Ads by Google X

رواية أقبلني كما أنا الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة الزهراء

الصفحة الرئيسية

   رواية أقبلني كما أنا الفصل الثامن بقلم فاطمة الزهراء عرفات


رواية أقبلني كما أنا الفصل الثامن 

لا يزال يحيى ممسك بمعصم لطفي ثم أردف بغضب دفين: رواء وفارس ماغلطوش

ليترك معصمه بعنف فتابع لطفي الصراخ: غلطوا ولا مغلطوش انا مش عاوز اشوف وش فارس لا هنا ولا المزرعة او اي مكان ويبعد عن بنتي

أنزعجت توحيدة من أخيها فقالت بغضب: انت ازاي تمد إيدك على أبني.. يلا يا فارس انا مستحـ

قاطعها يحيى بجدية وهو يقترب منها: مستحيل اسيبك تمشي يا عمتي انتي وفارس

للحظة هذه وعاصم لم يتكلم بأي شيء أو يفض المنازعة لينهض أخيراً ويقول بعصبية: البيت بيتي انا يا لطفي مش من حقك تقول لمين يدخل ومين يخرج.. وبخصوص فارس فهو أتقدملك أكتر من مرة وأنت اللي رافض.. يعني ماغلطتش ولا أجرم

صر لطفي على أسنانه ثم أردف بتهكم ساخر: معاك حق في اللي قولته انا فعلا مش حر في اني اقول مين اللي يدخل ومين اللي مايدخلش للڤيلا.. بس حر اني أرفض فارس لبنتي




دفعت توحيدة أبنها للأمام ليذهب وأستطردت بحدة خفيفة: يلا يا فارس من هنا

ثم عاودت النظر لأخيها الكبير وقالت بحزن: انا في بيتي يا عاصم هيفضل مفتوحلك

أسرع عاصم بالإمساك بذراع شقيقته وتوسل لها: أستني بس يا توحيدة.. انتي تايهة عن لطفي وعن عمايله

أبعدت يده برفق وطالعته ثم قالت بهدوء: انا عارفة لطفي كويس بس انا عاوزة أروح بيتي

أدارت جسدها مجددا وخرجت بعد أبنها، اسرع يحيى باللحاق بهم ولكن كانوا الأسرع بالذهاب أستقل سيارته وتبعهم ليتوجه لمنزل عمته

آجهشت رواء بالبكاء في حضن والدتها ثم نهضت ودلفت لغرفتها قبل أن يعنفها والدها، أردفت كوثر بضيق: ليه يا لطفي بتعمل كده.. فارس متربي معانا

حدجها بغضب شديد ليسرع عاصم بالرد بنبرة غاضبة: أنت زودتها قوي.. كل ده بيتحوشلك يا لطفي في مرة هطلع القديم والجديد عليك ومش هرحمك



نظر لطفي لزوجته وقال بفظاظة: روحي انتي يا كوثر شوفي رواء وأنا عاوز أتكلم مع أخويا

أبتعدت عنهم ثم دلفت لغرفة أبنتها على مضض لينظر لطفي لعاصم ويردف بجمود: قصدك ايه بالقديم والجديد يا عاصم.. أنا رافض جواز فارس ورواء عشان شايف مصلحة بنتي مش معاه

حدق به عاصم لبرهة وقال بجدية: وشايف مصلحتها مع مين؟

أبتسم عاصم بخبث وواصل حديثه اللئيم الذي خرج من فمه: يحيى.. يا عاصم يا أخويا أحنا نجوزهم لبعض حتى عشان نضمن فلوسنا ماتروحش لبعيد

تيقن عاصم من الحديث الذي قاله لطفي ثم أستأنف حديثه بأستهزاء: فلوسنا!!! ... قصدك فلوسي يا لطفي ماتخلطش الكلام على بعضه.. المزارع والفلوس هتروح لأبني بعد ما أموت.. يحيى فعلا بيحب رواء بس كأنها أخته الصغيرة

جز لطفي على أسنانه وأبتسم أبتسامة صفراء فأستأذن: طب عن أذنك يا عاصم

خرج لطفي من الڤيلا وهو يغمغم بالوعيد وأقسم بأن يسلب ثروة أخيه حتى وأن كلفه الثمن القتل

..............

خرجت مكية من المصعد بشرود لتتوقف أمام باب شقتها تنهدت وألقت نظرة للشقة التي خلفها سألت نفسها لماذا قرر يحيى المغادرة، لماذا وافق على الأتفاق لماذا ولماذا

أخرجت من حقيبتها الصغيرة المرصعة بالاكسسوارات مفتاح الشقة وقامت بفتحه ودلفت لتجد والدتها تشاهد التلفاز وشقيقاتها، مريم ممسكة بالكتاب وتراجع دروسها ومودة تعبث بالهاتف

نظرت لها هالة ثم قالت بجدية: تعالي يا مكية أقعدي معانا

أقتربت وجلست بجوار مريم لتقول بتساؤل: امال فين بابا

أجابتها هالة بنبرة هادئة: خرج من شوية.. انتي كلتي؟

أومأت برأسها وقالت بجدية: آه كلت شاورما برا

تابعت هالة سؤال أخر لمكية: انتي أمتى هتروحي الجامعة؟ مريم ومودة أبتدوا من زمان

أراحت مكية ظهرها على الأريكة وأبتسمت في حديثها: يا ماما انا جامعة لما الجدول ينزل

هزت هالة رأسها وواصلت بنبرة متفهمة: بس يا مكية انتي في كلية تمريض عملي

أمسكت بالريموت وتحدثت بملل: حاضر يا ماما.. هبقا أشوف تسنيم

ثم رمقت أختها مريم وقالت بحماس: ايه أخبارك في الثانوية .. عقبال ماتجيبي مجموع عالي وتدخلي كلية الطب اللي ماقدرتش أنا أدخلها

رفعت مريم كفيها للأعلى وأردفت بدعاء: امين يااارب امين

تأففت مودة ثم قالت بأستفزاز: خليكي دكتورة تجميل يا مريم وانتي هتكسبي دهب.. وأبقي عالجي البت اللي جمبك بدل منظرها اللي بيخوفني ويقرف ده

أبتسمت مكية بأصطناع وردت عليها بوجع خفي: لا أنا بحبها كدة يا مودة.. بقالك ١٦ سنة عايشة معايا ودلوقتي اللي عرفتي انها بتخوفك

رمقت مريم شقيقتها مودة نظرات زات معنى لتكف عن الشماتة بمكية ولكن لم تهتم فأكملت حديثها

اللازع: انتي بتبرقيلي كده ليه يا مريم؟ مش دي الحقيقة.. والله شكلها وحش اوي بالوحمة.. عاملة زي الغوريلا انا مش عارفة الناس اللي بتابعك على النت بيتابعوكي على ايه؟ اكيد شفقة.. طب لما

تتجوزي هيصحى ازاي بمنظر الوحمة دي.. مش بعيد يطب ساكت ... ده اذا حد عبرك اصلا

غضبت مكية من ذلك الحديث فوجهت الكلام لهالة بغضب: شايفة يا ماما

جزت هالة على أسنانها وهتفت بتهكم: انتو مابتزهقوش.. عيب يا مودة تقولي على أختك كده.. وانتي يا مكية ماتبقيش حساسة وحمقية اوي اختك وبتهزر معاكي مش جديد عليها يعني

نهضت مكية وقالت بضيق: انا داخلة جوا

أمسكتها مريم من كفها وأردفت بتريث خفيف: خليكي شوية يا مكية.. انتي النهار كله في الخروجات بتاعتك وبالليل في أوضتك

أبعدت يده شقيقتها ثم قالت بنبرة ضيق حاولت أن تخفيه: عاوزة أتكلم مع تسنيم على الجامعة

أبتعدت عن أعينهم لتسمع مودة تزيد من نبرة صوتها بسخط: عملت مقموصة وهتحبس نفسها في الأوضة وانا اللي هطلع غلطانة قدامكم

ألتفت لها ثم قالت بحزن والدموع في مقلتيها: أنا داخلة في أوضتي عشان ماتتقرفيش مني

لتدلف لداخل غرفتها وتغلق الباب خلفها، نهرت هالة أبنتها بسخط: ليه يا مودة ديما بتحبي تجرحي أختك؟ عملتلك ايه لكل ده.. انتي عارفة اني الموضوع ده بيجرحها اوي

رفعت الهاتف الى وجهها ولم ترد عليها ثم أكملت العبث بالهاتف

......................

بدلت مكية ثيابها بدون تعبيرات ثم جلست على اللاب توب خاصتها على الفراش وبدأت تحاول الهاء نفسها عن سخرية مودة بها لم تتسطيع، تلقائيا نظرت الى المرآة التي امام سريرها

وضعت أصابع يدها على الوحمة بحزن ثم همست لنفسها: أنا عارفة نفسي وحشة بس مش لازم تفكريني بده كل شوية.. عارفة ان الناس بتقرب

مني شفقة مش حباً فيا .. يبقا أنا كمان من حقي أتغر وأفتخر بده.. وهفوز في الأتفاق على يحيى عشان هما اكيد هيختاروني أنا ودلوقتي لازم

أعرف ايه اللي هشرحه المحاضرة اللي جاية عشان أفوز

عاودت النظر لحاسوبها وبدأت بتجميع بعض المعلومات

.....................

صف فارس سيارته ثم ترجل منها هو ووالدته ودلفا لداخل المنزل وفي غضون دقائق أخرى وصل يحيى وترجل هو الأخر ثم بدأ في الطرق على الباب

فتح فارس والغضب محفور على وجهه قائلا: أدخل يا يحيى

دلف يحيى ليجد عمته جالسة على الأريكة ومشاعر مختلطة ظاهرة عليها أقترب من عمته ثم قبل يدها

وأردف بفتور: حقك عليا أنا يا عمتي

ربتت توحيدة على وجنته وجاهدت برسم أبتسامة وقالت: لا يا حبيبي.. انا زعلانة من لطفي ليه يضرب فارس انا مستحيل أروح تاني

حدق بها لبرهة فأستأنف قوله برفض رادع ولكن سايرها في الحديث : وأنا موافق يا عمتي.. بس الڤيلا بتاعة مين؟ عمي لطفي!! لأ دي ملك أبويا

جلس فارس بجوارهم وتابع الحديث بوعيد: يضربني بالقلم بصفته ايه؟! .. انا مش هسكت

رمقته توحيدة بإنكار وقالت بتريث: مش هتسكت يعني هتعمل ايه؟ هتضرب خالك.. انا ربيتك على كده.. انا ماقصدش انك تضربه

هتف فارس بنبرة تهكم: انتي مش فاهمة حاجة لطفي ده....

وضع يحيى كفه على ركبة فارس لكي يصمت ثم تابع هو بنبرة لامبلاة: طول عمره بيكره الخير لحد

نظر فارس لوالدته ليحثها على الكلام بتساؤل: امال انتي قصدك يا ماما

ردت توحيدة بجفاء وهى تنهض: أبعد عن رواء.. لطفي قالهالك صريحة مش هيجوزهالك

رمش بعينيه بعدد استيعاب وقال بصدق : بس انا ورواء بنحب بعض

أكملت حديثها بحدة خفيفة: وأبوها مابيحبكش يعني مش هيجوزهالك.. شوفلك بنت تانية

لم تنتظر منه رد وتوجهت الي غرفتها وقبل أن تدخل قالت ليحيى: انت طبعا بايت يا يحيى أوضتك جاهزة انا ديما برتبها

ثم أغلقت الباب خلفها بهدوء، لم يتحدث فارس أو ينطق بكلمة فتابع يحيى بتأكيد : هانت يا فارس كلها أيام وهنكشف لطفي قدام الكل

أومأ فارس رأسه ثم أمسك بيد يحيى وأدخله غرفته وأغلق الباب بهدوء، سأله يحيى: في ايه؟

جلس فارس على السرير وقال بجدية: عاوز أقولك حاجة من اليوم اللي أتخطفت فيه

تقدم يحيى ثم تمدد على الفراش ونظر بعيناه الرمادية لفارس وقال: حاجة ايه؟

أستنشق دفعة من الهواء وزفرها على مهل وقال بتوجس: انت ليه رافض تتعالج من نوبة الصرع

أكفهر وجه يحيى وقال بهدوء قاتم: أبويا اللي قالك تقولي كده.. صح!

هز رأسه يسرعة فتابع يحيى بنفاذ صبر عندما جز على أسنانه: أنا نفسي تفهم أنت وعاصم القاضي أنها بالنسبالي حاجة عادية.. مثلا زي الصداع

ثم رفع قبضته ووضعها على جبهته ليلاحظ فارس شيء ملفوف حول رسغه فسأله بفضول أكبر: طب الحظاظة اللي ديما ملفوفة على أيدك بتاعة مين؟ ومش شايف انها عيالي عليك بكتير

رفعها يحيى أمام عينيه وقال بأبتسامة حزينة: بتاعة أخويا.. كان معانا أتنين واحدة لونها رمادي اللي هى بتاعتي وهو السودا على لون عيونا.. بس بدلناهم

أشفق عليه وهمس بأسف: والله أنا أهبل.. كل شوية بفكرك بالحادثة

أبتسم يحيى وحدث نفسه وعيناه على السقف: وحشني اوي.. كنا ديما بنلعب مع بعض.. كان اخويا وصاحبي.. نفسي أشوفه ولو مرة واحدة

ربت فارس على كتفه ونهض ثم قال ليحيى: نام يا يحيى بكرة ورانا شغل كتير

ثم أطفأ النور المشتعل وأغلق الباب خلفه، مازال يحيى شارد بالماضي لاإراديا أفتكر مكية التي كذبت عليه أقسم أنه سينتصر عليها ويفعل بها ما شياء بالشهر التي ستخدمه فيه

.....................

في منزل (سيف الأديب)
مرت الأيام وعاد يوسف من رحلته فذهب ميسرة لولدها، حاول سيف بأبقاءها ولكنها رفضت ووعدته بأنها ستأتي لزيارته

خرج فارس من الحمام بعد أن أغتسل كان مرتدي بنطال وأكمل أرتداء قميصه بالخارج دلف لغرفته وبحث بعينيه على زوجته ثم نظر بالمرآة وبدأ في تمشيط شعره ولكن رأى بأنعكاس المرآة بعد الصور

ملقية على الأرض عند الدولاب أدار جسده وأقترب منها ثم أنحنى وبادر في جمعهم أوقفته صورة عزيزة على قلبه رفعها أمام عينيه وأبتسم بحزن

كانت صورته عندما كان صغير مع رفيقه بالملجأ، طفلين ملابسهم غير مهندمة ولكن الأبتسامة التي هم بها ومحتضنين بعضهم البعض جعلت سيف

يبتسم وهمس بحزن: يا ترى أنت فين؟ .. وحشتني أوي يا حبيبي.. كنت فرحان ان في عيلة هتخدني وهتبعدني من ذُل الملجأ وتعذيبه لينا

ثم شمر عن ساعده ليرى بعض من أثر أطفاء السجائر منقوشة كالوشم عليه تنهد بحزن وهو يسترجع بذكرياته المؤلمة البائسة

.................

بداخل أحدى دور الأيتام الحكومية حيث الأطفال اليتامى ومجهولين الأبوين، يتم التعامل معهم على أنهم مجرمين وما هم إلا أطفال بريئة

بعد وفاة والديه بحادثة سير مدبرة من عمه قام بألقاء سيف في دار للأيتام وأستولى على الأموال

لم يدرك سيف على صاحب واحد فقط والذي أعتبره أخاه كان دائما يدافع عنه من مديرة الدار

كان سيف يلعب مع رفاقه من نفس الدار وتمت مشاجرة أدت ألى استدعاء المشرفين حتى مديرة الدار "علوية" التي غضبت وقامت بمعاقبة سيف

صرخت علوية بغضب: أنت قليل الأدب وماتربتش بتضرب زميلك ليه

ألتفت للجانب الأخر وحملت عصاتها وهوت بها على جسد سيف الصغير ذو التسع سنوات

كان سيهرب منها لولا المشرفات اللاتي أمسكن به وأحكمن تقيده لتستمر علوية بالضرب على اجزاء مبعثرة في جسده، ألقت العصا جانبا وقالت بحدة: لو عرفت أنك زعلت حد في الدار أنا هضربك تاني وهطفي السجاير في يدك زي أخر مرة انت والزفت صاحبك.. غور من وشي

خرج سيف من مكتبها بألم في جسده ثم توكأ على الحائط حتى خرج وسار ليجلس أسفل السلم المتهالك المتسخ يبكي، أقترب من فتى أخر بنفس عمره ووضع يده على كتفه وقال بقلق طفولي: أنت صح ضربت عصام؟ ولا هو اللي ضربك؟ طب مين عمل فيك كده

رفع رأسه وعبراته تتدحرج على وجنتيه وقال ببكاء: انا ماضربتش حد.. أنا وعصام أتخانقنا وماما علوية ضربتني

جلس بجواره وأحتضن رفيقه ثم قال بتوعد: انت وعصام أتخانقتوا ليه؟

واصل سيف حديثه ببكاء وتوجس: سرق حظاظتي

تلقائيا خلع الحظاظة من رسغه وأعطاها لرفيقه وقال بجدية طفولية: خد بتاعتي وأنا هجيب الحظاظة من وليد وهشوف ماما علوية

ثم سار على مهل حتى خرج للفناء ووجد الأطفال يلعبون أقترب من وليد وحدثه بحدة: فين الحظاظة بتاعة سيف

دفعه وليد ثم أخرج من جيبه حظاظة طفولية ولوح بها في وجهه وقال بأستفزاز: أهي.. بس مش هتاخدها دي بقت بتاعتي

ألقى بنفسه على وليد ليختل توازنهم ويقعوا ضربه على وجه وسحب الحظاظة منه ونهض وقال بغضب طفولي: مالكش دعوة بسيف

وألتفت بجسده وتوجه الى مكتب علوية، كانت منهكة ومريحة ظهرها للخلف وواضعة كفها على وجهها سمعت بأقدام تدلف لها فأبعدت يدها وقالت بملل: عاوز ايه انت كمان؟

أجابها بشجاعة عالية: أنتي بتضربي سيف ليه يا ماما علوية

لوت علوية فمها بضيق وردت عليه بنفس النبرة الباردة: عشان انا مش ماما حد فيكم ومش هكون أحن عليكم من أهلكم اللي ماتوا او اللي رموكم هنا
وأمشي عشان أنا مخنوقة لاحسن أطلع غُلي كله فيك

غمغم ببعض الكلمات الحانقة فسمعته وقالت بحدة بعد أن أعتدلت: تعالى هنا ياض.. أنت قولت ايه؟

عاد اليها وق بشجاعة طفولية: بقول انك ست ظالمة

وقفت علوية ثم أقتربت منه وأردفت بغضب في وجه الطفل: بقا أنا اللي ظالمة؟!.. مش أمك وأبوك يعني اللي جابوك بالحرام وأول ماولدتك رمتك في الشارع وكانوا هيحرقوك والكلاب تكون أحن منهم ويحموك

لم يفهم حديثها الدائم تعيده له فقال بعدم فهم طفولي: يعني ايه ابن حرام اللي ديما بتقولهالي ومش بتقوليها لحد غيري

أبتسمت علوية بتهكم وقالت بسخرية: عشان دي الحقيقة اللي هتفهمها لما تكبر.. انك ابن حرام أبوك وأمك رموك في الشارع عشان عاوزين يخلصوا منك لكن من رحمة ربنا الكلاب هى اللي نجدتك

عارف اكيد ابوك وامك عايشين وأحلى عيشة وانت اللي بتدفع التمن هنا وهتعيش طول عمرك بالعار مافيش حد هيحبك ولا واحدة هتقبل تتجوزك

مين بقا الظالم أنا اللي أخدك وربيتك في الدار ولا أبوك وأمك اللي رموك في الشارع

لم يستوعب حديثها وصرخت به في عصبية: أخرج برا

خرج من المكتب وهو في حالة صدمة عالية عاود لصديقه المتألم ليخرج الحظاظة من جيبه ويضعها حول رسغه وقال بشرود: أنا هاخد بتاعتك وأنت خد بتاعتي

أومأ سيف رأسه ثم سأله بفضول ممزوج بتوجس: هى أخطبوت البحر ضربتك؟

نظر له وقال بشرود ممزوج بتساؤل: يعني ايه أبن حرام؟ اللي ديما بتقولهالي

مط سيف شفتيه بحيرة ثم قال ببراءة طفولية: ممكن قصدها ان باباك ومامتك حرام انهم جابوك في الزمن ده او البلد دي.. كان المفروض انهم يجبوك في زمن غير الزمن ده او بلد تانية غير البلد دي

أبتلع ريقه وشعر بهزة في يديه ليحاول ان يتحكم بنفسه ولكن ظل جسده يتحرك وسيف متعجب وقلق عليه أمسكه من يديه وهو يقول بقلق: انت بتعمل كده.. رد عليا

أستمر جسد الطفل بالأرتعاش حتى توقف وكأنه جماد ليغشى عليه ويستكين

.......................

أفاق سيف من ذكرياته ثم لملم الصور لتدخل سوزان الغرفة وقالت بتعب: سوري يا سيف أبنك المستفز جه وكركب كل حاجة.. انا هلمهم

أقتربت سوزان من زوجها وجثت على ركبتيها ولكن كان سيف بالأسرع وأمساكهم وأدخلهم داخل الدرج زأردف بجدية: عادي يا سوزي انا دخلتهم

ثم نهض وهو ممسك بها وقال بلؤم: مالو بقا أبني المستفز هو كان أبني لوحدي.. يخسر ويكسر براحته.. أنا بفكر أخاويه

وضعت سوزان يديها على صدره ثم قالت بدلال: من دلوقتي.. ده أنا لسة فطماه

دفعها على الفراش ثم جثى عليها وقال بنبرة تأكيد: ما أنا عاوز أخلف عيال كتير صبيان وبنات عاوز يبقا عندي عزوة كبيرة

قبلها بعشق وهيام ولم يلاحظ بأبنه الصغير الذي تسلل ودلف للغرفة ليقول بتعلثم كبير: بابا

أبتعد سيف عن زوجته وظل يجوب برأسه لكي يرى أبنه فقال بنفاذ صبر: عاوز ايه يا قدر بابا

أمسك بقدم أبيه وتابع حديثه: بابا

أنحنى سيف ليصل لمستواه ثم رفعه وجلس به على الفراش وقال بسخرية: هادم اللذات ومفرق الجماعات يا حبيبي

ثم نظر لزوجته وقال بغيظ: سُكي على موضوع الخلفة يا قلبي.. كفاية الباشا مقطع عليا العيش

تمدد سيف على الفراش وأبنه فوقه ثم قال بأبتسامة: تعالي في حضني يا قلبي.. هنام

تمددت هى الأخرى بجانب زوجها وقالت بحب وهي تلف يدها فوق أبنها: ربنا يحفظكم ليا

قبل وجنتها ولكن الصغير وضع يده على فم أبيه وأستاء وآجهش بالبكاء أعتدلت سوزان وحملت طفلها ونهرت زوجها: عاجبك كده أهو زعل

أبتسم سيف وقال بسخرية: دي بوسة بريئة

ليعتدل ويقبل أبنه ثم أردف بتذمر مصطنع: ماتزعلش يا حبيبي.. ده أنا بدي الدوا لماما

وتمدد مجددا كذلك زوجته نامت بجواره ووضعت أبنها في المنتصف

........................

في صباح اليوم التالي أستيقظ يحيى على صوت فارس باهتياج والعصبية: أصحى يا يحيى في مصيبة

فتح يحيى مقلتيه وأردف بسخرية أكبر: عاوز انام وبطل كدب

هتف فارس بسخرية وهو يجلس بجواره: حبيبك قدم بلاغ فيك والشرطة مستنياك في المزرعة

أنتصب يحيى وردد بعصبية: مين؟

تثائب فارس ثم قال بنيرة أستفزاز: الدكتور سيف

دفع يحيى فارس لكي يقف وتوعد في نبرته: ده لعب في عداد عمره.. أنت بارد كده ليه ماتعمل حاجة

ألتقط يحيى ثيابه وأرتداها على عجالة وتوجه الى المزرعة هو وفارس

.........................

صف يحيى سيارته وأسرع للدلوف للداخل وخلفه فارس ليجدوا ضابط وسيف جالسين، هتف يحيى بغضب عندما أقترب من سيف: أنت فاكر نفسك مين عشان تـ

قعه الضابط بنبرة رسمية: أنا جاي هنا عشان عارف ان ليكم وضع ومش عاوز أعمل شوشرة.. بس أسمعني الدكتور سيف ماغلطش

تحدث يحيى ومسلط أنظاره على سيف بغضب: لا غلط لما بيتهم المزرعة بحاجة مش موجودة

أومأ الضابط رأسه بتفهم ليقول بجدية: وأنا مع حضرتك طالما حضرتك متأكد بكدة احنا هناخد عينة من الزرع للمعلم وهو اللي هيحكم

أردف فارس بجدية: أتفضل حضرك أحنا موافقين

أشار الضباط للمهندسان الزراعيان وهو خلفهم وسار فارس أمامهم ظل يحيى وسيف يرمقون بعضهم بغضب

فأبتسم يحيى وقال بسخرية ممزوجة بأستفزاز: تصدق وتؤمن بالله.. انا كنت عاوز اعتذر لمراتك بس بعد اللي حصل هعمل حركة ماتعجبكش.. تاخد كام وتحل عن سمايا

أصطنع سيف الصدمة ثم واصل حديثه بغيظ: انا هفضل زي عملك الردي لحد مانطهر البلد من الأشكال دي

صاح يحيى يغضب: وأنت ماااالك.. خليك في حالك.. أنت مش دكتور بشري خليك في البنأدمين مالك ومالك الزرع

ربع سيف ذراعيه ورد عليه بتلقائية: ماهو أنا اللي هعالجهم يا جاهل

جز على أسنانه وتناسى كل شيء عندما قال بتحذير: لا فوق واعدل نفسك أنت بتكلم الدكتور يحيى القاضي اخصائي تنمية بشرية

رد عليه سيف بنبرة جدية: طب خاف على الناس اللي هتتضرلما تاكل الفواكه والخضار.. وأتقوا يوما ترجعون فيه الي الله

أقترب يحيى منه وأجابه بسخرية أكبر: وانت مش راجع معانا ولا ايه؟

بادله سيف نظرات سخط ولم يتحدث وأستمر شجار العيون بينهم الى ان جاء فارس وقال بجدية: الظابط والباشمهندسين مشيوا

أردف يحيى بسخرية: مستني ايه يا دكتور يا بشري يا حشري ماتمشي ولا نحضر فطار

أبتسم سيف في وجهه باصطناع وغادر أمام عينيه، فقال فارس برضا: الحمد لله منعنا كل المواد المسرطنة كان زمانا بناكل عيش وحلاوة

جلس يحيى على المقعد بوجه متهجم وظل يفكر في اشياء كثيرة وأهمها مكية فاليوم الأتفاق ثم همس لنفسه بوعيد: أنا هعلمك ازاي تتجرأي وتفكري انك تتحديني ازاي يا أم وحمة

يتبع الفصل التاسع اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent