و كأنها فقدت عاصم للتو .. و ليس من سبع سنوات مضت ، صفت السيارة على جانب الطريق و أجهشت فى بكاء مرير ، ظلت تضرب بيديها ما يسمى بالدريكسيون ، و تبكى و تبكى إلى أن أفرغت ما بداخلها من شحنات و طاقات سلبية ثم رفعت يديها و مسحت دموعها و أخذت نفسا عميقا محدثه نفسها بلوم: أهدى يا عهد أهدى ، أنتى قوية و عديتى بأصعب من كده ، و من ثم عادت مرة أخرى إلى قيادة السيارة فى طريقها إلى مطار القاهرة الدولى

و بعد مرور ثلاث ساعات
صاحت سمية بغضب قائله: مش معقول التأخير ده ، أنا قلبى واكلنى عليها ، ثم أضافت بغضب أكبر؛ و تليفونها كمان مقفول
أردف عمر بقلق هو الأخر: أنا مش عارف هى هتكون فين كل ده ، ثم تابع بنبرة قلقه؛ أنا مش مطمن
كل ذلك و عاصم يجلس تتأكله النيران ، يشعر بأن روحه قد سحبت منه منذ أن غادرت المنزل ، القلق ينهش بقلبه ، كل ما يريده أن يراها أمامه ، أن يسحقها بداخل أحضانة ، أغمض عيونه بألم للحظات ثم فاق على صوت سمية القلق: كلم يسرا يا عمر شوف عهد عندها كده ولا لا
و بالفعل ذهب عمر لمهاتفة يسرا ثم عاد فى غصون دقائق و اليأس بادى على وجهه فصاحت سمية بلهفة: إيه يا عمر قالتلك إيه
إجابها عمر و هو يهز رأسه فى يأس: للأسف محدش شافها إنهارده خالص ، حتى طنط يسرا بتكلمها هى كمان و تليفونها مقفول
هتف غريب بقلق هو الأخر: هتكون راحت فين بس ياربى
فهتف عاصم أخيراً و كأنه تذكر شيئاً للتو: طب ما تكلموا لؤلؤ يمكن تكون عارفة حاجه عنها
استطرد عمر بنفى: لؤلؤ لسه قافلة معايا من شوية و هى أساساً عند عمتها
فاستطردت أمينة بحزن: يمكن تكون راحت عند أميرة
أردفت سمية هذه المرة قائله: أميرة لسه قافلة معايا من شوية هى كمان
فتابع عمر بحيره: أنا مش عارف هتكون راحت فين بس
فتمتمت سمية بترجى: جيب العواقب سليمة يارب

على الجانب الآخر
وصلت عهد إلى أرض النوبة ( أسوان ) ، و ها هى تدخل إلى تلك المنزل ، الذى قضت به أجمل أيام عمرها ، ذلك المنزل الذى أشتراه عاصم عندما قضوا شهر العسل الخاص بهم فى أسوان كما طلبت عهد تلك المدينة بالتحديد ، و من شدة حبهم لها و لذكرياتهم السعيدة بهذا المنزل ، قرر عاصم شراءه و بالفعل قد اشتراه و قام بكتابته بأسم عهد ، لذلك عندما تم الحجز على أموال العائله كان هو خارج تلك الحسبة ، و ما أن خطت بقدميها من بوابه المنزل حتى شعرت بأن روحها القديم قد عادت بعودتها إلى هنا ، فرفعت يديها إلى مفتاح النور رافعه إياه ، و ما أن ملئ الضوء المنزل ، حتى أخذت تجول بأعيونها كل أنش بالمنزل متذكره الكثير من المواقف التى جمعتها بحبيبها ، و ما أن وصلت بعيونها إلى حديقه المنزل و هذا المخدع المحبب إلى قلبها ، حتى شردت فى ذكرى لطيفة جمعتها بزوجها فى هذا المكان ...

Flash Back
منذ ٨ سنوات
كانت عهد ترتدى قميص أبيض اللون خاص بزوجها ، يصل إلى قبل ركبتيها بقليل ، و لكنها قامت برفع أكمامه إلى أعلى معصمها ، تجلس فى الهواء الطلق أعلى المنضدة واضعه على قدميها وعاء كبير به الكثير من حبيبات المانجو ، تأكل منها بنهما شديد ، كانت تشبه الأطفال بطريقتها الطفولية تلك ، فالمانجو بالنسبة لها كالمخدرات تماماً ، من يراها يجزم بأنها تكاد تكون طفلة لم تصل بعد إلى عامها الخامس ، تلتهمها بتلذذ شديد ، ففهما متلطخ بالمانجو ، و يديها أيضاً مليئه بقطع المانجو الصغيرة ، و عندما كانت هى غارقة مع وعاء المانجو الخاص بها ، كان هناك من يتابعها من بعيد ، ضاحكا على حركاتها الطفولية هذه ، فبدء بالأقتراب منها تدريجيا ، و ما أن وصل إليها حتى هتف بحب قائلاً: مانجا بتأكل مانجا ، ثم تابع بمرح؛ إيه اللحوسه دى
فصاحت عهد بفزع: أخس عليك يا عاصم خضتنى
فهمس لها عاصم بحب و هى يقبل وجنتيها: بعد الشر عليكى يا روح قلب عاصم من الخضة ، ثم أقترب من أذنها قائلاً بنبرة ذات مغزى؛ قميصى هيأكل من عليكى حتة
فهتفت عهد بخجل: ميرسى ، ثم وضع وجهها بالأرض ، فهى تموت خجلا فى هذه اللحظة ،
فنظر لها عاصم نظره مليئه بالحب ، ثم رفع يديه مرجعا خصلاتها للخلف و تابع بحب: أرفعى عيونك ، أنا عاوزك تبصيلى ، عاوز أشبع منك و من عيونك
فنظرت له عهد نظره مليئه بالعشق الخالص و همست بتوتر: عاصم بليز متبصليش كده
فتابع عاصم بمراوغة: طب ابصلك أزاى
همست عهد بخجل: متبصليش خالص يا عاصم ، أنا بتكسف بجد
فأقترب عاصم منها ثم سحبها إلى داخل أحضانة مشددا عليها ، واضعا قبلة حانية مليئه بالحب أعلى كتفها ثم همس هو الآخر بصوتا رحيم: أنتى عارفة ، أنا من ساعة ما شوفتك فى الحفلة و أنا هموت على اللحظة دى
تسألت عهد بأستغراب: أى لحظة
ردد عاصم بحب خالص بعد أن أخذ نفسا عميقا معبئا رئته برائحتها التى تسكره: اللحظة دى ، و أنتى فى حضنى ، و فى بيتى ، اللحظة اللى هتكونى فيها بتاعتى أنا و بس و محدش فى الدنيا يقدر يبعدك عن حضنى ، ثم طبع قبلة عميقة أعلى خصلاتها و تابع بعشق؛ أنتى العهد اللى عمر ما هتحل منه ابدا ، و لو حصل ، فده هيكون يوم موتى
هتفت عهد بلهفة و هى تبتعد عن أحضانة واضعه يديها أعلى شفتيه: بعد الشر عليك يا حبيبى ، أوعى تقول كده تانى يا عاصم
فقبل عاصم يديها الموضوعة أعلى شفتيه بحب ثم سحبها إلى أحضانة من جديد قائلاً بهيام: أنا بحبك أوى
فردت عليه عهد بحب: و أنا بموت فيك ، فحملها عاصم بين ذراعيه و أخذ يدور بها ثم دلف بها إلى الداخل

يتبع الفصل العشرون  اضغط هنا 
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :" رواية عهد الحب" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent