Ads by Google X

رواية ابواب العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هدى مرسي

الصفحة الرئيسية

              رواية ابواب العشق الفصل  الثالث والعشرون  بقلم هدى مرسي ابوعوف 


رواية ابواب العشق الفصل الثالث والعشرون

وقت الظهيره خرجت لتغير بعض الاشياء فى قائمة الطعام، واثناء ماهى تقف سمعت صوت لفت انتباهها فالتفت اليه وبدى عليها الصدمه قائله : كيم مش معقول ده رجع امتى ؟
اشاحت وجهها عنه واخذت نفس وزفرته بحزن فقد احيى كل ما بها من الم، لم تنتظر ان يراها واسرعت لتدخل فنادها قائلا : حنان هلا انتظرتى قليلا اريد ان اخبرك بشيئ .
توقفت مكانها اغمضت عينها قبضت على يدها ابتلعت ريقها واخذت نفس وزفرته، فتحت عينها والتفت اليه تصنعت الابتسامه : اهلا سيد كيم .
ابتسم ونظر الى عينها فنظرت بعيداعنه فاتستعت ابتسامته تنحنح قائلا : اريد ان اشهدك امام الله على ما ستسمعين منى الان .
تفاجأت ونظرت اليه بعدم فهم فاستجمع شجاعته اخذ نفس وزفره واكمل بالعربيه : اشهد انه لا اله الا الله و اشهد ان محمد عبده ورسوله .
نظر لها وعينه تلمع وتتلاءلاء بها الدموع، وقلبه ينتفض ويدق بصوت يشبه زقزقة الطيور وهى فرحه بميلاد يوم جديد،
اتسعت حدقة عينها وفتحت فاها وتجمدت مكانها، لاتصدق ما سمعت هل هو حقيقه ام حلم، ظلت للحظات غير مدركه للامر فأزدادت ابتسامته واعاد الشهاده مره اخرى باللغه العربيه، ومره اخرى بالكوريه، ابتسمت ابتسامه واسعه قائله : انت كيم حقا وقد دخلت الاسلام .
هز راسه بسعاده : نعم انعم الله علي بنعمة الاسلام بسببك انت وطارق .
تسرب القلق الى قلبها وتلاشت البسمه من على وجهها فسألته : ماذا تعنى بسببنا ؟
فهم ما تقصده فتنهد قائلا : انى احببت الاسلام بسبب حبكم له، كلمات طارق التى قالها والمتنى، عندما جلست وحدى وفكرت بها وجدتها مدح وليست ذم، اكتشفت انى احمق كبير فهل ستقبلونى اخٍ لكم فى الاسلام .
ابتسمت بخجل ونظرت الى الاسفل ولم تجب، نادتها نتالى من الداخل فتركته وتحركت مسرعه، ظل واقفا مكانه اتى بعض عمال المحل، ورأوه ففرحو برجوعه واسرعو اليه، وعرفوه بجوان كانت حنان تكاد تطير من السعاده، انتهزت اول فرصه ودخلت الى المصلى واتصلت بهيام لتخبرها، لحظات واجابتها متعجبه : حنون حبيبى فى حاجه ياقمر ؟
حنان بسعاده : مش هتصدقى انا مش قادره اتلم على نفسي من الفرحه، مش عارفه اعمل ايه ولا اقول ايه مش مصدقه يا هيام بجد ده حلم .
هيام بعدم فهم : طب اهدى كده وفهمينى هو ايه ده اللى مش قادره تصدقيه ايه اللى فرحك قوى كده ؟
اخذت حنان نفس وزفرته : كيم رجع ودخل الاسلام، اول ما شفنى قال الشهدتين بالعربى والكورى، ( امتلاءت عيونها بالدموع ) كيم اسلم يا هيام مش متخيله انا فرحانه قد ايه، حلم طارق اتحقف وبقا سفير للاسلام، انتِ متخيله فرحته هتبقا ازى لما يجى ويعرف .
هيام بسعاده وقلق : انا مش عارفه اقولك ايه انا فرحانه زيك واكتر، انا عندى دمعت معاكى يارب يكون صادق يارب يثبت على الاسلام .
حنان وهى تمسح دموعها : حسيت بالصدق فى صوته وكلامه، لما قال الشهدتين حسيت انه بيقولها من قلبه مش بس بلسانه .
وضعت هيام يدها على فاها وتناثرت الدموع من عينها قائله : يااه يا حنان بجد انا فرحانه قوى، انا مش مصدقه ولا عارفه اقول ايه او اعمل ايه، كان نفسي ابقى معاكى كان نفسي اشوف اللحظه دى، بجد انا فرحانه فرحانه قوى .
دق باب المصلى على حنان كان موعد صلاة الظهر، ونتالى تريد ان تدخل لتصلى، فقالت حنان : طب هقفل معاكى عشان نتالى بتخبط .
هيام : ماشى بس اول لما تقدرى كلمينى .
انهت معها المكالمه وهى غير مصدقه لاتعرف ماذا تفعل تتمنى ان تقفذ من الفرح، نظرت حولها فتنبهت انها بالمحل فنظرت حوله وجدت نفسها وحدها فحمدت الله، واسرعت الى المصلى التى به وصلت ركتين شكر لله، ودعت الله ان يكن صادق بالفعل ويتم فرحة حنان على خير، خرجت وجدت مصطفى ينتظرها نظر لها متعجبا : انت بتصلى ايه دلوقتى ؟
ابتسمت بسعاده : بصلى شكر لله كيم رجع من شويه، ودخل الاسلام كمان انت متخيل انا مش مصدقه حاسه انه حلم .
مصطفى بعدم تصديق : كيم مين ورجع فين واسلم امتى وازى ؟
ضحكت هيام : هيكون فين يعنى المطعم عند حنان، وامتى من شويه وازى دى بقا لسه معرفش .
مصطفى : طب انت عرفتى ازى وطارق مقليش ليه، انا لسه قافل معاه من شويه ؟
هيام : هو لسه ميعرفش حنان لسه مكلمنى استنى هحكيلك ...
وقبل ان تكمل رن هاتفها فنظرت به وجدتها نانا فأشارت له انها ستجيب، فأوما بالموافقه فتحت الهاتف : ايوه يا نانا فى حاجه ؟
نانا : كلمتى يوسف وهيون ولا لسه ؟
تذكرت قائله : ياخبر نسيت خالص حاضر هقفل معاكى واكلمهم .
نانا : تمام الراجل كلمنى تانى انهارده وحدد معاد كتابة العقود، يعنى الكلام بقا اكيد، وهو كمان عايز يعمل حفل للفيلم هناك فى تركيا .
هيام : مفيش مشكله هقول لهم عشان يبقو عارفين وقبل الافتتاح بفتره نقول للباقين .
نانا : خلاص هعتمد عليكى فى الموضوع ده ونسقى مع يوسف، عشان هو شغال المسلسل الجديد بتاعه، اللى هيتزاع فى رمضان .
هيام : حالا هقفل معاكى واكلمه على طول متقلقيش خلاص .
انهت معها المكالمه ونظرت الى مصطفى قائله : استنى هكلم استاذ يوسف وهيون واكمل معاك كلام .
هز رأسه بالموافقه قائلا : طب على ما تخلصى هدخل اشوف التجهيزات بتاعت رمضان اخبرها ايه .
تركها ودخل امسكت الهاتف وطلبت رقم يوسف الشريف، لحظات واحابها قائلا : استاذه هيام يا اهلا .
ابتسمت : اهلا بحضرتك انا عارفه انك مشغول مش هطول عليك، بس فى اخبار مهمه عن الفيلم وجميله كمان، فى منتج وصاحب دور عرض فى تركيا، اتفق مع مدام نانا على عرض الفيلم هناك عندهم، فى نفس وقت عرض الفيلم هنا .
يوسف بسعاده : ده خبر حلو جدا وهيبقا اعلان جامد للفيلم .
هيام : اكيد طبعا بس ده هيفضل سرى لحد لما نعلن عنه، ممكن حضرتك تقول ان فى مفاجأه حلوه بس، وكمان احتمال يكون فى حفل هناك وطبعا لازم تحضره كبطل العمل .
يوسف : مش هو بعد رمضان هكون خلصت المسلسل بامر الله مفيش مشكله .
هيام : هكلم حضرتك مره تانيه واعرفك المعاد .
انهت معه وترددت للحظات ثم كتبت رساله لهيون بكل الامر، فور ان استلمها فرح جدا وفكر ان يتصل بهيام لكنه تراجع، تنهد عدة مرات بشوق لها وتذكر ايام العمل معها وذهابهم الى مطعم حنان، فقرر الذهاب الى هناك، وصل امامه وقف ينظر الى الطاولات ويتذكرها وهى تقف مع حنان وتضحكان، اغمض عينه واطلق تنهيده حاره تكاد تحرق الهواء حوله، فتحهم مره اخرى وهو يجوب المكان بعينه كأنه يتمنى ان يرها او حتى يلمح طيفها، فرأى كيم فى البدايه ظن انه شخص يشبهه، دقق النظر فتأكد انه هو فرح جدا واسرع اليه وضع يده على كتفه، فالتف له وعندما رأه ابتسم قائلا : صديقى اشتقت لك كثير .
اتسعت ابتسامة هيون واحتضنه : وانا ايضا اشتقت لك كثيرا لكنى سعيد جدا بعودتك .
احتضنه كيم : شكرا لك .
وقف هيون الى جواره : اتعرف افضل انك عدت لكن اين كنت ومتى عدت ؟
ضحك كيم : ما كل هذه الاسئله تعالى نجلس ونتحدث .
تحرك معه هيون وجلسا على احدى الطاولات تنهد كيم قائلا : كنت احمق وهربت لكنى الان عدت ولن اهرب مره اخرى .
ابتسم هيون : اهلا بعودتك لكن ماذا عن حنان ؟
ابتسم كيم : لقد عدت لاجلها ولن اتخلى عنها، لقد تصرفت بجنون ولم ارى جمال هذا الدين، كان الكبر يمنعنى .
تعجب هيون : هل ستدخل الاسلام حقا ؟
هز كيم رأسه بسعاده : بل دخلته واعلنت اسلامى امس فى احد المساجد، وانتظر طارق لنذهب معا الى الجاليه اعلنه هناك .
تفاجأ هيون قائلا : بهذه السهوله لكن لما هربت المره الاولى، وحملت نفسك هذا العذاب انا لا افهمك .
تنهد كيم : معك حق كنت اعمى وابصرت .
هيون : اخبرنى كيف حدث ذلك وما الذى غير رأيك ؟
ابتسم كيم : انتظر ليس الان ساقص كل ما حدث لى منذ خروجى من هنا، حتى عودتى ولكن بعد عودت طارق، لاحكى لكم جميعا معا .
هز هيون راسه : للاسف ساذهب لان لدى عمل وسأعد مساء، لكن هل اخبرت حنان عن اسلامك ؟
اتسعت ابتسامت كيم : مؤكد، لم استطع تحمل الانتظار ولكن لم اقل اى تفاصيل .
وقف هيون قائلا : سأذهب الان ولكن سأتى فى المساء لاسمع منك كل ما حدث .
كيم : سأنتظرك واقصه عليك مره اخرى عندما تأتى .
صافحه هيون وذهب دخل كيم الى المطعم، وبعد بعض الوقت اتى طارق، وعندما رأى كيم لم يصدق عينه اسرع اليه، جذبه من ذراعه قائلا : كيم هل هذا انت حقا عوداً حميد يا صديقى .
احتضنه كيم قائلا : اشتقت لك كثيرا صديقى، ما كان يجب على ان اذهب كنت مخطأ .
ربت طارق على كتفه : لا يهم الان تعال اجلس لنتحدث وتخبرنى كم ستبقى ؟
ابتسم كيم فهو يفهم مغزى سؤاله تنهد قائلا : ان قبلتونى اخٍ لكم فسابقى للابد والا ساذهب فارض الله واسعه .
جحزت عينى طارق وقطب جبينه وابتسم قائلا : هل تعنى اخ لنا فى الاسلام ؟
هز كيم راسه بسعاده موافقا، فرح طارق وامتلاءت عينه بالدموع قائلا : حقا ستدخل الاسلام لا تتخيل كم سعادتى بهذا الخبر الف مبروك .
واحتضنه وهو يبكى فى سعاده، تعجب كيم قائلا : انا لا افهم لما تبكون هكذا افهم انها دموع الفرح لكن لما كل هذه السعاده ؟
مسح طارق دموعه : نحن نفرح بعتق رقبه من النار، نفرح بفوز اخ جديد لنا، وايضا لانى احبك كثيرا يا اخى، وقد دعوت الله لك بالهدايه وكنت حزين جدا لذهابك .
اخذ كيم نفس وزفره : كم انا احمق وغبى كيف لم ارى كل هذا الحب، ولم افهم انكم تريدون مساعدتى .
زفر طارق قائلا : ليس مهم هذا الان لكن اخبرنى كيف حدث ذلك ومنذ متى ؟
ابتسم : منذ الامس وكيف استاذنك تنادى حنان فأنا اريدها ان تسمع القصه معك .
وقف طارق قائلا : صحيح حنان هل تعلم بالامر ؟
هز كيم راسه ورفع كاتفيه واشار بيده، اي انه لم يكن لينتظر كل هذا الوقت دون اخبراها .
ضحك طارق : لا بأس فاليوم يعتبر عيد سانديها فأنا متشوق لاعرف كيف حدث ذلك .
نادها طارق فخرجت مسرعه، وعندما راته يجلس مع كيم فهمت انه علم، طلب منها ان تجلس معهم ونظرا الاثنان اليه ليسمعا ما سيقول، وقبل ان ينطق اتى بعض الزبائن، واقترب منهم جوان قائلا : لو سمحتم هل يمكن ان تتركو الطاولات فالزبائن كثرت ولا مكان لهم .
نظرو عليهم وقام طارق قائلا : اسمع يا كيم تاتى معنا اليوم الى المنزل وتقص كل ما حدث هناك حتى نكن على راحتنا .
هز كيم رأسه قائلا : موافق ولكن على شرط تاتى معى غدا الى الجاليه لعمل الاجرأت اللازمه لاعلان اسلامى هناك .
طارق متحمسا : مأكد ان هذا حدث تاريخى هل يمكن ان افوته .
ضحك كيم وتحركو جميعا وذهب كل منهم الى عمله، وفى المساء اتى هيون ووقف معه لبعض الوقت وذهب،وبعد نهاية العمل ذهب معهم كيم الى منزل طارق وجلسو فى الصاله، ونظر له الاثنان منتبهان وبدأ هو يحكى كل ما حدث قائلا : وانا صغير كنت فى مدرسه داخلى، دخل معنا طفل مسلم من هيأته يبدو عربى وليس كورى، تعامل معنا بكبر ولم يكن يتحدث الى اى طفل منا، واذا حاول احد التحدث اليه يثبه، ويقول ابتعد انت نجث وانا المس النجاثه، رفض تناول طعام المدرسه وظل ثلاثة ايام على هذا الحال، حزنت لاجله وكان لديا بسكوت احضره لى والدى، فقدمت له بعضه وذهبت لم اتحدث اليه، لشدة جوعه اخذه وتناوله فى اليوم التالى واتى وتشاجر معى، وقال انى اطعمته لحم خنزير وانى فعلت هذا متعمدا لاجعله نجث مثلى، حاول ضربى لكن المدرسين امسكو به وابعدوه واستدعو والداه، وعندما اتو قصو عليهم ما فعل ابنهم لكنهم بدل من الاعتذار، غضبو وثارو واردو عقابى على ذلك، وعندما رفضت المدرسه اخذو ابنهم واعتبرونى مذنب فى حق طفلهم، لم انسى هذه الوقعه لفتره طويله ولكن بعد دخولى الجامعه لم اعد اتذكرها، عندما رفضتنى حنان واصرت انها لاتتزوج الا مسلم، لا اعلم لما ربط عقلى بين هذا وذاك، يمكن لانى عندما حاولت احتضنها ابعدتنى بقوه وكأنى جُرد سيئ ( استاء طارق ونظر الى حنان فنظرت الى الاسفل بخجل فقبض على يده وضرب بها على فخذه) وقتها ظللت لبعض الوقت احاول ان اتعلم الاسلام، لكن هذه الصوره كانت داخلى تقف كحاجز بينى وبينه، وعندما تأكدت انى لن استطع قررت البعد عنكم، ذهبت الى مدينه اخرى حاولت نسيان حنان، لكن دون فائده، كنت اذا دخلت مطعم انظر الى كل اركانه وكأنى ابحث عنها، اذا ذهبت لنزه اتذكر عندما كنا نخرج معا، وارى اى شاب يمسك فتاه اظنه انتم، واسرع اليه امسك به فأجده شخص اخر، فأعد يأسا ظللت على هذه الحاله لفتره، حتى خرجت يوم وكنت اشعر بأحباط رهيب، رايت رجل يقف مع ابنه طفل صغير، يتعملان مع كل من حولهم على انهم حساله او نجاثه، تذكرت هذا الطفل، دققت النظر بالرجل على امل ان يكن هو ذاك الطفل عندما كنا صغار، لكنه ليس هو هذا يبدو من شكله انه كورى، لا اعرف لما اخذنى فضولى لاعرف الى اين وجهته، ولما كل هذا الكبر والغرور كان داخلى يقين انه مسلم، حتى رايته يدخل احد المعابد المعروفه هناك بالتشدد والتطرف، ظللت مكانى للحظات لا اصدق ما اره، فهمت وقتها ان التطرف والتزمت ليس له علاقه بأى دين، بل هو طبع يكن فى الانسان، شعرت انى احمق كنت دوما اهرب من الاقتراب من هذا الدين، لم احاول ابداً سؤالكم عن اى شيئ عنه فقط لخوفى ان اكتشف انى مخطأ، ظللت الف بالشوارع والطرقات، وانا اشعر بالالم والحسره انى اضعتكم منى، حتى وجدت مسجد اقتربت منه كان وقت صلاه، تذكرت يوم رايتك انت ومصطفى عند المسجد، وكيف حرك صوتك مشاعرى، بدأت الصلاه وما ان قرأ الامام بعض الايات، وشعرت ان القشعريره تملاء جسدى،ودموعى تنهمر منى ولا اعرف ماذا دهانى، انتهت الصلاه وخرج امام المسجد ورأنى فاقترب منى ربت على كتفى قائلا : ماذا بك يا ولدى ؟
لا اعرف ماذا حدث لى وجدتنى ابكى واقص عليه كل ما حدث معى، ورغم انه رجل كبير فى السن الا انه سمع حديثه كله دون مقاطعه، ظل واقف يسمع كلامى لساعتين حتى انتهيت ربت على كتفى ومسح على شعرى قائلا : لا تحزن المهم هل انت مقتنع الان ان الاسلام برئ من هذا التعصب .
ابتسمت وقلت له نعم وسألته ان يعلمنى الاسلام ويحدثنى عنه، وبالفعل وافق وكنت اذهب اليه كل يوم على مدار شهر كامل، اتعلم كل شيئ حتى امس، اخبرته انى سادخل الاسلام ونطقت الشهادتين، واخبرته انى سأتى اليكم ليذهب معى طارق للجاليه، فهو السبب الحقيقي لاسلامى، فهو بطريقة تعامله معى كان حقا سفير للاسلام هل ستقبلونى اخٍ لكم .
ابتسم طارق بسعاده فقد تحقق حلمه واصبح سفير للاسلام، نظر الى حنان فنظرت الى الاسفل بخجل، وقف طارق واقترب منه وقف هو الاخر فتح طارق ذراعيه له قائلا : اهلا بك اخى كيم .
فرح كيم واحتضنه بسعاده نظر اليه ببعض الخجل، فقد راى الغضب فى عينه عندما قال انه حاول احتضان حنان،
تنحنح قائلا : اود الاعتذار لك ولحنان عن اى شيئ فعلته سابقا بجهل، واتعهد امامك الان انى لن افعل اى شيئ يغضبك او يغضبها مره اخرى .
ابتسم طارق : هذا لا يغضبنى فقط بل يغضب الله ايضا، ولكنى لست غاضب منك بل من اختى التى اخفت عن شيئ كهذا، لكنى اتفهم خوفها عليا .
كيم : اتعرف انا اكتشفت هذه الفتره انى احبك انت ايضا اكثر من حنان .
جحزت عينيى طارق قطب جبينه وقال مستنكرا : ماذا ؟!
ضحك كيم : اقصد كأخ كعائله، فأنتم هى عائلتى التى احبها ولا اريد خسارتها ابدا .
ضحك طارق : اعلم ولكن امازحك واهلا بك اخ لنا .
ابتسم كيم كان يريد ان يطلب منه الزواج من حنان لكنه خاف ان يظن انه يربط هذا بأسلامه فارجأها قليلا قائلا : ستأتى معى غدا للجاليه ؟
ابتسم طارق : مؤكد هذا حدث لا يمكننى تركه ساتصل بالشركه واخذ اجازه واتى معك .
كيم : ساذهب الان ونلتقى فى الصباح .
تركهم وخرج نظر طارق لحنان فزمتت شفتيها ونظرت الى الاسفل، اقترب منها قائلا : خلاص يا ستى مش زعلان وفاهم انك كنتِ خايفه عليا (نظرت اليه وابتسمت ) تعرفى كمان انك خدمتى كيم، لانك لو قوليلى كنت همسك فيه، وممكن اضربه كمان، وده كان هيثبت الفكره اللى فى دماغه .
حنان : سبحان الله موقف وهو طفل اترسخ فى عقله السنين دى كلها، وخلها يرفض حتى ان يسأل عن دين بسببه .
هز طارق راسه : طبعا امال ليه انا بقول ان نفسى ابقى سفير للاسلام بأفاعلى، مش بكلامى، لان اصلا الناس كانت بتدخل الاسلام زمان بسبب اخلاق المسلمين، لما كانو يتعملو معاهم ويشفو طباعهم الجميله فيحبو الاسلام .
هزت حنان راسها بحزن : لكن للاسف اغلب المسلمين دلوقتى بقو صوره سيئه للاسلام الا من رحم ربى .
طارق : الحمد لله .
نظرت اليه مستعطفه : ممكن يا ابيه طارق تاخدنى معاك الجاليه بكره، نفسى قوى احضر اعلان شخص اسلامه، قرأتها كتير فى روايات هيام .
ضحك طارق من طريقتها فى استعطافه ونظراتها الطفوليه قائلا : ماشى يا ستى خلاص هاخدك معايا بس تقعدى مؤدبه .
ضحكت : ماشى يا ابيه .
ضحك هو الاخر : ماشى ياستى بس صح بقولك، عايزك تفتحى نتالى كده وتجسيلى نبضها لو اتقدمت لها .
قفذت من الفرح قائله : هااااااااه بجد يا طارق من عنيا حبيبى يا طرؤه .
دخل كل منهم الى غرفته ظلت هى تقفذ وتتراقص بغرفتها وهى تكاد تطير من الفرح، رن حاسبها فاسرعت وردت على هيام : انا هطير من الفرح مش مصدقه اللى حصل، حاسه انى فى حلم وخايفه اصحى منه .
ضحكت هيام : يا سلام كل ده عشان دخلا الاسلام، امال لو طلب ايدك هتعملى ايه .
ضحكت حنان بخجل : بطلى رخامه بقا مش متخيله فرحة طارق، لما عرف ده دخل سجد شكر لله فى المصليه انا شوفته .
هيام بضحك : ماشى يا ستى احكيلى بقا ايه اللى حصل بسرعه، من ساعت ما قولتيلى وانا عماله افكر وهموت واعرف القصه .
تنحنحت حنان : ايوه طبعا قصه حقيقه مش من اللى بتألفيهم .
وقصت عليها كل ما حدث سكتت هيام للحظات بعدم تصديق وقالت : معقول دى حاجه شبه الرويات اللى بكتبها كده، اغرب شيئ ممكن اتخيله بس ده بقى يأكد ان الرويات جزء من الواقع .
حنان : ماشى يا ستى وطارق وافق هروح بكره احضر اعلانه الاسلام هناك .
عبست هيام : لاء انا مليش دعوه يعنى اشمعنى طب خدينى معاكى، ده انا نفسى احضر اللحظه دى، يعنى شوفت لك كذا موقف انت وهو، وكنت ديما ابقى موجوده واهم لحظه مبقاش موجوده لاء مليش دعوه .
ضحكت حنان : متزعليش هعمل حسابى واشحن التليفون كويس واعملك بس مباشر .
اخذت هيام نفس وزفرته : امرى لله ماشى يا ستى هستنا اوعى تنسي .
ظلتا تتحدثان لبعض الوقت ونامت كل منهم وهى سعيده، بعد ان صلت هيام الفجر جلست تدعو لحنان وكيم، دق باب الغرفه ودخل مصطفى قائلا : لقيتك صاحيه قولت اجى اسالك ايه اللى حصل فى موضوع كيم .
ابتسمت : انا قولت هتكلم طارق وتساله .
هز راسه عابسا : كان الوقت متاخر ومرضتش ازعجه، قولت اسألك انت وبعدين ابقا اكلمهم، وابارك كمان لكيم احكى بقا يالا ايه اللى حصل .
قصت عليه كل ما اخبرتها به حنان سجد شكرا لله واخذ نفس وزفره قائلا : ياااه زمان طارق دلوقتى فى قمة سعادته، قدر يحقق حلمه وبقا سفير للاسلام، تعرفى انا كنت زعلان جدا عشانه، الموضوع ده كان مزعله قوى بس ربنا اكرمه .
ضحكت : الحمد لله ديما عنده الفرج، حنان هتعملى بث مباشر من اعلان كيم اسلامه، هبقا افرجك معايا .
مصطفى متحمسا : ماشى بس خليه على اللاب عشان اشوف حلو .
هزت راسها بالموافقه تركها وخرج تذكرت هيون، تنهدت بحزن وفكرت هل ممكن ان يفعل مثله، هل يمكنه ان يحب الاسلام كما احبها ام ان الامر بالنسبه له مختلف، نفخت ووضعت راسها بين كفيها فهى كانت قد اغلقت هذه الصفحه تماما لكن اسلام كيم فتحها من جديد

يتبع الفصل  الرابع والعشرون اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent