رواية براء الفصل التاسع 9 - بقلم هنا سامح

الصفحة الرئيسية

رواية براء البارت التاسع 9 بقلم هنا سامح

رواية براء كاملة

رواية براء الفصل التاسع 9

- أهلًا بابن عمي وأخويا الغدار.
- فوق يا لا مش كام قلم هيرقدوك!
فتح الشاب عينيه بغضب وظل ينظر لهم بإستفزاز، ف هبط مهاب لمستواه وهو يتحدث بهمس:
- بقى أنا تعمل فيا كدا؟
ظل ينظر له الشاب بإستفزاز ف أكمل مهاب:
- عملت كدا ليه يا ياسر؟ نهيت تعبنا وشقانا بعود كبريت؟
صرخ ياسر بغضب:
- تعبك وشقاك إيه؟ دا شقى وتعب أبويا، إنتَ وأبوك خدتوا كل حاجة وضحكتو علينا.
نظر له مهاب بغموض ثم بدأ بالضحك وقال:
- برضو؟ اللي فيك فيك؟ دماغك مش هتنضف أبدًا! لو تقول مين زرع الفكرة الزبالة دي في دماغك كله هيتحل؟
صرخ ياسر وقال بغضب:
- ما دا اللي حصل! خدتوا إنتَ وابوك الورث وفلوس الورث وضحكتوا علينا، وابويا سكت ومات بقهرته.
صرخ مهاب بغضب:
- ولا إنتَ بتقول إيه؟ أنا ساكتلك من الصبح، ورث إيه وفلوس إيه ما كله كان متقسم من قبل ما جدك يموت، مين زرع الفكرة دي في دماغك.
- أبويا اللي قال كدا واستحالة يكدب!
قست ملامح مهاب وهو يقول:
- أبوك وعارفينه إنه بتاع فلوس، ومش عايز أقول كلمة تانية واغلط فيه علشان بين إيدين ربنا، ف إيه؟ الورث متقسم.
قال ياسر بصوت عالي وبرود:
- مش هصدقك أنا مش أبويا علشان أسكت عن حقي، واللي عملته معاك دا أقل حاجة ممكن أعملها فيك، واخد حقي.
- تاخد حقك إيه يا لا! إنتَ مالكش حقوق عندي، ولولا بس إنك ابن عمي أنا كنت لحستك التراب دا.
- طول عمرك عنيف وجبروت وهتفضل كدا.
انحنى مهاب لمستواه وقال بهمس:
- تمام، ابعد عن طريقي يا ياسر علشان مستخدمش عنفي وجبروتي دا معاك.
إعتدل مهاب وما زال ينظر له، وبعدها نظر لقاسم وأشار لشيء، ف قال قاسم بإستغراب:
- إيه؟
حرك مهاب رأسه بيأس وقال:
- يلا نمشي.
- تمام.
خرج الاثنين وأغلقوا الباب وياسر يصرخ ويسبهم بالداخل.
ركب مهاب وقاسم السيارة وقال مهاب بيأس وهو يشعل سيجارته:
- الواد دا عيل ودماغه مش فيه، طول عمره واد غلاوي كدا.
رفع قاسم حاجبه وقال:
- عيل إيه! وهو فيه عيل يولع في شركة! دا شحط أهو!
تنهد مهاب وقال بضيق وهو يخرج دخان سيجارته:
- مش وقت استظرافك دلوقت! الواد دا شوية وابقى خرجه، مهما كان ابن عمي وواد طايش.
- تمام، هقول إيه يعني!
تنهد مهاب مرة أخرى وقال:
- ولا حاجة.
صمتوا لبعض الوقت ثم قال مهاب بحيرة:
- ألا قولي يا قاسم؟
نظر له قاسم يحثه على إكمال حديثه ف قال:
- سلمى لما حصلتلها الحادثة، راحت عند دكتور؟
نظر له قاسم وقال بإستغراب:
- أكيد راحت عند دكتور دي انهارت!
حرك مهاب رأسه بنفي وقال:
- لا لا قصدي دكتور نفسي؟
حك قاسم شعره وقال بحيرة:
- لأ ما جاش في دماغي وقتها حاجة زي كدا، بالإضافة إن محدش قالي!
- طيب تمام.
ضيق قاسم عينيه وقال بتساؤل:
- إنتَ بتسأل ليه؟ حصل ليها حاجة؟
أخفض مهاب نبرة صوته وقال بلا مبالاة مصتنعة وهو يلقي بالسيجارة من النافذة:
- لا ولا حاجة كنت بسأل بس.
نظر له قاسم بشك وقال:
- تمام.
كان مهاب لا يريد بمعرفة أحد الأمر، حياتهم لهم وبمفردهم، حتى إذا كانت الأخطاء منه أو حتى منها.
..........................................
عاد مهاب مع قاسم وأخذ سلمى وذهب لمنزلهم.
ومر الوقت وذهبوا للنوم واستلقى الاثنين على الفراش، ف سحبها مهاب لأحضانه وهو يقول:
- سلمى؟
أجابت سلمى بخجل وهي تحاول إخراج نفسها من أحضانه:
- نعم؟
ضيق مهاب عينيه بمرح وهو يقول:
- بطلي تتحركي مش هسيبك.
هدأت سلمى حركتها وقالت بهمس:
- حاضر.
مد يده وعبث بخصلات شعرها وهو يقول:
- عايزة تنامي ولا نتكلم؟
ابتسمت سلمى بخجل وقالت:
- اتكلم؟
ابتسم مهاب لها الأخر ثم قال:
- إنتِ عايزة تفضلي خايفة مني؟
نظرت له وقالت بإستغراب:
- مش فاهمة كلامك، بس أنا مش خايفة منك أوي.
ابتسم مهاب وقال:
- وانا عايز تبقي مش خايفة مني خالص، وبعدين أنا ما بخوفش؟ ولا إيه؟
هربت بعينيها وقالت بتوتر:
- أه ما بتخوفش.
مسح على وجهها بحنان وقال:
- أنا عارف إن اللي حصل مني امبارح مكانش المفروض يحصل بعد ما اتطورنا في علاقتنا شوية وجيت أنا هديت كله باللي عملته بس كان غصب عني، وانا عارف إن الغلط عليا و
قاطعته سلمى بقولها:
- وانا قولتلك امبارح برضو إن دا حقك ومحدش يقدر يمنعك عنه، بس اللي حصلي هو السبب يعني، أنا مش عارفة إنتَ فاهمني ولا لأ، أنا حتى مش فاهماني.
أمسك مهاب يدها وقبلها وقال:
- وانا عايزك تكوني فاهمة نفسك وفاهماني وانا أفهمك وكله.
صمت وهو يراها مهتمة بحديثه وقال بتساؤل:
- حبيبتي إنتِ عارفة إن الكل بيبقى عنده مشاكل مع نفسه أو مع غيره ودا مش عيب، بس العيب إن احنا ما نعترفش بيها ونحلها؟
نظرت له سلمى بحيرة وقالت:
- أنا فاهمة إنك عايز تقولي حاجة ومش عارف تقولها، بس اللي لسه مش فاهماه هي إيه؟
تنهد مهاب وقال بتوتر:
- دكتور نفسي؟
نظرت له سلمى بعدم استيعاب ف قال:
- إنتِ بتخافي مني ومش بتتكلمي معايا تقريبًا، وانتِ عايزة حد يسمعك وتحكيله اللي في قلبك ومخاوفك وهو يحلها، عايزة بس حد يسمعك.
نظر لها وجدها تنظر للأسفل بملامح غير مقروءة ف أكمل:
- الدكتور النفسي مش حاجة وحشة، هو دكتور عادي وبيسمعك، إنتِ تحكي وهو يسمع وينصحك؛ لإنك يا سلمى لسه عايشة جوة اللي حصلك ومش عايزة تطلعي من الدايرة دي، ولازم تخرجي وتتكلمي وتوسعي دايرتك.
رفع رأسها وهو ينظر لها بحنان وقال:
- تروحي؟ لو مش عايزة خلاص مش هجبرك على حاجة، دا مجرد اقتراح؟
نظرت له بتوتر وقالت بدموع:
- بس إنتَ هتكون معايا؟
ابتسم لها مهاب بفرحة وقال:
- أكيد هكون معاكِ ومش هسيبك أبدًا.
أردفت هي بتوتر:
- أبدًا؟
مسح دموعها برفق وهو يقول وهو يشدد من احتضانها:
- أبدًا يا روحي.
..........................................
تجلس سلمى بجوار مهاب بالسيارة وهي تفرك يدها بتوتر وتحاول كبح دموعها.
مد مهاب يده واحتضن يدها بيده وهو يقول بإبتسامة:
- خايفة ليه بقى؟ مش قولت هبقى معاكِ؟
حركت رأسها وقالت بدموع:
- أنا خايفة أوي.
ابتسم مهاب وشدد على يدها بتشجيع:
- متخافيش أنا معاكِ.
أوقف مهاب السيارة ف نظرت له وقالت بإستغراب:
- وصلنا؟
ابتسم لها مهاب وهو يذهب:
- استني.
حركت رأسها بطاعة وقالت:
- حاضر.
دقائق وصعد مهاب السيارة ومعه كيس بلاستيك به عصائر.
مد يده وأخذ علبة عصير فتحها وأعطاها لها وقال:
- خدي اشربي واهدي مفيش حاجة.
أخذتها منه وبدأت بإرتشافها وهي تغلق عينيها بإرهاق.
نظر لها مهاب بإشفاق وهو يقول في نفسه:
- خوفتيني عليكِ بزيادة، وترتيني يا سلمى.
وصلوا بعد وقت للعيادة، هبطوا وتفاجئ بها تمسك بيده وتنظر له بخوف، ف شدد على يدها ونظر لها بإطمئنان.
جلسوا وانتظروا بعد الوقت حتى قالت الفتاة الجالسة أمامهم حان الأن دورهم.
دلف مهاب وسلمى خلفه بخوف، ف أمسك يدها وسحبها برفق بجانبه.
- اتفضلوا اقعدوا.
ابتسم لها مهاب بعملية وجلس بينما ظلت سلمى واقفة، كاد مهاب أن يتحدث ويخبرها بالجلوس، لكن أشارت له الطبيبة بالصمت وقالت هي بإبتسامة:
- اتفضلي اقعدي مدام سلمى مش كدا؟
نظرت سلمى لمهاب بخوف، ف ابتسم لها مهاب وحرك رأسه ناحية الطبيبة؛ بمعنى أن تجيب عليها.
ف حركت سلمى رأسها بنعم ولم تنطق.
ابتسمت لها الطبيبة نهال وقالت:
- طب أقولك يا سلمى ولا مدام سلمى؟ أصلي كبيرة أوي قد مامتك، بس يبان عليا صغيرة.
إكتفت سلمى بإبتسامة ف أردفت الطبيبة:
- خلاص هقولك يا سلمى؟ اقعدي يا سلمى.
جلست سلمى على الكرسي أمام مهاب بخوف، وظلت تفرك بيدها كعادتها.
ابتسمت نهال وقالت لمهاب:
- تقدر تتفضل يا أستاذ مهاب ولما تخلص هنتصل بيك، أو تقدر تستنى برة هي أول مرة ف مش هنتأخر.
وقفت سلمى بصدمة فور استماعها لكلمات نهال، وحركت رأسها بصدمة وقالت ببكاء:
- لأ مش هيمشي، أو أو خلاص همشي أنا معاه أنا مش عايزة أقعد هِنا.
أجلسها مهاب على المقعد برفق وهو يقول:
- إيه يا سلمى قولنا إيه؟ مش همشي هفضل برة والله.
وقفت سلمى وقالت ببكاء:
- إنتَ وعدتني مش هتسيبني، أنا عايزة أروح أنا عايزة قاسم، لو ما روحتنيش هقول لقاسم ياخدني.
ثم بدأت بالبكاء وهي تتراجع عنه بخوف.
أشارت له نهال بأن يذهب ويتركها، ف نظر لها ولسلمى بخوف وقال:
- ينفع أفضل معاها؟
حركت نهال رأسها بنفي وقالت:
- لأ مش هينفع؛ عايزة أتكلم معاها شوية صغيرين، وهي شاطرة ومش هتعمل حاجة؟ صح يا سلمى؟
نظرت له سلمى ببكاء وهي تترجاه بنظراتها ألا يتركها، ف اقترب منها وقال:
- هستناكِ برة ومش هتحرك، هتخلصي كلام مع الدكتورة وهنمشي ماشي؟
حركت سلمى رأسها بنفي ف نظر لها بخوف وقالت هي:
- إنتَ قولت مش هتسيبني قولت مش هتسيبني.
- أنا برة والله، برة.
نظر للطبيبة بحيرة وهو يراها تتمسك به، ف أشارت له الطبيبة بالخروج وهي تنظر له بإطمئنان.
سحب مهاب يده من يدها ونظر لها نظرة أخيرة وخرج بسرعة ولم ينظر خلفه وهو يستمع لصوت بكائها ومناداتها باسمه.
ظلت تبكي بشهقات وهو يقف عند الباب بالخارج يقول في نفسه:
- مش هسيبك والله، بس كله لمصلحتك.
لا يعلم أ يفرح بتمسكها به وشعورها بالأمان معه؟ أم يشفق على حالها وخوفها المحزن؟
استمع لصوت رنين هاتفه، ف أخذه من جيبه وجده قاسم ف أجاب:
- أيوة؟
أجاب قاسم بتوتر وقلق:
- أيوة يا مهاب إنتَ فين؟
ذهب وجلس على المقعد وهو يقول بتنهيدة:
- عايز إيه يا قاسم؟
استمع لصوت قاسم القلق وهو يقول:
- إنتَ في البيت؟ أنا عايز أكلم سلمى، أنا حاسس إن فيها حاجة، هاتها؟
أبعد مهاب الهاتف عن أذنه، وهو يهمس:
- ما كنتش أعرف إنكوا متعلقين ببعض كده! أخته ولازم أقوله.
أعاد هاتفه واستمع لقاسم وهو يقول:
- يا ابني إنتَ فين؟ فين سلمى؟
أجاب مهاب بضيق وحزن:
- أنا خدت سلمى عند دكتورة نفسية يا قاسم، سلمى محتاجة تتكلم مع حد ويسمعها.
صدم قاسم وقال:
- دكتورة نفسية!
- أيوة، إنتَ كان
صمت مهاب وهو يقول في نفسه، لا يجب أن يخبره أن سلمى كانت بحاجة لهذا الأمر من زمن حتى لا يحزن قاسم ويشعر بالذنب اتجاهها.
أكمل مهاب:
- أقصد إن سلمى أنا حاستها انطوائية زيادة عن اللزوم ومش بتتكلم وعرفت إنها مش بتخرج وبتخاف من أي حاجة ف قولت إنها هتحتاج لكدا.
قال قاسم بقلق:
- يعني إنتوا دلوقت عند الدكتورة؟
- أيوة.
- طب وهي عاملة إيه؟ خلي بالك منها يا مهاب، أنا عارف إنك غيري ومش هتخاف عليها زيي، أنا كنت بخاف عليها زيادة أوي من وقت اللي حصلها، بخاف عليها بهوس، ومكنتش بخرجها وهي معترضتش وانا كان لازم أحس إن فيها حاجة من زمان وقتها.
تنهد مهاب وقال:
- خلاص يا قاسم اللي حصل حصل، متحملش نفسك فوق طاقتها، هو نصيبها كدا هي مفيهاش حاجة مجرد خوف وتوتر وقلق، شوية وقت وبإذن الله كل حاجة هتعدي.
- يا رب، لما تخلص يا مهاب ما تنساش تخليها تكلمني وانا كل شوية هكلمك.
- تمام يا قاسم، عايز حاجة.
- مع السلامة.
أغلق قاسم معه الخط وأسند جسده على الفراش وهو يتنهد بحزن:
- أنا اللي عملت فيها كدا، بس مكانش قصدي، أنا بخاف عليها أوي هي مكانش ليها غيري، وكنت بخاف أقصر معاها ومن كتر حبي فيها عملت كدا.
دلفت للغرفة أروى وهي تراه شارد وحزين ينظر للسقف بصمت، ذهبت إليه وجلست بجانبه وقالت:
- مالك يا قاسم؟
نظر لها قاسم بحيرة وقال:
- هو أنا غلطت مع سلمى؟ قصرت في حقها في حاجة؟
نظرت له بحيرة وقالت بإبتسامة:
- ليه بتقول كدا؟ بس لأ ما قصرتش يا سيدي.
نظرت له وجدته ينظر لها بحيرة وعينيه بها دموع، ف إعتدلت وقالت بجدية:
- في إيه يا قاسم؟ مالك يا حبيبي؟
إرتمى قاسم بأحضانها وقال بدموع:
- أنا خايف عليها أوي، ما كانش قصدي يحصل فيها كدا والله.
ضمته أروى ومسحت بيدها على شعره بحنان وقالت بتوتر:
- سلمى كويسة؟ فيها حاجة؟
تنهد قاسم وقال:
- لأ مش كويسة أنا السبب.
- فيه إيه يا قاسم؟ مش فاهمة؟
- ولا أنا حتى.
إعتدلت أروى وأبعدته عن أحضانها وقالت وهي تعتدل وتحركه على الفراش وتسحب الغطاء بتساؤل:
- تنام يا قاسم؟ ولما نصحى نتكلم؟
حرك رأسه بنعم ف وضعت عليه الغطاء وأغلقت الأنوار وخرجت للخارج تهاتف سلمى لكن لم تجيب.
قالت أروى في نفسها بقلق:
- هي ما بتردش بس حاسه إنها كويسة شوية لإما كان قاسم قام راحلها بسرعة.
..........................................
داخل غرفة الطبيبة، هدأت سلمى بعدها بوقت والطبيبة تتركها تبكي بحرية حتى انتهت، ثم قالت:
- نبدأ بقى؟
قالت سلمى بخوف:
- نبدأ إيه!
ابتسمت نهال وقالت:
- نبدأ نتكلم، بصي ولا أقولك قبل ما نبدأ تعالي اقعدي على الشازلونج اللي هناك دا؟
تحركت في جلستها بتوتر وقالت:
- لأ كدا حلو!
وقفت نهال وذهبت إليها وأمسكت يدها برفق وقالت:
- تعالي بس جربيه لو ما عجبكيش خلاص، دا مريح أوي، لما أبقى زهقانة بنام عليه.
وقفت معها سلمى بضيق لإصرارها وأجلستها نهال عليه وقالت:
- ها حلو؟
حركت رأسها بنعم بلا مبالاة؛ تريد أن تنتهي تلك الزيارة وستقول لمهاب بأنها لن تأتي لهُنا مرة أخرى.
- طب ما تجربي تنامي عليه وترتاحي أكتر؟
حركت رأسها بنفي وقالت بهمس:
- لأ كدا حلو!
ابتسمت نهال وقالت:
- طب مش مشكلة خليكِ كدا.
صمتوا الاثنين وبدأت نهال الحديث الخفيف بقولها:
- ها يا ستي كنت خايفة مني ليه؟
حركت سلمى رأسها بنفي وقالت وهي تفرك يدها للمرة المليون:
- ما كنتش خايفة.
- بجد؟ بصي يا سلمى أنا عايزك تعتبريني صاحبتك، وتحكيلي كل حاجة مضايقاكِ وخايفة منها ونحلها مع بعض؟ ماشي؟
- ماشي.
- ها نبدأ؟ في حاجة مضايقاكِ وقبل دا كله عرفيني بنفسك بقى وانا اعرفك بنفسي، تمام؟
- ماشي.
نهال تعرف كل شيء عن سلمى من مهاب، ف كان قد جاء إلى هنا ذات مرة وقص لها كل شيء حدث مع سلمى بالإضافة لعلاقتهم المتوترة، وما حدث عنهم وعن الطبيبة وما قالته له، وكل شيء عن حياتهم، وهي تسألها لكي تدخلها معها في حوار وخصوصًا أنها أول مرة وكان يجب عليها أن تجعل سلمى تحبها وتتحدث معها وبالزيارات القادمة تفاتحها في حياتها وعلاقتها بزوجها، بالإضافة لطلب الطبيبة نهال من مهاب أنه يجب عليه أن يأتي إليها هو الأخر بمفرده لتقول له كيف عليه بالتعامل معها وكسب ثقتها هو الأخر.
..........................................
- اتفضل يا أستاذ مهاب الدكتورة خلصت مع المدام.
وقف مهاب بسرعة وهو يطرق على الغرفة بإشتياق:
- تمام.
استمع لصوت نهال تسمح له بالدخول ف دخل الغرفة وعينيه عليها وهي تهرب بعينيها منه:
- خلصتوا؟
ابتسمت نهال وقالت:
- أيوة وكمان بقينا صحاب.
ابتسم مهاب وهو ما زال ينظر لها:
- طب دي حاجة كويسة.
تحرك ووصل عند سلمى وأمسك يدها وأوقفها ف سحبت يدها منه بإحراج وضيق، وابتسمت نهال وقالت:
- فاضي إنتَ على ٤ أيام؟ علشان أنا وسلمى اتفقنا على المعاد دا، ولو مش عايز تيجي براحتك هي عرفت الطريق وجيالي.
ابتسم مهاب وقال:
- لأ فاضي طبعًا ولو مش فاضي أفضالها مخصوص.
ضحكت نهال وقالت لسلمى:
- أيوة بقى، وزي ما قولتلك.
حركت سلمى رأسها بطاعة، وبعدها خرجت هي ومهاب وصعدوا للسيارة.
- عملتِ إيه يا حبيبتي؟
نظرت له بضيق وقالت:
- أنا مخصماك ما تكلمنيش!
ضحك مهاب واقترب منها:
- طب والقمر مخاصمني ليه؟
ابتعدت وقالت بضيق:
- مالكش دعوة، ما تكلمنيش بقولك!
ابتعد مهاب وهو يدرك ضيقها منه، ف قرر تركها بعض الوقت حتى تهدأ وقال:
- طيب براحتك.
سألها بعدها بوقت وهو يقف أمام مطعم:
- أجيبلك إيه من جوة؟ بتحبِ الشاورما؟
نظرت أمامها بضيق وقالت:
- معرفش.
ضحك مهاب وقال:
- طب خلاص هنزل أجيبلك واهو مفيش حد ما بيحبش الشاورما.
ذهب وقالت هي بغضب وصوت عالي:
- يا ريتني مكنتش بحبها يا أخي.
صعد للسيارة بعد أن جاء بالطعام ومد يده بالكيس ف ظلت تنظر أمامها بضيق ف وضع أمامها الكيس وتحرك بالسيارة.
بمجرد أن وقفت السيارة أمام المنزل حتى نزلت بسرعة وأغلقت الباب بغضب، ف أحدث صوت عالي، ف قال بصوت عالي وهو يراها تذهب:
- طب والباب ماله طيب؟
أخذ الطعام ووضع السيارة بمكانها وصعد للمنزل، دلف وجدها تجلس على الأريكة وتبكي، ف وضع الطعام وذهب بسرعة لها وقال:
- في إيه يا سلمى بتعيطي ليه يا حبيبتي؟
أبعدته عنها بغضب وقال ببكاء:
- وسع أنا بكرهك؛ إنتَ كدبت عليا وقولتلي إنك مش هتسيبني وأول ما روحت رميتني ومشيت.
نظر لها واقترب منها بحنان لكن أبعدته مرة أخرى وقال:
- رميتك إيه بس؟ ما انتِ سمعتِ الدكتورة قالت إيه؟ قالت ما ينفعش تبقى معاها، زعلانة ليه بقى؟
أردفت ببكاء:
- إنتَ سيبتني وانا كنت خايفة، إنتَ مش بتحبني إنتَ واحد كداب.
أغمض عينيه يهدء من روعه وقال:
- يا حبيبتي أنا واخدك علشان تتكلمي معاها وما كنتيش هتاخدي راحتك وانا معاكِ أنا عارفك.
أردفت بصراخ وعند:
- لأ إنتَ مش عارفني وكداب.
نفخ بضيق وقال وهو يذهب:
- يوه! طيب كداب كداب أنا ماشي من وشك.
قالها وهو يفتح باب المنزل ف وجد قاسم أمامه، ف قال بصدمة:
- قاسم!
تنهد قاسم وهو يقول:
- اتصلت عليك كتير ما رديتش خوفت ف جيت على طول.
أشار له للداخل وقال:
- طب خش يا ابني واقف ليه؟
لم يكد يكمل كلامه حتى ارتمت سلمى بأحضان قاسم وتبكي وصوت شهقاتها يرتفع.
- قاسم.
ضمها قاسم لأحضانه وقال:
- قلب قاسم، وحشتيني أوي.
قالت سلمى ببكاء وهي تضمه:
- وانتَ كمان وحشتني أوي.
نظر لهما مهاب بغيرة وقال:
- خشوا هو أنا بقوله خش تاخديه وتطلعي برة!
دلف قاسم وهي ما زالت بأحضانه، ف أبعدها مهاب بغيرة:
- بالراحة على الواد، سايق طول الطريق وهتلاقيه تعب!
نظرت له بضيق وارتمت مرة أخرى بأحضان قاسم وقالت:
- قاسم حبيبي ما بيتعبش مني مالكش دعوة.
ضحك قاسم بحب وهو يشدد من احتضانها، بينما رفع مهاب حاجبه بسخرية.
ظلت سلمى بأحضان قاسم لبعض الوقت، وهي تبكي فقط وقاسم يحاول تهدأتها ومهاب ينظر لها بإشفاق.
نظر قاسم له ولها وقال:
- بتعيطي ليه بس يا حبيبتي؟ إنتَ عملتلها إيه يا مهاب؟
نظر له مهاب بضيق وقال:
- هو إيه اللي عملتلها إيه يا مهاب؟ ديه مراتي!
- مش قصدي يا ابني بس ديه عمالة تعيط!
أردف مهاب وهو ينظر لها:
- هي زعلانة بس علشان سيبتها مع الدكتورة ووقفت برة، قولها يا عم مش المفروض مبقاش معاهم علشان تعرف تتكلم؟
نظر له قاسم ف حرك مهاب رأسه، وقال قاسم وهو يربط على سلمى:
- أيوة يا سلمى، ما ينفعش يا حبيبتي يخش معاكِ.
أردفت سلمى ببكاء:
- ماليش دعوة، هو كدب عليا.
نظر له قاسم وقال:
- ما تكدبش عليها تاني يا عم إنتَ!
- حاضر يا عم!
نظر لها قاسم وقال وهو يبعدها عن أحضانه ويمسح دموعها:
- كدا حلو؟
حركت رأسها بإبتسامة وقالت:
- أه حلو.
نظر لها مهاب وقال بسخرية مضحكة:
- لا والله!
وقفت سلمى وهي تمسح دموعها وقالت:
- هروح أعمل عصير.
أردف قاسم بإبتسامة:
- ماشي يا حبيبتي.
ذهبت سلمى واعتدل قاسم وذهب بجوار مهاب وقال:
- في إيه يا مهاب؟ البت عينيها عاملة إزاي من العياط؟
حرك مهاب كتفه بإرهاق:
- والله يا ابني ما حصل غير اللي قولته!
- مصدقك والله؛ بس صعبانة عليا.
تنهد مهاب وقال بحزن:
- والله وانا، بس فترة وهتعدي وهتبقى أحسن إن شاء الله، أنا واثق في ربنا.
- ونعم بالله.
صمت قاسم ثم قال:
- هنعمل إيه في الواد اللي في المخزن؟
نظر له مهاب وأردف بإستغراب:
- واد إيه؟
لكزه قاسم وقال بغضب:
- ابن عمك يا لا!
مسح مهاب على حاجبه وقال بلا مبالاة:
- إقتله!
شهقت سلمى من خلفهم وقالت:
- إيه!

يتبع الفصل العاشر 10 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent