Ads by Google X

رواية وللقلب أقدار الفصل التاسع 9 بقلم رانيا الخولي

الصفحة الرئيسية

      رواية ولقلب أقدار  الفصل التاسع بقلم رانيا الخولي


رواية وللقلب أقدار الفصل التاسع 

رمشت بعينيها مرات متتاليه تشعر بالخجل من كلماته ، وقالت وهى تأخذ منه الكوب : لأ شكراً أنا هشرب لوحدى
شعر سليم بالضيق من تحفظها ذلك ترك لها الكوب بنفاذ صبر ، وخرج من الغرفه تحت أنظارها الاسفه
فتناولت الدوء بأرهاق شديد وأستلقت على الفراش وما هى الا دقائق معدوده حتى غرقت فى سبات بفعل المنوم

بعد أن خرج سليم من غرفتها ، ذهب الى فراشه كى يعاود النوم لكنه فضل الاستيقاظ حتى صلاة الفجر ، وأيضاً كى يطمئن عليها
فجلس على فراشه سانداً ظهره على الوساده وأمسك بهاتفه يعبث به كى يبعدها عن تفكيره ، لكن هيهات فقد بدأ العشق بث نفحاته داخل القلب ولن يستطيع منعه من التفكير بها
لا يعرف لما هى الوحيده التى احتلت قلبه وبتلك السرعه

ولكن عقله يرفض ذلك العشق ، ويصر على أنها تعد خيانه لصديقه ، الذى فضل الموت على ان تكون لأحداً غيره
لكنه هو من بعثها له وأوصاه عليها
رد عقله بأن صديقه أراد بذلك حمايتها وليس الزواج منها
فرد قلبه وكيف يحميها وهى ليست زوجته ؟
فمن المؤكد أنه أراد بذلك أنقاذها من براثين حسين والعيش بأمان داخلى
تعب سليم من التفكير فى ذلك الامر ،القى بهاتفه على المنضه بجواره وأخرج تنهيده قويه من صدره ، لعله يخرج معها تلك الالام التى أصبحت ملازمه لقلبه ،وقام ليتوضئ كى يستعد لصلاة الفجر وليفعل الله بأمره مايشاء

بعد إنتهاء صلاته ، خرج من غرفته كى يذهب للاطمئنان عليها والجاً الى الغرفه دون أن يطرق الباب لعلمه بأنها مازالت نائمه ، فأقترب منها فرآى جبينها يتعرق بشده وسمعها
تهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومه فاقترب أكثر يحاول فهم ماتقول واضعاً يده على جبينها يتلمسه فوجد حرارتها مرتفعه وتتعرق بشده ، ازداد قلقه عليها ، فحاول إفاقتها حتى يضع رأسها أسفل المياه البارده لكى تهدئ من حرارتها حتى طلوع النهار ويذهب بها الى الطبيب ، لكنه تذكر تناولها للمنوم ولن تستيقظ الان مهما فعل
تذكر سليم الدكتوره رندا التى تسكن بالمنزل المقابله له
................
ولج سالم الى منزله برفقة ورد التى تحاول قدر المستطاع أن تعتذر له على حماقتها لكنه فضل الصمت على ان يثور بوجهها ويجرحها بكلامه ، دالفاً غرفته دون أن يعبئ برجاؤها

ارتمت ورد على المقعد تنتحب بشده ندماً على أفعالها السابقه ، فكيف طاوعها قلبها العاشق له أن تقسوا عليه وتجرح كرامته بتلك الطريقه
لكنه الان يستخدم أشد العقاب بتجاهله لها وله الحق فى ذلك ، لكن ماذا ينتظر من فتاه قتل أخيها أمام عينه وفى منزله وعلى يد إبن عمه دون فعل شئ سوى مهاتفة الشرطه والبلاغ عنه ، تعلم جيداً أن آدم سيفعل نفس الشئ لو هربت هى مع سالم لكن ماذا ستفعل وهى ترى دماء اخيها فى أيديهم جميعاً

سمع سالم بكاؤها بقلب منفطر ود لو يذهب اليها ويأخذها

داخل أحضانه حتى تهدئ ، لكن ليس قبل أن يعاقبها على فعلتها ، حتى لا تتمادى فى ذلك

أبدل ملابسه واستلقى على الفراش ، يفكر فيما آلت أليه الامور ، أدمعت عيناه عندما تذكر أخته التى لم يراها منذ أن تركها فى يد سليم ، حتى عندما كان يذهب مع مراد ليرها كان سليم يمنعه بناءاً على تعليمات الطبيب التابع لحالتها وظل على أتصال معه ، يطمئن منه على حالها سقطت دمعه حارقه على وجنته وقال بقهر : اتوحشتك جوى ياليلى ،جوى
……………………………………
طرق سليم الباب طرقات خفيفه محرجاً من طرقه عليهم فى هذا الوقت ، ففتحت له سيده مسنه بملامح هادئه سائله إياه بقلق : أهلا يادكتور فى أيه والدتك كويسه ؟
أزداد حرجه من سؤالها وقال بتلعثم : لأ أمى كويسه مفيش حاجه بس المدام تعبانه شويه وكنت عايز دكتوره رندا تيجى تشوفها
ضيقت السيده عينيها بأستغراب وقالت : أنت أتجوزت أمتى ؟

خرجت رندا على صوتهم فوجدت والدتها واقفه مع سليم فقالت بأستغراب : دكتور سليم ؟ أهلا بحضرتك أتفضل ، فى حاجه ولا أيه ؟
ردت والدتها قائله بمغزى: المدام بتاعته تعبانه شويه وعايزك تروحى تشوفيها
ظهرت الصدمه واضحه على وجه رندا وقالت بذهول : انت اتجوزت أزاى ؟،أأأأقصد أمتى ؟
رد سليم بنفاذ صبر نجح فى اخفاءه : بعدين بعدين ، بس المهم دلوقت تيجى معايا لأنها تعبانه آوى
أومأت برأسها وطلبت منه الانتظار حتى تبدل ملابسها التى أنتقتها بعنايه لتلفت نظره كما تفعل كل مره تتعمد فيها الظهور أمامه ، لكنه يصدها بغض بصره عنها
فهو رغم عيشته فى القاهره إلا إنه يفضل الزواج من فتاه محجبه تتقى الله فى نفسها

خرجت رندا من منزلها معه بعد أن أبدلت ملابسها وذهبت معها والدتها داخلين منزله
مرحباً بهم سليم وأشار لها على الغرفه والجاً معها كى تعاين حالتها تحت نظراتها الحاقده ، فمن هذه الذى فضلها عليها وتزوجها بتلك السرعه
وتاكدت أكثر عندما وقع نظرها عليها فهى ليست أجمل منها ، بل جمالها هى ملفتاً أكثر برأى كل من رأها ، ولكن ما جذب إنتباهها هو أرتداؤها لعباءه وعليها الحجاب فأرادت أن تتأكد من كونها زوجته فقالت بخبث : أيه ده يادكتور سليم أنت بتغير عليها مننا ولا أيه
نظر إليها يستفهم معنى كلامها فردت : أقصد يعنى أن الجو حرا وقافل التكييف ، وملبسها الحجاب وعبايه بالشكل ده
ازداد ضيقه من تدخلها فى هذه الامور ولاحظت هى ذلك فصححت قائله : أنا بقصد يعنى إن الجو حر آوى وكده غلط عليها
رد سليم وهو يحاول أخفاء ضيقه : ليلى متحفظه شويه و لأتى أصريت إنى أجبلها دكتور ، اضطرت انها تلبس كده مكنتش تعرف إنى بغير عليها من الدكتور وإنى هجيبك إنتى
شعرت راندا بالحرج والتفتت اليها لتعاينها و لم يخفى عليه نظراتها الحاقده عليها ظناً منها أنها أخذت ماهو ملكاً لها

خرجت رندا من الغرفه برفقة سليم الذى سألها مسرعاً : ها يا دكتورة راندا طمنينى
نظرت راندا للهفته الشديده على زوجته وشعرت بغيره قاتله تنهش بقلبها وقالت بحقد نجحت بأخفاؤه : أطمن ياكتور سليم هى برد خفيف وهتتحسن مع العلاج ده ، بس شكلها ضعيف آوى ومحتاجه تغذيه
دونت بعض الادويه وأعطته إياها ، فأخذها منها قائلاً لها برجاء : طيب معلش ممكن بس خليكى جامبها لحد مجيبلها العلاج مش هقدر اسيبها لوحدها

أومأت رندا بالموافقه ، فأسرع سليم بالذهاب تحت أنظارها العاشقه له
أشفقت والدتها عليها فهى تعلم جيداً عشقها الخفى له ، فقالت لها : تعالى يارندا
حاولت رندا مقاومة البكاء وقالت بإبتسامه زائفه : مراته شكلها حلوه آوى
بس إزاى يتجوز وميعزمناش على الفرح
شعرت أم رندا بمحاولة إبنتها بإخفاء مشاعرها فقالت بحكمه : رندا متحوليش تدارى مشاعرك عنى لأنى أكتر واحده حاسه بيها ، سليم يابنتى راجل صعيدى حتى لو أتربى هنا فى القاهره ده مينفيش طبعه اللى كلنا عارفينه وعارفه آد أيه هو إنسان متعصب وأنتى عمرك ما هتتأقلمى على العيشه دى ، إنتى حتى الحجاب مش راضيه تلبسيه يبقى أزاى هتعيشى معاه بتعصبه ده
أنكرت رندا قولها وقالت بنفى : مين قالك إنى هرفض ألبسه هو لو طلب منى مش هرفض طبعاً
أكدت أمها قائله : وهو مش عايز واحده تلبس الحجاب علشانه ، لأ هو عايز واحده لبساه خشيه من ربنا ، لأنك لو لبستيه عشانه فى أول زعل يحصل بينكم هترميه على طول ، عشان كده سليم مش هتنفع معاه واحده غير صعيديه زيه

قامت رندا من مكانها وقالت بحده : ومين قالك أنها من الصعيد شكلها مش بيدل على كده لا لبسها ولا هيئتها تقول كده
تعبت أم رندا من الجدال معها وقالت : وهى عشان من الصعيد لازم تلبس جلبيه ورابطه راسها بالطرحه ؟!
الصعيد دلوقت أتقدم عن الاول ، دلوقت بيعلموا البنات ويدخلوهم جامعات مش زى ما كنا بنسمع عنهم ، وحدى الله يابنتى وادعى أن ربنا
يعوض عليكى بابن الحلال
نفت راندا برأسها وقالت بحزن : مينفعش ياماما اكون لحد غيره انا بحبه
دخل سليم بعد ان احضر الادويه والمحاليل التى دونتها راندا فاخذتها منه وقامت بتجهيزها وهى تقول : هتاخد المحلول ده والصبح هتبقى كويسه
دخلت الغرفه معه وقامت بتركيب المحلول بمساعدته
وبعد الانتهاء انتبهت راندا للسرير الاخر فى الغرفه

فقالت بمكر : غريبه آوى الاوضه دى تحسهل برده آوى مع إننا فى الصيف أكيد نامت فيها وشغلت التكييف عشان كده بردت
علم سليم بمكرها فلم تخفى عليه نظراتها العاشقه له فرد ببرود : أكيد لأ ، كانت نايمه فى اوضتنا بس لما تعبت خافت عليا وعشان كده فضلت انها تنام هنا
ازداد حنقها عليها واكتفت بأيماءه بسيطه من رأسها وخرجت من الغرفه بعد ان شرحت له كيفية اخذ الدواء وأخذت والدتها وخرجت
عاد سليم إليها بعد ان أغلق الباب فوجدها راقده بلا حراك فظل بجانبها حتى انتهاء المحلول وقام بنزعه من ذراعها وحمد ربه عندما وجدا حرارتها قد انخفضت
فذهب الى الفراش المقابل لفراشها واستلقى عليه
*********************
ساعات قليله وأشرقت شمس الصباح تنير الارض بضياؤها ونسمه هادئه تلفح وجهها وهى تفتح النافذه مرحبه بتلك النسمات البارده
فتح سليم عينيه ملقياً نظره على فراشها منتفضاً من رقدته عندما لم يجدها فى فراشها باحثاً عنها بعينيه حتى وجدها واقفه فى الشرفه
فأسرع إليها جاذباً إياها من ذراعها يمنعها من الوقوف أمام النافذه لكنه تركها عندما شعر بأنتفاضتها من لمسته فتركها معاتباً إياها قائلاً : أيه وقفك كده ؟ احنا مصدقنا إنك اتحسنتِ
وضعت يدها مكان ملمس يده لذراعها فهى حتى الان مازالت تنتفض عندما تشعر بملامسة احداً لها

وقالت بأسف وهى تهرب بعينيها منه : أنا أسفه إن كنت صحيتك من النوم بس خفت عليك من جو الاوضه فعشان كده فتحت البلكونه عشان أهوى الاوضه
مد يده ليغلق باب النافذه قائلاً بمرح: انتى شكلك كده عايزه تعيدى اللى حصل تانى ( ثم التفت اليها بعد اغلاقها ) وبصراحه بقى أنا هموت ونام
ابتسمت له ابتسامه لم تصل لعينيها وقالت : خلاص أفطر الاول وبعدين نام براحتك
أنا عارفه إنى تعبتك معايا من يوم م شفتنى وانت فى مشاكل ومستشفيات واقسام
قاطعها سليم قائلاً : ليه بتقولى كده ؟
عادت تقف امام النافذه وهى تنظر للبعيد من خلف الزجاج :لانها الحقيقه
صدقنى يادكتور سليم استمرارى معاك مش هتشوف منه غير المشاكل والقلق وأكبر دليل على كده إنك سايب شغلك وآعد جانبى
قاطعها مصححاً لها قائلا : أولاً أنا مش قاعد جامبك انا مرواحى الجامعه روتين بس لأن مفيش دراسه ثانياً خدتها فرصه عشان أرتاح فى البيت شويه قبل الدراسه لأن كلها اسابيع والدراسه هتبدأ وهرجع تانى
التفتت إليه لتأكد له قائله : انا عارفه انك بتقول كده عشان محسش نفسى تقيله عليك ، فأنا شايفه إن أنسب حل أن كل واحد فينا يروح لحاله
، تطلقنى وتعيش أنت حياتك بعيد عنى وعن مشاكلى
قاطعها سليم قائلاً : ليلى أنا نبهتك كتير من الكلام فى الموضوع ده ، ليه مصره تقللى من نفسك بالشكل ده
أكدت قائله : لأنها الحقيقه ومحدش يقدر ينكرها ليه تجبر نفسك تعيش حياتك مع واحده محطمه زيى مشفتش من وراها غير المشاكل والهم لو كنت عامل على وعدك لآد.......

قاطعها سليم قبل نطقها لإسمه وقال بحده هادئه لا يريدها أن تلفظ أسم رجل اخر حتى لو كان صديقه : ليلى لو أنتى اللى حابه تخرجى من حياتى لأنك مش قبلاها فأنا موافق لكن غير كده أنا مش موافق أنتى مراتى ومسؤله منى وأنا معنديش أى نيه فى إنى أطلقك وياريت انتى تتعاملى على إن دى حياتك وده بيتك
ثم حاول تغيير مجرى الحديث قائلاً بإبتسامه زائفه : وبعدين ينفع اللى أنتى عملتيه ده
أتسعت عينيها خوفاً وقالت : عملت ايه ؟
قال بمرح لم تراه هى من قبل : ان الدكتوره تقولى أنت مش بتأكلها كويس
انتبهت على كلمة الطبيبه عن أى طبيبه تتحدث ؟
فسألته قائله : دكتورة أيه ؟
حمد ربه بأن تخلص من المحاليل الفارغه حتى لا تعيد كلامها بأنها حملاً عليه
فهى ظلت نائمه لا تدرى بشئ مما حدث هذه الليله قال : مالك قلقتى كده ليه ، انا بس حبيت اطمن عليكى فجبت الدكتوره راندا جارتنا وقالت انك كويسه بس عندك برد على الخفيف كده وقالت لازم تاكل كويس ، ينفع كده ؟
ضحكت ليلى على كلماته وعاد يقول : عاجبك كده يقولوا مجوعها من دلوقت
نفت ليلى برأسها قائله بأبتسامه : عندك حق مينفعش ، بس المفروض أعمل أيه دلوقت ؟
أزداد مرحه وهو ينهض من أمامها قائلاً : أنك تقومى دلوقت تتوضى وتصلى الوقت اللى فاتك لحد محضرلك الفطار
رفضت ليلى قائله : لأ أنا هصلى وبعدين هحضر الاكل
قاطعها سليم بلهجه لا تقبل النقاش : قولت يلا صلى الاول لحد محضر الفطار

انتهى سليم من اعداد الافطار ، وانهت ليلى صلاتها وذهبت لتعد الافطار فوجدت سليم قد انتهى من إعداده وقد وضعه على الطاوله فظهرت إبتسامه صافيه على ثغرها تحمل له المزيد والمزيد من الامتنان
ولاحظ هو نظراتها تلك فقال وهو يشير لها بالجلوس : اتفضلى ياستى دوقى وقولى رأيك
اتسعت إبتسامتها وقالت وهى تجلس قبالته : بس دى مش أول مره أدوق فيها أكلك
شعر سليم بالسعاده عندما وجدها تتجاوب معه وقال بمرح : بس دى أول مره أعملك أُومليت ، فياريت أعرف رأيك بصراحه

أخذت ليلى قطعه صغيره وتناولتها تحت أنظاره المراقبه لها وازدادت سعادته عندما قالت بصدق : بصراحه أحلى أومليت أكلته فى حياتى
عاد سليم بظهره للوراء مسنداً على المقعد وقال : بما إنك جبرتى بخاطرى ومرضتيش تزعلينى ، أيه رأيك لو نخرج انهارده
اختفت ابتسامتها وظهر الخوف واضحاً على محياها ، فأراد سليم محو هذا الخوف وإجبارها على مواجهة مخاوفها حتى لا تظل داخل تلك القوقعه التى تنزوى داخلها فعاد يقول: ها أيه رأيك ؟
أكتفت ليلى بهز رأسها ، فهى لن تستطيع الخروج من داخل تلك الدائره التى تعلم جيداً أنها ستظل تضيق عليها حتى تخنقها ، فقالت : مش هقدر
: ليه ؟
اكتفى سليم بتلك الكلمه حتى يعرف سبب خوفها من مواجهة الناس فى الخارج
رمشت ليلى بعينيها مرات متتاليه ، لا تستطيع الاجابه عليه فعاد سليم يطرح سؤاله : ليه ياليلى ؟
: قولتلك مش هقدر
قالتها ليلى وهى تحرك رأسها يميناً ويساراً
فأراد سليم أن يضغط عليها أكثر فقال وهو يضع مرفقيه على الطاوله : ردى ياليلى مش عايزه تخرجى ليه ؟

ايه اللى مخليكى رافضه الخروج من الدايره اللى من غير متاخدى بالك هتلاقيها بتضيق عليكى واحده واحده لحد ما تخنقك ، ليه مصر على كده ؟

هربت ليلى بعينيها من عيناه وقالت وهى تنظر الى طبقها الذى لم تلمسه بعد : بس أنا مرتاحه كده ، وبعدين أنا مش من النوع اللى بحب الخروج ، ومش بيفرق معايا ، بالعكس بفضل دايماً إنى أفضل فى البيت وخاصة بعد جواز سمر ومراد ونقلهم فى بيت تانى ، حسيت كأنها أتخطفت منى ، وده اللى خلانى أنعزل أكتر ، بس سالم مكنش بيسبنى فى حالى ، كان دايماً معايا ، حتى لو بره البيت ، كان بيكلمنى فى الفون ، عيشت حياتى كلها جوه البيت ، على آد المدرسه والجامعة بعدها ، يعنى ده العادى
اكتفى سليم بإبتسامه هادئه ونظر إليها قائلاً : مكنش ليكى أصحاب ؟
نفت ليلى برأسها وقالت : لأ ، مكنش عندى أصحاب غير ساره بنت عمى ، وبصراحه كنت مكتفيه بيها ، وبعد اللى حصل ده ، وأظن أن علاقتى بيها خلاص أنتهت
شعر سليم بالضيق من نظرة الانكسار داخل عينيها فأصر أكثر على رأيه قائلاً : طيب اي رأيك لو تجربى وتخرجى معايا ، أنا عن نفسى عايز أخرج
ظل سليم معها حتى أقنعها بالخروج معه
دلفت ليلى غرفتها وفتحت الخزانه تنتقى شيئاً لترتديه فهى حتى الان لم تنتبه لتلك الملابس التى وجدتها فى الخزانه بعد رجوعها من المشفى وكانت تكتفى بالعبائات التى ترتديها ولم تنتبه لتلك الفساتين المعلقه ، فظلت تقلب بهم حتى لفت نظرها فستان أسود بخطوط ذهبيه ومعه الحجاب المناسب له ، وبدون تردد اخرجته من الخزانه ووضعته على الفراش ، ثم ذهبت لأخذ حمام دافئ قبل ارتدائه
انتهى سليم من أرتداء ملابس التى هى مكونه من بنطال جينز أسود وعليه قميص أبيض ، ارتدى ساعته وهو يخرج من الغرفه وقت خروج ليلى من غرفتها أيضاً ، وكم آسره ذلك الجمال الشرقى الهادئ الذى يجذب الانظار له وحياؤها الذى يزيدها سحراً بأحمرار وجنتيها

*************
فى الصعيد
دخل حافظ غرفته فوجد امرأته راقده على الفراش تبكى على حال ابنها وما حدث له وبجوارها ابنتيها ساره وعايده
فدخل قائلاً لها : أنا رايح عند حسين وبعدين اعدى على المحامى واشوفه عمل أيه
ردت زوجته بضعف من شدة نحيبها : اديله اللى هو عايزه ، بس المهم انه يخرجه انا عايزه ابنى
نظر اليها قائلاً بحده : اللى هو ازاى يعنى ؟ انتى ناسيه انها جريمة جتل
ردت احدى بناته وتدعى عايده طالبه بسنتها الاخيره بكلية الحقوق : بس يابوى ده اسمه جتل للشرف ، يعنى مفهاش حكم
صاح بها قائلاً بغضب : اخرسى يابنت ، شرف أيه اللى بتتكلمى عنيه
ردت ساره وهى توأم عايده وتدرس بكلية التجاره قائله : معلش يابوى هى بس صعبان عليها اللى حصل لحسين ، بس هى متقصدش
ردت عليها عايده قائله بحقد : لأ أقصد هى اللى تهرب مع واحد وتتزوجه من ورا أهلها ، يبجى أيه ؟
نهرتها ساره قائله : ايه اللى بتجوليه ده ؟ مهما كان دى بنت عمنا مينفعش نجول عليها أكده ، وبعدين هو مجاش عنديها وعمل أكده بس عشان عمى رافضه ، وضربها وكان عايز يزوجها غصب عنيها ، أيوه غلطت بس بردك مينفعش اللى عمله حسين ده واصل
ظهر الحقد واضحاً على وجه عايده وهى تقول : انتى بتدافعى عنيها ليه ؟ أيه السبب فى محبتك ليها اللى تخليكى تاچى معاها على أخوكى بالشكل ده
تركهم حافظ وخرج من المنزل فعادت أم حسين تندب ثانية ، أقتربت ساره منها تربت على كتفها وقالت بحنان زائد : بكفياكى ياأمه بكى ، جطعتى جلبى عليكى
أزاحت عايده يدها قائله بغضب : لما هى جطعت قلبك ، بتدافعى عن الحلوه ليه قدامها ، وبتاچى على أخوكى عشانه
تعبت ساره من الجدال معها ونهضت من الفراش وغادرت الغرفه دون قول شئ
اقتربت عايده من والدتها وعلامات الخبث ظاهره فى كلامها : متجلجيش ياأمه أنا اللى هاخد حق أخويا
التفتت لها والدتها قائله : إزاى يعنى ؟
ازداد خبثها أكثر وهى تقول : هتعرفى ، كلها أسبوعين والجامعة هتفتح وهجابل الدكتور سليم زوجها وهناك هنتقم بطريقتى
*************
وفى احد السجون جلس حافظ مع أبنه يحاول إقناعه بمحاولة الهرب قائلاً : جولت أيه يا بوى هتساعدنى ولا لا ؟
تعب حافظ من الجدال مع إبنه الذى يصر على الهروب من السجن ،فقال له بنفاذ صبر : وبعد متهرب هتروح فين ؟
عاد حسين بظهره للوراء مسنداً على المقعد فهو يعرف جيداً أن والده لن يتركه فقال : مليكش صالح أنا اتفجت مع جماعه أهنه وهما هيخرجونى ، بس بعد خروجى من هنا دورهم هينتهى ، والباجى عليك
حاول حافظ أن يثنيه عن قراره لكنه أصر عليه
رد حافظ : يابنى انا خايف عليك ، وبعدين انا مجوملك اكبر محامى و..........
قاطعه حسين قائلاً بحده : هيعملى ايه المحامى بتاعك ده ، متضحكش على نفسك يابوى القضيه لبسانى لبسانى جولت أيه ؟
******
صدح صوت الهاتف موقظاً سالم من نومه ولم يكن المتصل سوى ساره أبنة عمه فنظر فى ساعته فوجدها التاسعه صباحاً ، مندهشاً من اتصالها فى هذا الوقت فرد قائلاً : أهلا يا ساره كيفك
أجابته ساره من الجانب الاخر : آسفه إنى صحيتك بس كنت عايزه أطلب منك طلب
أكد لها سالم قائلاً : اتفضلى
ردت ساره قائله : كنت عايزه عنوان الدكتور سليم
عقد سالم حاجبيه ونهض من الفراش قائلاً : ليه
: كلها يومين والجامعه تفتح ، وكنت عايزه أعرف عنوانه عشان أشوف ليلى
سعاده غامره هى ماشعر بها سالم من طلبها لرؤية أخته ، فهو يعلم جيداً مدى محبتها لساره فقال : أكيد هبعتلك العنوان فى رساله ، بس إنتى مش خايفه من عايده لما تعرف
أكدت له ساره قائله : لا ، أنا هروح من غير متعرف متخافش


يتبع الفصل العاشر اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent