Ads by Google X

رواية في غيابة الجُب الفصل الخامس عشر 15 بقلم نعمة حسن

الصفحة الرئيسية

        رواية في غيابة الجُب الفصل الخامس عشر بقلم نعمة حسن


رواية في غيابة الجُب الفصل الخامس  عشر

عادت بسمة إلي الڤيـلا سريعاً و بدلت ملابسها و جلست بإنتظار جمال و لينا اللذين عادوا و كلاً منهم يحمل أمارات الأسي و الإرهاق علي وجهه مما جعلها تتناسي الأمر الذي يشغلها و تنهض مسرعة تتساءل عن أحوالهما...

_حمدلله على السلامة يا حبيبتي.. مالك كده إنتي تعبانه؟!

هزت لينا رأسها أن لا و صعدت علي الفور إلي غرفتها مما أثار حفيظة بسمة فسألت جمال قائلة:

_لينا مالها يا جمال.. حصل إيه؟!

ألقي جمال بجسده المتعب إلي المقعد من وراءه و تنهد بإرهاق و قال:

_الشيخ معروف..

=ماله؟! ما تنطق عمل إيه؟!

_حاول يتهجم عليها!



ألجمتها الصدمة، أذهلها ما سمعت، كان دورها لتجلس إلي جواره و تعتلي وجهها علامات الدهشه وهي تردد:

=يتهجم عليها؟! و حصل إيه؟! عملها حاجه؟!

مسح وجهه بغضب وهو يقول:

_ربنا نجاها الحمدلله.. أنا مش هقدر أسامح نفسي يا بسمة.. أنا اللي صممت أخدها معايا هناك. مش هقظر أبص في وشها تاني..!

نظرت له بسمة بغضب متفاقم و لكنها تحدثت بنبرة مخالفه تماماً لما يعتمل به صدرها و قالت:

_وهو يعني إنت كنت تعرف إنه هيعمل كده.. الحمدلله إن ربنا سترها.. أنا هطلع أطمن عليها.

صعدت بسمة إلي غرفة لينا و طرقت الباب عدة طرقات فلم يأتها رد فأدارت مقبض الباب بخفه و دخلت فـ رأت لينا متكومه في فراشها تضم نفسها بذراعيها بحماية و تغمض عينيها.

نادتها بسمة عدة مرات فلم تجيب فعلمت أنها قد سقطت في سباتٍ عميق.

أغلقت الباب من خلفها و نزلت إلي الأسفل فلم تجد جمال حيث تركته، نظرت إلي غرفة مكتبه فوجدت الضوء مشعل فذهبت و وقفت خلف الباب تستمع إلي جمال وهو يتحدث بهاتفه و يقول:

_يعني وصلت لحاجه ولا لأ؟!



=علي وَشَك يا جمال بيه.. هانت و هجيبلك الخبر اليقين.

_إنجز يا رزق عايز أخلص من الموضوع ده عشان أعرف هتصرف إزاي.

=إن شاءالله حاضر.. مع السلامه.

ألقي جمال بالهاتف إلي سطح مكتبه و قام بفتح خزنته السرية و أخرج الأوراق الخاصه بـ لينا و ظل يتفحصها بتمعن حتي إستمع إلي طرقات علي باب غرفته..

_إدخل...

إنفرج الباب، دخلت بسمة و يرتسم علي وجهها شبح إبتسامه و تقول:

=دورت عليك بره ملقيتكش.. مش هتتغدي؟!

_لا يا بسمة مش عايز.. معلش هاتيلي فنجان قهوة.

دخلت بسمة بخطوات واثقه ثم وقفت خلفه و بدأت بتدليك ظهره و كتفيه بحنان وهي تقول:

_مالك يا جمال؟!إيه اللي تاعبك؟!

أراح جمال ظهره إلي الكرسي من وراءه و تنهد بإرهاق بالغ و قال:

=كل حاجه تعباني و ضغطاني يا بسمة..تعب لينا و الموضوع اللي حصل النهارده أثر عليها بزيادة..

_متشيلش نفسك فوق طاقتها..ولو تعبان إرتاح إنت و رزق يشوف الشغل.

ثم تسائلت:آاااه صح..رزق من إمبارح مش باين..هو فين؟!

إعتدل بمجلسه وهو يقول:

_رزق بيتابع الشغل و مش فاضي..هقوم أخد دش كده يمكن أفوق.

إنسلت من بين يديها و فرّ هاربا بينما ظلت ترمقه هي بنظرات ساخرة غاضبة.

••••••••••••••••••••••

كان رزق يجوب بين الحارات و الأزقه متسائلاً عن من يرشده عن عائلة "الشيخ" حتي توقف أمام محل تصليح سيارات...

_السلام عليكم يا ذوق!!

=وعليكم السلام يا أفندي..أؤمر؟!

_إنت صاحب المحل هنا؟!

=لا والله صاحب المحل يبقا الأسطي عطوة..تحب أناديه؟!

_ياريت يبقا كتر خيرك.

قام ذلك الشاب اليافع بمناداة صاحب المحل وهو يقول:

_يا أسطي عطوة..يا أسطي عطوة..كلم ناس عاوزينك.

خرج من المحل رجلاً يبدو في مقتبل الأربعين،مسح يده و وجهه ثم ذهب إلي رزق و قال:

=إتفضل يا باشا..لا مؤاخذه.

قال الأخيرة وهو يسحب مقعداً و يعطيه لـ رزق الذي جلس وهو يشكره و قال:

_أنا مش هطول عليك يا أسطي عطوة..كنت عايز منك خدمه.

=أؤمر أنا عنيا ليك..هتشد ولا تجدد؟!

_لأ أنا مش جايلك بخصوص العربيات..أنا الحقيقه كنت بسأل إذا كنت تعرف حد من عيلة الشيخ ولا ل..

ضيق الأسطي عطوة بين حاجبيه بإستغراب و قال:

=بتسأل علي مين تحديداً في عيلة الشيخ؟!

_مش شخص بعينه..أنا عايز أعرف إذا كانوا لسه موجودين في الحطابه ولا لأ.

=أااه..عالعموم هما موجودين أيوة و في منهم واحد حبيبي و بييجي يصلح عربيته هنا دايماً..لو تحب اتصل بيه؟!

_لا لأ..ملوش لزوم دلوقتي..طيب هما ساكنين فين؟!

=هو مفيش غير الشيخ بلال و مراته و ولاده الاتنين..أمه و أخته الله يرحمهم.

ثم تمتم بحزن:الله يرحمك يا أبله مشيرة و يسامحك.

أحس رزق و كأن عقله قد توقف عن الإستيعاب فتقدم بكرسيه من "عطوة"و سأله بتأنِ:

_لا معلش واحده واحده كده..مين الشيخ بلال و مين الأبلة مشيرة؟!

=الشيخ بلال..حد ميعرفوش؟!

_قصدك بلال الشيخ بقا.. ولا ايه؟!

ضحك عطوة قائلاً:ماهو إسمه الشيخ بلال الشيخ لانه من عيلة الشيخ و في نفس الوقت هو شيخ بيعالج بالقرآن يعني..ربنا يجازيه كل خير.

_بلال السيد الشيخ؟!

نطق بها رزق وهو يبدأ بربط الخيوط ببعضها فقال عطوة:

=إسم الله علييييك..بلال السيد الشيخ.

نظر له رزق بتركيز مرة أخري و سأله ثانيةً:

_طيب إنت قولت إسم واحده..مشيرة باين.

مصمص الرجل شفتيه بحسرة و قال:

=أيوة أخت الشيخ بلال.. أبلة مشيرة الله يرحمها و يحسن إليها..ماتت في عز شبابها..كنت أنا أيامها لسه شغال صبي في القهوه اللي جمبنا دي و كانت كل ما تيجي هنا تديني فلوس و حاجه حلوه..والله لسه فاكر شكلها كأني لسه شايفها إمبارح!

_كانت بتيجي هنا!هي كانت ساكنه هنا؟!

=لأ هما أيامها كانوا ساكنين عند التل.. بس كانت بتيجي هنا بإستمرار كان ليها معارف هنا و كانت بتيجي تزورهم.

_معارف زي مين يعني؟!

=جرا إيه يا حضرت هو إنت جاي تقصص في سيرة واحده ميته لا مؤاخذه؟!دي مش أصول يعني!

_مش قصدي يا أسطي عطوة طبعاً بس الفضول غلبني معلش.

=ااه..ألا حضرتك يعني مهتم و بتسأل ليه؟!

_لأ ده موضوع يطول شرحه..متشغلش بالك..يعني دلوقتي مشيرة دي تبقا أخت الشيخ بلال اللي بيعالج..مش كده؟!

=مظبوط.

أومأ رزق و الحيرة تتآكله ثم نظر له و قال:

_ومتعرفش مشيرة دي إتجوزت ولا خلفت ولا لأ؟!

بدأ الرجل بالتأفف وقال بإقتضاب:

=بقوللك ماتت في عز شبابها و مكانلهاش حد.

نهض "رزق"واقفاً و مد إليه يده يصافحه ثم قال:

_ألف شكر يا ذوق..ربنا يديك الصحه..عن إذنك.

إنصرف رزق مشوشاً،مشتتاً،شارداً،يفكر بحديث الأسطي عطوة وهو يحدث نفسه ويقول:

_يعني مشيرة تبقا أخت الشيخ بلال و الشيخ بلال أخو هند..يبقا هند هي مشيرة!!

أفاق من شروده علي بوق سيارة ينذره بأن يتنحي جانباً فأشار له بيده بأسف و إتخذ طريقه عائداً نحو الإسكندرية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تجلس"لينا"بغرفتها شاردة،تتذكر ما فعله ذلك المدعو بالشيخ معروف بها و تتخيل ماذا كان ليحدث إن تمكّن و نال منها.

عند ذلك الخاطر أغمضت عينيها بإشمئزاز و أراحت ظهرها إلي الفراش وهي تتذكر الأهوال و العجائب التي رأتها في المولد.

المتسوله المبتكرة،سارق الحقيبه،خدعة الشيخ معروف،القبو المظلم،الزحام،الفتي الذي إصطدمت به.

لاح شبح إبتسامه إلي ثغرها وهي تتذكر مزاحه المضحك و طريقة تقديمه لنفسه.

"عبد الرحمن..عبدالرحمن بلال السيد الشيخ"

ومضات سريعة جالت بخاطرها "هند السيد الشيخ"...!

فتحت أعينها إلي آخرها و كأنها لدغها عقرب و إعتدلت بمجلسها و ظلت تردد:

_عبدالرحمن بلال السيد الشيخ.....هند السيد الشيخ.

لعنت غبائها وهي تقول:يا سلام..يعني عشان إسمين متشابهين يبقوا قرايب..إيه السذاجه دي!!

أمسكت بهاتفها وهي تحاول الوصول إلي رزق و لكنه كالعادة..غير متاح.

وضعت شالها علي كتفيها وهي تشتم رائحته وتقول:

_آاااه يا حنين..الله يرحمك يا حبيبتي.

نزلت إلي حديقة الڤيلا و جلست علي أرجوحتها وهي تهز نفسها بخفه و تتطلع إلي المكان الذي يقف فيه رزق دائماً و سرعان ما ظهر بطلها الهمام و لاح طيفه بالأرجاء يبعث بنفسها الراحه و السكينه.

رآها علي مدد بصره تجلس بمكانها المعتاد فهرول ناحيتها وهو يجاهد كي لا تفضحه لهفته.

وقف قبالتها وهو يحاول السيطرة علي نفسه كي لا يحتضنها و قال بلوعة:

_وحشتيني يا فله.

إتسعت إبتسامتها و وقفت أمامه تتفرس بملامحه التي إشتاقتها كثيراً و قالت:

_وإنت كمان يا رزق وحشتني خالص.. محتاجالك أوي.

قابت الأخيرة و قد لمعت العبرات بعينيها فقال:

=في إيه مالك؟؟حصل معاكي إيه؟!

_مش هينفع أحكيلك دلوقتي..إحنا لازم نقعد و نتكلم..عندي كلام كتير أوي عايزة أحكيهولك.

تقرب منها بإندفاع وقلق و قال:مالك يا بنتي قلقتيني؟!

رفعت عينيها إليه وهي تبتسم بشوق:متقلقش..أنا كويسه.

ثم تابعت:بكرة هقول لـ بابي إني عيزاك توصلني أي مكان و نقعد مع بعض.

_ماشي اللي تشوفيه..انا هدخل لـ جمال بيه دلوقتي عشان عايزه في حاجه و بعدها هروح لأني منمتش بقالي يومين.

=وأنا كمان هطلع أنام..تصبح على خير.

صعدت لينا إلي غرفتها بينما دخل رزق لمقابلة جمال الذي كان ينتظره علي أحر من الجمر.

_ها يا رزق عملت إيه؟!

نطق بها جمال ملتاعاً وهو لا يطيق الإنتظار فجلس رزق و بدأ بالحديث بعد تنهيدةٍ حارة.

=كلام الشيخ معروف صحيح..مشيرة تبقا هي هند السيد الشيخ والدة لينا..!

نفض جمال رأسه بتعجب وقال:إزاي مش فاهم؟!

=أنا روحت المكان اللي حضرتك قولتلي عليه و سألت علي إسم مشيرة الأول محدش عرف..سألت علي إسم زاهيه اللي الشيخ معروف قال عليه فـ إتضح إن كان في واحده إسمها زاهيه عندها ولد و بنت عايشه هناك بس أخبارهم إتقطعت من 20سنه...و الراجل اللي سألته ده قاللي إنها كانت متجوزة من عيلة الشيخ..سألت علي عيلة الشيخ لحد ما توصلت إنه مش باقي منهم غير واحد إسمه
"الشيخ بلال"و عياله.

فغر جمال فاه مصدوماً و قال:يعني مشيرة تبقا أخت الشيخ بلال؟!!!

لم يجيبه رزق و تابع حديثه: و لقيت الراجل بيقول الله يرحمك يا أبله مشيرة!!

_يعني كان يعرفها معرفه شخصيه؟!

=هو قاللي إنها كانت بتديله فلوس و بتعطف عليه..كان لسه صغير أيامها..و قاللي كمان إنها كانت بتروح المنطقه بتاعتهم تزور ناس معرفه و لما سألته مين مرضاش يقول و قعد يقولي إنت هتتكلم عن ناس ميتين..!

ضيق جمال عيناه و تسائل و كأنه يلملم شتات الماضي:
إسمه إيه الراجل ده؟!

_الأسطي عطوة.

= عطوة القهوجي؟!

_أيوة هو قاللي فعلاً إنه كان شغال في قهوة زمان بس حالياً ميكانيكي و عنده ورشه.

ثم تساءل رزق بشك:حضرتك تعرفه؟!

أومأ جمال بموافقة و قال:أعرفه.

هز رزق رأسه و قال:و الأسطي عطوة ده أكدلي إن الشيخ بلال ده هو اللي بيعالج بالقرآن و إن مشيرة دي ماتت في عز شبابها..يعني حضرتك كل الأدله بتثبت إن هند هي مشيرة و مشيرة هي هند..و حضرتك بكده تبقا أبو لينا الحقيقي..ناقص بس نعمل تحليل DNA عشان نقطع الشك باليقين.

أطلق جمال ضحكه ساخره بخفه أتبعها بضحكات عالية تحولت إلي ضحك هيستيري لم يستطع مقاومته ثم قال:

_يعني أنا كل السنين دي بربي بنتي اللي من صلبي علي أساس إنها مش بنتي!!

أنهي جملته و دخل في موجة ضحك هيستيري مرة أخري مما أثار ذهول رزق فخرج من الغرفة و تركه ليهدأ و لكنه فوجئ بـ بسمة تقف أمام الباب...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تجلس "بسمة"برفقة"رزق"متسائلة و عَبراتها تتساقط دون هوادة:

_و لينا مصيرها إيه دلوقتي؟!هتتصرف إزاي لما تعرف إن جمال يبقا باباها الحقيقي؟!

تنهد رزق بقلة حيلة و تشدّق قائلاً:

=الحقيقه يا بسمة هانم أنا مش عارف..أنا كل خوفي الصدمه تخليها تتعب و تنعزل تاني.

_رزق..أنا مش عايزة جمال يعرف إني عارفه لحد ما نتيجة التحاليل تظهر و أواجهه بالدليل.

تنحنح رزق متسائلاً:لامؤاخذه في السؤال يا بسمة هانم..هو حضرتك ناويه علي إيه؟!

=بكرة تعرف!

تفوهت بتلكما الكلمتين وهي تنهض منصرفه فقام هو و إستقل سيارته عائداً إلي بيته.

صعدت بسمة إلي غرفتها فوجدت صديقتها"ناديه"تتصل بها فأخذت هاتفها و دخلت إلي الشرفة ثم أجابت الإتصال:

_ألو..أيوة يا ناديه.

=أيوة يا بسمة.

جاء صوتها آسفاً فزاد توتر بسمة و قالت:

_النتيجه طلعت؟!

=أيوة حسام لسه مبلغني دلوقتي..التحليل إيجابي.

أغمضت بسمة عينيها بحسرة و كأنها كانت تنتظر لآخر وهلة تكذيب النتائج ثم برز صوتها هادئاً للغاية:

_ماشي..شكراً يا نادية..هفوت عليكي بكرة..مع السلامه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرّ الصباح و تأهبت لينا للخروج مع رزق بعدما أخبرت والدها أنها تريد الذهاب للتسوق.

صعدت إلي السيارة بجانب رزق الذي كان يرمقها بنظرات مشتاقه و قال:

_ست البنات تحب تروح فين بقا؟!

=أي مكان..طالما معاك مش هتفرق.

ذهب بها إلي مكانه المفضل..حديقه واسعه تملك من المساحات الخضراء الوفير،هادئه لا يشوبها الضجيج.

إفترشت الأرض ففعل مثلها و جلس إلي جانبها و بدأ الحديث متسائلاً:

_ها..عايزك تحكيلي كل حاجه حصلت معاكي في اليومين اللي غبت فيهم؟!

مدت أناملها الرقيقه و أمسكت بيده ثم بدأت حديثها وهي تنظر له فقالت:

=مفيش..كانت حنين بتونسني دايماً فـ ده اللي كان مهون عليا.

حاول إخفاء تعجبه و سألها:كانت بتونسك إزاي؟!مش فاهم.

=كانت بتزورني..نتكلم سوا..كده.

حك ذقنه بتعجب إلتقطته هي فقالت:رزق هو إنت مفكر زيهم إني مجنونه؟!

ضغط علي يديها بشدة و قال:بعد الشر عليكي يا ست البنات..إنتي زي الفل.

إبتسمت بشك يساورها ثم قالت:و روحت المولد.

_المولد؟!آه صح هو اليومين دول..بس إشمعنا يعني؟!

==بابي قاللي تعالي معايا نغير جو..بس طلع كله قرف و ناس زباله.

قالت الأخيره بشرود فسألها:حصل إيه؟!

حمحمت تجلي حلقها ثم قالت:يعني..شنطتي إتسرقت..

_و إيه تاني؟!

أشاحت بوجهها بعيداً و لم تجيب فسألها بإصرار:

_حصل إيه تاني يا لينا؟!أنا قلبي كان حاسس إنك فيكي حاجه أصلاً..إنطقي!

=الشيخ زفت اللي هناك بيقرا الطالع..كان هيخطفني و يـ...

توقفت عندما شاهدت نفور عروقه و بروزها و إحمرار عينيه بغضب چم فقالت:

_بس متقلقش..أنا هربت منه و ملحقش يعملي حاجه!

تحدث من بين أسنانه بغيظ:ولو كان عمل؟!

نظرت له بعدم فهم فقال:ولو كان عمل فيكي حاجه كنت هعمل إيه؟!إفرضي كان إغتصبك و موتك و محدش لحقك!

إكتسي وجهها بملامح الذعر و الخوف و قالت:بس الحمدلله ربنا لطف.

_أنا لو كنت موجود يستحيل كنت هسيبك تروحي مكان زي ده..أنا مش عارف جمال بيه بيفكر إزاي أصلاً..

=هو مكانش يعرف إن ده يحصل..ووقتها كان هو بيجيب الشنطه بتاعتي اللي إتسرقت.

هز رأسه عدة مرات و قال:آااااه..دي عصابه بقا و متفقين سوا..واحد يسرق الشنطه و التاني ييجي ياخده عشان يرجعهاله و يستفرد بيكي إبن الحرام ده لوحده.

أجابت بتلقائيه:أيوة صح..عبدالرحمن قال كده بردو!

إرتفع حاجبه بإستنكار و سألها بصوت حاد مرتفع:

_نعم يختي؟ومين عبدالرحمن ده كمان؟!

=عبدالرحمن ده اللي إتخبطت فيه وأنا بجري من الحيوان معروف..وهو اللي وقف معايا لحد ما رجعني لـ بابي!

_آاااه..و إنتوا وقفتوا تتسايروا بقا و تتعرفوا؟!

=لا أبداً مش كده..هو بس شاب لطيف و حب يضيع الخوف و التوتر اللي كنت فيهم فـ عرفني عن نفسه يعني.

_أه..و إسمه إيه بقا اللطيف؟!

=ما بقولك عبدالرحمن..عبدالرحمن بلال السيد الشيخ.

تجهم وجهه و إضطربت ملامحه و سألها:

_بتقولي مين؟!

أجابت و ملامحها لا تخلو من التعجب:

=في إيه؟!إنت تعرفه؟!أنا كان عندي حق..الإسم مش صدفه!

لم يجيبها فقالت:ده يبقا قريب هند..مش كده؟!

حسم قراره و أطلق لسانه قائلاً:

_ده يبقا إبن الشيخ بلال.... خالك!


يتبع الفصل السادس عشر اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent