Ads by Google X

رواية سيليا والشيطان الفصل الثامن 8 - بقلم رولا هاني

الصفحة الرئيسية

   رواية سيليا والشيطان الفصل الثامن 8  - بقلم رولا هاني

رواية سيليا والشيطان  - بقلم رولا هاني

رواية سيليا والشيطان الفصل الثامن


دلفت بتلك اللحظة "بيسان" لتلاحظ وجوههما الغير طبيعية، فقد كان "يحيي" ذو ملامح و تعابير غير مفهومة، بينما "سيليا" كان علي وجهها علامات الصدمة الواضحة، فلعقت هي شفتيها قبل أن تهمس بإبتسامة خفيفة:

-"سيليا" حبيبتي إنتِ كويسة!؟

إعتدلت "سيليا" في جلستها بصعوبة و هي تتأوه بألمٍ، فكادت "بيسان" أن تقترب منها لتساعدها و هي تتعجب بسبب "يحيي" الذي ظل جالس هكذا ببرودٍ، و لكنها توقفت بسبب "سيليا" التي حذرتها قائلة:

-متقربيش مني.

تلاحقت أنفاسها قبل أن تتابع بصراخٍ بغضبٍ جحيمي إستمعته من الخارج والدتها "سندس" لتدلف وقتها للغرفة و هي تستمع لما تقوله إبنتها بدهشة:

-خلي إبنك يطلقني، سامعة؟

رأت "سندس" حالة إبنتها التي كانت تسوء فصاحت هي وقتها موبخة إياهم:

-ما تسيبوا بنتي في حالها دي تعبانة و مش ناقصة.

تنهدت "بيسان" و هي تشاهد جمود "يحيي" المستفز، لذا صاحت بعدها مباشرةً بصرامة لا تتقبل النقاش:

-ياريت تسيبونا لوحدنا شوية.

و بتلك اللحظة رفضت "سندس" ذلك الأمر صائحة ب:

-بنتي تعبانة و مش هتقدر تتكلم مع حد.

ردت عليها "بيسان" برجاء و هي تنظر في عينيها مباشرةً:

-"سندس" من فضلك سيبيني أنا و هي لوحدنا.

زفرت "سندس" بتبرمٍ و هي تخرج من الغرفة، بينما "يحيي" ينهض هو الأخر ليخرج من الغرفة و هو يلقي علي "سيليا" نظرات ألمتها و ألمت روحها المسكينة، أما "بيسان" فإنتظرته حتي يخرج من الغرفة لتغلق الباب بعدها، ثم إتجهت ناحية "سيليا" لتجلس أمامها علي الفراش قائلة بهدوء:

-إسمعي يا "سيليا"، أنا معرفش إذا كنتي قتلتي فعلًا "إياد" إبن أختي ولا لا، بس لازم تعرفي إني هنا عشان أسمعك، و لازم كمان تعرفي إن كاميرات المراقبة اللي كانت موجودة قصاد الباب الخلفي وضحت إنك إنتِ اللي خرجتي يومها من البيت ف أكيد لازم نشك إنك إنتِ اللي قتلتيه.

ثم تابعت و هي تشعر بالتوتر بسبب تعابير وجه "سيليا" الغير مفهومة:

-كمان عايزة أقولك إن في كاميرات مراقبة خاصة بمخزن قصاد الباب الأمامي و هي دي اللي وضحت كل شئ يا "سيليا" لكن مع الأسف هي فيها مشكلة ف مش عارفين نراجع الفيديوهات اللي فيها، و لكن أنا حابة أسمعك.

إزدردت "سيليا" ريقها بترددٍ قبل أن تتنهد بعمقٍ و هي تنوي قص كل شئ علي "بيسان" التي كانت ترمقها بتلهفٍ علي أي معلومة جديدة ستساعدها.
__________________________________________
-عملت إية؟

قالها "تميم" بنبرته المبهمة بعدما جلس بجانب "برق" الذي أجابه بثباتٍ لم يظهر كذبه:

-كانت موجودة عند صاحبتها إنهاردة.

زفر "تميم" بحنقٍ قبل أن يهتف بنبرته الصارمة:

-خليك مراقبها يا "برق"، أنا مش مطمن.

أومأ له "برق" عدة مرات قبل أن يتسائل قائلًا:

-اة صحيح إنتَ كنت فين من الصبح و فين مراتك و طنط "بيسان"!؟

كاد "تميم" أن يرد عليه و لكنه توقف فجأة عندما وجد شقيقته "رحيق" تجلس بجانبه و هي تهمس بنبرة لطيفة أخفت بها هلعها، فهي تخشي تصرفات "برق" الغير متوقعة، فهو و من الممكن أن يخبره بكل شئ:

-اة صحيح يا "تميم" إنتَ كنت فين؟

كاد هو أن يقص عليهم كل شئ و لكنه توقف عندما لاحظ تعابير وجه "رحيق" الشاحبة، لذا هتف هو بذهولٍ:

-"رحيق" إنتِ كويسة!؟

فغرت فمها و هي تنظر ل "برق" بإرتباكٍ فتحدث هو وقتها قائلًا:

-صاحبتها أصلي كانت واقعة في مشكلة كدة و كانت بتحاول تلاقيلها حل، أصل هي حكتلي كل دة بعد ما روحت بيت صاحبتها عشان أوصلها.

عقد "تميم" حاجبيه بعدم فهم قبل أن يهمس بتساؤلٍ ليحدث ما تخشاه:

-مشكلة!...مشكلة إية!؟

نظرت له بتوسلٍ حتي لا يكشف أمرها فألقي هو عليها نظرة إحتقارية واضحة قبل أن يهتف بهدوء مصطنعٍ أخفي به إستشاطته غضبًا:

-تخيل يا "تميم" بنت تسلم نفسها و تضحي بشرفها عشان حتة ***!...صاحبتها واقعة في المشكلة دي و مش عارفة تعمل إية.

عقد "تميم" حاجبيه ليلقي علي "برق" نظرات سريعة يملؤها الشك، ثم إلتفت تجاه شقيقته ليوبخها بنبرته القاسية قائلًا:

-إنتِ إزاي تصاحبي واحدة زي دي!؟

إزدردت ريقها بصعوبة شديدة قبل أن تطرق رأسها بحرجٍ مصطنعٍ، فهي أطرقت رأسها لتسب "برق" بسبابٍ لاذعٍ بنبرتها الغير مسموعة، ثم صاحت بعدها بأسفٍ زائفٍ:

-أنا أسفة يا "تميم" بس دي صاحبتي جدًا، أنا صدقني إتصدمت لما عرفت باللي حصل دة.

و بتلك اللحظة تدخل "برق" مجددًا قائلًا بصدقٍ، لترفع هي وقتها رأسها ناظرة إليه برجاء:

-أنا كمان إتصدمت.

ثم تابع و هو يشعر بمرارة الخذلان:

-إتصدمت لما عرفت إنك مصاحبة واحدة زي دي.

هب "تميم" واقفًا قبل أن يصيح بصرامة، ليوجه حديثه ل "رحيق" التي تسمرت بمكانها و هي تتابعه بعينيها المذعورة:

-البنت دي متكلميهاش تاني و إلا رد فعلي مش هيبقي كويس.

جزت علي أسنانها بعصبية قبل أن تفتح فمها قليلًا ليخرج صوتها المتذمر بصورة غير واضحة ب:

-حاضر.

تحرك "تميم" بحركاته السريعة ليخرج من البيت لحديقته فخرج خلفه "برق" و هو يصيح بإسمه، فزفرت هي بإمتعاضٍ و وجهها مكفهر ما إن خرجا، فهبت هي الأخري واقفة بوجهها المتجهم و كادت أن تتحرك لتتجه للدرج و لكنها توقفت فجأة عندما وجدت هاتف شقيقها أمامها علي الطاولة، لذا إرتسم علي ثغرها تلك الإبتسامة الخفيفة و هي تلتقط الهاتف لتضعه بجيبها الخلفي، ثم سارت بخطواتها البطيئة لتتابع شقيقها و صديقه لتجدهما يتحدثان في شئ ما كان من الواضح إنه هام، لذا تراجعت بخطواتها راكضة، لتصعد بعدها الدرج بخطواتها الخفيفة، ثم إتجهت لغرفتها التي فتحت بابها لتلج للداخل قبل أن تغلقه بعدها، لتفتح الهاتف و هي تفتح تطبيق الإتصالات لتبحث بعدها عن إسمه حتي وجدته بالفعل، ثم حاولت مهاتفته و لكنها وجدت هاتفه مغلق فضغطت علي الهاتف بكفها بقوة كادت أن تحطمه و هي تصرخ بإهتياجٍ:

-قافل تليفونه ال***.

تلاحقت أنفاسها و هي تترك الهاتف علي الفراش بإهمالٍ، ثم أخذت تدور بالغرفة و هي تفكر بصوتٍ مسموعٍ:

-أعمل إية!؟...مش هينفع أسكت و أقعد كدة، إستحالة أسمح للزفت اللي إسمه "برق" دة يهددني بالشكل دة.

و فجأة إستمعت لذلك الصوت الي خرج من هاتف شقيقها لينبهها بوصول رسالة ما، فإلتقطت الهاتف بفضولٍ لتفتحه مجددًا فوجدت رسالة من "سندس" والدة "سيليا"، لذا فتحتها هي الأخري و هي تقرأها بنبرة مسموعة:

-إنتَ إزاي تسيب مراتك و هي في الحالة دي و تمشي من المستشفي.

عقدت حاجبيها بعدم فهم، لتتسائل بعدها بإستفهامٍ و هي تغلق الهاتف مجددًا:

-هو فين "سيليا" و ماما من الصبح صح!؟
____________________________________________
-أنا عارفة إنك ممكن تكوني مش مصدقاني عشان هو إبن إختك، بس لازم تعرفي إني محكيتش عشان تصدقي، أنا حكيت عشان حسيت إن في حد عايز يسمعني منغير ما يقولي إنتِ كدابة.

قالتها "سيليا" بشموخٍ بعدما إنتهت من قص كل شئ علي "بيسان" و هي ترفع رأسها للأعلي قليلًا ، لتتابع بعدها بنبرة صارمة أخفت بها إرهاقها و إنهاكها:

-ياريت لو سمحت تسيبيني عشان محتاجة أريح شوية.

نهضت "بيسان" من علي الفراش لتقترب بعدها من "سيليا" قبل أن تربت علي ظهرها قائلة:

-مصدقاكي.

عقدت "سيليا" حاجبيها بصدمة، قبل أن تتأمل بعينيها تعابير وجه "بيسان" البشوشة، فتسائلت هي وقتها بحيرة و هي تهز رأسها عدة مرات:

-لية!؟

تنهدت "بيسان" بعمقٍ قبل أن ترد بنبرتها الهادئة، و هي تعقد ساعديها أمام صدرها:

-مش مهم لية يا "سيليا"، المهم إننا نخلي الكل يعرف و يتأكد من اللي بتقوليه دة.

تفحصتها بنظراتها لعلها تفهم ما يدور بعقل تلك المرأة و لكنها لم تستطع، فنظرت لها مطولًا قبل أن تتسائل مجددًا بنفس النبرة الحائرة:

-إنتِ لية بتساعديني؟

ردت عليها "بيسان" بإقتضابٍ و هي تخرج من الغرفة:

-عشان أنا مصدقاكي و مصدقة كل كلمة قولتيها.

زفرت بحنقٍ قبل أن تعتدل في جلستها لتمسح بكفها علي وجهها بعنفٍ، و هي تهمس بإصرارٍ لا يبشر بالخير:

-بردو مش هتراجع عن القرار اللي خدته، أنا لازم أهرب في أسرع وقت مش هستني أنا هي تعمل حاجة و يمكن كمان تطلع كدابة.

ثم تابعت بخبثٍ و هي تبتسم بلؤمٍ عجيبٍ وضح كم الخطط المبهمة و الغير معروفة التي تتشبث بها:

-بس قبل ما أمشي لازم أقلب عليهم الترابيزة.
____________________________________________
-ما كفاية كدة يا "تميم"، خلينا نحاول نتأكد تاني يمكن فعلًا كاميرات المراقبة تطلع مش موضحة كل حاجة.

قالها "برق" برجاء و هي ينظر في عيني صديقه مباشرةً، فرد وقتها "تميم" بغضبٍ جحيمي، و قد تأججت نيران الإنتقام بصدره، ليتذكر وقتها "إياد" الذي يظنه برئ نقي:

-لية الكل عايزني أوقف كل حاجة!؟...بنت ال*** دي قتلت "إياد" يا "تميم" و أنا مش ههدي غير لما أخلص منها، إنتَ سامع؟

لعق "برق" شفتيه قبل أن يهتف بجدية و هو يقف قبالة صديقه:

-أنا خايف تندم في الأخر.

هز وقتها "تميم" رأسه نافيًا قبل أن يرد عليه بثباتٍ:

-مهما يحصل عمري ما هندم.

كاد "برق" أن يرد عليه و لكن قاطعته "رحيق" الذي لم يعرف متي خرجت من البيت:

-"تميم" أنا مسافرة.

يتـبـــــــــــــــــــــــع الفصل التاسع اضغــــــــط هنا

الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية " رواية سيليا والشيطان " اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent