Ads by Google X

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث 3 الفصل الرابع والسبعون 74 - اية يونس

الصفحة الرئيسية

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث الفصل الرابع والسبعون 74 بقلم الكاتبة اية يونس

رواية عشقت مجنونة 3 الحلقة الرابعة والسبعون 74

فُتح باب العنّبر وفُتحت معه اسوء صدمة وكابوس للجميع ...
نظرت يارا أمامها بداخل العنبر بصدمة كبيرة وقد سيطر الرُعب والذُعر والصدمة علي ملامحها ....
صرخت يارا بشدة ...
_ لااااااااااااا معتززززز لاااااااااااا ....
اتجه العسكري بصدمة كبيرة الي داخل العنبر وهو يحرك معتز ... يا إلهي هل ما يحدث امامي حقيقة ...؟!
كان معتز نائماً علي الأرض فاتحاً عيونه للسماء وفمه يبدو أنه مبتسم ، بيده مُصحف صغير كان يبدو أنه يقرأ به ، اتجه إليه الحارس ليحركه ويحرك جسده علّه نائماً او اي شئ ولكنه تفاجئ أن معتز " مات " ...
صرخت يارا بصدمة وبكاء واتجهت إليه تحرك جسده هي الأخري ، لكنها صُدمت أنه فعلاً قد مات ، مات معتز الدمنهوري بعد رحلة ضياع وبعد حياة مليئة بالسيئات ، ولكن صدق قول الله _سبحانه وتعالى_ 
" إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" وفي آيه أخري "الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ"
مات معتز علي حُسن خاتمة ، شاء الله أن يتوفاه ويقبض روحه قبل حتي أن يُعدم ، مات وهو يقرأ كِتاب الله وقد تاب عن كُل ذنب ارتكبه في حياته بداية من طيشه وضياع شبابه في السُكر والأماكن المحرمة وفعل الفاحشة مع النساء ونهاية بما فعله ما يارا ، ولكن رغم كل هذا مات وهو يقرأ القرآن ، هذة حِكمة من ربك فلا تحكمن علي أحد طيلة حياتك حتي وإن كان الظاهر أمامك أسوء شيئ علي الإطلاق ... 
جلست يارا علي الأرض بجانبه وقد أصابها إنهيار عصبي ، لتبكي بشدة عليه وأنه مات ... هل مات بهذة السهولة ...! 
هل فارق الحياة بهذة السهولة دون حتي أن أخبره اني أسامحه ولو للمرة الأخيرة في حياتي ...؟ هل توفي معتز حقاً ... عقلها وقلبها وكيانها لا يتحملان صدمة الموقف ...
وكذلك هدي لم تكن أفضل منها حال ، فقد سقطت علي الأرض تبكي بشدة لولا أن "باسل" جذبها من ذراعها قبل أن تقع ، ولم يستطع تحمل ما رآه ولم يتحمل بكاء هدي هي الأخري ، ليسندها بيديه ويلف يديه القويتين حول خصرها حتي لا تقع ... 
أما مراد نظر إلي معتز الميت بصدمة كبيرة وألم شديد بقلبه علي موت هذا الشاب رغم أنه كان علي وشك أن يُعدم ويموت أيضاً ، ولكن صدمة مراد كانت بسبب موته وطريقة موته بهذة الطريقة التي يتمناها الجميع ... فليغفر له الله ... 
قالها مراد في قلبه واتجه وهو مُشفق علي بكاء يارا الي داخل الزنزانة حيث كانت تبكي بجانب جُثة معتز ... حاول مراد إيقافها ولكنها لم تستطع القيام من علي الأرض لتمتد يديه لترفعها وتسندها من علي الأرض ....
وقفت يارا معه وهي تبكي ، لم تستطع كبح بكائها وإنهيارها علي ما اصاب معتز وعلي موته ، لتقع يارا بين أحضان مراد وقد احتضنته هي بألم وبكاء كبير بقلبها ...
لم يتحمل هو الآخر ألمها هذا ، ليلف يديه حول ظهرها فهي قصيرة أمامه ولهذا لف يديه حول ظهرها يهدئها برفق وبطبطبة خفيفة ... 
عاد العسكري بعد مدة ومعه مدير السجن وبعض الضباط ليحملوا جثة معتز الي الطب الشرعي ومنه الي المقابر ليدفنوه ... 
وبالفعل وبعد ساعتان من البكاء أمام المشفي الذي به معتز يكشف عنه الطبيب الشرعي ، ليعرف ما سبب الوفاة ، خرج معتز في ( نعشِ ) أو ( تابوت ) يحمله عمال المشفي واتجه مراد وباسل يحملوه أمام بكاء وتوديع هدي ويارا له ، سامحوه كلاهما علي ما فعله طيلة حياته ودعا له بالرحمة وسط بكاء من والدته التي دللته والتي جائت لتودعه ببكاء شديد ... 
احتضنتها يارا وهدي وحاولا التخفيف عنها ...
والدة معتز ببكاء وسط الجنازة والشعائر ...
_ ربنا يرحمك يا ابني يا رب ، ربنا يرحمك يا رب ... كان معاه حق ابوك أن دلعي فيك هيخربك وفعلاً انا السبب في اللي كنت وصلت ليه ... ربنا يرحمك يا رب ...
هدأتها هدي ويارا ... 
لتسأل هدي بفضول من وسط بكائها ...
_ اومال فين أبوه يا طنط ...
نظرت لها يارا وهي فاتحه عيونها فلقد اخبرها معتز عندما زارته أن والده مات ... 
وبالفعل قالت لها والدة معتز نفس الشيئ أن زوجها مات بعدما فقدوا كل أملاكهم ... 
هدي وهي تنظر بصدمة لها ، معقول أن الله عادل لتلك الدرجة ولا يضيع الحقوق ، رد لهم الله حقهم وحق فاطمه جارتها وحق جميع الفتيات الذين ظلمهم معتز ووالده دون حتي أن يتدخلوا في إرادة الله أو أن يحاولوا أخذ حقوقهم بيديهم ... 
انتهت مراسم الدفن وانتهت معه قصة معتز الدمنهوري وعائلته الي الأبد ... نهاية حزينة أنا أعلم ولكن لكل إنسان جزائه في الحياة وهذا جزاء معتز من الحياة بعدما قتل الكثير وماتت بسببه الكثير من الفتيات وآخر ضحاياه كانت الفتاة التي انقذت يارا من براثنه ليقتلها بدم بارد ، وها قد نال جزائه ولكن أيضاً رحمه الله تعالى وتاب عليه وشاء أن يتوب معتز في آخر أيامه ويطلب السماح من الجميع ، توفاه الله علي حسن الخاتمة وماذا يريد الشخص من الدنيا أكثر من هذا ....
عادت يارا وهدي معهم باسل ومراد الي المنزل مجدداً وقد تماسكوا بعض الشئ من الصدمة ، ماعدا يارا التي ما زالت منهارة علي معتز ووفاته ... 
صعدت هدي مع أختها الي الغرفة لتردف هدي بتهدئة ليارا ...
_ إهدي يا يارا ، إهدي يا حبيبتي ، خلاص الخطر اللي كان في حياتك راح كدا ، مظنش ليها أي لزمة تقعدي في القصر سواء أنا أو إنتي .... 
يارا ببكاء ....
_ بس ابوكي اااا ...
هدي بإبتسامة حزينة ...
_ هحاول اتحايل عليه يرجعني تاني اعيش معاكوا ، هحاول أفهمه الحقيقة مع إنه مش بيصدق ومش بيمشي غير ورا كلام الناس وورا الشبهات والكلام اللي هيحصلنا لو رجعنا مع أن الأب المفروض يكون السند لعياله وقت الضيقة ، بس انتي الناس هيقولوا معتز مات وهي ارملة ومش هيتكلموا عليكي ، أنا بقي مرفوض وجودي وسطكم عشان الكل مفكر اني هربت يوم فرحي عليه مش هو اللي خطفني وهددني ... 
يارا وهي تحتضن اختها ...
_ متزعليش نفسك يا هدي ، أنا هحاول أفهم ابوكي أنه اكبر غلطان عشان يشك في بنته بالطريقة دي ... متشيليش هم يا حبيبتي ربنا كبير ... 
هدي وهي تمسح دموعها ....
_ يا رب ... المهم بكرة إن شاء الله هنمشي من هنا كفاية أننا تقلنا عليهم كل دا ... 
يارا بإيماء ...
_ معاكي حق ... فعلا كفاية ... 
ماذا سيحدث يا تري ... وهل ستعود الفتيات الي منزل أبيهم ... 
ام للقدر رأي آخر ...؟! 
😂😂😂👇
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حُضنك البيت اللي خلاني ازورك ... 
غبتي عني غبت فيكي زي موتي .. 
بالفعل اتفق الثلاث إخوه وكذلك صفاء في المنزل علي ما سينفذونه بشأن آدم وروان ... 
وجاء صباح يوم جديد يحمل معه الكثير من المفاجآت ... 
فتحت روان عيونها ونظرت الي أطفالها بحُب وقد قررت البدء من جديد بدونه .... 
ارتدت ملابسها ، واتجهت الي العمل فاليوم لا يوجد لديها جامعة ... 
استغربت روان كثيراً أن السيارة السوداء لم تعد تأتي لتأخذها وما زاد استغرابها كثيراً هو الأمس عندما أنهت تدريبها ، تلقت رسالة من الشركة علي الإيميل الخاص بها مضمون الرسالة يقول ان آدم الكيلاني تخلي عن خدماتها في قسم السكرتارية ولم يعد يريدها ان تعمل لديه ك سكرتيره أو غيره ... 
لم تعلق روان بالأمس وقد ظنت أنه فعل هذا من أجل أطفاله حتي لا يخرجون من المنزل ، لم تعلم روان أنه فعل كل هذا من أجلها هي ومن أجل تنفيذ ما طلبته هي ... يا لكِ من قاسية يا روان ... 
اتجهت روان الي العمل في مكان التدريب الجديد مع دُفعتها ومع صديقتها حبيبة ... 
صُدمت روان بشدة عندما رأت حبيبة تدخل الشركة وهي مرتدية " الحجاب " ف حبيبة ليست محجبة ... 
صدمت روان ومع ذلك سعدت بشدة بها وبهذا القرار ... 
اتجهت إليها وعلي وجهها السعادة ...
_ الف مبروووك يا بيبو ... 
حبيبة بسعادة وألم ...
_ الله يبارك فيكي وكل حاجه بس ، بس يا روان أنا اصلا محجبة ... أنا ... أنا ، اوووف بصراحة مش عارفة اقولهالك ازاي ... أنا من الصعيد اصلا فأكيد أنا محجبة بس للأسف لما جيت سكن الجامعة وعرفت أمجد واتصاحبنا أنا الشيطان وسوسلي اني اقلع الحجاب طول ما انا في القاهرة ولما باجي اسافر لأهلي بلبسه تاني يا روان ، بس انهاردة أنا حسيت اني مش عايزة اتخلي عن حجابي تاني ، حسيت اني بجد كنت مقرفة وانا بفكر ازاي اخلي اللي قدامي يشوفني حلوة وخلاص من غير تفكير ولا عقل أن اللي أنا بعمله دا أكبر غلط يا روان ... ربنا يسامحني علي اللي كنت فيه ... 
روان بصدمة كبيرة ...
_ يعني أنتي اصلا محجبة يا حبيبة  ...؟!
اومأت حبيبة بحسرة علي نفسها ... ولكن روان لم ترد الضغط عليها يكفي انها علمت خطأها ولن تكرره أبداً ... 
روان في محاولة للتخفيف عنها ...
_ طب انتي محجبة من أمتي ، أنا محجبة من وانا في تانية اعدادي وانتي ...؟!
حبيبة بسخرية ...
_ أنا محجبة من وانا في تالته ابتدائي يا روان ، ويمكن دا سبب من الأسباب اللي خلتني اقلع الحجاب لما جيت القاهرة لأني للأسف اتكبتت طفولتي من وانا صغيرة معشتهاش ... 
روان بصدمة ...
_ تالته ابتدائي ...؟! معقول ...؟!
حبيبة بإيماء ...
_ متستغربيش اوي كدا كان في معايا في الفصل منقبة مش بس محجبة عشان ابوها شيخ الجامع نقّب بنته من وهي في تالتة ابتدائي ، عندنا في القرية الموضوع دا منتشر شوية متستغربيش ... صمتت لتتابع بسخرية ...
عشان كدا أنا كانت جاتلي عقدة من فترة ومكنتش حابة البس طرحة تاني ، لحد ما صاحبتك يا روان وعرفت حقيقة أمجد ساعتها قولت لنفسي إن اللي أنا فيه دا غلط ولو كنت اتجوزت أمجد اكيد كان بعد الجواز هشوف اسوء ايام حياتي معاه لأنه بيبص للشكل بس ... واتأكدت دلوقتي أن رضا ربنا أهم مليون مرة من أي حاجه تانية ... 
روان بإبتسامة ...
_ حبيبتي ربنا يثبتك يا رب ... متتضايقيش اكيد ربنا هيعوضك لأنك رجعتي تاني تتوبي وبتحاولي تصلحي من نفسك ... 
ابتسمت حبيبة ابتسامة باهتة ... ثواني واتجهت كلتاهما ليتابعا تدريبهما في شركات النمر ... 
وعلي الناحية الأخري في المبني الرئيسي لشركات النمر ...
كان آدم يتابع عمله وهو يحاول إشغال نفسه وتفكيره في العمل وإتمام ما أمامه .... ولكن رغماً عنه تأثر وبشدة بما حدث بينهما ، تأثر لأنه يحبها وبشدة وهي ككل مرة تقول له كلام جارح لا يتحمله ... أنهت هي بغبائها كل شئ كانا سيعودان لولا غباء روان هذة المرة ...
تابع عمله ولم يشغل تفكيره كثيراً فيما حدث ... 
ولكن طرقات علي المكتب جعلته ينتبه ليردف بصوت جهوري ضخم ...
_ إدخل ...
دلف شخص نعرفه جميعنا ، أو بالأحرى فتاه نعرفها ...
سارت بخطوات متمهلة ومغرية في نفس الوقت ،
ووقفت أمام مكتب الآدم لتردف بإبتسامة ...
_ ازيك يا بشمهندس آدم ...
رفع آدم عيونه ليجد أنها "لبني" ...
أدم بجدية ...
_ كويس ... خير ...؟!
لبني بإبتسامة ...
_ أنا كنت جاية اعرف ليه حضرتك نقلت تدريبنا من شركتك الرئيسية لمقر تاني ، وكمان أنا معدش ليا أي سُلطة ومعدتش حضرتك بتجبني اترجم لوفد اجنبي أي حاجه و ...
_ مش شغلللك يا استاذة لبني ... حضرتك متدربة عندي مش رئيسة عمال ... اتفضلي علي تدريبك لحد ما تخلصي انتي ودفعتك مش عايز اشوفكم عندي في الشركة تاني ... 
خرجت لبني بسرعة وهي تجري وتبكي من الإحراج مما حدث لها بداخل مكتب آدم الكيلاني ... 
عاد آدم الي عمله ، وقد نزلت من عيونه دمعة إشتياق لها ، لماذا كل هذة القسوة والبعد يا روان لماذا ...؟ 
وعلي الناحية الأخري في شركة آدم للهندسة المعمارية ...
دلفت ياسمين الي مكتبها لتبدأ العمل ، لم تفت سوي عشر دقائق ودلف جاسر هو الآخر الي مكتبها ليسألها عن شئ ما بخصوص العمل والي آخره ...
جاسر بإبتسامة وسيمة ...
_ بقولك إية يا بشمهندسة ياسمين ، الإسبوع الجاي هيبقي في مشروع جديد ، حضرتك ناوية تروحي الموقع ...؟!
ياسمين بإستغراب ...
_ ليه هو هيبقي فين ...؟!
ابتسم جاسر بخبث ابتسامة وسيمة ليردف ...
_ هيبقي في الغردقة ... منتجع سياحي جديد تبع شركات الآدم هيتنفذ هناك والمفروض ان كل المهندسين هيروحوا ... حضرتك ناوية تيجي ...؟!
ياسمين بتوتر وهي لا تريد الذهاب ...
_ ه ... هبقي اشوف كدا الموضوع دا ...
جاسر بخبث وهو يضغط عليها ...
_ اه بس انتي لو مجتيش العمال والمهندسين هيقولوا عندك واسطة اكيد تمنعك تروحي معانا ، وساعتها أنا مش هقدر اخبي عليهم وهقولهم انك أخت آدم الكيلاني ...
ياسمين بغضب ...
_ انت بتهددني ...؟؟؟!
جاسر بنفي وهو علي نفس الإبتسامة الباردة ...
_ مين قال كدا ...؟! تهديد اية أنا بقولهم الحقيقة ولا انتي متبرية من اخوكي ولا إية ...؟! 
ياسمين بغضب ...
_ برضة هشوف واقولك وإتفضل يلا علي شغلك ... 
أومأ لها وهو يرفع حاجبيه بإستهزاء واتجه ليتابع عمله في مكتبها فهم يعملون في نفس المكتب مع "غادة" ... 
نظرت ياسمين له وهي تعمل بغضب ، ولكنها أيضاً استغربت بشدة وذلك لأن "جاسر" يبدو علي وجهة علامات إرهاق وكأنه لم ينم أو لم يأكل أي شيئ ... 
خافت ياسمين وتوترت أن يكون هذا إرهاق من السهر أو أن يكون فعل شيئاً ما مع فتاة جديدة ، هل هي غادة ، هل يحب جاسر غادة ، هل فعل شيئاً معها ، إذاً لماذا هو مرهق هكذا إن لم قد سهر بالأمس ...؟!
أمسك جاسر رأسه ببعض الألم ولكنه صمم علي إنهاء عمله بجد وإتقان كما يفعل دائماً ... ولقد نسي تماماً أن يأخذ " حقنة الإنسولين " الخاصة به في الصباح ، وهذا لأنه "مريض سكر" ... 
نظرت له ياسمين بتوتر لتردف بصوت ناعم ...
_ هو حضرتك فطرت ...؟!
جاسر وهو ينظر لها بإبتسامة جميلة  ...
_ لا لما أخلص هبقي أفطر يا سوسو ... قلبك عليا صح ..؟!
ياسمين بغضب ...
_ أنا بسأل بس عشان شكلك مش مظبوط وانا عايزة الشغل يبقي حلو والرسمة مظبوطة ومش عايزاك تبوظها وعشان كدا بسأل بس ... 
جاسر وهو يرفع حاجبيه بسخرية ...
_ أنا ابوظ شغل ...؟! انتي نسيتي نفسك يا بنتي دا انتي كنتي متدربة تحت إيدي اول ما جيتي .... دا اللي انتي فيه دا واسطة من اخوكي مش اكتر ...
ياسمين بغضب ....
_ انت كدا اي حد ينجح بمجهوده مهما تعب واجتهد يبقي بالنسباله نجاحه جاي من الواسطة ...
_ لأن بكل بساطة في ناس كبيرة في شركة اخوكي معديين الأربعين وشغلهم تحففة التحفة ومتعينوش رؤساء عمال أو مهندسين زيك كدا ، انتي لسه من سنه بس كنتي متدربة فجأة كدا بقيتي رئيس عمال ومهندسين ....؟! بزمتك لو مش واسطة تبقي إية ...؟!
ياسمين بغضب ....
_ ملكش دعوة لو سمحت خليك في حالك .... 
عاد كلاً منهم الي العمل وقد لاحظت ياسمين أن غادة لم تأتي اليوم ، لتبتسم وهي تشعر بالفرح أنها لم تأتي وتمنت لو لم تإتي إطلاقاً ... 
اتجهت ندي الي " كلية الإعلام " في الجامعة الخاصة بها ... 
دلفت الي الجامعة والي المدرج الخاص بها وهي تحمد الله في نفسها أن اليوم ليس لديها سوي محاضرة واحدة كان يعطيها لها في الماضي دكتور إسلام السيوفي والآن لا تدري ندي من سيعطيها المحاضرة ... 
جلست ندي علي أول "بِنش" قابلها وجلست تنتظر دخول البروفيسور لإلقاء المحاضرة ... وسحرت قليلاً بخيالها وهي تفكر في إسلام السيوفي وما حلّ به في لوس انجلوس وهي تتمني أن يكون حياً وان يكون بخير فهي لا تعرف ماذا به ...
ثواني ودلف المُحاضر بهيئته تلك التي تخطف القلوب ، نظر الطلبة بصدمة لمن دلف ... انتبهت ندي من شرودها هي الأخري لتنظر للمحاضر وهي فاتحة فمها علي اخره بصدمة شديدة ، يا إلهي هل ما أراه حقيقة ... هل هو يقف امامي ام شبيهه ...؟!
كان المحاضر اسلام السيوفي وكان مُجبساً ذراعه ويربطه للأعلي حتي يتعافي مما هو فيه ، ورغم تألمه الشديد بسبب زراعيه ، الا انه أصر ان يأتي الي الجامعة حتي ينفذ ما ينوي عليه مع ندي ...
نظر إسلام بإبتسامة تبدو لك من الخارج أنها لطيفة إلي ندي الفاتحة فمها بصدمة وكان هناك ذباب سيدخل في فمها من الصدمة ... 
اسلام وهو يردف بإبتسامة وسيمة الي الطلبة الجالسين أمامه ...
_ ازيكم عاملين اية ... أنا غبت عنكم فترة لإني كنت مسافر ... قالها وهو ينظر إلي ندي بإبتسامة ليتابع ... بس اديني رجعت عشان اديكم المحاضرات تاني ...
بالفعل بدأ الشرح وندي ما زالت في صدمتها تشعر بالتأكيد أن هذا حلم من أحلامها ومخيلتها وستستيقظ الآن ... !
أنتهت المحاضرة بعدما استوعبت ندي أخيراً أن من يقف أمامها هو اسلام السيوفي بلحمه ودمه وليس شبيهاً له أو أي شئ من اللذي اعتقدته ... 
اتجهت ندي إليه بعد المحاضرة لتردف بصدمة ...
_ دكتور اسلام ...؟! انت رجعت امتي من أميريكا ...؟!
اسلام وهو يقف أمامها يبتسم بود ...
_ رجعت امبارح يا ندي ... أنا بشكرك انك انقذتيني ومسبتينيش اموت ...
ندي بإبتسامة وقد سعدت بشدة أنه بخير ...
_ الحمد لله علي سلامتك ... ايه دا ثواني المفروض انك كنت خاطفني يعني المفروض عليا مقولش الكلام دا لحضرتك ...
إسلام بضحك ....
_ لا عادي انسي كل اللي فات أنا بالنسبالي الماضي انتهي كفاية اني عايش دلوقتي بفضل ربنا وبفضلك ... 
_ أنا برضة مش مصدقة أن حضرتك واقف قدامي أنا بجد فرحانة انك بخير ... 
_ لو عوزتي تتخطفي تاني ابقي قوليلي بقي ...
قالها اسلام بمرح ...
لتردف ندي بضحك ...
_ طب يلا أنا جاهزة ، اه صحيح يا دكتور ...! 
_ خير ...؟!
_ هو انت كنت عايز تقولي اية ...؟!
توتر إسلام عقب كلماتها تلك ليردف بإبتسامة ..
_ كنت عايز اقولك خدي بالك علي مامتي لو مت ، بس الحمد لله أهو انا عايش وشكرا ليكي مرة تانية عن إزنك ورايا شغل ...
قالها واتجه الي مكتبه لتستغرب ندي بشدة من هذة المعاملة الحسنة والجميلة التي بدأت تظهر علي اسلام تجاهها ... لم تفكر كثيراً واتجهت الي منزلها ...
بينما هو ابتسم بخبث بمجرد أن أعطاها ظهره وهو ينوي الكثير والكثير لهذة الشيطانة الصغيرة  ، فماذا سيحدث يا تري ...!!
اتجهت ندي الي القصر الذي تعيش فيه ...
دلفت لتجد والدتها جالسة أمام التلفاز ... سلمت عليها ..
لتردف صفاء بتساؤل ...
_ عملتي اية في الجامعة طمنيني ...؟!
ندي بمرح ...
_ يلا اهو ماشي الحال كلمتين من هنا علي كلمتين من هنا وفي الاخر اخويا يبقي يكلم العميد يخليه يديني امتياز ما انا بقي عندي واسطة بقي ... 
صفاء بغضب ...
_ انا قصدي في موضوع روان يا فاشلة ...
ندي بضحك ...
_ والله ما قابلتها يا ماما تقريباً معندهاش محاضرة انهاردة ... هبقي ارن عليها بكره واشوفها عشان نبدأ تنفيذ الخطة ... 
اومأت صفاء بإستجابة ... ثواني ونظرت الي ندي لتردف بتساؤل ...: 
_ صحابك قالولك اية علي الطقم الجديد بقي  ...؟! 
ندي بعدم فهم ...
_ قالو اية يعني يا ماما ... وهيقولو ليه اصلا ...؟!
صفاء بغضب ...
_ يعني المفروض لما تلبسي طقم جديد صحابك يقولولك حلو وبعدين الطقم دا حلو عليكي معقول محدش خد باله منك ...؟! 
ندي بضحك ...
_ وياخدو بالهم مني ليه هو أنا محور الكون ...؟ وبعدين صحابي يقولولي اية علي الطقم الجديد دا انا لو روحت الجامعة من غير راس والله ما هياخدو بالهم ... 
ضحك الإثنان وصعدت ندي حتي تبدل ملابسها بأخري مريحة للمنزل ... 
وعلي الناحية الأخري في شركات آدم الكيلاني ... 
أنهي جاسر ما فعله وهو يشعر بتعب شديد حتي أنه امسك رأسه لبعض الوقت ... 
نظرت ياسمين بإستغراب له واتجهت إليه لتردف بقلق ..
_ انت كويس يا جاسر ...؟!
نظر لها جاسر بإبتسامة واسعة من وسط تعبه ...
_ جاسر ... ياااه بقالي كتير اووي مسمعتهاش منك يا ياسمين ... 
ياسمين بقلق ...
_ انت كويس ..؟! اجبلك فطار انت شكلك مرهق اووي ...
امسك جاسر رأسه مجدداً وهو يشعر بالدوار ... لم يستطع رؤية أي شيئ أمامه ليقع علي الأرض مغشياً عليه تحت صدمة وصراخ ياسمين وهي تحاول أن وسنده قبل أن يقع ولكنه وقع مغشياً عليه علي الأرض في النهاية  ... 
صرخت ياسمين بشدة ونادت علي جميع من بالشركة ليتجمعوا بسرعة بداخل المكتب بعد كل هذا الصراخ ...
ياسمين وهي تحاول إفاقة جاسر وهي تبكي بصدمة خوفاً عليه من أن يكون قد دخل في غيبوبة سكر أو شيئاً كهذا ... 
اتجه الجميع الي المكتب يهرولون ليعلموا ماذا حدث ... ثواني وطلب أحدهم الإسعاف بعدما حمل الرجال جاسر لينزلوا به الي الأسفل ومعهم ياسمين القلقة للغاية عليه ....
وصلت الإسعاف وأخذته الي المشفي تركب معه ياسمين التي كانت جالسة بجواره ولم تتركه حتي في غرفة المشفي ، وبالفعل بعد مدة في المشفي علم الأطباء أنه لم يتناول أي شئ منذ الصباح ،  وقاموا بعمل اللازم معه حتي يستفيق ... 
وبالفعل استفاق بعد فترة ، 
ليردف الطبيب بإبتسامة ...
_ ازيك يا بشمهندس ... ينفع كدا متاكلش من الصبح وتقلق المدام عليك ...؟!
نظرت ياسمين الي الطبيب بصدمة وقد تحول وجهها الي اللون الأحمر من الإحراج الذي سببه الطبيب لها ... 
جاسر بعدم فهم ...
_ مدام مين ...! 
الطبيب وهو يشير إلي ياسمين ...
_ المدام دي ... 
ابتسم جاسر بشدة وهو ينظر لها بعشق ووسامة معهودة كالعادة .. 
ياسمين بحرج ...
_ يا دكتور أنا مش المدام و ...
جاسر بمقاطعة ...
_ شكرا يا دكتور روح حضرتك شوف شغلك ... 
بالفعل اتجه الطبيب ليتابع عمله ، بينما جاسر نظر إلي ياسمين بخبث وعشق ...
قام من مكانه ليردف لها بإبتسامة ...
_ اية يا ياسمين مش ناوية تبقي المدام بقي ... 
ياسمين بغضب ...
_ مستحيل اكون مراتك انت بالذات آخر حد ممكن اتجوزه علي وجه الأرض ... 
جاسر بإبتسامة ...
_ مستحيل تكوني مش بتحبيني وتعملي كل دا وتنقذيني بس علي العموم أنا معاكي واحدة واحدة لحد ما نرجع تاني يا ياسمين ...
ياسمين بغضب ..
_ انت واحد خاين وحقير ومستحيل ارجعلك لأني بكل بساطة مبطلعش حد من حياتي وارجعه تاني لأي سبب حتي لو كنت هموت عليك ...
قالت كلماتها بغضب وخرجت من الغرفة والمشفي لتذهب مجدداً الي الشركة حتي تكمل عملها ...
ولكن في طريقها للخروج نظرت بصدمة أمامها فلقد رأت البشمهندسة غادة مع رجل وامرأة كبار في السن يقفون أمام المشفي ينوون الدخول ... 
نظرت ياسمين بصدمة الي ما يحدث ... 
ما الذي جاء بغادة الي هنا ....؟! 
وكيف عرفت ما حدث لجاسر ومن الذي معها ...؟
شكت ياسمين في هذة اللحظة أن هناك شيئاً ما مريباً يحدث ... فماذا ستفعل ياسمين يا تري ...؟!
وفي شركة آدم الكيلاني ... 
أنهي اجتماعه وعاد الي العمل مجدداً وسط جو من الملل والرتابة مر يومان لم يري روان بهما ...
هل ما فعله صحيح ...؟! 
هل عندما نقل تدريبها هل كان هذا صحيحاً ...؟! 
هو يريد رؤيتها الآن واشتاق بكل ما لديه لها ولكنه قاوم نفسه وهو يحاول إلهاء نفسه في العمل وحسب ...
وكذلك نفس الشيئ بالنسبة إلي روان التي كانت تتدرب في مكانها الجديد ومقر تدريبها الجديد ، وكانت تشعر بالألم والحزن ، ولا تعلم حتي لما فعل آدم هذا بها ...
هل لم يعد يريد رؤيتها مجدداً ...؟! 
لم يعد يحبها ...؟!
الفكرة كانت مريبة ومرعبة وحزينة ومؤلمة بالنسبة لها ، رغم انها من أرادت هذا منذ البداية ولكنها شعرت بالألم لمجرد تخيل أن آدم حقاً لم يعد يريدها مجدداً وتخلي عن مطاردتها وعنها ... 
حبيبة وهي تنظر إلي روان بإستغراب ...
_ مالك يا بنتي انتي كويسة ...؟!
روان بحزن ...
_ حاسة بس بألم خفيف في بطني وحاسة بوجع في قلبي يا حبيبة ... 
حبيبة بضحك ...
_ أيوة دي اعراض الجوع قومي تعالي ناكل ...
روان بنفي وهي شاردة بحزن ...
_ تفتكري دي النهاية يا حبيبة ...؟! خلاص كدا مش هنرجع لبعض تاني ...؟! معقول آدم هيبقي بالنسبالي ماضي وخلاص ...؟!
حبيبة بحزن علي صديقتها ...
_ متزعليش نفسك يا روان ، اكيد ربنا شايف الخير وهيقدمهولك بس انا مش عايزة علاقتكم تنتهي لإني صعبان عليا العيال اللي هتتبهدل وسطكم دي ...
روان بحزن وشرود ...
_ وانا صعبان عليا نفسي اني بعد كل دا عادي يستغني عني ... فكرك هو بعدنا عن المقر الرئيسي ليه ...؟! عشاني أنا يا حبيبة ... عشان ميشوفنيش ...
حبيبة بإستغراب ...
_ طب وهو هيعمل كدا ليه من البداية اصلا ...؟! ما عادي كنا شغالين معاه والأمور ماشية حتي بعد طلاقك ...!
نظرت لها روان بحرج ولم ترد أن تكشف لها عما حدث ... ولكن حبيبة لاحظت نظرتها لتردف بتفاجئ ...
_ استني ثواني ...؟! انتي قابلتي آدم صح ...؟!
_ فاكرة اليوم اللي المفروض كنتي تيجلي فيه الشغل عشان اقولك حاجه مهمة ...؟! وقولتلك متقوليش حاجه لماجدة ...؟! 
_ أيوة ...؟!
_ اهو اليوم دا آدم سحبني بالعافية وسفرني أميريكا عشان يحميني أنا وعيال علي ما يجيب أخته من هناك ...
_ سافرتي أميريكا معاه ...؟!!! معقول ...؟!!
_ أيوة يا حبيبة وحاجة كمان بس ... بس انا مش هقدر اقولهالك ...
حبيبة بصدمة وقد خمنت ما حدث ...
_ حصل بينكم حاجه يا روان ...؟؟!
نظرت روان أرضاً بحرج شديد وغضب شديد من نفسها وبكاء أيضاً واومأت لها ، لتردف حبيبة بصدمة ...
_ بس اظن كدا زنا لأنه طليقك ...؟!
روان ببكاء وغضب من نفسها ....
_ يا ريتني كنت في وعيي أنا محستش بالدنيا كلها وانا معاه ... 
حبيبة بغضب ...
_ استني ردي عليا كدا ... هو المفروض طلقك كام مرة ...؟!
_ " مرتين ليه ...؟! " قالتها روان ببكاء ....
حبيبة بسعادة ...
_ يبقي هو ردك ليه يا روان وكدا مش زنا ، عادي أنه يردك ليه في فترة العدة وبدون موافقتك حتي يبقي كدا هو ردك ليه وانتي كدا مراته وحلاله ...
روان بغضب ....
_ بس انا مش عايزة اكون مراته ولا حلاله ومش عايزاه اصلاً كفاية اللي حصلي بسببه ، أنا صحيح بتألم من قلبي عليه لكن الصح ليا ولعيالي إني أبعد عنه ... 
حبيبة بغضب منها ...
_ تبعدي عنه إيه ...؟! انتي اصلا هتموتي عليه وقاعدة بتعيطي عشان مش هتشوفيه في التدريب تاني ، انتي ليه متناقضة كدا ...؟! ما تخليكي صريحة مع نفسك طالما بتحبيه وهو عرف غلطه خلاص ارجعيله اية المشكلة اديله فرصة يتقفل باب يتفتح مليون باب بس مش بالسلبية اللي انتي فيها دي ، انتي كدا بتقفلي وخلاص بحجة الكرامة مع أن الكرامة مش أنك مترجعيلوش وخلاص ... كرامتك تحافظي عليها وانتي معاه مش وانتي سايباه يا هبلة ... 
روان وهي تمسح دموعها بألم ...
_ سيبيني يا حبيبة في اللي أنا فيه بالله عليكي متفتحيش الموضوع دا تاني خلاص ... 
شعرت روان بالغثيان مجدداً مع ألم صغير ، حست روان ان ما يحدث لها هو الذي يحدث للفتيات كل شهر بهذا الألم والمعاناة ، قامت من مكانها ودخلت المرحاض ولكنها لم تجد أي علامات من هذا ... 
خرجت وهي تشعر بنفس الألم ... 
اتجهت إليها حبيبة لتساعدها لأنها شعرت أنها ليست بخير ...
روان وهي تقف أمام مرآة الحمام في العمل تغسل وجهها بعدما تقيأت مجدداً ...
_ يا ربي اية اللي فيا دا بس ...؟! أنا لازم اروح اكشف ...
حبيبة وهي تدخل الحمام لتجدها ...
_ انتي كويسة يا روان ...؟!
روان بنفي ...
_ لا يا حبيبة مش كويسة خالص من امبارح وشكلي كدا واخدة دور تقيل ، هبقي اروح اكشف بعد ما اروح ...
حبيبة بشك ...
_ بت يا روان ... مصيبة لتكوني حامل ...؟!!!
روان بصدمة كبيرة هي الأخري ...
_ إية ...؟!
حبيبة بإيماء ...
_ أيوة والله بتحصل عادي ... مصيبة فعلا لتكوني حامل للمرة التانية منه ....
روان بنفي وهي تحاول طمآنة نفسها ...
_ لا مظنش لأن معداش فترة تثبت الحمل دا مظنش الجنين لحق يتثبت ...؟!
حبيبة بنفي ...
_ ممكن يحصل حمل تاني يوم علطول عادي من غير ما تحسي ولحد ما يعدي فترة وتظهر الأعراض لكن في ناس ضعيفة في الحمل زيك كدا ظهرت عليكي الأعراض بدري اهي ... وانا متأكدة أنه حمل يا روان ...
روان ببكاء لا تدري اهي سعيدة ام حزينة ...
_ يعني أنا حامل ...؟! 
حبيبة بضحك وهي تأخذ صديقتها في أحضانها ...
_ أظن بقي كدا لما نتأكد تدي آدم فرصة بقي بجد كفاية بعد لحد كدا ولا إية رأيك ...؟! 
اومأت روان ببكاء وسعادة رغم قلقها وخوفها من رد فعل والدتها وحتي قلقها أن تندم في المستقبل أن عادت له وتحول الي شخصية النمر مجدداً ... ولكنها حقاً سعيدة أن بداخلها طفل منه مجدداً وهي تريد وبشدة أن تقول له هذا الخبر ... 
حبيبة بسعادة ...
_ الف مبروك يا حبيبة قلبي ... أنا فرحانة أن دي إشارة من ربنا عشان ترجعوا لبعض تاني ...
روان بإبتسامة ...
_ بس يا رب لو رجعت ميتقلبش عليا تاني ولا الحاجات دي ....
حبيبة بإيماء ..
_ متقلقيش ، انتي خلاص بقي وراكي بيست فريند تدافع عنك وبعدين خلاص بقي عندك كرامة وهو اكيد مش هيفكر يأذيكي تاني عشان انتو شوفتوا كتير وبعدتوا عن بعض كتير برضة ... خلاص كدا كفاية بقي ... 
روان وهي تمسح دموعها ...
_ أتأكد بس الأول من الخبر دا وبعد كدا هروحله بنفسي ...
حبيبة بسعادة ...
_ يلا بينا دلوقتي والله علي أقرب معمل نتأكد ونرجع .... 
ولا معمل ليه استني هنا دقيقة واحدة د..
روان بإستغراب ...
_ مش بسرعة كدا هروحله وبعدين هتعملي إية ...؟!
حبيبة بضحك ...
_ لا بسرعة كدا يا روان عشان عارفاكي ممكن تاني يوم تقوليلي لأ غيرت رأيي ... 
خرجت حبيبة بسرعة وهي تجري بكل ما أوتيت من قوة أمام الجميع ولم يهمها شيئ خارج الشركة الي أقرب صيدلية خارجية ... 
طلبت من الصيدلي " اختبار حمل " واتجهت وهي تجري بسرعة الي داخل مجمع الشركات ومنه الي الشركة التي تعمل بها ... 
دلفت حبيبة الي المرحاض وهي تأخذ نفسها من الجري ... 
_ خدي يا روان ... 
أعطتها حبيبة اختبار الحمل ، وعلّمت روان كيف تستخدمه ....
وبالفعل خرجت روان بعد فترة وهي لا تفهم أي شيئ وماذا يعني شرطتان حمراواتين ... 
فرحت حبيبة بشدة وأخبرت روان أنها فعلاً حامل وان هذة بدايات الحمل والجنين .... 
روان بسعادة كبيرة ...
_ أنا مش مصدقة نفسي وحتي أنا مش فاهمة شعوري هو أنا زعلانة ولا فرحانة ...
حبيبة بسعادة وهي تحتضنها ...
_ مش مهم انتي حاسة بإية ... دلوقتي حالاً اطلعي علي شركة آدم وقوليله علي الخبر الحلو دا وشوفي رد فعله هيبقي عامل ازاي ، أن مكنش يشيلك ويلف بيكي وترجعيله مبقاش أنا حبيبة ...
روان بإيماء وتأثر وهي تبكي ...
_ حاضر ... هروح دلوقتي وخلاص يا حبيبة أنا ناوية أرجعله كفاية بقي بعد وجفا ... 
اتجهت روان وهي تبكي من السعادة وتتخيل سيناريوهات تحدث بعقلها عن ماذا سيفعل آدم معها عندما يراها في الشركة ...
بالفعل وصلت أمام باب الشركة الرئيسي لتتفاجئ بتجمع صحفي بداخل الشركة ينتظرون آدم الكيلاني ليخرج ويعدون مقابلات معه  ...
دخلت روان ووقفت بجانب الصحفيين الذي بمجرد أن فُتح باب المصعد وخرج منه آدم الكيلاني حتي تجمهروا حوله وقد دفعوها بقوة وهم يتزاحمون حول آدم والكلمات والأسئلة بدأت تعلو ...
أحست روان بالألم بعد تزاحم الصحفيين ودفعهم إياها ...
ولكنها تماسكت ونادت بأعلي صوتها علي آدم الكيلاني ولكنه لم يسمعها من الصحفيين المتجمهرين حوله ...
ظلت تنادي عليه حتي انتبه هو لها ... نظر لها مطولاً بحزن وهي تنادي عليه بلفهة مستمرة ... ولكنه نظر لها مطولاً دون أي اهتمام ...
ثواني وأعاد رأسه الي كاميرات الصحفيين وكإن روان لم تكن موجودة قط .. في لحظة صدمتها بشدة لتنظر له بحزن وما زالت تنادي عليه حتي يشعر بها ، يأتي إليها ، أي شيئ ...؟! 
ولكنه لم ينظر لها مجدداً وخرج من الشركة أمامها يجري خلفه الصحافيين وهي تنظر بألم وصدمة له ... وقد فهمت روان في هذة اللحظة ...
" أنه تخلي عنها الي الأبد" ... 
جلست روان علي كرسي وهي تبكي بشدة وقد أفرغت ما بداخلها من البكاء والصدمة علي ما حدث للتو من تجاهل آدم الكيلاني لها تماماً ...
فماذا سيحدث يا تري ...؟! 
.. يتبع الفصل الخامس والسبعون 75 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent