Ads by Google X

رواية ملك عمري المشهد السادس 6 بقلم سارة علي

الصفحة الرئيسية

رواية ملك عمري البارت السادس 6 بقلم سارة علي

رواية ملك عمري كاملة

رواية ملك عمري الفصل السادس 6

ظلت تنظر له بريبة تنتظر رد فعله على ما قالته .. لا تعرف كيف استطاعت ان تبوح له بكل شيء .. لكن هناك شيء في داخلها اخبرها أن تتحدث وتخبره بما فعلته هي وشقيقتها .. وجدته ينظر لها بتمعن وكأنه يراها لأول مرة .. لم ينطق بحرف واحد فقط يتأملها دون حديث..
سألته بصوت خافت مرتجف :
" مش هتقول حاجة ..؟!"
اجابها اخيرا بعد صمت استمر لدقيقتين :
" اقول ايه ..؟! "
قالت بتعجب :
" قول اي حاجة .. اصرخ علي .. او حاسبني .."
" ليه هربت ..؟! ليه مواجهتنيش ورفضت تكمل الجوازة ..؟!"
سألها بهدوء غريب لترد بجدية :
" مكنتش هتوافق تلغي الفرح ولا بابا كان هيوافق فمكانش قدامها حل غير الهرب .. "
عاد الصمت حليفه حتى قطعته بملل :
" انت هتفضل ساكت كده كتير ..؟! سكوتك ده مخوفني .."
رد بصراحة :
" مش عارف اقول ايه .. من جهة مدايق جدا لاني اتحطيت فموقف غبي زي ده .. خصوصا اني معرفش حاجة عن الصور دي ومن جهة فرحان انوا هروب ريم خلاني اعيش حاجة مختلفة مكانتش فبالي ولا فحساباتي .."
رمقته بتعجب وهي تسأله :
" حاجة مختلفة ..؟! انت بتتكلم عن ايه ..؟!"
رد بخفوت وعيناه تلمعان بشكل غريب :
" انا اكتشفت انوا ارتباطي من ريم كان غلطة .. ريم مكانتش هي الانسانة المناسبة ليا .. ولا كنت هرتاح معاها .. غير اني اكتشفت اني عمري محبيتها وانوا مشاعري ناحيتها متعدتش الاعجاب .. عشان كده انا بحمد ربنا انوا الجوازة دي متمتش ومتورطتش معاها .."
رفعت حاجبها بدهشة وقالت بعفوية :
" انت مجنون يابني ..؟! انت متأكد انوا عندك ستة وثلاثين سنة ..؟!"
ضحك وهو يسألها بخبث :
" طب مانتي عارفة سني اهو .. امال جبتيها منين اواخر الاربعينات .."
احمرت وجنتاها وهي تقول :
" شكلك بيدي كده .. اعملك ايه ..؟!"
رد بمكر :
" على اساس انوا شعري ابيض من كتر الشيب ووشي عجز من التجاعيد .."
ضحكت بقوة قبل ان ترد :
" متقلقش .. كلها خمس ست سنين وشعرك هيتقلب ابيض ووشك هيعجز .."
ثم اكملت بمكر :
" نصيحة ليك الحق اتجوز وخلف بسرعة عشان متبنش قدام الناس جد لولادك .."
قال بخبث :
" منا متجوز فعلا .. "
ابتلعت ريقها وقالت وهي تبعد عينيها عنه :
" انا اقصد حاجة تانية .."
رد بجدية :
" وانا اقصد اللي فهمتيه .."
تطلعت اليه بصدمة قبل ان تقول بسرعة :
" لا انسى .. اللي بتفكر فيه لا يمكن يحصل .."
" ايه اللي بفكر فيه ..؟!"
سألها بمرواغة لترد وهي تكاد تبكي من فرط الخجل :
" انت سخيف على فكرة وبتستغل صغر سني .."
ضحك عاليا وقال :
" دي تاني مرة تعترفي فيها انك طفلة .."
تأملته متمعنة النظر بضحكته لتجد نفسها معجبة بها للغاية .. كان يبدو وسيما للغاية وهو يضحك من اعماق قلبه ..
انتبه لتأملها وشرودها فيه فابتسم بمكر قبل ان يجذبها نحوه ويطبع قبلة خفيفة على شفتيها ..
تصنمت في مكانها وهي تشعر بشفته تلتصق بشفتيها قبل ان تتعمق قبلته اكثر بينما هي مستسلمة له تماما لا تشعر بشيء سوى بقلبها الذي ينبض بعنف وجسدها الذي يرتجف من فرط المشاعر القوية التي اهلكتها ..
ابتعد عنها جاسر اخيرا يتأمل وجهها الذي اصبح بمئة لون وملامحها المضطربة ..
كان يشعر بنبضات قلبه تصل ذروتها .. لم يستوعب بعد مدى روعة التجربة .. ود لو يعاود تقبيلها مرارا دون ان يكل او يمل .. 
تأمل ملامحها الساكنة قليلا قبل ان تنفجر في البكاء ..
اضطرب كليا وهو يحاول احتضانها وتهدئتها لكنه دفعته وقالت من بين بكائها :
" انت ازاي تعمل كده ..؟! ازاي ..؟!"
" اهدي يا ملك .. انا معملتش حاجة .. انا جوزك .."
صرخت بقوة :
" انت استغلتني .. "
رد بقوة وهو يحاول احتوائها :
" دي مجرد بوسة على فكرة .. مفيش داعي تقلبي الدنيا بالشكل ده .."
قالت ببراءة وهي تنهار من شدة البكاء :
" دي اول بوسة ليا .. انت بأي حق تعمل كده ..؟! بأي حق تسرق اول بوسه ليا بالشكل ده ..؟!"
زفر انفاسه بقوة وقد فهم الان سبب بكائها ليرد بجدية :
" انا جوزك يا ملك .. واللي عملته ده شيء طبيعي .. "
ردت معترضة :
" لا مش طبيعي .. احنه جوازنا مش طبيعي اصلا .."
" طب ممكن تهدي .."
قالها برقة لتمسح دموعها وهي تنظر له بغيظ ليجد نفسه يعتذر لها :
" انا اسف .. "
شعرت بالحرج وهي تتذكر استسلامها المخزي له والأسوء تلك المشاعر الغريبة التي انتابتها .. لم تشعر بالنفور والازدراء بالعكس تماما كان ما شعرت به هو السعادة .. لعنت نفسها وشعور الغدر والخيانة تمكن منها .. لقد خانت خالد ووعدها له .. غدرت به ..
لاحظ جاسر اضطراب مشاعرها الذي ظهر بوضوح على ملامحها فقال بجدية :
" اهدي يا ملك وانا اوعدك اني مش هقرب تاني منك .."
رمشت بعينيها وهي تقول :
" انا وحدة متخلفة .. وغبية .. انا عارفة نفسي غبية .. "
ثم اكملت بصدق :
" الغلط مش منك .  الغلط مني .. انا كان لازم امنعك ومستسلمش .."
رد على مضض :
" خلاص انسي الموضوع واعتبري مفيش حاجة حصلت .. ونامي وارتاحي لآنك تعبتي النهاردة .."
أومأت برأسها وهي تتدثر تحت الغطاء وتحاول ان تنسى تلك القبلة واستسلامها المخزي له وفعل جاسر المثل ..
اغمضت عينيها لتتفاجئ به يسألها :
" هي فعلا كانت اول بوسة ..؟!"
التفتت نحوه وقالت بعدم تصديق :
" هو انت فاكر اني بكدب ..؟!"
قال بسرعة مصححا :
" اكيد لا .. بس انتي قلتي انك مرتبطة بخالد .. يعني معقول مرتبطين ومحصلش بينكم حاجة زي كده .."
ردت بسرعة وعفوية :
" خالد عمره مقرب مني ولا لمسني .. احنه علاقتنا كانت بريئة جدا .. هو كان بيخاف عليا ويحافظ عليا حتى من نفسه .. وحتى لو هو كان عايز حاجة زي كده انا مكنتش هسمحله"
تنهد براحة عندما سمع ما قالته بالرغم من ضيقه لمدحها لذلك المدعو خالد ..
قال اخيرا بعدما سيطر على مشاعره المتضاربة :
" انتِ جميلة اوي يا ملك .. اجمل بنت شفتيها فحياتي .."
لمعت عيناها بقوة لتجد نفسه تقول بلا وعي :
" انت كمان جميل .."
ثم قضمت لسانها وهي تلعن نفسها على ما تفوهت به قبل ان تستدير للجهة الاخرى وتغمض عينيها بقوة ..
....................................................................
مر شهرين بعد تلك الليلة ..
جاسر نفذ وعده لملك ولم يقترب منها اطلاقها رغم رغبته الشديدة بذلك ..
العلاقة بين جاسر وملك اصبحت جيدة جدا ..
في الصباح جاسر يذهب الى عمله وهي تذهب الى منزل والدها لمراعاة اخويها ..
وفي المساء يلتقيان على العشاء حيث يصعدان بعدها الى غرفتهما ويتحدثان في الكثير من الامور المختلفة حتى تغفو ملك دون وعي اثناء حديثهما ويظل جاسر يتأملها بعشق بات يسيطر على كيانه بأكمله قبل ان ينام بجانبها وهو يشعر بالسعادة والاطمئنان ..
جلنار ابتعدت عن طريقهما ولم تتدخل نهائيا بهما بالرغم من عدم رضاها عن ذهاب ملك الى منزل عائلتها يوميا وضيقها من مظهرها البشع بالنسبة لها ..
سيلين سافرت ايضا الى عائلتها وقد ارتبطت ملك بعلاقة قوية مع زينة ورزان اما ريم فظلت مختفية ووالدها ما زال يبحث عنها ..
في مساء احد الايام ...
كانت ملك تجلس وتتحدث مع زينة ورزان وتضحكان سويا حينما تقدمت جلنار منهما وهي تهتف بقلق :
" هو جاسر أتأخر ولا انا بيتهيألي ..؟!"
تطلعت الفتيات اليها لتقول زينة :
" جايز عنده شغل ولا حاجة .."
قاطع حديثها رنين هاتف ملك برقم غريب فإجابت بسرعة لتجد المتصل يسألها :
" حضرتك مدام جاسر الحسيني ..؟!"
" ايوه انا .. خير ..؟!"
سألته بقلق ليرد :
" استاذ جاسر عمل حادثه وهو دلوقتي فالمستشفى .."
سقط الهاتف من يدها وكادت ان تسقط ارضا لولا زينة التي لحقت بها وسندتها لتسألها جلنار بقلق :
" فيه ايه ..؟! مالك ..؟!"
ردت بصوت مذعور :
" جاسر عمل حادثة وهو دلوقتي بالمستشفى .."
ثم ركضت مسرعة وهي تقول بلهفة :
" انا لازم اروحله .."
لحقت بها زينة ورزان وكذلك جلنار التي اتصلت اثناء الطريق بكمال ابن عمه ..
كانت ملك تبكي طوال الطريق بشكل هيستيري وهي تدعو الله ان يكون بخير ..
دلفت الى المستشفى ليجدن كمال قد سبقهن فقام باستقبالهن واخبرهن انه ما زال داخل غرفة العمليات ..
انهارت ملك بين احضان زينة التي اخذت تواسيها ..
مر الوقت بطيئا حتى وجدت ملك والدها يتقدم نحوهم ومعه خالد الذي كان بجانب حامد وقت معرفته بحادثة جاسر ..
ما ان رأت ملك والدها حتى ركضت نحوه واحتضنته بقوة وهي تبكي بعنف وسط صدمة خالد الذي لم يستوعب انهيارها بهذا الشكل لأجل جاسر ..
حاول والدها تهدئتها مستغربا هو الاخر من انهيارها هذا فوجدها تقول  وسط بكائها :
" انا خايفة عليه اوي .. مش عايزاه يموت .. متخليهوش يموت يا بابا .."
ادمعت عينا الاب وهو يحاول تهدئتها حينما خرج الطبيب واخبرهم انه بخير وان الحادثه لم تكن قوية كما انه سيتم نقله الى غرفة عادية وسيبقى في المستشفى عدة ايام حتى يشفى تماما ..
تنهد الجميع براحة بينما اخذ خالد ينظر الى ملك التي عادت الحياة لوجهها واحتضنت والدها مخبأة وجهها داخل احضانه بينما اخذ والدها يفكر في شيء اخر ..
هل احبت ملك جاسر ..؟! تصرفاتها وخوفها عليه بهذا الشكل يشيران الى ذلك ولكن هل احبها جاسر ايضا ..؟!
نظر الى ابنته بشفقة فهو اكثر من يعرف جاسر وذوقه في النساء .. وبحكم معرفته به فمن المستحيل ان يحب جاسر ملك .. لعن نفسه حينما وافق على ارتباط ابنته بجاسر فالمسكينة وقعت في حبه دون ان تدرك مدى سوء ذلك ..
بحث بعينيه عن خالد فوجده قد غادر ليجلس ابنته على الكرسي ويجلس بجانبها محاولا تهدئتها ليجدها تقفز بسرعة :
" خلينا نروح نشوفه .. زمانهم نقلوه الاوضة .."
وبالفعل ذهبوا الى هناك ليجدونه نائما غير واعيا بأي شيء ..
اقتربت ملك منه وأخذت تتأمله والدموع تهطل من عينيها بغزارة ..
تحدث الطبيب بجدية :
" الوقت متأخر ومينفعش كلكم تفضلوا هنا .. لازم شخص واحد يفضل معاه .."
" انا .. انا مراته وهفضل معاه .."
قالتها ملك بسرعة ليبتسم لها الطبيب ويقول :
" حقك طبعا .. الباقي تقدروا تتفضلوا وتزوروه بكره .. هو بخير .. اطمنوا .."
خرج الجميع بعد قليل تاركين ملك لوحدها مع جاسر والتي اخذت تنظر له بحزن يمزق قلبها ..
جلست بجانبه وأمسكت يده وهي تقول بخفوت :
" قوم من فضلك .. بلاش تموت وتسيبني .. انا مش عايزة اي حاجة مش كويسة تحصلك .."
ثم وجدت نفسها تنحني نحو يده وتقبلها برقة قبل ان تلمس خصلات شعره السوداء ..
ظلت جالسة على الكرسي حتى غفت عليه ..
حل الصباح ليفتح جاسر عينيه اخيرا وهو يشعر بألم شديد في انحاء جسده ..
التفت نحو اليسار ليتفاجئ بملك نائمة وهي جالسة على الكرسي ..
نبض قلبه بعنف وهو يمد يده ويلمس يدها قبل ان يهمس بحب :
" ملك .."
جفلت من نومتها واخذت تتلفت يمينا ويسارا قبل ان تسأله برعب :
" انت كويس ..؟! فيه حاجة بتوجعك ..؟!"
قال بسرعة محاولا تهدئتها :
" اهدي .. انا بخير الحمد لله .."
تنهدت براحة واخذت الدموع تتساقط من عينيها ليسألها بقلق :
" بتعيطي ايه ..؟!"
ردت بوجع :
" خفت يحصلك حاجة وحشة .."
ابتسم وهو يقول :
" انا كويس .. متقلقيش .."
مسحت دموعها وهي تلمس كف يده وتضغط عليه بدعم ..
جاء الطبيب بعدها وفحصه وطمأنها عليه ..
جاءت بعدها جلنار مع ابنتيها وكمال واطمئنا عليه وبقيا معه لوقت طويل ..
ثم جاء بعدها حامد تبعه العديد من اصدقاء جاسر واقاربه ..
لم يكن هناك وقت لهما كي ينفردا سويا فجاسر لديه العديد من الاصدقاء والاقارب الذين سارعوا لزيارته ..
حل المساء ورحل الجميع لينظر جاسر الى ملك الذي ظهر الاجهاد عليها بوضوح فسألها :
" ليه مروحتيش مع كمال يا ملك ..؟!"
ردت بسرعة :
" لا انا هفضل جمبك .. مش هسيبك لحد ما تخرج .."
قال بجدية :
" بس انتِ تعبتي خالص .."
ابتسمت له وقالت :
" انا كويسة ومتقلقش .."
رن هاتفها فوجدت خالد يتصل بها .. ارتبكت قليلا واجابته :
" مساء الخير .. اه الحمد لله بقى كويس .. ايه ..؟! "
نظرت الى جاسر وقالت :
" لا مينفعش .. "
تطلع جاسر اليها بشك بينما اكملت هي بتلعثم :
" قلتلك مينفعش .. تصبح على خير .."
ثم اغلقت الهاتف في وجهه ليسألها جاسر بجمود :
" مين ..؟!"
ردت بصدق :
" خالد .."
" عاوز ايه ..؟!"
اجابته بتوتر :
" كان عايز يشوفني ويتكلم معايا فحاجة مهمة .."
اغمض جاسر عينيه بإرهاق ثم فتحها وقال :
" اتمنى انوا متتكلميش معاه تاني ابدا يا ملك احتراما ليا على الاقل .."
قالت بسرعة :
" انا فعلا مش بتكلم معاه ولا بشوفه .. واظن انوا اما اتصل بيا دلوقتي رديت عليه قدامك .."
اومأ برأسه متفهما وقال :
" عارف .. انا بثق فيكي اصلا وبثق فأخلاقك .."
ابتسمت بإضطراب قبل ان تقول بجدية :
" نام وارتاح بقى .. الدكتور قال مش لازم تجهد نفسك بالكلام .."
...........................................................................
كانت تقلب في مواقع التواصل الاجتماعي بملل حينما رأت خبر اصابته بحادث سيارة فقفزت من مكانه بهلع لتسألها صديقتها :
" مالك يا ريم ..؟! "
اجابتها ريم بصوت متحشرج :
" جاسر يا نور .. جاسر عمل حادثه .."
اقتربت نور منها محاولة تهدئتها :
" طب اهدي يا حبيبتي .. اهدي .."
قالت ريم بذعر :
" اهدى ازاي .. انا خايفة تكون حالته خطيرة .. انا لازم اروحله .."
قالت نور بسرعة :
" تروحيله فين ..؟! انتِ اتجننتي ..؟! "
ردت ريم بقوة :
" مش مهم اي حاجة .. المهم اطمن عليه .."
عارضتها نور :
" ريم بلاش جنان .. لو ظهرتي دلوقتي محدش هيرحمك .. ومتنسيش كمان انوا اتجوز اختك .،"
قالت ريم بضيق :
" ميهمنيش اي حاجة .. المهم اني اطمن عليه .. واني اشوفه وهو كويس .. وانا هعتذرله وابوس ايديه عشان يسامحني .. انا ممكن اموت لو حصله حاجة .."
حاولت نور تهدئتها فقالت :
" طب اهدي دلوقتي .. اهدي وكل حاجة هتبقى تمام .."
.......................................................................
مرت العديد من الايام وخرج جاسر من المستشفى وبدأت الحياة تعود لطبيعتها ..
ظل جاسر مقيما في المنزل بأوامر الطبيب حتى يستعيد عافيته تماما وكانت ملك المسؤولة عن رعايته ..
في احدى الليالي كانت ملك تؤدي فريضتها بينما جاسر يقف بعيدا يتأملها بدهشة فهذه المرة الاولى التي تصلي بها امامه.. انتهت ملك من صلاتها لتتفاجئ به ينظر اليها بطريقة غريبة.. 
" بتبصلي كده ليه ..؟!"
سألته متعجبة من نظراته تلك فأجابها بجدية :
" مكنتش اعرف انك بتصلي .."
ردت بإستخفاف :
" حد قالك اني ملحدة قبل كده .."
وجدته يقول بصدق :
" اصل دي اول مرة اشوف فيها حد بيصلي .."
صاحت بعدم تصديق :
" نعم ..؟!"
ثم سألته بدهشة :
" عمرك مشفت حد بيصلي ..؟! مامتك او باباك او وحدة من اخواتك ..؟!"
هز رأسه نفيا وهو يجيب :
" لا .. مظنش انوا امي او اخواتي بيصلوا اصلا .."
قالت بتعجب :
" غريبة .. "
" ايه اللي غريب فكلامي ..؟!"
اجابته بصدق :
" المفروض انكوا تصلوا طالما مسلمين .. طب انت معروف ليه مش بتصلي .. بس مامتك واخواتك ليه .."
حاول تغيير الموضوع فسألها :
" انتِ بتصلي من زمان ..؟!"
أومأت برأسها وهي تجيبه :
" من اكتر من عشر سنين .. انا وعدت ماما اني التزم فصلاتي دائما .. وبابا كمان وعدها والتزم .."
ثم اردفت بأسف :
" ريم الوحيدة اللي مبتصليش .. مع انوا ماما حاولت معاها كتير وانا حاولت .."
اكملت وهي تبتسم بحب :
" اصل الصلاة دي مريحة اوي يا جاسر .. بتخليك تحس انك انسان جميل وتخليك تحب نفسك .."
صمت ولم يرد عليها ليتفاجئ بها تخبره :
" جاسر ممكن اطلب منك طلب ..؟!"
اومأ برأسه وهو يجيبها :
" اكيد ..اطلبي اللي انتي عايزاه وانا هنفذهولك .."
قالت وهي ترسم على شفتيها ابتسامة بريئة سحرته :
" ممكن تبطل شرب وعلاقات حرام .. حرام تضيع نفسك بسبب حاجات متستاهلش إنك تضيع نفسك عشانها .. "
وعندما لم تجد ردا منه اكملت بطفولة :
" النار بتحرق اووي يا جاسر .."
وجدته يبتسم رغما عنه لتعقد حاجبيها وهي تسأله بضيق :
" انت بتستهزء فكلامي .. بكره ربنا يعاقبك وتفتكرني .."
رد بسرعة وقد اختفت ابتسامته :
" مين قال اني بستهزء ..؟! عالعموم طلبك على عيني وعلى راسي .. وفعلا انتِ معاكي حق .. مفيش حاجة تستاهل اضيع نفسي عشانها .."
تنهدت براحة وهي تتجه نحو الفراش لتنام لتتفاجئ به يخبرها :
" ملك .. انا ملمستش ست من بعد اول ليلة ففرحنا .. دي كانت اخر مره المس فيها ست .. بعدها مقدرتش اقرب من اي ست .. حاولت ومعرفتش .. "
ابتلعت ملك ريقها وهي تشعر بشيء خفي وراء اعترافه هذا ..
......................................................................
استيقظت ملك صباحا لتجد جاسر يقف امام المرأة مرتديا ملابس الخروج ويسرح شعره لتسأله بجدية :
" هتروح الشركة ..؟!"
اجابها وهو يبتسم لها :
" ايوه خلاص .. فترة النقاهة انتهت .."
ابتسمت له وقالت :
" يبقى انا كمان هروح بيتنا .. اصلي بقالي كتير مزرتش اخواتي .."
" طب غيري هدومك بسرعة وانا هوصلك .."
قفزت من فوق السرير واتجهت مسرعة لتغير ملابسها ..
ارتدت ملابس الخروج وسارت مع جاسر حيث هبطا الى الطابق السفلي ليجدا رزان تنظر لهما بتوتر فسألها جاسر :
" مالك يا رزان ..؟! فيكي ايه ..؟!"
ردت رزان بتلعثم :
" فيه ضيفه جوه ..؟!"
سألها جاسر بحيرة :
" ضيفة مين ..؟!"
لينصدم من ريم التي تقدمت نحويهم وهي تهتف بخجل :
" انا يا جاسر .."
يتبع الفصل السابع 7 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent