Ads by Google X

رواية ابواب العشق الفصل الأول 1 بقلم هدى مرسي

الصفحة الرئيسية

   رواية ابواب العشق الفصل الأول بقلم هدى مرسي ابوعوف 


رواية ابواب العشق الفصل الأول 

بعد منتصف الليل بساعه تقريبا، وقفت فتاه عشرنيه، حالتها سيئه جدا، ملابسها مبعثره، يدها ملطخه بالدماء وترتجف، عينيها زائغتان من شدة الرعب والخوف، وجسدها ينتفض وكأن اصابه زلزال، تتلفت يمينا ويسارا، ويبدو علي وجهها الارهاق الشديد والتعب، ونظراتها مليئه بالغضب والفزع، صوت دقات قلبها عالي وكأنها طبول الحرب لدرجة ان من يقترب منها قد يسمعه، واذا بسياره اجره قادمه من بعيد انتفضت الفتاه خوفا منها، وعندما تاكدت انها سياره اجره اشارة لها، توقفت السياره،اقتربت منها بحذر شديد
وقالت بصوت مرتعب خائف متقطع :ممكن.... تودينى
..القسم .
تافف السائق دون النظر لها قائلا:اتفضلى.(واكمل في عقله) اركبي اركبي لا هبوص عليكي ولا عايز اشوف وششكم اصلا كل يوم بلوه، ربنا يتوب علينا منكم .
ركبت وهي ترتجف وعينيها علي الطريق تتلفت حولها من الخوف، تحركت السياره واوصلتها للقسم
السائق ممتعضا وهو ينظر امامه : وصلنا القسم .
فتحت باب السياره ونزلت ببطئ شديد قائله بصوت متقطع مرتعب :ممكن... تستنى... شويه ؟
فقال لامباليا :ماشى .
واخرج شطيره وبدء فى تناولها، دخلت الفتاه القسم بخطى بطيئه وهى تجر جسدها جرا، فنظر اليها العسكرى فى تعجب من حالها قائلا :عايزه ايه يا انسه انت؟! وايه اللى عمل فيكى كده؟!
الفتاه وهيا ترتعش بصوت متقطع :ادخل... للظابط ...ارجوك ؟
شعر العسكرى من كلامها ان الامر كبير .
فهز راسه قائلا :طيب حاضر ودخل الى الضابط
الضابط :عايز ايه دلوقتى؟
العسكرى :فى واحده شكلها خرجه من عركه واجفه بره وعايزه تدخل ادخلها يا بشا ؟
الضابط :اه زوار اخر الليل ماشى دخلها.‘لما نشوف اخرتها مع البلاوي بتوع كل ليله .
العسكرى :لاء يا بشا دى شكلها مختلف .
فضحك الضابط مستهزئً :ماشى ٠٠٠يا مختلف .
وخرج العسكرى ودخلت، فنظر اليها الضابط فهى ليست فتات ليل كما توقع تردتدى ملابس واسعه وحجاب طويل، وحالتها صعبه بشكل غريب فقال متعجبا :انت مين وايه الى عمل فيكى كده ؟!
الفتاه وهيا ترتعد بصوت متقطع :انا٠٠٠قتلت واحد ٠٠٠وفقعت عين التانى ٠٠٠٠والتالت هرب .
وكانت تنظر حولها باعين زائغه وجسدها كله ينتفض ويرتعش من الخوف والفزع ولم تقل شئ اخر .
الضابط :طب انتى جايه منين وفين الى بتقولى عليه ده ؟
الفتاه بصوت متقطع : انا قتلت واحد.... وفقعت عين الثاني.... والثالث هرب.
الضابط : انا سمعتك من اول مره بس نروح المكان اللي كنتي فيه ازي ؟
اعادة كلامها مره اخرى ففهم الضابط انها لا تسمعه،فنادى على العسكرى قائلا :شوفلى مين اللى جاب دى هنا واندهولى .
وبعد لحظات عاد العسكرى ومعه السائق فعندما راءه قال:عم حمدى هو مفيش غيرك يجيب لينا البلاوى دي؟!
فضحك وقال:هنعمل ايه يا باشا اكل العيش
الضابط وهو يشير على الفتاه:البنت دى كانت راكبه معاك؟
نظر اليها السائق ففزع من منظرها وقال في عقله :لا حول ولا قوة الا بالله وانا اللي ظلمتها دي شكلها محترمه ربنا يسامحني.
اخذ نفس وزفره حزينا :بينها هي اصل انا مش بحب ابص عليهم، شكلهم مابيصرش بس دي شكلها مختلف.
الضابط: هي فعلا شكلها مختلف، المهم تعرف تودينا المكان الى ركبت منه؟
السائق:طبعا ياباشا .
الضابط:طب يلا اخرج استنا على الحمله ما تجهز .
ورفع سماعه الهاتف وطلب تجهيز الحمله ثم اخرج هاتفه الجوال
وقال موجها كلامه للفتاه :اقعدى بدل ماانتى وقفه على ما الحمله تجهز.
فلم تنظر له وظلت مكانها وهى تنتفض وتنظر يمينا ويسرا،فلم يعرها اهتماما،وبدء هو يتحدث فى الهاتف الى الطبيب الشرعى للحضور، فكان صديقه وبعد وبعض الوقت دخل العسكرى.
العسكري :الحمله جاهزه يا باشا والدكتور جه .
الضابط :اندهله عشان يشوفها ويديها حاجه تهديها، لحسن شكلها صعب قوى ويقلق .
فخرج وبعد لحظات دخل الطبيب وهو يقول مازحا :ايه ياعم هو الواحد مايعرفش يريح شويه كل شويه جريمه... ثم توقف عندما رءا الفتاه قائلا فى ذهول :ايه ده دى حالتها صعبه قوى. فاقترب منها ليطمئن عليها، وعندما حاول لمس يدها استشاطت وانتفضت ونظرت اليه فى حده غضب وكانت ستضربه،ففهم انها فى حاله عدم اتزان،وغير مدركه لما تفعل، فاشار لها قائلا :اهدى اهدى انا مش هأزيكى متخفيش .
وابتعد مسرعا
نظر اليه الضابط قائلا :هى بتعمل كده ليه؟
الطبيب :محدش يقرب منها دى فى غير وعيها ومش حاسه بالى بتعمله .
الضابط :يعنى هتعرف تودينا المكان بتاع الجريمه؟
الطبيب : اعتقد ان دى الحاحه الوحيده اللى تقدر تعملها .
الضابط :طب يلا بينا (موجها لها الكلام ) ممكن تتحركى معنا ؟
فانتبهت ونظرت له وهزت راسها بالموافقه وتحركت ببطئ، تحرك الطبيب على بعد مسافه منها واشار لهم بالخروج وانه سيتابعها حتى تصل السياره، ركبت هي سيارة الاجره ،تحركت الحمله وسيارة الاجره امامها، وعندما وصلت الى المكان الذى ركبت منه توقف.
السائق :يا باشا ركبت من هنا فاقترب الضابط بسيارة الشرطه ونظر للفتاه قائلا :قوللنا على المكان الى كنتِ ؟
فيه فاشارت بايدى مرتعشه وهى تنظر بتحفز وزعر الى منزل على بعد مسافه‘ فتحرك الضابط والحمله الى المنزل الذى اشارت اليه، وعندما وصلو اليه نظر الطبيب الى الفتاه فوجدها فقدت الوعى .
هز الطبيب راسه قائلا :احنا كده وصلنا .
فنزل الضابط من السياره ونظر اليه متعجبا :ايه الثقه دى جبتها منين ؟!
ابتسم متفاخرا :عشان ان كنت متوقع ان البنت تفقد الوعى اول مانوصل عند المكان، عشان هي كانت مسكه نفسها بالعفيه بس عشان تجبنا هنا، يلا بينا ندخل وهتتاكد .
الضابط: ماشى يلا .
ودخلو الى المنزل كان الباب مفتوحً، وكانت الارض ملطخه بالدماء فسار وراء اثار الدماء؛ حتى وصل الى غرفه وجد بها جثه لشاب ملقى على الارض‘ فندا للطبيب وجاء وبدء الكشف عليه .
الطبيب: ده مات مكملش ساعه وواضح انه كان بيحاول الاعتداء، عليها عشان قلع بنطلونه، بس واضح ان رد فعلها كان اسرع منه،عموما التحليل الجنائى هياكد كل الكلام ده .
الضابط: طب انا هدور على اى حاجه تدلنا على اسم البنت او عنونها،وطلبت الاسعاف والمشرحه عشان يجو يشفو شغلهم، وبتوع المعمل الجنائى هما كمان هيجو.
وبدء يجوب فى المكان يبحث عن شئ‘ حتى وجد بعض الحقائب وبعض الهواتف‘ فعلم انها ليست الفتاه الاولى، ووجد هاتف وحقيبه موضعين وحدهم‘ فبحث فى الحقيبه فوجد بطاقه وفيها صوره الفتاه التى معهم، واكمل المعاينه وعاد الى القسم‘ وبحث فى بلاغات الاختفاء فوجد بلاغ عنها، واخذ رقم الهاتف الموجود فى المحضر واتصل.
فاجاب اخوها (عادل) :السلام عليكم
الضابط : ممكن اكلم احد اقارب هيام محمد المصرى.؟
عادل متلهفاً:ايوه انا اخوها عرفتو حاجه عنها لقيتوها ؟
تردد الضابط وفكر قائلا : ممكن تيجى القسم ولما تيجى هتعرف كل حاجه ؟
عادل فزعا : قسم ليه هى حصل لها ايه ؟ طب هى بخير ؟
الضابط : الكلام مش هينفع فى التليفون تعالى ونتكلم .
شعر عادل ان الامر كبير ولم يريد ان يطيل معه فقال :طيب انا جى حالا .
واغلق الهاتف ونظر الى اخيه مصطفى، وقبض على يده قائلا : هنزل اروح القسم واضح ان فى خبر عن هيام .
فزع مصطفى : خبر ايه هى بخير يعنى لقيوها ؟!
جز على اسنانه : معرفش بس هروح على هناك قول محمود عشان يفضل هو هنا مع ماما فى المستشفى على ما نرجع (فهم فى مستشفى خاص ) ، ومتخلهوش يحسسها بحاجه وانا هروح اعرف واجى اطمنكم .
اتى اليهم شاب عشرينى ذو جسد رياضى ويبدو عليه الفزع اقترب منهم قائلا : ماما عامله ايه دلوقتى ؟ وعرفتو اى اخبار عن هيام ؟
عادل مستنكرا: انت جيت بردو يا امجد .
عبس امجد قائلا : مكنش ممكن اعرف ان ماما وهيام فى خطر ومجيش .
عادل : لكن ازى لحقت تيجى ولقيت طياره ازى بالسرعه دى ؟
امجد : جيت بطياره خاصه .
غضب مصطفى : انت مجنون ليه تكلف نفسك التكلفه دى كلها ؟!
اكمل عادل : ما احنا كلنا هنا وانت معنا على النت ليه الجنان ده .
امجد : مفيش مصاريف ولا حاجه دى طيارة شريكى، منا حكلكم عنه كل اللى يهمه هو الشغل والتاخير بالنسبه له بفلوس،وانا كده كده هاجى يبقى كده وفر على نفسه الوقت .
عادل : طب ماشى خلاص خليك انت هنا وانا رايح القسم اعرف فى ايه واجى .
رفض امجد قائلا: لاء انا هاجى معاك هدخل بس اطمن على ماما ونمشى على طول
عادل : طب قول انت لمحمود واحنا هنسبقك على العربيه متتاخرش .
تحركا الاثنان نحو الخارج دخل امجد اطمأن على والدتهم واخبر محمود وخرج لحق بهم، وركب معهم السياره نظر امجد الى عادل قائلا : طمنى على ماما الدكتور قال ايه ؟
عادل : ربنا يستر عليها، اول ما سمعت خبر اننا مش لاقين هيام اغمى عليها، جبنها وجينا على هنا، الدكتور ادالها مهدأ وقال خليها نايمه لحد بكره .
امجد : طب والقسم عايزنك فى ايه ؟
عادل : مش عارف ربنا يستر .
امجد : طب يالا بينا بسرعه وانا هعمل اتصالتى وهحاول اعرف معارفى اللى كلمتهم عملو ايه ؟
اتى مصطفى وركبو جميعا السياره وتحركت بهم، وصلوا الى القسم
نزل امجد وعادل من السياره، واخذها مصطفى ليملاها بنزين فقد فرغت، دخلا الاثنان الي القسم وهم في حالة توتر وقلق شديد،فرأهم العسكري ولاحظ عليهم القلق والتوتر فاقترب منهم قائلا : عايزين حاجه يا بهوات ؟
نظر اليه عادل قائلا: الظابط هو الي طلبنا ممكن تقوله ان احنا جينا .
العسكرى : اقوله مين يعنى ؟
عادل : عادل وامجد المصرى اخوات هيام .
العسكرى : حالا يا بيه هدخل اقوله .
ودخل العسكري ابلغ الضابط وخرج لهم
كان الاثنان ينتظران العسكري وقد زاد قلقهم وتوترهم، كانا يراقبا الباب وفور خروج العسكرى اسرعا اليه فاشار لهم قائلا : الظابط مستنيكم جوه .
دخلا الاثنان للضابط بسرعه نظرا اليه مترقبين ما سيقول .
تنحنح الضابط قائلا : ممكن تقعدو عشان تسمعو اللى هقوله .
زاد قلقهم وتوترهم جلسا الاثنان فى المقعدين امامه ونظرا له وهم فى حالة تأهب لسماع خبر سئ .
الضابط : هيام المصرى اختكم مظبوط كده .
هز عادل رأسه بتوتر شديد : ايوه وهى خرجت اول امبارح العصر تجيب دوا لماما ومرجعتش دورنا عليها فى كل مكان ولما يأسنا، عملنا محضر فى القسم .
قبض امجد على يده قائلا : ممكن تقولنا بقا جرى لها ايه ؟
الضابط : هى فى المستشفى حاليا بتعانى من صدمه .
فزع الاثنان وقام امجد قائلا : مستشفى ايه وليه هى حصل لها ايه ؟
جز عادل على اسنانه : ممكن تقول لنا اختنا فين ؟
الضابط : اختكم كانت مخطوفه واللى خطفوها حاولو يغتصبوها .
هوى امجد على مقعده من هول الصدمه،وقبض عادل على يده بقوه واغمض عينه وفتحها وهو يجز على اسنانه .
اكمل الضابط : بس هى قدرت تتغلب عليهم وقتلت واحد منهم وفقعت عين التانى .
التفت اليه امجد بعدم تصديق : اتغلبت على مين وقتلت ايه ؟
عادل فى زهول : هيام اختى قتلت ازى .
الضابط : الدكتور قال ان عندها حالة اسمها رد الفعل العكسي .
لم يستوعب اى منهم الكلام تنحنح امجد مستفهما : طب هى كويسه حد منهم قرب منها .
الضابط : لاء محدش لمسها واضح من لبسها سليم مش مقطع، وعموما تقرير الطبيب الشرعى هو اللى هيقرر .
قام امجد وعادل وقفا الاثنان وهما ليخرجا
عادل : طب اسم المستشفى ايه عشان نروح بسرعه لوسمحت .
الضابط : هقولكم بس لازم تستلمو الحاجات بتعتها وتمضو عليها .
عادل متعجلا : بسرعه طيب هات اللى عايزه .
اخرج حقيبتها وهاتفها ووضعهم على المكتب قائلا : دى حاجاتها ؟
امسكهم عادل قائلا : ايوه هات الدفتر امضى والعنوان لوسمحت .
قدم اليه دفتر مضى به واعطاهم العنوان، اخذاه واخذ حاجاتها وخرجا مسرعين، وجدا مصطفى قد عاد، فركبا واخبراه بما حدث فى القسم، وصلو المستشفى ودخلو مسرعين وصلو عند غرفتها،وجدو عسكرى يقف امام الباب فاقترب منه عادل قائلا : مش دى اوضة هيام المصرى ؟
العسكرى : ايوه بس ممنوع الزياره الا بأذن من النيابه عشان هى متهمه فى جريمه قتل .
غضب امجد قائلا : متهمة ايه يا متخلف انت دى مجنى عليها دى كانت مخطوفه .
العسكرى : متغلطش يا فاندى واتكلم عدل انا بنفذ الاومر .
زاد غضب عادل وكاد يهجم عليه فامسك به امجد ومصطفى وقال امجد : اهدى يا عادل انا هخلص الموضوع ده بس نشوف الدكتور عشان ننقلها فى المستشفى اللى فيها ماما .
هدأ عادل قليلا وقام امجد ببعض الاتصلات، وذهب الثلاثه الى الطبيب فى مكتبه، دخلو عليه قال عادل غاضبا : حد يطمنى على اختى عمالين نلف بقلنا نص ساعه ومش لاقين حد يرد علينا .
قام الطبيب ونظر لهم غاضبا : ايه ده انتو مين وازى تدخلو عليا كده ؟
امجد : احنا اخوات هيام البنت اللى كانت مخطوفه وعايزين نطمن عليها .
فهم الطبيب سبب ثورتهم فقال : اه فهمت معاكو حق تقلقو هى كويسه بس نايمه حاليا .
عادل متلهفا : حد من الكلاب دول لمسها او ازها ؟
الطبيب : لاء واضح ان اختكم بمية راجل علمت على اللى خطفوها .
هدأ الثلاثه واطمانوا قال امجد : طب ممكن ندخل لها نطمن عليها .
عادل : وعايزين ننقلها مستشفى تانيه عشان والدتها تعبانه جدا لما هتشوفها جنبها اكيد هتفوق .
الطبيب : انا معنديش مشكله بس ده يلزمه اجرأت، اعملوها وانا اخرجها لكم حالا انا خلصت التقرير خلاص، بس ياريت بسرعه لانها لو فاقت محدش هيقدر يلمسها لانها فى حالة هياج شديده واى حد هيقرب منها هتأزيه .
امجد : سيبو موضوع الاجرأت عليا وجهزوها انتو بس للنقل .
هز الطبيب رأسه قائلا : هى جاهزه تيجى عربية اسعاف من المستشفى اللى هتتنقل لها تاخدها بس اهم حاجه الورق لانها عهده عندى .
نظر له الثلاثه بغضب من كلمته وخرجو الى الخارج، وخلال سويعات اتت سيارة الاسعاف واخذتها الى المستشفى التى بها والدتها، واستأذنو من الطبيب ان يضعوها معها فى نفس الغرفه، وضعت بالسرير المجاور لها، كانت تنتفض وتزوم وهى نائمه، التف اخوتها حول سريرها وهم فزعين على حالها، اتى الطبيب وكان قد قرأ تقرير المستشفى التى كانت بها، نظر الى حالتها وبدى عليه القلق، اقترب من سريرها وجلس على طرف السرير ببطئ وكأنه خائف، كان الجميع متعجب من تصرفه هذا، تردد للحظات ومد يده ليمسك معصمها يقيس نبضها، لكنها انتفضت وقامت وقفت فى احد اركان الغرفه القريبه منها، عينها جاحظتان وهى فى حالة تأهب وجسدها ينتفض، كان الطبيب قد ابتعد عنها فور ان فتحت عينها، وقف بعيدا وهو يشير لها قائلا : اهدى اهدى انت فى امان متخفيش اهدى .
فزع اخوتها جميعا من حالتها تلك، شخصت الابصار كلها اليها تترقب ماذا سيحدث، استيقظت والدتها ( ساميه) وما ان رأتها بهذه الحاله فتحاملت على نفسها وقامت رغم كل ما بها من الم ومرض، خافت ان تقع فامسكت فى طرف السرير، نادتها قائله : هيام بنتى هيام مالك يا حبيبتى فيكى ايه يا بنتى هيام انا ماما ردى عليا .
انتبه الجميع لها واسرع اليها عادل امسك بها، اشار له الطبيب ان يقربها منها فقد التفتت تجاه صوت والدتها عندما سمعته، اقتربت منها وهى تستند على عادل، اشار لهم الطبيب بأن لا تقترب اكثر فوقفت على بعد خطواط منها، اشار لهم بأن تكلمها، فقالت وهى تبكى : حبيبتى يا بنتى ردى عليا انا امك يا هيام متخفيش يا حبيبتى تعالى فى حضنى، تعالى فى حضنى يا حبيبتى .
وضعت يدها على صدرها واشارت لها بها وهى تناديها،اخذت هيام نفس وزفرته عدت مرات ونظرت بأعين زائغه اليها هى وعادل، الى كل المكان حولها بنظره متفحصه وكانها تتأكد من انها لم تعد فى المكان التى اختطفت به، وكانت تنتفض وترتعد من الخوف وتنظر لهم بترقب وزعر، اشار الطبيب الى اخوتها ليتحدثوا هم ايضا لتطمأن .
نظر اليها مصطفى وقلبه ينفطر على حالها : ايه يا هيام انت خايفه منا ولا ايه ؟
امتلاءت اعين محمود بالدموع قائلا : احنا اخواتك اطمنى متخفيش انت رجعتى خلاص .
مسح امجد دموعه وحاول الابتسام قائلا : ايه يا هيمه لحقتى تنسينا بسرعه كده .
اكمل مصطفى محاولا ممازحتها : بلاش هيما دى لا تزعل منك ولا اقولك تعالى اضربيه يالا وانا هساعدك .
نظرت اليهم جميعا وبدأت فى استيعاب الامر ونظرت الى امجد واشارت بخوف : انت امجد ازى وهو فى امريكا ازى انت مين انت عايز تضحك عليا انت كداب
(وبدأت تصرخ) لاء محدش هيقرب منى لاء لاء ابعدو هموتكو كلكلو .
فزع الجميع ونظروا الى الطبيب فاشار لهم ان يكملو الكلام ففهم عادل وقال : ده امجد جه لما عرف انك اختفيتى .
اكملت ساميه وهى تلهث من البكاء: انت عارفه هو بيحبك ويخاف عليكِ قد ايه .
نظرت هيام اليها بتفحص وتحركت خطوه للامام، فاشار الطبيب لوالدتها بالاقتراب منها اكثر، فاقتربت منها ومدت يدها وضعتها على كتفها قائله : اطمنى يا حبيبتى وتعالى فى حضنى خلينى اطمن عليكِ، انا مامتك متخفيش انت فى امان .
امسكت يدها وبدأت تتحسسها وتلمس وجنتيها وذراعيها وارتمت فى حضنها وانفجرت فى البكاء وتقطيع فى الكلام : ماما.... ماما ....الحمد لله.... انا خرجت الحمد لله... خرجت مخلتش حد منهم يقرب منى، انا موته ..موته موته بنتك شريفه محدش لمسها اطمنى محدش قرب منى .
وتمسكت بها بقوه وكأنها تختبأ فى حضنها، احتضنتها هى الاخرى بقوه وهى تربت على ظهرها قائله : متخفيش يا حبيبتى انت فى حضنى ومحدش هيقرب منك اطمنى انت معايا .
اشار الطبيب الى احد الممرضات لتحضر له الحقنه، احضرتها له وهى تبكى فاشار لها ان تهدأ ونظر لها محذرا، فهزت رأسها بالموافقه فهى تفهم ان عليها تهدأتهم لا البكاء معهم، اخذ الطبيب الحقنه واعطها الى هيام فى ذراعها، فهدأت وبدأت فى الترنح فاسرع اليها عادل وسندها ووضعها فى السرير، جلست ساميه الى جوارها، نظر اليهم الطبيب قائلا : ايه ده كلكو بتعيطو امال مين اللى هيهديها مينفعش كده، الى ليه اخت زى دى يفتخر بيها ويرفع راسه للسماء .
مسح عادل دموعه : الحمد لله بس قلبنا وجعنا عليها متتخيلش احنا منمناش من ساعت ماخرجت .
مصطفى وهو يمسح دموعه : امجد جه من امريكا ساب شغله وحاله وجه جرى .
امجد : مقدرش اقعد هناك وهيام هنا فى خطر وبعدين شغل ايه اللى اهم منها .
محمود : هيام مش اختنا بس دى حته من قلبنا كلنا .
ابتسم الطبيب : ياريت كل بيت يبقا فيه الحب ده، ( تنهد ) المهم دلوقتى محدش يقرب منها ولا يحاول يلمسها نهائى، لانها لسه مش مدركه انها خرجت من اللى كانت فيه، بس متقلقوش هو وقت هتفوق وتبقا كويسه، انا ادتها حقنه مهدأه هتنيمها لبكره، فمحدش يقلق لو انتفضت او قامت مفزوعه ده عادى المهم انكو تفضلو حنبها لان ده هيطمنها .
اقترب من ساميه وامسك يدها ليرى نبضها قائلا : وانت يا حاجه ارتاحى على سريرك .
مسحت دموعها قائله : انا كويسه طلما بنتى رجعت لحضنى اى وجع يهون بس هى تكون بخير .
الطبيب : يبقا لازم ترتاحى هى هتنام دلوقتى متقلقيش هخليهم يجبولك اكل عشان تاخدى علاجك .
واشار الى عادل ليخرج معه، خرج امجد هو الاخر، وقفو امام الباب قال الطبيب : حالة الوالده صعبه والافضل لها انها ترتاح هى متحامله على نفسها عشان اختكم حاولو تخلوها ترتاح واطمنو هو شوية وقت اختكم هتفوق بس هى مصدومه وخايفه .
امجد : يعنى اللى حصل ده طبيعى ؟
الطبيب : اكيد طبعا وعموما متقلقوش على بكره الصبح هتكون فاقت بأمر الله وتبدا تتحسن وتتكلم معاكم .
عادل : طب اللى حصل ده ممكن يحصل تانى ؟
الطبيب : ده ممكن جدا وعليكو تكونو حذرين جدا، بس المره التانيه هيكون اهدى وهتقدر تتمالك نفسها اسرع عن اذنكم .
تركهم وذهب نظر عادل الى امجد قائلا : خد محمود وروحو انت رجعت من المطار على هنا مارتحتش وانا هفضل ....
قاطعه : انا مش هسيبهم الا لما اطمن عليهم، ادخل انت جوى معاهم وانا هعمل كام تليفون مهم واحصلك، شوف محمود هو اللى ممكن يروح حتى عشان يطمن الستات ويطمن على الولاد .
هز راسه بالموافقه وتركه ودخل، وظل هو لبعض الوقت قام ببعض الاتصالات ودخل هو الاخر، ظل الجميع حولها حتى محمود ذهب الى المنزل طمأنهم وعاد مره اخرى، وفى اليوم التالى استيقظت وبالفعل فزعت فى البدايه لكنها هدأت عندما تحدثو معها، وبدأت تسترد وعيها كاملا وتتحدث اليهم، اتصل الضابط وطلب المجئ اليها لأخذ اقولها، فوافق عادل بعد ان استشار الطبيب، وبعد بعض الوقت اتى الضابط، وقف عادل وامجد معه فى ردهة المشفى، نظر الضابط الىهم قائلا : متقلقوش احنا مسكنا الاثنين الثانين بس محدش منهم راضى يعترف، هناخد اقولها ولما تقدر تيجى تتعرف عليهم القضيه هتاخد مجرها .
امجد : تمام هنسأل الدكتور امتى تقدر تيجى وغالبا هى مش هتقدر تقول كل حاجه .
الضابط : مش مشكله لما تحصل الموجه تحكى كل اللى حصل، انت امجد مش كده ؟
تعجب قائلا : ايوه انا فى حاجه ؟
الضابط : التوصيات جايه عشانك كتير قوى ومن ناس تقيله قوى، مكنش له لزوم احنا قايمين بشغلنا كويس .
امجد : انا متاكد من ده، دول كلهم حبيبى وحبو يجملونى يعنى متلقلش .
الضابط : تمام ممكن بقا تقول لها عشان ادخل .
عادل : انا هدخل اقول لها وامجد هينادى الدكتور .
هز راسه بالموافقه دخل عادل واخبرهم وخرج انتظر حتى عاد امجد ومعه الطبيب ودخلو جميعا، وبعد ان اخذ اقولها، وقف مع الطبيب بالخارج وسأله قائلا : هى تقدر تيجى امتى تواجه الجناه وتتعرف عليهم .
فكر الطبيب : ممكن بكره وانا افضل انه يكون بسرعه ده هيفدها كتير .
الضابط : تمام ضبط معاهم وانا هستناكم بكره ان شاء الله .
عادل : تمام بكره الصبح ان شاء الله هنجبها ونجيلك .
تركهم الضابط وذهب نظر عادل الى الطبيب : مش بدرى كده هى يادوب بدأت تفوق ؟
الطبيب : بالعكس ده هيخرجها من الصدمه بسرعه هتحس ان حقها رجع، وده هيخلى رد الفعل اللى عندها يهدى .
عادل : تمام يبقا بكره ان شاء الله ناخدها ونروح .
الطبيب : الحاجه بلاش تروح معاكم حالتها مش هتسمح بده وممكن تتعب منكم والافضل كمان ان اختكم ترجع من القسم على هنا .
امجد : تمام مفيش مشكله .
الطبيب : تمام بكره قبل ما تخرج هدلها مهدأ بسيط عشان انفعلها يبقى هادى .
تركهم الطبيب وذهب ودخلا الاثنان لها، وفى اليوم التالى استعدو وخرجو معها وكانت معهم ساميه اصرت ان توصلهم لباب السياره، وما ان وصلو لباب المستشفى الا ووجدو الكثير من الصحافه تلتف حولهم وتمطرهم بالصور والاسئله، صرخت هيام وانهارت واختبأت فى حضن ساميه 


يتبع الفصل الثاني  اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent