Ads by Google X

رواية أتحداك أنا الفصل السادس 6 بقلم أميرة مدحت

الصفحة الرئيسية

  رواية أتحداك أنا الفصل السادس بقلم أميرة مدحت


رواية أتحداك أنا الفصل السادس

هي تعلم أن مصيرها للموت، إذًا حين يطرق بابهـا يجب أن تبتسم لا أن تخف، فهي خُلقت قوية وستموت هكذا، ظلت ثابتة في مكانهـا، بعينيهـا السوداويان تطالعه بإبتسامتهـا الواثقة، تلاشت سريعًا حينما سمعت صوتٍ ما قادم نحوهما، فوجدته يخرج من الغرفة يبحث بأنظاره عن ذلك الصوت ليجد سيدة تحمل إبنتهــا الصغيرة، شهقت سيدة بخوف وهي ترى شخص يحمل سلاح يقترب منهـا، فصرخت بفزع:
-ألحقونـا، ألحقونـــي.
وقبل أن يوجه السلاح نحوهمـا، كانت «لينـا» أنقضت عليـه من الخلف وقد طوقت عنقـه بذراعهــا، وبخفة يد أخرجت سلاحهــا المندس خلف قميصهـا الأسود، وقامت بضربـه على رأســه، ليصيبــه الدوار ويقع منه السلاح، فأخذتـه على الفور، وأخفت سلاحهــا، وضعت فوهة السلاح على صدره وهي تهدر فيه بغلظة:
-مين إللي باعتك، أنطق، مين إللي باعتك؟؟..
وقبل أن يحرك شفتيـه ضرلبته مرةٍ أُخرى بجانب جبينـه، فإزداد دواره وهي تصرخ بعصبية:
-مين إللي باعتك؟؟..
نطق بصعوبة بالإنجليزية وهو على وشك فُقدان وعيـه:
-الكينـج.
قالهـا ثم وقع أرضًا، في حين تراجعت للخلف بذهولٍ، نظرت حولهـا لتجد الأمن وقد عمّ المكان من الفوضى والتحقيقات خاصةً بعد وصول الشرطة، فبدأت التحقيقات مع السيدة أولًا، ثم مع «لينـا» بعدما تم القبض عليـه، فإنتهت التحقيقات بقولهـا:
-أنا سمعت صوت واحدة بتصرخ برا، لقيت الراجل ده، محستش بنفسي غير وأنا بهاجمه من ورا وقدرت أسحب منه السلاح وضربته بيه على دماغه لغاية ما تقبضوا عليه.
تسائل الضابط بسخرية:
-مش غريبة بنت زيك تقدر تعمل ده كله لوحدهـا في 3 دقايق بس؟؟..
إبتسمت ببراءة وهي هي تجيبه:
-لأ مش غريبة، لأني من وأنا صغيرة بتدرب في رياضة الكارتية.
رغم عدم تصديقه لهـا، إلا أنه لا شيء قانوني عليهـا، أنتظرت أن يغادر الجميع، وأن يعود الطابق إلى هدوئه حتى تطمئن على «مراد»، وبالفعل بعد ساعتين فقط دخلت إلى غرفتــه، بعدما أخذت مفتاح غرفتـه، تفاجآت بجلوســـه على الأريكة، وهو عاري الصدر فـ أظهرت عضلاتــه المتكدسة، دنت منـه وهي تقول:
-حمدلله على السلامة.
نظر لهـا بتعبيرات غامضة وعينين حادتين قبل أن يسألهـا بكل هدوء:
-إيه إللي حصل برا؟؟..
ظلت ثابتة في مكانهـا وهي تُجيبه بالامبالاة:
-معرفش، واحد قبضوا عليه شكله كان عاوز يدل يقتل حد.
عقد ما بين حاجبيـه وهو يقول بلهجة جادة:
-يقتل!.. أمم وأنتي بقى أتدخلتي في الحوار ده؟؟..
أرتبكت من نظراتـه الدقيقة، وصوته الساخر لتجيبـه:
-أومال كنت عاوزني أشوف واحد داخل يقتل حد وأقف ساكتة.
هب واقفًا لتتراجع إلى الخلف قليلًا بتوتر ملحوظ، دنى منها عدة خطوات لتتراجع أيضًا حتى هدر فيهـا:
-ما تثبتي في مكانك.
أشتعلت عيناها بغضب وهي تقول:
-متعليش صوتك عليا.
تقوس فمه بإبتسامة ساخرة سوداء وهو ينطق بتهكم:
-كل إللي هامك الصوت، ومش هامك المصايب إللي إحنا فيها؟!..
-مصايب إيــه؟؟.. إذا كان على الشحنة فـآآ...
قاطعهـــا بغلظة مثيرًا بيده:
-بغض النظر عن أن أحنا هنشوف ألأيام سودة بسبب الشحنة دي، لكن كونك تتدخلي في حوار زي ده، مع وقت جاي يقتل، فمعتقدش أنه جاي يقتل غيرك أنتي يا أنـا، ولا إيــه؟؟..
صعقت من تخمينــه بتلمك السرعة، بلعت ريقهـا بصعوبة لتجده يهدر فيهـا بإنفعال:
-حصل ولا لأ؟؟..
عقدت ساعديهـا أمام صدرهـا لتقول ببرودٍ:
-حصل يا مراد، حصل وكان جاي يقتلني، ولحقت نفسي، ياريت كفاية كدا، أنا إللي فيا مكفيني.
وقبل أن تستدير وجدتـه يقبض على ذراعهـا يجذبهـا نحوه صارخًا فيهـا بحدة:
-كل دول عاوزين يقتلوكي؟؟.. ليـه؟!.. إنتي مين بظيط؟؟.. إيه حكايتك؟؟.. ليه كل ده بيحصل معاكي، إنتـــي ميــن؟؟..
حدقت في عينيه مباشرةً وهي تقول بقوةٍ جبارة:
-أنا لينـا الصاوي، عدوة الكل، وحبيبتهم في نفس الوقت، علاقتنـا هي المصلحة وبـس، علاقة معقدة، محدش هيقدر يفهمها ولا حتى إنت.
صمت طويل دام وعينيـه القاسيتين ترمقانهـا بتدقيق حاد، يحاول أن يعلم ما يدور في عقلهـا، ولكنهـا ثابتة بشكلٍ مريب، رغم ما يشعر به من أنهيارهـا القريب، زفر بحرارة قبل أن يرخي قبضة يده عنها وهو يقول بجمودٍ:
-إحنا هنرجع إنجلترا، ميعاد طيارتنــا كمان كام ساعة، يالا بينـا نجهز نفسنـا.
قال كلمتـه وهو يغادر من مكانه متوجهًا نحو المرحاض، تاركًا إياهـا في وهنٍ غريب أجتـاح جسدهـا، أغمضت عينيهــا محاولة الصمود وهي تهمس بخفوت:
-ليه الموت دايمًا جمبي ومش بياخدني معاه وأرتاح.
ترقرت الدموع في عينيهــا وهي تهمس بإبتسامة صغيرة:
-نفسي أموت عشان أشوف الإنسانة الوحيدة إللي حبتني في العالم ده.. أمــي.
سكتت لحظةٍ قبل أن تهمس بألم مرير:
-بس ماتقلقيش، هشوفك قريب، مش هسيبك لوحدك كتير.
*****
بعد مرور ثلاثة أيام، كانت «لينا» جالسـة على الفراش تضم ساقيهـا إلى صدرهـا، وعيناها شادرتان في نقطة فراغ، أغمضت عينيهـا وهي تزفر بحنق مكتوم حينما أستمعت إلى طرقات على باب غرفتهـا، هبطت من على الفراش متوجهة بخطوات بطيئة نحو الباب، فتحتـه وهي تتوقع مجئ والدهـا، لكن وجدت «مراد» يقف أمامهـا بطولـه الفارع، سحبت «لينا» نفسًا عميقًا وهي تسأله ببرود:
-نعم يا مراد، خير؟؟..
تطلع إلى معالم وجهها الواهنـة رغم قوتهـا الظاهرة، قال بلهجة ىعميقة:
-لينا، إحنا لازم نتكلم، وكمان شكلك مش عاجبني، فيكي إيـه؟؟.. أنا حاسس إنك خسيتي شوية ولا أنا بيتهيألي؟!..
هزت رأسهـا بالسلب وهي تجيبــه:
-أنا عارفة إنك عاوز تتكلم في إيه، بس حقيقي يا مراد، مش قادرة أتكلم، أنا حاسة بتعب.
صمت قليلًا قبل أن يقول بجدية:
-لينا إنتي مبقتيش بتاكلي من ساعة ما رجعنـي، وأنا ساكت، عاوز أعرف فيكي إيه، قوليلي وأنا هساعدك؟!..
قبل أن تتحدث، وجدت شخص ما يقترب منهمـا وهو يقول بإحترام:
-لينا هانم، «آريان» باشا تحت وبيسأل عليكي.
شهقت «لينـا» وهي تتمتم بلهفة:
-آريــان.
تجاوزت «مراد» الواقف ينظر إليهــا بذهول، وهو يرى إندفاعهـا إلى الخارج من أجل ذلك الغريب، غضب حارق أشتعل بصدره، وهو يقول بغضب مكتوم:
-وبعدين بقى، هو إيه إللي بيحصل ده؟؟.. أنا مستني منهـا إيه يعنـي؟؟..
عقد ما بين حاجبيه وهو يتسائل بريبة:
-بس مين آريان ده؟؟.. لأ أنا لازم أعرف.
أندفع بخطواتٍ شبه راكضة نحو الدرج ليجدهـا تهبط إلى الأسفل تركض نحو «آريان» الذي أستقبلهـا بين ذراعيـه، ألم غريب دخل قلبــه، وهو يراها بداخل أحضان الغريب، تابع هبوطه إلى الأسفل، ليجدهـا تتراجع عنه وهي تقول بتلهف:
-كويس إنك جيت يا آريان، أنا لازم أتكلم معاك.
أومئ «آريان» برأسه وهو يهتف بتأكيد:
-أول ما بعتيلي مسدج، خدت أول طيارة لإنجلترا وجيتلك على طولك من غير تفكير، في إيه؟؟.. مـالك؟!..
قبل أنن تتكلم شعرت بوجود «مراد» خلفهـا ما ـن وصلت إليهـا رائحة عطره المميزة بالنسبة لهـا، ألتفتت له بعينين قلقتين لتجده يضع يديه بجيوب جاكيته بإتزانٍ وهو يشير إليه بهدوءٍ:
-ممكن أعرف مين ده؟؟..
أجابـه «آريان» ببسمة هادئة:
-أنا آريان، وأكيد إنت مراد دراع اليمين لداود باشا، مش كدا؟؟..
تجمدت تعابير وجه «مراد» وهو يرد على حديثه ساخرًا:
-آه أنا مراد، وإنت بقى تعرف لينا من زمان؟؟..
أومئ «آريان» رأسه بالإيجاب وهو يجيبه بخبث:
-آه طبعًا أعرفهـا من زمان.
أظلمت عيني «مراد» وتوحشت ملامحه بطريقة مخيفة وهو يقول:
-إزاي؟؟..
تحدثت «لينا» تلك المرة بجدية قاطعة:
-مراد، معلش آريان جاي مخصوص عشاني، فلو سمحت سبنا خمس دقايق.
ملامح وجهه نطقت بالكثير، شعرت أنه سيقترب منها ليقتلهـا، لكنهـا تفاجآت أنه ينسحب إلى الخارج بكل هدوء، ولكنه الهدوء ما قبل العاصفة، ألتفت إليهـا «آريان» ينظر لهــا قبل أن يقول بجدية:
-على فكرة، أنا شاكك في مراد؟؟..
ضيقت حاجبيها وهي تسأله بشك:
-في إيه؟؟..
صمت قليلًا قبل أن يجيب بهدوءٍ زائف:
-هقولك بعدين، لما أتأكد الأول، المهم كنتي عوزاني في إيه؟؟..
تذكرت تلك المصيبة التي وقعت عليها بدون سابق إنذار، أرتجف جسدها فجـأة وهي تهمس بإرتعاش:
-من 3 أيام، في حد حاول يقتلني يا آريان، بس قدرت ألحق نفسي، ولما مسكته أعترف أنه جاي بناءً على أوامر الكينج.
أتسعت عيناه ذهولًا وهو يقول:
-نعـــم!!، لأ مستحيل طبعًا، لا يُمكن الكلام ده.
زادت إرتجافة جسدهـا وهي تهز رأسهـا نفيًا هاتفة بخوف:
-والله قالي كدا، الكينج عاوز يقتلني، إزاي موصلكش معلومة زي دي، إنت عارف ده معناه إيـه؟؟..
مسح على وجهه بقوة وهو يقول بإنفعال بيّن:
-إزاي يا لينا، إزاي وهو أساسًا لما عرف إني نازل إنجلترا قالي إني أوصلك معلومة أنه عاوزك تسافريله إنتي ومراد عشان العملية الجديدة.
شهقت بصدمة وهي تحاول التراجع، إلا أنه قبض على كتفيهــا وهو يسألها بقلق:
-لينـا، مالك؟؟.. فيكي إيه؟؟..
شحب وجههـا بشدة، فوقعت رأسهـا على كتفه وهي تهمس بضعف:
-خلاص هيقتلني، كل إللي عملته ضاع يا آريان.
قال بحنوٍ رغم قلقه عليه:
-أهدي يا لينا، مفيش حاجة ضاعت، على فكرة أنتي فيكي حاجة غلط.
أبتعدت عنــه وقد إزاداد إرتعاشهـا وهي تهمس:
-أنا فعلًا كدا، أنا تعبانة أوي يا آريان.
دخل «مراد» فوهو يضع هاتفه في جيبه، رفع أنظاره الحانقة نحوهمـا، ليرى شحوب وجه «لينا» بوضوح، وإرتجافة جسدهـا، تحرك نحوها وهو يقول بقلق:
-لينا، مالك؟؟..
ما أن رأته حتى أغرورقت الدموع في عينيهـا، نغزة عنيفة ضربت قلبـه وهو يسألهـا:
-مالك يا لينا، في إيه؟؟..
دنى منها عدة خوات يحتضن وجههـا بين راحتي يديه وهو يسألها بحنوٍ مثير:
-مالك يا لينا؟؟.. فيكي إيه؟؟..
في حين وقف «آريان» مكانــه متسمرًا في مكانــه وهو يرى قلق «مراد» عليهـا، فهمس بشرود:
-أنا لو طلع إللي في دماغي صح، يبقى كل حاجة أتحلت.
ألم عنيف ضرب رأسهـا قبل أن تغمض عينيهـا مستسلمة لظلامهـا، لاحظ «مراد» ترنحهـا فطوق خصرهــا بلهفة وهو يناديهـا قبل أن تسقط في أحضانـه فاقدة الوعي، حملهــا بين ذراعيه بقلق شديد وهو يُنادي عليهـا محاولًا إفاقتهـا، ليلاحظ برعب بشرتهــا الشديدة التي تحاكي برودة بشرة الموتى، وزرقة شفتيها.

يتبع الفصل السابع اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent