Ads by Google X

رواية انين مكة الفصل الرابع عشر 14 والخامس عشر 15

الصفحة الرئيسية

رواية انين مكة البارت الرابع عشر 14 والخامس عشر 15 بقلم أم فاطمة

رواية انين مكة كاملة بقلم أم فاطمة

رواية انين مكة الفصل الرابع عشر 14

المحب فعلا الحقيقي يكون ناكر لذاته، ويهتم أكثر بسعادة الأخر، أما الحب المزيف فهو حب يتم وصفه بالأنانية، ولا يهتم الا بنفسه ولا يرغب في التضحية، وهذا يكون الفارق بين النوعين من الحب
....................
خلدت زهرة فى المساء إلى فراشها ولكن ذهنها معلق بذلك الشاب الذى خطف قلبها من أول لقاء .
وتسائلت هل يا تُرى ستراه مرة أخرى ؟؟

نعم فقد كان فى إنتظارها أمام المدرسة فى معاد خروج الفتيات .

وعندما وقعت عين زهرة عليه ابتسمت خجلا وفرحت لإنه كان فى إنتظارها .
كما أن نظرات الحب المنبعثة من عينيه ألهبت قلبها البرىء ولكن سرعان ما أشاحت بوجهها عنه كأنها لم تراه وتابعت مسيرها .

فسمعت صوته من خلفها مرددا.....مسيره الجميل اللى منشف ريقى ، يبله بكلمة حلوة ولا حتى نظرة ، أنا قلبى هواه من أول لحظة ، اه بس لو يحس بيه ، أجبله كل الدنيا ديه .

زهرة محدثة نفسها........اه يا نارى منك ومن كلامك الحلو ، بس يا خوفى ليكون كلام بس .

فخلينى تقلانة شوية لغاية ماشوف اخره إيه ؟

ثم قام بالنداء عليها قائلا ....أنتِ يا سكر يا محلى ايامى .
لتتلتفت له زهرة متصنعة الغضب قائلة ....وبعدين معاك يا اسمك ايه انت ؟؟

عباس بنظرة ولع وحب....محسبوك عباس .

زهرة....عايز ايه منى يا عباس ؟ وليه ماشى ورايا كده ؟
وبعدين حد يشوفنا ويقول لابويا يقطعنى حتت ، اصل أنت متعرفهوش ده شغال أمين شرطة وجامد اوى اوى .

عباس....حبيبى ابو نسب .
زهرة....يعنى ايه ؟
عباس ....أنا صراحة كده ، حبيتك .

زهرة.......وأنا ميكلوش عليه الكلام ده ، ومبحبش اللى بينط من الشباك ، بحب اللى يدخل دغورى من الباب ، فيأما الباب أو تورينى عرض كتافك يا عباس
عباس بثقة ....وماله باب باب .
هكون عندك النهاردة يا جميل أخطب ايدك ورجلك وكلك كده على بعضك حلو .
زهرة ....أنت بتكلم جد ولا برده بتاخدنى على قد عقلى ؟؟
عباس ...لا جد الجد ، أنتِ متعرفيش عباس ولا إيه ؟؟
أنا كلمتى متنزلش الأرض أبدا .
فشعرت زهرة بالسعادة وطارت إلى منزلها تعد اللحظات حتى يأتى لها عباس خاطبا.
...................
وصل خالد وعامر إلى شقتهم القاطنة فى منطقة بحرى .
خالد....خد أهو المفتاح سمى وافتح الباب .
وبينما عامر يفتح الباب ، إذا بجارتهم السيدة لطيفة فتحت بابها متسائلة """
انتم مين وبتعملوا ايه قدام شقة الأستاذ خالد ربنا يرجعه بالسلامة .
فالتفت خالد عندما سمع صوتها الذى يحفظه عن ظهر قلب ، فهى جارته منذ أن قطن تلك البناية وكانت سيدة لطيفة اسما على مسمى وقد احبتها زوجته رحمها الله كثيرا .
أقترب منها خالد قائلا.....ست لطيفة ، ازيك وازى اخبارك ؟؟
أنا هو خالد ، مش فاكرة شكلى ولا إيه ؟؟
معلش بقه الزمن كبرنا وعجزنا ، وده ابنى عامر ، ماشاءالله كبر أهو ورقه راجل .
فظهرت على وجه لطيفة البشاشة قائلة.....استاذ خالد ، الف حمدالله على السلامه .
مبارك رجوعك بالسلامة ، وماشاء الله يا عامر كبرت وبقيت راجل، أنا لسه فكراك لما كنت لسه قد كده ، الله يرحمها الست والدتك كانت ست أميرة بجد ومفيش زيها أبدا.
عامر....الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته .
خالد ...وازى الأستاذ سامى جوزك ؟
فدمعت عين لطيفة مردفة....تعيش انت يا استاذ خالد .
خالد بآسى......ياه حصل امتى ده ؟
لطيفة ...من خمس سنين كده .
خالد ....ربنا يرحمه ، وأنتِ على كده عايشة لوحدك .
لطيفة بحزن .....اه ، ربنا معايا ،ما أنت عارف ربنا مأذنش لينا بالخلفة ، والحمد لله على كل حال .
خالد....ونعم بالله .
أستأذنك يا ست لطيفة ، ندخل نشوف الحال جوا .
لطيفة....اتفضلوا ولو أحتجتكم اى حاجة ، خبطوا عليه .
خالد....ربنا يكرمك .
ثم ولجا خالد وعامر للداخل .
فنكز عامر والده بقوله....لطيفة فعلا الست دى يا حاج .
خالد بضحك....قصدك ايه يا بكاش ؟؟؟
..............................

قامت دلال بالنداء على شحاتة فى الملهى الليلى حيث يعمل لديها حارس للملهى .

شحاتة.....آمُرى يا ست الستات ؟؟

دلال والإبتسامة تزين ثغريها .....الباشا اتصل وهقابله فى شقتى ، تصور ؟.
زى مايكون البت دى كانت عملاله عمل ولما خدته منها فك .
شحاتة.......يعنى كان عندك حق لما قلتى نخدها منه .

دلال.........ايوه .
ودلوقتى تعال معايا وصلنى وخدها اتسلى بيها فى الشقة تبعنا اللى فى الدور الأول .

مش عايزاها معايا فى الشقة ، اخاف صوتها يطلع كده ولا كده يسمعها ، تقوم الليلة تبوظ .

غمز لها شحاتة بمكر ....بس كده ، عيونى التنين ، يلا بينا .
دلال.......يلا بس بسرعة قبل ميوصل الباشا .

وبالفعل أسرعا الشياطين إلى المنزل لتنفيذ ما عزموا إليه .
وعندما وصلوا ولجوا إلى الغرفة السرية التى تتواجد بها كرميلا التى أصابها الإعياء من الضرب وقلة الطعام .

شحاتة وقد أصابه القلق عندما رآها على هذا النحو..........إيه ده البت شكلها هتودع ولا إيه ؟

دلال بلا مبالاة... ...فى ستين داهية ، خلينا نخلص .
شحاتة .....بس كده هتجبلنا مصيبة لو ماتت .

دلال بصوت يشبه فحيح الأفعى .......ليه يعنى هندفنها فى اى حتة ولا مين شاف ولا مين درى ؟؟
وتناست دلال قوله تعالى ( إننى معكما أسمع وأرى)
فالله يسمع ويرى كل شىء .

وهى يتيمة وملهاش حد ومحدش هيدور عليها .
خدها بس دلوقتى يلا ، الباشا زمانه على وصول .

فحملها شحاتة دون مقاومة منها لإنها كانت شبه مغيبة عن الوعى .

واستقل بها المصعد للدور الأول وولج بها للشقة ثم وضعها على الفراش .
..........
ثم مرت عدة دقائق ووصل ركان إلى دلال .
فطوقته دلال بذراعيها وهمست بصوت دافىء..........معقول الباشا جه لغاية عندى ؟؟
عشان نعيد من تانى أحلى ليالى مرت عليه فى حياتى .

أبعد ركان يديها بنفور قائلا.....اه اكيد ، بس خفى شوية أنا جى من مشوار طويل وعايزة الاول أشرب كاس كده يعدل مزاجى .

دلال ...بس كده ، عيونى .

جلس ركان بجانبها وفتح معها أحاديث كثيرة وجعلها تتحتسى اكبر عدد من الخمر حتى بدئت تتحدث بدون وعى ثم وقفت تتغنج بجسدها أمامها وأمسكت بيده قائلة ....مش كفاية كلام وتيجى تعلمنى الحب ؟

زفر ركان بضيق قائلا...مستعجلة ليه ، متخلينا قاعدين .

فاقتربت منه دلال واحاطت عنقه بذراعيها هامسة......مش عارف مستعجلة ليه يا كوكو ؟؟

ماعشان بحبك وتعبت اوى فى بعدك وكنت هموت لما كنت بتخيلك مع البت اللى متسمى دى كرميلا .

ركان بمكر .....قد كده بتغيرى عليه وبتحبينى يا دولى .
دلال......اه اوى يا كوكو .

ثم أراد ركان أن يصيبها بالغيرة أكثر لتخرج ما عندها بدون وعى وهى فى حالة السكر تلك .

ركان........أنا كمان بحبك يا دولى بس صراحة البت كرميلا دى حاجة كده ورور صغيرة ومزة وعليها إحساس يجنن .

رمقته دلال بحنق قائلة........يعنى فعلا كان فى بينكم حاجة وبت *** بتستغفلنى وتقولى أنها كانت خادمة بس ومفيش بينكم حاجة ، والله لاخد روحها عشان استريح منها خالص .

ويارب يكون شحاتة عمل معاها الواجب بالنيابة عنى .

فقام ركان كالثور الهائج وأمسك بمعصمها بقوة ألمتها جعلها تصرخ .

دلال متألمة....مبراحة شوية يا كوكو هاجى معاك بس بالهدواة.

تحول وجه ركان للتجهم الشديد وضاقت نظراته ثم أخرج سلاحه الميرى وصوبه نحو رأسها قائلا بتهديد........هتقولى وديتى فين كرميلا بالذوق ولا أفرغ ده فى دماغك وننهى قصة حبنا بالدم .

ارتعدت دلال قائلة........اناااا معرفش هى فين ؟
ركان......متعرفيش !
امال عرفتى منين إنها كانت خدامة عندى ومين شحاتة اللى هيخلص عليها ؟؟

أنطقى وإلا أنا اللى هخلص عليكِ دلوقتى .

دلال ....هتموتنى عشان بت متسواش مليم وأنا ست ستها وبحبك يا ركان.

ضغط ركان على شفتيه بقسوة قائلا...أنتِ نكرة ولا تسوى وهى أشرف منك بكتير .
أنطقى هى فين ؟

دلال بصراخ.......معرفش معرفش ..

ركان ......قدامك تلت ثوانى ، منطقتيش هضغط الزناد ،ثم ضغط عليها فأصدر صوتا ارعبها .

لتصرخ ...هى تحت مع شحاتة فى الدور الاول .
ركان بتهديد...عارفة لو طلعتى بتكدبى هعمل فيكِ إيه .

دلال بخوف .....حرام عليك ، مش بكدب ، مش بكدب .

هددها ركان بقوله ........طيب قدامى .
وحضرتك اللى هترنى الجرس وتقفى قدام الباب وأنا هكون على السلم عشان الزفت ده يفتح بهدوء وهو مطمن إنك أنتِ ، عشان نخلص من غير شوشرة .
دلال.......حااااااضر ، بس خلى بالك الزناد يفلت أروح فيها يا باشا .
حدث نفسه ركان... ياريت عشان نخلص من أمثالك .

..................
اتصلت هيام صديقة ريم عليها .
فنظرت ريم لشاشة هاتفها وبكت بشدة ، فماذا ستجيبها ؟؟

فتركت الهاتف يرن حتى توقف ولكنها أعادت الاتصال فخشيت من عدم ردها أن تأتى لها بالمنزل ، فاضطرت للإستجابة.

ريم بوهن وضعف .....ايوه يا هيام .
هيام بقلق.....إيه يا بنتى ؟ قلقتينى عليكِ ، فينك .
ملقتكيش فى الكلية ليه النهاردة ؟؟

مع أن البنات قالوا إنهم شافوكِ بدرى ، فاختفيتى فين ؟

ريم بصوت منبوح من البكاء....أنا فى البيت ، واه جيت الصبح بس حسيت إني تعبانة شوية فروحت على طول ومقدرتش أنتظرك .

شعرت هيام بنبرة صوت ريم الحزينة فتسائلت . ...مال صوتك يا بنتى مش عجبنى خالص ، والتعب ده فجأة كده ؟

شكل فيك حاجة وأنتِ مخبياها عليه ؟
أنتِ اتخصمتى أنتِ وحاتم ؟

ريم بإنفعال.........مش عايزة أسمع اسمه لو سمحتى .
هيام....لا ده شكل الموضوع كبير .
حصل إيه احكيلى ؟

ريم........مفيش حاجة حصلت بقولك ...
ومعلش انا هقفل دلوقتى عشان عايزة أنام واحتمال مجيش يومين كده .

سلام دلوقتى .

أغلقت الخط ريم لتبدء وصلة أخرى فى البكاء محطمة لا تدرى ما تفعل ؟

هيام........لا مش دى ريم أبدا ومش موضوع تعب ، ده اكيد حصلت حاجة كبيرة اوى بينها وبين حاتم .
ربنا يسترها ، عشان أنا عارفة أخلاق الزفت ده كويس وحذرتها منه كذا مرة .

..............
ولجت مكة بقلب محطم على سهام فى المعاد المحدد لمتابعة الاشراف على العلاج والأطمئنان عليها .

سهام .....كويس انك جيتى يا مكة ، مش عارفة حاسة إن دماغى تقيلة وكل ما أحاول اقوم وأطلع بره شوية مش بقدر .

مكة بإبتسامة رغم ألمها....سلامتك يا هانم .
ده أكيد من الضغط شكله واطى .

سهام .....طيب قسيه كده وطمنينى .

فقامت مكة بقياس الضغط ووجدته بالفعل كما قالت .

مكة.......زى مقولت لحضرتك ، شكلك مش منتظمة أوى فى العلاج .

فلازم تنتظمى على النقط ولازم تاكلى اى حاجة حدقة مع الأكل هتظبط معاكِ .

سهام .....تصورى أنا اتلهيت اصلا فى اللى حصل ومفطرتش حتى .
مكة......لا ده غلط جدا على صحة حضرتك ، أنا هروح حالا هجيب لحضرتك الفطار .

سهام........قولى بس ، لداداة إكرام .

مكة متوددة إليها .....لا أنا هجيبه لحضرتك وهأكلك بنفسى .

فنظرت سهام لعينيها وهى تتكلم ، فوجدت فيها صدق وحنان تفتقده عندما تتحدث مع ابنتها .

وعندما غادرت مكة لإعداد فطار لها ، حدثت سهام نفسها ......البنت دى غريبة اوى ، عينيها بتلمع كده وحنينة اوى وذوق ، ياريت ريم كانت تهتم بيه كده ، دى حتى مبتسألنيش أنا عاملة ايه ؟

احضرت مكة الفطار وحرصت على إطعامها ثم سمعت اذان العصر .
فأخذت تردد ورائه .

سهام متعجبة........هو أنتِ ليه بتقولى وراه كده ؟
مكة....عشان الرسول صل الله عليه وسلم علمنا كده .
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلّى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي. رواه مسلم.
سهام......اه ، صل الله عليه وسلم .

مكة........طيب تحبى أسند حضرتك تتدخلى تتوضى .
سهام ....أصلى ؟؟
أنا لا مش بصلى ولا حتى أعرف اتوضى إزاى؟
فشهقت مكة ووضعت يدها على فمها محدثة نفسها......كيف وصلت هذه المرأة لهذا العمر ولا تعرف كيفية الوضوء ولم تسجد لله ركعة واحدة.

حاولت مكة السيطرة على إنفعالاتها فتبسمت فى وجهها لكى تحببها فى الصلاة .

مكة......طيب لو تحبى حضرتك أعلمك كيفية الوضوء والصلاة أنا معنديش مانع .

الصلاة دى الشىء اللى بيربطنا بربنا سبحانه وتعالى وبنكلمه فيها براحتنا بدون حواجز وبيستقبلنا فيها خمس مرات فى اليوم وهو ملك الملوك .

قضبت سهام جبينها قائلة......بعدين بعدين ، لكن لو حابه أنتِ تصلى صلى أنا مش همنعك .

فابتلعت مكة ريقها بمرارة ثم قامت لتصلى أمامها بخشوع .

حتى سجدت وسمعت سهام صوت همهمتها ومناجاتها لله عز وجل .

تعجبت سهام من كثرة سجودها ولكنها انشغلت بهاتفها ولم تبالى .

ثم جاءت مكالمة من محامى سهام .
سهام .....الو إزيك يا متر ايمن ؟
ايمن.......بخير يا هانم .

كنت عايز أجى عشان محتاج أمضة حضرتك فى التوكيل عشان أبيع الأرض وأدخل الحساب فى البنك .

سهام ........تمام ، اتفضل يا متر ، فى انتظارك .

ايمن ...أنا جمب حضرتك هنا قريب ،يعنى خمس دقايق وهكون عندك.

سهام.......وهو كذلك .

لتغلق الخط معه وقد رأت مكة أنهت صلاتها فبادرت بقولها لها .....لو سمحتى يا مكة .

ممكن تساعدينى ألبس بسرعة قبل ما يجى المحامى بتاعى.
مكة مبتسمة....اكيد تحت امرك .

سهام بإندهاش .....أنتِ غريبة اوى يا مكة.
مكة.......ليه حضرتك بتقولى كده ؟

سهام....علشان عنيكِ بتقول أن من جواكِ حزين ،لكن ديما الإبتسامة على وشك .

إزاى بتجمعى بين الأتنين ؟

مكة.......حبيبنا رسول الله صل الله عليه وسلم ، مع أنه كان يحمل هم أمة بحالها ، لكنه لم يرى إلا مبتسما .

وكل أمر ربنا خير فعشان كده انا ببتسم حتى لو جوايا حزين .

سهام......هو أنا كل مقولك حاجة تقولى سيدنا محمد .
أنتِ كل حاجة بتاخديها بالدين .

مكة......لأن اسلامنا منهاج للحياة كلها من أمور الدنيا والآخرة .
سهام......طيب .
يلا افتحى الدولاب وهاتيلى الطقم الأزرق .
مكة ....حاضر .
لتسمعها سهام قائلة قبل بدء اى شىء ......بسم الله
حين فتحت خزينة الملابس ، حين قامت بمساعدتها فى ارتداء ملابسها ، حين ناولتها الدواء .

سهام........هو أنتِ ليه كل متبدئى تعملى حاجة تقولى بسم الله .

مكة ......لما نقول بسم الله ، يعنى بنستعين بالله فى كل عمل نقوم به .
وكمان "
مهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عزّ وجلّ فهو أبتر، أو قال: أقطع. رواه أحمد في المسند.

ليقطع كلامهما استئذان الدادة إكرام لدخول المحامى ايمن بركات.
سهام ...خليه بس يشرف فى الصالون خمس دقايق عقبال ما أتم لبسى.
الدادة....حاضر يا هانم .
وبالفعل بعد ما أنهت ارتداء ملابسها بمساعدة مكة .

أذنت له سهام بالولوج إليها .......فولج أيمن قائلا....مساء الخير يا هانم .

سهام.......مساء النور ، اهلا يا متر ، أتفضل .

مكة.بحرج .....طيب عن أذنكم يا هانم .

فوقع نظر ايمن على صاحبة هذا الصوت الهادىء .
فوجدها فتاة نعم ليست بالجميلة ولكن يحيط بوجهها نور جذاب ، فدق قلبه لها فى لحظتها .

وسلط نظره عليها عند مغادرتها حتى شرد واستفاق على صوت سهام ...
مالك يا متر واقف مسهم كده ، اتفضل أقعد .
ايمن بحرج....ايوه يا هانم ، بس هى مين الأنسة دى ؟
أنا أول مرة أشوفها ؟
سهام بسخرية......دى الممرضة بتاعتى ؟ بس ايه مستشيخة وكل شوية قال الله وقال الرسول .
أيمن محدث نفسه ..بتاعة ربنا ، تمام حلو ، يعنى اكتر وحدة هتصبر على ظروفى ؟

أيمن ....كويس يا هانم ، دى حاجة حلوة وتتضمنى امانتها ومعاملتها الحلوة .

سهام....تصور هى فعلا حنينة اوى والإبتسامة مبتفرقهاش .

فازداد اعجاب ايمن بها .
سهام.......ها كنت عايزة امضى على التوكيل .
أيمن ...ايوه
وان شاء الله هجبلك فيها أعلى سعر ،وهحول الفلوس للبنك.

سهام......ياريت يا متر وكل ميكون سعرها أعلى نصيبك فى البيعة هيكون اكتر .

أنت عارف إن ابنى ركان هيناسب بنت المحافظ فعشان كده أنا محتاجة اكبر مبلغ يناسب متطلبات الجوازة دى .

ايمن....فاهم يا هانم ، ربنا يقدم اللى فيه الخير أن شاءالله.

وأستأذن أنا الأن ، وسلامى للباشا الكبير والبشوات ركان ورياض .

سهام...الله يسلمك ، مع ألف سلامة .
وغادر أيمن ، ولكن عينيه اخذت تبحث عن تلك الحورية المسالمة لعله يراها قبل مغادرته .

فوجدها بالفعل تخرج من غرفتها ولكنها عندما وجدت عينيه مسلطة عليها أشاحت بوجهها خجلا وأخفضت عينيها وأسرعت من أمامه .

فابتسم ايمن ....ياسلام يا جميل ، إن شاءالله تكونى من نصيبى.
.....
كان رياض فى غرفته يعانى بعد كرميلا وتملىء عينيه الدموع ويدندن قائلا .

قاللي الوداع، وانا اقوله ايه هو الوداع يتقال فى ايه اختارته ليه ؟
واختارني ليه ؟
كان قلبى ليه وقلبه مش ليا حسيت اني لقيت حلم السنين، وصحيت فجأة بقيت من المجروحين .
ثم تابع "
يارب يا ركان ترجع بقلبى اللى غاب عنى .
.............

استقل ركان المصعد مهددا دلال بالسلاح فلم تستطع النطق ويكاد الخوف يفتك بقلبها حتى وقفت أمام شقتها فى الدور الأول ووقف هو على الدرج حتى لا يراه شحاتة .

ثم قام هو بطرف أنامله برن جرس الباب ثم ابتعد .
رأى شحاتة من العين السحرية دلال فقام فتح الباب على الفور مبتسما.....إيه يا ست الكل خلصتى الليلة بدرى بدرى يعنى .

ده أنا لسه مقمتش بالواجب .

ليتفاجىء بركان أمامه قائلا بسخرية....ايوه عندك مانع.
فشحب وجه شحاتة وقال فزعا .....الباشا ؟

لتصرخ دلال ...اديله فوق دماغه يا ولا ميهمكش باشا من غيره ، قبل مايخلص علينا .

فأخرج شحاته سكينا حادا باغت به سريعا ركان فأصابه بجرح فى وجهه .

فاشتعل ركان غضبا وغلت الدماء فى عروقه وصاح.........لا أنت كده اقرء الفاتحة على روحك .

فسدد له ركان عدة ضربات متتالية فى وجهه ويده حتى سقطت منه السكين .

وانتفخ وجهه ونزفت الدماء من شفتيه فاستغاث بدلال .

ألحقينى يا ست الكل هيموتنى .

ركان.....عامل فيه راجل ، بتستغيث بست .
لا استرجل ورينا الرجولة .

أمسكت دلال سريعا بزهرية الورد الزجاجية من ورائه وكادت أن تسقطها على رأسه ولكن نجاه الله بصوت كرميلا التى تحاملت على نفسها وخرجت من غرفتها عندما سمعت صوت ركان مستندة على الحائط .

وعندما رأت دلال ممسكة بالزهرية فصرخت....خلى بالك يا باشا وراك دلال فالتفت سريعا لها فالتقطها منها وألقاها على الأرض فتهشمت .

فتراجعت دلال للوراء خوفا ولكنه أمسك بها وبطش بها ضربا حتى اغشى عليها .

وبينما التفت ركان ليرى كاميلا ، كان قد وصل إليها شحاتة بعد أن التقط سكينه ووضعه على عنقها قائلا بتهديد.......هقتلها لو فكرت تيجى جمبى تانى ، أدينى الأمان وأوعدنى مش هتبلغ عنى .
وأنا أسبها .

ركان ......مفيش فايدة فيك بتتحمى فى ست يا حيلتها وعشان أنت كده ملكش لزمة .

سبها بالذوق وأوعدك هخدها بسلام وأمشى من غير ماحد يحس ، لكن لو لمستها أو حولت تانى تمسها أنت وست الكل بتاعتك قول على نفسك يا رحمن يا رحيم .

شحاتة....لا يا باشا حرمت .

طيب سبها ، تعالى يا كرميلا .
فتركها شحاتة ،لتسرع إلى ركان فيضمها لصدره ليشعر براحة لم يعرف تفسيرها .

أفاقت دلال على صورة ركان وكرميلا بين أحضانه لتشتعل النار فى قلبها أكثر .

فدارت بعينيها حولها لتملح سلاحه الميرى قد وضعه على المقعد حينما كان يصارع شحاته .
فالتقطته سريعا وأطلقت النار لتصيب فى مقتل ؟؟؟

رواية انين مكة الفصل الخامس عشر 15

انتظرت على أحر من الجمر ( زهرة ) معشوقها عباس يأتى لخطبتها كما وعدها .
حتى حل المساء فسمعت صوت طرق على الباب .
زهرة برجاء .......يارب يكون هو .

فتح والد زهرة الباب فوجد شاب غريب فتسائل ......مين حضرتك ؟
عباس........محسبوك عباس خليل .

والد زهرة ......خير يا عباس يا خليل ؟
تصنع عباس الحرج قائلا ........خير ان شاء الله ، أنا كنت لمحت بنتكم وهى طالعة من المدرسة وصراحة عجبنى أدبها وأخلاقها فوقعت فى قلبى .
وقولت يا واد يا عباس هى دى الزوجة الصالحة اللى بتتمناها ، فهوب جيت جرى أطلب القرب .

والد زهرة ببشاشة وجه .....اتفضل يا ابنى جوه ،نتكلم براحتنا .
فولج عباس مصطنع الخجل وعندما جلس بدء يعرف عن نفسه وأنه يعمل فى إحدى المطابع ولديه شقة والديه فى المرسى ابن العباس ،يقطن بها بمفرده بعد أن توفاهم الله ، ولذا يريد من تونس وحدته .
ثم تابع ""
ها قولت ايه يا عمى ؟

والد زهرة ......قولت كل خير يا ابنى ، على كل حال مش هينفع طبعا أرد عليك دلوقتى ، لازم ناخد وقتنا .
فإن شاءالله تشرفنا بعد يومين كده ، أكون شاورت الجماعة .

زاغت عين عباس يمينا وشمالا قائلا....براحتك يا عمى ، شورهم زى ما أنت عايز ، بس طيب مش هشوف عروستنا ولا إيه ؟؟؟

تمعض وجه والد زهرة قائلا.......أظن أنت شفتها خلاص وعرفها فتستنى رئينا الأول بالموافقة وساعتها تقدر تشوفها وتكلم معاها كمان .

عباس محدث نفسه بنفور ......من اولها كده تحكم وقلبان وش ،شكلى مش هعمر كتير معاهم ، أنا بحب الفرفشة .

ثم أستأذن عباس للمغادرة .

فأسرعت زهرة لغرفتها بعد أن كانت تختلس السمع لحواره مع أبيها .
شعرت زهرة بالخوف والقلق من حديث أباها فأردفت .....ربنا يستر وميجيش تانى عباس ، منه عارفة ابويا وطبعه يطفش .

قام بعد ذلك والد زهرة بالنداء على زوجته .
والدة زهرة........نعم يا ابوزهرة .
خير يا خويا ،ومين الضيف اللى جه ده ومشى بسرعة كده وملحقتش أقدمله حاجة يشربها .

والد زهرة........أقعدى يا ام زهرة عايزك ..
والدة زهرة....وادى قعدة خير يا خويا ؟

والد زهرة......الضيف كان شاب ، طالب ايد زهرة ، بيقول شافها وهى خارجة من المدرسة .

والدة زهرة ببشاشة وجه...يا منته كريم يارب ، عريس .

ألف بركة ، ده يوم المنى لما نفرح بالبنت اللى حلتنا.
والد زهرة.......مهى عشان اللى حيلتنا ، مش هنرميها لأى حد يخبط على الباب كده .

فلازم أسئل عليه كويس اوى ونعرف أصله وفصله ، عشان منرجعش نندم ونقول ياريت .

والدة زهرة....عداك العيب يا خويا ، وربنا يكتب اللى فيه الخير ويسعدها يارب ونشوف عيالها.
والد زهرة.....يارب ، دى امنيتى قبل ما أقابل وجه كريم .
والدة زهرة...متقولش كده يا اخويا ، هتعيش لغاية متجوز عيالها كمان
....................
أستافقت دلال على صورة ركان وكرميلا بين أحضانه لتشتعل نار الغيرة فى قلبها أكثر وأكثر .

فبحثت بعينيها حولها لكى ترى اى شىء تقذفهما به .
فلمحت سلاحه الميرى الذى قد وضعه على المقعد حينما كان يصارع شحاته .

فالتقطته سريعا وصوبته نحوهما و ضغطت على الزناد إستعدادا لإطلاق النار .
ولكن فى تلك اللحظة رن جرس الباب فالتفت ركان ليجدها مصوبة النار إليهما فنكس رأسه سريعا هو وكرميلا لتفادى الطلقة لتستقر فى رأس شحاتة الذى كان من خلفه فصرخ صرخة مدوية هزت أركان المكان ثم لفظ أنفاسه وسقط قتيلا .

ففزعت دلال وأصابتها حالة هيسترية ، فركضت على إثرها نحو الشرفة ثم ألقت بنفسها منها حتى سمع دوى لصرختها أفزع كل المحيطين بها .

لتنهار بعدها كرميلا بين يدى ركان من هول ما رأت وسمعت ، فحملها بين يديه ، ونزل بها سريعا إلى سيارته فوجد الناس متجمعين حول دلال .

ولكنه لم يهتم وانطلق مسرعا بـ كرميلا ولكنه أبلغ الشرطة عما حدث ليخلى مسئوليته بعد قتل شحاته .

ثم أتصل بأخيه ليباغته رياض بقوله النابع من قلب محب ..

ها لقتها صح ، طمنى ، طيب هى معاك ، كويسة ، طيب خلينى اسمع صوتها ؟؟
أنت مش بترد ليه اوعى تكون ملقتهاش ؟

ركان بضحكة ممزوجة بقهر ...أنت ادتنى فرصة حتى أقولك حاجة ؟

رياض......طيب خلاص سكت أهو ، قول أنا سمعك

ركان......هى معايا اهى بس رايح بيها المستشفى .

رياض بقلق.........ليه مالها ؟
اوعى تقول إنها حصلها حاجة ، المجرم اللى خطفها عمل فيها حاجة ؟

ركان.......اصبر بس عليه ، هى كويسة بس شكلها بس هو الخوف والموقف كان صعب عليها وده أثر عليها ، فأنا هخدها هطمن بس .

رياض.....طيب هتروح فين وأنا هحصلك ؟
ركان.......مستشفى الصخر فيكتوريا .
رياض.......تمام ،دقايق وأكون عندك .

فأغلق ركان الخط وتسائل...كيف هى حوريته ( مكة ) الأن ؟

كيف ستتقابل أعينهما من جديد بعد أن علمت بأمر خطبته وأن طريق الوصول له أصبح مستحيلا .

لذا قرر أن ينسيها حبه حتى لا تتألم ، فيكفى ما بها من ألم ، ولا يريد أن يرى إنكسارا فى عينيها مجددا .

فكان خطته أن يظهر الحب لخطيبته أمامها ويسىء معاملتها بعض الشىء حتى تكرهه ، فيطيب جرحها سريعا .

ولكن هيهات فمن أحب بصدق ، لا يعرف قلبه الكره أبدا مهما صدر من معشوقه .

وستكون أفعاله تلك كالسهام التى ستدمى قلبها .
فأى عذاب هذا أصاب العاشقان ( مكة &ركان ) .
وهل هذه هى نهاية ذلك الحب الطاهر ؟

ليقطع شروده إتصال من ابيه يعنفه .

مجدى بصوت حاد منفعل .....أنت فين يا سيادة النقيب المغامر بنفسك عشان حتة شغالة لا راحت ولا جت ؟؟

ركان بحرج.........بابا أناااااا.
مجدى........مفيش كلام وحسابى معاك بعدين .
واسمعنى كويس هقولك ايه ؟

دلوقتى حالا تروح لخطيبتك ، هى مستنياك وتخدها وتنزل تجيب دعاوى الفرح من القاعة وتروح بيها عند اللواء المحافظ ابوها فى مكتبه وتديله العدد الخاص بيه وسكرتير مكتبه هيقدمها للناس اللى عايزهم يشرفوه فى الفرح .

سمعت أنا قولت ايه ؟ ولا أعيد تانى ؟

تنهد ركان بقهر قائلا......سمعت ،حاضر وهنفذ .

مجدى ....تمام وبعدين هتجيلى مكتبى تجبلى حوالى عشر دعوات والباقى هتديهم لوالدتك تصرف .

ركان ...حاضر ، اى أوامر تانية .

مجدى بسخرية...ايوه _ عايزك ظريف كده مع خطيبتك زى ما أنت ظريف على الأشكال اللى بتعرفهم ، ولا فكرنى نايم على ودانى ومش عارف سيادتك بتهبب إيه من ورايا ،بس كنت ساكت لغاية ما تتلم وتجوز .

بس من الوقت ده تنسى كل حاجة كنت بتعملها ، وإلا هيكون ليك رادع كبير .

ابتلع ركان ريقه بصعوبة قبل أن يجيبه قائلا....ممكن أسئل حضرتك سؤال ؟

مجدى ....ولو أنى مش فاضى ، بس أتفضل ؟

ركان والدموع بدئت تتلألأ فى عينيه ....هو حضرتك ليه بتعاملنى بالأسلوب ده ؟ دون عن أخواتى .

صمت مجدى للحظة قبل أن يجيبه بفظاظة...عشان أنت مفروض الكبير العاقل وعارف مصلحتك بس للأسف خيبت ظنى فيك .

سلام ، ثم أغلق الخط فى وجهه .

لتبدء عبرات ركان فى الإنحدار على وجهه ، ثم شعر بيد حانية قد وصلت إلى وجنتيه تمسح عنهما العبرات .

فنظر ركان متألما لتلك اليد التى مسحت دموعها ( يد كرميلا التى استافقت ) ولكنه لم يتكلم .
فباغتته كرميلا بقولها ......رب الخير لا يأتى إلا بالخير .

متزعلش يا باشا ، هو أكيد عايز مصلحتك فاسمع كلامه ، ثم انهمرت دموعها هى الأخرى قائلة بصوت منبوح.......ياريت أنا كان عندى أب وأم يقولولى أعملى ده ومتعمليش ده .

العيلة نعمة كبيرة يا باشا ، مبيعرفش قيمتها غير اللى اتحرم منها .

فمعلش أصبر على الباشا الكبير وأعرف وأتأكد أن ربنا لو كاتب لك حاجة هتنولها رغم إنك شايف إنها مستحيلة بس هو ربنا سبحانه وتعالى هو رب المستحيل فقول يارب بس وسبها تيجى زى ما ربنا سبحانه وتعالى عايز .

شعر ركان بعد كلام تلك الفتاة الصغيرة ( كرميلا ) براحة وكأنها أطفئت النار المشتعلة بين جمبيه .

فابتسم لها قائلا......أنتِ شكلك زيها ، منين بتجيبوا الكلام ده ، رغم حياتكم الصعبة ؟

فابتسمت كرميلا بعين دامعة مردفة....مهو اللى زى حالتنا يا باشا ملهوش غير ربنا ، فبيتعلق بيه وبيرمى حموله عليه .

بس قولى هى مين اللى أنا زيها وعينيك كده لمعت ليه ؟

ركان بإبتسامة ...هتعرفيها لما نرجع البيت ،وشكلكلوا هتكونوا أصحاب لإنكم متفقين فى حجات كتير ، بس عايز منك طلب .

كرميلا.......أؤمرنى يا باشا ، أنت ليك جميل عليه عمرى ماهنساه .
ركان ....عايزك تقفى جمبها اليومين الجايين دول بالذات ، لأنهم هيكونوا اصعب ايام حياتها ، وتهونى عليها بكلامك الحلو ده .

فتمتمت كرميلا....لا أنت شكلك وقعت فعلا فى الحب بجد يا باشا ، بس برده للأسف شكله حب ملهوش حظ .

للتتنهد بألم ....زيى كده أنا ورياض .

ربنا يتولانا برحمته ويكتب لنا مخرج من عنده .

وصل ركان امام المشفى فوجد رياض فى إنتظاره .
أبتسم ركان على وصوله قبلهم وكأن قلبه قد طار به .

ركان مبتسما لرؤية رياض.......كويس رياض أهو ، هسيبك معاه يدخلك تكشفى وتتطمنى على نفسك.
وأنا امرى لله هروح أقضى المشواير اللى بابا طلبها .
كرميلا ......ربنا معاك يا باشا .

ثم وجدت من فتح لها باب السيارة ومد لها يده وعينيه تبوح بما عجز عنه لسانه .

فاحمرت وجنتيها خجلا من نظراته إليها وخفق قلبها .

رياض بمداعبة.....ها هتعرفى تنزلى لوحدك ولا أشيلك ؟

ركان بضحك.......خف يا حضرة الملازم .

رياض......السمع والطاعة يا باشا .

المهم لما ادخل بيها المستشفى اكشف أقولهم إيه ؟
بتعانى من مرض الخطف وحالتها صعبه .

انفجر ركان ضاحكا حتى دمعت عيناه قائلا .....لا أنت اللى حالتك صعبة .

أنا ماشى قبل ميجرالى حاجة واتصرفوا انتوا مع بعض .

رياض.......ماشى بتخلع يعنى .

وهو كذلك ، يلا يا بنتى ، نشحت قصدى نكشف .

بس قوليلى هو أنهو حتة بتوجعك ؟ فين الواوه .

فابتسمت كرميلا ليطير عقل رياض قائلا ....بس بس انا عرفت دلوقتى هنكشف إيه ؟

وهدفع تذكرتين كمان .

كرميلا...هنكشف إيه ؟
رياض....قلب ، واحتمال لو ضحكتى تانى .
اكشف صدر عشان ضحكتك دى هتسببلى ذبحة صدرية .

وممكن كمان نكشف رمد عشان حاسس إنى مبقتش أشوف غيرك فى الدنيا .

كرميلا بزفير حار ....سى رياض أنا لو أى وحدة تانية فى مكانى سمعت الكلام الحلو ده ، كان زمانى هكون أسعد وحدة فى الدنيا .

بس أنا يمكن اه صغيرة بس الدنيا كبرتنى بدرى .
فربنا يخليك احفظ مقامتنا .

خليك انت فى العالى وخلينى أنا فى مكانى .

زى ماقوتلك صعب تخدنى ليك وأنا مقدرش أخليك تنزلى .

تجاهل رياض كل كلماتها قائلا بحب ...بس تصورى إنك وحشتينى .

لتشهق كرميلا مردفة...أنت سمعت أنا كنت بقول إيه ؟
رياض.....اه ودانى سمعت ، لكن قلبى لا .
وأنا بحب قلبى وبسمع كلامه .

كرميلا ...حتى لو هيغرقك ؟

رياض......لو كل الغرق حلو كده زيك ، موافق .

وبصى اللى أنا شايفه ، إنك مش محتاجة مستشفى ، أنتِ مهستكة وعايزة تتنفخى ههه قصدى تملى التنك وهتبقى تمام .

فتعالى اغذيكِ سنجوتشين كبدة بالردة تمام ،
هيخلوا الدموية تجرى فى خدودك .

فضحكت كرميلا ليستغيث رياض....ياربى لما القمر يطلع بالنهار .
ويلا بيننا عشان أنا جوعت عشان لو صبرت اكتر من كده مش هلاقى غيرك أكله هم هم .

فأمسك رياض بيديها ولكنها ابعدتها عنه بخجل قائلة ....وبعدين كده ما يصحش .

رياض....لا يصح عشان هنعدى السكة ، وهخاف عليكِ .

فأمسك بيديها عنوة ثم أسرع بها نحو طريق البحر .
فتخللت رائحته المميزة صدورهم .

كرميلا......الله ريحة البحر حلوة اوى .
رياض....فعلا فى الشتا بتكون مميزة ومعاكِ بتكون أحلى كتير .

ثم وقف أمامها وبدء فى الغناء بصوته النادى .
احضن الايام معايه يا حبيبي
ايدك هاتها في اديه وعينيك سبها في عنيه
وتعال انا و انت ننسى عذابنا ننسى تعبنا لسى ايامنا الحلوه جايه.
الدنيا يا عمري وحده حنعشها مره وحده
انا عايزك تبقى جمبي جوه قلبي شاري حبي ومعايه مش عليه.
آه لو كان بايدي كنت اخطف من الليالي نجم السما اللي عالي
واجيبهولك هديه .

فدمعت عين كرميلا ، فمسح رياض بأطراف أنامله عبراتها قائلا....اه لو بإيدى أمسح حزن الدنيا كله عنك .
كرميلا.......خايفة بعد مأعيش معاك فى الجنة ،يرمونى للنار .
تنهد رياض بقهر.....سبيها على الله .

وطمنينى بس عليكِ ، حد مسك من المجرمين دول .
نكست كرميلا رأسها بحزن وانهمرت دموعها كالشلال .

فقبض رياض على يديه بقوة وغضب قائلا....يعنى حصل اللى كنت خايف منه ، ثم لمس وجهها ورفعه إليه قائلا....بصيلى قوليلى إنه محصلش .

كرميلا بصوت منبوح من البكاء...هو محصلش مع اللى خطفنى .

جحظت عين رياض ثم أردف...امال حصل إزاى وامتى فهمينى ؟؟

كرميلا بصوت منبوح من البكاء .....حصل بسبب اللى كانت السبب فى خطفى ، غصب عنى صدقنى يا رياض .

ثم بدئت تقص عليه ما حدث منذ أن أخذتها دلال من دار الأيتام إلى لحظتها معه الأن .

لتنهار بعدها كرميلا من البكاء فضمها لرياض لصدره ليهدء من روعها .

رياض بقهر ....خلاص إهدى وانسى كل حاجة حصلت زمان وفكرى فى إنى بحبك يا كرملتى .

ابتعدت عنه كرميلا مردفة...ومفكرتش أنت ، مصير الحب ده ايه ؟

ليه عايز تتعب نفسك وتتعبنى معاك وتخلينى أعيش اوهام .

أنت من طينة تانية خالص ، صدقنى مينفعش مينفعش .

رياض.......طينة وهباب إيه بس ؟

أنا جعان وأنتِ جعانة يبقى احنا واحد بشر ، واللى بيجرى فى عروقك وعروقى دم مش أنتِ دم وأنا كركرديه.

فضحكت كرميلا مردفة....مفيش فايدة فيك ، بتقلبها ضحك برده .

رياض....أنا لو معملتش كده هموت ، فأرجوكِ خلينا نعيش اللحظة وخلى الباقى لربنا يمكن منعرفش .
كرميلا....ونعم بالله .

رياض.....طيب يلا بينا ناكل .
كرميلا.....يلا .

وبعد حين من الوقت عاد بها مرة أخرى إلى المنزل بعد أن أقتبس شىء يسير من السعادة ولكن بمجرد وولوجهم للمنزل عادا كالأغراب فأى ألم هذا ؟؟؟

استقبلتها دادة إكرام بالرحيب الشديد والأحضان .

إكرام بشاشة وجه.....حمد لله على السلامة يا بنتى ، أنا كنت هتجن عليكِ وكنت خايفة يكون حصلك حاجة .

طمنينى عليكِ أنت بخير ؟

حد عملك حاجة من المجرمين دول ؟

كرميلا .....متقلقيش أنا بخير الحمد لله .

وركان باشا ربنا يكرمه انقذنى فى الوقت المناسب .
رياض.....معلش يا كرميلا ، أدخلى سلمى على ماما ولو سمعتى كلمة كده ولا كده منها أستحملى عشان خاطرى .

اومئت كرميلا برأسها بالموافقة ، ثم ولجت إلى غرفة سهام التى استقبلتها بنفور قائلة......أنتِ رجعتى ؟

يا ترى فيه إيه وراكِ عشان يحصل كده ؟

نكست كرميلا رأسها بحزن وتجمعت العبرات فى عينيها ولكن ما خفف عنها هو يد ربتت على كتفها بحنو .

فنظرت لمن ربتت عليها فوجدتها تلك الفتاة التى حدثها عنها ركان .

وبالفعل رأت فى عينيها لمعة حب مختلفة وقذف الله فى قلبها حبها من أول وهله ، فابتسمت لها كرميلا .

فتبدلت مشاعر الغيرة التى كانت تكنها لها مكة بمشاعر حب لتلك الفتاة المغلوب على أمرها .
التى ذكرتها بنفسها .

فأصبحوا من تلك اللحظة صديقتين مقربتين .
سهام بتكبر .......على العموم ، روحى دلوقتى شوفى شغلك .

ولما يجيلى ركان ، هشوف الموضوع ده .

كرميلا بحزن دفين .......الله يعافيكِ يا ست هانم ، بس والله أنا يتيمة ومليش اى حد فى الدنيا غيركم .
ومفيش حاجة ورايا.
و كل اللى حصل ده كان غصب عنى .

زفرت سهام بضيق قائلة........أنتِ هتحكيلى قصة حياتك ، أنجرى يلا على المطبخ ، مش عايزة كتر كلام .

تنهدت كرميلا بغصة مريرة ثم غادرت والقهر يملئ جوفها حتى كادت تختنق .
.........

زفر ركان بضيق قائلا....صبرنى يارب على مشوار عروسة المولد بتاعتى ، شاهيناز .

حيث أنتظرها كثيرا فى سيارته حتى وجدها أمامه ترتدى بنطال من الجينز به عدة فتحات من الأمام ، ومن أعلاه قميص ضيق يحدد مفاتنها وإذا انحنت بجذعها ظهر جسدها منه .

شاهيناز بدلال من نافذة السيارة....هاى بيبى .
منزلتش ليه تفتحلى الباب .

ركان بضيق ...وأفتحلك ليه ؟
أيديكِ وجعاكِ ولا حاجة ؟؟

شاهى ......نووو بس ده إتكيت يا كوكو ولازم تتعلمه .
هى مامى قلتلى أن حياتكم عملية كتير ، شور أنا فاهمة ده .
بس لازم برده تاخد بالك من الحجات الصغيرة دى ، عشان صورتى قدام أصحابى .

ركان.......أنا مش بغير نفسى عشان الناس .
ده ميهمنيش ، ولما احب أتغير هغير عشان أنا عايز ده ، مش عشان حد .

فزفرت شاهى بضيق وفتحت هى باب السيارة وجلست بجانبه .
فنظر لها ركان بنفور قائلا ....إيه الشبابيك اللى فتحاها فى بنطلونك دى ؟

أنتِ مش حاسة إن الجو برد ، مش خايفة حتى على صحتك تخدى برد .

شاهى....دى الموضة ،حتى لو بردانه ، كفايه احساسى إنى شيك هيدفينى .

قطب ركان جبينه وحدث نفسه .....احساسك ،هو أنتِ بتحسى من أساسه .
يلا هى جوازة طين من أولها .

ثم اتجه بها إلى القاعة كما أمره والده ، وترك الحديث لها مع القائمين فى برنامج حفل الخطوبة تحاورهم وتناقشهم وولكنها اعترضت كثيرا جدا على اختياراتهم حتى شعروا بالملل .

أما هو فكان بينهم بعقله ولكنه بقلبه مع مكة ، يتسائل ما تفعل الأن ؟؟
هل تشتاق له كما يشتاق هو إليها ؟

ولكن عليه أن يخفى هذا كما قرر ويظهر عكس ما يشعر به .
..................
أسدل الليل ستاره على الجميع .
وتوجه كل واحد منهم إلى فراشه أما مكة فمكثت تناجى ربها فى ركعات قيام قبل النوم .
تحدثه عن ما يحزنها وتبكى على سجادتها فإن رفعت رأسها ،رفع الله عنها الحزن .

وبعد الأنتهاء من الصلاة رفعت يديها بالدعاء .
( يارب أنت تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك وأنت علام الغيوب ، إن رئيت فى امرى معه خير فيسرنى له وإن كان شرا فابعده عنى ثم أرضنى به ، فقد فوضت امرى إليك يا ارحم الراحمين ) .

وبينما هى تدعو الله عز وجل سمعت صوت ركان بالخارج فدق قلبها بشدة له .
ولكنها أصابها القلق عندما سمعت شىء سقط بالخارج فأسرعت لترى ما حدث .
فوجدته يترنح ويدندن وقد أوقع زهرية بدون أن يشعر وكاد أن يسقط بسبب ترنحه هذا .

فأصاب قلبها الفزع ، فأسرعت إليه لتقوم بإسناده .

ولكنها تفاجئت به يدفعها بقسوة قائلا ....أنتِ أبعدى عنى ، أنتِ السبب فى اللى بيحصلى .

مكة بإندهاش .....أنااااا ،هو أنا اللى قولتلك أشرب واغضب ربنا ،ليه بس عملت كده ، ليه ؟

فأمسكها ركان بقوة من ذراعها حتى تألمت قائلا.....مش عارفة ليه ؟

عشان أنساكِ ،أنساكِ .

وعايز أكرهك ، ياريت مكنتش شوفتك ، وفضلت على حالى زى الأول ، أنا ركان اللى محدش يقدر يقف قصادى .

تيجى أنتِ وتخلينى كده ، أبعدى مش عايزك قدامى ،امشى ،مش عايز أشوفك .

فاعتصر قلب مكة وانهمرت الدموع من عينيها وأسرعت لغرفتها باكية .

مكة بقهر .....ليه كده يا ركان ؟؟
ليه بتتحول ديما ، ساعات أحس إنك زى الطفل الصغير اللى محتاج احتواء وساعات تكون زى الوحش من غير قلب .

أنا تعبت ومبقتش عارفة أنا ايه باللنسبالك ؟

معقول كل تصرفاتك دى كانت مجرد شفقة وأنا ولا حاجة ؟

وفعلا أنت مش ليه وهتروح لغيرى ؟

طيب ليه طلعتنى من السجن ؟ ليه ؟؟

كان السجن باللنسبالى أحسن من اللى أنا فيه دلوقتى ""
سجن المشاعر والأنكسار والأحتياج )

أما هو فقد ولج لغرفته وارتمى على فراشه ولأول مرة يتسلل الدمع لعينيه .

وما أصعب دموع الرجال فإنها إن دلت تدل على شدة القهر .
....................
فى اليوم التالى
فى كلية الفنون الجميلة كانت عين كريم المحبة تبحث عن ريم فى كل مكان .

كريم مندهشا ....معقول أول مرة ريم تغيب عن محاضرة دكتور نصر لإنه شديد جدا وبيحذر من الغياب .
يا ترى ايه المانع؟

ثم نظر ووجد حاتم يتسامر مع زميلة أخرى ويتبادلان النظرات والضحكات .

كريم بسخرية...أنت إيه مش بتضيع وقت خالص كده .
فينك يا ريم تشوفى الأستاذ اللى فضلتيه عليه ؟

ثم التفت ليجد صديقتها المقربة هيام فاقترب منها وحمحمم بخجل ، لترى هيام فى عينيه شىء

فبادرته بقولها......بتدور على حد ولا إيه يا كريم ؟

كريم بحرج.....هى ريم مش جاية النهاردة ولا إيه ؟
هيام بنظرة شفقة على هذا المحب ...ريم تعبانة شوية ومش هتقدر تيجى .

ظهر الحزن على معالم وجه كريم قائلا ....ملها ، طمنينى عليها ارجوكِ ؟

هيام ....مش عارفه ثم سددت النظر إلى حاتم بحدة ولاحظ كريم نظراتها فأردف قائلا.....أنا حظرتها منه بس للأسف أفتكرت إنى غيران ومصدقتنيش.

هيام.....أنا عارفة كل حاجة يا كريم وعارفة إنك إنسان كويس اوى بس القلب وما يريد .

أنا بس قلقانة ليكون الموضوع اتطور وحصل حاجة كبيرة لإن صوتها مكنش عجبنى ولما كلمتها عليه ، اتفاجئت بتقول ....مش عايزة أسمع أسمه .

فانفعل كريم قائلا .....كده الموضوع فعلا ميطمنش ، بس لو اتأكدت إنه أذاها فى حاجه مش هسيبه .

هيام........لا يا كريم ، أنت مش قده ، وخلينا ننتظر ريم لما ترجع ، يمكن فعلا تعبانة وظننا فى غير محله .
..................
عادت زهرة مرة أخرى لزيارة عباس الذى قد تعافى واقترب موعد خروجه من المشفى .

وعندما رأها أمامه تلون وجهه قائلا بغضب....أنتِ تانى ، إيه اللى جابك ؟؟
مش كانت خالتى ووخالتك واتفرقت الخالات خلاص وكل واحد راح لحاله .

زهرة بتوسل له .......أنا مش عايزة منك حاجة يا عباس غير اعرف بنتى ودتها فين ؟

حرام عليك خدتها وهى كانت لسه حتة لحمة حمرة .
ملحقتش اشبع من حضنها .

وبعدين رمتنى رمية الكلاب بعد مقطعت الورقة اللى بينا .

عباس بضحك .....أنتِ مفروض تشكرينى إنى خلصتك منها ، كانت هتوقف حالك .

وأديكِ بعدى أتجوزتى وخلفتى غيرها ، عايزة إيه تانى ؟؟

زهرة ...عايزة بنتى محدش بينسى ضناه .

عباس بسخرية ......تصورى أنتِ ولية فقرية بصحيح
بس عشان أخلص من زنك ده وتنزلى من على ودانى ومشوفش خلقتك تانى .

هقولك روحى دورى عليها فى دار الأيتام ؟؟؟
يا ترى هتعمل ايه زهرة ؟؟
هتروح دار الأيتام ؟؟
كريم هيقدر يساعد ريم ؟؟
ايه رئيكم فى رياض 😂
وقلبى عليك يا ركان أنت ومكة ، أنا منى لله 🤭
مشحتفاهم وبكتب وقلبى بيوجعنى 🤧
يتبع الفصل 16 و17 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent