Ads by Google X

رواية لأنها لي الفصل التاسع 9 بقلم ميار عبدالله

الصفحة الرئيسية

   رواية لأنها لي الفصل التاسع بقلم ميار عبدالله


رواية لأنها لي الفصل التاسع 



عام مر مليء بالسعادة والمشاعر الجياشة ..ولكن تمر الرياح بما لا تشتهي السفن ... عام مر ولا يوجد نُطفه داخلها نبته أثر حبهم ... إصرار وإلحاح فريدة على مجيء حفيد كان يؤرق مضجعها .. جال في ذهنها أسوأ السيناريوهات لكن استغفرت سريعا .. لم تجد سوى الذهاب الى الطبيب ..إصرار أمير على الرفض كان يزيد من نسبة الشك داخلها ..

انتبهت على الممرضه وهي تدعوها إلى الداخل .. متوترة خائفة ما الذى ستقدم عليه سيكون الحد الفاصل ..

امسك كفها بهدوء وملامح وجهه غير معلومه رفعت ببصرها لتنظر إليه بدهشه ..كيف علم بوجودها هنا ؟ ..هى لم تخبره ولم تخبر أحد .. تعبيرات وجهه غامضة

دلفا الى الطبيب وهى تقدم رجلا وتؤخر الاخرى ..انتبهت على صوت الطبيب وهو يهتف بابتسامة بعد ان وضع الأوراق على الطاولة:

- لا تقلقى يا سيده نور لا يوجد داعى لكل ذلك القلق

ثم تابع بهدوء:

- ربما لم يحين مشيئه الله بعد

هتفت فى خفوت :

- إلى متى سيستمر ذلك ؟

صمت قليلا ثم تابع بجدية:

- متى ؟ لا اعلم ولكن لا تستسلمي وتيأسي يا سيده نور ربما لم يحن الوقت بعد يجب أن يكون ثقتك بالله اكبر من ذلك

تنهدت بأسى لتشعر به مرة أخرى ليسحبها بهدوء ويهتف ببعض العبارات للطبيب ..

اخذ يسحبها ببطء وهي شارده لم تشعر سوى بإغلاق باب منزلهم ارتمت على أول مقعد رأته وعيناها محدقتين به كان طوال الطريق صامتاً هل هذا الهدوء ما قبل الاعصار ؟!

همست فى خفوت :

- أمير ما بك ؟

نظر إليها ببرود ثم هتف :

- ما بى ؟ بربك هل هذا سؤال يتفوه منكِ

ثم صاح بهدر :

- قلت لكِ لا تذهبى الى ذلك المكان اللعين ولكن كيف ؟ نور المتمردة كيف تخضع للأوامر ببساطة .. ماذا كنت تحاولين ان تفعلى هيا اخبريني ..حسنا اخبريني هل انتى الان مطمئنه انه لا يوجد أي شيء بكِ هيا اخبريني !!

قامت من المقعد وهي تتابع تشنجات جسده وحالة الغضب بادية على ملامحه تقدمت منه ببطء وهو ما زال يلقى قنبلته واحتضنته بحميمية شديدة حتى سكن تماماً اعتصرها بداخله ..عناق حميمي شديد كان هو المهدأ الوحيد همست بنعومة:

- انا اسفه

خفق قلبه بانتعاش تعانقه بحميمه ثم تعتذر لم يكن يتصور ان تفعل ذلك توقع أن تتمرد ..طبع قبلة على وجنتيها ليهتف :

- وانا ايضا اسف على خروجي عن شعورى

ابتعدت فى هدوء لتهتف :

- أمير صدقنى لم اكن اود ان اذهب بدون علمك ولكن اعذرنى حقا توجد اشياء كبيره بداخلى ضغوطات لم اختبرها من قبل

قاطعها هامسا:

- كفى لا اريد ان نتحدث فى ذلك الأمر ثانيه

هزت رأسها بالنفي لتهتف باعتراض:

- من فضلك ليس الان اريد ان اخبرك ما بداخلى

لم يجد سوى الصمود لتتابع وبدأت العبرات تتجمع نحو مقلتيها:

- عندما تأخر الحمل راودتنى أسوأ الكوابيس شعرت للحظة انني سأصبح نصف انثى لن أقدر أن اجلب طفل منك وإلحاح الجميع بوجود طفل بأسرع وقت وكأنني أنا الذي أؤجل ذلك الأمر !! وانت ايضا كلما كنت اخبرك ان نذهب بادىء الامر تتهرب منى ثم بعد محاولاتي البائسة اتخذت اسلوب الرفض القاطع بعدم الذهاب ..ماذا ظننت اننى سأفعل ؟!

سحبها الى احضانه مرة أخرى وهى تبكى بصمت ليهتف بأسف:

- اسف حبيبتى

مسح عباراتها بأنامله ليحيط وجهها بكفيه ويهتف بنعومة:

- ستصبحين أم يا حبيبتى ولكن لا يوجد امامنا سوى الصبر

ابتسمت فى خفوت وهى تمنى بداخلها ان يحقق الله امنيتها

همست فى خفوت:

- سأصبر يا أمير انا وانت سنصبر ولكن ماذا عن الجميع هل سيصبرون

هتف بهدوء:

- لا تهتمي بأحد سواى انا

ثم سحبها إلى صدره مجددا وهو يهمس في أذنها كلمات عاشقه بالتى تنسيها أسمها لتستكين فى صدره غالقه جفونها

.................................

كانت ترتشف قهوتها التركية بتلذذ قاطع لحظاتها الهادئه المشاغب إياد وهو يتذمر بحنق طفولي:

- تيته نازلى

وضعت فنجانها على الطاولة لتبتسم بهدوء:

- ما الأمر يا عزيزي ؟

- أمى لا تسمح لى باللعب مع جنه

لتهتف بتعقل:

- جنه ما زالت طفلة صغيرة يا إياد

- اعلم انها صغيره ولكن هذا لا يمنع بأن أحملها

سمعت صوت شهقه من خلفها لتستدير برأسها لتتطلع الى فريده وهي تهتف بصدمه:

- تحملها !! عمرك ستة أعوام وتريد ان تحمل طفله تبلغ أربعة أشهر التوبة يا ربى طفل يريد حمل طفلة رضيعة

عبس إياد وهتف بحنق:

- انا لست طفلاً تيته فريده

جلست على المقعد لتهتف بتزمر:

- اذهب الى والدتك يا إياد

هتف بعبارة حاسمة قبل رحيله:

- سأحملها

وانطلق بسرعة إلى والدته لتضحك نازلى بخفوت ثم وجهت حديثها الى فريده الحانقة وهي تتحدث برزانة:

- إنه طفل يا فريده تعلمين كم هو طفل عنيد

- أعلم ذلك جيداً

ثم تابعت بحماس:

- كم اتمنى أن ارى حفيداً لعزيزى أمير

هتفت نازلى بجديه وهى تعلم مغزى حديثها:

- اتركى نور وشأنها يا فريدة فى كل مرة تأتي إلى هنا تتفوهين بعبارات قاتله تجعلها حزينة

صدمت فريدة لـ تتساءل:

- أستغفر الله ...أحزن نور ؟

صاحت بجدية:

- دعى نور وشأنها يا فريده ليس كل مرة تأتي المسكينه الى هنا وتتطرقين في الحديث معها عن الانجاب والحمل وما شابهها

- كونى اريد ان اصبح جده فى اسرع وقت هل هذا خطأ

ثم تابعت بتوجس:

- مرور عام كامل وبدون وجود حمل يقلقني

شهقت نازلى بصدمه:

- استغفر الله ما هذا الذي تتفوهين به يا فريده ؟ ماذا تحاولين ان تصلى بحديثك هذا

- ربما توجد

زجرتها نازلى مقاطعة ذلك الحديث الذي بات عادة كل صباح

- فريدة دعى الفتاة وامير بمفردهم لا تكدرى صفو حياتهم .. وإن فعلتى فدعينى أخبرك أن النهاية قادمة وانت اول شخص سـ يتأذى فى ذلك الأمر

.....................................

- امي ارجوك ما الذي تقولينه هل تريدنني ان اتزوج امراة اخري غير نور ما هذا التفكير كيف تريدنني ان اكسرها

صاح بتلك الكلمات امير وهو يصيح بحدة نحو وجه فريده متناسيا للحظه ان التى واقفة امامه هى والدته

زمجرت بسخط

- الله الله ماذا يا ولد هيا قم بضربى ايضًا

- لن استطيع فعلها .. لن استطيع ان المس امرأة غير زوجتى تفهمى ذلك الأمر

زفرت فريدة بيأس

- امير لما رأسك اصبحت صلبه .. قلت لك لن تعلم ولن يعلم احد كل ما اريد رؤيته هو حفيد لى هل هذا امر طلب صعب

هز أمير رأسه يائسا

- لم يحن الوقت امى ولن انجب سوى من زوجتى ، سأرحل الآن لقد تأخرت

نظرت إلى أثره الذى اختفى فى مهب الريح وهي تمتم بسخط

- اووف لا أعلم من أين جاء بتلك الرأس اليابسة

.......................................

وضعت طفلتها الصغيرة على فراشها بعد وصلة بكاء صمت أذنيها ، تنهدت براحة لتقفز الى فراشها وهى ستحظى بالنوم اخيرا بعد ان خارت قواها من التحمل .. غفت عيناها قليلا وهى تحمد ربها على ان كل شىء يسير على ما يرام ..

انتفضت فجأة علي صراخ الصغيرة .. وبدلا من أن تهرع إليها بكت معها وصوت شهقاتها تعلو بارتفاع .. قامت من فراشها وهى تتوجه نحو الفراش الصغير و حملتها بين ذراعيها قائلة بعتاب

- يرضيكى ماما متنامش النهاردة ، طب ساعتين يا جنة ساعتين واتحولى بعدها زى ما انتى عايزة

وبكاء الصغيرة كان يعلو بين ذراعيها .. ربتت عليها بهدوء وتناست او نست للحظة كيف تكون ام وخبرتها اختفت مع تعاملها مع تلك الصغيرة الهشة التى تحمل ملامح والدها كثيرا ..

احتضنتها بقوة وهى تربت على ظهرها وتهمس في اذنها بتعويذة سحرية ليهدأ تشجن الصغيرة شيئا فشىء حتى استكانت تماما وذهبت في سبات عميق

لم تضعها تلك المرة فى فراشها بل اخذتها بجوارها و اضطجعت على فراشها وعقلها شارد فى شقيقتها ..

شقيقتها تتألم ترى نظرة الحزن المنكسرة فى داخلها ..رغم كل شيء يضيق عليها الا انها تبتسم وتاج القناعة يزين رأسها ..

غفت قريرة العينين وهى تشدد ببطء على صغيرتها وهى تخبر رسالة خفية انها معها لذا لا يجب عليها البكاء ..

فتح ظافر الباب ببطء وهو ينظر الى السكون المخيم فى غرفتهم .. ظن أن أخطأ فى عنوان غرفته .. الا ان وجود زوجته نائمة وبجوارها كائن صغير علم انه لم يخطأ فى عنوانه

ابتسم بسعادة نحو أسرته الصغيرة التى كونها .. جلس على الأريكة وهو يخلع حذائه بتعجل شاركها قميصه ليتوجه بخطوات بطيئه نحو فراشهم .. وقبل أن يلتقط جنة ليعيدها الى فراشها اندفع الصغير اياد وهو يصيح بحدة لا تتناسب مع عمرها الصغير

- ابى هذا ليس عدلا اخبر امي اننى اريد حمل جنه

وضع أصبع السبابة على شفتيه وهو يهمس بحده

- اصمت لقد ناما

ألقى اياد نظره إليهم ليصيح بغيرة طفولية

- وانا ايضا اريد النوم

هز ظافر رأسه يائسا .. عقد ذراعيه على صدره وهو يقول

- هل ترغب فى احضان النساء أم الرجال

وضع اياد اصبع الابهام وهو يحك ذقنه مصطنع التفكير

- افضل النساء لكن بما ان امي غير متاحة الآن سأنام بجوارك

شهق بل ذهل من رد اياد ذلك الطفل الصغير القامة وصغير السن لكن لسانه .. هز راسه باستياء وهو يشتم امير

- لقد افسدك امير

شد اياد من بنطاله صائحًا بنفاذ صبر

- هيا

كانت محقة منه أن ذلك ذو العقلة الاصبع يحتاج إلى إعادة تقويم سلوك ، سيبعده عن مفسد الأخلاق سحبه نحو الفراش وهو يقول بحده

- تحتاج لمن يقوم سلوك يا وقح

بروية وببطء شديد سحب الصغيرة بين ذراعي أمها وتوجه ببطء الي مهد الصغيرة وهو يطبع قبلة حانية على جبينها .. دثر صغيرته جيدا ليعود نحو زوجته وابنه الصغير .. اقترب من جسد منه وهو يحاوطها بقوة واياد يحتضن والدته .. ابتسم بسخرية وهو يراه يتمسك بوالدته كمن يخشى فقدانها او بتعبير اصح يقلد الصغيرة ما أن حملها حتى انقض على والدته يحتضنها همس فى خفوت نحو صغيره

- هذا ليس عدلا

رد اياد ببساطة

- اننى احتضنكما

رفع حاجبه بدهشة على بساطته فى الجواب ، احتضن ظهرها بقوة وهو يقبل عنقها لينام قرير العينين ولا يوجد لديه شىء آخر في الحياة يريده سوي الحفاظ علي عائلته .

......................................

اغلق باب منزله وانامله تلعب بمفاتيح منزله ، وكلمات والدته اصابته فى مقتل .. شيطانه يستسلم للحظات قبل أن يجاريها عقله وقلبه يقفان كالمرصاد .. ليجر شيطانه مستسلما فى خيبة أمل متوعدا انه سيعود مرة أخرى بثورة اقوى

واستمرت الايام يليها الأشهر وهو صراع بين والدته وبين نفسه ، يخفى تعابير وجهه بصعوبة عن حبيبته

- امير

هتاف من معشوقته جعله ينحي افكاره جانباً وهو يتوجه نحوها .. هز رأسه بيأس وهو يراها تشاهد احدي مسلسلاتها الشهيرة التركية يعترف لقد أصبحت تلك الفترة تنافسه في اللغة التركية .. اعتادت على اللغة واتقنتها أكثر حينما ذهبت لمركز لتعليم اللغة التركية .. ولكن عشقها لمسلسلات تحول لإدمان .. تتغزل بالأبطال وهو يقف كالجماد .. تخبره كيف اعترف هذا عن حبه والأخرى ماذا فعلت ..

جلس بجوارها على الأريكة وهو يحتضنها بقوة

- حبيبتي اشتقت اليكى ،ماذا تفعلين ؟

لمعت عيونها سعادة وهي تراقب التلفاز وبحماسة اطفال قالت

- اشاهد مسلسل تركى جديد هيا اجلس لقد تعلمت بعض الكلمات شاهد ماذا يقول البطل للبطلة

همس نحو أذنها بخبث

- دعيني اعطيكى بعض الدروس العملية بدلا من استياءك

زجرته بحده وهي تبتعد عن أنامله الخبيثة التي تلعب بمنامتها

- تأدب امير

رفع حاجبه بمكر وهو ينظر نحو لقطة تسير ببطء عن مشهد اعتراف البطل للبطلة وبالطبع يجب وجود مشهد القبلة .. عاد ببصره نحو التي توردت وجنتيها من المشهد

داعب وجنتيها بأصابعه وقال

- البطلة تقبل البطل ماذا ألا يوجد شىء لزوجك

امسكت بجهاز التحكم وهي تغلق التلفاز وتلعن عقلها الأحمق

- سأغلق التلفاز

ردد ببساطة وهو يهب من مجلسه

- رائع سنقوم بتطبيقها عمليا

اتسعت عيونها دهشه وهبت من الاريكه تختار الهروب لكن يده كانت الأسرع ليقوم بجذبها الي صدره

بللت شفتيها وقالت بتوتر

- أمير توقف

همس بجانب اذنها ببحة رجولية جعلت معدتها تتقلص

- كل مرة تنطقين اسمي بتلك الطريقة لن اتوقف عن فعلها جميلتى

بارع للغاية في جعلها تشعر بأنها ما زالت فتاة عذراء رغم مرور مدة عام على زواجهم .. ما زالت تخجل منه ومن حديثه .. يتفنن في جعل وجنتيها تشتعلان من الحمرة ..

همس بصوت أجش وانامله تمس شفتيها

- اشتقت اليكى

رددت في خفوت

- وانا ايضا

قبلة دافئة طبعها علي شفتيها تحولت تدريجيا الي متملكة شغوفة .. أحاطت عنقه وهي تبادله بشغف

سحبها بين ذراعيه وتوجهها نحو غرفتهم التي شهدت لياليهم واليوم سيقوم بإعادتها ..

.......................................

صاح بهدر وهو يهب من مقعده .. يا الهي والدته مصره ومُلحة على أمر ذلك الزواج .. لقد نسي ذلك لفترة أو تناساه

- أمي توقفي لقد ظللتى تلحين على منذ أشهر طويلة

جذبته من يديه قائلة بروية

- لقد أوشكنا على انتهاء العام الثانى يا امير ولم اسمع الخبر

غمغم بضيق وهو يجلس على الاريكة مرة آخري

- من فضلك امى

- امير هل ترفض طلبي الوحيد

مع جر خيط الناعم وتحول الملامح المتوحشة الي بريئة .. قدرات خارقة تستطيع الأم فعلها مع ابنائها تتحول من شرسة الي وديعه في ثوانٍ

- لا ولكن

وجود الشك والاهتزاز في صوته تلك المرة .. ستجذبه لصالحها .. كل مرة كان يرفض منعًا باتا للحديث عن ذلك الأمر .. تلك المرة تراه متوتر يخشى شيء

ردت بحماس

- استمع كما اخبرتك سيظل سرا عزيزى ستتزوج من فتاه اخترتها لك ولن تفشى بزواجكما أمام زوجتك

أغمض جفنيه لعدة لحظات يفكر .. نور إن علمت ستهجره .. لم تلتئم جروحها بعد ليقوم هو بوضع الملح على الجرح ..

- لكن

صاحت فريدة بنفاذ صبر

- لقد نفذ الصبر مني غدا أراك لنتقدم اليها

قامت من مجلسها وابتسامه ظفر تزين ثغرها ... لقد جعلته يقتنع والباقي سيحل بسرعة وروية

نظر إلى طيف والدته .. لما يا أمي تفعلين ذلك !! .. لا يريد اطفال لن يستطيع أن يلمس جسد امرأة اخرى غير نور .. وعدها انها ستكون آخر امرأة على وجه الأرض من ستنام بين ذراعيه ..

شد شعره بقوه حتي كاد ان يقتلع من جذوره وصاح بحده

- اللعنة

....................................

كانت نور جالسه تداعب جنه الصغيرة بين ذراعيها .. أما منه كانت تقوم بإخراج الثياب الجديدة التي ابتاعتها أمس

سألتها منه وهي تريها فستان من اللون الأحمر الهادئ لصغيرتها

- ايه رأيك حلو اللون ده

ردت نور بإعجاب وهي تجذب منها الفستان القصير

- هيبقى تحفة على جنه

اعادته لها مرة أخرى .. وأعادت وضع الصغيرة في فراشها لتجلس على الأريكة المقابلة للفراش متنهده بعمق

توقفت انامل منه عن الحركة ، رفعت حاجبها الأيسر وقالت

- مالك

ابتسمت بهدوء وردت

- مفيش

صاحت منه بجزم وهي تقوم من فراشها وتتوجه نحو شقيقتها

- نـور

أغمضت جفنيها بأسى وقالت

- انا بدأت ايأس يا منه ، حاسه انى مفيش امل انى اكون ام

زجرتها منه بحده

- استغفر الله هو ده كلام يتقال برده

انهارت حصون الصمود وهي تبكي بصمت .. همست بصوت متحشرج

- مش بأيدى يا منه مش بأيدى

سألتها بعجالة

- طب وجوزك

مسحت الدموع بأناملها وردت

- امير بيقول انه مش مدايق وعادي حتى لو مفيش اولاد بينا بس بحس كلامه من ورا قلبه بيحاول يخليني سعيدة بأي طريقة بس

صمتت للحظات .. لا تريد ان تجعل وسواسها يتزايد اكثر خصوصا انها اخرسته منذ فتره لكن زله لسانها جعل منه تلح عليها

- بس ايه

ردت بيأس

- بقاله شهرين بيتصرف معايا بغرابة حتى بيتأخر في رجوعه للبيت

- شاكه

هزت رأسها نافية .. انها واثقه به اكثر من نفسها .. تعلمه جيدا لقد أقسم لها باغلظ الايمان انه ترك تلك الأفعال المجونة .. لكن حاسة انثوية أخبرها ان هناك شيء خاطىء به

- لا طبعا انا واثقة فيه جداً حتي انا مش مصدقة ان انا بقيت اتكلم معاه بالتركي بدل الانجليزي

مع تبدل مجرى الحديث التزمت منة رغبة نور في عدم النبش في الموضوع الشائك .. ردت بمكر

- حتي انتي

قامت من مجلسها قائله

- طيب انا هروح اجيب تسالي لينا واجي

وافقت منه وعادت مرة آخري ترتب ملابس طفلتها .. توجهت نور نحو المطبخ وقامت بوضع بعض المقرمشات الساخنة والعصير في صينية وتوجهت صاعدة نحو غرفة شقيقتها .. صوت غاضب يصيح بسخط استوقفها عن متابعة السير ..

صادرة من غرفة حماتها ... لحظة صراع العقل والمنطق .. جسدها وعقلها يحفز عليها بأن تعلم ما يحدث بدافع الفضول والمنطق يأمرها بالابتعاد .. ومع مرور الثواني وصوت الزعيق يعلو اكثر انتصر فضولها لتقترب ببطء نحو غرفة حماتها

- هل جننتي يا فردية اخبريني

ردت فريدة بحزم وهي تحاول ان تخفض صوته

- اهدأ سيسمعنا أحد

صاح بقوة اكبر وهو لا يتصور زوجته التي جنت بأمر ذلك الحفيد المترقب

- وهل هذا ما يهمك يا سيدة تخبريني أن امير تزوج منذ فتره وانا اخر من يعلم

كتمت نور شهقتها وهي تضع كفها على ثغرها .. تباطئت انفاسها من أثر ما سمعته .. للحظه تمنت أن لا تأتي وتستمع لما يحدث ... للحظه تمنت ان ما سمعته مزحة .. مجرد خدعة أبريل .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..

انها في شهر مايو وما سمعته حقيقة ... حبيبها خائن .. خانها لقد تزوج امرأة اخرى واستطاع أن يخدعها

ردت فريدة ببساطة

- لقد جاءت هكذا ..شيء يعني أن كل شىء حدث بالصدفة

ضيق عيناه وهتف بحده

- ولماذا تزوج غير زوجته

اطلقت فريدة قذيفة اخترقت جسد نور بلا رحمة

- لأنها قادرة علي الحمل

وقبل أن يرد برد لاذع انصدما عندما سمعا صوت ارتطام عنيف على الأرض .. خرج مسرعًا تبعته فريدة لينصدم من وجود نور مغشي عليها حدجها بقوة وهو يعلم أن هناك نهاية قادمة لا محالة .

يتبع الفصل العاشر والأخير اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية لأنها لي" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent