رواية و قبل أن تبصر عيناكِ الفصل الثاني 2 بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

   رواية و قبل أن تبصر عيناكِ الفصل الثاني بقلم مريم محمد غريب 


رواية و قبل أن تبصر عيناكِ الفصل الثاني 

ما أسهل أن ينجز بنفسه كل الأعمال التي يدفعها إليه والده.. حتى الخطير منها... ما كان سواه بقادرًا على الخوض في كل شيء
ليس لقوته البدنية فقط، إنما لذكاؤه و خبرته و حسن تعامله و سرعة بديهته.. إخوته منهما ولدًا في سن المراهقة، و الآخر يصغره بعامين.. أي كبيرًا مثله، لكنه أحمق
كثيرًا ما تطغى عليه عصبيته في أغلب المواقف فيخرب كل شيء، لذلك يفضل "سالم" أن يكون عمله بالداخل فقط.. أما الخارج فهو إختصاص "رزق".. و أحيانًا يتطلب تواجده بالداخل أيضًا ...
كانت عملية تسليم بضائع خاصة بالأسلحة اليدوية و الذخائر، النوع الآخر من تجارة والده المتعلّق بالمواد المخدرة.. يذكر جيدًا يوم أن عرض عليه تولي هذا العمل أيضًا، لكنه رفض بصرامة و أخبره أن لو وقع الاختيار بين تولي هذا العمل و العيش في كنفه، فهو سيغادر مملكته بكل سرور و لن يفكر أبدًا في العودة إليه
و بالطبع وافق "سالم" و لم يعارضه أبدًا، فكما يعلم الجميع، أولاده و عائلته كلهم بكفة.. و "رزق" وحده بكفة أخرى، و دائمًا ما تكون كفة "رزق" هي الراجحة ...
-تمام يا ريس رجب ! .. قالها "رزق" بصوته القوي و هو يضع أخر رزمة من النقود في حقيبته الكبيرة
أشار للفتى القادم معه بغلقها و أخذها إلى سيارته خارج الصهريج المهجور ذلك
لا يزال يتطلع إلى الشريك الخمسيني الذي يرتدي الجلباب و العمامة.. ملابس فاخرة و رائجة بقرى و نجوع الصعيد
كانت تطوقه حراسة مشددة، و لدهشته أن رآى "رزق" قادمًا بمفرده، ليس معه سوى فتى حضوره مثل غيابه.. كم هو شديد الثقة بنفسه ...
-مع إن أبوك ماكنش بيعد ورايا يا معلم رزج "رزق" ! .. علّق المدعو "رجب" باسلوب ينم عن فكاهة
تكلّف "رزق" الابتسامة و رد عليه بفتورٍ :
-كل ساقطة و ليها لاقطة بقى يا ريس.. صوابعك مش زي بعضها. و أنا مش زي أبويا. أنا ليا دماغ لوحدي.. و بعدين الأصول ماتزعلش. مش بضاعتك تمام و شكيتها بإيدك ؟
أومأ "رجب" مؤيدًا :
-تمام.. شغل أبيض كيف كل مرة
رزق بثقة أقرب إلى الغرور :
-إحنا مابنطلعش حاجة أي كلام.. الجزارين سمعتهم سبقاهم
إبتسم "رجب" مثنيًا على سيرته هو بالأخص :
-و سمعتك إنت لوحدك كوم تاني يا زينة الرچال. بتفكرني بابوك في شبابه كان عِترة إكده كيفك
ضحك "رزق" باقتضابٍ و قال و هو يتهيأ للرحيل :
-أبويا لسا شباب يا ريس رجب
بادله الأخير الضحك قائلًا :
-صوح.. هذا الشبل من ذاك الأسد !
و تضاحكا مرة أخيرة، ثم قال "رزق" و هو يوليه ظهره ملوّحًا بيده :
-يلا أشوفك على خير.. إبقى ودَّنا يا ريس
صاح "رجب" في إثره :
-و إنت ماتنساش توصل سلامي لابوك !
غادر "رزق" المكان منطلقًا بسيارته دون الفتى الذي اعتذر منه ليلحق بميعادٍ خاص، فسمح له "رزق" بالرحيل... و أثناء طريق العودة يفرغ ذهنه تمامًا.. فإذا بالأحداث الأخيرة تعرض عليه
و ها هي صورتها تقفز أمام ناظريه مجددًا
لقد كاد ينساها... ماذا كان أسمها ؟ .. "ليلة".. كيف له أن ينسى أسمها.. بما أنه هو الذي أعطاها هذا الأسم قبل عشرون عامًا !!!
رباه !
إن رؤيتها أطلقت بعقله طوفانًا من الذكريات المختلفة.. لم يكن يحاول أن ينسى أيًّا منها... حتى لو أراد.. ستظل أمنية عصية على التحقيق.. الماضي كله محفورًا بدواخله.. قد خبأه جيدًا بمكانٍ قصي و تناساه أغلب الوقت
لكنها هي جاءت اليوم.. ظهرت أمامه كالشبح و ذكرته بكل شيء.. تحديدًا تلك الليلة المعلومة ...
Flash Back ...
تلك الفترة العصيبة التي شهدها تفتك بأمه، منذ وطأت أقدامهم بيت العائلة هذا.. عائلة أبيه، رغم حداثة سنه و عقليته الطفولية، إلا أنه أبدى تعقلًا في التعامل مع الأزمة التي تجلّت بعلاقة والديه
أمه دائمًا حزينة، مكتئبة.. في منأى عن الجميع، و خاصةً والده، مع أنه لا يزال ولدًا لكنه منحها الأعذار.. لم تكن الصدمة هيّنة عليها، إذ تكتشف فجأة بأن زوجها و الرجل الذي أحبته لسنواتٍ و ضحت من أجله بالكثير، بل و عصت والدها حتى تحيا معه كزوجة و تنجب منه طفلًا يحمل أسمه
في ثانية ترى زوجة أخرى له و أطفال أيضًا.. شعر بصدمتها، فقد أحس بنفس الصدمة بدوره، لكنه ما لبث أن أفاق منها و تخطاها حين أخذه والده و جالسه على إنفرادٍ ليلقى على مسامعه الآتي ...
-رزق.. إنت كبرت و بقيت راجل. لو إتكلمت معاك هاتفهمني صح ؟
هز الطفل رأسه أن نعم، فاستطرد "سالم" بجدية :
-أنا عارف إنك مشوش و متلخبط بسبب الظروف الجديدة حواليك.. عارف كمان إنك مضايق عشان ماما. بس أنا عاوزك تتأكد من حاجة واحدة و تكون واثق فيها أوي.. أبوك عمره ما يقدر يفرط في حتة منه. و إنت مني يا رزق. و أمك.. أمك دي مش مراتي و بس. دي حبيبتي و أظن أنت تعرف أنا بحبها أد إيه ...
صمت قليلًا كي ما يعطيه وقتًا ليستوعب هذا القسم من حديثه، و لو أنه فهمه جيدًا.. خاصةً الجزء المتعلق بعلاقة الحب التي جمعت أبويه، لا يستطيع أن ينكر مدى حب أبيه لأمه، حيث أنه كان شاهدًا عليه منذ وعى على الدنيا
لكن للأسف... تلك القصة الغرامية العظيمة مؤخرًا صار يعتريها البرود و يشوبها الهجر !!
-في نفس الوقت أهلك إللي هنا مني بردو ! .. قالها "سالم" بلهجة أكثر شدة
-جدتك دلال. تبقى أمي. عمامك يبقوا إخواتي الصغيرين. إخواتك يبقوا ولادي زيك.. أنا عشان خاطرك و عشان خاطر أمك ضحيت ب10 سنين من حياتي بعيد عنهم و فضلت معاكوا في اسكندرية. كنت ليكوا لوحدكوا و بتابع الوضع هنا من بعيد.. بس يا رزق. بعد موت جدك الباشا مابقاش في سبب يخلينا نفضل عايشين في اسكندرية. آن الأوان نرجع للمكان إللي يستحقنا أكتر. وسط أهلنا. أمك مصدومة فيا و أنا مديها العذر.. مع إنها نسيت الحب إللي بينا و كل حاجة. بس أنا مانستش.. مانستش مثلًا إنها جابتلي أغلى حاجة في حياتي.. إنت. إنت إبني الكبير و أول فرحتي يا رزق. أنا لما إتجوزت مراتي الأولانية هانم كنت صغير. يدوب 20 سنة. فضلت 5 سنين محروم من الخلفة. بس لما إتجوزت أمك. مافيش سنة و شرفت حضرتك.. حبيتها فوق الحب ألف.. عشانك. و حبيتك أكتر عشان حتة منها و كل ما أبصلك كأني بشوفها.. إنتوا الاتنين غاليين عندي أوي يا رزق !
و قام من مكانه قاطعًا المسافة بينه و بين إبنه، دون أن ينهضه من فوق الكرسي المقابل وقف أمامه و ضم رأسه في حضنه بحنانٍ متمتمًا :
-لحظة ما شوفتك و شيلتك بين إيديا عرفت معنى الضنى أغلى من العين.. و إنت أغلى الغاليين يابني. إنت إللي هاتكون سندي و ضهري لما أكبر. أنا متأكد ...
و فجأة تقاطعهما لحظة دفع باب المضافة، لتظهر "كوثر" زوجة الأخ الأصغر "ناصر الجزار"... كانت في حالة يرثى لها و هي تلج ممسكة بأسفل بطنها ذات التسعة أشهر و تصرخ بانهيارٍ :
-إلحق أخوك يا سااااالم. إلحق ناااااااااصر ...
و صرخت حين داهمها ألم المخاض، بينما ينطلق "سالم" صوب الخارج ساحبًا فرد سلاحه.. تبعه "رزق" دون تفكيرٍ
لم يستطع اللحاق به تمامًا و غاب عن ناظريه بين الحشد الغفير، لهث "رزق" الصغير و هو يراقب تلك المعمعة الدامية بعينان جاحظتان.. كان قلق على أبيه و إعتزم البحث عنه
لكنه قبل أن يتخذ خطوة واحدة، شعر بقبضة حازمة تسحبه للخلف.. إكتشف حين صار في لمح البصر خلف واجهة الدار بأن الفاعل لم يكن سوى أمه !!!
-رايحة فين يا ماما.. إستني بقولك رايحة فين ؟؟؟
ثبت قدماه فوق الأرض و أجبرها على الوقوف، فإلتفتت إليه و قالت محاطة وجهه بكفيها الناعمين :
-يلا يا رزق.. يلا يا حبيبي. هانهرب من هنا !
رزق مستنكرًا كلامها :
-نهرب إيه.. لأ طبعًا. أنا مش هاسيب بابا لوحده
كاميليا بانفعالٍ : بابا إيه دلوقتي.. إنت مش شايف إللي بيحصل وراك ؟ إنت مكانك مش هنا. يلا يابني إسمع كلامي. يلا نهرب قبل ما حد يشوفنا
رفض الصغير قائلًا بصرامة :
-قولتلك مش هامشي.. هنا بيتي و مكاني. و مكانك إنتي كمان جمب بابا و جمبي.. إرجعي يا ماما. مش هاسيبك تمشي
هزت رأسها للجانبين و سالت دموعها بغزارة، بينما يلاحظ كفها يحط أسفل بطنها و يسمعها تقول تاليًا :
-هنا في أخ تاني أو أخت ليك.. بيكبر جوايا. أنا أهون عندي أموت نفسي. بس ماولدش هنا طفل يطلع مجرم زي الناس دول.. إنت إبني و أنا مربياك و عارفاك. إنت مش زيهم. بس أنا مش هاسمح أجيب للعيلة دي أطفال يكبروا عشان يبقوا مجرمين.. صدقني عندي إستعداد أموت نفسي يا رزق. صدقني !
إنه مجرد ولدًا في العاشرة من عمره ...
أنى له أن يفهم أو يستوعب كل ما يجري من حوله ؟!
بل أنى له كل هذا التعقل و الدراية التي أهدته لإتخاذ القرار بهذه السرعة !!!
-إمشي يا ماما ! .. نطق "رزق" بآلية تامة و هو يفلت يد أمه
سكتت "كاميليا" عن البكاء و نظرت له بذهولٍ، لكنها سرعان ما قالت بتصميمٍ :
-مش هامشي منغيرك !!
رزق باصرارٍ صارم :
-و أنا مش هاسيب بابا.. إمشي إنتي. و ماترجعيش هنا تاني. سامعاني ؟ إوعي ترجعي و يشوفك !
و كأن الكلام يخرج من فم رجلٌ ناضج، و كأنه يدرك تمامًا مفاد الرسالة التي يوجهها إلى أمه... لتذعن الأخيرة إلى كلامه بأسرع ما أمكنها بعد أن فاقت من الصدمات المتوالية
رمقته بنظرة قوية أخيرة، نظرة وداع.. نظرة ألم و فراق مجللة بالدموع... ثم ولّت مدبرة
بل هاربة، و قد أطلقت لساقيها الريح و ركضت بسرعة كأنما يلاحقها فكٍ مفترس ...
أما "رزق".. فركض بالاتجاه الآخر عائدًا إلى أبيه.. إلى المكان الذي أختاره... لكن الصدمة عندما عاد
لم يرى سوى الدماء أمامه، دماء و كسور و جراح كثيرة تحيط به.. و في الوسط هناك رقدت جثة عمه "ناصر" مصابة بطلقاتٍ نارية متفرقة.. إحداهما تستقر برأسه
من خلفه نساء العائلة قد تجمعن حول الأرملة المكلومة.. زوجة أبيه "هانم" تصرخ باستغاثة :
-حد يشوفلنا ضاكتور.. حد يجيب عربية ناخدها المستشفى بسرعة !
غريزيًا وجد نفسه يقترب بحذر منهن، لم تكن العقول بالرؤوس لحظتها.. حتى هو لا يتذكر كيف وصلت الرضيعة إلى ذراعيه الصغيرين... كانت محاطة بلفافة بيضاء و فمها يصرخ باستمرارٍ
في لحظات شعر بميلٍ غريب نحوها، و كانت والدتها لا تزال على قيد الوعي بصورة ضئيلة عندما سمعته يهمس مبهورًا :
-ليلة !
Back ...
كان قد وصل عند بيته تقريبًا عندما إنفصلت الذكرى فجأة و كأنها شريط قطع وصولًا إلى ذاك الحد ...
و من جديد عاوده شعور مضمر بالتوتر أزعجه كثيرًا، فتنفس بعمقٍ و هو يفكر بصمت.. لم يتوقع أن تمنحها أمها هذا الأسم... صحيح أنها إبنة عمه
لكنه فعليًا و منذ تلك الليلة لم يرها و لم يسمع بسيرتها ...
نرى لماذا عادت الآن ؟ و كيف أصبحت على صورتها التي رآها قبل ساعاتٍ قليلة ؟
أسئلة كثيرة... لكنه قطعًا لن يطرحها على أيّ حد.. لأنه و ببساطة لا يظهر للجميع قدرًا كبيرًا من اهتمامه
هكذا هي شخصيته الغامضة و المثيرة في آن !
__________
و كأنه سر قومي.. إذا إنكشف تكون نهايتها... ففي عرفهم علاقات الحب و الغرام مرفوضة حتى لو بين الأقرباء
و هي لسوء حظها كانت تعجب الإبن الأوسط لكبير العائلة.. "مصطفى سالم الجزار"... أبدى رغبة في الارتباط بها بعد أن تنهى تعليمها المتوسط.. لكنها ردت بالرفض... فأبقى والدها الأمر طي الكتمان إلى حينٍ.. رغم ذلك هيأت نفسها جيدًا للمدى المنظور... لن تقبل بغيره و لو إحترقت البحار و سقطت السموات
هو فقط من يملك قلبها، تحبه، و لا تترك فرصة تفوت دون أن تلمح له بذلك، و لكنه مغرورًا.. لا يبالي ...
كان الكاسيت ذو السماعات الصادحة يملأ غرفة "فاطمة إمام الجزار" بألحانٍ سحرية لغنوة السيدة "فيروز".. و كانت بدورها تمسك بصورة على مقاس وجه حبيبها و تنشد الكلمات بصوتها العذب و هي ترنو إلى ملامحه الجميلة بنظراتٍ هائمة ...
بعدك على بالي يا قمر الحلوين
يا زهرة بتشرين يا ذهبي الغالي
بعدك على بالي يا حلو يا مغرور
يا حبق ومنتور على سطح العالي
بعدك على بالي يا قمر الحلوين
يا زهرة بتشرين يا ذهبي الغالي
بعدك على بالي يا حلو يا مغرور
يا حبق ومنتور على سطح العالي
لمحت مصادفة أثناء مرورها من أمام نافذة غرفتها سيارته و ني تقف أمام البيت ...
أغلقت الكاسيت فورًا و أطلت من النافذة بينما قلبها ينتفض بقوة بين أضلاعها.. الآن عاودها الهاجس الذي إنتابها لحظة أن رأت إبنة العم الجديدة
حلول أنثى شابة و جميلة في هذا البيت تعني إقامة منافسة و ليست أيّ منافسة.. فتلك التي تدعى "ليلة" ليست قليلة أبدًا، تملك كل المقوّمات الأنثوية التي تجتذب أقوى الرجال عزيمة و ترفع... و هي.. هي تخشى على حبيبها... خاصةً بعد أن سمعت عمها يأمر "رزق" بعد النزاع الذي نشب بالحارة، بأن يعود إليه على جناح السرعة كي ما يتصافا هو و إبنة عمه و أن يعتذر كلاهما للآخر
سيقفان أمام بعضهما و الله وحده يعلم نتيجة هذا الموقف ...
بدون تردد استدارت "فاطمة" راكضة للخارج، كانت وحيدة بالشقة في هذه الساعة الشاغرة من النهار.. هبطت بسرعة للأسفل، فإذا بها تصطدم به ...
-إيه يا بطاطا السرعة دي حاسبي ! .. قالها "رزق" بتفكه و هو يمد ساعديه ليمنع أيّ إحتكاك جسدي بينه و بين إبنة عمه الصغيرة
اضطربت أنفاسها و هي ترفع وجهها المتوّرد لتحدق به، بينما يبتسم لها بجاذبيته المعهودة قائلًا :
-مين بيجري وراكي يا فاطمة. لو ماكنتش واخد بالي و خبطي فيا كان بقى إزي الحال دلوقتي.. أقله إيد أو مناخير تتكسر !
و ضحك بخفةٍ
رفرفت "فاطمة" بأجفانها و هي تشعر بقلبها يدق بصخبٍ شديد، لتقول بصوتٍ كافحت ليخرج طبيعيًا :
-يا سيدي أنا كلي فداك. و لا يهمك.. المهم إنت تكون كويس و بخير دايمًا. ماتتصوّرش بترعب إزاي لما بشوفك بتنزل الماتشات بتاعتك دي. و خصوصًا لما بتسيب نفسك في الأول. ببقى هاتجنن.. قصدي بخاف حد يئذيك !!
ربت "رزق" على رأسها و قال بلطفٍ :
-ماتخافيش يا بطاطا.. إبن عمك شديد. و زي ما قولتي. أنا بسيب نفسي في الأول بمزاجي.. يلا بقى شوفي كنتي رايحة فين !
و لكن و قبل أن يتجاوزها استوقفته ممسكة بذراعه، جمد محله فسرعان ما تركته مغمغمة بارتباكٍ :
-و إنت رايح فين كده ؟
أجابها بتلقائية : طالع لابويا.. هو مش فوق ؟!
أومأت له و ردت بهمسٍ :
-فوق
-فل.. ألحقه قبل ما ينشغل بأي حاجة !
و مضى كالريح مرتقيًا درجات السلم الرخامي، بينما تراقبه "فاطمة" بناظريها متضرعة بخفوتٍ :
-يارب يشوفها قرد كده.. يارب

يتبع الفصل الثالث اضغط هنا 

google-playkhamsatmostaqltradent