Ads by Google X

رواية شركة المنقذين المحدودة الفصل الرابع 4 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

الصفحة الرئيسية

   رواية شركة المنقذين المحدودة الفصل الرابع بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد


رواية شركة المنقذين المحدودة الفصل الرابع 

فُتحت البوابة الخاصة بالإنقاذ وتقدم «مراد» من خلالها بملابسه الحمراء، عبر إلى الجهة الأخرى فوجد فتاة تقف أعلى سطح منزل وتهدد بالانتحار وفي الأسفل يقف الكثيرون، نظرت تلك الفتاة إليهم وقالت بنبرة تحمل التهديد:
- لو مقبلتوش محمود أنا هنط دلوقتي

ابتسم بمجرد سماعه لتلك الجملة وتأكد أنه بالفعل على أرضه، خلع خوذته ووضعها أرضا وهو يقول بهدوء:
- معلش يا بنتي مش مكتوبلك تتجوزي محمود
وضع خوذته وركض بسرعة إلى الأسفل وخرج من هذا العقار، وقف أمام سيارة أجرة وأوقفها وهو يقول بجدية:
- أي قسم قريب من هنا ياسطا
استقل المقعد الأمامي بجوار السائق الذي نظر إليه بتعجب شديد بسبب تلك الملابس فنظر إليه ليقول بصرامة:
- أنا المقدم طيف أيمن وفي مهمة تنكرية بتبصلي كدا ليه!
اتسعت حدقتا السائق وانطلق على الفور وهو يقول:
- آسف يا باشا اللي ما يعرفك يجهلك
في تلك اللحظة تذكر أنه لا يملك المال فقرر التصرف على طريقته وما إن أوصله السائق إلى قسم الشرطة نظر هو إليه وقال بجدية:
- طبعا بما إني كنت في مهمة ومتنكر أكيد مش معايا فلوس، أنت بتوصيلك ليا خدمت البلد ولا هتقول عايز فلوس وتاخد حق خدمتك لبلدك!
رفع السائق يديه أمام وجهه وردد على الفور:
- لا يا باشا دي بلدي بردو، الله يعينك
- جدع

تركه وترجل من السيارة ثم انطلق إلى الداخل وأوقف أحدهم قائلًا:
- فين مكتب مأمور القسم
رفع أحد حاجبيه وردد بسخرية:
- مأمور القسم مرة واحدة! تعالى مكتبي أنا المقدم خالد الجيار أما نشوف حكايتك
بالفعل اصطحبه إلى مكتبه وجلس هو على كرسيه وأشار إليه لكي يجلس أمامه وما إن جلس حتى قال «خالد»:
- ها عايز مأمور القسم في ايه؟ شكل فيه حاجة مهمة
هز رأسه بالإيجاب عددة مرات وقال بلهفة:
- أيوة فعلا يا باشا حاجة مهمة جدا، أنا شقتي ولعت امبارح وكنا هنموت وفجأة اتفتحت بوابة من عالم تاني ودخل منها حد لابس أحمر في أحمر وأنقذنا، روحنا هناك بقى طلعوا شركة اسمها شركة المتقذين المحدودة وقابلنا الملكة بتاعتهم وقالت إننا أنا وبنت أختي لازم نقعد اكتر من سنة نشتغل علشان نستحق الإنقاذ ده، الملكة دي شكلها مفترية، بعدها صحيت النهاردة روحت استلم الشغل وبعتوني هنا انقذ حد بس هربت وجيتلك يا باشا علشان تيجي معايا وننقذ بنت اختي، هم في عالم تاني غير بتاعتا زي كوكب تاني كدا وفيه بوابة مفتوحة في المكان اللي جيت منه
عاد الضابط بظهره إلى الخلف بابتسامة واسعة قبل أن يقول بسخرية:
- أنهي نوع مخدرات عمل معاك الشغل الجامد ده؟
اتسعت حدقتاه بصدمة مما يقول وقال بخوف:
- لا يا باشا أنا مش بشرب مخدرات ولا حاجة من دي، اللي بقوله صح وحصل وهم فعلا في عالم تاني واللي ماسك الشركة هاري كين
تقدم واستند بيديه على المكتب وهو يقول بابتسامة:
- هاري كين اللي ماسك الشركة! لا لا ده باين عليه صنف جامد أوي، أنت وقعت ولا الهوا اللي رماك؟
فرك فروة رأسه بحيرة قبل أن يجيبه:
- بوابة شركة المنقذين هي اللي رمتني يا باشا
نهض من مكانه والتف حول المكتب وهو يقول:
- لا لا ملهمش حق الصراحة، ولييييد!
في تلك اللحظة دلف أحد رجال الشرطة وأدى التحية العسكرية وهو يقول:
- أيوة يا فندم
أشار الضابط إلى «مراد» وقال بابتسامة:
- خده على الحجز علشان لما ارجع افوقله، ليلته فل إن شاء الله
نهض «مراد» وتراجع إلى الخلف بظهره قائلًا:
- حجز ايه يا باشا أنا بقول الحقيقة، لا مينفعش اتحبس بنت اختي هناك لوحدها

اخذه ضابط الشرطة وألقاه في زنزانة فارغة ثم اغلق الباب ورحل بينما بقى هو ونظر حوله بحزن شديد قبل أن يقول:
- ايه اللي أنا عملته ده! ما أكيد طبعا مستحيل حد يصدق، يلاهوي ده ممكن يعذبوا نور ويشيلوا ضوافرها علشان ينتقموا مني، يارب عديها على خير أنا غلبان

ظل مكانه لبعض الوقت قبل أن يغرق في النوم وأثناء نومه فُتحت بوابة أخرى أمامه وانبعث منها ضوء شديد وتقدم من خلالها شخص آخر ويرتدي تلك الملابس الخاصة بالشركة.

في تلك اللحظة فتح «مراد» عينيه وما إن وقعت عينيه على هذا الرجل حتى صرخ بصوت مرتفع وهو يقول:
- ابليس!! ابعد عني
خلع هذا الرجل خوذته ليكشف عن هويته، هنا هدأ «مراد» وفهم أنهم شركة المنقذين وهم هنا من أجله، تنفس بارتياحية وقال بهدوء:
- ياااه يا هاري، كويس إنك جيت أنا أول مرة اترمي في السجن هنا، هيا بنا نذهب
بالفعل نهض وتحرك معه إلى الجهة الأخرى وما إن وصل حتى قال «هاري» بتحدي:
- كان هذا اختبار لنرى هل ستتصرف كعامل بالشركة أم أنك ستهرب وها أنت قد فشلت وعقاب ذلك مضاعفة مدة البقاء هنا على كوكبنا
اتسعت حدقتاه بصدمة ووضع يديه على وجهه وهو يقول بحزن:
- يخربيت غبائك يا مراد حبيت تكحلها عميتها خالص، أنا نحس من يومي أصلا مش هستغرب
ابعد يده عن وجهه ونظر إليه بقلة حيلة قائلًا:
- بص أنا حياتي باظت خلاص، ضربوا الاهبل على دماغه قال مجنون مجنون، أنا مستعد للعمل هيا بنا

مرت ساعات العمل على «مراد» كالسنوات فهو قد كره العمل منذ أول يوم فهو لا يفعل شيء سوى الانتظار لكي يقوم بإنقاذ أحدهم، اتجه أخيرا إلى «هاري» وفرد يده أمامه قائلًا:
- أين العشر نقاط؟
نهض من على مقعده وأجابه بجدية:
- نقاط القوة تصلك بمجرد انتهاء ساعات عملك، لقد وصلوا إليك بالفعل
نظر «مراد» إلى عضلات يده ورفع أحد حاجبيه قائلًا:
- فعلا حاسس إن العضلة زادت شوية، خلصانة سأرحل أنا

بالفعل تركه واتجه إلى مطعم كان في طريقه، دلف إلى الداخل واقترب من أحد العمال قائلًا:
- ممكن المينيو
فرك هذا الرجل فروة رأسه بعدم فهم فأسرع «مراد» ووضح له:
- خلاص ياعم أريد قائمة المأكولات حلوة الصيغة دي؟
هز الرجل رأسه وأعطاه ورقة كبيرة بها الكثير من أصناف الطعام وبدأ في اختيار المناسب منا قبل أن يشير للعامل على ما يريد وبعد وقت قليل انتهوا من تجهيز الطعام وأعطاه العامل حقيبة بها ما طلبه قبل أن يقول:
- نقطتان من القوة
هز رأسه بالإيجاب وفرد ذراعه قائلًا:
- لا أعلم كيف ستأخذ النقاط لكن ها هي يدي
ابتسم العامل وأردف بجدية:
- لا يجب أن تقول لقد أذنت لك بالحصول على نقطتين من القوة وستذهب إلي مباشرةً
فعل «مراد» ما قاله العامل ورحل بالطعام إلى القصر مرة أخرى ودلف إلى الداخل قبل أن يقف ويقول بحيرة:
- هو أنهي سلم بيودي على الأوضة! ايه القصر الكبير ده أنا شكلي هتعب وهتوه هنا، أنا هعمل حادي بادي واللي هيجي عليه هطلع منه وخلاص بقى

أشار بإصبعه على السلم وردد:
- حادي بادي كرنب زبادي شالو حطو كل على دي، يا كتكوت روح السوق هات البيضة من الصندوق أوعى تاكلها طق تموت
أشار إصبعه على السلم الذي كان يوجد في المنتصف فابتسم وقال:
- هو ده
وبالفعل صعد هذا السلم الكبير وسار في ممر طويل للغاية وكان على جانبي هذا الممر الكثير من الحراس، أخذ يبحث عن غرفته إلى أن وجد باب مطلي باللون الذهبي وتردد قليلًا فهو يتذكر أن باب غرفته لونه قريب من هذا اللون لكنه لا يتذكر جيدا هل هي غرفته أم لا.

فرك فروة رأسه بتوتر ثم اتجه إلى أحد الحراس وردد بتساؤل:
- اين غرفتي! يوجد الكثير من الغرف في هذا القصر
لم ينظر إليه الحارس وظل موجهًا بصره إلى أمامه فرفع «مراد» حاجبيه ونكزه في كتفه قائلًا:
- أنت ياعم رد عليا
لم يجيبه وظل على حالته تلك وكأنه صنم مما أثار غضب «مراد» الذي قال بعدم رضا:
- ثكلتك أمك، أنا هخش الأوضة واللي يحصل يحصل بقى

بالفعل تقدم ووضع يده على مقبض الباب وقبل أن يفتحه صرخ جميع الجنود صرخة رجل واحد ونزعوا أسلحتهم ووجهوها مباشرةً إلى رأسه، في تلك اللحظة سقطت حقيبة الطعام من يده ورفع يديه إلى أعلى وهو يقول بخوف شديد:
- ايه يا رجالة كبرتوا الموضوع والله
فُتح الباب على مصراعيه وخرجت الملكة لتجد الجنود مُلتفين حول «مراد» ويوجهون أسلحتهم إلى رأسه، اسرعت واتجهت إليهم قائلة:
- ماذا حدث؟ ابتعدوا عنه

ابتعدوا على الفور من أمامه وخفضوا أسلحتهم ليقول «مراد» بخبث:
- لماذا كل هذا يا ملكة، إنهم يريدون سرقة طعامي
اتسعت حدقتا أحد الحراس وقال بصدمة:
- ماذا؟ لا لم يحدث لقد أراد اقتحام غلفة جلالتكِ
نظرت إليه وأشارت إليه قائلة بتساؤل:
- هل أردت اقتحام غرفتي؟
هز رأسه بمعنى "لا" عدة مرات وقال على الفور بعدما تذكر أن ابنة شقيقته ستكون معها:
- لا لا مفعوصة معكِ وجئت لكي اصطحبها لغرفتها
هزت رأسها بتفهم وأمرت الحراس بالانصراف قبل أن تقول بجدية:
- لن ترى مفعوصة مجددًا


يتبع الفصل الخامس اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent