Ads by Google X

رواية أتحداك أنا الفصل الثاني 2 بقلم أميرة مدحت

الصفحة الرئيسية

  رواية أتحداك أنا الفصل الثاني بقلم أميرة مدحت


رواية أتحداك أنا الفصل الثاني

ضحكاتٍ عالية أمتلأت بالمكان؛ بعد نجاح خطتهما أخيرًا، فهي ستعود إلى مكانها الطبيعي بعد محاولاتٍ كثيرة كانت نتيجتها الفشل، توقفت ضحكات «داود» وهو ينظر إلى الفراغ بإبتسامة إنتصار، أتت فتـاة من خلفـه، ترتدي ملابس فاضحة عارية، تتميز بجمالهـا المُفتن، وقفت خلفه قبل أن تسأله بهمسٍ ناعم.. خبيث:
-مبسوط؟!..
ألتفت إليهـا برأسـه وهو يُجيبهـا ببسمة واثقة:
-طبعًا، هترجع تاني وهنكمل الشغل، لأننا داخلين على التقيل.
أستقامت في وقفتهــا وهي تتسائل بصوتٍ رفيع، يملؤه الريبة:
-إنت طبعًا قدرت توصل لمكانهـا من بدري، يعني إنت لسه مطمنلهـا؟؟، لتكون بتدبر مصيبة تكشفنـا.
أشار بيده وهو يضع يده الأخرى في جيب بنطالـه قائلًا بهدوءٍ جاد:
-ماتخفيش، أنا كنت عارف كل تحركاتهــا، ده غير لو فكرت تلعب عليا، هتلاقي الموت وقف فوق دماغهـا، ومش أنا بس، إللي زي «لينا»، ألف واحد وواحـد هيخلصوا عليهـا لو فكرت تغدر.
مطت شفتيهـا للأمام وهي تراه يتوجه بخطوات متأنية بطيئة حتى وصل للمكان الخاص به وهو الذي كان أشبـه بـ(بـار) موضوع عليه زجاجات كثيرة متراصة من أنواع الخمر المختلفة، فجلس على المقعد المُقابل، وأمسك بكأس وسكب به الخمر ليحتسيه على جرعة واحدة، لتأتي «جـوان» من خلفه تحاوطتـه بذراعيهـا حول كتفيه وتقبله من جانب صدغه، ثم جلست قبالتـه وهي تهتف:
-المهم عندي إنك مبسوط يا حبيبي.
أجابهـا «داود» وهو يضع ساقه فوق الأخرى:
-أكيد طبعًا، «لينا» بتعمل شغل محدش يقدر يعملـه، ده غير كدا العملية الجديدة قربت، وهي اللي هتقوم بيهـا، بس مش لوحدهــا.
عقدت ما بين حاجبيهـا وهي تسألـه بإهتمام:
-أومال مين؟!..
*****
-مشيت!!.. مشيت إزاي وإمتى؟؟..
قالهــا «مراد» مُندهشًا وهو يجلس على الأريكة، أمسك الورقة التي تركتهــا لــه على فراشـــه وفتحهــا بهدوء وحاجباه ينقعدان بشدة دون شعور منـه، فـ وجد ثلاث كلمات.. ثلاث كلمات فقط كتبتهــا بـ لغة منقمة:
«شُكرًا لك مراد»
رسم على محياه إبسامة ساخرة وهو يغمغم:
-مش كان أحسن أنك تشكريني بنفسك، بس أحسن خلصت من لسانهـا اللي عايز قطعه.
هز رأسـه بحيرة، ولكن خرج من تفكيره عندمـــا تعالى رنين هاتفــه الصاخب، فـ أمسكـــه ثم أجاب على الطرف الآخر باللغة الأنجليزية بـ نبرة ثابتة:
-مرحبًا سيد «رفعت» .
صمت قليلاً قبل أن يقول بجمودٍ:
-لا تقلق، ستجدني أمامك في خلال يومين فقط.
أغلق الهاتف، ثم عاد ينظر إلى الورقة بنظراتٍ غير مفهومـة، همس بصوتٍ غريب ولكنـــه بعيد.. بعيــــد:
-أختفت فجـأة، زي ما ظهرت بردو فجـأة!!..
*****
بعد مرور يومان فقط، كانت عادت «لينا» إلى القصر، نظر إلى ذاتهـا في المرآة تتأمل نفسهـا بدقة عالية، إبتسامة جانبية واثقة مُرتسمة على شفتيهــا، وعقلهــا يعمل على تنفيذ ما قررتـه، عيناهـا تلتمعان ببريق من القسوة، وهي تقول بحزم مشددة على كل كلمة تنطقهـا:
-كل القسوة إللي أتزرعت جوايا، هتطلع على إللي زرعهـا من البداية، واحد واحـد، لأن خلاص أنا موريش حاجة غيركم، ومعنديش حاجة أخسرها.
أستمعت إلى صوت طرقات على باب غرفتهـا، أذنت بالدخول لتجد رجل تابـع لوالدهــا يلج إلى الداخل وهو ينطق بثبات:
-داود باشا بيستعجلك وبيقولك الضيف وصل.
أومأت رأسهـا إيجابيًا، ثم أشارت بطريقة آمرة بالخروج من الغرفة، أتسعت إبتسامتهـا وهي تقول بشر دفين:
-جه لقضـاه المستعجل.
*****
دقيقة.. دقيقتين، وكانت تتحرك بخُطى ثابتة واثقة للغاية، تُليق بهـا كثيرًا، هبطت إلى الأسفل بثوبهـا الأسود الذي يصل إلى ما قبل ركبتيهـا بقليل، كان ينسدل على جسدهـا مُلتصقًا به ليظهر رشاقة قدهـا، ذات ويتجمع أطرافه حول عنقهـا بنعومة، عاري الظهر والأكتاف، أما خُصلاتها السوداء فقد تركتها حرة تنساب على وجهها بجاذبية.
ألتفت «داود» برأســه نحوهـا ما أن أستمع إلى صوت خطواتها الواثقة، أتسعت إبتسامتـه مرددًا بفخر:
-أهيه وصلت، لينـا الصاوي، بنتــي.
نظرت «لينـا» للضيف الغير مُرحب به من جهتهـا، لتتلاشى إبتسامتهـا وعيناهــا تلتمعان بدهشة قاسية، بينمـا تلك العينين التي ترمقانهـا ما هي إلا عينين ماكرتين حادتين، خرج صوتهـا غير واضحًا وهي تغمغم بذهولٍ:
-«مــراد»!!..
عينيــه، وآآه من تلك الطريقة التي نظر بهـا نحوهـا ما أن تفاجئ بوجودهـا، وثب «مراد» واقفًا قبل أن يتقدم نحوهـا بروّية، تابع «داود» حديثـه قائلًا بجدية:
-وده مراد يا لينا، اللي أختارتـه يكون دراعي اليمين، بعد ما أثبت إخلاصـه على مر السنين دي كلهـا.
وقف قبالتهـا قبل أن يلتقط يدهـا، ثم أنحنى قليلًا يُقبلـه برقة، رفع رأسـه نحوها متمتمًا بخبث دفين أستشعرته:
-بنسـوار، إحنا هيبقى بينا شغل كبير وجميل كدا، زي ما أنتي جميلة كدا يا.. لينـــا.
تمالكت ذاتهـــا وهي ترفع ذقنهـا قليلًا قائلة ببسمة واسعة هاتفة بدلالٍ ماكر:
-أكيد يا مراد، إحنا طريقنا واحد، وهدفنـا واحد، وأنا سمعت عنك كتير، وأخيرًا قابلتك.
رمقهـا بنظرات هادئة.. ولكن نظراتٍ بألف كلمة ومعنى، نظرت بإتجاه والدهـا بعيونٍ قوية، لتجده يُشير بعينيــه نحو «مراد» ثم بالذهاب إلى الأعلى حيث غرفة النوم الخاص به أو.. بهـا، ضيقت عينيهـا بقهرٍ حارق، غضب يكاد أن يحرق الأخضر واليابس، ولكن ملامحــــه باردة تمامًا وهو يرفع ساقه فوق الأخرى قبل أن يغمز لهـا ثم أشعل أحد سجائره، قال «داود» بلهجة جادة مُبتسمًا من زاوية فمه:
-تحب تتغدى الأول ولا تستريح من الطريق وبعدين نتكلم.
قال كلماتـه الأخيرة وهو ينظر نحو «لينا» بنظرات ذات مغزى واضحة، ألتقطها كل منهما بسهولة، إبتسم «مراد» بجمود وهو يجيبـه:
-لأ هطلع أستريح.
أطبقت «لينـا» على ساعده وهي تجذبه نحوهـا هاتفة ببسمة ماكرة لوالدهـا:
-وأنا هوصله أوضتــه بنفسي، وأطمن أنه مش محتاج حاجة.
حرك «داود» رأسه وهو يقول بملامح باردة:
-تمام يا لينا.
أستسلم «مراد» لجذبهـا له وتحرك ليصعد معهـا للأعلى حيث الغرفة التي تم تجهيزهـا لإقامتـه بهـا، ثم خطت به للداخل وهي تقول بلهجة ثابتة:
-دي أوضتك، مش ناقصهـا حاجة.
دنى منهـا عدة خطوات ونظرات عينـاه غريبة، فأتسعت عيناها قليلًا قبل أن تسأله بصوتٍ يحمل الشك:
-إنت هتعمل إيه؟!..
وقف أمامها وبدأ يداعب شعرها وهو يهمس لهـا بصوتٍ خطير:
-مالك؟!.. مشوفتيش نظرات أبوكي إنك تخليني أستمتع شوية؟!..
لم تهتز أبدًا بل رفعت حاجبها للأعلى، في حين تابع بإبتسامة جانبية ساخرة:
-تفتكري من الممكن أضيع فرصة زي دي؟؟..
رفعت ذقنها قليلًا تحدجه بنظرات باردة، بينما تابع وهو يطوق خصرها بذراعه قائلًا:
-بس آخر حاجة أتوقعهـا إنك تكوني بنت أكبر تاجر مخدرات والسلاح، لأ بجد أتفاجآت؟!..
ردت عليه بصوتٍ قوي رغم هدوئه:
-طيب ما أنت دراعه اليمين، ورغم كدا متفاجئتش.
أبعدت ذراعه بمنتهى الهدوء عن خصرها وهي تتراجع إلى الخلف، حرك كتفيه قائلًا ببساطة:
-يمكن لأنك ماشية بمبدأ توقع الغير المتوقع.
وقبل أن يتحرك نحوها، وجدها تهدر فيه بقوة غريبة عليها:
-أسمعني كويس، إللي في دماغك مش هيحصل مهما كان التمن، مش «لينا الصاوي» إللي يتاخد منها أي حاجة بالغصب.
ضحك «مراد» بصوتٍ عال قبل أن يقول بسخرية:
-في إيه يا بيبي، هي دي أول مرة؟؟..
تلاشت إبتسامته وهو يقترب منها مرة أخرى، ثم قال بصوتٍ غريب:
-رغم إن شكلك بيقول إنك مش بتاعت الكلام ده، بس في ناس كتير بتحب تلبس أقنعة وخصوصًا اليومين دول.
ثم قال بصلابة وهو يقف أمامها:
-يالا يا لينا.
هدرت «لينا» بحدة وهي تشير بإصبعيها:
-لو لمست شعرة مني هيبقى آخر يوم في عمرك.
قبض على ذراعيها بقسوة يجذبها نحوه، فـ أصطدمت يديها بصدره العريض، هدر بصوتٍ فحيح كالافاعي:
-وأنا تشوقت أكتر بعد ما شوفت شراستك، بس ده مش هيمنعني عن أي حاجة أنا عاوزها.
أتسعت عيناها قلقًا، وحينما رأته يغمض عينيه وعلى وشك تقبيلها، كانت دفعته بقوة جبارة، ثم رفعت يدها عاليًا تصفعه وهي تصرخ بعُنف:
-حيوااااان.
رمقها بعينين مصدومتين ولكن سرعان ما تبدلت إلى نظرات قاسية.. غاضبة بشدة، قبض على ذراعيها بعنف وهو يقول بصوتٍ مخيف:
-عملالي فيها الخضرة الشريفة، أنتي فكراني إني هسكتلك يا بنت الصاوي.
هدرت بصوتٍ قوي وهي تحدق في عينيه مباشرةً رغم نبضات قلبها المرتفعة من كثره الخوف من تلك المواجهة:
-مش أنا إللي يتقالي الكلام ده، قوله لنفسك يا يا مراد.
سحبت «لينا» نفسًا عميقًا قبل أن تضيف:
-أنا أتحداك لو قدرت تأذيني

يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent