Ads by Google X

رواية ابواب العشق الفصل الخامس والثلاثون والأخير 35 بقلم هدى مرسي

الصفحة الرئيسية

                       رواية ابواب العشق الفصل  الخامس والثلاثون والأخير   بقلم هدى مرسي ابوعوف 


رواية ابواب العشق الفصل الخامس والثلاثون والأخير 

وقفت امراه من الجمهور وصرخت قائله : اسمحو لى ان اتحدث لن ابقى صامته اكثر من ذلك، يجب ان اقل الحقيقه .
نظرت لها المقدمه وقالت : تفضلى سيدتى .
واشارت الى احد العمال باعطاوها مكبر صوت، فزعت هيام فهى احدى العاملات بالمصنع وقد قدمت لها الكثير من المساعدات، وعرفها محمد هو الاخر وتذكر انه راها فى المستشفى عند والدته، ففهم ان هناك امر مدبر للتشهير بهم، وقفا ينتظرا ما ستقوله وكانهم ينتظرون نطق القاضى بحكم الاعدام عليهم .
كانت حنان وطارق وازواجهم يجلسون يشاهدون الحلقه، وكاد عقلهم يطير كيف تفعل ذلك ومن تكن هذه المرأه، تعلقت اعينهم جميعا بشاشه التلفاز وقلوبهم تكاد تقف من الرعب، بدأت المراه تتحدث والكل ينصت لها وهى تقول : الحقيقه انى اعمل مع السيده هيام منذ فتره، ولم ارى منها الا كل خير فهى تساعد الجميع، ولا تتكبر علينا بل تعاملنا كانها واحده منا، ومنذ عدة ايام تعبت والدتى وكادت تموت، اتت لزيارتها ودفعت كل تكاليف المستشفى، وجعلتنى ابقى معها حتى تشفى دون قطع راتبى، وعندما عدنا للمنزل احضرت لنا الكثير من الطعام، وقالت ان هذا هديه منها لنا، ولم تتحدث مع اى منا عن دينها على الاطلاق، او حتى اسأت لدين اى منا بل على العكس، اذا اخبرها احد ان لديه طقوس دينيه وتاخر بسببها لا تعاقبه، وتكتفى بأنذاره فقط كى لا يتخذها العض حجه فيتعطل العمل .
صمتت المقدمه فهى كانت تظنها ستقل كلام اخر، اخذت نفس وزفرته وتصنعت ابتسامه قائله : ان كانت تفعل ذلك فنحن نرحب بها بيننا وندعو الجميع ان يكن مثلها،( نظرت لهم ) وانحنى لكِ اعتذار عن ما قلت، واتمنى ان يكن كل شخص صوره جيده لدينه مثلك .
نظرا لها الاثنان وهم فى حالة ذهول فقد برأتهم من كل ماقيل بشهادتها، ابتسم محمد قائلا : ونحن نقبل اعتذارك ونشكر السيده على شهادتها فى حق هيام .


هزت هيام راسها هى الاخرى : وانا ايضا اشكرك واعتبر ان الامر قد انتهى .
وقف الجمهور تحيه لهم وصفق الجميع، خرجت المقدمه اولا وهى تشعر بغضب شديد، وخرجا هما الاثنان ايضا ذهبا الى منزل امجد، استقبلهم امجد بسعاده قائلا : لم اتوقع حدوث ذلك لقد بيضتم وجهنا جميعا .
ابتسمت هيام : تعرف فرحت قوى فى المزيعه دى وهى خارجه، بعد ما ربنا كسفها قدام الكل .
ضحك محمد : الحمد لله ان نصرنا عليها، لكن ما لم افهمه موقف هذه العامله لما فعلت ذلك ؟
امجد متحيرا : انا ايضا اشعر ان الامر لم ينتهى على ذلك .
هيام : بس خدت بالك المزيعه اول لما قولت كلمى بابا او الدادا غيرت الكلام وسكتت .
محمد : هذا صحيح فيبدو انها تعلم انها ستقل الحقيقه، فانا احبها لانها امراه صادقه وتحبنى كثيرا، هى الوحيده هناك التى تستقبلنى وتتحدث الي .
ربتت على كتفه : لا تحزن نحن جميعا معك .
ابتسم محمد : ادامكم الله لى .
رن هاتف هيام نظرت به قائله : حنون اكيد كانت بتتفرح على البرنامج .
فتحت الهاتف اجابتها حنان : حبيبى يا ناس اللى مكسر الدنيا وكايد الاعادى .
مازحتها هيام : تقوليش عنتر ياخى ( ضحكت ) ايه يا بنتى الكلام الكبير ده .


ضحكت حنان : اقل من اللى تستحقيقه، انتِ طيارتى جبهة الوليه الحيزبونه دى، ده انا كنت عايزه انط من الشاشه واديها بوكسين فى وشها .
ضحكت هيام : متقلقيش ربنا وكسها من عنده وعلى لسان واحده منهم .
فكرت حنان : بس مش غريبه اللى عملته الست دى، اول ما اتكلمت انا قولت خلاص الدنيا خربت، ولما قالت اللى قالته انا تنحت صراحه مكنتش مصدقه، حتى طارق من فرحته سجد شكر لله .
هيام : لاء هى مش ساجده واحد انا هصلى ركعتين شكر لله .
حنان : الف مبروك هسيبك بقا عشان اتاخرنا فى النوم، كنت مسنتيا البرنامج يخلص سلام .
انهت معها هيام المكالمه ونظرت الى امجد ومحمد اللذان كانا يستمعا للمكالمه، نظر محمد الى امجد معاتبا : لما لم تخبرنى ان الشقه لك عندما دخلتها ؟
اخذ امجد نفس وزفره : لم ارد ان اضايقك وايضا انا ااجرها، فما الفارق ان كان انت او شخص اخر .
محمد : معك حقك وعموما اشكرك كثيرا على هذا .
نكزه امجد فى كتفه : لا تقل ذلك مره اخرى والا غضبت منك .
رن هاتف امجد نظر به قائلا : هذا عادل مأكد انه يريد الاطمانان عليكم .
فتح الهاتف وشغل مكبر الصوت : اهلا يا عادل انا عارف انك عايز تطمن عليهم اهم معاك اتكلم .
عادل : انا فعلا كنت بتابع البرنامج ومش انا بس، كلنا هنا وكنا فخورين جدا بيكم فعلا رفعتو رسنا .
ضحكت هيام : ربنا ما يحرمنى منكم ابدا يارب معلش بقا سهرناكم .
عادل : عيب الكلام ده لو كان ينفع كنا جينا حضرنا معاكى، فى الاستديو مش بس تابعتا .
امجد : قد القول يا عادل .
محمد : اشكرك جدا يا عادل فاهتمامك هذا ذو قيمه عاليه جدا لنا .
خبط عادل على راسه قائلا : ياخبر لقد نسيت انك لا تفهم العربيه اعتذر .
محمد : لا داعى لذلك اصبحت افهم الكثير منها، وسأتعلمها قريبا .
عادل بسعاده : هذا رائع وبصراحه هيريحنا لان الواحد بيتلخبط .
ضحكو جميعا وبعد ان انتهو عادا محمد وهيام الى شقتهم، ولكن كان بداخله يتالم، فهو متاكد ان الامر لم ينتهى ولكن والدته غيرت خطتها، وفهمت هيام ايضا هذا قد لا يكن اكثر من هدنه لبعض الوقت، مر بعض الوقت والوضع هادئ تمام ولم يعد احد يضايقهم، كان هذا يثير قلق محمد كثيرا ويجعله اكثر حذرا، لاحظت هيام ان محمد لم يعد يشترى الهديا لولادته كعادته، انتظرت ان يتذكر لكن دون فائده، فقررت ان تتحدث اليه اقتربت منه قائله : محمد هل لى ان اسالك على شيئ ؟
ابتسم : طبعا حبيبتى اسالى ما تريدى .
قالت ببعض الدلع : هو انت ليه بطلت تجيب هدايا لمامتك ؟
عبس ونفخ : هى لا تريدها وقد مللت من دفع نقود بلا طائل، انا اذهب لزيارتها كل فتره وهذا يكفى .
هيام : لكن هذا سيجعلها تظن انك اصبحت ابن عاق لها .
محمد : لا يهم فهى ترانى هكذا ولم يعد يفرق معى الامر، ولا تفتحى هذا الحديث مره اخرى .
هزت راسها دون كلام وبعد عدة ايام اتى بدر ونانا الى امريكا، جلست هيام معها فى المصنع نظرت لها نانا قائله : اتفقت خلاص مع المنتج وهنعمل الروايه مسلسل .
هيام : تمام هعدل السناريو عشان ينفع بس انتو هتعيشو هنا ولا فى تركيا ؟
نانا : قررنا يبقا لنا فى كل بلد مكان .
ابتسمت هيام : هى فكره حلوه تقضوها خمسه سياحه .
ضحكت نانا : ماهو مش هينفع نسيب مصر خالص، ولا نقعد هنا فى امريكا، وتركيا لسه مجربناش العيشه فيها، فهو هيشترى شقه هنا وفى تركيا ونبقا بين هنا وهناك، ولما ربنا يرزقنا باولاد نبقا نستقر فى مكان الافضل لهم .
هزت هيام راسها : فكره حلوه تصدقى فكره نعملها احنا كمان .
فرحت نانا : بجد يارب ده انا هفرح جدا .
هيام : قوليلى بقا اخبار مصر ايه وحشتنى .
نانا : مش هكلمك الا لما توعدينى انك تيجى تركيا، وتبقى مساعدتى فى الاخراج .
ضحكت هيام : انسى اصلا مينفعش اسيب محمد .
نانا : متقلقيش بدر هيعرض عليه يجى معنا تركيا عايزه هناك فى شغل .
هيام : سبيها على ربنا واللى عايزه هو اللى هيكون .
ظلتا معا لبعض الوقت وفى المساء عادا الى الشقه، نظرت هيام الى محمد قائله : هل تحدث معك بدر بشأن السفر الى تركيا ؟
محمد : نعم ولكن لا اشعر بالرغبه فى هذا الامر، ارجأت الامر لبعض الوقت .
هيام : هذا افضل فل نبقا هنا .
فهى خائفه من ان ابتعدو قد يثير هذا جنون والدته، فهى لا تصدق انها ابتعدت عنهم وهدأت ولم تعد تضايقهم، وفى اليوم التالى فى المصنع واثناء ماهى تقف تتابع العمال، شعرت ببعض الدوار فدخلت الى المكتب لترتاح قليلا، وعندما راها محمد اسرع اليها قائلا : ماذا بك حبيبتى ما الذى حدث .
ابتسمت : يبدو انى ارهقت نفسي كثيرا، اشعر ببعض التعب ساتراح قليلا واعد الى العمل .
محمد : ساحضر لك كوب من العصير .
هيام برفض : لا لا اريد اشعر برغبه فى التقيئ سارتاح قليلا فقط .
نظر لها محمد ولاحظ ان وجهها شاحب فوقف قائلا : هيا معى سنذهب الى الطبيب .
هيام رافضه : لا الامر لا يستحق لا تكبرها .
محمد باصرار : هيا قومى والا ساحملك واذهب بكِ عنوه .
عبست : امرى لله حاضر بس افوق بس من الدوخه دى، عشان مقعش منك فى الطريق .
اقترب منها واسندها بيده قائلا : هيا استندى علي وسنذهب الان .
قامت معه وذهبا الى المستشفى فحصها الطبيب، ونظر الى محمد قائلا : اشك انها حامل وساقوم بعمل تحليل لها لأتاكد من ذلك .
قفذ محمد من الفرح قائلا : حقا هذا اسعد خبر سمعته، هيام ستنجب لى طفلا صغيرا لا اصدق ما سمعت،( اقترب منها ) سمعتى حبيبتى ستنجبين لى طفل جميل يشبهك، انا اسعد انسان بهذا الخبر .
فرحت هيام هى الاخرى وامتلاءت عينها بالدموع فرحا لانها ستصبح ام، قبل محمد جبينها وامسك يدها قبلها، قام الطبيب بعمل تحليل واكد لهم الامر، خرجا معا وهم يكادا يطيرا من الفرح، ذهبا الى شقتهم جلست هيام على احد المقاعد، جلس محمد الى جوارها ونظر لها : لو وزعت السعاده التى بداخلى لما بقى حزن على الارض .
ضحكت هيام : ليس كسعادتى حقا اخاف ان يكن حلم واستيقظ منه .
محمد : لا انه حقيقيه سادخل اعد لك كوب من العصير .
وهم ليقوم فامسكت يده : لا اريد ساكلم حنان اخبرها لتفرح معى، وعد انت الى المصنع فهناك عميل سياتى بعد قليل .
محمد : اخ لقد نسيت ساذهب الان، لا تتعبى نفسك ساحضر الطعام معى وانا عائد .
هزت راسها بالموافقه خرج مسرعا، طلبت حنان لحظات واجبتها : حبيبة قلبى وحشتينى اخبارك ايه ؟
هيام بسعاده : انا حامل وهتبقى خالتو اخيرا انا حاسه انى بحلم .
وضعت حنان يدها على صغرها : بجد مش مصدقه انت حامل من امتى هنخلف مع بعض مش معقول .
فتحت هيام فها بعدم تصديق : بجد مش معقول انا عايزه اقوم ارقص اتنطط من الفرح .
حنان : لاء احنا نسجد سجدة شكر لله مع بعض .
تركت كل منهم الهاتف وسجدت شكر لله،وعادت للمكالمه قالت هيام معاتبه : انما يعنى لو مكنتش قولتلك مكنتيش هتقولى ايه الحركات دى بقا .
حنان : انا لسه متاكده من شويه، مرضتش اروح المطعم وقعدت انهارده، ويادوب عرفت وانت اتصلتى .
هيام : انا مش مصدقه بجد خايفه يكون حلم .
عبست حنان : بطلى رخامه وتعالى نتفق انت تخلفى ولد وانا بنت ونجوزهم لبعض .
مازحتها هيام : لاء طبعا احنا نرضعهم على بعض عشان يبقو اخوات زى انا وامجد .
ضحكت حنان : بس اوعى يجى حد يضحك عليهم ويقول انهم ينفعو يتجوزو .
ضحكت هيام : تصدقى فكره وتبقا الايام بتعيد نفسها .
حنان : الحمد لله الاخبار الحلوه كلها بتيجى مع بعض .
ظلتا تتحدثا وتمزحا لبعض الوقت، وبعدها ارسلت هيام لاخوتها اخبرتهم بالامر فهذا الوقت لديهم ليل، اتصلو بها فور استيقاظهم وهنأوها جميعا، واتى اليها امجد وكان الكل يشعر بالسعاده لاجلها هى ومحمد، وبعد مرور اسبوع تحسنت حالة هيام وعادت الى العمل، اسرع اليها الجميع وهناوها بسعاده وفرح، وبعد بعض الوقت شعرت ببعض التعب فدخلت الى مكتبها لترتاح، اسرع اليه محمد قائلا :ماذا بكِ حبيبتى ماذا حدث لقد كنتِ بخير .
تأوهت قائله : مش عارفه فجأه حسيت بدوخه بس الحمد لله بدات افوق .
محمد : اجعل احد العمال يعد لك عصير ؟
هزت راسها : لاء بلاش مش عايزه ده انا حتى كنت قايللهم يعملولى قهوه بلبن بس لاء مش قادره معلش قولهم يلغوها وانا هرتاح شويه وهبقا كويسه ان شاء الله .
هز راسه بالموافقه واجلسها على مقعد جديد احضره لها، يمكن فرده فيصبح اشبه بالسرير، استلقت عليه ووضع عليها غطاء بسيط، وقبل جبينها وتركها وذهب الى المطبخ، ليخبر العامله ان لا تعد لها القهوه، فوجد السيده التى كانت قد شهدت معهم فى البرنامج هى من تقف وتعدها لها، اقترب ليخبرها فراها قد اعدتها وتخرج كيس صغير من جيبها يبدو كانه دواء سحقته ووضعته عليه، ففزع وجحزت عيناه وامسك بيدها وبها الكيس، ونظر لها غاضبا قائلا : ما هذا الذى تضعيه على الكوب .
ارتجفت وتلجلجت قائله : هاه لا شيئ انه نوع من السكر صدقنى لا شيئ .
نظر لها وكانه يخرج نارا من عينه : اذا ساخذ الكيس والكوب الى المعمل الجنائى وهو سيخبرنا بما فيه .
انهارت : لا ارجوك لا اريد دخول السجن من سيرعى امى، ارجوك سامحنى انا مجبره على ذلك .
جز على اسنانه : ومن اجبرك على ذلك تكلمى ؟
بدات فى البكاء بهستريا : والدتك هى من طلبت منى ذلك، فهى من طلبت منى ان اتى الى هنا لاعمل معكم، لاعرف كل اخباركم واوصلها لها، وعندما علمت انها حامل غضبت وهاجت، هددتنى ان لم اضع لها هذه الماده فى اى مشروب، ستجعلهم يطردو والدتى من المستشفى، وانا لا املك نقود .
زاد غضبه قائلا : الم تساعدك هيام وتدفع تكاليف العلاج هذه بأكملها، ام ان ما قولتيه وقتها كان لغرض ما ؟
ازدادت فى البكاء : انا لم اكن اريد ان اذهب، لكن والدتك اجبرتنى وكانت تريدنى ان اكذب، واقول انها اجبرتنى على دخول الاسلام، ولكنى خدعتها واخدت ما اريد ولم ادخل، لكن عندما ذهبت الى البرنامج لم استطع ان اكذب، وقلت الحقيقه غضبت والدتك كثيرا، لكنها ابقت على كى اخبرها بكل اخباركم، ارجوك انا فعلت هذا مجبره سامحنى سيدى، ارجوك لا تزجى بى فالسجن .
زاد غضبه ضرب بقبضته على طاولة امامه، وقذفها بنظره ناريه : ساحسبك عندما اعد .
وتركها وخرج مسرعا، شعرت السيده بالرعب مما سيفعله، ففكرت ان تذهب الى هيام تستعطفها، اسرعت اليها دقت الباب اذنت لها بالدخول، بعد ان عدلت المقعد وعادت الى وضع الجلوس، دخلت السيده وارتمت تحت اقدامها متوسله لها : ارجوكى سامحينى ولا تتركى السيد محمد يزج بى فى السجن فعلت هذا مجبره .
فزعت هيام ورفعتها من على الارض قائله : ولما سيزج بك فى السجن اخبرينى ماذا حدث ؟
قصت عليها السيده كل ماحدث وهى تبكى، صدمت هيام وجلست على مقعدها منهاره، فهى لم تتخيل ان يصل الامر الى هذا الحد، انهمرت الدموع من عينها فقد تخيلت حالة محمد فى هذه اللحظه، قبضت على يدها اخذت نفس وزفرته : اذهبى الان ساطلب من محمد عدم الزج بك فى السجن، لكن لم يعد لكِ مكان معنا .
هزت راسها وهى تبكى : حاضر ساذهب اشكرك على مافعلتى لى ولامى، اعلم ان مسامحتى امر صعب، ولكن رايتك دوما تحسنى الى من يسيئ اليك فارجوك سامحينى .
نظرت لها هيام وهى تملاء غضب : اتركينى الان يجب ان اذهب الى الطبيب، لاطمأن ان الطفل لم يصب بأذى، وبعدها ساتخذ قرارى فى امر مسامحتك .
ازدادت المراه فى البكاء : صديقينى لم اضع الكيس الذى اعطتنى اياه كامل، بل وضعت القليل منه وانت لم تشربى الكوب بل تذوقته فقط .
وضعت هيام يدها على بطنها وهزت راسها دون كلام، واومأت لها بالخروج، ظلت تنظر السيده لها بترجى وهى تخرج حتى ابتعدت، ارسلت هيام الى امجد ليرسل لها السياره، وبعد بعض الوقت اتت ركبتها وذهبت الى المستشفى وعادت الى المنزل، عاد محمد الى المنزل وجدها تجلس بالصاله تنتظره همت لتقوم فاشار بيده : لا تتحركى وطمأننى عليكِ لما ذهبتى من المصنع ؟
اخذت نفس وزفرته : لقد اتت اليا العامله واخبرتنى بكل شيئ، وطلبت منى ان اسامحها .
اغمض عينه وفتحهم وتنهد بالم وقبض على يده قائلا : لم اتخيل ان يصل بها الامر لذلك، اعتذر لانى لم اكن بالحذر الكافى وعرضت حياتك للخطر .
امسكت يده ونظرت له: انا بخير والطفل ايضا بخير، طمأنى عليه الطبيب والحمد لله لا داعى للغضب .
نظر لها : الحمد لله لكن لم يعد لنا بقاء هنا، يجب ان نذهب وجودنا هنا اصبح خطر ليكِ .
وضعت يدها على وجنته : حبيبى ما دمت معك فأى مكان سيكن جنه، لان الجنه بسكانها ليس بمكانها، لى طلب عندك لا تزج بها فى السجن، فهى مسكينه فعلت هذا مجبره .
هز راسه وزفر : لا تقلقى لا يمكن ان ازج بها فهذا سيعرض امى للمساءله ولا استطع فعل ذلك .
هزت راسها : نعم معك حق وطلما ان الله نجنا، فلا دعى للمشاكل واكتفى بطردها من العمل كى تتعلم ان الا تفعل هذا مره اخرى .
هز راسه بالموافقه : تمام وهذا ما كنت سافعله، سأكلم بدر واتفق معه على الذهاب معهم الى تركيا سنقم مصنع كهذا هناك .
هيام : فكره جيده وايضا ويمكن ان اساعد نانا فى اخراج المسلسل .
ابتسم محمد : اذا سنبدأ غدا فى الاجرات، لكن لى سؤال لما ارسلتى هديا لامى على انها منى، بعد ان توقفت عن ارسالها لقد تفاجأت، عندما علمت انى لم ارسل ودهشت انكِ انت من ترسليها .
نظرت الى الاسفل بحرج : لم ارد ان تشعر والدتك بتغير فى معاملتك، لم اكن اريدها ان تكرهنى اكثر، لكن كيف علمت اننى انا من ارسلهم؟
محمد : لانك تحدثتى معى فى الامر، وايضا لانى اعرف ذوقك فى الاشياء .
ابتسمت ونظرت الى الاسفل وقف قائلا : استريحى وسأعد الطعام،وبعد ان نتناوله نتصل ببدر، لنتفق على كل شيى ونسافر معهم او بعدهم .
هيام : لى شرط بسيط ولن اتنازل عنه .
تعجب : اى شرط هذا ؟
هيام : ستكن شريك معنا بمجهودك والا لن اقبل اى اتفاقات .
ابتسم : اتركى هذا لوقتها اتفقنا .
عبست فوضع يده على شفتيها رافضا : لا اريد ان اراكِ عابسه ابدا مفهوم .
ابتسمت اجلسها على الاريكه ودخل اعد الطعام، كان يريد ان يشغل نفسه بأى شيئ كى لا ترى انهياره، فهو يحاول ان يتماسك فما فعلته والدته اوجعه كثيرا، وبالفعل خلال ايام اعدا كل شيئ للسفر وجهز لهم بدر سكن للعيش به هناك فى تركيا، وقبل السفر بيومين ذهب محمد لشراء بعض الاشياء، دق باب شقتها فتحت وجدتها والدة محمد فزعت هيام من رؤيتها، فهى لا تعلم ماذا تريد منها، نظرت لها والدته قائله : اعلم انكِ لا ترغبى بزيارتى هذه، ولكن كان يجب ان افهم لما ارسلتى هذه الهديا، بماذا كنتى تفكرى اتظنى انى ساسامحك بهذه الاشياء التافهه ؟
هزت هيام راسها وقالت : بل أرستلها لك لانى تمنيت ان تكونى امى، تمنيت ان تحبينى كما احبك، لقد حرمت من امى واعتبرتك مكانها (امتلاءت عينها بالدموع) لا يوجد بينى وبينك ضغينه لنكره بعض، انا فقط تزوجت ابنك .
اهتزت والدته وشعرت بالتاثر من كلامها قائله : ولكنكم ستسافرو وتتركو البلد كلها اى انك ستاخذينه وتبعديه عنى .
ابتلعت هيام ريقها : نحن لم نرد ذلك بل اضطررنا بعد ان حاولتى ايزاء طفلنا، انا لا يمكن ان افكر فى ابعاده عنك، فانت والدته ولو ترككِ لاجلى سيتركنى لاجل امراه اخرى، ارجوكِ سيدتى لا تصعبى الامر علينا .
نظرت السيده الى عينها وشعرت بصدق كلامها اخذت نفس وزفرته : الهديا التى كنتى ترسليها غاليه جدا، ولا يمكن لاحد دفع كل هذه النقود فقط للكذب، انا اصدقك ولن اعترض طريقكم مره اخرى، ولكن اجعليه ياتى لزيارتى كل فتره .
ابتسمت هيام ومسحت دموعها : سافعل واشكرك على زيارتك هذه وسارسل لك صور الطفل كلما اتيحت لى الفرصه .
هزت راسها بالموافقه وذهبت فهى تشعر انها اخطأت ولكن لا يمكنها الاعتراف بذلك، فلا يمكنها ان تنسف كل ما تدافع عنه طوال هذه السنوات، ولكنها قررت بالفعل تركهم ليعيشا حياتهم، فهى فالنهايه ام ولا تريد لابنها سوى ان يكن سعيدا، وقد تاكدت انه لن يعد عن هذا الدين ابدا، ووجده معها فى نفس البلد يسبب لها الحرج فقد اعتنق الديانه التى تحاربها، فقد تنسى الناس ما فعله فهى لن تترك حربها، وايضا وجودهم يحسن صورة هذا الدين، فبعدهم هو الافضل لها، اغلقت هيام الباب وهى لا تصدق ما حدث، وعندما عاد محمد اخبرته بما حدث فابتسم قائلا : لم اتوقع ذلك لكن هذه هى امى اعرفها جيدا، عندما تيأس تاخذ خطوه للخلف، ولكن دون ان تعد عن موقفها، لكن المهم انها ستتركنا نعيش دون مشاكل .
هزت هيام راسها فمازل بداخلها بعض القلق، لكنها كانت على يقين ان الايام كفيله بازالته، وسافرا الى تركيا وبدأا العمل هناك، وبعد ان وضعت كل من هيام وحنان، اتفقتا على ان يتقابلا فى مصر، وعمل عقيقة اطفالهم هناك، قام كل منهم بذبح عجل كبير ووزعاه دون تسويه، وقامو بجمع عائلتهم فى منزل هيام وقامو بعمل احتفال عائلى لهم، كان محمد وعبدالله يشعر كل منهم انه اصبح يمتلك عائله حقيقيه تحبه، فهذا ما كان يفتقده كل منهم، نظرت هيام وحنان كل منهم الى الاخرى بسعاده، فقد استطاعت كل منهم ان تعبر من الابواب التى فتحت امامها، دون ان تسقط او تخسر دينها، او حتى تتنازل عن شيى من اخلاقها وعقائده، فبالنسبه لهم هذا هو انجازهم الحقيقي .

تمت رواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات
google-playkhamsatmostaqltradent