رواية و قبل أن تبصر عيناكِ الفصل الثامن عشر 18 بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

   رواية و قبل أن تبصر عيناكِ الفصل الثامن عشر بقلم مريم محمد غريب 



رواية و قبل أن تبصر عيناكِ الفصل الثامن عشر 

حزمت أغراضها بالفعل، و قد تركها تفعلها هذه المرة، بعد أن إتخذ الوقت الكافٍ ليفكر في الوضع جيدًا، و الواقع أنه خرج بثمرة هذا التفكير 
ليتركها على أهبة الاستعداد بالصالة يجوار حقائبها، و يقف خلف النافذة المطلة على الحارة واضعًا الهاتف فوق أذنه بانتظار رد "علي".. كان بامكانه أن يرى أبيه و هو يقف بشرفته عينيه لا تبارحان المنزل الذي يقف بداخله لكنه لا يراه هو
و أسفل حاجبيه المعقودين ظل يواصل بعينيه الحادتين النظر إلى "سالم" المتربص بهما كصيادٍ ينتظر ظهور طريدته، و فجأة جاء رد "علي" مخترقًا مسامعه المترقبة ... 
-إيه يا يسطا نقول صباحية مباركة ! 
وبخه "رزق" بحدة : 
-إحترم نفسك يا علي 
-مش لما تبقى محترم إنت الأول ياخويا.. خدت خطيبتك و روحتوا فين متأخر إمبارح يا نمس. إعترف ياض 
تأفف "رزق" نافذ الصبر : 
-علي بجد مش فايق لخفة دمك.. إنت فين ؟ 
إتسم صوت الأخير بالجدية الآن : 
-في الورشة عند إسامة أبو الخير. في حاجة و لا إيه ؟!! 
أمره "رزق" بحزمٍ : 
-طيب تعالالي بسرعة محتاجك في حوار 
-خير طيب قلقتني 
-أما تيجي هاتعرف 
-أجيب معايا الرجالة طيب ؟؟؟ 
-لأ.. تعالى لوحدك. بس بسرعة 
-ماشي جايلك 
-عارف هاتلاقيني فين ! 
-فينك يا عم مش ناقصة ألغاز !! 
شرح له "رزق" موقعه تمامًا، ثم أغلق معه و أعاد الهاتف إلى جيبه ملتفتًا نحوها ... 
-عشر دقايق و هانتحرك ! .. قالها "رزق" بشيء من الجفاء 
-جهزتي كل حاجتك ؟؟ 
أومأت له أن نعم، ثم قالت و هي تنهض ببطءٍ : 
-باباك مش مش هايعرف إللي هايتم إنهاردة ده صح ؟ 
رد "رزق" بصرامةٍ : 
-لأ.. مش صح. هايعرف طبعًا. بس لما أضمن إنك بعيد عنه خالص. هاروح بنفسي و أواجهه 
ازدردت ريقها بتوترٍ و سألته : 
-هو ممكن.. ممكن يئذيني يعني و لا إيه ؟ هو عارف إللي بينا ؟!! 
أجاب عن النصف الأول من سؤالها : 
-طول ما أنا عايش يا نسمة محدش يقدر يمس شعرة منك.. إطمني خالص. و بعدين مش أهم حاجة عندك نكون مع بعض ؟ 
أومأت أسرع هذه المرة، فأضاف ببساطةٍ : 
-خلاص. يبقى ماتسأليش. مطرح ما هاسيبك هاتفضلي مستنياني. و هاتكوني في أمان و أنا مش هقلق عليكي.. لكن حي الجزارين مابقاش أمان ليكي من بعد إنهاردة ! 
________ 
مجلسٌ ضم نساء العائلة كلهن بشقة الجدة "دلال" ... 
قامت "فاطمة" باعداد الشاي للجميع، و من ثم جلست وحدها بزاوية منطفئة العينين واجمة، بينما في أيدي كل واحدة منهن مجلد كبير يضم أحدث صيحات أزياء الزفاف و الأعراس 
كلًا من "نجوى" و "عبير" تجلسان متجاورتين، تتفحصان الأثواب و الفساتين بنظراتٍ مبهورة، كانتا تختاران واحدًا لـ"فاطمة" التي أبدت رفضًا بالقيام بهذا 
أما "ليلة".. العروس الأخرى كانت تجاور جدتها... تدلك لها كتفيها بينما هي مشغولة باختيار أفضل ثوب لأجل حفيدتها الجميلة 
و لكن كان الأمر عويصًا عليها بعض الشيء، إذ أن محتويات المجلد كلها رفيعة الذوق و جميعها لا تخضع للجدل، ما سبب لها الحيرة و دفعها للالتفات نحو "ليلة" قائلة : 
-هو ده رزق يابنتي.. يبقى عايز يريح إللي قدامه بس الحقيقة إنه بيحيره من جمال اختياراته. خدي يا ليلة. أختاري إنتي يا حبيبتي فستانك .. 
و مدت المجلد لها ... 
-خدي إختاريه و أنا هاقوله إن أنا إللي اختارته ! .. و أكملت بصوت أكثر حدة : 
-بس عارفة لو غفلتيني تاني و لبستي يوم فرحك حاجة زي القرف إللي كنتي لابساه إمبارح و رحمة أبوكي لاقاطعك و ماكلمكيش عمري سامعة ؟ 
هدأتها "ليلة" مبتسمة : 
-طيب بس إهدي يا تيتا.. و بعدين مش أنا اعتذرتلك عن إمبارح و إللي حصل كله ؟ و وعدتك إني مش هضايقك بالشكل ده تاني 
حذرتها "دلال" بنفس اللهجة : 
-دي آخر فرصة قدامك عشان تحسني مظهرك إللي بهدلتيه قدام الناس. يابنتي ماكانش مقامك و لا مقامنا. إنتي أصلًا مقامنا يا ليلة. إنتي ليلة ناصر الجزار 
تنهدت "ليلة" متظاهرة بتقدير تلك الكُنية الرائدة العريقة، ثم قالت بلطفٍ : 
-أنا عارفة كويس أنا مين يا تيتا.. إطمني. هاشرفك ! 
و غمزت لها مرحًا ... 
-بس إنتي إللي هاتختاري الفستان زي ما وعدك رزق 
دلال بترددٍ : بس يا حبيبتي دي ليلتك إنتي. لازم تكوني حباه ! 
ليلة بثقة : أنا متأكدة إن عنيكي هاتشوف فيا أحلى حاجة.. إختاري إنتي يا تيتا 
إبتسمت لها الجدة بحب، و حانت منها إلتفاتة ناحية المسكينة الحزينة.. "فاطمة" ... 
-الله ! بت يا بطة !!! .. هتفت "دلال" بنداءٍ مشدوهٍ
إنتبهت "فاطمة" لنداء جدتها و نظرت إليها فورًا : 
-أيوة يا ستي. عاوزة مني حاجة ؟ 
دلال بغرابةٍ : مالك يا بت زي ما يكون حد ضاربك على دماغك. فيكي إيه يا فاطمة ؟!! 
كعادة السيدة "نجوى" لا تسمح بألاعيب الظروف و تدخلت بالحوار في الحال قائلة بلهجة طبيعية : 
-هايكون فيها إيه بس ياما. ما هي زي الفل أهيه. يمكن بس مرهقة من ليلة إمبارح. و كمان الفسحة بتاعة مصطفى طولت شوية و رجعوا متأخر. جايز بردو من قلة النوم 
وكزتها "نجوى" بكوعها مغمغمة بخبثٍ و هي تميل صوبها : 
-أو يمكن من التفكير البت يا عيني مخضوضة. بين ليلة و صبح هاتبقى عروسة. كلنا خدنا الصدمة دي ياختي ! 
و ضحكت الإثنتان ... 
لتطلب "فاطمة" الإذن بالانصراف الآن و تنسحب من المجلس مسرعة، بينما تلاحقها نظرات "دلال" المرتابة.. فما إن توارات عن ناظريها حتى نظرت إلى "نجوى" متسائلة بجدية : 
-مالها بتك يا نجوى ؟ 
نجوى بتمثيلٍ متقن : 
-مالها ياما. ما أنا قولتلك مرهقة. مش عروسة و بتجهز لفرحها.. إحنا كلنا على بعضنا كده ماعرفناش القرار ده غير من يومين بس و المطلوب كل حاجة تجهز في أقل من إسبوع. دي تبقى واحدة مابتحسش يعني لو ماتوترتش شوية ! 
رمقتها "دلال" بعدم تصديقٍ، و قالت بصوتها المتحشرج الهرم : 
-قالوا زمان على وشك يبان يا نداغ اللبان.. بس جايز كلامك صح 
نجوى مواصلة إقناع : 
-أكيد ياما صح.. إنتي ماسمعتيش كمان عبير قالت إيه ! 
و نظرت إلى سلفتها لتدعم رأيها، ففعلت الأخيرة مؤيدة : 
-ياما البت قطة مغمضة مش سهل تخطي من الدار للنار كده. إمبارح كانت بتنام بضفاير و بكرة تصحى تلاقي شعرها مفرود على كتف جوزها.. جرى إيه يا ست دلال أوام كده نسيتي الشغل ده. أكيد عيشتي اليوم ده قبل ما تتجوزي الحاج مصطفى الله يرحمه 
نجحت "عبير" هذه المرة بانتزاع ابتسامة من السيدة العجوز ... 
-بخرب عقلك يا عبير.. بتفكريني باللذي مضى.. الله يرحمك يا حاج ! 
و ترقرقت الدموع بعينيها حنينًا و شوقًا، لتسارع "ليلة" بمواساتها مطوقة كتفيها و هامسة لها برقةٍ : 
-و يخليكي ليا أنا يا حبيبتي.. أنا ماليش غيرك دلوقتي يا دودي 
تنعتها بنفس الاسم المصغر الذي أختاره لها "رزق".. لتبتسم "دلال" من جديد و قد نست حزنها و هي تربت على ساعدها قائلة بثقةٍ : 
-ليكي بعد ربنا عمك سالم و جوزك. زين الرجالة و سيدهم. رزق.. إن شالله يفرحني بيكوا يا حبيبتي و يطول في عمري لحد ما أشوف عيالكوا ! 
_________ 
-إللي بتعمله ده مش صح على فكرة ! .. قالها "علي" و هو يقف وجهًا لوجه أمام "رزق" 
كانت منقطة راقية التي قصدوها الآن، و على مقربة من بناية مرتفعة حديثة الطراز، اصطفت سيارتي "علي" و "رزق".. لكنهما الإثنان نزلا و تركا "نسمة" بسيارة "رزق" كي ما يتنسى للأخير معرفة الظرف العاجل و الغريب الذي طرأ على إبن عمه فجأة 
و ليته لم يعلم ... 
-تتجوز دي يا رزق ؟؟؟ 
زجره "رزق" بغضبٍ متمتمًا : 
-إتكلم عليها كويس يا علي. نسمة دي تخصني و خلاص بقت مراتي.. إوعى تلبخ عليها في الكلام تاني مرة سامعني ؟؟؟؟ 
أشاح "علي" بيده منفعلًا : 
-يا شيخ إتلهي. إنت شكلك إتجننت. و عامل حوارات و مخليني أطاوعك و أعمل تمويه لحد ما نفلت من مخبرين أبوك.. عشان في الأخر تروح تتجوز من ورا الكل. و كمان المصيبة إن فرحك بعد يومين. إنت هبت منك و الله !!! 
اقترب "رزق" منه خطوة و هو يشير بسبابته محذرًا يخطورة : 
-لو أبويا عرف بمكان نسمة هاعرف إن إنت إللي قولتله يا علي. و صدقني لو ده حصل هاتزعل. و لو حصل لنسمة أي حاجة هاتزعل أكتر و هاتشوف رزق تاني عمرك ما شوفته. لا هو إبن عمك. و لا صاحبك 
قطب "علي حاجبيه و هو يشمله بنظراتٍ ذاهلة، ثم قال : 
-معقول كل ده حصل و أنا مش داري.. البت دي. و لا بلاش بت أحسن تزعل.. حرمك المصون دي. قدرت تعمل فيك كل ده ؟ ده إنت كنت جايبهالنا مكسورة الجناح و أخر غلب. فجأة كده تشنكلك و كمان تخليك تتجوزها !!!! 
-مالكش دعوة ! .. هتف "رزق" بصلابةٍ 
-دي حاجة خاصة بيا.. يا سيدي أنا حر. ماتخلنيش أندم إني وثقت فيك و أمنتك على أسراري 
-لأ إنت عارف كويس إني أمين على أسرارك. بدليل إنك حكيتلي الأهم من كده و الكلمة إللي دخلت ودني منك ماطلعتش من بؤي.. بس ماشي. براحتك يا رزق. هو خلاص أصلًا فات الأوان و سيادتك إتجوزتها. أي كلام مالوش لازمة ... 
و ألقى نظرة محتقرة للخلف صوب "نسمة".. ثم عاود النظر لإبن عمه ثانيةً و قال : 
-إطمن. سرك في بير.. و لو ماعنتش محتاج حاجة تاني هامشي أنا ! 
تنهد "رزق" بثقلٍ، تردد لحظة، ثم رفع يده و ربت على كتف "علي" قائلًا بامتنانٍ لبق : 
-شكرًا يا علي.. و آسف لو كنت شديت معاك في الكلام. بس حقيقي نسمة دي مهمة عندي. لو بتقدرني و تحترمني يبقى هاتعمل نفس الشيء معاها.. و خلاص زي ما إنت عارف. بقت مرات أخوك 
لوى "علي" شدقه مغمغمًا بسخرية : 
-و الله ما أنا عارف المهزلة دي حصلت إزاي. مش عارف الصراحة أباركلك على أنهو جوازة.. عمومًا الله يوفقك و يسعدك. أنا مش بتمنالك غير كده يا رزق 
إبتسم "رزق" بخفةٍ و قال : 
-أنا عارف.. إنت أكتر من أخويا يا علي. أنا ماليش غيرك ! 
°°°°°°°°°°° 
بعد رحيل "علي" كلّف "رزق" بواب البناية بنقل حقائب "نسمة".. أعطاه المفتاح و طعله يسبقهما 
و إستقلا من بعده المصعد حتى الطابق الثالث، إجتازا معًا عتبة شقة بأخر الرواق المغطى بالسجاد الأزرق السميك، كان البواب قد وضع الحقائب بالداخل بجوار حجرة المعيشة المفتوحة مقابل الباب 
ولجت "نسمة" برفقة "رزق" متنعمة بملمس يده فوق كتفها، لكنه تركها في هذه اللحظة مقبلًا نحو البواب الخمسيني، دس في يده حفنة من الأوراق النقدية قائلًا بصوته القوي : 
-للشاي و الدخان يا ريس 
البواب بسرورٍ كبير : 
-تعيش يا بيه.. ألف شكر كتر خيرك 
-العفو ده خير ربنا. بس عاوزك بقى تخلي بالك من المدام. تشوف طلباتها كل يوم لو عازت حاجة. و أنا نازل هعدي عليك أسيبلك رقمي. لو حصل أي حاجة تكلمني علطول 
-عنيا يا بيه إنت تؤمر.. و المدام في عنينا. كل يوم مراتي هاتفوت عليها تشوف طلباتها. و لا يهم جنابك 
-فل.. و أنا كل ما أجي هاشوفك إن شاء الله ! 
كانت تراقب ما يجري بصمتٍ، حتى لاحقت بنظراتها البواب أثناء خروجه بينما يعود "رزق" ليقف أمامها، و بدورها تزيد اقترابًا منه و نظراتها لا تزال على الأخير الذي سحب الباب في يده الآن 
و فور أن بقيا بمفردهما، تشبثت "نسمة" بكل ما أمكنها منه.. بشعره و كتفيه و تعلّقت بعنقه بقوةٍ مستنشقة رائحة جلده الطيبة الدافئة حد الثمالة ... 
أنا مش مصدقة بجد ! .. غمغمت و في صوتها نبرة بكاء 
-إحنا فعلًا إتجوزنا !!! 
إرتفعت يدي "رزق" و طوقها بلطفٍ قائلًا : 
-لأ صدقي يا نوسا. إحنا إتجوزنا.. و يارب أكون قدرت أثبتلك إني بقدرك و إني مخذلتكيش زي أي حد قابلتيه في حياتك 
هزت رأسها بقوة في حضنه و قالت : 
-إنت مش أي حد يا رزق.. إنت مش أي حد. إنت حبيبي.. أنا ماحبتش حياتي إلا لما إنت دخلتها. قبلك كنت بتمنى أموت عشان أرتاح !! 
-ماتقوليش كده ! .. تمتم ماسحًا على رأسها بحنو 
أبعدها عنه قليلًا كي ما ينظر في وجهها و أردف : 
-أنا من أول ما شوفتك و عيني جت في عنيكي و أنا حسيت إنك بقيتي جزء مني و من حياتي.. نسمة أنا عمري ما هاسيبك. إطمني. هفضل ماسك إيدك لحد ما تقوليلي سيب 
نظرت عميقًا بأمواج عينيه المتلاطمة، أمسكت بيده و شكبت أصابعها باصابعه بقوة و قالت : 
-عمري ما هقولك سيب أبدًا.. أبدًا يا رزق ! 
منحها ابتسامة رقيقة، ثم ربت على رأسها و قال و هو يمهد للانفصال عنها و المغادرة : 
-طيب.. أنا لازم أمشي دلوقتي. لو احتاجني حاجة كلميني 
تجهمت الآن و كأن الأمر فاجأها، لترد عليه : 
-إنت هاتسيبني لوحدي هنا ؟!! 
-طبيعي. ماتقوليش إنك خايفة يعني و بلاش شغل أطفال.. أنا جايبك في آمن و أرقى مكان وسط القاهرة. حتى الشوارع حواليكي دوريات الشرطة بتطوف فيها 
-بس على الأقل كنت قعدت معايا إنهاردة. لحد ما إتعود على المكان الجديد ! 
-معلش يا نسمة.. مش هاينفع. لازم ألحق علي زمانه وصل قبلي و أكيد أبويا هاياخده و يقرره .. 
و قبل أن تنبس بكلمة أخرى، فك يدها من يده و إبتعد خطوة قائلًا : 
-يلا أشوفك وشك بخير.. ماتخافيش و ماتقلقيش من أي حاجة. محدش يعرف مكانك. و إوعي تكلمي حد و لا تعرفي مخلوق مطرحك الجديد. و أنا هحاول أجيلك الليلة أو الصبح بالكتير.. سلام يا نوسا ! 
و لوّح لها مودعًا ... 
ما كادت تستوعب أخر كلماته حتى رحل بسرعة البرق مغلقًا عليها باب قفصها الجديد، و لكن هذا قفصٌ من ذهب.. و إن يكن... قبوًا أو زنزانة ضيقة.. ما دام هو معها فهي بالجنة 
و أخيرًا تحقق مرادها..  أخيرًا صارت زوجة لـ"رزق الجزار" ! 

يتبع الفصل التاسع عشر اضغط هنا 

google-playkhamsatmostaqltradent