رواية غزوة حب الفصل السادس عشر 16 - اسماء ايهاب

الصفحة الرئيسية

رواية غزوة حب البارت السادس عشر 16 بقلم اسماء ايهاب

رواية غزوة حب الفصل السادس عشر 16

استطاعت بعد نصف ساعة من فقدانها للوعي ان تفتح عينها بـبطئ شديد و كأنها لم تعرف يوماً كيف تفتح عينها رأت وجهه امامها مشوش و غير واضح لـ تغمض عينيها من جديد حتي اثارت قلقه لـ يربت علي وجنتيها مرة اخري و هو يتحدث بـقلق قائلاً : 
_ حبيبتي سمعاني .. فيروز قادرة تفتحي 
فتحت عينها مجدداً بـثقل ظلت تنظر اليه برهة حتي اتضحت لها صورته بـشكل واضح امسك بـيدها يساعدها علي الاعتدال بـجلستها و من ثم امسك بـعُلبة العصير الورقية الموضوعة علي الطاولة و التي طلبها من اجلها حين افاقتها فتحها و مد يده بها و هو يقول بـلطف : 
_ اشربي يا حبيبتي عشان تفوقي 
امتنعت عن الشراب و هي تبعد يده بـما يحمله و قد اصبحت عيونها مليئة بـالدموع ، تنهد واضعاً العُلبة بـمحلها و هو ينظر الي عينها امسك بـيدها يربت عليها بـرفق و رفعها لـ يقبل باطنها و هو يهمس بـلين : 
_ اهدي يا روز اهدي 
هزت رأسها بـنفي و هي تجهش بـالبكاء ساحبة كف يدها عن يده تضعها علي وجهها و تبدأ بـاصدار شهقات عالية من داخل صدرها بـألم يجتاحها لكنها تحدثت من بين تلك الشهقات قائلة : 
_ هو كداب انا بنتهم انا بنت اكرم و هناء مش بنت حد تاني انا فيروز اكرم علام 
رفعت رأسها حين وجدته صامت لا يبدي اي ردة فعل لـ تشير الي نفسها و هي تبتلع ريقها بـصوت مسموع قائلة : 
_ واحد يجي يقولي انتي مش بنتهم و اصدقه كدا عادي انا بنت اكرم علام صح انا بنته 
توسلت بـأعين دامعة و هي تقول بـرجاء : 
_ قولي اني بنته يا شهاب عشان خاطري 
صمته دام و لم تطمئن لـذلك ابداً نظرت اليه بـرجاء و قد احتد صوت بكاءها العالي بـانين مؤلم ، احني رأسه الي الاسفل و لم ينظر الي عينها الباكية التي تعزف الحان حزينة علي اوتاره شهقت بـحدة و قد تملكت منها نوبة من البكاء الحاد لم تستطع الا أن تلقت بـجسدها علي الارض تبكي لـ يتنهد هو بـأسي يبدو ان القادم اقسي بـكثير من زي قبل جلس جوارها علي ركبتيه وضع يده علي كتفها و هو يهمس بـهدوء :
_ روز انا 
قطعت جملته حين القت بـيده عن كتفها بـقوة و نظرت اليه بـلوم و هي تصرخ به بـاختناق متسألة : 
_ كنت عارف ؟
ابتلع ريقه بـصعوبة و هو ينظر اليها قليلاً بـصمت لـ تهز رأسها بـنفي و هي تتحدث بـدموع قائلة :
_ لا يا شهاب لا عشان خاطري أنت مكنتش عارف لا 
همس الاخير بـاعتذار و هو يجذب خصلات شعره الي الخلف من شدة غيظه و ضيقه قائلاً : 
_ انا كنت هقولك صدقيني انا لسة عارف اليوم اللي كان هيبقي كتب كتابك علي احمد 
وقفت فيروز بـصعوبة و قد تجاهلت يده الممدودة لها نظرت اليه بـذات النظرة التي كانت ترمقه بها عند زواجه من ياسمين و التي تؤلمه حتي الآن ، كادت ان تخرج من الغرفة دون ان تلقي كلمة واحدة الا انه لحق بها يقف امام الباب يمنع خروجها و هو يقول : 
_ كنت هقولك صدقيني انا لسة راجع شغلي و انتي مبتكلمنيش و لا بتردي عليا هقولك امتي 
رفعت عينها اليه بـجمود و هي تقول بلامبالاه : 
_ انتوا خلتوني معنديش ثقة في اي حد خالص 
لم يسمح لها حين حاولت الخروج عينه تتوسل قلبها ان لا تفعل به ذلك و هو يقول :
_ فيروز انا مليش دعوة بكل دا انا ليا دعوة بيكي انتي عشان خاطري كفاية اللي احنا عدينا بيه 
_ ابعد عن الباب عايزة اخرج 
لا تعبير بـنبرتها و كأنها تتحدث مع اي شئ اخر غيره شخصاً غريب و هذا ما أثار ضيقه و غضبه قائلاً بـحدة : 
_ مش هتخرجي من هنا غير لما تفهمي ان انا مليش ذنب و لما خبيت عليكي كان الايام اللي كنت فيها في المستشفى و انتي بعد ما عرفتي اني فوقت لا جيتي و لا كلمتيني و كنتي بتكلمي شريف تطمني منه بس اقولك امتي و انا أساساً ورا ضهرك 
بكت من جديد و هي تحاول أزاحت جسده عن الباب و هو ثابت لا يتحرك فرد يده يحجزها عن الباب قائلة بـحزم : 
_ مش هتخرجي من هنا غير لما نتكلم 
ابتعدت خطوة الي الخلف و هي تنظر اليه بـعتاب لـيرفز هو بـاختناق و هو يمرر يده علي وجهه بـحدة ، عدلت من حجابها سريعاً حين شعرت به ينزاح عن شعرها وضعت يدها بـجيب ثياب العمل لـ تخرج هاتفها حين رن مقاطعاً نظراتهم المتبادلة لـ تجد الممرضة المساعدة لها بـالمشفي فتحت الاتصال و هي تمسح دموعها بـكف يدها مجيبة عليها قائلة :
_ الو يا ميرنا 
انتظرت قليلاً تستمع الي ما تقوله لـ تتحدث هي قائلة : 
_ لا مش هرجع المستشفى ابعتيه لدكتور نهي يا ميرنا 
ادمعت عينها و هي تنظر الي الارض قائلة : 
_ انزلي لـشيماء في العناية و اديها الفون 
ابعدت الهاتف عن اذنها حين قالت انها سـتذهب اليها نظرت الي شهاب و هي تقول بـهدوء مريب : 
_ ممكن تبعد عشان اخرج 
هز رأسه بـنفي و هو يستند بـظهره علي الباب قائلاً : 
_ لا  مش هتخرجي 
اغمضت عينها و هي تزفر بـقوة لـ تتراجع للجلوس علي الاريكة و تضع الهاتف علي اذنها من جديد و دقيقة حتي وجدت شيماء تتحدث من الطرف الاخر قائلة بـلهفة : 
_ أيوة يا دكتور فيروز انتي كويسة جريت وراكي و انتي خارجة بس ملحقتكيش كنتي بتعيطي جامد 
تنهدت فيروز مجيبة و هي تحاول كبح دموعها التي لم تعد تتوقف : 
_ انا كويسة يا شيماء 
صمتت تتنفس بـهدوء و هي تضع يدها علي قلبها الذي يدق بـجنون قائلة : 
_ ممكن تخلي طارق يكلمني 
انتفض شهاب و اسرع يجلس جوارها و هو يصيح بـصوت حاد متسائلاً : 
_ طارق مين ؟
وضعت سبابتها علي شفتيها تنبه ان يصمت الا انه مد يده لـ يأخذ الهاتف و هو يقول : 
_ اسكت اية بقولك مين 
غربت عينها ثم التفتت اليه بـحدة تتحدث بـجمود و هي تصك علي أسنانها : 
_ ملكش دعوة يا شهاب 
قاطعت حديثها و هي تقول بـهدوء بعد ان استمعت الي صوت طارق المرهق من الطرف الآخر قائلة و قلبها يطرق بـقوة يكاد ان يخرج من داخل قفصها الصدري : 
_ انا فيروز يا طارق 
_ فـيـروز 
نطقها شهاب بـحدة التفتت اليه لـ يرمقها غاضباً ، ضمت اصابعها الي بعضها و تشير اليه بـالصبر لـ يطرق علي قدمه بـقوة و هو يتنفس بـقوة قابضاً علي قماش بنطاله لـ تتحدث فيروز الي طارق مرة اخري و هي تقول : 
_ انا عايزة عنوان .. عنوان لاهلي اللي بتقول عليهم 
صمتت تتنفس تبتلع ريقها بـصعوبة حتي اجابها طارق بعد صمت لـ دقائق حتي تحدثت مرة اخري قائلة : 
_ شكراً .. شكراً انك عرفتني كل حاجة يا طارق من غيرك كنت هفضل طول عمري مخدوعة 
انتشل منها شهاب الهاتف يغلقه و هو ينظر اليها بـغيظ شديد لـ تأخذ منه الهاتف مجدداً و هي ترمقه بـغضب لـ يشير اليها بـسبابته نحو الاريكة حين وقفت عنها و هو يقول بـصراخ حاد غاضب : 
_ اقعدي فهميني كل حاجة مين طارق دا و يعرفك منين عشان يقولك حاجة زي دي 
جلست بلا مبالاه اعلي المقعد و هي تنظر اليه بـضيق قائلة : 
_ طارق يبقي ابن خالي المفروض دا لو طلع فعلا كلامه صح كان في المستشفى بعد ما عمل حادثة كبيرة و دخل العناية المركزة بقاله اكتر من شهرين في غيبوبة دايما رجلي تاخدني اطمن عليه في العناية و اقعد اتكلم معاه 
فرك عينه بـضيق من كلماتها التي تخرج بـسلاسة منها و هي بلامبالاه تحرقه و بـغضب وقف يدور حول نفسه حتي امسك بـتمثال من الخزف يلقيه علي الارض حتي تهشم و اصبح فتات صرخت صرخة كتمتها بـكف يدها نظرت اليه بـاعين متسائلة و ابتلعت ريقها بـتوتر لـ ينظر اليها و هو يقول :
_ كنتي بتدخلي عنده لية يا فيروز 
وقفت مرة اخري عن الاريكة تنظر اليه تقدمت منه بـخطوات هادئة حتي وقفت امامه و هي تقول : 
_ و الله معرف لية بعد خطوبتي من احمد فجأة لقيت نفسي قدام العناية المركزة و دخلت عنده و بعديها بقيت اروح عنده و اكلمه عندك و عن اللي حصل و عن اللي وجعني منك و من ياسمين علي كل حاجة فجأة فاق و مسك ايدي و قالي اني ايلين 
ابتسم بـغلظة و هو يقول بـحدة : 
_ فخور بيكي و الله 
تأففت و هي تلتفت تغادر الغرفة لـ يلحق بها بعد ان خلع عنه مأزره اوقفها حين كادت ان يشير الي سيارة اجرة عابرة امامها تحدث و هو يشير نحو سيارته قائلاً : 
_ تعالي هروحك 
_ مش عايزة اروح معاك يا سيدي سيبني في حالي الله يخليك يا شهاب 
قالت جملتها بـصوت عالي لاول مرة تتحدث معه بـتلك النبرة جذبها رغماً عنها دون الاكثار بـالحديث فتح باب السيارة لـ تتنهد و هي تستقل سيارته لـ يتوجه هو الي الجهة الاخري من السيارة لـ يصلها الي المنزل ما حدث لها كثير و ما يحدث لها اكثر قلبه يتألم لاجلها و هي لا تدري ذلك لا تعلم أنه لا يريد أن يري دمعة واحدة منها بعد ذلك يكفي انه تسبب بـهذه الدموع كثيراً
**********************************
اخذت زينة درجات السلم و هي تركض و الفرحة العارمة هي ما تقودها الي ان تلقاه لـ تختار معه اثاث شقتهم الذي بدأ حسام بـاعادة الدهان بها و تجديد بعض الاشياء بها ما كادت ان تكمل درجات السلم و هي تدندن اغنيتها المفضلة لـ تشهق فجأة بـخوف شديد حين شعرت بـيد تلتقط حجابها و شعرها و تجذبها بـقوة و استمعت الي صوت والدت حسام تصرخ بها بـغيظ جاذبة خصلات شعرها بعد ان سقط حجابها عن راسها قائلة : 
_ تعالي هنا رايحة فين دا انا هموتك بايدي ابعدي عن ابني يا بنت **** انتي عارفة لو مطلقتيش منه هعمل فيكي اية
صرخت زينة متألمة لـ تدفعها نبيلة تقع علي الارض و تجثو فوقها و تبدأ بـضربها بـقسوة و بلا رحمة و كأنها تنتقم منها بـشئ لم تفعله ، علت صرخات زينة بـاستنجاد لـ تخلع نبيلة نعلة و تبدأ بـضربها به حتي ضربتها اعلي رأسها لـ تنزف الدماء و تسيل علي الارض في حين ركض والدي زينة حين استمعا الي صوت استنجادها بهم ابعد حمدي نبيلة عنها بـقوة و انحني الي ابنته لـ يطمئن عليها و كذلك والدتها وضعت والدتها يدها علي رأسها لـ تظهر الدماء علي يدها لـ تشهق بـفزع و هي تنظر الي حمدي قائلة : 
_ زينة بتنزف يا حمدي 
دق قلبه بـقلق علي ابنته لـ يحملها عن الارض يقف بها و يركض الي الاسفل حيث اقرب مشفي لهم لاسعافها في حين ابتسمت نبيلة بـتشفي و تدلف الي شقتها مرة اخري و كأنها لم تفعل شئ ...
وصل حسام الي المنزل هاتف زينة و لكن لم ترد نظر الي ساعته من المفترض ان تكون قد انتهت من ارتداء ملابسها تأفف من عدم مبالاتها بـتحضيرات الزفاف خرج من السيارة و صعد لكي يري ما يؤخرها اوقفه الدماء الموجود علي الدرج قُبض قلبه و هو يكمل صعوده الي الاعلي سريعاً حتي اوقفه الدماء المتجمعة امام باب شقته اسرع يخرج المفتاح و يفتح الباب صارخاً بـأسم والدته فما تخيله ان قد حدث شئ لـ والدته و لكن خرجت له والدته تبتسم بـاشراق و هي تقول : 
_ ايوة يا حبيبي انا هنا 
تنهد بـارتياح و هو يراها امامه لـ يتحدث قائلاً : 
_ اومال أية الدم دا يا ماما 
هزت كتفها بـلامبالاه و هي تدير رأسها و تغادر نحو غرفتها قائلة : 
_ و انا اعرف منين 
خرج مرة أخري يصعد نحو شقة عمو بدأ بـالطرق علي الباب و لكن لا استجابة و لا احد بـالداخل امسك هاتفه من جديد و بدأ بـمهاتفت زينة من جديد و ذات النتيجة و هاتفه عمو و أيضاً لا يستجيب مرر يده علي وجهه عدة مرات و هو ينظر الي الدماء مستغفر الله لـ يعود من جديد ينزل الي الاسفل نظر حوله و توجه نحو محل البقالية المجاور لـ يذهب الي صاحبه متسائلاً : 
_ لو سمحت يا حج مشوفتش عمي حمدي او حد من عنده 
اشار الرجل صاحب البقالية نحو الجهة اليمني قائلاً : 
_ اه يا بني حمدي نزل ببنته شايلها و اظاهر اتخبطت في حاجة لان رأسها مفتوحة و بتنزف و راح بيها علي المستشفى 
دق قلب حسام بـشكل هستيري و علي صوت تنفسه و ركض سريعاً نحو سيارته و اسرع نحو المشفي و هو يتمتم بلا حيلة و هو يشعر انه يريد الطيران و الوجود جوارها كانت في قمة السعادة و هي تتحدث اليه بـحماس انها سـتنتقي قطع الاثاث بـنفسها و لن تجعله يختار اي شئ كانت تتحدث معه بـحالمية و هذا ما يمزق داخله أكثر : 
_ يا ستار يارب 
***********************************
وصل شهاب امام باب البناية التي تقتن بها فيروز ارتجف جسدها و هي تضم كفي يدها الي بعضها ضاغطة بـاسنانها علي شفتيها بـقسوة ، تنهد و هو يراها بـهذا الشكل تبدو خائفة طفلة تائهة كما كان يراها دائماً و لكن الآن يزيد الآمر علي حده فهي ستواجه حقيقة نسبها و انها ليست الابنة الحقيقية لمن توله راعيتها يعلم انها تعشق السيد اكرم و كان دائماً لها قدوة و مثل اعلي الامر صعب يعلم ذلك و لكن لابد من معرفة كل شئ ، التفت اليها بـجسده يراقب ارتجافتها و هو يتحدث بـهدوء قائلاً : 
_ فيروز لو مش مستعدة ممكن تأجلي الموضوع دا لحد ما تتأكدي و تشوفي اهلك 
لمعت عينها الفيروزية بـالدموع و تحولت الي الازرق الغامق التفتت اليه تتحدث بـألم منبعث من صوتها المتحشرج بـالبكاء قائلة : 
_ شهاب خليك جنبي لو سمحت هبقي مطمنة اكتر بيك 
ابتسم شهاب بـسعادة فقد افتقد منها اي جملة رقيقة تخرج منها و تجعله يمتلك الدنيا و ما عليها تحدث من جديد يريد ان يجعلها تقول ذات الجملة من جديد يريد اثبات لـ نفسه انها لازالت تحبه لازال بـقلبها و لم تنسي و لن تنسي ما كان بينهم : 
_ عايزاني جنبك ؟
هزت رأسها بـايجاب دون تفكير و هي تتحدث بـصوت يكاد يسمع : 
_ ايوة خليك جنبي عايزة اطمن بوجودك 
خرج من السيارة و توجه الي الباب الاخر يفتح لها الباب لـ تخرج بـهدوء أشار الي البناية و هو يقول : 
_ اطلعي و انا معاكي 
نظرت الي عينه مطولاً و كأنها تبث لـ نفسها الأمان داخل بؤبؤت عينه هز رأسه لها مؤكداً ان ما تفعله لازم الحدوث لـ تتقدم بـخطي بـطيئة نحو الاعلي و قلبها يدق بـطريقة هستيرية تتمسك بـحاجز السلم من شدة شعورها بـالخواء حتي وقفت امام الباب ارتجفت شفتيها السفلية بـبكاء و هي ترفع يدها بـتردد لـ تطرق الباب و بعد لحظات فتحت لها هناء الباب مبتسمة و هي تقول : 
_ تعالي يا حبيبتي جيتي في وقتك كنت لسة هرن عليكي اشوفك اتأخرتي لية .. شهاب !!
انتبهت الي شهاب الذي تقدم من خلف فيروز تنحنحت و هي تشير الي الداخل قائلة : 
_ ادخلوا هتفضلوا علي الباب 
تقدمت فيروز الي الداخل بـجسد بلا روح و هو خلفها يحاول ان يجعلها تشعر بـالراحة بـوجوده ، وضعت فيروز يدها بـجيبها و اخرجت تلك الصورة الفوتوغرافية التي اخدتها من طارق حين اصر ان يريها حقيقة نسبها الي عائلته صورة تجمعها و هي صغيرة مع ابويها الحقيقين رفعت الصورة و هي تقول بـذبول : 
_ مش دي انا يا ماما 
التفتت هناء إليها تري ما تتحدث اليه لـ تصدم بـتلك الصورة الموجودة بـيدها و تتسع عينها و يتلجم لسانها عن الحديث ، ابتلعت فيروز ريقها و هي تقول : 
_ اومال مين اللي معايا دول يا ماما 
نظرت هناء إليها و الي الصورة ثم سقطت جالسة علي المقعد خلفها ، تساقطت دموع فيروز و هي تتقدم منها تهز الصورة بين اناملها و هي تصرخ بـبكاء : 
_ ردي عليا مين دول يا ماما 
خرج اكرم علي صوتها العالي نظر اليها و الي هناء بـغضب كيف تحادثها بـهذا الطريقة و كيف تقلل من احترامها لـ يتقدم منها قائلاً بـحدة : 
_ فيروز بتكلمي امك كدا لية 
ثم نظر الي وجود شهاب لـيشير اليه قائلاً : 
_ و اية جابه هنا دا
كبح شهاب كلماته من الخروج و الافلات في حين تقدمت فيروز من اكرم تنظر اليه بـألم يكاد ان يقتلها تمد يدها له بـالصورة و هي تقول بـضعف : 
_ قولي انت يا بابا مين دول كذبهم يا بابا عشان خاطري عرفني انه كداب و انك انت بابا 
شلت الصدمة جسد اكرم و هو ينظر الي الصورة بين يديه نظر إلي هناء الجالسة تبكي بـصمت و من ثم عاد بـبصره نحو فيروز الباكية يتحدث قائلاً : 
_ انتي جبتي الصورة دي منين مين ادهالك 
هزت رأسها بـنفي و هي تجلس علي ركبتيها امامه تمسك بـقدمه متوسلة له ان يرحم ذلك التزاحم بـداخلها و ان يقضي علي هذا الألم القاسي الذي تولي انهيار قلبها قائلة : 
_ لا عشان خاطري قول أنه كدب قول انك بابا انا هسامحك علي الفترة اللي فاتت و كل اللي حصل فيها بس قول انك بابا 
ادمعت اعين اكرم و هو يجلس علي ركبتيه مثلها يحتضنها بـقوة و هو يقول : 
_ انتي بنتي انا نور عيني متصدقيش اي حاجة 
تشبثت به كـطفلة صغيرة وجدت والدها بعد ان كانت تائهة بـالشوارع بـمفردها بلا مأوى و هي تصرخ : 
_ أيوة قول انه كداب قول ان محدش غيرك بابا 
ابتعدت عنه حين استمعت الي صوت بكاء هناء بـحدة واضعة يدها علي وجهها لـ تبدأ هي الاخري بـالبكاء ناظرة الي شهاب و هي تتسائل قائلة : 
_ بس انا لازم اعرف كل حاجة صح 
هز رأسه بـايجاب لها ينحني يقبل رأسها يبث لها الطمأنينة قائلاً : 
_ ايوة انتي هتقفي و هتعرفي كل حاجة و انا جنبك 
استقام بـوقفته مرة اخري و هو يمسك بـيدها يوقفها معه لـ تهز رأسها بـاقتناع و هي تقول : 
_ ايوة عايزة اعرف كل حاجة ابوس ايديكوا قولولي كل حاجة 
جلس اكرم جوار هناء و بدأ بـالحديث و هو ينظر الي الصورة بـيده قائلاً : 
_ كنتي عندك سنة كنتي صغيرة اوي ، كنا في اسكندرية بنصيف بعد ما عرفنا ان هناء معدتش هتخلف بعد ياسمين عشان عندها مشاكل في الرحم كانت مكتئبة و محبطة راحت تشتري حاجات و رجعت و انتي معاها و قالتلي انك تايهة من اهلك و انها لقتك بتحبي اخدتك ساعتها انا زعقت و حاولت اشوف اهلك مين بس معرفتش و هي قعدت تعيط و مش عايزة تسيبك و قررنا أننا نربيكي و تبقي زي ياسمين و اكتر و كل ما احساسي بالذنب بيكبر كل ما كانت غلاوتك تزيد في قلوبنا 
وقف امامها يمسد علي وجهها بـحنان و هو يقول : 
_ انتي بنتنا مننا احنا احنا اللي ربينا و سهرنا و علمنا احنا اللي شوفناكي بتكبري احنا اللي فرحنا باول كلمة و اول حركة و اول خطوة احنا اللي فرحنا بنجاحك و بشهادتك احنا اللي اهلك مش حد تاني 
نظرت فيروز الي شهاب و الدموع تسيل علي وجنتيها قائلة بـضعف : 
_ عرفت كل حاجة ياريتني ما عرفت قلبي مرتحش يا شهاب قلبي تعب اكتر 
هز رأسه بـنفي و هو يراها تتقدم منه قائلاً : 
_ لازم قلبك يهدي عشان اقدر اسيبك و امشي 
_ بس انا مش عايزاك تمشي 
قالتها فور انتهاءه من جملته بـلهفة و كأنها تعتقد ان هذا سـيحدث قبل رأسها من جديد و هو ينظر الي اكرم الذي جلس جوار هناء لـ مواساتها همس لها قائلاً بـهدوء : 
_ تعال نعمل زي زمان هكلمك طول الليل لحد ما اسمع صوت انفاسك و انتي نايمة و اقولك زي زمان تصبحي علي حبي يا عيون الفيروز 
يتبع الفصل السابع عشر 17 اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent