Ads by Google X

رواية شركة المنقذين المحدودة الفصل الأول 1 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

الصفحة الرئيسية

   رواية شركة المنقذين المحدودة الفصل الأول بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد


رواية شركة المنقذين المحدودة الفصل الأول 

شعرت بالملل الشديد فنهضت من فراشها واقتربت من فراش خالها ثم ربتت على كتفه بهدوء لكنه لم يستيقظ فرفعت أحد حاجبيها بتعجب وأمسكت بأذنه ثم جذبتها بقوة فاستيقظ هو من نومه وهو يصرخ قائلًا:
- ااااااه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

اتضحت الرؤية له ووجدها ابنة أخته الصغيرة فنظر لها وقال بعتاب:
- حد يشد ودن خاله وهو نايم كدا يا نور؟ أنا افتكرت فيه عفريت في الأوضة

ربتت على كتفه بهدوء قبل أن تقول بصوتها الطفولي:
- معلش يا خالو بس أنا زهقانة ومش جايلي نوم

لوى ثغره وأمسك بهاتفه ليرى الساعة فوجدها قد تخطت الواحدة بعد منتصف الليل فعاد بنظره إليها مرة أخرى وهو يقول بصوت يشوبه الرغبة في النوم:
- الساعة 1 زهقانة ايه بس، العالم كله نايم، بصي هقولك على حاجة نامي وبصي للسقف وعدي من واحد لمية هتلاقي نفسك نمتي قبل ما توصلي لمية وإياكي ثم إياكي ومعاهم تالت إياكي أهو تصحيني من النوم تاني، أنا عندي شغل الصبح وكمان هاخدك معايا ومش عارف صاحب الشغل هيقول ايه، يلا عودي من حيث أتيتي

عاد لنومه مرة أخرى بينما عادت هي إلى فراشها وجلست على طرفه بحيرة فهي ترغب في فعل شيء يسليها وأثناء تفكيرها ابتسمت بعد أن خطر ببالها فكرة، نهضت من مكانها وسارت على أصابع قدميها حتى لا يستيقظ خالها، اتجهت إلى الخارج ووقفت أمام المطبخ وأمسكت ذقنها بتفكير قبل أن تقول بصوت غير مسموع:
- لا مش هينفع افتح الغاز علشان الأنبوبة هتتفجر! أها أنا أولع في الريسبشن والأوضة اللي هناك دي

بالفعل اتجهت إلى داخل المطبخ وقامت بإحضار قداحة ثم اتجهت إلى الاستقبال وقامت بإشعال النيران في مقعد ضخم من القطن ثم اتجهت إلى الغرفة الأخرى وقامت بإشعال النيران في الفراش الموجود بها قبل أن ترتسم ابتسامة على وجهها وهي تقول:
- كدا خالو هيقوم يطفي الحريقة ومش هيجيله نوم ويقعد معايا

لاحظت انتشار الحريق بشكل كبير وسريع فركضت بسرعة إلى غرفة خالها وصرخت بصوت مرتفع وهي تقول بخوف:
- قوم يا خالو البيت بيولع، خالو الحقنا هنموت
نهض من فراشه بسرعة بعد أن سمع ما تقوله وركض إلى الخارج فوجد النيران تلتهم كل شيء حتى إنها امتدت إلى غرفة أخرى وبدأت تتجه إليهم، ركضت «نور» تجاهه بخوف شديد فهي لم تعتقد أن الحريق سيزداد إلى هذا الحد الكبير فقام هو بسحبها ووضعها خلف ظهره ليحميها من النيران التي تقترب بسرعة كبيرة، نظر حوله بحثًا عن شيء يُخمد به النيران لكنه لم يجد كما أن الحريق وصل لأبعد من المرحاض وها هي النيران تقترب من المطبخ، اتجه إلى غرفته وسحب لحافه ثم عاد إلى الحريق مرة أخرى وبدأ في ضرب النيران ليُخمدها بواسطة هذا اللحاف الضخم لكن حدث ما لم يتوقعه حيث اشتعلت النيران به أيضا فألقاه بعيدًا لتزداد الحريق أكثر وأكثر.

تراجع إلى الخلف ومن خلفه ابنة شقيقته التي كانت تحضن قدمه بخوف شديد وتبكي بصوت مسموع، وصل الحريق إلى المطبخ وركض هو وهي إلى غرفته لأنه في خلال لحظات ستنفجر أنبوبة الغاز وستنتهي حياتهما، كان الدخان في كل مكان وسعلت هي بشدة فضمها إلى صدره وهو يقول بصوت متماسك:
- متخافيش يا حبيبتي هنخرج من هنا، متخافيش!

كان يعلم من داخله أن أنبوبة الغاز ستنفجر خلال لحظات فأغلق عينيه بقوة وهي بين ذراعيه وفجأة ظهر ضوء قوي جعله يفتح عينيه ووجد بوابة تنبعث منها ضوء شديد ويتقدم من خلالها رجل لا تظهر ملامحه بسبب هذا الضوء، ضيق هو حاجبيه وردد بخوف شديد:
- ملك الموت! يلاهوي يلاهوي

نهض من مكانه بسرعة وترجع هو وابنة شقيقته إلى الخلف حتى التصقا بالحائط من خلفهما وردد «مراد» بخوف كبير:
- بالله عليك سيبنا احنا غلابة والبت المسكينة دي ملهاش غيري

بدأت ملامح هذا الرجل تتضح لكن وجهه كان عليه خوذة حمراء ويحمل على ظهره حقيبة مربعة باللون الأحمر كما أن ملابسه كانت حمراء تمامًا
نظرت هي إلى خالها ورددت بصوت طفولي خائف:
- ده أكيد مش ملك الموت يا خالو ده لابس أحمر وبيلعب في الأهلي

نظر إليها بنظرة سريعة ثم عاود النظر إليه مرة أخرى وهو يقول:
- لا أهلي ايه ده شكله إبليس وعرف إن فيه نار جيه يستجم عندنا، أعوذ بالله انصرف من هنا
تقدم هذا الرجل حتى أصبح أمامهم مباشرة وأشار بيده اليمنى وكأنه يعد على أصابعه عد تنازلي ومع انتهاء هذا العد انفجر المكان بما فيه.

فتح عينيه بصعوبة بالغة ليجد ضوء قوي يمنعه من ذلك فأسرع وقام بإغلاقها مرة أخرى وردد بصوت خائف:
- ايه النور ده! احنا متنا ولا ايه

حاول فتح عينه مرة أخرى وتلك المرة استطاع، بدأ كل شيء يظهر من حوله، نظر إلى سقف تلك الغرفة فوجده مضيء بقوة، وضع يده على عينه ليمنع هذا الضوء من اختراق عينه ونهض من مكانه وهو ينظر حوله ووجد «نور» التي حدث معها مثل ما حدث معه وتلاقت عينيهما قبل أن تقول هي بتساؤل:
- خالو هو لما الواحد بيولع بيروح فين

فرك فروة رأسه بحيرة قبل أن يجيبها بهدوء:
- بصي هو على حسب، لو اللي اتحرق ده كويس وطيب بيروح الجنة لكن لو شرير ومش سالك بيروح على جهنم بس بما إننا هنا يبقى شكلنا كنا كويسين

رفعت أحد حاجبيها وعقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تقول بتساؤل:
- طيب طالما متنا هتروح شغلك إزاي؟ وأنا هروح مدرستي إزاي؟

رفع حاجبيه بحيرة مما تقوله وهتف قائلًا:
- مدرسة وشغل ايه بقى وبعدين متنا إزاي المفروض فيه مراحل كتير قبل ما نخش الجنة، ممكن دي المستشفى بس أنا مش حاسس بحاجة بتوجعني!

اقتربت منه وهمست بجوار أذنه:
- ممكن يكون الشيطان اللي جيه ده خطفنا؟

نظر حوله بحيرة ثم نظر لها وقال بعدم فهم:
- لا مظنش لأن الشيطان هيجيبنا تحت الأرض وعندهم نار والجو حر أكتر من عندنا والجو هنا جميل وفيه تكييف جامد الصراحة

في تلك اللحظة فُتح باب وسط هذا الضوء الشديد وظهر من خلفه أشجار ومناطق زراعية واسعة ودلف رجل يرتدي تلك الملابس الحمراء ثم خلع خوذته ليقول بابتسامة:
- لقد تم إنقاذكما، أنتما الآن بخير

رفع «مراد» حاجبيه ونظر إلى «نور» بحيرة قبل أن يعيد بصره إليه وهو يقول بتساؤل:
- مين أنقذنا وبعدين آخر حاجة فاكرها إن الشقة اتفجرت واحنا فيها، استحالة نخرج واحنا مفيش فينا خدش واحد؟

نظر إليه هذا الرجل بحيرة كبيرة ثم ردد بابتسامة واسعة:
- عفوًا لا داعي لكل هذا الشكر

نظر إلى «نور» مرة أخرى وأشار إلى رأسه وهو يقول:
- ده باين عليه مجنون

هزت رأسها بالإيجاب وردد وهي تنظر إليه:
- باين فعلا يا خالو

في تلك اللحظة دلف رجل آخر ولكن بدون تلك الملابس وردد بجدية كبيرة:
- هل لديكما أي أسئلة؟

وقف «مراد» واقترب منه وهو يقول بتساؤل:
- أيوة إحنا فين دلوقتي، ممكن ترجعنا أنا عندي شغل!

نظر إليه بحيرة وكأنه لا يفهم ما يقول ثم ردد بشيء من التردد:
- إذن لا تملك أسئلة

خبط بكفه على كفه الآخر وردد بنفاذ صبر:
- بقولك ايه ياعم أنت شكلك أنت وهو شاربين حاجة، وبعدين فكك من جو سبيستون ده وكلمني عدل الله لا يسيئك

اقترب هذا الرجل منه وبحركة مباغتة جذب أذنه وشدها بقوة وهو يقول:
- تأدب في الحديث لماذا تسب والدتي أيها الحقير

تألم «مراد» كثيرا وانخفض بفعل ضغطه على أذنه وصرخ بصوت مرتفع:
- سيب ودني، اااااه سيبها بقولك

شدد من قبضته على أذنه وجذبها بقوة أكبر وهو يقول برفض تام:
- تسب عائلتي أيضًا؟ أقسم أنني لن أتركك حيًا

أنهى تهديده ثم نظر إلى الرجل الآخر وردد بغضب شديد:
- أعطيني السيخ الحار

اتسعت حدقتا «مراد» وتسائل بنفس طريقة كلامه لأنه كلما تحدث بطريقته يزداد الأمر سوءًا:
- أحيه ماذا ستفعل

تناول السيخ الذي تلون باللون الاحمر بفعل الحرارة المرتفعة التي تعرض لها ثم نظر إليه بغضب قائلًا:
- سأضع هذا السيخ الحار في أُذنك أيها الحقير

صرخ واستنجد بابنة شقيقته بصوت مرتفع:
- لا لا إلحقيني يا نور سمعتي عايز يعمل ايه؟ ده عايز يحط السيخ المحمي في صرصور ودني!

- ماذا؟ أنت تسب عائلتي من جديد، أقسم أنني سأُخرج هذا السيخ من أذنك الأخرى


يتبع الفصل الثاني اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent