رواية انين مكة الفصل الثامن عشر 18 والتاسع عشر 19

الصفحة الرئيسية

رواية انين مكة البارت الثامن عشر 18 والتاسع عشر 19 بقلم أم فاطمة

رواية انين مكة كاملة بقلم أم فاطمة

رواية انين مكة الفصل الثامن عشر 18

لحظات حاسمة عاشها كل من فى بيت اللواء مجدى الزيات فى يوم خطوبة ركان .

ساعدت مكة سهام فى إرتداء فستانها ذو اللون الأسود اللامع .
ساعدتها بقلب يستغيث يريد أن يساعده أحد فيما هو مقبل عليه وقد تكون نهايته الليلة وهو يرى محبوبه يزف إلى غيره .

سهام ....ها قوليلى رئيك فى الفستان يا مكة .
مكة....اكيد جميل بس لو كان مقفول وساتر كان هيكون أفضل .

سهام......هش هش ، أنتِ عايزة ألبس حاجة مخنوقة زى اللى اخترتيه ده .

يا بنتى عيشى حياتك متقفلهاش كده .

مكة......يا هانم صدقينى ،مفيش أجمل من الستر وأجمل حياة هى الحياة اللى بنعشها فى طاعة الله .
خصوصا إن أجلنا ممكن ينتهى فى اى لحظة فلازم نكون مستعدين للقاء الله عز وجل .

سهام بغضب ...أنتِ يا بت بتفولى عليه .

مكة......أبدا ربنا يبارك فى عمر حضرتك ، أنا بس عشان بحب حضرتك ،فعايزة الخير والأجر .

سهام بنفور ....على العموم نأجل حصة الدين دى ليوم تانى ،النهاردة ليلة ولا ألف ليلة ،ليلة الغالى ركان .

روحى شوفى ريم جهزت ولا لسه .
مكة بإنكسار....امرك يا هانم .

طرقت مكة باب ريم فأذنت لها بالدخول .
فوجدتها على هيئتها المزرية والدموع فى عينيها ، فدق قلبها لها ، واقتربت منها واحتضنتها بحنو قائلة......مش قولنا نحاول ننسى اللى فات ونبتدى من جديد وأكيد ربنا سبحانه وتعالى هيجبر بخاطرك المكسور .

ريم .......ونعم بالله ، بس مش قادرة اطلع وأواجه الناس ونفسى أختفى من العالم كله واموت وارتاح .

مكة........بعد الشر عليكِ ،لا أنتِ هتخرجى من اوضتك ووهتعيشى حياتك ومن بكرة تروحى كليتك وتشوفى مستقبلك اهم من اى شىء .

قضبت ريم جبينها قائلة بنفور ....إزاى اروح وعينى تشوف البنى آدم ده تانى ؟؟

مكة بثبات ....خليكِ قوية واتجنبيه خالص وأوعى تحسسيه بضعفك عشان مستغلش الموضوع ده تانى ويجبرك على شىء تانى .

ويلا قومى اغسلى وشك والبسى ماما منتظراكِ .

ابتسمت ريم قائلة...مش عارفه لو مكنتيش جمبى أنا كان حالى هيكون إزاى ؟

وعلى فكرة فستانك جميل مع الحجاب ووشك منور ، وياريت كنت اخترت فستان افضل من كده .
أنا كرهة أخرج بالشكل ده تانى .

ابتسمت مكة ...أنتِ ممكن تدارى الأجزاء المفتوحة دى من فوق بشال شيك كده .
ريم ...تمام ، ونفسى بجد ألبس الحجاب .
مكة بفرحة غامرة """
وهو بجد نويتى تلبسى الحجاب ؟؟
ريم ....اه طبعا أكيد .
مكة....طيب ايه رئيك نبتدى من النهاردة ويكون خير البر عاجله .
وأنا هروح حالا هجبلك طرحة تليق على لون الفستان بالظبط .

تهللت أسارير ريم .....ياريت والله وهيكون احلى يوم فى حياتى .

فأسرعت مكة لغرفتها وعلى وجهها ابتسامة أن الله هدى على يديها ريم .

وعَنْ سَهْلِ بن سعدٍ، ، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لِعَليًّ، : فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم متفقٌ عليهِ

وبينما هى مسرعة رآها ركان والإبتسامة على وجهها فاستوقفها وملامح الغضب على وجهه قائلا......يعنى الهانم شكلها مبسوط ، ممكن أعرف ليه ؟

ولا أقول أنا عشان حبيب القلب هيشرف الفرح .

مكة بمكر .......اكيد مبسوطة بدال أنت كمان مبسوط وربنا وفقك لإنسانة بتحبها ،ربنا يسعدكوا ، وألف مبروك .

ركان بغيظ....اه اه مبسوط ، ده أنا هطق من الانبساط .
وبحبها جدا ، وعقبالك بس خلى بالك لو لمحتك وقفة معاه لوحدكوا ولا قاعد يسبلك ولا بتضحكوا
هعمل فيكِ إيه ؟

أنا مش عايز مسخرة ، أنتِ فاهمة ؟

نظرت له مكة بحدة وبصرامة أردفت....وحضرتك يعنى بتقول كده بصفتك إيه ؟

أظن ملكش دخل وأنا مسئولة عن تصرفاتى واظن كمان أنك عارف أخلاقى كويس ، فبلاش كلام من ده ووجهه لنفسك الأول .

وبعد أذنك لو سمحت .

كور ركان بيديه بغضب وأطلق الشرار من عينيه قائلا....استنى عندك هنا ، أنا لسه مخلصتش كلامى ، ومستعجلة على ايه ؟

ثم أمعن النظر فى وجهها الذى طالما عشق ملامحه رغم بساطته ،فوجد خصلة من شعرها تتدلى من حجابها فاقترب منها على حين غفلة منها وادخل بيده تلك الخصلة .

فنهرته غاضبة ...أنا مسمحلكش تلمسنى ولازم تلتزم حدودك يا سيادة النقيب .

ركان بنظرة حب ....وأنا مش برده مسمحش لحد يشوف شعرة منك يا مكة .

فاحمرت وجنتى مكة خجلا ثم أسرعت لغرفتها ، تتصارع الأفكار فى رأسها ، تتسائل "
كيف يتحول من لحظة بين وحش هائج ثائر يريد البطش بها وإنه يكرهها بالفعل وبين لطيف تتحدث عيناه بالحب وإن لم يتحدث لسانه به .

مكة....لإمتى الحيرة دى يا ركان ، هتفضل تعذبنى لإمتى ؟؟
........
عنان مع عامر الذى أصابه القلق من حديث الطبيب له .
عنان......مالك كده يا جدع مسهم ، سبها على الله ، متحطش فى دماغك .

واطلع للراجل الكبارة اللى بره وأنت مبتسم عشان ميقلقش عليك .

فابتسم عامر بالفعل لحديثها وكلماتها العفوية .
عنان....يخربيت حلاوتك لما تضحك ، يارتنى مقولتلك أضحك .

عامر ......ها بتقولى إيه ؟
عنان...لا مفيش ، بس لما تضحك متضحكش اوى كده عشان بس متحطمش قلوب العذارى .
فضحك عامر قائلا ..
.حد قلك قبل كده إنك عسل ودمك شربات ..
عنان بسخرية ......اه كتير بس بعيد عنك عسل اسود زى حظى المنيل .

عامر ضاحكا......لا أنتِ شكلك مشكلة .

وياريت تيجى تدلينى على مكان الأشعة هنا .

عنان ...بس كده عونيه ، بس يلا أطلع للراجل الكوبارة ، وأنا هكلم الدكتور كلمتين وأطلعلك .

عامر......ليه ؟ هتقوليله إيه ؟

فتحت عنان فمها ببلاهة ولكن سرعان ما قالت ...هقوله حاجة سر ، وعيب اكسفه قدامك .
اصلوا فات أول الشهر ولسه مدفعش الجمعية .
فضحك عامر حتى ظهرت نواجذه .

فدفعته عنان قائلة....زق عجلك يا ابو ضحكة جنان .
فخرج عامر ليطمئن والده .

أما هى فتبدلت ابتسامتها لعبوس
وتسائلت الطبيب ...متخبيش عليه يا دكتور
الشاب الحليوة ابو عضلات ده ، ممكن كفله الشر يكون عنده حاجة وحشة .

الطبيب ...والله الأعراض اللى عنده والصداع المستمر خلانى اشك ممكن يكون عنده ورم على المخ.

ضربت عنان على صدرها ..لا تف من بوقك يا دكتور .

ده الواد لسه شباب وشكله مدخلش دنيا .

الطبيب ...والله ده مجرد شك والفاصل الأشعة ويمكن ربنا يخلف ظنى .

عنان.......إن شاءالله هيخلف ظنك يا دكتور يا متشائم أنت ، والله اصلا الواحد يدخل عندك كويس يطلع تعبان يا ساتر عليك .

فضحك الطبيب قائلا...والله لولا عارف إن دماغك لسعة كنت ظبطتك ، امشى من قدامى يا عنان السعادى.

عنان ...أدينى ماشية قبل متجبلى أنا كمان كلو فى دماغى .
ثم خرجت إليه مبتسمة قائلة...قدامى يا جدع لما نشوف أخرة الصداع وأنا متاكده إنك هتخدله قرص إسبرين وينتهى بلا مسكنة وسهوكة كده .

عامر......ربنا يسمع منك ياريت .
..........
ساعدت مكة ريم فى أرتداء الحجاب وزينتها ببعض الورود على شكل تاج .

مكة بفرحة... ماشاءالله الله تبارك الله ، ربنا يزيدك جمال يا ريم .

الحجاب حلاكى اكتر سبحان الله ، وفعلا شكلك فيه زى الملكة المتوجة .

ريم ولأول مرة تبتسم بعد ما حدث لها....الحمد لله ، أنا مش عارفة اشكرك ازاى ؟

مكة ...تشكرينى بإنك تدوسى على وجعك وتسيبى المدبر يحللك المشكلة دى.

ريم ....ونعم بالله .

ثم قامت مكة باحتضانها بحب.....وفى هذه اللحظة ولج ركان فيراهما على هذا الوضع فيبتسم من التى لم تؤثر قلبه هو فقط بل امتلكت شغاف كل من بالمنزل بحسن خلقها وطيبة قلبها .

ثم اندهش عندما رأى أخته محجبة فاتسعت عيناه ،لإنه يعلمها جيدا إنه تحب التفاخر بزينتها وشعرها وهيئتها .

فكيف أقنتعتها مكة به ؟
عجبا لكِ يا ساحرة القلوب .

فأثر ركان الأنسحاب قبل أن يشعروا به ولكنه خشى من ردة فعل والدته على حجاب ريم ، فتنهر مكة ويكفى ما بها .
.......
مكة...خلاص كفاية كده حب يا ست البنات ونخلى حبة لبكرة .
فضحكت ريم بوجع......ست البنات .

مكة...ايوه من النهاردة أنتِ ست البنات ، وعلى فكرة لو دعيتى دلوقتى دعوة هتستجاب .

ريم ......بجد ؟ وإزاى ؟
مكة....لما تيجى تعملى طاعة جديدة ربنا سبحانه وتعالى بيفرح وبيستجيب لكِ دعوتك .

ريم ......ياااه ، أنا بحب ربنا اوى
وهدعى ربنا يعوضنى بإنسان فعلا يصونى ويحبنى من قلبه ويكرمنى وميفضحش سترى.

مكة......يارب حبيبتى .
ويلا بينا دلوقتى عشان ماما مستنية .
ريم ...يلا بينا .
...............
ولج مجدى إلى غرفة سهام ""

سهام ....ها يا مجدى ؟ ركان خلص لبس ولا لسه ؟

مجدى بنفور.....أهو مش عارف ابنك ده ، فى بُطىء الطفل الصغير فى اللبس ، وشاهى خلاص جهزت فى البيوتى سنتر .

وأبوها أتصل بيه ، واضطريت اكدب وأقوله فى الطريق ، ابنك برده مصمم يحرجنا قدام الناس .

سهام ....معلش أنت عارف ركان ، بيحب ياخد وقته ومش بيحب حد يستعجله .

أنا هروح احاول أخليه يسرع شوية .

مجدى......روحى يا ستى ، أنا حاسس زى مايكون مخلفتيش غيره .

سهام بنظرة عتاب....بالعكس أنت إللى مصمم تفرق .
على العموم مش وقته عتاب .

هروح لابنى واشوفه واقف جمبه فى يوم زى ده هو محتجنى .

مجدى بغيظ...تمام أتفضلى .

ثم ما لبث أن جاءه هاتف .

انكمشت ملامح مجدى واسرع للشرفة ليستجيب بصوت خافت جدا.

مجدى....أنتِ أتجننتى ,بتتصلى بيه وأنتِ عارفة إنى فى البيت .

فيفى ....أتجننت عشان بكلم جوزى ابو عيالى ،مش من حقى ولا إيه ؟

مجدى .....مش وقته الكلام ده وانا متفق معاكِ على كده بس أنتِ بتنسى .

المهم عشان هقفل أنتِ عايزة إيه دلوقتى ؟
فيفى .....عايزة احضر الفرح.

وأنا خلاص لبست وجهزت انا والعيال .

مجدى.....أنتِ فعلا شكلك أتجننتى رسمى ، عايزة تحضرى الفرح بصفتك إيه ؟

والعيال لما يشوفونى مش متخيلة أنهم هيقولوا بابا وهتبقى فضيحة قدام خلق الله ، أجوزت امتى وخلفت امتى ؟؟

زفرت فيفى بضيق ......فضيحة ليه ؟؟
هو إحنا ماشيين مع بعض ، أنت جوزى على سنة الله ورسوله .

مجدى...ناسية إنه فى السر يا هانم .

فيفى.....بس انت وعدتنى مع الوقت هتعلن ده .

مجدى ...وأنت شايفة ده وقته ؟

فيفى .....خلاص يا مجدى ، أنا هروح مش بصفتى مراتك ، أنت ناسى إنى كنت صديقة لحرمك المصون .

مجدى......أنا مش فايقلك يا هانم أرجوكِ ، اعقلى وخليكِ فى بيتك ، وإلا أنتِ عارفة غضبى كويس ، فمتخربيش على نفسك يا بنت الناس.

فيفى......كده يا مجدى ؟

ثم تخلل لأذن مجدى صوت سهام يعلو .
فتابع مجدى بقوله ""

..أنا هقفل دلوقتى سلام.

ثم اغلق الهاتف ، وأسرع ليعلم ما فى الأمر .

فيفى بغضب .....كده يا مجدى بتقفل فى وشى ، لما اشوف أنا ولا ست سهام سليلة الحسب والنسب.

مجدى......فيه إيه يا حبيبتى ،صوتك عالى ليه كده ؟
ده وحش على صحتك .

سهام وهى تشير لـ ريم ......شوف بنتك عاملة ايه فى نفسها ؟

وايه فى مناسبة زى دى وفيها ناس على مستوى جايين الحفلة.

ريم...... وايه فى الحجاب غلط يا مامى عشان الناس اللى على مستوى دول يضايقوا، بالعكس أنا بشوف ستات فيهم كتير لَبسين حجاب وشيك جدا فى نفس الوقت .

فالحجاب عمره ما بيقلل من شخصية الإنسان بالعكس بيرفعه .

فابتسمت مكة لحديثها فنهرتها سهام ......ايوه ابتسمى .
ما أنتِ أكيد اللى أقنعتيها بيه ، أنا بنتى مكنتش كده ولا دى أفكارها ، أنتِ عملتى إيه فى دماغها كلها تبوظ كده وتبقى رجعية .

مكة........أبدا يا هانم عمر الحجاب مكان رجعية ، إلا لو كانت الحيوانات اكتر تقدما وحضارة من الإنسان .

فغضبت سهام وتلون وجهها....أنتِ يا حيوانة قصدك ايه ؟

فخرج على صوتها ركان ، ليجد حبيبته تتلألأ الدموع فى عينيها من إهانة والدته لها .

مجدى....أدخلى يا ريم ، عشان متزعليش ماما واقلعى الارف ده .
مش حتة القماشة دى اللى هتخلينا قريبين من ربنا ، المهم انك قلبك نضيف يا ريمو ، فيه بنات يشوفهم كتير لَبسين حجاب وسلوكايتهم زفت ، لكن أنتِ أحسن كتير منهم.

ريم برجاء....لا يا بابى أنا مقتنعة بيه ومش هقلعه ، ده فرض من عند ربنا سبحانه وتعالى ، وان كان فيه سلوكيات مش كويسة من بعض البنات فده شىء بيرجع لأخلاقهم مش فى الحجاب ملهوش دخل .

سهام...بنت أنتِ لو مقلعتهوش ، أنتِ لا بنتى ولا أعرفك ..

ركان محاولا تهدئة الموقف فأمسك بيد والدته وقبلها.....يا حبيبتى هدى نفسك بس كده عشان صحتك ، وسيبى ريمو براحتها وبالعكس أنا شايف إنها أحلوت اكتر بالحجاب وأنتِ يا ست الكل عمرك مكنتِ بتغصبينا على حاجة ، فسبيها تجرب ، ارتاحت كملت ، مرتحتش تقعله وهى حرة .

سهام .....عشان خاطرك بس انت يا ركان ، بس اكيد هتقلعه أنا عارفة بنتى كويس ومش هتسمح للبنت اللى جبتهلنا دى معرفش منين تمشى رئيها عليها .

لم تتحمل مكة حديثها أكثر من هذا فأسرعت لغرفتها باكية .

ريم .......كده يا مامى ملكيش حق تزعليها ، مكة دى إنسانة جميلة مشفوفتش حد فى اخلاقها وحنيتها وأنا بحبها جدا وزعلها من زعلى.

ولو هى محضرتش الفرح عشان زعلانة أنا كمان مش هحضر.

زفر مجدى بضيق قائلا .....لا أنتِ زودتيها اوى يا ريمو .
دى مجرد شغالة عندنا ، تمشى تيجى غيرها .

ريم......لا مكة مش شغالة ، أنا بحسها زى متكون أخت ربنا كرمنى بيها .

شعر ركان بالخجل من أخته ، فهى كانت أقوى منه فى الدفاع عن حبيبته ، أما هو فقد لاذ بالصمت لم يستطع الدفاع عنها مع أنه اقرب الناس إليها .
........

أما رياض فكان منشغل بالتى أسرت قلبه حيث كان واقفا على باب الغرفة التى تشاركها بها دادة إكرام ، بينما كانت إكرام تتابع حديث سهام مع ريم .

رياض ......أنت يا كرملتى ، يلا أطلعى بقه ورينى جمالك بالفستان .

ففتحت كرميلا جزء بسيط من الباب ،هامسة .......والله مقدرة أطلع بيه ، خايفة اوى كأنى عاملة عمله يا سى رياض ، مكسوفة اوى .

رياض.....مكسوفة ايه بس .
أطلعى يا بنتى جننتينى معاكِ هموت واشوفك بيه .

ففتحت كرميلا الباب مفترشة بنظرها الأرض من الخجل للتسع عين رياض من المفاجأة فكانت بالفعل اشبه بالأميرات ،كانها زهرة فى بستان ، حورية فى الجنة .

رياض بمداعبة......يخربيت الجمال ، ده أنتِ هتغطى على العروسة ذات نفسها كده .

لا رجعت فى كلامى اقلعيه ، اخاف خد يعاكسك بيه فى الفرح وأنا ابقه شبه القرطاس مش عارف اتصرف .

فضحكت كرميلا بخجل...طيب يا سى قرطاس أعمل إيه دلوقتى ؟؟
أنت إللى جننتى ،ألبسه ولا ملبسهوش ؟؟

رياض....لا خليكِ قمر بيه ، ولا اقولك اقلعيه .

ولا اقولك خليكِ بس مش عايز عينيكِ تزوغ كده ولا كده ، فاهمة .

كرميلا.....حاضر يا سى رياض..
رياض...جننتينى بسى رياض اللى أكلتى بيها عقلى وقلبه.
.............
ولجت ريم لغرفة مكة فوجدتها تبكى على وسادتها ، ففعلت مثل ما تفعل معها .
ربّتت على كتفها بحنان قائلة ...معقول اللى جميل اللى ديما هو يصبرنى ،هو دلوقتى اللى بيبكى .

مكة.بصوت منبوح من البكاء .....ماانا إنسانة برده وليه طاقة وتعبت كتير اوى ، بس بدعى ربنا يفك الكرب ويرفع عنى الابتلاء عشان خلاص تعبت ذل ومهانة .

ريم ....يارب يا حبيبتى ،بس متقوليش كده ، طول ماانا معاكِ ، أنا عرفت اخد حقك ، ويلا بينا عشان ننزل الوقت أزف .

مكة......معلش روحوا انتوا ،وانا خلينى فى البيت .
فوجدت صوت من يقول لها ....لا لازم تيجى وتشوفينى عريس طبعا ،واكيد المتر مستنيكِ وأكيد هيزعل لو مجتيش .

فنظرت له مكة بقهر .....وكأنها تقول له
..كفاية حرام عليكِ تكسر قلبى اكتر من كده .
إزاى بس اشوفك مع غيرى ، حرام ، والقلب عمره ماشاف ولا حب غيرك .

قال ركان كلمته واسرع الخارج ليخفى عبراته قائلا....سامحينى يا ضى عينيه .

............
بخطوات متثاقلة أمام مركز التجميل اتجه ركان لأخذ شاهيناز منه .

وعندما وللج للمركز خطف أعين البنات من هيئته بالبذلة الرمادية التى تعكس لون عينيه .

وعندما رأته شاهى أسرعت بقولها ....واو تحفة عليك البدلة ثم تعلقت برقبته هامسة...يلا شلنى ولف بيه زى البنات اللى بشوفهم على اليوتيوب .

فهمس بكلمة ....طيب لو أنتِ زيهم لكن أنا مش زى أشباه الرجال بتوعهم ، وأنا معملش كده .

ومش عارف صراحة أنتِ لَبسة ايه ؟

شاهى بضيق...فستان يعنى لَبسه ايه ؟

ركان ....أنا شايفه قميص نوم مفروض ميلتبسش إلا فى غرف النوم مش قدام الناس .

زفرت شاهى بضيق قائلة ....على فكرة انت مش جانتيه خالص وكان من الذوق تجاملنى فى يوم زى ده ، بس دى طريقة لبسى وأنت عارف وخطبتنى على كده ، فياريت تبطل تفكر بالعقلية دى .

ركان حدث نفسه....أنا وفقت غصب للأسف .

تنهد ركان بقهر قائلا......طيب يلا وخلى الليلة تعدى .
ثم تقدم بها نحو سيارته على تأفف منه من طريقة معاملته لها ولكنها تحملت من أجل حبها له .
وانطلق نحو القاعة .

حيث اكتمل المدعويين وكانوا فى إنتظارهم واستقبلهم فريق القاعة ببعض الأستعراضات ثم جلسوا فى المكان المخصص لهم .

تجمع الحضور للسلام والتهنئة وأخذ الصور التذكارية مع العروسين .

ولكن عين ركان كانت لا ترى ولا تسمع وكأنه فى عالم أخر وحده يبحث عن معشوقته فقط بينهم .

حتى وجدها فى ركن بعيد منزوى ، تدير ظهرها له وكأنها لا تريد رؤيته فقد انفطر قلبها من مجرد أمر الخطبة فكيف تراه معها أيضا .

وضع ركان يده على قلبه الذى تصارعت دقاته وهو يراها على تلك الحالة والألم يعصف بها فكاد أن يصرخ ولكنه تحامل وأصر أن يجعلها تراه وسيمثل الحب مع شاهى لعلها تكره وتنسى حبه ، ليستطيع التخفيف عن ألمه ولكن لا يستطيع القلب المحب أن يكره أبدا .

ثم بدئت أغنية رومانسيه قام العروسين بالرقص ( سلو) عليها وضم بها ركان شاهى إلى صدره فابتسمت وتهيأ لها إنه يحبها مثل ما تحبه .
ومن كلمات الأغنية '''
انت ومش حد تاني ف عنيك فرحه زمانى
لو غبت حبيبي بس ثوانى مابعرفش اعمل ايه
جوايا حنين باقيلك لو اطول ف عنيا اشيلك
الدنيا بتحلي لما بجيلك ودا اللي بحس بيه
انا ليه وانا ف حضنك بتخطف دا بايه
يتسمي ويتوصف روحى بتنساني وشوق يملاني واروح لبعيد .

تأثرت مكة بكلمات الأغنية ودمعت عينيها ثم أختلست النظر له لتأخذ الضربة الموجعة عندما وجدته فى أحضان شاهى .

فأشاحت بوجهها سريعا وتساقطت عبراتها على الفور ثم أسرعت بالذهاب إلى دورة المياه حتى لا يراها أحد باكية فى هذه المناسبة السعيدة فيشك فى أمرها .

وفى تلك اللحظة التى رأى بها ركان هروبها للمرحاض قام بإنهاء الرقصة وبعد عنه شاهيناز بقوة حتى إنها اتسعت عينيها من الصدمة وتسائلت ....ايه المجنون ده ؟؟
كنت لسه فى حضنه زى المولود اللى فى حضن أمه ودلوقتى يبعدنى بقسوة كده .

شاهى بحدة فى قولها ....ليه عملت كده ؟؟
لسه الأغنية منتهتش أنت كده بتحرجنى قدام الناس .

ركان....ولا احراج ولا حاجة أنا بس حاسس إنى تعبت وعايز اقعد .

ثم تركها ليجلس هو بمفرده ،ولا يشعر بتصرفاته التى أغضبت والد العروس ووالده .

الذى همس لوالدته....شوفتى ابنك ولى بيعمله ، ياريت تروحى تكلميه ، عشان أنا مش ضامن تصرف ابو العروسة وممكن يمحينا من على وش الأرض بمكالمة منه .

سهام بحرج ...حاضر ،هروح أكلمه .

ولكن ما أن استعدت للوقوف بادرها المتر ايمن بالسلام .

ايمن......إزيك يا هانم والف الف مبروك .

عقبالى كده أن شاءالله ،بس هى فين عروستى ؟
سهام بضحكة صفراء مصطنعة.....فى الترابيزة اللى هناك دى .

وكان فى تلك اللحظة عادت مكة للمنضدة التى تجلس عليها إكرام وكرميلا .

لمعت عين ايمن عندما رأى حوريته الساحرة فى ذلك الثوب المحتشم .

فأسرع إليها وكانت عين ركان تراقبهما بغيظ .

تقدم ايمن من مكة التى تفاجئت به أمامها .

ايمن.......مكة إزيك ؟ تصورى إنك وحشتينى .

فتبدلت ملامح مكة العبوس قائلة...لو سمحت مينفعش الكلام ده بينا .

ثم أشاحت بوجهها ملتفتة له بظهرها قائلة...عن إذنك .

ولكن وجدته قد أمسك ذراعها قائلا...استنى بس أنا لسه مخلصتش كلامى .

مكة...عيب اوى يا استاذ اللى بتعمله ده.

ايمن ...ليه عيب أنا بحبك يا مكة وعايز أجوزك .

حجظت عين مكة عندما رأت ركان من وراء ايمن .
وفيه عينيه انذار بالشر .
فامسكه من ذراعه بصرامة قائلا......مش قلتلك عيب وميصحش ولا انت مش سامع يا متر .

أيمن ...ركان باشا ،سامع بس انت عارف يعنى نظام الستات ،تبين مضايقة وهى فى نفسها عايزة تسمع كلام حلو .
ركان .....لا خفيف يا متر .

ثم وجه أيمن كلامه مرة أخرى لمكة متجاهلا ركان بقوله لها .... .. ماتيجى نرقص يا مكتى مع العريس والعروسة .

ركان وقد أنفجر غضبا ....لا أنت لازم تتربى وهم أن يبطش به ولكن وجد من يصيح فى وجهه .؟؟؟؟؟؟
ركااااااان .
يا ترى مين اللى زعق لـ ركان ؟؟
وهيحصل إيه تانى فى الليلة الغبرة دى 😂
وايه رئيكم فى عنان ؟؟
ويا ترى عامر فعلا تعبان ؟؟
وريم هتعمل ايه مع حاتم لما تروح الكلية تانى وتشوفه ؟؟

رواية انين مكة الفصل التاسع عشر 19

وإني لأهوى النوم في غير حينه لعل لقاء في المنام يكون ولولا الهوى ما ذل في الأرض عاشق ولكن عزيز العاشقين ذليل
............
عنان..........أسترخى كده يا عسل ولا قولى اسم الكريم ايه ؟

عامر.......أنا عامر وحضرتك .
ضحكت عنان قائلة.....حضرتى ، والله مقبولة منك يا عسل .
أنا عنان المنعنعة ، واطمن كده واسترخى .
فضحك عامر وأردف ....صراحة أنتِ اللى يشوف وشك ويسمع كلامك يطمن لوحده .

عنان........لا وشى وضهرى ايه بس ؟؟
أنت شكلك هتعاكس وكده عيب وكتاب الله المجيد وكده لزمن ولابد تصلح غلطتك وتجوزنى .

فضحك عامر قائلا.....أجوزك كده مرة وحدة !

عنان.......لا إزاى يا بيه مرة واحدة ؟؟
مش فيه الأول قرى فاتحة مع حتتين جاتوه كده يطروا على القلب .

وبعدين نغنى يا دبلة الخطوبة عقبلنا زيكم وبعدين بقه كده المأذون اكتب وجواز كلبش وعيال خلف .

فضحك عامر حتى دمعت عيناه مردفا....والله أنتِ مشكلة .

عنان...بس مشكلة حلوة صح ؟

عامر وهو ينظر لملامح وجهها بدقة ، فرأى عينيها التى بلون الزيتون وبشرتها البيضاء الصافية وحمرة وجهها الطبيعية .

فشرد فى جمالها للحظات فباغتته بقولها....ايه يا سكر ،بتدور على العنوان فى وشى ولا إيه ؟

على العموم هكتبهولك فى ورقة عليهم رقمى المحمول وهدسهولك فى جيبك عشان متنساش .

عامر...تمام وأنا موافق .

عنان ...موافق على ايه يا بيه ؟

عامر....مش عايزة تجوزينى ؟

عنان....اه .
يوه قصدى هفكر فى الموضوع .

عامر ...طيب لو فكرى كويس عقبال ما نيجى نزوركم فى العنوان اللى هتدسهولى .

عنان بإندهاش ...بتكلم جد يا بيه ولا كلام النهار هيجى عليه الليل ومتلقهوش .

عامر .....لا جد الجد .

شعرت عنان أن الأرض لا تتحملها وكادت أن تسقط من المفاجأة .
عامر ..إيه مالك أنتِ هدوخى من دلوقتى ؟
امال مين هيسندنى لما أخلص الأشعة .

ثم حضر طبيب الأشعة وجهز عامر واستلقى على الجهاز ثم بدء بتصويب الأشعة المقطعية على رأسه .

ليظهر على الفور ورم بحجم حبة الليمون فى مؤخرة رأسه .

فقام الطبيب بالنداء على عنان .
عنان......ها طمنى على الواد السكر الحليوة دماغه نضيفه ولا حساه لاسع اصلوا مش معقول يكون بيكلم بجد .

الطبيب.......هو فعلا للأسف عنده ورم ومحتاج دكتور مخ واعصاب شاطر عشان ينقذ حياته .

عنان بسخرية ........إلهى تورم رجلك يا بعيد ، بص كويس تانى كده والبس النضارة .

الواد لسه زغلول وحرام ابقى أرملة وأنا لسه فى عز شبابى ، يقطعك دكتور .

فضحك الطبيب ....والله مش مصدقانى خديها لدكتور علاء اللى كتب على الأشعة.

عنان...لا الدكتور الفقرى ده ،لا أنا هخده عند اكبر دكتور فيكِ يا مصر .

يا حبيبى يا عامر يا جوز المستقبل .

ثم عادت إليه مرة أخرى ورأى فى عينيها القلق فردف قائلا ...ها طمنينى قلك ايه بصراحة متخبيش عليه ؟
‌كتمت عنان عنه أمر الورم حتى لا يقلق فأردفت ......زى الفل وعشرة يا عسل .
‌ودماغك متكيفة على الأخر يا جدع وأخرك تشرب كوباية عصير قصب من عند الراجل إلى فى أول الحارة بتعنا وهتلى واحد فى كيس وانت طالع .
‌عامر بعدم تصديق .....لا أنا حاسس إن فيه أمر خطير وانتِ بتخبى عليه ولازم تصارحينى .
‌عنان بتلعثم ...هو ايه اللى خطير ده ؟
‌معرفش حد بالأسم ده وبص يا سكر ، أنت بس عايز تكشف عند دكتور مخ واعصاب
عشان بس صواميل دماغك عايز تتربط كويس وبعدها هتظبط وتكون مية فلة وعشرة بس يا خوفى ...؟
عامر بضحك...خايفة من ايه ؟

عنان ...خايفة بعد متظبط دماغك وتعقل كده تنسانى ولا تغير رئيك وتكسر قلبى بعد ما حبك وتنسانى بعد كل سنين العشرة دى كلها .

ضحك عامر ......سنين أنا لسه عارفك من يجى ساعة .

عنان....وأنت عارف الساعة دى دى فيها كان ثانية ومروا عليه إزاى ؟

عامر.......لا انتِ حالتك صعبة اوى .

عنان......اه اوى المهم يا دلوقتى يا سكر .

هتاخد الراجل الكبارة اللى برا دلوقتى وتروح تستريح شوية وأنا هطقسلك على دكتور بريمو وهجزلك عنده .

وهتصل بيك وأعرفك المعاد بتاعه وهتلاقينى برده معاك هناك عنده عشان لو هيديكِ إبرة ولا حاجة متخفش .

عامر....صراحة. مش عارف اقولك ايه ؟

على قد لسانك بس قلبك حنين اوى وأنا فعلا معنديش غير بابا ومليش اخوات وأنتِ ...؟

عنان........اوعى تقول اختك ازعل وربنا ...قولى الجماعة العيال اى وصف فيه حب كده .

عامر.. .....ههههههههههه ماشى يا جماعتى .
هاتى تليفونك اسجلك رقمى ولما تعرفى معاد الدكتور كلمينى .

عنان....يا لهوى هتلمس موبيلى بأيدك الحنوينة دى .
اموت انا .

بس يلا ماشى ، على معاد يا سكر .
...................
عمى الحب بصيرة زهرة عن إدراك حقيقة عباس ورضت بالدنية وتسللت هربا ليلا بعد أن نام والديها التى لن تجد أبدا أحدا يحبها ويريد لها الخير مثلهم .

وكان فى إنتظارها عباس أسفل البناية وعندما رأها ابتسم بفخر محدثا نفسه ....كنت حاسس إنها هتيجى ، محدش يقدر يقاوم عباس .

فأسرع إليها وأمسك بيديها قائلا.....زهرتى وحشتينى ، كنت بعد اللحظات عشان أشوفك .

زهرة بخجل.....وأنت كمان يا عباس وادينى أهو بين ايديك .
وهربت عشان خاطرك من أحن الناس عليه .

فياريت متخلنيش أندم فى يوم من الأيام إنى عملت كده .
عباس ...عيب عليكِ ، أنا راجل اووى ليه فكرانى عيل .
زهرة......لا سيد الرجالة طبعا بس اثبتلى ده .

عباس ...هثبتلك وهتشوفى بس يلا بينا على عش الزوجية يا أحلى عروسة .

زهرة ....عش الزوجية كده على طول ، مش هنكتب الاول عند المأذون .

عباس ...لا لزمته ايه عباس وسين وجيم وفين الولى ولزى منه .

ضربت زهرة على صدرها قائلة ....يا مصيبتى ، امال عايز تعيش معايا فى الحرام يا عباس ؟؟

عباس.......حرام إيه يا هبلة أنتِ ، هو أنا بتاع كده ،استغفر الله العظيم .

لا إحنا هتجوز على سنة الله ورسوله بس بطريقة تانية .
زهرة وهى ايه دى إن شاءالله ؟؟

عباس......عرفى يعنى ورقة نكتب فيها إنك مراتى وتمضى عليها عشان تتضمنى حقك منى .

زهرة ....ويعنى متأكد أن بالورقة دى يبقى إجوزنا !
عباس...اه ، طبعا ، أنا بس عايزك تثقى فيه شوية .

زهرة....وأنا مكنتش واثقة فيك كنت سبت اهلى عشانك .

ثم بكت زهرة .

عباس .....وليه الوش النكد ده والعياط...ده حتى فال مش حلو واحنا لسه هنخش دنيا وعرسان جداد .

زهرة......عشان ابويا وامى هيوحشونى اوى .

عباس...معلش ،ان شاء الله فترة كده وقلبهم يحن ليكِ ويرضوا عن الجوازة .

زهرة...ياريت .

غمز لها عباس قائلا...طيب يلا بينا يا عروسة .
ثم توجه بها إلى شقته وكتب لها ورقة زواج عرفى
وأكيد ده زواج باطل لإنه زواج بدون ولى ولا شهود .
ثم أصبحت له زوجة فعليا ....
.............................

ايمن ...... متيجى نرقص يا مكتى مع العريس والعروسة .

ركان.......لا أنت لازم تتربى وهم أن يبطش به ولكن وجد من يصيح فى وجهه .؟؟؟؟؟؟
ركااااااان .
ليلتفت ليجد والده ( مجدى الزيات ) .

مجدى بنظرة حدة وصوت غاضب...أنت أتجننت ، سايب عروستك وجى تتعارك مع المتر وعشان إيه وليه ؟

أنت مش متخيل شكلنا عامل زى قدام الشخصيات المهمة اللى موجودة .

ولا والد العروسة اللى عمال ينفخ من تصرفاتك ومتوقع ردة فعل حادة منه اكيد بعد الفرح .

ولا عروستك اللى قعدة بتحاول تدارى دموعها .
ركان بحرج....بابا أناااااا
مجدى....أنت إيه ؟

إنسان مستهتر مندفع مش مقدر مكانتك ولا مكانة الناس اللى منسبهم .

واندفاعك ده هيجيبك لورا وساعتها أنت ولا ابنى ولا أعرفك ، أنت فاهم ؟؟

احتقن وجه ركان وكاد أن ينفجر من الغيظ والحرج .
ولكن مكة حاولت تلطيف الموقف من أجله .

فبادرته بقولها...روح لعروستك يا باشا ، راضيها وعيش الفرحة وراضى والدك عشان ربنا يرضى عنك .

ثم فعلت مثل ما يفعل ليتجنبها ويهتم لعروسه.

ابتسمت لـ ايمن قائلة...اتفضل يا متر ، اقعد معانا .
أنت صراحة كلامك ميتشبعش منه .

فنظر ايمن لـ ركان بنصر ، وحاول ركان أن يسيطر على اعصابة بعد أن رمقها بنظرة غاضبة ولكن هى تحاشتها .

وجلست برفقة ايمن على مضض .

أما هو فجذبه والده من ذراعه لتكتمل فقرات الحفل مع عروسه .

قضبت شاهيناز جبينها بجانبه ، فنغزها ركان برفق قائلا.......خلاص بقه فكيها يا شاهى .

شاهيناز بعبوس وغضب...افكها إزاى وحضرتك سيبنى ورايح تكلم مع البيه والبنت اللى هناك دى وشكلك كنت هتتعارك معاه كمان .

إزاى كنت هتعمل كده ؟ وفى ليلة زى دى مفروض نكون فيها اسعد اتنين فى الدنيا .

تنهد ركان وحدث نفسه....مفروض بس لو كانت مكة بدالك لكن غصب عنى صدقينى وأنا عارف أنتِ ملكيش ذنب وعشان كده رفضت المبدأ من الأول بس هما أرغمونى مش بإيدى بس عشان خاطرك هحاول اكون لطيف معاكِ لكن بدون قلب للأسف .

ركان ....خلاص متزعليش ، صح هو أنا قولتلك ؟
شاهى ..قولتلى ايه ؟

ركان.....إنك حلوة النهاردة ؟

فابتسمت شاهى وكأن شىء لم يكن وثبتها ركان بكلمة منه .
( كم أنتِ طيبة ايتها المرأة من كلمة واحدة تتطيبن ) .

سهام لـ مجدى .......بطل زربنة يا مجدى ونفخ ، اديك شايف أهى شاهى بتضحك ومبسوطة .
مجدى...بعد ايه !
محرق دمنا ، أنا مش عارف ابنك ده ؟ طينته ايه بالظبط ؟

ثم هز رأسه بآسى قائلا ....اه صح عارف طينته ، مهو شبه اللى جابه .

فانفعلت سهام وحاصرتها الذكريات من جديد .
عندما تواعدت مع عباس مرة أخرى فى إحدى الكافتيريات خارج الجامعة .

عباس ....سمسم روحى ،فكرتى فى الموضوع اللى اتكلمنا فيه ؟؟

سهام.......فكرت وعايزة اكيد نتجمع أنا وأنت ، عشان فعلا مبقتش قادرة تعدى لحظة من غيرك .

فابتسم عباس بمكر....خلاص كفاية اللى ضيعناه لأجمل لحظات عمرنا كده ويلا نتهنى ببعض ومنضيعش الوقت ونعيش الحب اللى بجد .

ابتسمت سهام بخجل ....طيب نصبر شوية لما أحضر نفسى كده واشترى شوية حجات .

وكمان لازم يكون فيه حجة لتأخيرى برا البيت .

عباس.....أنتِ مش محتاجة حاجة ، أنتِ على بعضك قمر .

ومتخافيش من التأخير ، خير البر عاجله ، هى ساعة زمن وهوصلك أنا .

بس استنى نشرب عصير المانجا ده ، عشان يدينا طاقة .

ثم جاء الجرسون لأخذ الحساب ، فتصنع عباس البحث فى بنطاله عن الفلوس قائلا..
مش عارف المحفظة راحت منى فين ؟
خايف تكون أتسرقت ؟
سهام....استغفر الله ، دور تانى كده كويس ، يمكن تلاقيها .
عباس......مفيش ، ما هى أكيد يا أتسرقت أو وقعت منى .

الجرسون.....المهم يا فندم ، لازم تدفع الحساب .

سهام......خلاص أنا هدفع مفيش مشكلة ، أنا وأنت واحد .

عباس.....بس لو مكنتيش تحلفى ، خلاص أدفعى ولما أقبض هردهملك .

سهام......عيب يعنى ، دى حاجة بسيطة .

عباس.....ربنا يخليكِ ليه يا سمسمة .

ويلا بينا نغنى ونطير على عش حبنا .

ثم توجه بها لشقته ليعيشوا كزوجين تحت مسمى زواج ولكنه باطل لعدم إستيفائه الشروط .

وهو ليس إلا ألعوبة تحايل بها عباس لكى ينال ما يريد .

حتى اذا تم له ما أراد بدء ينفر منها كعادته مع كل صيد بمرور الوقت يمل ليبحث عن صيد اخر .

وخصوصا عندما شعرت سهام بأعراض الحمل .
وتأكدت من خلال الأختبار المنزلى .

سهام بصدمة....يا لهوى طلعوا شرطتين ، مصيبة وحلت على دماغك يا سهام ، هتعملى إيه دلوقتى وتقولى ايه ؟

لازم عباس يجى فى اسرع وقت ويتقدملى ونجوز رسمى.
.....................
شعرت سهام بالإعياء من كلمات مجدى القاسية وغلت الدماء فى عروقها .

سهام.......مفيش فايدة فيك يا مجدى متصمم تنكد عليه وتفكرنى بالذى مضى .

رغم إنك وعدتنى إننا هنبدء من جديد وهننسى اللى فات ، وقعدت فترة فعلا متكلمش ، ايه حصلك بس يا مجدى فهمنى؟

ثم بدئت فى التعرق والإرتعاش ولم يلاحظها أحد .

حيث كان رياض منشغلا بعيدا مع كرميلا بعد أن كان يراقبها حتى ولجت للمرحاض .

فانتظرها بالخارج حتى خرجت منه وباغتها رياض بقوله _ كرملتى .

ففزعت كرميلا وشهقت قائلة...بسم الله الرحمن الرحيم أنت بتطلع إمتى ؟؟

رياض بضحك...ايه يا بنتى شفتى عفريت ولا إيه ؟

كرميلا......لا اتخضيت بس يا سى رياض .

رياض....طيب بقولك تعالى نزوغ برا عند البسين من غير محد ياخد باله شوية .

وونرقص مع بعض رقصة رومانسية بس على صوتى أنا .

كرميلا..........لا لا حد يشوفنا وساعتها الباشا مجدى مش هيسكت ، كفاية عليه ركان بيه ولى بيعمله .

رياض.....تعالى بس يا كرملتى متخفيش .

ثم جذبها من معصمها للخارج ولاحظت مكة ذلك فابتسمت بألم وتمنت أن كان ركان بهذه الشفافية والصراحة وقادرا على إظهار حبه .

مكة........ربنا يسعدك يا كرميلا بس خايفة من نهاية حبكم هتكون ايه ؟

خايفة يكسر قلبك زى مقلبى اتكسر ، مفيش أوحش من كسرة القلب أبدا.
......
كرميلا......وبعدين أنا مبعرفش ارقص رقص السهوكة قليل الادب اللى بيلزقوا فى بعض ده .

عيب يا سى رياض .

رياض.......أنتِ ليه مش عايزة تقربى منى يا كرميلا ؟
ليه مش عايزة تحسى بالنار اللى جوايا بسبب حبك ،انا أول مرة احس بالضعف بالشكل ده .
ثم بدء يدندن "'
مفيش مرة تقربلي تطمني.. يللي حاببني ليه قلبك بيظلمني.. كل ما أحبك منك بتحرمني.. يبقى ده اسمه كلام.. عشان خاطري تكلمني تفهمني.. عرفني إيه يا حبيبي حصل مني.. إزاي يطاوعك قلبك تغيب عني.. وإحنا بينا غرام.

فتلألأ الدمع فى عين كرميلا "'
لتهمس ...وأنا كمان بحبك يا رياض صدقنى.
بس أنا خايفة عليك من الحب ده ، لو الباشا الكبير عرف مش هيسكت .

رياض......وليه يعرفوا ؟

كرميلا ...امال هنفضل نحب فى بعض كده من غير نهاية شريفة للحب ده ؟؟

رياض.....لا طبعا ليه نهاية وهى الجواز على سنة الله ورسوله وعقد شرعى كمان على يد مأذون وليكِ مهر ومؤخر ولو ليكِ اى طلبات معينة عايزها هنفذهالك .
ها قولتى إيه ؟

كرميلا......يعنى قصدك جواز فى السر ؟
رياض ...اه .
فنكست كرميلا رأسها بخزى....يعنى هفضل طول عمرى فى الضل مستخبية ،مقدرش اقول إنى مراتك .
ولو خلفنا عيالى مش هيقدروا يقولك بابا قدام الناس .

يعنى هيكونوا زى الأيتام بس الفرق أبوهم عايش بس مش معترف بيهم .

شعر رياض بالحرج من كلماتها التى نزلت عليه كالصاعقة ، فبرغم حداثة سنها إلا أنها تمتلك عقل راجح .

رياض بقهر .....عندك حل تانى ؟؟

كرميلا ....لا معنديش ، بس مينفعنيش الحل ده يا باشا يا محترم .

أنا قولتلك من الأول بلاش ، خليك فى طريقك وخلينى فى طريقى وده أسلم .
لكن الوقوف على السلم ده مينفعش ، يعنى ولا عارفة اكون انا لوحدى ولا عارفة اكون معاك .

فسامحنى وانسانى افضل ، ودلوقتى ، هدخل جوا ، قبل محد يلمحنى معاك.

ثم التفتت مغادرة وتركته يعانى ألم رفضها لحبه .
فدندن رياض ""
قاللي الوداع وأنا أقولوا أيه
هوا الوداع يتقال فيه أيه
أختارته ليه و أختارني ليه
كان قلبي ليه و قلبوا مش ليا
حسيت أني لقيت حلم السنين
و صحيت فجأه بقيت من مجروحين
.......

استمعت كرميلا لكلماته وودت لو أن أسرعت إلى صدره ليحتويها ويسمع دقات قلبها التى لا تدق سوى له ولحبه وإن فراقها له ، أشد من الموت ، ولكنه حياة باللنسبة له ، لذا عليها تركه حتى لا يندم يوما على حبه لها .
.......
تفاجىء مجدى بحضور زوجته الثانية رغم نهيه لها عن الحضور ، فاحتقن وجه وغلت الدماء فى عروقه ولم يدرى ما يفعل مع تلك المجنونة ؟؟

فأسرع لها على الفور لكى يثنيها على الدخول وكانت سهام تتابعه رغم شعورها بالإعياء
مجدى ....برده يا هانم جيتى .
فيفى بدلال .... مينفعش مناسبة زى دى مكنش جمبك فيها يا دودو.

مجدى بغضب شديد... أقسم بالله لو مختفيتى من قدامى السعادى وروحتِ بيتك ليكون معاكِ تصرف تانى .

فيفى ....أنت بتتهدنى يا مجدى ؟؟
مجدى......ايوه لإنى حذرتك وأنتِ برده ركبتى دماغك .

وفجأة سُمع صوت هرج ومرج فى القاعة حيث لم تتحمل سهام الألم أكثر من هذا وزاد شعورها بالإعياء فسقطت من مقعدها فصرخت ريم واسرع إليها ركان بقلب مرتجف وقام بالنداء على مكة لعلها تساعدها سريعا قبيل مجىء عربة الأسعاف فتسللت مكة بالكاد بينهم حتى وصلت لها .

ثم طالبت الناس بالجلوس على مقاعدهم حتى لا تصاب سهام بالأختناق من تجمعهم حولها بهذا الشكل .

مجدى بخوف شديد......سهام.
فيفى بغيرة وحقد من سهام ......ومالك وشك قلب كده ؟؟
متخلينا نخلص منها وكفاية أنا عليك .

مجدى ....أنتِ فعلا أتجننتى ولو ممشتيش دلوقتى ورقتك هتوصلك بكرة ثم تركها وأسرع إلى سهام .

قامت مكة بعمل بعض الإسعافات الأولية ليها لتستعيد أنفاسها .

فقد شعرت مكة من احتقان وجه سهام وتلون وجهها بالحمرة إنها فى أزمة قلبية حادة ويجب عليها تنشيط قلبها سريعا ومساعدتها على التنفس .

فضغطت عدة مرات على صدرها كما أعطتها قبلة الحياة عن طريق الفم عدة مرات .

حتى شهقت سهام ،فحمدت الله مكة على عودتها للحياة .

وجاءت سريعا عربة الإسعاف لنقلها للمشفى .

شاهيناز لوالدتها ببكاء....مش عارفة حظى الوحش ده يا مامى ،كل ده يحصل فى يوم فرحى.

والده شاهيناز......معلش المهم والدته تقوم بالسلامة والفرح يتعوض يا شاهى ..

.....
فى المشفى أودعت سهام غرفة العناية المركزة .
حتى استقرت ضربات قلبها بعض الشىء وعاد إليها وعيها وخرج الطبيب فاستقبله رياض ومجدى وركان
ركان بقلق متسائلا الطبيب ......ها حالتها ايه يا دكتور ؟

الطبيب....الحمد لله ، لولا المساعدة اللى حصلتلها وقت الأزمة كان زمنها فى عداد الأموات فاحمدوا الله واشكروا الأنسة اللى عملت كده ،.

فنظر ركان لمكة نظرة إمتنان وكأنه مدينا لها بحياة والدته .

مجدى...طيب وايه السبب فى تعرضها للأزمة بعد فترة صغيرة كده .

الطبيب ......اكيد مجهود زايد أو ضغط نفسى مفاجىء .
فشعر مجدى بالندم على كلماته معها ربما تكون هى السبب فما حدث لها .

.........
عامر...........بابا لو سمحت عايز أكلمك فى موضوع .
خالد ....خير يا حبيبى قول ؟

عامر بحرج...صراحة البنت الممرضة اللى شوفتها فى المستشفى الصبح ،اعجبت بيها وعايز فعلا أرتبط بيها .

عبس وجه خالد قائلا....معقول يا عامر ،عايز تجوز البنت البيئة دى اللى بتكلم بحواجبها والفاظها سوقية اوى .

لا لا متنفعكش وأنا صراحة نفسى تجوز مكة بنت عمك .

عامر...هى فين بس مكة ؟

والقلب وما يريد يا بابا ، والبنت اه من بيئة فقيرة بس معدنها طيب وكويسة اوى.

خالد ....لا لا قلبى مش مرتاح للجوازة دى ؟؟
.........

وصلت زهرة عند دار الأيتام التى وصفها لها عباس وعندما وقفت أمامها تسائلت ....هى دى دار الايتام اللى عباس قال عليها ؟؟
ويا ترى هيفتكروا بنتى اللى رماها اللى منه لله عباس من سبعتاشر سنة ؟
اه يا قلبى ربنا يستر ؟؟؟
بس هو عباس قلى إنه كتب اسمها على ايديها ، هو سماها ايه ؟؟؟؟
......
قولوا اسمها ايه يا شطار؟؟
ويا ترى خالد هيوافق على جواز عامر من عنان ولا هيصمم على الرفض عشان مكة ؟؟
شاهى هتفضل لزقة كده فى ركان رغم معاملته ولا هتحس وتبعد عنه وتسيبه لمكة ؟؟؟
ايه رائيكم فى ايمن ؟؟
يتبع الفصل 20 و21 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent