Ads by Google X

رواية بنت القرية الفصل السابع عشر 17 بقلم ملك كريم

الصفحة الرئيسية

   رواية بنت القرية الفصل السابع عشر بقلم ملك كريم


رواية بنت القرية الفصل السابع عشر 

وطني جبينك، فاسمعيني لا تتركيني خلف السياج كعشبة برية، كيمامة مهجورة لا تتركيني قمراً تعيساً كوكباً متسولاً بين الغصون لا تتركيني حراً بحزني واحبسيني بيد تصب الشمس فوق كوى سجوني، وتعوّدي أن تحرقيني، إن كنت لي شغفاً بأحجاري بزيتوني بشباكي.. بطيني وطني جبينك، فاسمعيني لا تتركيني.
.............................................................
تقابلت أعينهم فى نظره طويلة تعبر عن الحب النابع من قلوبهم ثم ذهب تميم مسرعا خلفهم ووقف أمام الجد نوح واتبعته العائله إلى خارج المنزل واردف تميم بصوت متوتر حاول مزجه بالقوة : يا حاج نوح انا محترم حضرتك علشان اكبر منى وبعتبرك جدي وحضرتك فوق دماغى بس نور مراتى وفى طوعى ومينفعش تخدها  منى بالشكل ده وتمشي 
الجد نوح بغضب : كانت فى طوعك ومحدش ققدر يتكلم فى ده ...إنما تتخطف وهى على زمتك ده مش مسموح بيه ابدا ..وكمان غير كده ضحكت عليها وفهمتها انك فاقد الذاكره وهي بطيبتها وعلشان حست بتأنيب ضمير اتجوزتك إنما اول لمى تسمع اسم الزفت ده تبقى مرعوبه بالشكل ده انا مقبلش الكلام ده ابدا  
نور ببكاء : يا جدى لو سمحت ......
أوقفها الجد نوح : نور ياريت متدخليش فى حاجه خالص لو سمحتى ..ويلا بينا احنا واقفين بنتكلم فى ايه اصلا وورقه الطلاق تكون عندى بكره الصبح يا تميم بيه ولو مجتش هيكون فى تصرف تانى هتبعه معاك  ثم نظر إلى معتز ...وانت بقى مشفش وشك فى البيت النهارده خالص علشانك انت حسابك معايا عسير يا معتز .....وأخذ نور فى سيارته وذهب وتحركت عائله خلفه ...ودلفت  عائله القاسم إلى منزلهم ومعهم معتز 
.............................................................
وبعد مرور بعض الوقت وصلت سياره الجد نوح وبجانبه نور التى لم تتوقف عن البكاء ودلفا معا إلى غرفتها وأحضر الجد نوح حقيبه وفتح خذانه الملابس وأخذ منها البعض ثم وضع وبعض اللوازم المهمه التى ستحتاجها 
قالت نور باكيه : احنا رايحين فين.  انا عايزه افضل مع مع تميم انا بحبه يا جدى ارجوك متفرقناش ..هو ملوش ذنب فى اى حاجه كل ده بسببى ...انا اللى خرجت من غيره ...ارجوك يا جدى متعملش كده 
امسك الجد نوح من يدها بقوه مما جعلها تتألم وأردف بعصبية : انتى ايه معندكيش كرامه كده خالص ...ضحك عليكي وانتى برضوا عايزه تفضلى معاه ...لو ابوكى كان عايش كان هيعمل اكتر من كده ...ثم احتضنها بقوه : اللى بعمله صح يا نور انتى غاليه اوي مينفعش كل ده يحصل معاكى مينفعش يا نور ..انتى لو تعرفى غلاوتك عندى هتعرفى أن اللى بعمله ده صح ...ويلا علشان منتعطلش 
نور ببكاء وتألم : طب فهمنى بس هنروح فين  وازاى مش هنقول لحد ...ثم تابعت بصوت مرتفع باكى : رد عليا احنا هنروح فين أنا مش عيله عندى خمس سنين علشان تعمل معايا كده  ..ثم تابعت ببكاء اكبر ... انا تعبت بقى أنا كنت مستريحه فى حياتى ومبسوطه من ساعه مجبتنى هنا وانا حياتى اتلغبطت جبتنى هنا ليه ..ليه يارب سبتنى لوحدي ليه مرحتش مع بابا وماما على الأقل هكون مستريحه ..انا قلبي بيوجعنى انا مش حمل ده كله 
الجد  نوح  : انتى مش عارفه قيمه نفسك يا نور ...حياتك دى هتكون افضل بكتير ..وانا هضمنلك ده ..هتكونى اسعد انسانه والله صدقينى بس 
نور بضحكه سخريه : هكون اسعد انسانه وانت بتبعدنى عن الإنسان الوحيد اللى حبيته فى حياتى ..الإنسان اللى تقبلنى بعيوبى قبل مميزاتى وبيعتبرنى روحه وانا بعتبره روحى  بتبعدنى عنه ليه 
الجد نوح : ومين قالك أنه بيحبك زى مبتحبيه ممكن بيضحك عليكي ..ثم تابع بسخرية ماهو ضحك عليكي مره يبقى يعملها تانى عادى وممكن بيتسلى بيكى يومين وعلشان عارف انك محترمه اتجوزك علشان يعمل اللى هو عايزه وبعدين يرميكى 
نور : تميم مستحيل يعمل كده انا واثقه فيه 
الجد نوح بسخريه : ماشي يا ست الواثقه  ...وأمسك يدها وباليد الاخري الحقيبه واتجه بها إلى الاسفل وقابلهم العائلة فقال ايمن : انت واخد نور بالشنطه دى ورايح على فين يا بابا 
الجد نوح : محدش ليه دعوه 
أيمن بغضب : ازاى يعنى مش بنتنا ولازم نعرف هى رايحه فين 
الجد نوح : هسفرها بره مصر استريحت كده 
سيلين : طب انت هروح معاها 
الجد : لا محدش هيروح معاها انا هوديها المطار وهتسافر لوحدها وفى ناس هيكونوا فى استقبالها هناك وتميم هيطلقها بكره فهتبقى حره وتعيش هناك بسعاده بعيد عن الهم اللى هنا 
سيلين بترجى : علشان خاطري خدنى معاك ..هسافر معاها مينفعش تبقى لوحدها قولى هتسفرها فين 
لم يجيب الجد على سيلين واخد نور خلقه وخرج من الباب وركب سيارته وذهبوا ....
.............................................................
جلست عائله القاسم ومعهم. معتز وكان الصمت سيد الموقف ..... ثم تحدث تميم بعتاب : شوفتوا عمل ايه علشان خبينا عليه اختطاف نور ..انا اصلا كنت بفكر أقوله من البدايه لانى عارف أنه مش هيعدى الموضوع ده بالساهل 
بسمه : نور اكيد هتحاول تقنعه وتفهمه الحقيقه وهيتراحع عن موقفه
معتز بضيق : متوقعش نور هتعرف تعمل حاجه جدي عنيد وقراراته مبيراجعش فيها ..انا مش فاهم وصل الموضوع للطلاق ليه 
قال تميم بغضب : طلاق مش هطلق وأعلى ما فى خيله يركبه أما أنا مش بتهدد  
وقطع الحديث صوت رنين هاتف معتز برقم سيلين 
سيلين ببكاء: ألحق يا معتز 
معتز بفزع : ايه يا سيلين بتعيطى ليه حد حصله حاجه 
سيلين : جدو اخد نور ولم هدومها من البيت وبيقول أنه هيسفرها ومش راضى يقول لحد هيوديها على فين اتصرف يا معتز 
معتز بصدمه : انتى بتقولى ايه !! جدى عمل كل ده 
سيلين ببكاء : اه يا معتز وقلتله طب هروح معاها رفض 
معتز : طب معرفيش اى معلومات خالص ...طب هو اتحرك امتى
سيلين : كل اللى اعرفه انه هيروح المطار دلوقتى وبيقول أنه هيركبها الطياره ويرجع وفى ناس هتقابلها لمى توصل وهو اتحرك من نص ساعه تقريبا 
معتز : طيب سلام دلوقتى وانا هتصرف ...واغلق الهاتف ونظر الي تميم وقص له ما حدث 
نهض تميم بعصبية واخد مفتاح سيارته وتحرك للخروج من المنزل
عصمت : هتروح فين يا تميم 
تميم بغضب : هروح فين يعنى هطلع على المطار ألحقه واخد منه مراتى ..انا كنت محترمه الاول علشان هو اكبر منى وكمان جدها فمكنتش راضي أقل أدبى إنما توصل أنه يسفرها من ورايا. يبعدها عنى ده اللى كتير  ...وتركهم وذهب 
.............................................................
وبعد مرور عده ساعات وصل تميم اللى المطار وظل يبحث عنهم فى كل مكان ولكن لم يجد أحد ونظر إلى جدول الطائرات وجد أن طائرة انطلقت متجهه الى كندا وصُدم تميم مما رآه ثم اتجه مسرعا الى أحد الرجال المسؤولين فى المطار : لو سمحت انا كنت عايز اشوف اسم شخص هل موجود على الطياره اللى لسه طالعه لكندا ولا لا 
الشخص : طبعا مينفعش ..وحضرتك مين اصلا علشان اوريك الأسماء اللى على الطياره 
تميم : انا اكون تميم القاسم ..واكيد طبعا تعرف سلسله شركات القاسم ...وانا صاحبها....ها ممكن اشوف الاسماء 
الشخص : اهلا بحضرتك يا تميم بيه ...اكيد طبعا  تقدر تشوفها ..وده كشف باسماء ركاب طياره كندا اللى لسه طالعه حالا 
نظر تميم إلى الكشوف على أمل أن يجد اسم زوجته ولكن لم يجدها ...ونظر الى الرجل وقال .طب مفيش واحده اسمها نور هاشم الهلالى جت هنا 
الشخص بأسف : لا والله محدش جه بالاسم ده 
تميم بحزن : طيب شكرا تعبت حضرتك 
الشخص : ولا تعب ولا حاجه حضرتك تأمر
.ورحل تميم من المطار والحزن والألم يأكل قلبه حتى ركب سيارته وفاض به غضبه : مكنش ينفع اسيبها تمشي معاه انا اللى عملتله احترام اهو أخدها منى وقال بصوت باكى يارب رجعهالى بالسلامة انا مش هقدر اعيش من غيرها ....ثم تحرك بسيارته متجها إلى منزله 
.............................................................
رأسها مائل مستند على زجاج السياره ناظره  الى النجوم بعيونها المتورمه من كثره البكاء المستمر بدون توقف وفاقت من شرودها على صوت جدها نوح : نور يلا انزلى علشان وصلنا 
نظرت نور حولها : بس احنا مش فى المطار مش كنت بتقول هتسفرنى
الجد نوح : وهو السفر بيكون فى المطار بس ولا ايه ...انزلى يلا 
نزلت نور من السيارة وبجانبها جدها ووجد منزل صغير خشبى محاط بحديقه رائعه مليئه بالزهور تقدمت للدخول إليه وطرقوا الباب عده مرات ففتحت لهم امراه مسنه ذات وجه بشوش ونظرت الى نور والجد نوح ورحبت  بهم 
الحاجه شويكار  : اهلا بيك يا  نوح ..بقالك زمن مش بتيجى ايه اللى فكرك بيا 
الجد نوح : ومين يقدر ينساكى يا  شويكار   انتى صاحبه الغاليه 
نظرت الحاجه شويكار إلى هذه الباكيه وقالت : مين دى يا نوح ثم تابعت بضيق ولا تكون بنت ايمن ابنك اللى اسمها رنيم .
نوح بضحك  : لسه برضو مش بتحببها يا شويكار 
شويكار بضيق  : الصراحة اه بت رافعه منخيرها فى السما ومش عارفه بتتنطط على ايه الصراحه ....بس برضو مين دى 
نوح : دى بنت الغالى يا شويكار اللى اتحرمت منه فى شبابه 
ظلت شويكار تفكر بضعه دقائق ثم اردفت فى صادمه : اوعى لتكون بنت هاشم  
نوح بأبتسامة : هى بذاتها بنت هاشم ابنى ..اسمها نور ونظر إلى نور وقال لها : قومى يا نور سلمى على جدتك شويكار 
نهضت نور للسلام على شويكار ونهضت شويكار أيضا واحتضنتها بشده ومسحت دموعها بيديها وتجمعت الدموع فى عين شويكار : ياااه يا نوح .انا مش مصدقه انى شايفه قدامى بنت هاشم ...نفس عيونه بالظبط شبهه اوى انا ازاى مأخدتش بالي من الملامح ...سماكى نور كان دايما يقولى لمى أخلف هسمى بنتى نور ....تعرفى انك بنت اغلى واحد على قلبى كنت بعتبره ابنى واكتر والله 
نور حاولت رسم ابتسامه على وجهها : بس حضرتك تعرفى بابا منين ..انا أول مره اشوف حضرتك 
جلست شويكار وبجانبها نور : ياااه يا نور انا اعرف ابوكى من وهو فى اللفه مربياه على أيدي انا كنت صاحبه جدتك الله يرحمها الروح بالروح وكنا قرايب من بعيد شويه  ....بس ربنا حرمنى من الخلفه وجوزى طلقنى وفضلت لوحدى لما جدتك خلفت توأم  ايمن وهاشم فرحنا اوى وابوكى كان بيحبنى وبيحب يقعد معايا وأخوه ايمن برضو بس هاشم اكتر ..وكان بيجى هنا كتير وبعد وفاه جدتك كانوا همى لسه صغيرين وانا اللى ربتهم يعنى انا امهم التانيه بس هاشم ابوكى كان حته بلسم يتحط على الجرح يطيب عكس ايمن كان شقى وبيتعبنى بس دلوقتى ربنا هداه ..وبس كده هى دى كل الحكايه 
نوح : وعلشان كده انا جبتك هنا يا نور علشان واثق أنها اكتر واحده هتحافظ عليكى ..معلش يا شويكار نور هتقعد معاكى هنا يومين .
شويكار : معلش ايه هو برضو حد يرفض أن حفيدته تقعد معاه  ...ثم تابعت بهزاز : مش هتقوم ولا يا نوح عايزه اقعد مع نور لوحدى اتفضل يلا من غير مطرود 
نوح بضحك : من لقى احبابه نسي أصحابه ..ووجه نظره الى نور : خلى بالك من نفسك يا نور واوعى تكلمى حد خالص ولو عوزتى حاجه قولى لشويكار وهى هتقولى ...ثم نهض وخرج للخارج واتبعته شويكار للخارج وبقيت نور وحيده 
شويكار : نوح  استنى ثانيه 
ألتفت نوح إلى شويكار : فى حاجه ولا ايه 
شويكار  : اه فى ممكن تفهمني كل حاجه وليه نور معيطه ...وليه دلوقتى اعرف ان هاشم مخلف بنت وما شاء الله بقت عروسه ياريت تفهمنى كل حاجه علشان ابقى على نور
تنهد نوح : حاضر يا شويكار  هفهمك كل حاجه ...بصي يا شويكار كل الحكاية .........
.............................................................
عاد تميم اللى منزله حزين مهموم على فراق حبيبته وما باليد حيله وعندما دلف إلى الداخل وجد جميع العائله مجتمعه كما تركهم وعند دخوله وقفوا جميعا وبدأ منير الحديث : ها يا تميم لقيتها 
حرك تميم رأسه بالنفي : ياريت محدش يسألني على حاجه وانا اصلا مش عايز اتكلم سيبونى وتركهم وصعد إلى غرفته ...امسك كتابها الذي أعطاه لها هديه وارتسمت ابتسامه حزينه على ثغره وتذكر أنها اعترفت بحبها له ذلك اليوم فتح اول صفحه فى الكتاب وجد كتابات وكانت : انا مش عارفه الكتاب ده ايه حكايته معايا اول مره بابا جابه ليا وكان اخر كتاب اشترهولى وكان السبب فى انى اتعرف على صدفتى الحلوه تميم بجد انا مش عارفه حبيته ازاى وهو برضو جابهولى هديه 
.يا الله ربنا يخليه ليا ...نزلت دموع تميم على الكتاب ثم أخذه واحتضنه  وخلد الى النوم 
.............................................................
عادت شويكار إلى الداخل بعد حديثها مع نوح .وجدت نور نائمه وتضم قدميها إلى صدرها ..ابتسمت شويكار وقالت لنفسها : نفس المكان اللى كان هاشم بينام فيه وحتى نفس طريقه النوم ...ودخلت أحد الغرف واحضرت غطاء ووضعته على نور النائمه وهمست : كل شئ هيتحسن ...كل ده لمصلحتك يا غالية .

يتبع الفصل الثامن عشر اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent