Ads by Google X

رواية بريق العشق الفصل السادس عشر 16 بقلم اية الرحمن

الصفحة الرئيسية

رواية بريق العشق البارت السادس عشر 16 بقلم آية الرحمن

رواية بريق العشق كاملة

رواية بريق العشق الفصل السادس عشر 16

ترجلت من السيارة فور وقوفها أمام منزلهم، تأفف بضيق وغضب منها فمنذ أن أخبرها بأمر عودتهم وهي تتجنبة كأنه قتل لها قتيلاً لكن لم يهتم. ركن السيارة بمكانها المخصص ثم قام بأخذ أغراضهم منها وذهب خلفها؛ كانت واقفه علي الدرج الخارجي تنظر قدومة أسرع بخطواتة أمامها حتي وقف أمام الباب الرئيسي للمنزل.. رمقتة بنظرة غاضبه ثم أشاحت وجهها إلي الجهة الأخري أستفزتة نظرتها المستهزئة والمتقزرة منه بهذا الشكل لكن ليس هذا المكان المناسب لقول شيء.

وضع يده علي جرس المنزل كي يضغط عليه لكن سبقتة أعتماد وهي تفتح الباب أكملة أثناء هتافها بالترحاب محدثة أبنها، أخذتة بين يديها محتضنة أياه بشوق ولهفة كأنها لن تراه منذ سنوات قائلة :-
- نورت دارك وأهلك وناسك ياضنايا

ربت علي يدها ثم أبتعد عنها قائلاً بجفاء :-
- منور بناسه ياما كويس أني شوفتك أحنا طالعين يلا

قال كلمتة الأخيرة موجهاً حديثة لزوجتة رمقتها أعتماد بنظرة غامضة من أعلاها لأسفلها بفم ملتوي قائلة :-
- كيفك يـ عشق

أجابت عشق بنفس نبرتها :-
- بخير يامرت عمي

سلطت نظرها عليه ثم تحدثت وهي تأخذ المفاتيح منه قائلة :-
- هسبقك أني

حملت حقيبة خفيفة وذهب مغادرة إلي شقتهم تحت أنظارهم. رمقتها أعتماد يغيظ قائلة :-
- مالها مرتك يـ سالم لما هي مش لادد عليها مجيها جيبها ليه دا حتي السلام ما رمتوش وو

قطعها بنبره حاده أخرستها :-
- ملكيش صالح بيها ياما أني منقصش وجع دماغ وفلقه زعلانه منيها ملكيش صالح بيها

نهي حديثة وأكمل طريقة خلفها إلي أعلي ضربت بيدها علي صدرها قائلة :-
- يادي المصية لحست عقلك العمية مكفنيش بت البطاش لما طلعتيلي يابت توحيدة هقول ايه العيب علي رجالتي اللي مطاطية لنسوانها

أستدارت لتدلف إلي الداخل وجدت نهلة بوجهها رمقتها بنظرة متفحصة من أعلاها لأسفلها قائلة :-
- فيكي ايه يابت شكلك مش عاجبني اليومين دول

غلقت نهلة جفونها بأرق وأرهاق قائلة :-
- ملكيش صالح بيا ياما سبيني في حالك الله يباركلك

أكملت طريقها مغادرة لكن جذبتها أعتماد من يدها أدخلتها ثم قامت بغلق الباب خلفها قائلة بحزم وصرامة :-
- هو ايه اللي مليش صالح ده هتتعدلي يابت ولا أعدلك باللي في رجلي هتقوليلي رايحة فين ولا أطلع أنادي أخواتك يشوفولهم صرفة معاكي أما أشوف حالك المايل ده هيتعدل ولا لاه يابت حسن

صرخت نهلة بوجهها قائلة :-
- لسه جاية تشوفي حالي المايل دلوق؟.. بعد ايه

أرتعش جسد أعتماد بهلع قائلة :-
- قصدك ايه بالحديت ده يابت أنطقي بدل ما هطلع بروحك في يدي

نهت جملتها ثم قامت بسحبها خلفها بقوة حتي وصلت بها إلي غرفتها، دفعتها بكل قوتها إلي الداخل ثم غلقت الباب خلفها متحدثة :-
- أنطقي يابت وعرفيني اللي فيها حد ضاحك عليكي شكلك ده ممريحنيش

وضعت نهلة يدها علي وجهها وأخذت تبكي أتسعت أعين أعتماد عند رؤيتها لهيئة أبنها هكذا أقتربت منها وأنقضت فوقها بالضرب قائلة :-
- أنطقي يابت شيبتيني وسودتي وشي.. حد ضحك عليكي يابت انطققققي

صرخت بها وهي تزيد من ضربها لها والأغرب وما زاد شكها هو أستسلام نهلة لها، جذبتها أعتماد من خصلاتها المختبئة خلف حجابها كي تقف أمامها غير مبالية بالألم الذي تشعر به تلك المسكية وشعورها بتمزق خصلاتها بيد والدتها أغمضت عيناها عندما تلقت صفعة قويت أنهمرت علي وجهها دون سبق أنذار فصرخت بها أعتماد قائلة :-
- أني يأست منك ومن ماشيك الغلط هطلع أنديلك أخوكي وهو حر فيكي ووو

صمتت أعتماد عندما سكنت نهلة داخل أحضانها وهي ما زالت تبكي بحرقة ناسية العالم أكمله بما فيه.. أبتلعت أعتماد ريقها وهي تنظر لها مستغربة أفعال أبنتها التي لن تعتاد عليها أبداً؛ مسكت نهله بملابسها بقوه كأنها تحتمي بها رفعت أعتماد يدها بأرتعاش حاوطت أبنتها قائلة :-
- ايه اللي بكي يابت ريحي قلبي وعرفيني ناقصك ايه عشان تسودي عشيتنا أكدية

أغمضت عيناها بألم نفسي أصبحت لا تتحمله بالفترة الأخيرة من كثرة الأتهامات فأنهارت حصون نهلة قائلة :-
- نقصني أنتي ياما.. نقصني حنانك وحضنك نقصني حاجات كتيرة قوي محدش يعملها غيرك

ألمها قلبها من حديثت أبنتها فقالت بنبرة متلعثمة :-
- أني!.. ماني جارك اها قصرت معاكي في ايه

خرجت نهلة من بين يديها ثم نظرت إليها بعيناها الباكية قائلة :-
- كل حاجة مقصرة فيها ياما أني بتك بقالي قد ايه جيتي في يوم لقتيني زعلانه قولتي بالكدب مالك ولا خدتيني في حضنك زي بقيت الأمهات تواسيني وتخففي عني أني مش عفشة ياما كيف مانتوا مفكرين ولا أني اللي تحط راس أبوها في الطين بلاش أتهمات الله يباركلك مبقتش قادرة أتحمل

أعتصر قلبها علي تلك الحاله التي وصلت إليها الفتاة قائلة :-
- فضفضي قولي اللي في قلبك لأمك

جففت دموعها وذهبت إلي فراشها تمددت عليها مدعية النوم قائلة :-
- أني زينة ياما متشغليش بالك بيا

قالت جملتها وهي تسحب الغطاء بأكملة عليها ضربت أعتماد بكف فوق الأخر بقله حيلة وأنصرفت مغادرة.

★★★★★★

بنفس الوقت :-
دلف سالم إلي الدخل ثم قام بألقاء الحقائب من يده بعنف وأكمل طريقة إلي الداخل حتي وصل إلي غرفتهم وجدها جالسه علي مقعد التسريحة تحرر حجاب رأسها لكن تفاجئت بفعلة عندما جذبها من ذراعها بقوة حتي أرطمت بجسدة زفرت بضيق قائلة :-
- واه عملت ايه دلوق لحقت تقومك عليه

أخرسها نبرته الصارمه :-
- أقفلي خاشمك يـ عشق وملكيش صالح بأمي ولا تجيبي سيرتها علي لسانك

ردت بضيق وتعلثم :-
- وأني كت قولت ايه غلط مش دي الحقيقة مشيفش نفسك طالع كيف بص لشكلك أكدية

أكمل حديثة وكأنه لم يستمع لما تفوهت به قائلاً :-
- أني مبحبش طول اللسان ولا لوي الدراع عاجبك تعيشي معاي علي طبعي وطريقتي دي يابت الناس أهلا وسهلاً معجبكبش الباب يفوت جمل

تجمعت الدموع داخل عيناها قائلة :-
- بقيت تكررها كتير قوي الجمله دي لو أني تقيله عليك قوي أكدية قولي وأني مش هتقل تاني

ركل الحائط بقبضة يدة بعنف قائلاً بصوت جمهوي أرتعبت منه :-
- بقولك ايه يابت أنتي أسمعي الكلمتين دول زين عشان جبت أخري منيكي الحديت ده لو سمعته تاني هتكوني طالق ياعشق ومتزعليش مني وقتيها

نهي حديثة وأنصرف مغادراً رمقتة بغيظ وغضب بنفس الوقت ثم تحدثت بصوت مرتفع بعد مغادرتة كي يستمع لها قائلة :-
- تاني مره تقول هطلقك دي برضه بس مش بكيفك ومسكتاش برضه وأني مش بت

كان واقفا خارج الغرف يستمع لما تقوله أرتسم علي محياة أبتسامه صغيرة بتهكم لا يعلم أن كان يبتسم علي تمسكها به أو يغضب منها بسبب أفعالها.

★★★★★★

خرجت أعتماد من غرفة أبنتها بحزن سيطر علي ملامح وجهها وجسد متهالك لأول مره تشعر بهذا الضعف. جلست علي أقرب مقعد لها واضعه يدها علي جبهتها؛ أستمعت لصوت أقدام تخطي أتجاهها رفعت رأسها لتري من وجدت إيناس تقترب منها أستغربت وجودها قائلة :-
- إيناس جيتي ميته ومع مين

رمقتها إيناس بنظرة مطوله بصمت قائلة :-
- لساتني جاية مع جوزي ياحماتي شيفاكي مفرحناش ايه مكتيش عاوزة جوزي ياجي ياخدني من دار ناسي مش أكدية

زفرت أعتماد قائلة :-
- الله يرضي عنيكي يابتي بعدي عن خلقتي السعادي روحي شوفي جوزك وولدك فين وأطلعوا علي شقتكوا

أستغربت إيناس حالتها لكن نفذت حديثها وأنصرفت إلي الخارج وجدت عبدالله يحمل طفلة ويتقدم منها بعدما قام بصف سيارتة حملت الطفل عنه وأكملت طريقها صاعده الدرج في طريقها إلي شقتها وهو خلفها حاملاً حقائبهم الخاصة.

جلسوا الأثنان بصمت كلاً منهم منتظر الأخر ليبدأ بالحديث لكن كان الصمت وهو سيد المكان، أخذت ترمقة بنظرات فضوليه وأسئلة كثيرة تملئ فمها تريد أن تبوح بها لتقرر قطع حاجز الصمت قائلة :-
- جبتني ليه ياعبدالله

أستغرب سؤالها لكن أجابها بأختصار :-
- المره ملهاش إلا بيتها

كانت هذه الأجابة علي سؤالها التي تفوهت به قبل أن ينصرف تحت أنظارها.. كانت عيناها معلقة عليه أثناء دخوله الغرفة تاركها بمفردها أخذت نفساً عميقاً وأرتخت في جلستها تفكر بما

★★★★★★

كان يسير بغرفتة ذهباً وأياباً يفكر بحديثها ألقي نظرة علي هاتفة الموضوع علي الفراش عندما أستمع لصوت الرنين فكانت هي لا أحد غيرها ظل واقفاً بمكانه لضبع ثواني يفكر لكن حسم أمره أخير ورد عليها قائلاً :-
- بكره الصبح هجهز كل حاجه وأكون عندك زي ما تفقنا
غلق المكالمه وجلس علي طرف الفراش بعقل شارد يفكر في طريقة يجلب بها المبلغ الذي طلبتة منه
أسرع من مكانه متجهاً إلي خرانه ملابسة ثم قام بأخذ الصندوق الصغير الموجود به الذهب الذي اعطته له عمته أثناء أنهاء خطبة أبنتها فهو لم يعطية لوالده ولم يخبر أحد بقرار عمته، وجدها فرصة مناسة لتجميع المبلغ وضعه داخل شنطة بلاستيكة ووضعه بجيبة وأنصرف مغادراً ليبيعة كما نوي.

★★★★★★.

دلف نعمان إلي الداخل بعد أنهاء يومة العملي وجد والدته جالسه أمام التلفاز تتابع أحد المسلسلات القديمة أقترب منها ملقياً عليها تحية السلام ثم جلس جانبها قائلا :-
- فينها قمر ياما

لوت فمها بضيق وسخرية قائلة :-
- أهي قاعده في الأوضة جوه وقافله علي نفسها كيف مانت شايف وطول النهار علي أكدية لا بتقوم تنكس مكان ولا تعمل لقمه

رفع حاجبية بذهول من حديثها وهو ينظر إلي هيئة المكان النظيفة والمرتبة قائلاً :-
- أمال مين اللي مروق المكان كل يوم ويعمل الوكل

أجابتة ساخرة :-
- أهو هو ده اللي بتعمله مفيش غيره وطول النهار ماسكة المحمول في أيدها ما بتسبوش مره تنقط ربنا يعينك عليها ياولدي

زفر بيأس وضيق من حديث والدته نهض من مكانه بصمت ذاهباً إلي غرفتة فأوقفتة قائلة :-
- رايح في ياولدي

كاد أن يشق ملابسه منها فأجابها بهدوء وأبتسامة بشوشة أرتسمها علي محياة قائلاً :-
- داخل أغسل و أغير خلقاتي ياما

أكمل طريقة تحت أنظارها ندبت علي أقدامها قائلة:-
- عملاله ايه اللي ما تتسمي دي

فتح باب الغرفة بهدوء كي لا يزعجها فظن أنها نائمة فقد تأخر اليوم كثيراً في عودته فأصبحت الساعه الواحده بمنتصف الليل لكن وجدها جالسة علي الفراش تبكي بصمت محتضنة الوسادة بيها.

غلق الباب بأحكام وأسرع إليها جلس علي أقدامة أمامها قائلاً وهو يبعد يدها عن وجهها :-
- مالك ياقمر بتبكي لية

رفعت عيناها الباكية تنظر لها ثم نكستها مره أخري فتعالت أصوات شهقاتها وأنتفاض جسدها، جلس أمامها علي طرف الفراش قائلاً :-
- روقي كده وقوليلي مالك أمي مزعلاكي

رفعت عيناها مره أخري بصمت فعلم أنها حقاً السبب تحولت نظرتة إلي الأعتذار قائلاً :-
- حقك عليا ياقمر عارف أن أمي صعبه ومش سهل حد يتحملها هنبيت الليله والصبح قبل ما أروح علي الشغل هرجعك بيتك

تحدثت من بين بكائها قائلة :-
- والله ما بزعلها ولا بقولها حاجه هي اللي شيلاني فوق راسها مخبراش ليه وكلامها يوجع مبقتش متحملاه أني مبرضاش اقولك علي حاجه بس مبقتش قادرة أتحمل.. نعمان أني قليلة عليك كيف ما أمك بتقول

ذهله سؤالها مد يده يلمس علي وجنتها برقة قائلاً :-
- مين دي اللي قليلة معرفاش قيمة نفسك ولا ايه انتي في نظري ملكه ياقمر ملكيش صالح بحديت حد يهمك رأي حد غيري

أشار برأسها برفض أبتسم بحب لمعذبة قلبه ثم أحتواها بين بيدية وأعتدل بجلستة جانبها؛ رفعت عيناها تنظر إليه وهي ساكنة بين يدية قائلة :-
- نعمان أنت أحسن راجل في الدنيا ربنا يخليك ليا ياواد عمي ويجعلك ليا العوض والسند العمر كله

أكتفي بأبتسامة بسيطة وهو يشدد من أحتضانة لها يريد أن يدخلها بين أضلعه. بادلت فعله أبتسامه محبه إلي قلبه وقامت بوضع رأسها علي صدره بأرتياح فوجدت بحضنة الأمان الذي تتمناة أي فتاة مع نصفها الأخر وهذا يكفي.

★★★★★★

ظلت تتقلب بفراشها كثيراً لا تستطيع النوم من كثرة التفكير شعورها بشيء ما يحدث مع أهلها يزعجها كثيراً تريد معرفة أخبارهم وما الذي يحدث معهم حتي يطير النوم من عيناها بهذه الطريقة، منذ الصبح وهي لم يغفل لها جفن أزاحت الغطاء من عليها ثم ألقت علي ذلك النائم نظرة أخيرة بعتاب فهي تريدة جانبها بهذة اللحظات القاسية التي تمر عليها لكن ما يحدث معهم بهذه الفترة وجفاءة بالعمامله معها منعها من ذلك.
أرتدت حذئها المنزلي وهي تضع حجاب الرأس فوق خصلاتها التي عقدتها برابطة صغيرة ثم وضعت يدها علي مقبض الباب لتغادر لكن شعرت بجسدة خلفها، استدارت لتراه وجدتة يطالعها بنظراتة الثاقبة عليها بأعينة الناعسة فتحدثت هي أولاً مبرره لحالها فأصبحت هذه الفترة لا تعلم ما يفكر به قائلة :-
- كت رايحة لأمك أقعد معاها شوية مجيليش نوم من وقت ما عوادنا وأنت نايم وأني زهجت

قالت جملتها وهي تراقبه بنظراتها لتري رد فعلة فظنت أنه سيغضب ويثور كما يفعل بالفترة الأخيرة لكن خيب ظنها بهدوءة قائلا :-
- ملوش لازمه النزول لأمي دلوق تلاقيها نايمة وأني صحيت أدخلي أعمليلنا كوبايتين شاي

سعدت كثيراً من حديثة وأسرعت إلي المطبخ لتحضر ما طالبه تحت أنظارة، أرتسم علي محياة أبتسامة بسيطة وذهب خلفها.

★★★★★★

بصباح اليوم التالي بمنزل العائلة كانوا يجلسون جميعهم علي مائدة الأفطار يتناولون وجبتهم في صمت، كان يترأس الطاولة حسن الرفاعي بهيبتة مسلطاً نظرة علي أبنة الأوسط وزوجتة الجالسين علي يمينة؛ أستغرب حسن نظرة بنت أخية المسلطة علية بهذه الطريقة التي فقدتة ثقتة بنفسة لوهله فصرخ بها قائلاً :-
- بصالي أكدية ليه يابت انتي هتاكليني بعنيكي

حول الجميع أنظارهم لعشق التي هتفت وهي مازلت ترمقه بنفس النظرة :-
- بملي عيني منيك ياعمي بملي عيني من سندي هو انت مش مكان أبوي وسندي برضه ياعمي؟

رفع حاجبية يطالعها بذهول مما تقوله. رفعت حاجها هي الأخري دليلاً علي تأكيد حديثها كانت أنظارهم الأثنان تدل علي أن هناك شيء ما، كان هناك عين أخري تراقبهم بفضول تريد معرفة ما يدور حولها لكن فضلت الصمت لوقت أخر.
أستأذن سالم وأنصرف أولاً إلي عملة فأسرعت عشق خلفة تسير معه للخارج وقف بمكانه أمام الباب الخارجي يطالعها بنظراتة المستهزئة قائلا :-
- أدخلي كملي وكلك ملهاش لازمه عمايلك دي

عقدت يدها أمام صدرها وسارت خطوة واحده حتي وقفت أمامه قائلة :-
- لا ياواد عمي ليه لزوم مرتك ومن حقي أعمل اللي رايدة مدام معاك.

أشار بيده إلي الداخل قائلا :-
- أدخلي ياعشق

صمتت قليلاً ثم هتفت قائلة :-
- طب أني رايحة أجيب شوية حاجات ليه وهعدي علي نجمة أخدها معاي

زفر بضيق ثم دفعها للداخل بيده وهو يتحدث بتحذير :-
- لما أعاود نورح نجيب اللي عاوزاه معوزش حديت كتير عاوز أشوف شغلي

مسكت بها إيناس أثناء حديثة قبل أن تسقط أثر قوة دفعه لها فتحدثت بأحراج قائلة :-
- متأخذنيش بس كت جاية أستأذن منك أني هاخد عشق معاي نطلع شوية نجيب شويه حاجات لولدي

كانت إيناس تحدثة وتلك المسكينة ساكنة بين يديها ترمقة بنظرات غاضبة بادلهم النظرة الأثنان بضيق وأكمل طريقة لعملة دون أن يتحدث، خرجت عشق من أحضان إيناس قائلة بغيظ منه :-
- أهو مردش وأنتي حاجات ايه اللي هتجبيها لولدك وجاية عوزاني معاكي أني عارفه أروح مشواري لأول

عقدت إيناس حاجبيها بغيظ ثم أجابت ساخرة :-
- مالك يابت أقفي معوج وأتكلمي عدل بدل ما أعدلك أني الحق عليه اللي جيت أساعدك وجبتها في ولدي لما صعبتي عليه يامخفية

ثم أكملت بغمزة ومكر :-
- بس كتي طالعة تجيبي ايه اللي في بالي مش أكدية

تلونت وجنتها بحمرة الخجل قائلة :-
- لاه مش اللي في بالك ده خالص هتموتيني خجلانه حاجه تانيه بس مش هقولك مضمناكيش يابت البطاش

نهرتها إيناس بأستهزاء :-
- مضمننيش أني يابت الرفاعي دا أني اللي منجياكي من الموت بعد ربنا ياللي ما تتسمي هقول ايه طالعه واطية لسلسالك

- واه ومال السلسال دلوق
- قولي كتي رايحة فين وملكيش صالح بالباقي سبيها علية

ألتفتت عشق حولها يميناً ويساراً قائلة :-
- جيبي ودنك

أستغربت ردها لكن فعلت مثلماً طلبت وصمتت حتي تستمع لحديثها ثم هتفت بعد انتهائها قائلة :-
- يقصف عمرك وأني اللي مفكراكي غلبانه وعلي نياتك طلعت أني اللي غلبانة الواحد يتغر فيكوا يا رافاعية تنزلوه البحر ويطلع عطشان
تعالي يا مصيبة سودة

أبتسمت عشق بفخر وأستفزاز لها وأنصرفت خلفها إلي شقة إيناس.

★★★★★★

خرجت نجمة من غرفتها في طريقها إلي الجامعه وجدت والدتها واقفه بالمطبخ تحضر لها طعام الأفطار أحتضنتها من الخلف قائلة :-
- ربنا يخليكي ليا وما يحرمني من وجودك أبداً ياما

استدارت توحيدة لها ثم تحدثت وهي تقبل وجنتها قائلة :-
- ويخليكي ليه يانن العين يلا جيبي الصنية خليكي تلحقي تاكليلك لقمه

- عيوني...
قالت نجمه كلمتها وهي تضع الأطباق علي الصنية الصغيرة التي تكفي فردين هي ووالدتها وخرجت تنتظرها.
بعد الأنتهاء من الطعام أخذت أغراضها وغادرت المنزل وجدت صديقتها تأتي من بعيد إليها، وقفت أمام المنزل وهي تشير لها لتسرع محدثة نفسها :-
- وبعدين بقه في البومه اللي عالصبح دي ساعه لحد ما تيجي الخطوتين دول ووو

قطع حديثها مع حالها صوت جارتها تلقي عليها تحية الصباح أثناء مرافقتها لأبنها أثناء سيره للعمل أنكمشت في نفسها عند رؤيتها له ثم أجابت بنبرة خاجلة مختلطة بأبتسامة بسيطة:-
- يسعد صباحك بالخير ياخاله مبسوطة أني شوفتك يوم ما بصطبح بوشك ببقي يومي حلو كيفك

أبتسم جميل وهو يستقل بمكانه داخل سيارتة دون أن يتحدث فيكفية سماعة لتلك الكلمات البسيطة التي أسعدتة حتي وإن كانت لا تقصدة وتقصد والدتة فهذا يسعده أكثر، ردت وداد بود :-
- ربنا يبارك فيكي يا زينة البنات رايحة كليتك

أشارت لها نجمة بنعم قائلة :-
- اه يا خاله مستنية بس اللي ما تتسمي سعاد كانها ماشية علي شوك

ضحكت وداد لحديثها :-
- ربنا يجعلك في كل خطوة سلامة وتبقي في أعلي المراتب يانجمه يابنت توحيدة

أمنت علي دعائها وغادرت هي وصديقتها وجميل أيضاً أبتسمت وداد بسعادة وأسرعت في خطاها إتجاه منزل توحيدة.

★★★★★★

وضعت صفا جميع أغراضها داخل الحقيبة من ملابس وأكسوارات وبعض المال أيضاً ثم قامت بغلقها جيداً وتسللت علي أطراف أقدامها حتي لا يحس بها أحد؛ خرجت من البهو العلوي بسلام دون أن يراها أحد ثم هبطت الدرج بخفة وهي تسير ببطئ وخفة حتي وصلت إلي الباب الخارجي. تصنمت بمكانها عندما أستمعت لصوت والدتها تنادي عليها فأقتربت منها قائلة :-
- رايحة فين ياصفا

أبتلعت ريقها بتوتر قائلة :-
- مامي أنتي هنا

أستغربت أمل توترها فأجابت وهي تنظر لها بتراقب :-
- يعني هكون فين؟ فيها ايه الشنطة دي رايحة علي فين

ملئ الخوف قلبها ماهذا الموقف الذي وضعت نفسها به صمتت قليلاً تفكر بشيء ما قائلة :-
- دي هدوم انا مش محتجاها فا قولت ليه متبرعش بيها لناس محتاجة حبيت أعمل حاجه كويسة يا مامي وأكيد هتساعديني عليها

قالت جملتها بكذب وأنتظرت رد فعلها لكن تحول خوفها إلي فرح عندما أجابتها أمل قائلة :-
- ربنا يبارك فيكي ياحبيبتي حقيقي فخوره بيكي ربنا يكتر من حسناتك وأعمال الخير يانور عيني

هتفت بسعادة:-
- حبيبتي يامامي همشي أنا بقه أوصل الحاجات باي

حملت الحقيبة وأنصرفت دون أن تعطيها فرصة للرد وجدت سيارة واقفه بالخارج تنتظرها بعيداً عن المنزل بقليل؛ وضعت الحقيبة بالمقعد الخلفي ثم جلست بالمقعد الأمامي قائلة :-
- طلعت من البيت بالعافية علي المطار يلا

خلع أحمد الكاب الذي كان يرتدية قائلا:-
- خرجتي من البيت بالعافيه ازاي هي عمتي وأبوكي مش عارفين

تعلثم صوتها قائلة بكذب :-
- ايوه طبعاً عارفين بس انت عارف بقه الأهل والفراق صعب متنساش إني بنتهم الوحيدة

أشار لها بتفهم ثم أنطلق بالسيارة في طريقة إلي المطار.
بعد أن وصلوا أخيراً ترجلوا الأثنان من السيارة ثم أكلموا طريقهم علي أقدامهم وقف أحمد بالخارج قائلا :-
- أني ما مرتاحش للموضوع ده مريحش في مكان خلينا نعاود

مسكت بيدة قبل أن يتركها قائلة بغضب :-
- تعاود ايه؟. لعب عيال هو خليك راجل وقد كلمتك كده بص للفلوس اللي هتعملها يأحمد بص للعيشة اللي هنعيشها والجنسية المحترمة اللي هناخدها متبقاش غبي طب بص لحبي ليك أنا متمسكة بيك وعاوزاك وحياتي عندك ما تخسرني أنا بحبك وعاوزاك جمبي

وقف حائراً في أمره لماذا تفعل هكذا من أين ولد حبه بقلبها ومتي؟.. ظل ينظر حوله بحيرة يكمل طريقة المجهول معها أم يعود لعالمه الذي أعتاد عليه ما الفرق بين هنا وهناك هنا أرضنا التي نعلمها جيداً وهناك أرض الغرباء التي لم نعلم عنها شئ. ظلت المقارنات تدور بعقله بخصوص كل شيء هنا وهناك ووجد أن هنا هو من يفوز وليس هناك كما أقنعته بذلك لم يشعر بحاله إلا وهو يبعد يدها المتعلقة بذراعه عنه قائلا :-
- عمر هناك ما هياجي حاجه في بحر اهنية، اهنية أهلنا وناسنا مهما أختلفت الأماكن عرفين بعضينا هناك مين يعرفنا يلا يابنت الناس خلينا نعاود

أستجمعت كامل قوتها قائلة :-
- أسمع كلامي المرادي بس مش هتخسر هنروح عجبك نكمل حياتنا هناك نكمل معجبكش هنرجع يلا يأحمد معاد الطيارة هيضيع كفاية أمبارح

مسكت بيده ليكملوا طريقهم للداخل لكن أستمعت لصوت رنين هاتفها للمره الرابعه فكانت تتجاهله لأقناع أحمد لكن يظن أن هناك أمر ما فتحدثت بعد أن قبلت المكالمة قائلة :-
- ايه يا معتز في ايه

صمتت قليلاً لتستمع لحديثة تحت نظرات أحمد الثاقبة عليها بغضب من أين تريدة وهي تحدث أخر وبهذا الأهتمام حسم أمره علي تركها وعودته إلي منشأة لكن وقف مره أخري عندما صدر منها صوت شهقة عالية أنتفض جسدها أثرها.
وضعت الهاتف داخل حقيبتها ثم مسكت بيده وسحبتة خلفها إلي السيارة صارخة به :-
- أمشي من هنا بسرعة

لم يفهم شيء مما يدور حوله ما هذه الوطة التي وقع بفخها جاء ليتحدث ويفهم كل ما يدور لكن لم تعطية الفرصة فصرخت به مره أخري برعب حتي نفذ رغبها.

★★★★★★

عادو الأثنان من الخارج بعدما جلبوا جميع ما يريدونه من السوق التجاري من طعام وملابس وأغراض خاصة بالمطبخ لشققهم الخاصة؛ صعدوا الدرج الخارجي خلف بعضهم وهم يتهامسون ويضحكون بصمت تحت أنظار الجالسة بالبهو الخارجي علي المقعد تتابع بصمت ما يحدث بشرود، ألقوا عليها تحية السلام وأكملوا طريقهم إلي أعلي هتفت إيناس قائلة :-
- هي مرات عمك مالها اليومين دول ولا اللي ميتلها ميت

أجابت عشق وهي تصعد أمامها :-
- مخبراش مع ان وقت ما جيت مكنتش أكدية ربنا اللي عالم بحالها

دلفت إيناس لشقتها أما عشق فأكملت طريقها..
هبطت إيناس الدرج بخفة ثم ألقت نظرة عليها وجدتها جالسة بمكانها تقدمت بخطواتها إليها قائلة وهي تجلس :-
- مالك يا أم عبدالله شايلة الهم علي دماغك ليه وقاعده كيف الولاية ولا تكوني مضايقة من مجينا وقعدتنا علي قلبك من تاني

نظرت لها أعتماد ثم أجابت بتنهيدة :-
- اللهم طولك ياروح يابت بتقولي شكل للبيع قومي همليني لحالك الله يرضي عليكي روحي شوفي ولك

اجابت بمشاكسة وهي تتقدم لتقعد علي المقعد المجاور لها مباشرة :-
- ولدي مع البت غزل من قبل ما نطلع ملكيش صالح بيه فكي أنتي بس أكدية زعلك عفش ياوليه وبياجي علي دماغنا دلوق تخلي عبدالله جاي وتقوليله مرتك بتطول لسانها عليه وأني مجتش جارك

رمقتها بأستهزاء قائلة:-
- مقيللوش حاجه همليني بس وقومي
- لاه مقيماش غير لما أشوف مالك.. مالك بجد ياما ايه اللي مزعلك

صمتت أعتماد لثواني وهي تنظر إليها فقط بعد كل ما فعلته بها تطمئن عليها الأن قائلة :-
- يابت قولتلك مفيش أني زينه أها

هبطت عشق هي الأخري علي أخر حديثهم ثم تقدمت منهم قائلة :-
- كيفك يامرت عمي

ثم أشار لإيناس بأن تدلف للداخل ليكملوا ما أتفقوا عليه بالسوق فأنصاعت لها قائلة :-
- طب هقوم أشوف الواد تلاقي غزل زهقت منية

أنصرفت إيناس ودقائق بسيطة وذهب عشق خلفها حتي وصلت إلي المطبخ وجدت إيناس جالسة بمفردها تحضر الطعام فتحدثت قائلة :-
- قاعدة لحالك ليه فينها غزل

أجابت إيناس وهي تقوم بتقطيع الخضار قائلة :-
- طلعتها بيني وبينك مبرتحلهاش البت المسهوكه دي وبعدين أحنا متفقين علي ايه رجلتنا نحادي عليها أحنا ورانا ايه غيرهم أمهم مقعدنا جارها ومخليهم يطفشوا نرجعوهم أحنا وانتي بسم الله ماشاء الله عمليتك نجحت وعنيكي فتحت مبقتيش محتاجة لحد لا غزل ولا غيرها جوزك اللي محتاجلك دلوق

أجابت عشق بتنهيدة :-
- معاكي حق بس سالم صعب ياجي أكدية أنتي مخبرهوش قدي

أجابت إيناس ساخره وهي تنهض من مكانها :-
- يمكن مخبراش جوزك بس خابره الرجاله وعوايدها أنتي اعملي اللي قولتلك عليه بس وهتلاقيه ربنا هداه وسالم واد حلال وشكله بيحبك متخسرهوش خالص

أكتفت عشق بأبتسامة ونظرة شكر قائلة :-
- هطلع أغير خلقاتي وأعاود طوالي

أنصرفت من المطبخ في طريقها للخارج لكن تصنمت بمكانها بذهول وصدمة شلت جسدها عندما رأت غزل جالسة أعلي المكتب بغرفة المكتب أمام عمها وتتدلل عليه بطريقة متقزرة فتحت فمها بأندهاش وعدم أستيعاب عندما رأت حسن يبادلها ما تفعلة فكان الباب مفتوحاً علي وسعه جففت عرقها المبتل علي جبهتها ثم ركضت إلي الخارج وجدت زوجه عمها أمامها قائلة :-
- مالك يابت لونك مخطوف في ايه جوه

تلعثمت عشق في نبرتها قائلة وهي تشير بيدها للداخل :-
- هو.. هو.. عمي ووووو

لن تنتظر أعتماد ما تقوله بل دفعتها وأكملت طريقها الي الداخل مكان ما كانت تشير.

يتبع الفصل السابع عشر 17 عبر الرابط التالي: "رواية بريق العشق كاملة" اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent