رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث 3 نهاية ليلي وعمار بقلم اية يونس

الصفحة الرئيسية

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث الفصل الخاص بنهاية ليلي وعمار بقلم الكاتبة اية يونس

 نهاية ليلي وعمار من رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث 3

ولو هتروحي عني في يوم اشوفك في البكا واللوم 
_ محمد سعيد
طبعا زي ما قولتلكم قبل كدا في نهاية كل بطلين في الرواية ملهاش علاقة بباقي أحداث الرواية يعني من الحلقة الجاية هنكمل مكان ما كنا واقفين ... ⁦(✯ᴗ✯)⁩
كان في منزله شارداً بالتحديد في تلك الشقة التي يقطن بها في الإسكندرية ... 
نظر أمامه في غرفته وهو شارد يفكر فيما حدث بالأمس عندما كان عِند صديقه "شهاب" ... 
بالأمس ... 
عمار بصدمة ...
_ هي مين دي اللي ابوها وأمها أجبروها علي الجواز يا شهاب ...؟!
شهاب بحزن علي طالبته ...
_ طالبة عندي في الجامعة في كلية هندسة وبتشتغل معايا هنا اسمها " ليلي " انت مش هتعرفها يا عمار بس ...
عمار بصدمة كبيرة ...
_ معقول ...؟!! ليلي ...؟!!! 
التفت نظر شهاب له بعدم فهم لماذا هو مصدوم هكذا ...
_ انت تعرفها ....؟!
_ ها ...؟! لا ... لا معرفهاش بس اتفاجئت بس ان في أب وأم ممكن يجبرو عيالهم علي حاجه ... بس انت يعني ايش ضمنك أنها متكونش عايزة اصلا العريس وبتستعبط ..؟!
_ عاوزة اية يا ابني انت عبيط ...؟! دي كانت بتعيط وغايبة عن الشغل والجامعة من كتر ما هي مش لاقية حل تقنع بيه باباها بس انا خليتها تقنعه ...
_ "خليتها تقنعه ازاي ...؟!" سأل عمار بتوتر وفضول ...
ابتسم شهاب بخبث ليردف بضحك ...
_ وانت مالك مهتم كدا لية ...؟! 
عمار بتوتر ...
_ ولا مهتم ولا حاجه بس فضولي اعرف قولتلها أية ...؟!
_ قولتلها تقوله أنها تقول لباباها أنها تخلص ماجيستير الأول عشان يبقي ذهنها فاضي أنها ترد عليه وتقوله رأيها ، وتقدر تتعرف علي العريس زي ما هو عاوز ....
_ طب ... طب وباباها اقتنع ...؟! 
_ والله معرفش يا عمار أنا لسه مسألتهاش عملت اية ... ؟! وبعدين برضه أنا مش فاهم انت اول مرة تهتم كدا بحد مش مجرد فضول لا اكيد دا حب ... 
قالها "شهاب" بمرح وهو يقلد فيلم سمير وشهير وبهير بضحكة رنانة ... 
ضحك عمار أيضاً ، ولكن بداخلة ألم رهيب ، هو يكره أن يعترف بهاء بداخله ولكنه حقاً يشعر بالحزن أن وافقت "ليلي" علي الزواج من هذا الشخص الذي فرضه عليها والدها ... 
عودة الي غرفة عمار .... 
كان ينظر إلي الهاتف في يديه بإبتسامة حزينة ... لم يمحو بعد زكرياتهم سوياً علي الرغم من اعترافه داخلياً أنه قد محاها من ذاكرته إلا أنه لم يمحو صورهم سوياً وزكرياتهم التي عاشوها ... 
نظر إلي تلك الصورة في الهاتف عندما كانت في التراس أو البلكون عندما صورته ليلي _عندما كانت سمينة _ وهي تضحك من بلكونتها وهو علي الناحية الأخري في بلكونته يخرج لسانه بضحك للكاميرا وعيونه الزرقاء تلتقي مع موج البحر أمام عمارتهم والذي ظهر في الصورة ... 
نظر في الصورة وعيونه مليئه بالدموع والحزن ... اشتاق اليها بشدة ، اجل هو يعترف أنه اشتاق اليها وأنه بالأمس عندما رآها وابتعد دون كلام بكي بشدة في تلك الليلة حتي اغرق الوسادة من كثرة البكاء والاشتياق لها ، يؤلمه قلبه ويا ليت ألم القلب عند الفراق هيناً معظمنا إن لم يكن جميعنا جربنا هذا الألم ... 
مسح دموعه المشتاقة لها بعد فترة ، ارتدي ملابسه واتجه ليخرج من المنزل ، فهو اليوم سيذهب لزيارة أخيه عمر المتزوج ... 
رن علي عمر ليرد الطرف الآخر بمرح ...
_ عماااار والله وليك وحشه يا اخويا ... 
عمار بإبتسامة ...
_ إنت كمان وحشتني يا عمر ... عامل إية ...؟! 
_ الحمد لله كويس ، اية انت فينك الغدا جاهز من بدري مستنيك أنا والست أوزعة لمار ... 
ضحك عمار ليتابع .. 
_ كلها نص ساعة واكون عندكم والله انت اهبل وهي هبلة اكتر منك ... 
بالفعل اتجه عمار الي سيارته ليقودها نحو منزل أخيه فهو قد عزمه علي الغداء اليوم ... 
وعلي الناحية الأخري في منزل تلك الجميلة صاحبة العيون الرمادية والخصر المنحوت من التمارين الرياضية التي تحرص علي ممارستها دائماً ... 
كانت ليلي تضع السماعات في أذنيها وتتمشي علي ما يسمي " مشاية كهربائية " ... 
كانت تغني وبداخل قلبها حزن باقٍ تتمني نسيانه ولكن كيف ...؟! 
كيف تنسي شخصاً أحبته من قلبها وعلمها معني الحياه والحب ...؟! 
كانت قبله تحب او تظن أنها تحب "جاسر" مديرها في العمل ولكنها اكتشفت أن جاسر هو مجرد حب مراهقة وإعجاب ليس إلا ... هي لم تحب من قلبها سوي من أحبها وبادلها الحب من الداخل والخارج احب قلبها وشكلها وجعلها تحب نفسها معه ... ولكن كان هذا بالماضي قبل أن يكسرها بمعتقداته الخاطئه عنها وأنها تخونه ... هل هو احمق حتي يظن هذا ...؟! 
أنهت ليلي ما تفعله واتجهت لتأخذ حماماً بارداً تريح به أعصابها ....
خرجت بعد فترة واتجهت للخارج حتي تذهب الي العمل مجدداً ... فاليوم لا يوجد لديها جامعة ولكن يوجد لديها عمل في هذا المكتب ... 
بالفعل وصلت ليلي بعد فترة في الإزدحام المروري الي المكتب الذي تعمل به ....
نزلت من السيارة وصعدت الي المكتب وبدأت العمل في المخططات أمامها ... 
بعد فترة دخل "شهاب" الي المكتب ليردف بأمر ...
_ انهاردة في تنفيذ للمشروع يا مهندسين ... هنروح الموقع انهاردة تتعلمو وتنفذو المشروع بعد ما ترجعو ليا في كل خطوة هناك ... استعدو عشان كلها نص ساعة وهنتحرك اللي معاه عربية المشروع هيبقي في "****" واللي مش معاه هيركب معايا في العربية احنا كدا كدا مش كتير ... يلا استعدو ...
قالها وخرج لتخرج ليلي علي الفور فهي بالاصل معها سيارة وهي مستعدة ... 
خرجت لتلتقي ب "شهاب" يقف عند الباب بإنتظارهم ... ولكنه تفاجئ بها تخرج أولاً .. 
ابتسم شهاب لها ...
_ ازيك يا ليلي عاملة اية ...؟!
ليلي بهدوء .. 
_ الحمد لله وحضرتك ...؟! 
_ الحمد لله ، مقولتليش عملتي اية مع ابوكي ...؟!
_ قولتله اللي حضرتك قولتلي عليه وهو وافق بس بمجرد ما اناقش رساله الماجستير الشهر الجاي هرجع أميريكا علطول ... 
شهاب بحزن ...
_ ربنا ييسر لكِ اللي فيه الخير يا رب انتي تستاهلي كل خير ومتجبريش نفسك علي الجواز من حد حتي لو حساب موتك عشان الجواز بالذات مفيهوش تسرع وإجبار ... 
ليلي وهي تغلق عيونها بألم ...
_ ربنا يستر يا دكتور ... شكرا لحضرتك مرة تانية أنا هسبقكم علي الموقع ... 
أومأ شهاب لها ، لتتجه ليلي خارج المكتب الي سيارتها تركبها وتذهب الي العنوان الذي وصفه شهاب لها ....
وعلي الناحية الأخري في منزل عمر اخو عمار ... 
( بزمتك يا أختي انتي وهي موحشكيش عمر ...؟!) 
فتح عمر الباب لأخيه وسلم عليه بإشتياق شديد فأخيراً قابله بعد فترة ... 
عمر بضحك وهو يحتضن عمار .. 
_ اهلا بحضرة القبطان اللي المفروض اننا تؤام بس هو أكبر مني بدقيقة ... 
عمار بضحك ومرح ...
_ واللي اكبر منك بدقيقة ..؟!
عمر بضحك ...
_ يعرف عنك بسنة ... والله وحشني هزارنا دا اتفضل يا عم دا بيت اخوك خش بالجزمه براحتك انت اللي هتضرب في الآخر مش انا ... 
_ عووووماااااار ... انت يا زززززفت ... 
كان هذا صوت اشتقنا إليه جميعاً من فتاة قصيرة ذات شعر مجعد تُدعي ( لمار ) ... 
عمر بضحك ...
_ طب أطلقها دي بس يا ربي ولا أعمل إية فضحاني في كل مكان كدا ... 
عمار بضحك ...
_ روح شوفها يا عم انت اهبل منها أصلاً ، سبحان الله ما جمع الا ما وفق ....
اتجه عمر الي حبيبته ( لمار ) والتي كانت تتحرك بصعوبة أثر بطنها المنتفخ من الحمل ... أجل فلقد اصبحت لمار حاملاً لطفل في بطنها ...
أخذ عمر بيديها وهو يناغشها بمرح أمام أخيه الذي كان يبتسم لهما وهو يتمني أن يعيش مع من دق لها قلبه لحظه كهذة ... 
لمار بإبتسامة ...
_ ازيك يا عمار عامل إية نورت الدُنيا ... 
عمار بإبتسامة ..
_ أنا بخير يا لمار ... الف مبروك علي الحمل هو ولد ولا بنت ...؟!
_ بنت أن شاء الله ...
_ لا ولد ... 
قالها عمر بإستفزاز .. 
_ ولد وهيبقي زي أبوه عشان احنا عيلتنا مبتخلفش نِتي هيههيههيهي .... 
ضحك عمار بشدة وقد فهم مقصده فهو يقلد فيديو علي الانترنت ... 
بينما لمار كانت تنظر لكليهما بغضب وسخرية ...
_ صبررررني يا ربي ... اهو أنا يا عمار اصلا كنت مستنياك تيجي عشان اشتكيلك من عمايل اخوك اللي أنا مش فاهماها دي تقوم انت تضحك زيه ...؟! 
عمر بضحك ...
_ اقعدي انتي يا نادية انتي مش فاهمة حاجة روحي خديلك كورس في الميمز يا ساقطة ميمز ...
عمار بضحك هو الآخر ...
_ والله يا عمر يا ابني المفروض كنت تسأل عليها قبل ما تتجوزها عشان متطلعش من البنات اللي بتقول ( ألو ) في الشات .... 
لمار بغضب وهي تتجه ناحية المطبخ ...
_ أنا راحة أحط الأكل يا رب صبررررني عليك انت واخوك يا عمر يا ابن نيروز ... 
جلس عمار علي الأريكة مع أخيه عمر وهما يضحكان ويتذكران زكرياتهم سوياً ....
عمار بإبتسامة ... 
_ مقولتليش صحيح ... مراتك حامل في ولد ولا بنت ...؟! 
_ والله يا عمر هي لسه في الرابع منعرفش ولد ولا بنت بس كل اللي يجيبه ربنا خير ...
_ ربنا يكرمك يا رب يا اخويا بالذرية الصالحة ....
قالها عمار وهو شارد النظر قليلاً ...
نظر له عمر ليردف بإستغراب ...
_ عمار ...؟! انت كويس ...؟! 
عمار بإبتسامة باهتة ...
_ أيوة الحمد لله ...
_ لا انت مش كويس ... انا حاسس انك مختلف خالص عن اخويا بتاع زمان ...
_ مفيش يا عمر كل الموضوع اني متضايق شوية ... 
_ طب وساكت ... إحكي بسرعة قبل ما ست يمنة تدخل علينا وهي الفضول واخد وعاطي معاها اليومين دول تقريبا حامل في حد فضولي وشكاك من اسبوعين اتهمتني اني بخونها وانا اصلاً كنت قاعد معاها اليومين اللي قبلها ... 
ضحك عمار ليردف بمرح ...
_ ربنا هيرزقك باللي يطلع فيه اللي انت كنت بتعمله في الناس يا عم عمر ...
_ المهم بس سيبك مني ، احكي مالك في اية ...؟؟ 
تنهد عمار واخذ نفساً عميقاً ليردف بهدوء ...
_ أنا كنت بحب واحدة اسمها " ليلي " و ...
( حكي له عمار كل شيئ بداية من معرفته بها وحتي خيانتها له من وجهه نظره ) ..
عمر بغضب من أخيه ...
_ انت يا ابني مبتحرمش ...؟؟ وأقسم بالله انت عايز قلمين علي نافوخك اقولك علي حاجه ..؟! أهم القلمين ...
ضربه عمر بيديه علي رأسه مرتين متتاليتين ...
عمار بغضب ...
_ طب وإية لزمته الهزار البايخ دا يا عمر ...؟!
_ دا ولا هزار ولا حاجه دا عشان تفوق لنفسك يا اخويا ... انت مكفكش مرة واحدة لا بتكرر غلطتك تاني عادي وتخسر حد بتحبه تاني عادي ...؟! 
_ "مرتين أية وبتاع أية أنا مش فاهم حاجه ...!ء" قالها عمار بإستغراب وعدم فهم ... 
_ ايوة مرتين أنا مبحبش افتكر الموضوع دا خلي بالك بس مرتين ... مرة لما أنا زمان خليتك تشك في لمار مراتي وفعلا انت صدقت اللي حصل واللي انت بس شوفته بعينك في حين أنها كانت بريئة والمرة التانية اديك بتكررها اهو ... 
_ "تقصد انها ممكن تكون بريئة ...؟!" قالها عمار بصدمة وعدم تصديق ... 
عمر بسخرية ...: 
_ مش ممكن دا اكيد ... وبعدين يا اغبي خلق الله هو ازاي هتخونك في نفس اليوم اللي انت اعترفتلها فيه بحبك وهي كمان اعترفتلك ...؟! ازاي بقي ... أنا عايز حضرتك تكنعني ازاي ...؟! 
_ طب ما يمكن هي بتقول كدا وخلاص لكن هي علي علاقة بحد تاني يا عمر ...
_ للدرجاتي مش واثق فيها ...؟!
_ لا واثق بس ... بس أتأكد ازاي ...؟!
عمر بغضب منه ...: 
_ روح لمدير الماركة اللي كانت بتشتغل فيها ليلي وإسأله عن اللي حصل واتأكد بنفسك من كاميرات المراقبة .... بس انا رأيي لو للدرجاتي مش واثق فيها يا عمار يبقي ملوش لازمة أصلاً أنك ترجعلها تاني لأنك بتأذي مشاعر إنسانة ملهاش ذنب ، سوري يعني بس مش من الرجولة تحب واحدة وتيجي دلوقتي تقولي ما يمكن بتقولي كدا وخلاص وهي علي علاقة بحد تاني ، انت طالما اعترفتلها بحبك يبقي المفروض انت قايلاها " بحبك " وانت واثق فيها مية في المية ...
صمت عمار لبرهة من الوقت يفكر بحزن في كلام أخيه ... كلام عمر صحيح وهو يعلم هذا ولكنه أيضاً يريد التأكد من كل شيئ بنفسه حتي يطمئن قلبه ... 
وبالفعل أنهي عمار غدائه مع أخيه عمر وزوجته لمار ...اتجه الي سيارته وقادها مباشرة الي تلك القاعة التي كانت تتدرب بها لمار في الماضي علي عروض الأزياء التابعة لشركة mango العالمية ... 
نزل عمار من السيارة واتجه ليدخل القاعة وصعد الي مكتب المدير ( يحيي ) مدير فرع مصر لهذة الشركة ، 
دق عمار علي الباب ليأذن له المدير ...
دلف ليجد يحيي متواجد بالمكتب ...
يحيي بإبتسامة وقد عرفه ..
_ أهلا أهلا استاذ عمار ...
سلم عمار عليه بإستغراب ...
_ هو حضرتك تعرفني ...؟!
ابتسم يحيي بإيماء ...
_ أيوة طبعاً حضرتك اللي فهمت موضوع ليلي اللي كانت عارضة عندي غلط ... أنا مش فاهم اصلا اية اللي حصل خلاك تفهم غلط أنا كنت فرحان أنا وليلي في الوقت دا عشان ليلي كسبت وهتبقي واجهه الفريق دا غير المجلات اللي كتبت عنها وكنت بوريها إنجازاتها وهي من فرحتها وفرحتي برضه حضنتها غصبن عني من الفرحة من نجاحنا انت بقي فهمت غلط خالص ...
عمار بصدمة شديدة ...
_ ثواني ... طب هو اليوم دا كان حفلة اية اللي خلاك تنادي ليها لوحدكم في المكتب ...؟!
نظر له يحيي بغضب من شكه المبالغ فيه ...
_ حضرتك انا مرتبط دا أولاً .... ثانياً أنا نديت عليها عشان اعرفها الخبر اللي فرحني وفرحها وهي أن العرض نجح ونزل في المجلات وهتاخد عليه جوايز دا غير أنها بقت انفلونسر ( مؤثرة ) في بنات كتير كانو نفس جسمها لاني سمعت دلوقتي عنها انها خست خالص بنت عمتها سيرين قالتلي ان ليلي اتغيرت ...
_ بنت عمتها سيرين ....! بنت عمتها سيرين ...
رجع عمار بالذاكرة الي الخلف ليتذكر أنه قبل أن يترك ليلي ويتجه الي المكتب عند يحيي كانت بالأساس من أخبرته أن ليلي متواجدة في المكتب وأنها تخونه ولا تحبه هي "سيرين" ابنه عمة ليلي والتي أخبرته بكل هذا ...
نظر عمار الي يحيي وقد فهم الآن كل شيئ ... فهم أنه وحده المذنب ، وحده المسئول عن كل هذا ، تركها من أجل شيئ لم تفعله تلك المسكينه ، كسر قلبها وفي اليوم الذي اعترف لها في نفس اليوم الذي اعترف لها فيه بحبه ... كيف يمكن أن يكون بهذة القسوة ...؟! هو المخطئ وليس أي أحد غيره بسبب كلمة قالتها ثعبانة خبيثة ك ( سيرين ) صدقها علي الفور دون وعي أن ليلي هي أنقي من ذلك وكما قال أخيه له أنه فعلا يكرر نفس الخطئ مرتين ، وهذا بالطبع اكبر خطئ قد يفعله إنسان ...
حزن بشدة واتجه خارج المكتب وهو مكتئب وحزين يشعر بالألم الشديد ، يشعر أنه ظلمها حقاً ... يا إلهي ماذا سأفعل الآن وهل ستسامحني ليلي يا تري أم ماذا ...؟!
نزل عمار الي سيارته تجاه منزله وهو ينوي شيئاً ما ... يرجو من الله اولاً أن يوفقه في هذة الخطوة ... سأعيدك يا ليلي ، سأجعلك تسامحيني مهما كان الثمن ... 
علي ماذا ينوي القبطان يا تري ...؟!
وصل إلي شقته بعد ساعة وجلس علي الأريكة يفكر فيما يجب أن يقوله ويفعله ، بداخله الآن ألم كبير لا يستطيع تحمله لولا فقط أنه يريد إصلاح ما فعله بسرعة لكان الآن قلبه منفطر من الألم والندم علي ما فعله ...
عمار في نفسه بغضب وحسرة ...
_ غبي ... غبي ... يا ريتني كنتي صبرت فهمت منها إيه اللي حصل ... يا ريتني مكنش فيا صفة الشك دا ، أنا بجد اكبر غبي اني ضيعتك من ايدي يا ليلي ... 
امسك عمار هاتفه ورن علي " شهاب " صديقه ...
ليرد شهاب بعد فترة علي الطرف الآخر في الموقع الذي يعمل به ...
_ الو ... ازيك يا عمار عامل إيه ...؟ 
_" بخير الحمد لله يا بشمهندس ... بقولك كنت عاوزك في موضوع كدا ..." قالها عمار بتوتر ... 
شهاب بإستعجال ...
_ طب بص معلش عشان بس والله في أيدي شغل عاوز اخلصه أنا والفريق بتاعي ... لما اروح هرن عليك نتكلم براحتنا تمام ...؟! 
_ تمام ... سلام ... 
قالها عمار وأغلق الخط وجلس ينتظر قرابة الأربع ساعات لا يفعل شيئاً سوي التقليب في صورهم وزكرياتهم ، وتخيلها عندما تعود إليه أو حتي تسامحه ... 
ولكن مهلاً ليس بهذة السهولة يا عمار ... هل ستسامحه ليلي يا تري ...؟! ام للقدر رأي آخر .. ؟!
وبالفعل وبعد مدة وبعدما جاء المساء في مصر ... 
رن هاتف عمار ليرد بسرعة عليه بعدما رآي أن المتصل هو صديقه "شهاب" ... 
عمار بسرعة ...
_ آلو .. ازيك يا شهاب عامل إية ...؟!
شهاب علي الناحية الأخري بهدوء ....
_ الحمد لله بخير ، اية يا عم مبسمعش صوتك إلا لما يكون في حاجه .. 
عمار وهو يأخذ نفساً عميقاً ... 
_ بص ... عاوز احكيلك علي حاجه وعاوزك تساعدني عشان محدش غيريك هيساعدني ... 
_ احكي يا عمار في اية ...؟! 
قالها شهاب بقلق وعدم فهم لما يحدث ... 
حكي له عمار قصته مع ليلي وحبه لها وأنه ما زال يعشقها الي اليوم وأنه تفاجئ من معرفته خبر أنها مجبره علي الزواج ، حكي له كيف أنها كانت جارته السمينه في الماضي وكانت بالنسبة له اجمل فتاه علي وجهه الأرض ، حكي له كل شيئ حتي سوء الفهم الذي حدث حكاه له فلا أحد غيره قد يساعده في هذة المِحنة ... 
شهاب بصدمة بعد معرفته كل هذا ...
_ معقول ...؟! كل دا يطلع منك انت يا عمار ...؟! طب يا اخي أتأكد قبل ما تتهم البنت بالباطل ... هي حتي لو غلط أنها تحضن حد أيوة وهو اكيد غلط ، بس متنساش أنها اتربت في أميريكا وهناك كأصدقاء عادي يعملو كدا ... هل برضه ليها عذرها وانت المفروض تبقي فاهم كدا ازاي يعني هتخونك وانت لسه معترفلها بحبك وهي كمان اعترفتلك بحبها ....
عمار بحزن ...
_ اهو اللي حصل يا شهاب ... وانا كنت عايز مساعدتك اني اقدر أرجعها ليا ، عاوزها تسامحني بأي شكل ... أنا مش عارف اعمل إية ...
شهاب بغضب ...
_ لا اسمحلي بقي اقولك انك لو عاوزني اروح اقولها سامحيه يا ليلي واتدخل في موضوع ميخصنيش تبقي غلطان يا عمار ، انت غلطت فإنت لوحدك استحمل نتيجة غلطك وحاول تصلح اللي بينكم بسرعة ...
عمار بإستغراب ...
_ نعم ...؟! اشمعنا يعني ...؟! 
شهاب بغضب ...
_ عشان ليلي لسه ليها شهر وهتناقش الماجيستير وتسافر برة عند ابوها وأمها لأن ابوها مستحلف ليها الشهر دا بس عشان دراستها في مصر وبمجرد ما هتخلص دراستها في مصر انت مش هتشوفها تاني ...
صدمة ... صمت ... عدم استيعاب ... ذهول ... 
هذة كانت مشاعر عمار عندما سمع هذا من صديقه ...
عمار بصدمة شديدة ...
_ انت بتقول أية ...؟! معقول خلاص شهر واحد بس ...؟!! 
شهاب بغضب .. 
_ أيوة وأقل من شهر كمان يا غبي الماستر ( الماجيستير) بتاعها هيتناقش كمان تلات اسابيع ... 
صُدم عمار بشدة ، بل زاد ألم قلبه أنه إن لم يتحرك ويأخذ موقفاً من اليوم لن يراها مجدداً ... 
عمار بصدمة ...
_ طب ... طب اعمل اية ... أعمل اية بس يا ربي ... ؟
شهاب بحزن علي صديقه رغم غضبه منه ...
_ أنا هساعدك وأمري لله ، بس مساعدتي مش هتبقي كل حاجه لازم انت تاخد الخطوة الأولى ... 
" يعني أعمل إية ..؟!" قالها عمار بحزن وشعور باليأس ...
_ يعني لازم حضرتك تيجي الشغل بكرة تروحلها المكتب لازم تحاول تراضيها تعمل أي حاجه تخليها تسامحك وانا هحاول معاك ... 
عمار بتفكير بعض الشيئ ...
_ بقولك اية انتو طالبين عمال الفترة دي ...؟! 
شهاب بضحك ...
_ اه طالبين عمال نظافة ...
عمار بدون تردد ...
_ وانا موافق ... هشتغل عامل نظافة ...
شهاب بصدمة شديدة ...
_ استني بس انت عندك شركة من أكبر شركات اسكندرية للإستيراد والتصدير دا غير انك قبطان علي السفن اللي بتطلع من عندك ... عايز تيجي تشتغل عندنا عامل نظافة ...؟! 
عمار بسخرية منه ...
_ وأية المشكلة يعني هم عمال النظافة دول أقل مني في شيئ ...؟! وبعدين كلنا بشر مفيش حد أقل من حد اني أسخر من شغلته أو ارفض اني اشتغل شغلته وبعدين اي حاجه تهون مقابل أنها تسامحني ... أنا لو هشتغل تمرجي في الشركة عندكم عشان أعرف ادخل وأخرج ليها هعمل كدا بدون تردد ... 
شهاب بضحك علي صديقه ...
_ والله يا عمار انت أهبل وعبيط وشكاك صحيح ، بس حقيقي أنا بحترم الرجالة اللي شكلك وبحترم وجهه نظرك ويا رب البت توافق ترجعلك عشان افرح بيك أنا وحضرة الظابط حمزة ... 
عمار بهدوء ...
_ إن شاء الله ... يا رب يا ليلي تسامحيني ... 
اغلق كلاهما الخط بهدوء بعدما اتفقوا علي ما سيفعلونه مع ليلي ... 
أما ليلي علي الناحية الأخري في منزلها ...
كانت جالسة أمام هاتفها تقرأ في رواية إلكترونية ، تتابع الأحداث بشغف وابتسامة وهي تتخيل نفسها بطلة تلك الرواية ... 
أغلقت الهاتف بعد فترة وجلست في البلكون الخاص بها والمطل علي البحر بأضواءه الخافته واضواء المدينه والليل والبحر لا يوجد شعور اجمل منهم ... 
جلست تفكر فيما ستفعله الفترة القادمة بعدما ترحل من مصر ... وعند ذِكر سيرة الرحيل ، جال في خاطرها سيرته هو ... سيرة من كسر قلبها وحطمه ، لماذا ليس معها ، لماذا تركها ، من أجل ماذا ، من أجل شيئ لم تفعله ...؟! هل من المنطق أن يجعلها في نظره خائنه ويرحل بعيداً ...؟! 
ليلي في نفسها بحزن وهي تمسح دموعها ...
_ إظاهر كدا أن الدنيا مش ناوية تضحك للي زيي يعني يوم ما حبيته هو تقريبا رجع في كلامه فإخترع أي حاجه عشان يسبني وقال عليا خاينه ... يلا ربنا يوفقه هقول اية بس ... ربنا يجبر قلبي اللي اتكسر دا ... 
وجاء الصباح علي الجميع بعد عناء طويل لكليهما ... 
استيقظت ليلي وارتدت ملابسها والمكونة من بنطال من الجينز الداكن اللون مع بلوزه سوداء سادة جميلة للغاية أبرزت تفاصيل جسدها المنحوت والذي أصبح أكثر من رائع أثر التمارين الرياضية ... (عقبال ما نبطل كسل ونعملها 😂) 
فردت شعرها الذي ازداد طوله بشكل ملحوظ ليصبح أكثر من رائع ...
اتجهت ليلي الي خارج شقتها الي الأسفل حيث سيارتها المركونة ، اتجهت بها إلي الجامعة ولا يشغل بالها شيئ سوي إنهاء محاضراتها وانهاء هذا اليوم ... 
وعلي الناحية الأخري ... 
اغلق عمار الخط مع الذي كان يتحدث معه ليبتسم بشدة ...
_ " يلا الخطة بدأت ..." قالها عمار بحماس وقام من مكانه مسرعاً الي الخارج ليبدأ العمل في شركته علي الفور ففي الصباح سيعمل في الشركة وبعد العصر سيأتي عمر أخيه والذي كان يتحدث معه منذ قليل ليأتي ويستلم إدارة الشركات مكانه في هذا الوقت بعدما شرح له ما حدث وما ينوي عليه ... 
وبالفعل وصلت ليلي الي الجامعه ودخلتها لتأخذ كمية لا بأس بها من المغازلات والمُعاكسات من الشُبان لأنها ملفته للنظر بشكل كبير ... 
نظرت ليلي لهم بإشمئزاز ، واتجهت لتدخل الي كلية الهندسة حتي تتابع دراستها ومحاضراتها ...
أنهت ليلي المُحاضرات واتجهت لتخرج ولكن أوقفها دكتور شهاب ... 
التفتت ليلي إليه بإستغراب .. 
_ خير يا دكتور ...؟!
دكتور شهاب بإبتسامة ...
_ ازيك يا مهندسة ليلي ... كنت عاوزك في موضوع ...
ليلي بعدم فهم .. 
_ موضوع اية ...؟! 
_ احم ... بصراحة يا ليلي أنا عاوز اقولك حاجة ... 
أنا ليا واحد صاحبي تعبان جداً بقاله فترة طويلة ، ولما كشفنا عليه اكتشفنا أنه مريض وكل دا عشان حبيبته سابته ... 
ليلي بإستغراب ...
_ ربنا يشفيه يا رب ... بس ... بس أنا اقدر اساعد بإية ...؟!
شهاب في داخله بغضب ...
_ منك لله يا عمار .. 
رفع صوته ليتابع بجدية ...
_ هو بصراحة جاي يشتغل في المكتب عندنا انهاردة رغم إنه عنده شركة استيراد وتصدير إلا أنه جاي يشتغل عامل نظافة عشان بس يشوف البنت اللي هو بيحبها قبل ... قبل ما يموت ...
ليلي بصدمة ...
_ يا حراااام .. ربنا يشفيه يا رب ... تمام قولي بس يا دكتور مين البنت اللي هو بيحبها وانا هساعده يرجعلها ... 
شهاب بإبتسامة ...
_ بجد يا ليلي هتعملي كدا ...؟!
_ طبعاً يا دكتور ، كفاية أنه اشتغل عامل نظافة عشان بس يشوفها ، دا انا لو مكان البنت دي هرجعله بدون تردد لأنه اكيد بيحبني طالما بيحاول يرجعلي بكل الطرق كدا ...
ابتسم شهاب ابتسامة واسعة وهو يأخذ نفساّ عميقاً براحة بعدما شعر بطيبة قلبها وأنها من النوع الذي يسامح بسرعة ... ولكن هل ستسامحه ليلي فعلا بسرعة ...؟!
شهاب بإبتسامة .. 
_ خلاص لما يجي تشوفيه الأول وبعد كدا قرري هتساعديه ولا لأ ... ؟
اومأت ليلي بإبتسامة جميلة ... واتجهت مجدداً الي سيارتها تقودها نحو المكتب الذي تعمل به ... 
نزلت ليلي من السيارة واتجهت لتصعد الي الأعلي .... ثواني وصُدمت بل تسمرت في مكانها من الصدمة عندما رأت " عمار " يرتدي زِيّ " عاملي النظافة " ويمسح الأرض أمام المكتب الذي تعمل به ليلي ... 
الآن ادركت ليلي ما يقصده " شهاب " ، الآن فهمت لماذا سألها هي ولماذا استجوبها هي بالطبع هي الفتاة المقصوده ...
غضبت ليلي بشدة واتجهت ناحية المكتب دون أن تعيره اي اهتمام فبداخلها اقسمت بالأمس علي نسيانه ، اقسمت علي نفسها أن تنساه نهائياً ولا تفكر به مجدداً ... 
عمار بصدمة عندما رأي أنها اتجهت الي المكتب دون أن تعيره اهتمام ...
_ بقي كدا ...؟! ماشي يا ليلي وانا بقي بالي طويل وهستحمل عنادك دا لحد ما ترجعيلي ... 
جاء شهاب بعد فترة الي المكتب ، ليضحك بشدة علي صديقه عمار الذي يرتدي هذا الزي ويمسح الأرض ... 
شهاب بضحك ...
_ عشت وشوفتك بتمسح ارضيات يلا يا عمار ، استني هصورك وابعت الصورة لحمزة صاحبنا في القسم يجيي يضحك عليك ويحبسك دلوقتي ... 
عمار بغضب ...
_ مش ناقصاك هي يا عم شهاب ... حِل عني دلوقتي خليني اشوف هتصرف ازاي ...
شهاب بخبث ..
_ خلاص تمام أبعد أنا بقي وأسيبك من غير ما اقولك ليلي قالتلي اية انهاردة عليك ...
عمار بسرعة ...
_ لا لا استني بالله عليك ، احكي قالت اية ...؟! 
شهاب بإبتسامة ...
_ قالت اللي يعمل كدا عشان حبيبته يستاهل أنها ترجعله دا انا لو مكانها هرجعله واديله فرصة عشان هو حاول عشاني ...
عمار بصدمة وابتسامة أمل ارتفعت علي فمه ...
_ بجد يا شهاب قالتلك كدا ...؟! 
_ أيوة ... واظن انك تحاول مرة واتنين وعشرة عشانها مش عيب ولا إية ...؟! 
عمار بإيماء .. 
_ واحاول عشانها العمر كله بس هي تسامحني وترجعلي بس ... 
تركه شهاب بمفرده يراقبها من أمام المكتب وهو ينظف الأرض ... بينما ليلي لم تعره اي اهتمام أو انتباه فبداخلها يؤلمها بشدة وهي تتذكر كيف عاملها هذا اليوم وكيف رفض أن يستمع إليها والي ما حدث ... 
خرج شهاب من مكتبه بعد فترة ليردف بأمر للجميع ...
_ يلا يا مهندسين عشان نروح الموقع بس في شوية تغير حصل في إتنين هيقعدو هنا في المكتب عشان يراجعو التصميمات قبل ما تطلع والباقي هيجي معايا الموقع نشتغل هناك ... 
أشار شهاب بيديه الي ليلي وشخص آخر ... 
_ بشمهندسة ليلي وبشمهندس أحمد هيقعدو هنا عشان هم من اكفئ المهندسين في المكتب وهم اللي هيقدرو يراجعو التصميمات صح قبل ما توصلي ، الباقين معايا ... يلا ... 
وبالفعل خرج الجميع تاركين ليلي وأحمد في المكتب بمجرد خروج شهاب حتي نظر له عمار بغيظ لأنه ترك مع ليلي رجل وليس انثي بينما شهاب نظر إلي عمار بخبث وابتسامة لئيمة ، فهو يدرك جيداً ما يفعله ، علي عمار أن يتربي حتي لا يفعل بها ما فعل في الماضي مجدداً ... 
دخل عمار الي المكتب بمجرد خروج الجميع ليردف بخبث وهو ينظر إلي ليلي .. 
_ انا جاي انضف هنا ...
ليلي بغضب ولم تعره إهتمام ...
_ والله ماحدش اتكلم فينا ، تقدر تعمل اللي انت عاوزه ... 
بالفعل بدأ عمار العمل وهو يراقب جيداً كل تصرفاتها وتصرفات هذا المسمي ( أحمد ) والذي كان معها في المكتب ... 
أحمد وهو يتحدث مع ليلي ..
_ بقولك إية يا بشمهندسة ليلي هو تقريبا في غلطة في الزاوية دي ... بصي كدا ...؟! 
اتجه احمد ليقف بجانب ليلي والتي كانت تنظر في الأوراق الي في يديه وهي تقف بجانبه غير منتبهةً لهذا الذي يخرج ناراً من رأسه علي ما حدث ... 
اتجه عمار ليمثل أنه ينظف المكان بجانب ليلي ولكنه في الحقيقة يراقب ما يحدث عن قرب ... 
احمد بضحك بعدما تحدث عما في يديه من الأخطاء ...
_ تصدقي يا مهندسة ، انتي بجد اشطر واجمل مهندسة جت المكتب دا من ساعة ما اشتغلت فيه ، أنا دائماً مؤمن ان الراجل المهندس اشطر من الست بس غيرت وجهه نظري لما شوفتك ... 
ليلي بإبتسامة هادئة غير مهتمه به هو الآخر ...
_ شكرا لحضرتك ...
بالطبع كان هناك من يشتعل من الغيظ ، رغماً عنه امسك الدلو الذي به مياه ورماه علي قميص احمد وبنطاله ... 
ليصرخ احمد بغضب ...
_ مش تحااااسب ... 
عمار بهدوء وخبث .. 
_ معلش مخدتش بالي كان قصدي انضف الارض بس جه عليك ... 
اتجه احمد بغضب وسرعة الي خارج المكتب يطلب المساعدة لتجفيف ملابسه أو تغيرها تاركاً ليلي وعمار بمفردهم ... 
عمار بخبث وهو يتجه ليقف أمام ليلي والتي كانت تنظر إليه بغضب شديد مما حدث للتو ...
_ ازيك يا ليلو ... 
ليلي بغضب شديد ...
_ اسمي البشمهندسة ليلي لو سمحت دا اولاً ... ثانياً اية اللي انت عملته دا في بشمهندس احمد ...؟!! وأية اللي جابك هنا ...؟!!! 
عمار بإبتسامة واسعة وهو يراقب ملامحها التي ازدادت جمالاً عن كثب وقرب ...
_ جيت عشان ... عشان اعتذر منك يا ليلي ... أنا آسف ليكي علي كل شيئ ... 
ليلي بغضب ...
_ يا سلام وانا المفروض عليا اقولك تمام مسامحاك ...؟! حضرتك مدرك انت عملت فيا إية ...؟! طب انت فاهم أني اتكسرت فاهم أني خلاص كدا مش قادرة اثق في حد تاني واحب حد تاني ...؟! انت فاهم كدا ولا مش فاهم ...؟؟ 
عمار وهو يتمالك نفسه ...
_ أنا ... انا اسف يا ليلي ... أنا كمان والله مكسور من اليوم دا بسبب غبائي وتصديقي انك خاينة أنا آسف ليكي اووي انا بجد بعتذرلك من قلبي ... 
ليلي بغضب ...
_ واسفك مش مقبول يا حضرة القبطان ... وانا اللي آسفة بس ورايا شغل وحضرتك معطلني ... اتفضل يا تكمل شغلك يا تمشي مع اني شايفة أن الاحسن انك تمشي لأن اللي بتعمله دا مفيش منه جدوي ...
عمار بحزن ...
_ أنا مش همشي من هنا يا ليلي ، أنا لو اطول هفوتلك بلاد عشان تسامحيني ومش كدا وبس يا ليلي ... 
ليلي بإستغراب ...
_ اومال اية ...؟!
ابتسم عمار ليتابع بحزن وأمل بعض الشيئ ...
_ تسامحيني وترجعيلي يا ليلي ... 
ليلي بغضب ...
_ لااااا بقي حضرتك لو قاصد تشلني مش هتقول كدا ... دا انت لو قاصد تكرهني فيك مش هتقولي الكلمة دي طب سامحيني كانت بسيطة شوية إنما سامحيني وترجعيلي ...؟! الإتنين مع بعض ...؟! 
_ أيوة يا ليلي وانا مش همشي من هنا ومش هسيبك الا وانتي مسامحاني وبرضه مش هسيبك تكوني لحد غيري ... أنا اكبر غلطان في الدنيا عشان شكيت فيكي بالشكل دا ، لكن برضه مش هيأس لحظة انك ترجعيلي وتسامحيني .... 
ليلي بغضب ...
_ إحلم براحتك ، كلها اسبوعين تلاتة ومش هتشوفني تاني وعشان كدا إحلم براحتك أنا مش عديمة كرامة والله عشان ارجعلك تاني او ارجع لحد قالي انتي خاينة وانا كرهتك وكلام جارح كتير عمري ما هنساه ابدا في حياتي اتقالي منك انت يا عمار ... كلام كان السبب اني اتغير التغيير اللي انت شايفه دا ... 
عمار بغضب ...
_ أنا كنت أغبي حد في الدنيا عشان شكيت فيكي ، بس برضة يا ليلي أنا مطلبتش ابداً تتغيري كدا أو مصدرش مني كلمة في حق شكلك أو وزنك عشان تتغيري كدا ، بالعكس انا حبيتك وانتي مليانة وحبك علي اي شكل هتكوني عليه ... 
ليلي بغضب ...
_ وأنا بقي ميهمنيش وجهه نظرك فيا إية ... أنا بقيت شايفة نفسي اولاً ووجهه نظري في نفسي اولاً وميهمنيش أي حد تاني ... وحضرتك اعتذارك مش مقبول ، أنا مش قادرة اسامح حد جرحني بالشكل دا ، مش قادرة اسامحك يا عمار ... لو سمحت تتفضل تمشي عشان مش قادرة حتي ابص في وشك تاني ... 
عمار بحزن ...: انتي شايفة كدا ..؟!
ليلي بإيماء وتأكيد ...
_ ايوة شايفة كدا ... وشايفة أن كل عمايلك دي علي الفاضي يا عمار ... 
عمار بتصميم ...
_ وانا مش ماشي خطوة إلا لما احقق هدفي يا ليلي وهدفي هو انتي يا ليلي ومش حد غيريك .. 
نظرت له ليلي مطولاً بحزن وألم .. 
ثواني وجرت خارج المكتب لم تستطع كبح دموعها وبكائها أو حتي البقاء في المكتب لبقية اليوم ... 
خرجت تبكي الي السيارة لم تستطع الصمود لبقية اليوم لذلك ركبت سيارتها واتجهت بها الي منزلها مجدداً بعدما طلبت إجازة من مدير الشركة عن طريق الهاتف المحمول ...
وعلي الناحية الأخري في المكتب الذي تعمل به ليلي ... 
ابتسم عمار ابتسامة حزينة ، كم كان غبياً حين فعل هذا بها ، ولكنه أيضاً سيصلح هذا الخطئ بأي شكل كان حتي لو سيكلفه حياته ... 
اتجه عمار ليغير ملابسه هو الآخر واتجه خارج الشركة ، ركب سيارته واتجه بها إلي مكان ما وهو يبتسم بشدة ويقسم بداخله الا يمر هذا الشهر الا وهو فاعل المستحيل لتعود ليلي له وتسامحه ... 
عادت ليلي الي شقتها وهي تبكي بشدة من كثرة بكائها لم تتحمل العمل لبقية اليوم ، تذكرت كل شيئ ، تذكرت شكه بها ، تذكرت كيف نظر لها نظرة قتلتها في هذا اليوم ، تذكرت ليلي كل شيئ ... 
اتجهت ليلي لتفتح البلكون وتجلس فيه تشم الهواء علها تهدأ قليلاً من نوبة البكاء تلك ...
ثواني وسمعت صوتاً تعرفه جيداً يأتي من الناحية الأخري في البلكون ... 
_ الجو تحفففه انهاردة صح يا مهندسة ليلي ، ولا اقولك يا ليلو ...؟!
شهقت ليلي بصدمة وهي تري عمار يقف بالتراس أو البلكون المجاور لها كما كان في الماضي ... 
ليلي بغضب شديد ..
_ انت اية اللي جابك هنا ...؟! 
عمار بخبث وعشق وهو يضع يديه علي الجدار ...
_ أنا قولتلك مش هسيبك إلا وانتي مراتي وعلي إسمي يا ليلي ، وأقسم بالله لو اضطريت أخطفك هخطفك عشان تسامحيني أنا مبرجعش في كلمتي يا ... يا حبيبتي ... 

ماذا سيحدث يا تري ...؟! 

تكمله نهاية ليلي وعمار

  ( حُب في البلكونة) 
اعملو لاف علي البارت  وعلقو ب ١٠ كومنتات عشان يوصلك كل جديد ، وروني تفاعلكم يا قمراتي وانا ههريكم مفاجأت قبل ما الرواية تخلص لأنها خلاص بتخلص وآسفة علي التأخير بس ان شاء الله البارت يعجبكم ♥️
ابتسم لها بخبث وعشق ، وهو يهز حاجبيه من البلكون أو التراس الخاص به ...
ليلي بغضب ...
_ انت بتعمل إييييه هنا ...؟؟ انت مكفكش اللي حصل لي الشغل ...؟! 
_ " وأية اللي حصل في الشغل يا قرة عيني احكيلي ...!؟" 
قالها عمار بإستفزاز وهو ينظر لها بهُيام ... 
ليلي بغضب ...
_ انت مستتتفزززز .... أعمل اللي انت عايزه اعلي ما خيلك أنا مش راجعالك ... 
قالتها بغضب واتجهت داخل شقتها وأغلقت باب بلكونتها في وجهه ...
ليلي بغضب بعدما دخلت ...
_ يعمل اللي يعمله مستحيل ارجعله ، حقيقي مستفززز وبكرررهه ..
قالتها بغضب واتجهت الي غرفتها تبدل ملابسها حتي تنام في كانت متعبه طوال اليوم ... بالإضافة إلي هذا "عمار" الذي جعلها تبكي بشدة ولكنها اقسمت ألا تعود إليه مهما كان الثمن ...
وجاء اليوم التالي علي الجميع ... 
استيقظت ليلي باكراً في الصباح علي صوت ضوضاء شديدة تصدر من بلكونتها كأن أحدهم يرمي حجارة علي باب البلكون ... 
تذكرت ليلي ما حدث بالأمس لتغضب بشدة ولكن الصوت كان يزداد شيئاً فشيئاً ... 
اتجهت ليلي وهي ب بيجامة النوم وشعرها كما يسمي "منكوش" الي البلكون حتي تري بغضب ما يحدث ولما كل هذة الضجه في الصباح ... 
فتحت باب البلكون لتُصدم بشدة ... 
وهي تري أمام شقتها في وجهها مباشرة لافتة كبيرة مكتوب فيها بخط كبير ....
                ( أنا اسف يا ليلي سامحيني أنا بحبك ) 
                                      عمار   
فتحت ليلي فمها من الصدمة والخجل وهي تري الناس ذهاباً وإياباً ينظرون إلي اللافته ويصورونها وهم يضحكون ويسألون أنفسهم من هي ليلي ومن هو عمار ...
_ صددمة صح ...؟! 
شهقت ليلي بخضة شديدة وهي تستمع لهذا الصوت والذي لم يكن سوي "عمار" .. 
ليلي بصدمة ...
_ ايييه اللي انت عملللته دا ...؟! 
عمار بإبتسامة وسيمة وهو يقف أمام سور بلكونته المجاور تماماً لبلكونتها ... 
_ بكل بساطة ، أنا بحبك ... 
قالها عمار بإبتسامة جانبية وسيمة للغاية أبرزت طابع الحسن في ذقنه الوسيم وعيونه الزرقاء كموج البحر خلفه بشكل جميل ، هذا الوسيم وسيم وسامةً متسوسمة ... 
نظرت له ليلي بغضب ...
_ بس انا بكرهك ، والحب مش بالعافية ، انت بأعمالك دي كرهتني فيك ولو فاكر اني هرجعلك بحركات العيال اللي انت بتعملها دي تبقي غلطان ... 
قالتها بغضب ودخلت وأغلقت البلكون خلفها ... 
اتجهت ليلي لترتدي ملابسها وتتجه الي عملها والي الجامعة وكذلك عمار الذي أخذ نفساً عميقاً وهو يستنشق هواء البحر أمامه بألم بعض الشئ من ردها هذا ... 
عمار في نفسه بحزن ...
_ انا استاهل اكتر من كدا ... أنا عارف اني غلطان في حقها ... ابتسم بأمل قليلاً ليتابع ... بس انا وانتي والزمن طويل يا ليلي مش هسيبك إلا لما ترجعيلي ...
اتجه هو الآخر ليبدل ملابسه ويتجه الي عمله ...
ارتدي عمار بدلة رسمية سوداء للعمل جعلته غاية في الجمال والفخامة وأبرزت عضلات صدره السداسية بشكل فخم وجذاب للنظر ... 
اتجه عمار لينزل من العمارة التي يقطن بها ولكنه قرر النزول في نفس الوقت الذي ستنزل فيه تلك المجنونة التي يعشقها ... 
وبالفعل جلس ينتظر أن تفتح هي الباب وتنزل ، جلس قرابة الساعة ينتظرها ...
عمار بملل .. 
_ مش فاهم ايه الطبع دا في الستات والله ... لازم تتأخر وخلاص ... 
فتحت ليلي الباب بعد مدة قصيرة لتنزل هي الأخري الي جامعتها ، قام عمار بسرعة وهو يبتسم وفتح باب شقته هو الآخر حتي ينزل معها في المصعد ...
دخلت ليلي الي المصعد لتجده يتجه هو الآخر ليدخل معها ... 😂😂😂😂👇
نظرت ليلي لمن دخل معها للتو لتجده هو ... 
غضبت بشدة لتردف بغضب ووجه بدأ بالإحمرار من الغضب ...
_ انت بتراقبني يا عمار ...؟! 
التفت عمار اليها ليردف بإستفزاز ...
_ لا يا قلب عمار .. أنا ورايا شغل أنا كمان ولا نسيتي ...؟!
ليلي بغضب واستفزاز ...
_ آه .. شغلك انك زبال صح ...؟!
عمار بهدوء تام .. 
_ وهم الزبالين دول حاجه وحشة ...؟! وبعدين في فرق يا ليلي بين "زبال" و"عامل نظافة" الزبالة دا انتي عشان انتي بترمي الزبالة في الشارع يبقي انتي إسمك "زّبالة" لكن عامل النظافة هو اللي بيشيلها يبقي هو اسمه "عامل نظافة" فهمتي يا ليلو الفرق ...؟! 
ليلي بغضب وقد شعرت بالإحراج وأنه كما يسمي "قصف جبهتها" بالإحترام ...
_ عمار لو سمحت أنا بس طالبة منك تبعد عني ... 
قالت جملتها ليسمع كلاهما صوت وصول المصعد الي الطابق السفلي ليُفتح باب المصعد ... كان هناك أمام الباب فتيات يبدو أنهم من بنات المدارس أو الجامعات ..  
بمجرد أن لمح الفتيات هذا الوسيم حتي بدأت أعينهم تأكله من وسامته ووسامة بدلته عليه ووسامة تلك العضلات الاكثر من رائعة  .... 
نظرت ليلي الي الفتيات بإشمئزاز وعدم اهتمام ... 
ثواني واتجهت الي سيارتها وهو الآخر ابتسم بخبث وقد علم ما بها ، واتجه هو الآخر الي سيارته .... 
مرت فترة الجامعة وفترة العمل علي كليهما وقد كان عمار حازماً في عمله ودقيقاً جداً في كل شيئ في عمله فهو المدير .... 
اتجه عمار بعدما انهي عمله الي عمله الآخر وهو إعادة ليلي له بأي طريقة ... 
دخل الي المكتب وإرتدي زي عامل النظافة وبدأ العمل ...
لاحظته ليلي من داخل مكتبها لتزفر بغضب منه ومن تصرفاته تلك ... لن اسامحك مهما يكن ... 
هكذا قالت ليلي لنفسها ، ليس من السهل أن يجرح أحد مشاعرك وتسامحه بكل سهولة هكذا ... فما بالك وهو نعتها بالخائنة  ... 
ابتسم عمار بخبث وكأنه يخبرها بنظرات التحدي التي في وجهه " أنه لن ييأس الا وهي تسامحه وتصبح ملكهُ" ... 
خرج الجميع تحت إدارة "شهاب" الي الموقع مجدداً فهم يعملون في الموقع يومياً ... 
ولكن قبل أن يخرج الجميع ...
اتجهت ليلي بسرعة الي "شهاب" لتردف بغضب بعض الشئ ...
_ بعد إزنك يا دكتور أنا حابه آجي الموقع عشان اشوف الزوايا والاتجاهات للبناء اللي هيتم ...
شهاب وهو ينظر إلي عمار الواقف بعيداً عنهم ينظر له بإستغراب ...
_ تمام مفيش مشكله يا ليلي ... اتفضلي  ... 
لفت ليلي وجهها ونظرت الي عمار بخبث وتحدي هي الأخري ... ثواني واتجهت الي سيارتها بالأسفل حتي تذهب الي الموقع .... 
أما عمار اتجه نحو "شهاب" بإستغراب .. 
_ هي قالتلك إيه ...؟! 
شهاب بتوتر ...
_ قالت إنها هتروح الموقع انهاردة عشان تعرف قياسات الزوايا مظبوطه ولا لأ وبصراحة دا حقها يا عمار ومعني كدا انها ممكن تقعد تلات ايام ولا اسبوع كمان في الموقع عشان تظبط كل شيئ ... 
عمار بغضب ....
_ يعني انت مش عارف تمنعها ...؟! 
شهاب بغضب هو الآخر ...
_ والله هي مهندسة ودا حقها ، وبعدين انت بتزعقلي ليه و ...
عمار وهو ينظر مطولاً إلي مكان ما ...
_ استني كدا ... أنا جاتلي فكرة ... 
شهاب بإستغراب ...
_ في إية ...؟! 
ابتسم عمار له بتحدي ليردف بضحك ...
_ مش انتو في الموقع طول النهار في الشمس ...؟!
_ " أيوة ..." قالها شهاب بإستغراب ...
عمار بخبث وتحدي هو الآخر لها ... 
_ يبقي بكل بساطة محتاجين حد يرطب علي قلوبكم أنا هبيعلكم عصير قصب متلج وانتو واقفين ...
شهاب بضحك واستغراب ...
_ والله العظيم انت مش إلك حل ... انت يا ابني عبيط هي وصلت للدرجاتي يا حضرة القبطان ...؟! 
عمار بضحك هو الآخر ...
_ واكتر من كدا كمان ... هعمل المستحيل عشان هي تسامحني يا شهاب ... 
يلا عشان الرجاله بتوعي يلحقوا يجهزو العصارة والقصب والخيمه اللي هقعد فيها ... 
بالفعل رن عمار علي أحد رجاله المساعدين له ليطلب منه تجهيز كل شئ في ساعة لحين ذهابه الي هناك ... 
وصل عمار مع صديقه وباقي الفريق الي المُجمع ليتفاجي الجميع أن هناك خيمه بالقرب منهم تبيع العصير المُثلج ... 
وقف عمار في الخيمه ولكي يلفت إنتباهها إليه ... قام بتشغيل أغنية جميعنا يسمعها في محلات "عصير القصب" ...
_ اكاااااد من ، فرط الجمال ، فرط الجمال اذووووب ... 
شغلها عمار بصوت عالي بالطبع كان قد بدل ملابسه قبل أن يأتي ، وإرتدي برمودا رجالي باللون الجملي علي تيشيرت ابيض مكتوب عليه كلمات إنجليزية بالاسود وإرتدي فوق كل هذا (شال) ابيض مخطط بالأسود علي رأسه كما يرتدي عرب الصحراء في سيناء ، وإرتدي نظارة شمسية ووقف يبيع عصير القصب لهم وهو يبتسم لها بخبث وتحدي ... 
أما ليلي بمجرد أن رأته حتي صرخت بغضب ...
_ يخرررربيت كدااااا انسان مستفزززز ... 
كان يغمز لها من أسفل تلك النظارة الشفافة وهو يضحك بشدة عليها وعلي رد فعلها هذا ... 
لم ينته الأمر بعد فهو يُحضر لها مفاجأة بعد قليل ... 
وقفت ليلي بغضب تتابع عملها رغم الحر ورغم الشمس الحارقة ورغم شعورها بالعطش الشديد ... ولكنها أصرت علي إكمال عملها حتي تنتهي بسرعة وترحل دون أن تترك له مجالاً للحديث معها ... 
لم تنتبه ليلي علي من آتي بعد قليل ووقف بجانبها ، 
_ خدي يا ليلو كوباية العصير دي عشان حاسك مش مظبوطة وبعدين أنا حبيبتي لازم تكون شطورة في شغلها متتعبش في الشغل كدا ... 
التفتت ليلي له بغضب ... 
_ انت ناوي علي موتك أو حبسك يا عمار صح ....؟! أنت لو مبعدتش عني أنا هصوت واقول عليك متحرش وافضحك وسط المهندسين واخلي البوكس يجي يلمك ...
عمار بخبث ....
_ متقلقيش عندي واحد صاحبي ظابط هيخرجني ، وبعدين يا حبيبتي ضرب الحبيب زي الزبيب اعملي اللي انتي عايزاه وحياه أهلك وابوكي ما هتكوني لحد غيري برضه ... 
ليلي بغضب ...
_ انت متخللللف ... أبعد عني بقققي ... ياأخي انت مبتحرمش ما تسبني في حااالي كفاية اللي حصلي بسببك كفاااية بقي سبني انساااك بقي ... سبني بقي ...
قالتها ليلي ورغماً عنها انفجرت في بكاء مرير فهي لا تستطيع نسيانه أو إخراجه من عقلها للأسف ، وبحركاته تلك يصعب علي قلبها نسيانه ... 
عمار بحزن شديد وهو يراها تبكي ...
_ أنا بجد اكتر انسان *** في الدنيا عشان زعلتك وخليتك تعيطي مني ، بس انا برضة اكتر إنسان بيعشقك في العالم وصعب علي قلبي إنه يسيبك أو يفكر في غيريك .... أنا مش قادر اسيبك أو ابعد عنك ، أنا آسف للمرة المليون بقولهالك .... 
قال جملته وأمسك هاتفه المحمول وبسرعة رن علي رقم ما ليردف وهو يمسح دموعه وينظر لها ...
_ دلوقتي يا ابني يلا ... 
قال جملته واغلق الخط تحت نظراتها الباكية والمستغربة في نفس الوقت فهي لا تعلم ما الذي يقصده بالضبط ...
وبعد دقيقتين ... تفاجئت ليلي بما يسمي ( منطاد ) كبير يحلق في السماء في الموقع الذي تعمل به مكتوب علي المنطاد بخط كبير ...
           ( بحبك يا ليلي ، سامحيني ارجوكي ) 
نظرت ليلي بإنبهار وصدمة الي ما حدث للتو ... بينما هو نظر لها بإبتسامة وضحك ليردف بمرح ...
_ ربنا يخليلي استاذ عادل إمام في فيلم مرجان احمد مرجان عشان سرقت الفكرة منه ... 
بدأ المهندسين في الموقع بالإنتباه الي المنطاد ... ليضحك الجميع وهم يصورون ما يحدث وينشرونه علي الإنترنت ، سمعت ليلي بعض الفتيات تردف بضحك ...
_ يا بخت ليلي بالإعتذار الجامد دا ، أنا آخر مرة حد صالحني كانت بساندوتش شاورما ....
ابتسم عمار وهو يري انبهار الجميع مما يحدث ... بينما هو التفت إلي ليلي ليجد وجهها قد إحمر بشدة من الخجل الشديد ... 
عمار بخبث وهو ينزل بطوله إليها ليهمس في أذنها قبل حتي أن تدرك هي ما يفعله ....
" بحبك يا ليلي ، سامحيني يا كل حياتي  " ... قالها عمار بسرعة في أذنها وإعتدل في قامته مجدداً ليتجه الي الخيمه التي يبيع بها عصير القصب وهو ينظر لها بإبتسامة وعشق ... 
بينما ليلي تسمرت في مكانها مما حدث ورغماً عنها إحمر وجهها أكثر من الخجل الشديد مما حدث .... ابتسمت ليلي رغماً عنها فقد راق لها ما حدث منذ قليل وبالتحديد عندما اقترب عمار منها ، فهي بحياتها لم تشهد مثل هذة اللحظة ... 
ثواني وذكرت نفسها بما فعله عمار في الماضي لينقلب وجهها مجدداً الي الغضب ، اتجهت لتتابع عملها بجدية وقررت ألا يحدث لها ما حدث منذ قليل ... 
انتهي يوم العمل الشاق علي الجميع ، اتجهت ليلي الي منزلها بتعب بعد هذا اليوم وبدلت ثيابها بأخري مريحة من أجل النوم ...
فتحت هاتفها قليلاً ، لتشهق بصدمة وقد وجدت أنها           " ترند" علي موقع " فيسبوك" وجدت ليلي صورة المنطاد واليافطة المكتوب فيها الاعتذار علي فيسبوك والجميع يقوم بعمل "مشاركة" لها ويكتبون "يا بخت ليلي " ...
ليلي بإحراج وغضب وهي تتجه الي البلكون الخاص بها وقد ظنت أن عمار هو المسئول عن هذا .... 
فتحت البلكون لتتفاجي به جالس يشرب الشاي بالنعناع في بلكونته الخاصه المجاورة لبلكونتها ، جالس كأنه ينتظرها ... 
ليلي بغضب بعدما رأته ...
_ انت خليتني ترند يا عمار ...؟!!
عمار وهو يرتشف الشاي بهدوء ...
_ لا مش أنا يا قلب عمار ، أنا عملت اللي عليا وربنا كرمني والناس طلعتك ترند ، ما تسمعي كلامهم بقي يا شيخه وتسامحيني وترجعيلي ... 
ليلي بغضب ...
_ استغفر الله العظيم يا رب ، انت مصمم تشلني لو علي المسامحة أنا مسامحاك بس أبعد عني و ...
عمار بخبث .. 
_ وترجعيلي ، يا الاتنين مع بعض يا الاتنين مع بعض برضه معندكيش خيار تاني ... 
نظرت له ليلي مطولاً بغضب ، ثواني ودخلت الي الشقة واغلقت البلكون في وجهه وهي تتنفس الصعداء من كثرة غضبها من تصرفاته الصبيانية تلك ... 
عمار في نفسه بتحدي بعدما دخلت ...
_ أنا عارف انك سامحتيني يا ليلي ، بس انا برضة مش هقبل غير انك ترجعيلي ... ودلوقتي الخطة رقم اتنين هتتنفذ ...
دخل عمار الي شقته المجاورة لشقتها ورن علي شهاب صديقه ليرد الطرف الآخر ...
_ يا ابني انت مفيش وراك حد غيري ...؟! 
عمار بضحك وخبث ...
_ اية يا حضرة المعيد ، قطعت عليك حاجة كنت بتعملها ولا اية ...؟!
شهاب بغضب ...
_ عاوز اية يا زفففت ...؟! 
عمار بضحك ...
_ بكل بساطة الخطة التانية هتبدأ من بكرة وعاوز افكرك بيها متنساش اللي اتفقنا عليه ...
شهاب بغضب ...
_ ماشي ماشي ... يلا سلام ... 
اغلق شهاب الخط في وجه عمار ليضحك عمار علي صديقه هذا  ....
وجاء الصباح علي الجميع ... 
استعدت ليلي لتذهب الي الجامعة ، ارتدت ملابسها واتجهت الي سيارتها لتقودها الي الجامعة بهدوء أثار استغرابها ، فهي ظنت أن عمار سيلاحقها كالأمس ولكنها تفاجئت أنه لم يفعل ... 
أنهت جامعتها واتجهت الي عملها وقد ظنت أنه سيكون هناك في العمل ، ولكنها تفاجئت أنه لم يكن موجوداً ... 
أثار هذا استغرابها كثيراً ، فهي قد اعتادت علي وجوده وملاحقته لها ... ولكنها فضلت الصمت وعدم الإهتمام ... 
وبالفعل مر اليوم كأي يوم عادي مر في حياتها ، شعرت ليلي بالضيق ولا تعلم السبب هل هذا بسبب أن عمار قد اضفي الي اليومين الماضين لها نكهة جديدة تريدها ...؟! ام ماذا هو السبب ...؟! 
رحلت ليلي الي المنزل أيضاً علي أمل أن تري مشاغباته لها من البلكون ولكن أيضاً لم يحدث أي شيئ ... شعرت ليلي بالضيق ولا تعلم السبب ... 
مر اسبوع كامل علي ليلي بدون أن تري عمار فيه أو حتي تلمح طيفه ، اسبوع كامل كانت ليلي تشعر بالضيق فيه ، تريده أن يُشاغبها ، تريد أن تشعر بما شعرت به ليومين ، تريد اعتذاره حتي لو لم تقبله هي فقط تريده أن يحاول لأجلها وهذا ما تريده اي انثي ، إذا أغلقت الأنثي في وجهك الباب ، حاول أن انت تقتحم الف باب آخر لأجلها ... 
وجاء يوم جديد عليها ...
ذهبت ليلي الي الجامعة في هذا اليوم وقد قررت ألا تفكر بموضوع عمار مجدداً لأنها ظنت أنه تخلي عنها ويأس من مصالحتها ... 
جلست في المدرج بإنتظار شهاب فهذا موعد محاضرته ... 
دخل شهاب وهو متوتر بشدة ويتعرق أيضاً بتوتر مما سيحدث الآن لأن هذا قد يسبب بطرده من وظيفته ولكنها "الخطة الثانية" كما قال عمار له ... 
شهاب بتوتر وهو جالس علي كرسي الشرح ...
_ احم ... في حاجه يا حضرات لازم نسمعها من حد إستأذني أنه يقولها قدامكم انتو موافقين ولا لأ عشان أنا نفسي معرفش إيه الحاجة دي بس هو استأذني ... 
قالها بتوتر وخوف علي منصبه في الجامعة ....
ليومئ الجميع رأسه بالموافقة بإستغراب وفضول لما يحدث ... 
دخل عمار بثقة وهو يحمل في يديه بوكيه ورد كبير ، لتشهق ليلي بصدمة وقد خمنت ما ينوي هذا الأبله المجنون فعله ... 
نظرت الفتيات لهذا الوسيم الذي دخل للتو ، 
لتردف أحدي الفتيات بهمس ...
_ هو دا معيد اجنبي ولا إية ...؟! 
امسك عمار المايك تحت نظرات الجميع ونظرات ليلي التي بدأت تتصبب عرقاً وهي تدعو الله الا يذكر إسمها أمامهم أو يفضحها ... 
عمار بهدوء مع ابتسامة وسيمة ..
_ ازيكم عاملين إية ...؟! مبدأياً كدا ... أنا القبطان عمار راسل نيروز ... 
همست الفتيات لبعضهم البعض بغزل له ، ولكن ليلي لم تنتبه لأن عقلها كان مشغولاً بالخوف من أن يفصح عن إسمها ...
رفع عمار رأسه عالياً لها ليراها ...
ثواني واردف بإبتسامة وهو يتحدث في المايك ...
_ يمكن حركة رخمة مني ومعظمكم شايف انها ملهاش لازمة بس انا جاي اعتذر من قلبي لأغلي وأهم حد في حياتي ، أنا كسرت قلبك صحيح بس اتمني إن قلبي وانا نفسي اتكسر قبل ما ازعلك بكلمة ، أنا يا جماعة زعلت واحدة قاعدة وسطكم دلوقتي ، وجاي اصالحها لأنها عايزة تسافر وتسبني ، وهي لو سابتني أنا ممكن انتحر لأن حياتي من غيرها ملهاش معني ولا طعم ، سامحيني ارجوكي ... 
قالها وهو ينظر إلي ليلي ، التي كانت تنظر له هي الأخري بصدمة مما حدث ، ولكن أيضاً أصر عمار الا يذكر إسمها خوفاً عليها من الفضيحة .... 
قال كلماته ليردف بحزن أمام الطلبة ...
_ انا قولت اللي عندي وسامحوني اني عطلتكم بس انا مش عايزها تبعد عني وتسافر وهي قاعدة وسطكم دلوقتي اتمني تسمع كلامي ومتسافرش وتسامحني ... شكراً ليكم انكم سمعتوني وأسف مرة تانية لو عطلتكم ... شكرا يا دكتور شهاب ... 
قال كلماته واتجه ليخرج ولكن قابله كمية "صفير" وتصفيق غير طبيعي من الطلاب الجالسين في المحاضرة فلقد أعجبوا بشجاعته علي الإعتراف بخطئه وطلب المغفرة ... 
بينما ليلي ابتسمت وعيونها فاضت من الدموع ، لولا المحاضرة وإحراجها أمام الطلبه لخرجت الآن واحتضنته بشدة وأخبرته أنها تسامحه ، ولكنها فضلت عدم الكشف عن هويتها حتي تخرج من المحاضرة لتذهب له علي الفور ... 
وبالفعل انتهت المحاضرة ، خرجت ليلي من المدرج وهي تبتسم بسعادة وبداخلها قررت انها ستسامحه وستبدأ معه من جديد فلقد فعل الكثير من أجلها في الفترة الأخيرة بالإضافة أنها تحبه ولا تستطيع الزواج بغيره ، لذا يكفي عناداً ...
صُدمت ليلي بصوت أحدي الطالبات وهي خارجه من المدرج تقف أمام أصدقائها تقول أمامهم وتشير علي نفسها انها هي من كان يقصدها هذا الوسيم بكلامه ، 
غضبت ليلي بشدة لتتجه إليها بغضب ...
_ نعم حضرتك بتقولي إية ...؟!!!
الفتاة بإستغراب ....
_ بقول أن القبطان عمار كان قصده عليا يا عسل ، خير في حاجه ...؟!
ليلي بغضب شديد ...
_ انتي واحدة اتنشن وكدابة ، عمار كان قصده عليا أنا ، أنا ليلي اللي كانت ترند علي الفيس وهو كان بيعتذرلي أنا يا نوغة ... 
صُدم الجميع بما فيهم من خرجوا من المدرج لأنهم كانوا يريدون معرفه من هي تلك الفتاه ولقد أفصحت ليلي عن هويتها لهم ... 
الفتاة بخجل وهي تتجه لترحل مع اصدقائها ...
_ هو انتي ليلي اللي كان قصده عليها ...؟! طب سلام سلام ...
قالت الفتاه جملتها ورحلت بسرعة بينما ليلي غضبت بشدة وقررت التخلي عن عدم الكشف عن هويتها ، ها هي ظهرت أمامهم وليحدث ما يحدث ... 
خرجت ليلي من الجامعة بأكملها تبحث عن عمار ولكنها لم تجده ، أخرجت هاتفها لترن عليه ولكن قبل أن ترن عليه رأت سيارة خارج الحرم الجامعي تقف ومعلق عليها بالون كبير مكتوب فيه " بحبك يا ليلي " صنع خصيصاً من أجلها ...
اتجهت ليلي الي البالون والسيارة لينزل من السيارة سائق وهو يبتسم ...
_ ازيك يا استاذة ليلي ... اتفضلي معايا القبطان عمار محضر لحضرتك مفاجأة لو عاوزة تيجي اتفضلي ... 
نظرت ليلي لما يحدث بإستغراب ... ثواني وركبت السيارة لتنطلق السيارة إلي مكان ما .... 
نزلت ليلي بعد نصف ساعة الي هذا المكان علي البحر في الساحل الشمالي في الأسكندرية ... 
صُدمت بشدة وهي تري أمامها عمار يقف وبجانبه والدها ووالدتها وتقريبا أفراد عائلتها وكذلك "علي" اخوها وعمر أخيه ولمار يبتسمون بشدة وسعادة ... 
اتجهت ليلي إليهم لتردف بإستغراب ...
_ هو في إية اللي بيحصل ...؟! 
عمار بضحك وهو يتحدث مع والد ليلي ...
_ اسمحلي يا عمي افهمها إيه اللي حصل الإسبوع اللي فات ...؟! 
أومأ الأب بإبتسامة واثقة في عمار ... ليأخذ عمار ليلي بعيداً عن أنظار الجميع ... 
ليلي بإستغراب .. 
_ هو إية اللي حصل ...؟!!!! وأية اللي بيحصل ...؟! وأية دا ...؟!! 
عمار بضحك ...
_إتصدمتي يا قلبي ...؟! مفيش كل الموضوع إني بحبك واني كنت الاسبوع اللي فات عند ابوكي في أميركا بنتفق علي الفرح ... 
ليلي بصدمة ...
_ هو انت العررريس اللي بابا كان قصده عليه ...؟!
عمار بضحك وخبث ...
_ لا يا ليلو مش انا ، كان هيجوزك حد تاني استني هوريكي صورته .... 
بالفعل قال جملته وأخرج الهاتف وهو يبتسم بخبث لتري ليلي شاباً هزيل الجسد يرتدي تقويم في اسنانه اشقر وشعره اصفر ولكنه ليس وسيماً ، بالإضافة إلي أنه يبدو من الصورة أنه مدمن ل لعبة البابجي لأنه كان يرتدي "اصابع البابجي" في يديه ،  يبدو من شكله أنه في الخامسة عشر وليس في العشرينات كما قال والدها ... 
ليلي بصدمة ...
_ هو دا ...؟! طب ... طب انت و ... أنا مش فاهمة حاجة يا عمار ...؟!!! 
عمار بإبتسامة ...
_ أنا هفهمك ، بصي يا ستي أنا سافرت لأبوكي واتقدمتلك هناك رسمياً منه ولما رفض حسيت أن ابوكي مادي شوية ، بكل بساطة قولتله اني قبطان ومدير شركة استيراد وتصدير في اسكندرية وهساعد شركته في الإستيراد والتصدير لمصر بمنتهي السهولة .... حسيت أنه بدأ يقتنع قولتله اني بحبك وانتي بتحبيني وموافقة عليا وهو استغرب بس سألني يعمل اية في إبن صاحبه العريس اللي هو كان متقدملك واللي وريتك صورته دا ... 
ليلي بإيماء ...
_ أيوة وقولتله إيه ...؟! 
عمار بخبث ...
_ شاورت عليه يجوزه لسيرين بنت أخته لأنها اكتر حد يستاهل عريس لقطة زي دا وفعلا سمع كلامي واظن سردين فرحانة دلوقتي من عريسها اللي يستحقها ...
فتحت ليلي فمها بصدمة ، ثواني ودخلت في نوبة ضحك وهي مصدومة بشدة من تخطيط عمار هذا وكيف فعل هذا بإبنة عمتها .... 
ليلي بصدمة ...
_ انت رهيب ... والله رهيب ...!!!!
عمار وهو يبتسم لها بعشق ....
_ المهم دلوقتي ... أنا عاوز اقولك حاجه يا ليلي ...
ليلي بإنتباه ...
_ قول ... 
_ أنا آسف ليكي يا حبيبتي ، أنا آسف ليكي علي كسرة قلبك بسببي وبسبب غبائي ، أنا بعتذرلك من قلبي يا ليلي ، يا ريت تسامحيني وترجعيلي أنا مستعد اتمرمط عشانك العمر كله مقابل بس انك تسامحيني وترجعيلي أنا مقدرش اعيش من غيرك والله ... أنا ...أنا بحبك ...
قالها عمار وهو يبتسم بعشق ... 
ابتسمت ليلي هي الأخري بخجل وعيونها امتألت بالدموع لتردف بإيماء ...
_ كفاية اللي انت عملته عشاني ... أشتغلت عامل نظافة وبتاع عصير قصب واتمرمطت عشان بس ترجعني ليك ، أنا كمان ب ... بحبك  يا عمار ومقدرتش انساك الفترة دي كلها ... أنا مسامحاك ... 
قالتها ليلي بخجل وهي تنظر ارضاً ، لم يستطع عمار منع نفسه ليبتسم بشدة ، ثواني وحملها بين يديه وأحضانه ولف بيها امام البحر وهو يضحك بشدة وهي الأخري كانت تضحك وبداخلها حب كبير له ف قلب ليلي طيب ويسامح لأنها أحبته ولأنه فعلا حاول من أجلها ولم يتركها إلا لإعادتها له بكل الطرق ... 
ضحك الجميع عليهم وبالتحديد والدة ليلي الأمريكية التي ابتسمت بحب وهي تري ابنتها تعيش حياتها بالشكل الذي يُسعدها ... 
اتجه والد ليلي إليهم ليردف بغضب ...
_ لسه مش مراتك عشان تعمل كدا يا حضرة القبطان ... 
عمار بضحك وسعادة ...
_ كدا كدا أنا مش هسيبها لغيري ... 
جلس علي ركبتيه أمامها ليردف بعشق وهو يخرج علبة قطيفة من جيبه بها خاتم ألماس ...
_ تتجوزيني يا ليلي ... !
ليلي بإبتسامة وعشق وقد قررت ألا تلتفت لأي شخص الا هو فقط ...
_ موافقة يا عمار ...  
الأب بضحك وصرامة بعض الشئ ...
_ كيس جوافه واقف أنا يعني يا ليلي ...؟!
ليلي بخجل ...
_ دا بعد إزنك يا بابا طبعاً ... 
الأب بإبتسامة .....
_ ماشي يا بنتي ، ربنا يسعدك يا رب لو انتي موافقة أنا كمان موافق عليه ... 
وبالفعل تمت خطبتهم في هذا اليوم وسط أجواء احتفالية في المكان وسعادة كبيرة من ليلي وعمار بما لم يتوقعوه .... 
اتجهت ليلي لتذهب الي منزل عائلتها معهم وليس الشقه التي تقطن بها كما أمر والدها لأن عمار يسكن بجانبها ... 
عمار بعشق قبل أن تذهب ليلي ...
_ انهاردة اجمل يوم في حياتي كلها ... وبعد شهر هيبقي اليوم الأجمل كمان ...
ليلي بإستغراب ...
_ ليه ...؟!
عمار بعشق ...
_ عشان بعد شهر هيبقي فرحنا يا ليلي أنا متفق مع أبوكي علي كدا ... أنا مش قادر استني يوم والله ... 
ضحكت ليلي بخجل وعشق ... نظر عمار الي العائلة ليجدهم مشغولون ولا أحد ينظر لهم ... طبع عمار علي خد ليلي قبلة سريعة وهو يضحك بفرحة وحب لها ، لتتسمر ليلي في مكانها بصدمة مما حدث ... 
التفتت له لتردف بغضب ...
_ انت قللليل الأدب ... 
عمار بضحك ..
_ وانتي قمر أنا بعشق كسوفك دا يخربيت جمالك وانتي زي القمر ... 
ابتسمت ليلي بخجل واتجهت الي عائلتها لترحل معهم ، وبداخلها سعادة أنها عادت إليه ، عادت إليه بعد عناء شديد وعناد كبير من كلاً منهما ... ولكن عمار صمم علي هدفه وأعادها إليه ، ولأنها تعشقه عادت إليه مجدداً ... 
وبالفعل مر شهر وجاء موعد حفل الزفاف بعدما اجتازت ليلي اختبارات الماجيستير بإمتياز وأنهت دراستها تماماً  ... 
ارتدت ليلي بسعادة فستان ابيض اللون مزخرف بفصوص من الألماس الحر أحضره عمار لها كهدية من فرنسا ... كان رائعاً عليها قمة في الروعة والفخامة والجمال ... 
وكذلك عمار الذي ارتدي بدلة سوداء ب "ببيون" كانت عليه غاية في الجمال والفخامة وأبرزت عضلات صدره الكبيرة ... كان جذاباً ووسيماً جداً ... 
ركب بجانبه في السيارة عمر أخيه والذي كان هو الآخر يرتدي بدلة سوداء مثله وهم متجهين لإصطحاب العروس الي مكان الزفاف ... 
نزلت ليلي من المكان اللذي تزينت فيه ، الي السيارة وهي تبتسم بعشق له ، ليصدم عمار بشدة من جمالها وجمال الفستان عليها ... 
اتجه ليأخذ بيديها الي السيارة وهو يبتسم بعشق فهذا اليوم هو أجمل يوم في حياته بالإضافة أنه قد حضر من أجلها مفاجأة عندما يصلون الي القاعة ... 
همس عمار في أذنها بعشق عندما ركبت السيارة بجانبه ...
_ إيه القمر دا يخربيت جمالك هو دا وقته ... 
ليلي بضحك ....
_ انت مجنون والله ... أنا عشقت مجنون ... 
عمار بضحك ...
_ ثواني كدا هي المفروض العكس ...؟! 
ليلي بمرح ...
_ لا عشان أنا هادية الحمد لله مش شبهك خالص انت واخوك المجانين ربنا يكون في عون لمار مرات اخوك ويكون في عوني ... 
عمر بضحك وقد كان يقود السيارة ...
_ الله وانا مالي يا لمبي ... 
ضحك عمار وليلي واكملو مرحهم وضحكم طوال الطريق ... 
حتي وصلو إلي مكان الزفاف ولقد كان عبارة عن فيلا كبيرة مفتوحة علي البحر مباشرة في الساحل الشمالي ... 
دخلت ليلي الي مكان الزفاف ليسلم عليها الجميع وأصدقائها من أميريكا الذين جاءوا من أجلها .... كتبو الكتاب وعُقد قرانهما في العُرس ... 
ولقد أحضر عمار العديد من المغنين في الفرح  مثل  "حسن شاكوش" و " عمرو دياب" والعديد والعديد من المغنين المشهورين ... 
كانت ليلي ترقص بسعادة وفرحة ، ولكن ثواني وتفاجئت بعمار زوجها يمسك المايك ...
عمار بإبتسامة وهو ينظر لها ويُغني بصوت جذاب للغاية  ....
_ لو علي قلبي داب في هواك وكفاية ليل وسهر وعناد ويايا جوه عيوني حنين وغرام مشتاق لعينيك ، قلبي نادالك حن في يوم وتعالي واديك روحي بس تعالي ياللي بحبك قرب طمن قلبي عليك ... 
غنّي عمار بصوته وتفاجئت ليلي أن صوته جميل للغاية لم تتوقع ليلي أن تتزوج من شخص يمتلك مثل هذا الصوت الجذاب ....
أنهي عمار أغنيته بسعادة وفرحة ... ثواني وجري إلي ليلي بدون مقدمات وحملها علي كتفيه أمام الجميع وأمام صدمتها وضحك الجميع عليهم وعلي ما حدث ، حملها علي كتفه وجري خارج القاعة وهو سعيد للغاية ... 
أنزلها ووضعها في السيارة وركب رغماً عنها ...
ليلي بضحك ...
_ يا عمار انت واخدني علي فين سبني اروح الفرح لسه مخلصش ...!!!
عمار وهو يغمز لها ويقود السيارة ...
_ فرح اية بس ... طيارة "المالديفز" مستنيانا يا احلي عروسه ... 
ليلي بصدمة ...
_ بجدد ...؟!!! هنروح هناك ...؟! 
عمار بسعادة ...
_ ايوا بس بكره ... دلوقتي أنا وانتي هنروح علي بيتنا يا عروسة ... 
ليلي بضحك ...
_ بيتنا اللي هو فين بقي ...؟! 
عمار بإبتسامة ...
_ هو أنا مقولتلكيش ...! مش انا اشتريت الشقتين الي اول مرة شوفنا بعض فيهم وكسرت الحيطة وفتحت البلكونتين علي بعض ....؟!
ليلي بصدمة ...
_ بتهزر ...؟! بس كدا هتبقي الشقة كبيرة اوووي والبلكونة كمان كبيرة اوووي ...!!
عمار بضحك ...
_ أيوة كبيرة عشان لما أقف أنا وانتي في البلكونة نشرب شاي بالليل قدام البحر واحنا بنتكلم في أي حاجه مضطرش أن أنا أقف جنب السور عشان اوصلك ، لا خلاص أخيراً هاخدك في حضني واحنا بنتكلم  ... 
ليلي بخجل وعشق ...
_ انت بجد افكارك غريبة بحس انك متجوزني عشان أقف معاك في البلكونة ، أنا بحبك يا مجنون ...
عمار بضحك ...
_ قصة حبنا دي المفروض تتكتب رواية " حب في البلكونة" ...
ليلي بضحك ...
_ أيوة صح ... 
وبالفعل وصل العِرسان الي عُش الزوجيه الخاص بهم ، حملها عمار علي يديه بعشق ليردف بحُب ....
_ علفكرة انتي محتاجة تزيدي في الوزن يا ليلي ، أنا بحبك وانتي بطة عن كدا ...
ليلي بضحك ...
_ لا انسي أنا مش هرجع تاني تختوخة ...
عمار بخبث ...
_ والله الموضوع دا مش بمزاجك وبعد شهر واحد هرجعك تاني زي ما حبيتك أولاني أنا بحبك علي اي شكل انتي فيه بس بحب شكلك اكتر وانتي بطه وشك بيبقي بدر منور بصراحة لما بتتخني ، وحاجات تانية برضه بتبقي حلوة ....
ليلي بغضب منه ...
_ يا ساااافل انت نزلني انت متربتش اصلا ...
عمار بضحك وهو يتجه بها إلي غرفتهم ...
_ دا في أحلامك اني اسيبك أو انزلك ... أنا ما صدقت لقيتك يا كل حياتي ...
قال جملته وكتم آخر كلماتها بين شفتيه في قُبلة أطاحت بها ، وكيف لا تعشقه وهو زوجها الذي لم تعشق غيره بحياتها ولم تتمني غيره حبيب ، لم تشعر بنفسها الا وهو يحتضنها بقوة وعشق كبير لتصبح بعد ذلك زوجته إسماً وفعلاً ، صك ملكيته علي جسدها الذي احترق عشقاً له ، أصبحت ليلي "حرم عمار راسل نيروز" ...
وبعد ثلاث سنوات  ...
كانت تقف في البلكونة الخاصة بهم وقد ازداد وزنها ولكن ليس كما كانت من قبل ، كانت تضع يديها علي بطنها بإبتسامة عاشقة وقد جائها خبر حملها أخيراً بعد معاناه دون حمل لمدة سنتين اليوم جاء لها خبر حملها ، لتحمد الله علي فضله وأنه منّ عليها بهذا الخبر السعيد ...
جاء عمار من خلفها ليردف بعشق وهو يحتجزها بين جسده وسور البلكونة ..
_ بحبك ، بحبك اووي ...
ليلي بضحك ...
_ عمار دي المرة الألف وواحد اللي بتقولي فيها الكلمة دي انهاردة ...
عمار بعشق ...
_ ولسه هكملهم الفين أنا فرحتي لا توصف انك شايلة حته مني يا ليلي ... أنا بجد بحمد ربنا عليكي ... 
ليلي وهي تحتضنه بعشق ...
_ الحمد لله يا عمار ... ربنا يكملي علي خير وان شاء الله أجيب بنوتة زي القمر زي ما انا وانت بنتمني ...
عمار وهو يحتضنها بعشق ...
_ أن شاء الله يا كل حياتي ...
وقفا يتسامران بحُب في البلكونة وكلاهما يعشق الآخر ، انتهت قصة من رواية " عشقت مجنونة" قصة تحمل في طياتها الكثير ، انتي جميلة في أي وضع تكونين عليه أنتي جميلة في أي جسد تكونين عليه ومن يعشقك سيعشقكِ كما أنني لا تتغيري من أجل أي أحد ، فأنا وانتي نعلم أن الجسد فانِ وان الروح هي الباقية ، وأنك جميلة حتي وإن كنتي لا تعلمين هذا فالجمال نسبي والرجل الذي لا يراكي جميلة ألف رجل غيره يراكي اجمل فتاة في الكون ... ألم يحن الوقت عزيزتي حتي نري أنفسنا غاية في الجمال دون إنتظار أن نسمعها من أحد ...؟! 
وبالفعل أنجبت ليلي بعد تسعة أشهر فتاه غاية في الجمال أخذت عيون والدتها الرمادية وشعر والدها الأشقر ... 
عمار بضحك وهو يحتضن ليلي ...
_ اخويا عمر جاي عشان يشوف بنتي "ليلة"   بصراحة عايز اعمل فيه مقلب ...
ليلي بمرح ...
_ أيوة يلا ...
اختبئ الإثنين وراء الباب ...
فتح عمار ل عمر ولمار وأطفالهم الباب ، ليدخل الجميع بإستغراب أن لا أحد هنا ...
ثواني ووجد الجميع مفرقعات في الشقة فلقد رمي عمار عليهم مفرقعات جعلتهم يقفزون من مكانهم من الخوف الشديد ...
عمار بضحك وهو يتجه إلي أخيه ...
_ عملتها فيك كدا احنا متساويين ...
لمار وعمر بغضب ...
_ انتو اطفااال والله اطفااال ...
ليلي بضحك ...
_ جرا اية يا ست لمار ما تفرفشي شوية ...
لمار بغضب ...
_ والله يا ليلي عمار عداكي وانا اللي كنت بقول عليكي عاقلة ...
ليلي بضحك ...
_ حد يقعد مع عمار ويتقال عليه عاقل برضه ...!
نظر الجميع بصدمة الي هذا الصبي الصغير الذي يبلغ من العمر اربع سنوات فقط وهو "زين" ابن لمار وعمر ، نظروا له بصدمة وهم يرونه يقف بجانب "ليلة"  ابنه عمار وليلي يعطيها قبلة رقيقة علي خدودها ...
عمار بضحك ...
_ ولااااااااا أقف عندك يااااااض ، انت بتبووووس بنتي دا انت يوم ابووووك اسوووود ...
امسكه عمار من فانلته ورفعه بيد واحدة ... 
ليردف بمرح ...
_ أنت فاكرها سايبة ، وانا هستني منك أية يا زين باشا ما أبوك كان كدا ... 
ضحكت لمار وليلي لتردف ليلي بمرح ...
_ استني كدا "زين" و" ليلة" يااااه بتفكرني برواية اسمها "عشق الزين" بس التانية كان ليلتين مش ليلة واحدة ... 
أنزله عمار وهو يضحك عليه ليجري الصبي تجاه عمر والده ....
عمر بضحك ...
_ يلا اديني ضمنت مستقبل الواد ويبقي زيتنا في دقيقنا ...
عمار بضحك ...
_ وانا مش هقبل ابنك الصايع الضايع دا يبقي جوز بنتي دا بيبوسها من دلوقتي اومال اما يكبر هيعمل إيه ....
ضحك الجميع بمرح وانتهت قصتنا الي هنا بعشق سطره القدر لكلاً من عمار وليلي ، عشق فاق الحدود وبلغ من الوصف منزلته العظيمة ...
ولكن مهلاً ماذا عن عشق صغير آخر ...
هل سيكبر مع مرور الزمن يا تري ... ام للقدر رأي آخر ...؟!  بالطبع تعلمون ما أقصده ...⁦( ˘ ³˘)
النهاية ...
.. يتبع الفصل التاسع والستون 69 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent