رواية شركة المنقذين المحدودة الفصل التاسع 9 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

الصفحة الرئيسية

   رواية شركة المنقذين المحدودة الفصل التاسع بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد


رواية شركة المنقذين المحدودة الفصل التاسع 

فتح الضابط باب زنزانة فارغة ثم قام بدفع «مراد» الذي سقط على الأرض بتألم فهو قد تعرض للضرب المُبرح، تراجع بظهره إلى الخلف واستند على الحائط وهو يقول بتألم:
- ااااه يا ضهري، حسبي الله فيكم يا مفتريين، أنا كلت ضرب مكلهوش كلب جربان

فرد ذراعه في الهواء بتألم شديد ثم تابع:
- اااه يا كتفي، ياترا الملكة هتعرف إني هنا ولا هفضل مرمي هنا
وضع يده على رأسه وقال بحزن:
- أنا حظي كدا ليه! يعني البيت يولع وقولت ماشي، اجي هنا علشان شركة الزفت المحدودة قولت معلش، ألاقي إني المفروض اقعد سنتين قولت ميضرض، لقيت التيشيرت بخمسين نقطة قولت أنا مش مضرور في حاجة طالما مش هشتري لكن أكل الضرب ده واترمي في السجن ده اللي مش ممكن اتقبله أبدا

***

على الجانب الآخر تقدمت «نور» وسألت الملكة عن خالها:
- ماشوفتيش خالو يا يارمايار
هزت رأسها بمعنى "لا" وأجابتها قائلة:
- لا مشوفتوش، من الممكن أن يكون ذهب إلى العمل مبكرًا
شعرت الصغيرة بالقلق وقالت بتوتر شديد:
- بس خالو مراحش بلبس الشغل، وكمان مخادش الموبايل معاه
ابتسمت الملكة ومسحت على رأسها بحب قائلة:
- سأتحدث مع مدير مكتبه هاتفيًا لكي أتأكد هل ذهب إلى العمل أم لا

بالفعل أمسكت هاتفها وهاتفت مدير مكتبه الذي انتفض من مكانه بمجرد سماع صوتها وردد بتلعثم:
- أمركِ مولاتي
نظرت إلى الصغيرة ورددت بتساؤل:
- هل حضر مراد إلى العمل اليوم؟
- لا مولاتي، لقد تعجبت من ذلك فهناك الكثير من العمل في انتظاره
بدأ القلق يتسرب إلى قلبها هي الأخرى ورددت بجدية:
- شكرا قيرار

انهت المكالمة معه ونظرت إلى الصغيرة بوجه قلق قبل أن تقول بتردد:
- لم يذهب إلى العمل اليوم، هنعمل ايه؟
فكرت الصغيرة لبعض الوقت قبل أن تقترح:
- مش فيه كاميرات برا القصر! ممكن نشوف هو ركب مع مين ونجيبه
هزت الملكة رأسها ووافقت على ما قالته:
- نعم نعم هذا صحيح هيا بنا

نهض الاثنين واتجها إلى مدير الأمن الخاص بالقصر وطلبت منه الملكة مراجعة الكاميرات، نفذ ما أمرته به وعلموا رقم سيارة الأجرة التي استقلها، هنا أمرت الملكة بإحضار هذا السائق في الحال وبالفعل ما هي إلا عشرون دقيقة وكان السائق أمامها وردد بخوف:
- الملكة بنفسها! ماذا فعلت
نهضت الملكة من مكانها واتجهت إليه قائلة بتساؤل:
- استقل سيارتك شاب صباح اليوم، هو شاب وسيم واستقل سيارتك من أمام القصر
صمت السائق لبعض الوقت لكي يتذكر هذا الشاب وما إن تذكر حتى قال على الفور:
- نعم لقد تذكرته، أوصلته إلى محل ملابس في منتصف المدينة

اتجه مدير الأمن على الفور إليه وطلب منه اسم هذا المكان وبالفعل قام بإعطائه فطلب هو من الملكة البقاء وسيتكلف هو بالأمر لكنها رفضت وأصرت على الذهاب معه.

تحرك موكب ضخم بالملكة التي كانت تجلس بسيارتها الخاصة وبجوارها «نور» التي رددت بقلق:
- خالو لو بيشتري حاجة كان زمانه رجع لكن هو اتأخر أوي
نظرت إليها الملكة وربتت على يدها بابتسامة لكي تبث الطمأنينة في قلبها قائلة:
- لا تقلقي مفعوصة سنجده، سوف يكون بخير

وصل موكب الملكة إلى هذا المحل وتم سد الطريق بأكمله، دلف العديد من الحرس إلى هذا المحل ليقوموا بتأمينه ثم دلفت الملكة وبجوارها «نور» ومدير الأمن ليخرج البائع في تلك اللحظة وهو يقول بقلق وخوف:
- ملكتي! هذا شرف لي، زيارتك تلك سوف تكون علامة مميزة لهذا المكان
اقتربت منه الملكة ورددت بتساؤل:
- اين مراد؟
رفع البائع أحد حاجبيه وردد بتساؤل:
- مراد من؟
عقدت ذراعيها أمام صدرها ورددت بجدية:
- شاب وسيم حضر إلى هذا المكان صباح اليوم، إنه يتحدث أحيانا لغة غير مفهومة وهو المستشار الخاص بي
اتسعت حدقتا البائع بصدمة عندما تذكر هذا الشاب الذي أبلغ عنه الشرطة وردد بداخل نفسه:
- يا ويلي ماذا فعلت! ستقطع رأسي لا شك في ذلك، يا ليتني لم أفعل ما فعلت

هنا رفعت الملكة صوتها وقالت بغضب:
- هل أكلت الهرة لسانك! تحدث أين هو
ابتلع غصة مريرة في حلقه وردد بخوف واضح:
- لقد...لقد أتى صباح اليوم وعندما سألني عن سعر سترة أخبرته أن ثمنها خمسون نقطة من القوة لكنه غضب كثيرًا وكاد أن يضربني لكنه رحل في النهاية، لم أكتفي بذلك بل أبلغت الشرطة وقاموا بالقبض عليه
اتسعت حدقتاها بصدمة ورددت بنفس الغضب:
- سترة بخمسون نقطة! هل تعلم أن سترتي تلك ثمنها لا يزيد عن تسع نقاط؟ أنت سارق ولكن سأحاسبك بعد أن أعثر عليه

أشارت إلى مدير الأمن وأردفت بجدية:
- ألقي القبض عليه وتحفظ عليه حتى أملك الوقت لمحاسبته
هز رأسه وأردف بجدية:
- أمركِ مولاتي
أشار إلى رجلين من الشرطة لكي يتحفظوا عليه ثم اتجه معها إلى الخارج حيث الموكب الضخم الذي انطلق بعد أن استقلت الملكة سيارتها.

انطلق الموكب إلى نقطة الأمن الموجودة بالمدينة وما إن وصلوا حتى ترجلت الملكة ومن معها من السيارة وصعدت إلى الأعلى وسط صدمة من الجميع فهم لم يتوقعوا حضور الملكة، كانوا يقفون على شكل صفين دون حركة وتسير هي في المنتصف، سارت حتى وصلت إلى أحد الضباط وقالت بغضب واضح:
- من الذي ألقى القبض على مستشاري!
تذكر الضابط أن «مراد» أخبر الضابط المسؤول أنه مستشار الملكة لكنه لم يصدقه وقاموا جميعًا بضربه لذلك اتسعت حدقتاه وقال بصدمة:
- الضابط المسؤول هو أليسون وهنا مكتبه
أشار إلى مكتبه فتحركت هي وخلفها مدير الأمن و«نور».

سارت حتى وصلت إلى مكتبه ثم فتحته بقوة دون أن تطرق على بابه فنهض هو على الفور قائلًا:
- جلالة الملكة! تفضلي
دلفت إلى الداخل بغضب شديد وضربت بيدها على المكتب قائلة:
- أين مستشاري الذي قمت بإلقاء القبض عليه؟
اتسعت حدقتا «أليسون» بصدمة وردد بخوف واضح:
- مراد!
هدرت فيه بصوت مخيف:
- نعم مراد أين هو

شعر الضابط كثيرًا بالخوف لأن الملكة إن رأت حالة «مراد» لن تتركه في تلك الوظيفة ومن الممكن أن تحوله للمحاكمة، ابتلع ريقه ولعن نفسه لأنه لم يصدقه عندما أخبره أنه مستشار الملكة لكن لا مهرب الآن وعليه تحمل ما تسبب به لذلك قال بنبرة تحمل الخوف والتردد:
- إنه بالزنزانة، صدقيني مولاتي لم أعرف أنه المستشار، لقد تهجم على أحد البائعين وهذا هو عملي الـ ...
أوقفته بإشارة من يدها ثم نظرت إلى مدير الأمن قائلة:
- أذهب وأحضره إلى هنا في الحال

أسرع مدير الأمن ومعه العديد من ضباط الشرطة إلى الزنزانة وفتحوها بقوة، في تلك اللحظة انتفض «مراد» في مكانه ونظر إليهم بخوف قائلًا:
- أنتوا هتعملوا ايه؟ احيه هتعدموني! اتركوني أنا بريء
اقترب منه مدير الأمن وردد بجدية:
- لا تقلق أيها المستشار، سوف نخرجك من هنا، الملكة بانتظارك
نهض هو على الفور وتحرك معهم إلى مكتب الضابط، ودلف إلى الداخل وهو يقول بتألم:
- أها يا ضهري يانا، مكانش يومك يا مراد

أسرعت الطفلة إلى خالها وحضنته بحب شديد قائلة:
- خالو حبيبي الحمدلله إنك كويس
ابتسم ومسح على شعرها وهو يقول بمرح:
- متخافيش يا حبيبتي، خالك اتضرب واتعدم العافية لكن مقالش اااه أبدا
وفي تلك اللحظة وضع يده على ظهره وقال بتألم:
- اااه يا ضهري
نظرت الصغيرة إلى خالها وقالت بسخرية:
- واضح يا خالو واضح

اتسعت حدقتا الملكة وأسرعت إليه لترى وجهه الملئ بالجروح والدماء ورددت بتساؤل:
- من الذي فعل بك هذا؟
رفع رأسه ورمق الضابط بغضب وهو يقول بتوعد:
- البغل اللي وراكي ده هو والظباط اللي معاه، ومش بس كدا ده اتنمر عليا وقال إني قبيح، صاحب وجه التونة بيقول عليا قبيح، ده أنا البنات بتجري ورايا ياض قال قبيح قال

التفتت الملكة ووجهت بصرها إلى هذا الضابط بغضب شديد ورددت:
- أنت الآن موقوف عن العمل أنت ومن تسبب بجرح لمستشاري، ليس هذا فقط بل سوف تحولون إلى المحاكمة العاجل
حاول الضابط التحدث لكنها أوقفته قائلة بغضب واضح:
- لا أريد كلمة واحدة، ما قلته سينفذ
نظرت إلى مدير الأمن وأردفت بجدية:
- تابع عملك مع هؤلاء، نفذ كل ما أمرت به
- أمر جلالتكِ

اقتربت الملكة من «مراد» ووضعت يدها على وجهه وهي تقول بأسف:
- اعتذر عن ذلك مراد، هل تشعر بالألم
نظر لها بشرود وإلى يدها التي مازالت ملامسة وأردف:
- أنا كنت أشعر بالألم لكن بعد ما حطيتي ايدك على وشي مبقتش حاسس بحاجة، ايدك اجمد من بنادول وربنا
أسرعت وسحبت يدها بحرج قبل أن تقول:
- هيا بنا سنعود إلى القصر وهناك سنجري كافة الفحوصات لنتأكد أنك بخير
ابتسم ابتسامة واسعة وردد بهدوء:
- أنا بخير يا مزتي لا داعي للفحوصات
ثم تحرك تجاهها خطوة لكنه صرخ وأمسك كتفه وهو يقول:
- لا لا لست بخير، هيا بنا نجري الفحوصات علشان العيال دي ايدهم تقيلة الصراحة، بس أنا ضربتهم
رفعت الصغيرة رأسها وقالت بابتسامة ساخرة:
- ما هو باين على وشك يا خالو

رفع أحد حاجبيه وقال بعدم رضا:
- اشمتي فيا كدا لغاية ما هيطلع كلب بلدي يجري وراكي ويلحسك التراب يا مفعوصة أنتي

استجمع قواه وحاول السير بجوار الملكة وساعدته هي على ذلك وقامت بإسناد يده لكي يستطيع المشي لكنه توقف بعد أن شعر بدوار وردد بخفوت:
- ايه ده الدنيا بتلف بيا ولا أنا جالي ارتجاج!
وفي تلك اللحظة فقد الوعي وسقط أرضًا في الحال مما جعل الملكة تصرخ قائلة:
- مراااااد


يتبع الفصل العاشر اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent