Ads by Google X

رواية غزوة حب الفصل الحادي عشر 11 - اسماء ايهاب

الصفحة الرئيسية

رواية غزوة حب البارت الحادي عشر 11 بقلم اسماء ايهاب

رواية غزوة حب الفصل الحادي عشر 11

نظر الي صورتها علي هاتفه بـتأمل مشتاقاً لها هو بـحاجة للـحديث اليها مطولاً كـعادته معها بـالسابق يريد احتضنها و الصراخ بـصوت عالي انه برئ من خيانتها كما تعتقد داخله امل انها علمت كل شئ و سـتصفح عنه مرر سبابته علي صورتها بـالهاتف يكمل تأمله الي ملامحها بـقلب محطم و صوت والدها يـردد بـأذنه بـميعاد عقد قرانها يدعو من كل قلبه ان لا يحدث حتي يجد الحل المناسب و التصرف اللائق .. فقط لو تفتح مجال للـحديث معه ، تنهد بثقل و هو يضع الصورة في موضع اكبر مدققاً علي عيونها قائلاً بـهمس : 
_ عيون الفيروز 
اغمض عينه يرجع بـظهره الي الخلف علي الفراش الخاص به لقد كان يوم شاق كثيراً و تحمل به الكثير و لكن لا يغمض له جفن همس مرة اخري و هو يقول بـهدوء : 
_ انا عارف نفسي كويس عمري ما اخونك لو كنت قولتلك كانت الامور هتتعقد اكتر صدقيني مكنتش عايز اكسر قلبك لان قلبي اتكسر قبل قلبك 
فتح عينه من جديد حين صدح رنين هاتفه بين يده نظر الي المتصل و عقد حاجبيه فـ هي السيدة هناء فتح الاتصال و وضع علي اذنه و ما كاد ان يتحدث حتي صدح صوتها من الطرف الاخر متحدثة ببكاء شديد قائلاً : 
_ الحقني يا بني الله يرضيك عمك واقع في الارض و شكله مغمي عليه 
هب شهاب واقفاً و هو يقول : 
_ انا جاي حالا يا طنط متقلقيش
اغلق الهاتف و ركض نحو الخارج قاصداً مبني السيد اكرم صعد الدرج سريعاً حتي وقف امام الباب يلتقط انفاسه و هو يطرق علي الباب فتحت له فيروز الباكية و ركضت مرة أخري نحو والدها الملقي علي الارض بـغير حول و لا قوة حتي دون ان تعبئ و تنظر اليه جلست بـجوار والدها علي الارض تتمسك بـيده ترجوه الي يفيق ، وضع شهاب يده مكان عرق النبض بـرقبة اكرم لـ يجد النبض ضعيف و اذا انتظر سـيتوقف علي الاغلب نظر الي هناء و هو يقول بـنبرة عملية : 
_ لازم ننقله اقرب مستشفى بسرعة 
اسنده شهاب و معه هناء و فيروز حتي توقف اكرم الغائب عن الوعي انحني شهاب لـ يحمل اكرم علي ظهره و توجهت هناء و امسكت بـمفاتيح سيارة زوجها تمدها نحو شهاب حتي يقودها لـ يمسكها شهاب و يتوجه به نحو الخارج بل خارج المبني بـالكامل لـ يفتح السيارة و يضعه بها بـرفق و يصعد هو اليها لـ يقودها الي اقرب مشفي الي المنطقة .. 
توجهت فيروز و والدتها يرتدن اي ملابس حتي يذهبن الي حيث انتقل اكرم و بـالفعل اسرعن نحو الخارج و منها الي المشفي في حين كان قد وصل شهاب الي المشفي و عاونه الممرضين علي حمل و ادخال اكرم الي الداخل و استقبله قسم الطوارئ لـ فحص حالته منتظراً شهاب بـالخارج و هو يعلم جيداً ان ما حدث لـ اكرم لم يكن المتسبب به سوا ما علمه من حقائق اليوم يرفع له القبعة انه تحمل حتي هذا الوقت بـالاخير قد صدم الرجل بـابنته التي كان يفتخر بها و يتحدث عنها بـرأس مرتفع بـشموخ ، انتبه الي هناء و خلفها فيروز التي أصبحت بـوجه احمر دامي و عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط شاعرة بـالذنب بما وصل اليها والدها و لم يختلف الحال عند هناء شاحبة الوجه و التي ترتجف بـقوة و كأنها تقف وسط المطر الشديد عارية لا حماية و لا غطاء توجه هو نحوهم و امسك بـيد هناء يجلسها علي المقعد الموجود لـلانتظار و هو يقول بـنبرة مطمئنة : 
_ متقلقيش يا طنط أن شاء الله خير و عمي يقوم بـالسلامة 
امنت خلفه لـ يلتفت نحو الواقفة تستند علي الحائط تخفي وجهها بـيدها و لكن صوت بكاءها واضح ازدرد لعابه بـخوف عليها و هو يتحدث بـهدوء : 
_ اقعدي يا فيروز عشان هتقعي 
نظرت اليه نظرة واحدة قبل ان تخفي وجهها عنه مجدداً لاول مرة لا يعلم ما تقصد نظراتها كان يفهم ما تقول قبل ان تقول حتي من نظرة العين و لكن هذا المرة مختلفة لا يقدر ان يحدد ما فحواها هل هي عتاب ام حزن ام غضب كبير يتركز بـقلبها اتجاه ام تحمله ذنب ما يحدث اغمض عينه بـشدة متنهداً و هو يتحدث من جديد لكن مالت نبرته نحو القلق فـهو يعلم انها عندما تبكي بـقوة و هي واقفة لـ فترة طويلة تسقط مغشي عليها و يمكن ان لا تستيقظ لـ ساعات و هذا لا يحبذ ان يحدث و ابيها بـحالته تلك لـ يقول :
_ مش هينفع تقعي دلوقتي يا فيروز خلينا نطمن علي عمي
تحركت هي بـاستجابة الي حديثه لـ تجلس علي المقعد المجاور لـوالدتها في حين توجه هو للـتساؤل عن اكرم و اين هو الآن و كيف حالته و لكن كان الرد أنه بـغرفة الطبيب الآن و حين يخرج الطبيب سوف يتم اعلامه بـذلك وقف بـمحله عاقداً ذراعيه أمام صدره يغمض عينه بـهدوء حتي خرج الطبيب من الغرفة لـ يسرع هو نحوه متسائلاً : 
_ طمنا يا دكتور 
نظر اليه الطبيب و الي المجاورين له و من ثم تحدث بـهدوء : 
_ انسداد في شريان من شراين القلب ادت لـجلطة و الحمد لله انكوا جبتوه بدري عن ما الحالة تدهور
اسرعت هناء تقول بـلهفة : 
_ و حالته دلوقتي اية هو عامل اية 
هز الطبيب رأسه قائلاً بـعملية : 
_ هو كويس و فاق بس هيرتاح معانا يومين و يقدر بعدها يروح 
تركهم الطبيب لـ تسرع هناء للـدخول له و معها فيروز في حين ذهب شهاب خلف الطبيب و هو يقول بـهدوء : 
_ طمني يا دكتور ان شاء الله مش هنحتاج عملية توسع شراين 
نظر اليه الطبيب و تحدث نافياً : 
_ لا هو بخير ان شاء الله مفيش داعي للعملية ياريت بلاش اجهاد و ضغط عليه و يستريح اليومين دول 
تركه الطبيب و غادر في حين تقدم شهاب نحو غرفة اكرم يقف علي الباب حتي لا يتأذي اكرم أكثر حين يراه او يتذكر به ما حدث ، قبلت فيروز يد والدها و هي تقول بـبكاء : 
_ الف سلامة عليك يا حبيبي 
لم يرد عليها اكرم انما ربتت بـضعف علي يد زوجته الباكية بـحُرقة بـقلبها انحنت اليه قليلاً تنظر اليه بـقلق متسائلة : 
_ حاسس بـحاجة يا اكرم 
اغمض عينه ثم فتحها بـمعني لا شئ هو بـالفعل غير قادر علي الحديث الآن مسدت هناء علي خصلاته و هي تهمس اليه بـنبرة متحشرجة قائلة : 
_ ربنا يخليكي لينا يا اكرم و منشوفش فيك حاجة وحشة ابداً 
ظهرت شبح ابتسامة علي ثغر اكرم و هو ينظر بـرضا الي زوجته الحنون المحبة له دائماً ، رأي اعين صغيرته المليئة بـالدموع و يدها التي ارتجفت و تراجعت عن والدها لـ تراقبها اعينه الحزينة لـ اجلها و هو يقضم شفتيه بـغضب يريد حرق ارواح من اصابوها بـخيبة الامل بـالضعف و الانهزام و أخيراً خسارة والدها الغاضب منها يفكر الآن انه لولا اكرم و ما تعرض اليه لـ كان ألقي يمين الطلاق بـوجه تلك الفاسقة و رميها الي الخارج و لكنه يريد ان يكون لديها مأوي اولاً حتي لا يفضح السيد اكرم مجدداً كل ما فعله من الاساس لـ اجل السيد اكرم و الستر لـ عرض ذلك الرجل الخلوق ، ابتعد عن الباب و هو يتنهد بـأسيو ثقل كبير كـ جبل منهار اعلي صدره كل شئ ضده الآن حتي هي مرر يده علي خصلات شعره و هو يهمس الي نفسه بـارهاق : 
_ متعشم تاني فيكي انتي قولتي العشم يعني حب و محدش هيحبك اد مانا بحبك 
***********************************
اوصلهم شهاب الي المنزل بعد أن رفضت المشفي ان يبقي احد معه و صف السيارة بـمحلها لـ تربت هناء علي كتف شهاب و هي تقول بـهدوء : 
_ معلش يا شهاب تعبتك معانا 
ابتسم شهاب بـود لها و لمحت عينه صعود فيروز سريعاً و هو يقول : 
_ تعب اية بس يا طنط ربنا يقوم عمي بالسلامة 
صعدت هناء الي شقتها و توجه هو ايضاً الي منزله ، فتح الباب بـهدوء و دلف الي الداخل مغلقاً الباب خلفه توجه الي غرفته الا انه استمع الي صوت انين خافت اتي من غرفة ياسمين عقد حاجبيه و هو يتوجه نحو غرفتها وضع أذنه علي الباب يسترق السمع الي ذلك الصوت لـ يجد صوت تأوه متألم خافت منبعث من الداخل لـ يفتح الباب لـ يتفاجاة بـياسمين تضع يدها علي بطني تبكي بـقوة و هي تكبح صوت صراخها المتألم اقترب منها و هو ينظر اليها قائلاً علي حذر : 
_ في اية 
نظرت اليه بـرجاء و قد ازداد بكاءها و هي تهمس بخفوت : 
_ ابوس ايدك هاتلي الدوا بتاعي 
عقد حاجبيه بـاستغراب و هو ينظر الي المكان التي تنظر اليه لـ يجدها تشير نحو طاولة الزينة تحرك نحوها لـ يفتح احد الادراج مد يده يأخذ علب الادوية الموجودة ثم اغلق الدرج مرة اخري متقدماً منها نظر الي اسماء تلك الادوية و غامت ملامحه بـالجمود ثم مد يده لها بهم و وضع يده بـجيب بنطاله و هو يراقبها تتناول الدواء ثم تحدث متسائلاً : 
_ كانسر مش كدا 
وضعت كوب الماء اعلي وحدة الادراج و اسندت ظهرها علي الفراش و هي تهز رأسها بـايجاب باكية و هي تقول : 
_ أيوة
بلا تعبير تحدث هو قائلاً : 
_ عرفت لما قولتيلي علي استئصال الرحم مين قالك 
تحدثت هي بـارهاق متمتمة :
_ دكتورة نسا روحتلها لما حسيت بـتعب 
همهم بـصمت و تركها مغادراً الغرفة امسك بـمقبض غرفته و القي نظرة نحو غرفتها و هو يهمس : 
_ ربنا كان الاقوي دايماً 
روحه الإنسانية لا تسمح له بـاتباع القسوة الآن يكفي ان ينتقم الله منها و يريها من أعمالها امام عينها هذا أكثر قسوة من ما كان ينوي فعله 
**********************************
القت الحجاب اعلي الفراش بـغل و هي تحرك رأسها يميناً و يساراً لـ تسمع صوت طرقعات عظامها اترمت علي الفراش جالسة و هي تطرق بـكلتا يديها علي فخاديها و هي تقول بـغيظ : 
_ انا يسيبني متعلقة علي البوابة و يروح يأكل و يشرب و يتفرج علي التليفزيون و انا متعلقة ماشي يا حسام ماشي 
توعدت بـأخر جملتها ثم قامت بـتبديل ملابسها و توجهت نحو الفراش لـ تنعم بـالراحة بعد هذا الارهاق و توترها بـانها متعلقة بـبوابة البناية و اي اهتزاز للـبوابة يمكن ان تسقط حتي انه لم يسمح لاحد ان ينزلها من مكانها اراحت جسدها علي الفراش لـ تتنهد بـراحة و ما ان اغمضت عينها حتي رن هاتفها يصدح بـصوت عالي جوارها علي وحدة الادراج لـ تتأفف بـضيق و هي تفتح عينها تمد يدها نحو الهاتف تأخذه و ما ان انتبهت الي اسم المتصل حتي هبت جالسة سريعاً و هي تصك علي أسنانها فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها و هي تندفع متحدثة دون انتظار و الغضب ينهش بها : 
_ انت ليك عين تكلمني بعد اللي عملته فيا يا بارد انا تعلقني و اللي داخل و اللي طالع يتفرج عليا 
اشتعلت عينه بـنيران غاضبة و هو يقبض علي كف يده متحدثاً بـحدة : 
_ و انا اللي بكلمك نعتذر لـبعض و نفض الموضوع بس بعد لسانك الطويل دا اثبتيلي انك عايزة تتربي كمان شوية و انا هعرف اتصرف معاكي يا زينة
صرخت به بـصوت عالي تصيح بـغضب قائلة : 
_ نعم انتي بتقول اني مش متربية و مين اصلا هيسمحلك تقرب مني تاني انا لا عايزة اشوف وشك و لا اسمع صوتك ملكش دعوه بيا بعد النهاردة و اللي حصل فيه 
ما كادت أن تغلق الهاتف حتي استمعت الي صوته الحاد من الطرف الاخر قائلاً : 
_ ان قفلتي في وشي يا زينة يومك هيبقي اسود 
ضحكت ساخرة و هي ترد قائلة : 
_ اكتر من كدا مظنش مش عايزة اشوفك تاني يا حسام بجد و اقولك علي حاجة احلي بلوك ليك يا ابن عمي 
لـ يصلها صوته بـنبرة جامدة قائلاً : 
_ و رحمة ابويا هتشوفي ايام مني هتتمني ترجعي للدلع بتاعك دا و لعب العيال انا هخليك تعقلي و تركزي و تبقي بتلفي حولين نفسك تتمني اني ارضي عنك
ابتسمت بـسماجة و هي ترد عليه بـثقة قائلة :
_ دا في المشمش 
لـ يضحك هو بـصوت عالي مجلجل جعل دقات قلبها تعلو بـخوف منه و زاد خوفها و انقبض قلبها حين وصلها صوته قائلاً : 
_ انا هبعتلك علي الواتساب اللي هيخلي في موسم الجوافة باذن الله
نطق بـجملته ساخراً و اغلق الهاتف ازدردت لعابها بـصعوبة و ارتجفت يدها بـارتباك و هي تنظر إلي شاشة الهاتف وصلها إشعار عن وصول رسالة جديد بـغرفة الدردشه الخاصة بـحسام ثقل تنفسها بـارتباك و هي تفتح تلك الرسالة نظرت الي الرسالة و اتسعت عينها بـصدمة و شحب لونها ثم وضعت يدها علي رأسها قائلة بـذهول : 
_ قسيمة جوازي من حسام
***********************************
وقفت فيروز أمام الغرفة المقيم بها والدها بـالمشفي و قد طلبت من والدتها ان تذهب هي و تبقي والدتها لاعداد بعض الاطعمة الخفيفة لـ اكرم الذي يعرف عنه الجميع انه لا يأكل من طعام لم تطهو هناء رفعت يدها بـتوتر الي مقبض الباب ، تنفست بـقوة مرتبكة و هي تفتح الباب بـهدوء و خطت نحو الداخل غالقة الباب خلفها نظرت الي والدها الغافي موصل به بعض الاجهزة الطبية تقدمت و مع كل خطوة تسقط منها دمعة رغماً عنها حتي وصلت الي جوار الفراش المتسطح عليه اكرم مدت يدها المرتجفة تمسك بـيده و جثت علي ركبتيها امام الفراش قبلت يده و هي تنظر إليه ثم رفعت يدها الاخري تربت علي خصلات شعره البيضاء و هي تهمس بـخفوت : 
_ انا اسفة يا بابا حقك عليا انا عارفة انك زعلان مني عشان كسرت ثقتك فيا 
مسحت علي يده تمحي الدموع التي تساقطت عليها و هي تكمل حديثها بعد شهقة حادة خرجت من صدرها : 
_ انت اول مرة تزعل مني يا بابا انت عارف زعلك بالنسبالي اية و عارفة اني السبب في تعبك ارجوك سامحني يا بابا عشان خاطري 
مالت تضع رأسها علي يده و هي تقول بـألم : 
_ كنت صغيرة و طايشة من سبع سنين اول مرة اسمع كلمة حلوة و تدخل قلبي كنت فاكرة انه زي اي واحد بيعاكس بس لقيتوا ورايا في كل مكان كنت حاسة ان عيونه بتراقبني لحد ما كنت بحس بالأمان في وجوده و احس ان كلمته مش مجرد كلمة اي حد بيقولها دي كلمته بطبطب علي قلبي كان عايز تسمعني عايز يسمع كل تفصيلة في حياتي بقي يشجعني عمري ما سمحتله يمسك ايدي حتي و الله سبع سنين زي الهبلة عايشة علي فكرة الأمير بحصانه الابيض مستني الاميرة عشان ياخدها علي الحصان و يجري بيها لابعد مكان 
نظرت تراقب والدها هل استيقظ ام لازال نائماً لكنها تنهدت بـارتياح حين وجدته نائماً اغمضت عينها و لازالت تميل علي يده لـ تكمل بـقلب ملتاع قائلاً : 
_ اول مرة اعرف الحب كان هو نفسه الحب دا لما بعدت عنه و حسيت بالذنب جيه اتقدملي بس انت مدتوش فرصة يقول بتقدم لمين و قولت مفيش كلام في جواز غير لما ولادي يخصله تعليم قالي مش هقدر اصحي يوم ما اسمعش صوتك و لا اشوف عيونك صدقت و مشيت تاني وراه و كانت النتيجة وجع مبينتهيش و جرح مبيلمش عشان خاطري يا بابا متزعلش مني مش انت كمان هتبعد عني
لم تستطع السيطرة علي نفسها بعد ذلك و اتفجرت بـالبكاء بكاء حاد يمزق نياط قلبها و يحرق ثنايا روحها لم تشعر بـذاتها و لا بـصوتها العالي الا حين شعرت بـيد تربت علي كتفها رفعت رأسها سريعاً لـ تجده والدها ينظر اليها و عينه تدمع امسكت بـيده تقبلها و هي لازالت تبكي بـقوة حتي تحدث والدها بـصوت خافت قائلاً : 
_ سمعت كل كلامك 
لـ تحني رأسها بـخزي لـ يتحدث اكرم مرة أخري قائلاً : 
_ مش قادر الومك و انا شايف ان دي حاجة تافهة بالنسبة للي سمعته امبارح 
همست فيروز بـرجاء قائلة : 
_ انا اسفة يا بابا عشان خاطري سامحني علي اللي عملته و الله اخدت جزائي وجع ما بعده وجع و اخدت درس عمري ما هنساه في حياتي 
اغمض اكرم عينه و هو يقول بـهدوء : 
_ مسامحك يا فيروز لان الدرس اللي اخدته كان بايدي البشر 
لم تفهم فيروز جملته و لا تريد اعادة الحديث بـذلك الموضوع و خصيصاً جملة والدها ان ياسمين لها يد تعلم ان وراء ما حدث خدعة من خلف ظهرها بـالتأكيد كانوا علي علاقة و هي لا تعلم احتضنت ذراع والدها و هي تقول بـهدوء :
_ مش مهم اي حاجة غير رضاك عني 
**********************************
توجه شهاب مع هناء الي داخل المشفي بعد أن اصر علي الذهاب معها وقف علي باب الغرفة زفر الهواء بـحدة و من ثم نظر الي هناء قائلاً : 
_ ادخلي انتي يا طنط اطمني علي عمي و اخرجي طمنيني عليه 
تنهدت بـعمق و هي تفتح بابا الغرفة قائلة : 
_ ادخل يا شهاب عمك مفيش اطيب من قلبه 
لـ يرد هو قائلاً :
_ خايف اتعبه انا جاي بس اطمن عليه 
لـ تدلف هناء الي الداخل و هي تقول بـصوت عالي نسبياً : 
_ ادخل يا شهاب 
دلف شهاب الي الغرفة لـ يلمح فيروز الجالسة جوار والدها علي الفراش و التي ادارت وجهها الي الجهة الأخرى و هي تمسح دموعها ، حمحم و هو ينظر إلي اكرم قائلاً : 
_ ازيك النهاردة يا عمي يارب تكون بخير
هز اكرم رأسه بـايجاب دون حرف لـ تتقدم هناء منه و هي تقول بـهدوء : 
_ عامل اية دلوقتي يا اكرم
ابتسم و هو يقول : 
_ متقلقيش انا بخير
ابتسمت هي الاخري تربت علي كتفه بـحنو و هي تقول : 
_ علي فكرة شهاب هو اللي جابك امبارح المستشفى و شالك علي ظهره من الشقة لحد تحت 
نظر اكرم الي شهاب قائلاً بـهدوء : 
_ شكراً يا شهاب 
_ شكراً علي اية بس يا عمي ربنا يقومك بالسلامه
عينها الجميلة غائبة عنه منذ كثير يبدو انها كانت تبكي نغزة بـصدره متألمة و هو مضطر أن يبعد عينه عنها نظر الي اكرم الذي نظر اليه بـحدة حين رآه ينظر الي فيروز لـ يقف و يتحدث بـنبرة مهذبة قائلاً : 
_ طب استأذن انا بقي يا عمي الف سلامة عليك 
_ استني انا عايزك يا شهاب 
اوقفه اكرم بـتلك الجملة ثم نظر إلي هناء قائلاً : 
_ خدي فيروز و اطلعوا شوية يا هناء 
هزت هناء رأسها و هي تميل نحوه قائلة بـرجاء : 
_ عشان خاطري متتعبش نفسك دلوقتي
هز رأسه بـايجاب لـ تخرج كلاً من هناء و فيروز الي الخارج و تقدم شهاب من اكرم قائلاً : 
_ اؤمرني يا عمي 
لـ يتوالي عليه اكرم بـاسئلته و هو يتحدث بـجمود و لا يظهر اي تعبير :
_ طلقت مراتك
نفي شهاب بـرأسه لـ يكمل اكرم قائلاً : 
_ لية 
حك شهاب خلف عنقه و هو يقول : 
_ عشانك يا عمي انت متستحقش ان حد يقول عليك كلمة مش كويسة من الاول عملت كدا عشان محدش يتكلم عليك انت مستحقش الكل بيشهد انك راجل محترم و خلوق و كمان هي بقاش ليها مكان بعد ما حضرتك اتبريت منها 
_ كنت بتحبها بجد و لا كنت بتلعب بيها و جاوب بصراحة 
كان الجمود سيد نبرة اكرم و هو يتحدث لـ يبتسم شهاب بـحزن قائلاً بـهمس شريد : 
_ لو اخدوا نور عيني عشان ترجعلي مش هزعل علي عيني اد ما هفرح بيها هي
همسه الشريد بـحزن جعل من ملامح اكرم تلين لـ يسأل مرة اخري : 
_ للدرجادي
هز شهاب رأسه بـايجاب صامتاً لـ ينظر اليه اكرم بـهدوء مطولاً حتي تحدث قائلاً بما حطم الباقي من روحه الباهتة : 
_ بس انا مش عايزك تجيب سيرة فيروز تاني و لا تفكر فيها لانك جوز اختها و عمري ما هينفع دا اولاً و ثانياً فيروز خطيبة احمد و هتبقي مراته قريب .. يتبع الفصل الثاني عشر اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent