Ads by Google X

رواية توليب الفصل الرابع عشر 14 بقلم سلمي سعيد

الصفحة الرئيسية

       رواية توليب الفصل الرابع عشر بقلم سلمي سعيد


رواية توليب الفصل الرابع عشر 

سأصنع لك أولاً كل طُرق الفرار والتسلل , لا أريد الأعتقاد 
بأنّك تبقى معي فقط لأنك لا تستطيع المُغادرة .
يقف أمام مدرستها منتظر خروجها علي احر من جمر يريد رؤيتها بل الأصح يريد رؤية عينيها السوداء الفاتنة التي تسحره بنظرة واحدة ، ينبض قلبه بجنون محتج بسبب بعده عن تلك الصبا بعدما اصبحت هي سيدته واميرة عرشه أصبحت الآن بعيدة عنه بسبب فقدانه لجام مشاعره نحوها..
تهللت أساريره عندما رأها تخرج برفقة بعض من اصدقائها وكانت تضحك بمرح..
هبط هو من سيارته بهيبه مرتديا ملابس كاجول أنيقة للغايه عبارة تيشرت بالون الأصفر الفاتح يحدد قوامه الرجولي القوي وبنطال من الجينز الفاتح ونظارات شمسيه سوداء ذادته وسامه فوق وسامته .
اجتمعت أنظار الفتيات حوله بما فيهم أصدقاء صبا اللواتي ما إن رأوه حتى التمعت أعينهم بالاعجاب الشديد ، عكس صبا التي ما إن رأته حتى تجمدت الدماء في عروقها خوفا 
وقف أمامها مباشرة نازعا نظارته ليظهر عيناه السوداء الحادة 
متحدث بابتسامة وسيمة :
_ مساء الخير يا بنات 
نظر لصبا التي تطالعة بخوف المه كثيرا ولكن تحدث بنفس الابتسامة :
_ ممكن اخطف منكم صبا 
نظرو جميعا لصبا ليجدوها صنم لا تتحرك وكأنها جمدت ،اوماو له ليتحركو مبتعدين عن باسم وصبا وهم يتهامسون عن وسامة باسم وكم ان صبا محظوظة به
اقترب باسم منها لترجع هي خطوة للوراء سريعا ، ليتحدث بهدوء مردفا :
_ اهدي اهدي ..في ايه ، انا جاي اروحك مش اكثر 
تحدث بارتباك وتعلثم :
_ وانت تروحني ليه ، انا هروح مع السواق
اجابها بحزن مصتنع :
_ للأسف السواق مش جاي
صبا بارتباك :
_ لا هيجي هو بس اتأخر شويه 
تحدث بابتسامة واثقة:
_ لا مش هيجي ، لان انا بلغت للحج عوني اني هجيبك النهاردة من المدرسه بنفسي وهو معترضش
شهقت بذهول ليبتسم لها باتساع ، حاولت الثبات لتتحدث بقوة :
_ وانا مش هروح معاك في حتا ، انا هاروح مشي 
تحدث بحاجب مرفوع :
_ تروحي مشي ازاي لامؤاخذة ، دا الطريق بياخد نص ساعه بالعربيه ، انتي كده هتوصلي المغرب
 رفعت كتفيها بلا مبالا:
_ عادي 
زفر بضيق منها فيبدو أنها رغم شخصيتها الهادئة عنيدة ايضا 
ليتحدث بمهاودة :
_ صبا لو سمحتي بلاش عند ، انا واقفين في الشارع والناس بتبص علينا 
التفتت حولها لتجد فتيات المدرسه جميعا يتطلعون لباسم ، لتشتعل شرارة غيرة بداخلها لا تعلم من أين أتت، لتنظر لباسم بوجه متهجم متحدثه بضيق :
_ دول بيبصو عليك انت مش عليا ، عموما ماشي انا موافقه تروحني
ابتسم لها ثم افسح الطريق لتسير أمامه وهو خلفها ، وصلو للسياره لتقطب صبا حاجبيها متساله بترقب :
_ ايه دا
_ ايه العربيه بتاعتي
قالها باسم ببساطة
كانت سيارة جيب عليه سوداء اللون 
لتتحدث صبا فزع :
_ لا دي مش عربيتك انت عربيتك مفتوحا مش شكلها كدا ، انت جايب العربيه دي وجاي تخذني عشان تغتصبني فيها زي ما عملت في الاوضة ، اتقي الله بقى ايه معندكش اخوات بنات ،يرضيك حدي يختصب اختك ، اتقي الله بقا
توقفت عن الحديث وهي تلهث بقوة وصدرها يعلو ويهبط وهي تطالع باسم بنظرات حارقة ،  بينما باسم يقف بزهول يستمع لحديثها الجنون هذا
ليتحدث بذهول وهو يشير على نفسه :
_ انا اغتصبتك 
هزت راسها بتأكيد:
_ ايوا عندي في الاوضة
ماذا ، كيف تفكر تلك الفتاة ،وعن اي اغتصاب تتحدث هل هي ترى تلك القبل اغتصاب!!!! 
فرك مؤخرة رأسه ببلاهة ، لا يعلم ماذا يفعل مع تلك الفتاة ، فيبدو أنها لا تعلم شئ بالحياة ابدا لدرجة انها ترى تلك القبلات اغتصاب
باسم بتسأل:
_ انتي ايه معلوماتك عن الاغتصاب بالظبط 
صعقت صبا مكانها عندما سائلها ، لتصبح وجنتيها باللون الأحمر القادم من شدة خجلها لتتحدث بغضب هادئ :
_ انت قليل الادب
_ بس يا هبلا 
قالها باسم بجديه وهو يفتح لها بابا السيارة ، لتصعد  صبا للسيارة وهي خافضة رأسها أرضا ، صعد باسم بجوارها ليقول السيارة 
----------------------------------------------------
‏- لعلّها عقوبة الإنسان الأزلية أنهُ لا يفهم قيمة الشيء في حياته إلا حين يخسرها .
أسر..
جالسا على حافة  فراش توليب ممسكا يدها بين كفيه ، وعيناه تسير على ملامحها الجميله يتأملها بحزن ولهفة، يشعر ان  بداخله يحترق بل ويأكله الذنب ايضا ، يتمنى لو قطع لسانه قبل أن يقول ذلك الحديث الذي جعلها طريحة الفراش الان
يتمنا ان يعود الزمن لتلك اللحظة التي نطق بها بهذا الحديث السام الكاذب الذي لا يمت للواقع بصلة والذي نطقة في وقت كان معميّ بالغضب.
ماذا سيحدث لو كان اعترف بما يحمل من مشاعر ملتهبه عشقا لها، ماذا لو اعترف انها أسرته واوقعته بعشقها منذ اول لحظة رآها بالمشتل ، ماذا لو اعترف بتلك المشاعر التي تتلبسه عندما يراها .
يا الله لقد كان يشعر بالغيرة عليها منذ أول يوم راها به ، لم يكن يحب مزاحها مع ولده أو ارتداء ملابس تحدد مفاتنها ، هل هذا طبيعي أن يشعر بشئ كهذا تجاه فتاة رآها توا 
دنا منها مسندا بجبهته على خاصتها ليغمض عينيه بألم وحزن وهو يتنفس انفاسها العطرة الدافئة ، ثم دنا من شفتيها يقبلهم بهدوء قبله سطحيه ناعمة ، ابتعد برأسه قليلا حتي يستطيع رؤية ملامحها الفاتنة ، يشعر بالألم يجتاح صدره بينما عضلاته لا تزال متشنجة منذ حديث تلك الطبيبة 
تحدث بنبرة خافتة متوسلة وضعيفة:
_  توليب ، وحياة اغلى حاجة عندك لتفوقي ، ارجوكي اصحي وطمني قلبي انك بخير ومحصكيش حاجة 
قرب يدها من فمه ليقبلها وهو يعتصر عيناه بألم ، ولاول مرة بحياته يكون ضعيف وخائف هكذا ، اذا حدث لها شئ لن يسامح نفسه مهما طال العمر 
صارت عيناه علي جسدها الموصل باسلاك المؤشرات الحيويه ويدها الآخرة المعلق بها المحلول ، يلعن نفسه للمرة المليون بسبب ما اوصله لها غضبه وحديثة السام 
استمع للباب يفتح ليستدير ليرة ماهر يتقدم منهم ، ليترك يد توليب بحزر..والتقط ذلك الغطاء الموضوع باهمال على ساقيها ليستر به جذعها العلوي العاري لا من ذلك التوب الأسود الذي ترتديه.
وضع ماهر يده على كتف اسر الذي مازال ينظر لتوليب ،وتحدث بحنان وهو ينظر لتلك الوردة الذابله :
_ اسر قوم ارتاح شويا ، هي مش هتفوق دلوقتي الدكتورة مديها منوم قوي 
نفارق برأسه سريعا ومازالت عيناه مسلطة عليها ليتحدث بصوت مبحوح متألم:
_  مستحيل ، مستحيل اسبها و امشي ، انا هفضل هنا لحد ما تفوق واطمن عليها واطمن انها سليمة ومفيهاش حاجة.
نظر ماهر لابنه ليجد وجهه مجهد للغاية وعيناه بلون الدم ، ليحرك راسه بعدم رضا عما حدث ، لو فكر أسر قبل رمي ذلك الحديث لكانو يحتفلون الان معا ولكن يشاء القدر أن يطلق أسر سهام سامة بقلب فتاة عشقته حد الموت لم يعلم هو قيمتها الا عندما سقطت مستسلمة لسهامه القاتلة.
مر أكثر من اثني عشر ساعة..
وأسر يجلس بجانب توليب لا يفارق مكانه ، ويدعي الله بداخله ان تستيقظ بخير ولا يحدث أي شئ مما قالت عنه الطبيبة
شعر بأصابع يدها التي يمسك بها تتحرك ، لينتفض من مكانه وبلهفة دنا منها :
_ توليب ، توليب انتي سمعاني ، توليب 
اقترب ماهر بلهفة قائلا :
_ في ايه يا آسر 
_ توليب فاقت
قالها بلهفة
ثم  ضغط على احد الازرار بجانب الفراش ليجد بعد دقيقة الطبيبه والممرضات يركضون للداخل ، ليحدث الطبيبه بلهفة :
_ فاقت ، حركت ايدها دلوقتي
تفحصت الطبيبه توليب ، لتتحدث بعملية وهي تتفحصها :
_ لو سمحتم اطلعوا برا 
_ انا مش هتفرق من هنا 
قالها أسر بحسم ، هو لن يتركها ابدا سيموت ولكن لن يتحرك من هنا.
دقائق كانت الطبيبة وطاقم التمريض متجمعين حول توليب يحاولون ايقاظها بشكل كامل ، وأسر يقف وقلبه يرتعش خوفا بينما جسده متشنج بقوة حتي ان عروق رقبته تكاد تنفجر 
ثواني وفتحت تلك الوردة الجميلة عينيها الخضراء بتثاقل ، ليقترب منها أسر بلهفة متحدثا :
_ توليب ، انتي كويسه 
ابعدته الطبية بعيظا عن توليب وتحدثت باحترام وجديه :
_ اسر بيه مينفعش كدا ، لو سمحت خليك بعيد عن المريضة خلينا نشوف شغلنا ، لاما هطر اطلع حضرتك برا
أومأ برأسه سريعا كالطفل الصغير ، لتباشر الطبيبه عملها تحت أنظار ماهر وأسر القلقة
كانت توليب لا تشعر بأي شئ ، فقط ضوضاء تصدح بإذنها ، ولكن التقطت اذنها صوت أسر الملهوف عليها ، فتحت عيناها بالكامل لترا الطبيبه وهي تتفحص جسدها ، لم تستطع رفع راسها لأنها تشعر بثقل شديد
دنت الطبيبه منها عندما وجدتها تحاول النهوض ، لتتحدث قائلا :
_ انسه توليب ، انتي سمعاني 
اومات توليب برأسها للطبيبه بينما أسر  يقف متلهف يريد الذهاب لها لكن امسك ماهر بيده يمنعه عن ذلك. 
ساعدت الطبيبه والممرضات توليب بالاعتدال بجسدها ليضعو لها بعض الوسائد..
اقترب منها اسر بلهفة عندما ابتعدوا الممرضين ، ليجلس على حافة الفراش ملتقط يدها بلهفة متحدثا بفرحة غامرة :
_ توليب حبيبتي ، انتي كويسه
نظرت له توليب بوهن ولم تجيبه ، بينما الطبيبه باشرت عملها سريعا لتعلم اي مكان بجسد توليب قد تأثر ، لتتحدث بعملية :
_ انسه توليب ، لو سمحتي عايزاكي تركزي معايا وتقليلي حاسه بايه ماشي
اومات توليب ببطء ، بينما بدأت الطبيبة بالسير على جسد توليب بابرة طبيه توخزها بأماكن متفرقة حتى وصلت لقدمها 
كانت توليب تأن بألم من وخز الطبيبة لها ، بينما أسر وماهر يراقبوها بلهفة 
كان قلب اسر يأن بألم مع انين توليب ولكن كان سعيد ايضا بأنها تشعر بهذا وجسدها سليم ولم يتأثر 
انتهت الطبيبه من الفحص لتقف أمام السرير متحدثه بابتسامة :
_ الحمد لله مفيش اي اضرار في الجسم ، في اي حته بتوجعك يا انسه توليب 
أرادت توليب ان تقول لها عن الم راسها الشديد ولكن لم تابي الكلمات أن تخرج من ثغرها وكأنها محبوسه بجوفها 
لاحظ أسر هذا لينتفض قلبه بفزع :
_ توليب ، في حاجة وجعاكي، ممكن تقولي للدكتورة 
جائت لتعود الكرة وتحاول الحديث لكن ايضا لم تخرج اي حرف ، لتنظر للطبيبه باستغاثة
تحدث أسر بصوت مهزوز للطبيبة :
_ هي مش بتتكلم ليه، هو في ايه
تحدثت الطبيبة بأسف وهي تتابع توليب :
_ للأسف شكلها فقضت النطق

يتبع الفصل الخامس عشر اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية توليب" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent