رواية نسم بقلب عاشق الفصل السادس والأخير 6 بقلم ولاء محمود

الصفحة الرئيسية

     رواية نسم بقلب عاشق  الفصل السادس والأخير بقلم ولاء محمود


رواية نسم بقلب عاشق الفصل السادس والأخير

جاحظة العينين.. تُري أَكان هذا حُلماً أم واقعاً.. للحظة ظنّت ان الحظّ أبتسم لها فهاهي وجدته آخيراً… او هو الذي وجدها حقاً…
ولكن استعادت رُشدها عند علمها بإخفائه الحقيقة عنها كل ذلك الوقت….

أمّا يامن مازال يقف يستعيد بذهنه ماكتبه أخيراً لها..ليُردف بهمهمات وكأنه يقرأ لنفسه الخطاب من جديد… :

( "سأُخبركِ سرّيَ الصغير…. كُنتُ ذلك الطفل المُشتت فاقد للأمان بحاجةٍ إليه اقبع بليلة ماطرة.. برعبٍ ينهُش بجسدي الصغير. لم أُبالِ سوي بشئٍ واحد.. تلك السيّده والدتي التي تمنّيتُ ان يرفع الله عنها الداء… فاتيتِ انتِ كمُنقذتي من هلاكٍ مُحدقٍ… اظن أنّه قد تبادر إلى ذهنك الآن ذلك الأسم..
"يامن"...
نعم " نسم قلبي" انه انا ذاك الطفل… افتقدتُك عدّة مرّات سألتُ عنكِ إلى أن إضطُررت إلى السفر خارجاً لاستكمال دراستي… ولكنكِ لم تُبارحِ بالِ يوماً… هل فكّرتِ ان تسألِ عنّي ولو لمرّة…، عُدتُ بعدها تفقدتُ أثرُك… وجدتك أخيراً..، وقبل أن أخبركِ الحقيقة… وجدتُ صبياَ يبكي قائلاً "امي"...
بعدها اتيتي انتي فعلمتُ ان حياتك أصبحت ذا معنى.. إذ وجدتي الاستقرار في الأسرة.. وانا ها هنا تائه مشتت ابحث عنك.. بأحلامي…. ابحث عن تلك الطفلة..التي انتشلتني يوماً من أوجاعي..
نعم فأنتي كنتِ ومازلتِ "رائعتي" …

وأنا ذلك "الغريب المُتعجرف"......

ما إن أنهت ذلك الخطاب الذي هو بمثابة إعتراف منه.. طوته كما كان ووضعته علي المائدة واطرقت رأسها باسفٍ مُدمعة العينين…
إلى أن شعرت بتلك اليد التي وُضعت على كتفيها..
فأردفت بتلقائية..باسمه قائلة:.. يامن!!

ليجلس جانبها بالمقعد المُجاور.. قائلاَ لها :
أنا آسف… اني خبّيت عليكِ الوقت ده كله.. بس انا خبيت عليكي عشان افتكرتك اتجوزتِ، بُصي انا بقالي فترة كنت بحلم بكوابيس مُخيفة وانتي كنتي بتظهري فيها بشكل بيتعبني نفسياََ يمكن ده اللي خلاني ارجع ولما انقذتك كنت ناوي اختفى من حياتك تاني.. بس مقدرتش.. او الصراحة لما عرفت انك متجوزتيش قولت يمكن قدامي فرصة… وانا قررت استغلها..
وصدقيني مكدبتش عليكي في حاجة ومقدرتش اكدب عليكي..

كفكفت عبراتها مُردفة له :
لأ انت كداب ضحكت عليا و استغلتني و مش مسامحاك… ومش عاوزة اشوفك تاني…
همّت ان تذهب.. لُيمسك يديها يشدد عليها قائلاً:
طيب اقعدي ونتفاهم… متسبنيش كدة… ومتمشيش معيّطة..
لتنفُض يديه عن كفّها الرقيق قائلة :
اوعي ايدك ومتورّنيش وشّك تاني..
احتدت نظراتهم… بدأ مَن بالمكان ينظرون إليهم وبدأ يأتي العديد من الاشخاص مُتدخلين فتركها هو لـ تذهب…
قائلاً:
طيب انا عملت ايه لكل ده!!
ثمّ استقام من مكانه مغادراً يحمل خيبته…..

********
رنّ هاتفه مُعلناً عن ذلك الاسم.. ليعلم جيداََ أنّه ذلك الشاب"علي" المُكلّف بمراقبة المدعو "حمدي"...
ليُجِيب على الهاتف قائلاً: خير ياعلي في ايه.. وانجز عشان انا جايب أخرى..
ليُخبره الشاب بما علمه…، فيغلق يامن الخط مُقرراً شيئاً عليه فعله…. وعليه التَحرّك الآن فـ نسم بخطر مُحدق…

قام "يامن" بمقابلة "مسعود" بالشركة الذي يعمل بها وهو يترأس منصب نائب المدير…
فهتف يامن قائلاً :تمام دخلوه….
بعد أن دلف مسعود إلى الشركة.. فقابله يامن قائلاَ له :
اقعد يا مسعود تحب تشرب حاجة..
… لـ يردف له الرجل:
لا يابيه انا عايز امشي مش كفاية جاي هنا بالعافية من غير رضايا….
ليُردف يامن وقد هبّ من مجلسه قائما بالسير حول مقعد الرجل قائلاَ:
لاً اسمها جاي برضاك عشان لو مكنتش جيت كان هيطلع الفيديو ده للبوليس وكان هيتقبض عليك…
ثم قام بالضغط على الزر فظهر به الرجل وهو يتسلّم عدّه رزم من المال بالخفاء من حمدي…
أجفل هو بارتباك مُحاولاَ التملّص من الرد إلى أن قال اخيراً:.
باشا انا هقولّك على كل حاجة…بس متحبسنيش..

*******
اما عند نسم دلفت إلى الفيلا…
هرولت إلى غرفتها فلا طاقة لها بمقابلة ماتُدعي ريهام..
إلى أن أغلقت باب غرفتها وأخذت تبكي.. كما لم تبكي من قبل…
مُردفة وسط دموعها :
يعني انت شايف اني مسألتش عليك خالص غبي.. انا كنت كل يوم بروح الدار ومش بلاقيك وبعدها بابا قالي انك سافرت…
بس انا مش هغفرلك كدبك عليا ده….

******
استطاع " يامن "بطريقة ما.. أخذ الأرشيف الخاص بكاميرات المراقبة.. ليثبت قول مسعود في اتهامه إلى حمدي… بقوله أن السيارة التي كان يقودها أثناء الحادثة التي وقعت لـ "نسم" كانت إحدى السيارات التابعة إلى حمدي…
وإثبات مرور تلك السيارة بإحدى الكمائن على نفس طريق السفر وبنفس التوقيت الذي تواجدت به نسم…

********
عند نسم باتت الأيام كئيبة بطيئة… وكأن الوقت أصبح لا يَمر…
أفتقدته… علمت أخيراً أن ذلك "الغريب المُتعجرف" هو يامن…، هو من انقذها.. هو من يبعث لها يومياً مشروبها على مذاقها الخاص المُفضّل..
روتين يومها لم يتغيّر به شيئاً.. تذهب للمشفى تُنهي عملها..
تعود إلى منزلها مُتحاشية الجدال مع ريهام..
ولكن ما يُهوّن على قلبها قليلاً..؛ ذلك الكارت الذي دائما يكتب به بضع كلمات… يحثها دوماَ أن تبقى بخير ويُنهيها بكلمته المعتادة "رائعتي"...

فوجئت بذلك يوم..طرقات عدّة تصدح على باب منزلهم
لتتفاجأ بالعديد من الجنود يترأسهم شخصاَ ما يُردف قائلاً:
معانا امر بالقبض عليكي يامدام "ريهام" بإذن من النيابة..
فتطلق تلك الصرخات قائلة:
لآ انا مش هروح معاكم في اي مكان غير لما اعرف تُهمتي ايه!! أنا معملتش حاجة…
فيُردف ذلك الشخص: اتفضلي معانا لما تروحي هتعرفي…

**********
بقسم الشرطة…
… عندما تم مواجهة كلاَ من حمدي وريهام… بعد أن أدلى مسعود بأقواله.. حينما أشار بأصابع الاتهام إلى حمدي..
لـ تتضح الحقيقة كاملة…
"هي اللي اتفقت معايا على كل ده عشان اخد ورثها..، ايوة هي قالتلي بعد ماجوزها مات وابنه مات كدة الورث هيتقسم على اتنين بس وعشمتني اما تاخد الورث بعد موت" نسم" هانتهني بيه انا وهيا.."
أردف بها حمدي أمام التحقيقات…
لتصرخ به ريهام قائلة :
ده كداب محدّش يصدقه هو اللي كان عاوز يتجوزها وياخد نصيبها من الورث وتتنازله عنه..
ليقاطعها حمدي بتلك الكلمات:
طيب انا لو كدبت في دي قوليلهم بقى انك كُنتي السبب في موت" عمّار" اخو" نسم"...،
وقولتيلي انك كنتي السبب في موته وفي حادثة العربية اللي حصلتلهم عشان تاخدي نصيبه هو كمان.. بس للظروف ابنه هو اللي عاش وخطّتي تخلصي منهم هما الاتنين "نسم وعمر" مرّة واحدة…
وما إن أنهى كلماته.. اجهشت "ريهام" بالبكاء..
واعترفت بكل ما اقترفته من جُرم بحق هذه العائلة من اول عملها بالمشفى ومعرفتها بظروف دكتور "مصطفى نيازي"
والتودد إليه طمعاً بالزواج منه وأخذ كل مايمتلكه شرعاً وقانوناَ إلى النيه بالخلاص منهم جميعاََ بطرق غير مشروعة بما فيهم "حمدي"

……
تم بالأخير إستدعاء نسم و الإدلاء بإفادتها..
وقعت تلك الصدمة به يامن عند متابعته لمجريات الأمور وعند علمه باستدعاء النيابة لها … نسم قلبه.. ذهب مسرعاً
إليها وقام بمقابلتها.. وأخبرها بكل شئ وأنها عليها التماسك… للأخذ بثأر أخيها من تلك المرأة فاقدة الآدمية….
أردف لها بأسف:
بعد ماتقولِ كل اللي تعرفيه ويقفلوا المحضر… تقدري ساعتها تروّحي وتنهاري زي ماانتي عايزة لكن قبل كدة لا..
لازم تبقى قوية عشان حق اخوكِ. و"عمر" ابنه…
قام بإيصالها إلى القسم وبعد أخذ أقوالها… ساعدها بالوصول إلى سيارته…
أردف لها يامن بحزن جارف على حالها:
أنا عارف انك مش مستوعبة الصدمة… بس عشان خاطري خليكي قويّة…
استجمع قواه قائلاً:
نسم انا هفضل جمبك ومش هسيبك…. انا بحبّك..
لم يسمع منها إجابة سوي تلك الشهقات التي تتبعها بآخري..
فشدّ على مقبض سيارته بألم على حالتها تلك… مُديرا مكابح سيارته عائداََ إلى منزلها لإيصالها. …

بعد مرور اسبوعين من عُزلتها الكاملة… ورفضها الذهاب للعمل.. ومكوثها بالمنزل… كل يوم يأتي يامن إليها ترفض مُقابلته…
شعرت بمدى وحدتها تكابلت عليها الصدمات… آخر ماتوقعته أن يكون أخيها توفي أثر حادث مُدبّر..

(أن تنكشف لك الحقيقة المؤلمة خيرٌ لك ان تبقى واهماً بتلك الأكاذيب مُصدقاَ إيّاها…)
لعل كل أمورنا خير من الله..

أصرّ اليوم على مقابلتها.. فعزم على الصعود إليها…
فأبلغتهم بموافقتها رؤيته…
هبطت الدرج بتثاقل واضح عليها في لمحته الأولى بها رآها شحبت وفقدت الكثير من وزنها.. وكأنها شاردة بشئٍ آخر..
أردف لها يامن بثباتٍ وحزم عازماً ان تسترجع نشاطها.. ضحكتها العذبة وضوء روحها الساطع الذي ايقظه من ظُلماته لـ يدرك ان للحياة لحظاتٍ لم تُعاش بعد ورسالة لم يؤديها وقلبٍ سيُنعّم بدفء الأمان عمّا قريب..
_"هتفضلي كده لغاية إمتى"؟!
الصمت المُعتاد…
ارتفع صوته غضباَ قائلاً:
يا نسم.. الحياة مبتُقفش على حد… انتي مكنتيش بتحبيها ومع ذلك اتصدمتي انها تعمل كدة…
لكن احمدي ربنا انه عوضك بعمر وهو الوحيد اللي نجا من الحادث ده…، احمدي ربنا إنه بعتلي إشارات انا مكنتش فاهمها لكن ربنا نوّر بصيرتي و جيت في الوقت المناسب وكنت سبب في إنقاذك..

شوفي انتي بتعملي خير في حياتك كتير ازاي وهو اتردلك دلوقتي…، ارجعي لحياتك عشان المرضى اللي محتاجينك وعمر وعشاني…

أنهى عبارته قائلاَ :
قدامك كام يوم تستجمعِ فيهم نفسك عشان خلاص مش هسيبك اكتر من كدة وتضيعي منّي.. بعدها هتلاقيني جاي بالمأذون

عند نطقه لتلك الكلمة رمقته بدهشه يتخللها العصبية..
ليؤكد عبارته بعدها قائلاً:
ايوة المأذون متستغربيش بس ده اللي هيحصل وهتشوفي وانتي عارفة اني اما ابقى عاوز حاجة تحصل بتحصل ازاي…
لـ يتركها تتخبط بمشاعرها مغادراََ المكان بأكمله…

بعدها عدّة ايام أُخريات…
أحسّت بتلك الحركة الغريبة بالفيلا..
هرولت مسرعة إلى أسفل لتتفاجأ بعدة أشخاص بمنزلها يهيئونه لامرٍ ما… ارتابت قليلاَ بداخلها.إلى ان صعدت فتاه إليها مُحمّله بأدوات تجميل خاصّة بالنساء قائلة:
استاذ "يامن" موصّيني على حضرتك.. ثم سحبتها من يديها
وكل ذلك وهي بإندهاش لم تنبث ببنت شفة…
إلى أن فُتح باب غرفتها ركض إليها عمر قائلاً:
ايه رأيك في بدلتي دي يامن جابهالي وساعدني اني البسها وهو كمان قالي انه زمانه جاي وقالي اقولك متتأخريش…

تفاجأت هي بتلك الحفلة البسيطة التي جهزّها هو لها.. و ذلك فستان الزفاف الأنيق.. و صديقتها نهى.. ووالديه. والقليل من زملائها بالعمل...
ليُردف لها بسعادة :
قولتلك اني مش هسيبك تضيعي مني بعد مالقيتك… انتي نصيب فرحتي من الدنيا دي.. حقي اللي مش هسيبه ابداَ.
لتردف له برقّة وحيرة قائلة :
بس يعني… انت متأكد انا أصلاً رافضة عشان السن وكدبك عليا وكل حاجة…
قاطعها هو بنبرة حاسمة:
بصي لحد هنا وانا سكتلك كتير بقى سن ايه وكدب ايه… بصي المأذون تحت متهزريش.. يلاّ
لتتشبث بخطوتها رافضة التحرك معه مقررة مشاكسته أخيراَ:
وانت مفكرتش قبل ماتعمل كل ده اني أرفض مثلاً..!!
ليُردف لها بقلة صبر :
_ لأ مفكرتش… انا صارف عليكي مشروب لبن بالشيكولاته لو حوّشتهم كنت اشتريت لي بيهم عربية… والله اطالبك بيهم واعملك فضيحة هنا…
لتنفلت تلك الضحكة منها قائلة :
لأ خلاص وعلى ايه قلبك ابيض يلاّ بينا
أردف هو بمشاكسة ايضاً:
أيوة كدة ناس مبتجيش غير بالعين الحمرة.
أتبعها بإبتسامة عشق جارف نال منه سنين مُردفاً:
يلاّ يا نسم حياتي...رائعتي..

تمت رواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات
google-playkhamsatmostaqltradent