رواية غريق على البر الفصل التاسع عشر 19 بقلم نعمة حسن

الصفحة الرئيسية

رواية غريق على البر البارت التاسع عشر 19 بقلم نعمة حسن

رواية غريق على البر

رواية غريق على البر الفصل التاسع عشر 19

فَزِعِت فرحه.من نومها عندما إستمعت إلي صوت والدها و علي ما يبدو و كأنه يتعارك مع أحدهم،ثم تَبِعه صوت "رضوان" يتحدث بحدة و من بعده برز صوت "رجب" صارخاً فإرتدت حجابها و أسرعت بالنزول إلي الأسفل.

_هو إنتوا مفكرين إني مختوم علي قفايا؟! من يومين تقولولي كل شيء نصيب يا رجب و إحنا مش زي بعض و لا شبه بعض،و النهارده ألاقي البيه اللي فرررحه هانم كانت قاعده معاه في الغابه داخل عندكم و شايل علي قلبه إشي علب و إشي شنط، سودتوا وشي قدام الناس و خليتوا الرايح و الجاي يتمسخر عليا،يبقا كلام أهل البلد كان صح بقا لما قالوا إنها كانت مرافقاه.

أخرسته صفعه قويه تلقّاها من يد عمهِ فإلتزم الصمت و نظر إلي عمه بأعين مشتعله.

_قطع لسانك قبل ألسنتهم..يخص..ده بدل ما تدافع عن شرف بنت عمك جاي تقول كلامهم صح!! غور من هنا.

قال الأخيرة و هو يشير بيده تجاه الباب فإنصرف رجب و لكن إستوقفه رضوان قائلاً: رجب..إستني!

توقف "رجب" فذهب إليه رضوان و تحدث بهدوء أثار حفيظة الآخر و قال: كنت بتقول إن فرحه في نفس غلاوة إخواتك مش كده؟! بس للأسف يا رجب طلعت مش في ربع غلاوتهم حتي..يا خسارة يا رجب كان بإيديك تطلع إبن أصول و إحنا اللي غدارين،بس إنت طول عمرك غبي!!

إتسعت عينا "رجب" بذهول مما قال "رضوان" و لكنه كظم غيظه و إنصرف.

صعد "رضوان" إلي غرفته و لكنه توقف عندما رأي فرحه تقف علي الدَرَج تبكي بصمت فـ مد يده و مسح دمعاتها قائلاً: في عروسه قمر كده تعيط بسبب رجب؟!دي حتي تبقي عيبه.

_رجب مش هيسيبني في حالي..كل ما آجي أفرح هلاقيه في سكتي بينكد عليا.

=سيبك من رجب و من أهل البلد كلها..هيفضلوا يتكلموا قد إيه يعني؟!أسبوعين؟!شهر؟!سنه؟! مسيرهم هيزهقوا و يتلهوا في حكاية تانيه..الناس مفيش وراها غير الكلام..يلا روحي هاتيلي أتعشي.

_تصبح على خير يا رضوان..مش قادره.

قالت الأخيرة و هي تضع يدها علي فمها تتصنع أنها تتثاءب و تركته ثم صعدت إلي غرفتها.

_فعلاً..وقت الجد متلاقيش حد!

قالها بقلة حيله ثم ذهب و أحضر طعامه بنفسه فأتاه إتصال من رقم " احمد" فأجابه: ألو..السلام عليكم

_وعليكم السلام ورحمة الله..آسف يا رضوان لو عملتلك إزعاج او صحيتك من النوم.

=لا خالص..ده أنا حتي كنت بعمل عشا لسه.

_إنت اللي بتعمل؟

فهم "رضوان" أنه يريد السؤال عن فرحه بطريقة مستترة فقال: آه ما فرحه نايمه أصلها.

زمّ "أحمد" شفتيه و قال:اه..نوم العافيه إن شاء الله.

_كنت عايز تكلمها؟!

=بصراحه أيوة كنت محتاج أتكلم معاها شويه..معلش مرة تانيه بقا.

_طيب خليك معايا ثواني.

صعد "رضوان" إلي غرفة"فرحه" و أضاء مصباح الغرفه فتأففت قائلة:يووووه.. يعني أنزل أنام في الأرض مع البهايم عشان تسيبوني في حالي؟! ما قولتلك مش عامله عشا يا رضوان و من هنا و رايح كل واحد يعتمد علي نفسه أه..فرحه الطيبه بتاعة زمان دي إنساها خلاص.

_أنا مش عايزك عشان العشا.

=ولا هعمل شاي لحد..إشرب علي القهوة.

_ولا عايز شاي.

=الصبح يا حبيبي هبقا أكوي لك الهدوم..يلا مع السلامه و إطفي النور.

رفع "رضوان" الهاتف علي أذنه و أعطاها ظهره و توجه نحو الباب و هو يقول: معلش يا أحمد..فرحه زي منتا سامع كده أعصابها تعبانه و....

هرولت فرحه إليه فجأه و إختطفت من بين يديه الهاتف و قالت: ثواني يا رضروض و هنزل أعمللك أحلي عشا.. إقفل الباب وراك.

ثم تمايلت بخصرها بشده و هي تجيب: ألووووو.. أيوة يا أستاذ لولو.. قصدييييي.. أيوة يا أحمد أفندي.

ظل رضوان ينظر في أثرها بتعجب و تمتم قائلاً: أختي إنحرفت يا جدعان.

علي الجانب الآخر كان "أحمد" يقهقه عالياً فقال: وحشتيني يا فرحه و وحشتني خفة دمك.

إبتسمت و لم تجيب فتابع: تعرفي يا فرحه..أنا لو مكنتش قابلتك كنت هفضل تعيس طول حياتي..حادثة الطيارة دي احلي حاجه حصلت في حياتي.

إبتسمت و لم تجيب مرة أخري فقال: ساكته ليه؟!

_أنا بحبك أوي يا أحمد.

باغتته قائلة تلك الجمله فأغمض عينيه بإنتشاء و قال بصوت قد أهلكه العشق: عيديها يا فرحه.

_أنا بحبك يا أحمد..بحبك و عمري ما عرفت طعم الأيام غير و أنا معاك..و عمري ما ضحكت من قلبي غير و أنا جمبك..بحبك أوي.

أطلق تنهيده طويله و قال : آااااه يا فرحه..هتعملي فيا إيه تاني..و حق الله إنتي لو قدامي حالياً لكنت مكسرلك ضلوعك دي جوه حضني.

إستمعت فرحه إلي جملته تلك و لم تستوعبها..ظلت تحرك أهدابها بصورة متكررة فقال: فرحه..إنتي نمتي!

_إنت قليل الأدب علي فكره و أنا...أ..أن..

أصابها التلعثم و تقطعت أحرفها فأطلقت زفرة حارة فضحك هو قائلاً: والله يا فرحه عمري ما كنت قليل الأدب..أنا مش Businessn man يبقا لازم أكون زير نسا زي ماهو معروف عن بعض رجال الأعمال،
الكلام ده في السينما و الروايات بس..إنما أنا من طبعي إني مش ماجن يعني.

_ماجد مين؟!

=ماجد؟!ماجد إيه يا فرحه بقولك ماجن؟! يعني اللي هو بتاع ستات يعني.

_إمممم..طيب و نورا أم قوره؟!

أطلق ضحكه عاليه و قال: والله إنتي مصيبه..نورا يستي جرحها بيلم بسرعة زي ما بيقولوا..يومين و تنسي.

_و أنا مالي يلم ولا إن شالله عنه ما لم..انا أقصد و إنت خاطبها يعني ما..محصلش بينكوا يعني أي حاجه؟!

=لا حد الله..عمري ما كان بيني و بينها الكلام ده..و بعدين إحنا علاقتنا مكانتش عاطفيه يعني عشان يبقا فيها الرومانسيات دي .. أنا صح حضنتها يوم ما رجعت مصر بس حضنتها كمجامله يعني لما هي بادرت بكده لكن مكانش قي اي شعور بينا.. إنما إنتي يا فرحه من اول مرة حضنتك فيها و أنا بقيت مجنون فرحه.

ضحكت بسعادة و قالت: طب يسي أحمد يابن الملوح روح يلا نام عشان أنام أنا كمان.

_تصبحي على خير يا فرحتي.

إبتسمت بسعادة بالغه و قالت: و إنت من أهلي.

راقته كلمتها كثيراً فتمتم: ياارب.. مع السلامه.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

بعد مرور ستـة أشهـر..

في قاعـة من أفخم قاعات الأفراح بالقاهرة..

يقف "أحمد" علي أسفل الدرج ينتظر عروسهُ التي طلّت بأبهي طلّاتها يُمسك "رضوان" بيدها ثم سلّمها لـ"أحمد" الذي قبّل رأسها ثم إحتضنها بسرور شديد و بدات ليلتهما الحافله.

"متفضليش تلفي من هنا لهنا.. كنّي في حته بفريق الكورة اللي في بطنك ده".

قالها'رضوان' محدّثاً رضوي التي أشهرت كف يدها بوجهه قائلة: الله أكبر.. ما يحسد المال إلا إصحابه.

_بتخمسي في وشي في رضوي؟! ماشاءالله في اربع شهور بقيتي شبه فرحه أكتر من فرحه نفسها.

=طيب يلا عشان بتنادي عليا.. بعدين تتقمص.

تفاجأ كلاً من أحمد و فرحه بدخول" نورا" إلي القاعه و هي في كامل أناقتها ثم أقبلت عليهم و صافحتهم ببرود لم تصطنعه و قالت: ألف مبروك يا أحمد.. مبروك يا فرحه.

_الله يبارك فيكي يا نورا.. عقبالك إن شاء الله.

تشدق بها أحمد فأجابت: بإذن الله.. بس بعد ما أرجع من روما.

_إنتي مسافرة روما؟!

=إن شاء الله.. هفتتح فرع جديد للشركه بتاعتي هناك.. و حالياً أنا مش بفكر غير في الشغل و بس.

_إن شاء الله.. ربنا يوفقك يارب.

=ميرسي يا أحمد و مبروك مرة تانيه.

_الله يبارك فيكي.

غادرتهم"نورا" فقالت فرحه: سبحان الله كتلة برود متحركه.. ربنا يعينها علي نفسها.

أمسك "احمد" بيدها و قبّلها قائلاً: معلش يا حبيبي.. دي مجاملات لا بد منها.

_جامل ياخويا براحتك.. و بعدين مش كل شويه تبوس إيدي لأ تبوس دماغي.. عيب.. عيب الناس حوالينا.

رفع كتفيه بعدم إكتراث و قال: و إيه يعني؟! أومال لما نروح بيتنا هتعملي إيه ده أنا هطلع عليكي إحترام 33 سنه.

_لا حول ولاقوة الابالله.. الواحد يعجز عن التعبير والله العظيم.

=أيوة يا حبيبي انا عايزك كده بالظبط.. تعجزي عن التعبير.. عشان كل ما يقل التعبير يزيد الأداء.

_ياا رضووااااان.. قالتها فرحه بصراخ مستغيث فجاء رضوان متسائلاً: مالك يا فرحه؟

=أنا عايزة أشرب.. ريقي نشف.

_يسلاام يا فرحه.. ندهالي من آخر القاعه عشان تشربي؟! حاضر يستي.

ذهب رضوان ليحضر المياه فنظر "أحمد" لـ "فرحه" قائلاً: علي فكره كل إستغاثاتك دي مش هتنفعك لما نبقا لوحدينا.. إبقي إصرخي زي ما تصرخي و نادي زي ما تنادي مش هتلاقي حد يسمعك و لا حد يجاوبك.

_ليه يعني؟!

=بكره تعرفي.

*مبروك يا بت عمي*

برز صوت رجب متحدثا بإتبتسامه و بجانبه تقف فتاه تعرفها "فرحه" فقالت:

_بسمه؟! مش إنتي بسمه بنت خالة رجب؟!

اومأت الفتاه و قال رجب: بسمه بنت خالتى و خطيبتي.. إن شاءلله فرحنا قريب.

_ربنا يتمم بخير يا رجب.. مبروك يا بسمه.

=الله يبارك فيكي يا فرحه.. مبروك يا احمد بيه

أحمد: العفو يا رجب مفيش بينا الكلام ده.. إحنا أهل.. عقبال عندك إن شاءلله.

إنصرفا رجب و بسمه قبل أن يعلو صوت "المنظم الموسيقي" قائلاً: نسمع أحلي صقفه لأحلي عروسين اللي هينورنا علي الإستيدچ.

نهض "أحمد" بزهو لا يليق إلا به و أمسك بيد فرحه يساعدها ثم أحاط خصرها بيمناه حاي صعدوا إلي المسرح.

طوّقت'فرحه'خصره بيديها فوضع يده اليمني علي ظهرها و الأخري بخصرها و أسند ذقنه إلي رأسها و تراقصا سويّاً علي أنغام تلك الموسيقي الحالمه الهادئه.

صعد إلي جوارهم كلاً من "رضوان و رضوي"،" رامي و أمل"،"كرم و شقيقته بدر"، "رجب و بسمه".

صفق الحضور بحرارة لتلك الثنائيات بينما تنظر لهم" نورا" بغِبطة شديدة و هربت من عينيها دمعه مسحتها سريعاً و من ثَم أفاقت علي ذلك الصوت الرجولي الرخيم: تسمحيلي بالرقصه دي يا آنسه؟!

نظرت له كالمسحورة، لم تقوي علي قول شئ سوي ان تومأ بموافقه ثم مدت يدها إليه ليلتقطها بكف يده الغليظ و صعدا سويّاً ثم شاركا الآخرين الرقص.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

بعد إنتهاء حفل الزفاف..

_يعني كان لازم تسافروا يبني؟! ما كنتوا قضيتوا شهر العسل في أي مكان جوه مصر.. هي مصر صغيره؟!

قالها والد فرحه مستاءاً من فكرة سفرهما فإبتسم "أحمد" قائلاً: معلش يا عمي أنا حابب أغير جو مع فرحه.. و متقلقش سيبها لله.

_ونعم بالله.. تروحوا و ترجعوا بالسلامة إن شاء الله.

بعد وداع حار دام لقرابة الساعه غادرت فرحه برفقة أحمد إلي حيث تنتظرهما الطيارة الخاصه.

دخلت "فرحه" إلي الطيارة متعجبه: إشمعنا يعني مأجر طيارة خاصه؟! ما كنا إستنينا أي رحله!

أحاطها بذراعه اليسري و هو يقول: لا يا حبيبي.. لازم كل حاجه في اليوم ده تكون مميزة لأنه يوم مميز.. بس إيه رأيك في الڤيو من عندك؟!

_حلو أوي.. طول عمري بحب أقعد جمب الشباك.

=لا أبوس إيدك.. بلاش الجمله دي.

ضحكت بخفه فبادلها الضحك ثم سألها: مبسوطه يا فرحه؟!

=عمري ما كنت مبسوطه قد النهاردة.

قاطعهم مجئ المضيفه التي نظرت لـ "أحمد" نظرة ذات مغذي فهمها علي الفور.

أعطت "فرحه" كأسا من العصير فتناولته بأكمله و كذلك "أحمد".

بدأت" فرحه" تشعر بثقل جفونها و كأن قوة مغناطيسيه تجذبهما للأسفل فحاولت قدر إستطاعتها المقاومه و لكنها فشلت فأسبلت أجفانها و غرقت في نوم عميق.. 
google-playkhamsatmostaqltradent