Ads by Google X

رواية انين مكة الفصل العاشر 10 والحادي عشر 11

الصفحة الرئيسية

رواية انين مكة البارت العاشر 10 والحادي عشر 11 بقلم أم فاطمة

رواية انين مكة كاملة بقلم أم فاطمة

رواية انين مكة الفصل العاشر 10

مجدى مقبلا جبهة سهام بحنو..عاملة ايه يا حبيبتى أحسن دلوقتى ؟
سهام بإبتسامة..الحمد لله يا مجدى ، أحسن .
مجدى..والممرضة كويسة معاكِ مرتحلها؟؟

قضبت جبينها سهام قائلة......لا أديها تقيلة اوى فى الإبر .
غير شغالة أغلب الوقت لوكلوك لوكلوك أو تمسك الموبيل تلوك برده مع أصحابها لغاية مصدعتنى .
غير إنها مش راضية تبات وبنسى جرعة العلاج بتاعة بالليل .

مجدى بعبوس....وعلى إيه نشوف غيرها تريحك وكله بالفلوس .

سهام.....خلاص هكلم ركان يروح المستشفى ، ويشوف ممرضة غيرها توافق على الإقامة معانا.

زفر مجدى بضيق مرددا.....هو كل حاجة عايزاها تكلفى بيها ركان ، ما عندك رياض ، هو مش راجل زيه ولا إيه ؟

هزت سهام رأسها بعتاب قائلة.....مهو عشان حضرتك دلعت رياض وريم وأهملت ركان .

طلع رياض انسان إتكالى هوائى ، ملهوش فى اى طلبات .
بيروح شغله بالعافية ، وعايز يقعد فى اوضته يغنى أو يسهر مع أصحابه فى الكافيه .

أما ريم فحالها متغير ، بتتأخر كتير فى الرجوع للبيت واهتمامها بنفسها زيادة عن اللزوم زاد اوى وقلقانة اوى عليها ،دى بنت يا مجدى .

لكن ركان راجل ورغم القسوة اللى ظاهرة عليه من بره لكن من جواه حنين وأنا عارفه كده كويس .

اعتدل مجدى واقفا وظهر على ملامحه الغضب مردفا....على فكرة أنتِ متحاملة كتير على رياض وريم .
وبتفضلى ركان فى حين بتتهمينى أنا بالعكس ، رغم إنى مقصرتش معاه طول عمرى فى شىء طلبه وبفضل نفوذى وصل للمكانة اللى هو فيها دلوقتى .

وكمان بَهيئه لمستوى أعلى من مستواه بعد ما يتم خطوبته على بنت اللواء المحافظ .
بس هو يقدم الطاعة والقبول شوية للناس .

عشان البنت أشتكت لوالدتها إنه مش عطيها اى اهتمام ولا بيتصل بيها وخلاص خطوبتهم قدامها يومين وحضرته مفكرش يكلمها .
عشان يحدد معاد عشان نشترى الشبكة أو يروح يشترى معاها فستان للخطوبة.

سهام ......مجدى أنا عارفه إنك مقصرتش معاه فى واجباتك المادية بس مش عارفة ليه قلبك جامد عليه شوية .

وركان كمان ميفهمش فى الأمور اللى بتكلم عنها دى .
عشان هو حياته عملية أكتر ، بس هكلمه يجى وأفهمه على كل حاجة .

فنظر لها مجدى نظرة فهمت هى معناها ثم قال ....أنا مش محتاج أكلم يا سهام ،فمتغصبنيش أرجوكِ .

سهام بحرج.....خلاص يا مجدى ، هيعمل كل اللى أنت عايزه .

هتصل بيه حالا دلوقتى ، ومفيش داعى للتلميحات دى .
ثم أشاحت بوجهها عنه وأنهمرت دموعها ، فشعر مجدى بالندم فهى محبوبته ولا يستطيع رؤية دموعها الغالية .

فأقترب منها وانحنى بجذعه أمامها واعاد وجهها بلمسة من يديه بحنو قائلا.....دموعك دى غالية عاليه اوى ، فأرجوكِ متزعليش منى ، أنتِ عارفة أنا بحبك قد إيه ؟
سهام بإبتسامة......عارفة يا مجدى ، وخلاص حصل خير .

وركان هيعمل كل اللى انت عايزه .
مجدى .....أمل هذا _عشان ميحرجنيش قدام الناس.
سهام ....لا متقلقش .
مجدى....تمام ، ربنا يسعدهم وهسيبك دلوقتى عشان ورايا مهمة ضرورية .

سهام......ربنا يوفقك .

وما أن غادر حتى أتصلت سهام على ركان .
ركان...ايوه حبيبتى ، أنتِ كويسة ؟
سهام ....متقلقش حبيبى ، أنا بخير .
عايزاك بس فى موضعين كده .
ركان.....خير .
سهام .....كل خير .
بقولك روح المستشفى وشوفلى ممرضة كويسة غير البنت اللى عندى دى مش حباها أبدا .

فابتسم ركان وتنهد بإرتياح فطلب والدته سهل له دخول مكة لديهم .

فهو كان بصدد إنهاء إجراءاتها القانونية بعد تنازل عباس عن القضية وكان من المقرر خروجها باليوم التالى.
ركان .....عيونى حاضر يا ست الكل .
سهام...تسلم عيونك يا حبيبى .
ركان .....والموضوع التانى .
سهام......تتصل حالا بخطيبتك يا سيادة النقيب .
ركان بإندهاش .... خطيبتى ؟
سهام بغيظ ..أنت نسيت شاهيناز ؟
زفر ركان بضيق......اه عروسة المولد ملها ؟

سهام بغضب ....ولد !
إكلم حلو على خطيبتك .

ركان.....حاضر ، المهم ملها الأنسة المبجلة شاهيناز .
سهام بضحك....مفيش فايدة فيك .

المهم هتتصل بيها دلوقتى أنت فاهم ، تقولها ألبسى وهستناكِ ننزل نشترى الشبكة ونشوف فستان مناسب للخطوبة .

ركان بلا مبالاة.....وهى يعنى صغيرة ، متشترى لنفسها وتبعتلى الحساب .

سهام بنفاذ صبر ....ركان وبعدين معاك ، متتعبنيش وأنا تعبانة اصلا .
عشان بابا كمان ميزعلش منك.

اهتم بالبنت وكلمها ولطفها وأعمل اللى بقولك عليه .
ركان بضيق....حاضر زى متحبوا .

ثم أغلق الخط وقبض على هاتفه قبضة قوية من الغضب فكاد أن يكسره .

ركان ....وبعدين بقه فى أم اللزقة السودة دى هخلص منها إزاى بس ؟

أنا ركان اللى الكل بيعملى حساب وبيسمع كلامى ، أجوز وحدة بلياتشو وغصب عنى .
ثم تابع ""
أعمل إيه بس ؟؟
سيادة اللواء مجدى أمر وأنا لازم أنفذ ، مش عارف ليه بيعاملنى بالقسوة دى ؟؟
ومُصر يحددلى بمزاجه مصيرى .
غير تعب أمى كمان ، مخلينى مش قادر أتنفس أو أكلم .

ثم زفر بضيق وأخذ يطالع أرقام الهاتف حتى استخرج رقم شاهيناز الذى سجله بأسم ....ألوان الطيف ..
شاهيناز عندنا رأت شاشتها أضاءت بأسمه تراقصت على انغام رنين هاتفها وأخذت تركض يمينا ويسارا .
والدتها .....مالك يا بنتى بتجرى زى الهبلة كده ؟
شاهيناز بفرحة ....ركان بيتصل يا ماما .

والدتها ....وحضرتك سيباه يرن وبتتنططى ، متردى قبل ميفصل وممكن ميتصلش تانى .

فشهقت شاهيناز وأسرعت لهاتفها.
ركان.بنفاذ صبر ...كل ده مردتش الهانم ، يمكن بتظبط مكياجها قبل مترد .

يلا ياريت يفصل ويبقى جت من عندها وخلصت .
ولكن وجدها تستجيب فى آخر لحظة فكز على أسنانه بغيظ قائلا.....اهلا .
شاهيناز بدلال....لا أنا زعلانة منك يا كوكو .

ركان محدث نفسه ....اخبطى راسك فى الحيط .
ده ايه البلوة دى على الصبح ، هو أنا لسه اعرفها عشان تزعل ؟

ركان ببرود .....معلش ، هصلحك وتشترى علبة بويا قصدى ميكب جديدة إيه رئيك؟

شهقت شاهيناز بفرحة......واو ، أنا كده هحبك كتير ركان .

ركان ....يا بت المجنونه ، المهم عشان أخلص .

بقولك يا شاهى ، ممكن تكرمى تلبسى وهجيلك بعد نص ساعة من الأن ، نروح نشترى الشبكة وفستان الخطوبة .

شاهيناز ......نص ساعة ، لا ملحقش يا كوكو خالص تعال كمان ساعتين اوك .
هكون جهزت بسرعة كمان ، مش براحتى بس عشان خاطرك .

ضرب ركان بقدمه الأرض بغيظ......ساعتين ليه ؟
هتدهنى الكورة الأرضية .

يارب صبرنى .

ثم أغلق الخط وشرد فى مكة وبساطتها ، ورغم أنها ليست بالجميلة ولكنها لا تضع اى مساحيق بل يكفى تلك العينين القليل من الكحل ، أما وجنتيها فيكسوها الحمرة من الخجل فتزيدها جاذبية .

حدث نفسه ركان .....طيب عقبال مأم اربع واربعين دى تخلص لبس ، أكون خلصت الإجراءات بتاعة مكة .

ثم جال على فكره ما سترتدى هى الأخرى عندما تقيم معهم ؟

فقرر أن يبتاع لها بعض الملابس المناسبة لها كمحجبة وايضا عدة أشياء خاصة قد تلزمها .

ولكنه توقف لحظة عندما شرد فى أمر خطبته من شاهيناز وكيف سيكون وقع الأمر على مكة ؟

هل هى حقا تبادله نفس مشاعره نحوها ، فيصيبها أمر خطبته بالصدمة .

أم هو لا يعنيها فى شىء ولذلك لم يعنيها أمر خطبته من عدمه .

ركان......والأتنين أصعب من بعض ، لو كانت بتحبنى مش هقدر أشوفها منكسرة بسببى وبرده لو محستش منها أى اهتمام هنكسر أنا .

ياااااه يا ركان ، مكنتش أتوقع فى يوم أنك ممكن تحتار كده ، طول عمرك عقلك اللى بيحكمك وعمرك محكمت بقلبك ولا حنيت لحد .

ثم تابع "
خلينى دلوقتى أشترى لها حاجة مناسبة .
ثم قصد عدد من المحلات الخاصة بالمحجبات وابتاع لها ثلاث عباءات مع الحجاب الخاص بهم ، كما ابتاع لها ثلاث أحذية ولكنه أحتار فى مقاس قدميها ولكنه تذكر إن حجمها صغير فأشار إليه صاحب المحل برقم 37 وله أن يبدلهم فى اى وقت لو كانت غير مناسبة .

وكذلك ابتاع لها بعضا من الملابس الداخليه اللازمة ثم اشترى شنطة متوسطة الحجم ووضع بها تلك الأشياء ثم ذهب إلى المشفى لرؤيتها والأطمئنان عليها .

ولج ركان لغرفة مكة فى المشفى وبيده الشنطة.
فشهقت مكة ووضعت يدها على فمها قائلة بدون شعور.......أنت جى تودعنى ولا إيه ؟
مسافر فين وليه ؟

فأغمض ركان عينيه بألم فقد تأكد من لهفتها وحديثها إنها هى أيضا تبادله نفس المشاعر .

أذا فليس هو المحطم وحده ، بل هى أكثر .
فمن للهوى إن لم يكن له ركان ومكة ؟

أبتسم ركان ابتسامة واهنة ثم جلس على طرف الفراش قائلا ......طيب قوليلى اقعد أستريح الأول ، أنا بقالى ساعتين بلف على رجلى ، عشان اشترى لحضرتك الحجات دى .

ثم وضع الشنطة على فخذيه وفتحها وأستخرج منها عباءة تلو الأخرى متسائلا...
يارب يعجبوكِ عشان أنا عارف ذوقى مش قد كده .

جحظت عين مكة قائلة بإندهاش ....هى الحجات دى ليه أنا ؟

ركان بضحك ...أمال لأمى .
للأسف أنا امى واختى مش محجبين ولبسهم حجات تانية خالص .

مكة....هداهم الله ، للستر واللبس الشرعى .

ثم نظرت له بعين يملاؤها الحيرة متسائلة.....أنت ليه بتعمل كل ده ؟
حمحم ركان ليهرب من عينيها قائلا ...بس إيه رئيك فى الالوان بتاعتهم عجبوكِ ؟

ياريت تدخلى تقسيهم فى التواليت وتقولولى إيه الاخبار عشان لو فيهم حاجة أغيرهم .

ثم نظر لقدميها فضحك قائلا ...بس اظن الشوز هتطلع مناسبة ، مش عارف أنتِ مبتكبريش زينا ولا إيه ؟

خجلت مكة من نظراته إليها واسدلت عبائتها على قدميها واحمرت وجنتيها خجلا.

فنظر لها وابتسم لحياؤها وجمال وجهها عندما تصيبه الحمرة .

ثم تفاجىء بإتصال شاهيناز فقطب جبينه ولاحظت مكة هذا ولكنها لم تتفوه وأثرت أن تسمع بماذا سيجيب المتصل .

استجاب ركان للإتصال على مضض قائلا....ايوه .
شاهيناز......أنا خلصت يا كوكو .

ركان بنفور.....بدرى يعنى يدوبك فات 3 ساعات بس
شاهيناز......مش عارفه حاسه إنك مضايق ؟
ركان.....لا أبدا هضايق ليه ؟

أنا جى استعدى ؟

وهنا عبست مكة وكزت على أسنانها بضيق ، فقد علمت إن من يتحدث إليه أنثى .

أنهى ركان أتصاله ليتفاجىء بقول مكة .....وباللنسبة للى رايح حضرتك تقابلها دى ، جايبلها برده شنطة زى دى ؟

أنت كده يا باشا هتخلص فلوسك أونطة .

أقولك لو مش جايبلها ، خد دول ووفر ، أنا مش محتاجة .

فانفجر فيها ركان صائحا بزمجرة مخيفة.......يمين تلاتة محد هياخدهم ولا هيلبسهم غيرك يا مكة .

وبكرة إن شاء الله الضهر هكون خلصت كل إجراءات خروجك وهاجى أخدك وهقدمك لماما على إنك الممرضة اللى هتقيم معانا .

أنتِ فاهمة ؟
أتسعت عين مكة على أشدها من فرط إنفعاله ولكنها لم تستسلم كعادتها ووقفت لتصيح هى الأخرى .....هو غصب ولا إيه ؟

مش هلبس ولا هاجى معاك يا سيادة النقيب .
فاكتسى وجه ركان بحمرة مخيفة ليهمس فى أذنيها.........عارفة لو بكرة جيت وملقتكيش جاهزة هعمل ايه ؟

مكة بخوف....هتعمل ايه ؟

ركان بإبتسامة مكر.....بسيطة هلبسك أنا بإيديه .
فشهقت مكة ثم صاحت ....أنت إنسان وقح ولا تطاق .

ركان ......قولى اللى عايزاه من هنا لبكرة ، أنا قولت اللى عندى يا قمر .

ثم غمز لها قائلا....وأنتِ حرة بقه فى اللى هيحصل .
وسلام بقه عشان متأخرش .

دبدبت مكة بقدميها كالاطفال قائلة بصوت يدل على الغيرة......ايوه مع ألف سلامة روح للهانم بتاعتك .

ارتفع حاجب ركان لأعلى ونظر لها بألم ليحدث نفسه ..... أه لو تعرفى أن مفيش فى القلب غيرك ، وإنك أنتِ الهانم بجد مش هيه ، بس أعمل ايه ؟
قدر ومكتوب .

ركان بقهر ..... سلام يا مكة ، خلى بالك من نفسك .
ولما تصلى أدعيلى .

فابتسمت مكة رغم ما تشعر به من نار الغيرة لتمتم بهمس ....حفظك الله أينما كنت .
ليبادرها هو بالإبتسامة ثم يغادر لتلك الشمطاء .
..........
رن ركان وهو يزفر بضيق على شاهيناز .
شاهى بفرح.....رن يا مامى ، أنا نازله باى .

والدة شاهيناز .....مش هوصيكِ يا شاهى يا حبيبتى .
ركان شخصية جادة وعملية ، فخليكِ تقيلة وعاقلة عشان يحبك مش خفيفة ها عشان عرفاكِ .

شاهى....خلاص يا مامى حفظت الكلمتين دول ، حاضر .
والدتها.... والفستان يكون محترم بقدر الإمكان ، عشان الخطوبة هيحضرها شخصيات مهمة فى البلد .
مش عايزه حد يكلم بكلمة كده ولا كده.
شاهى.بنفور ......يوا بقه يا مامى .
هشوف يلا باى .
والدتها....سلام .

رسم ركان ابتسامة مصطنعة على وجهه عن رؤيتها ، ليجدها تقترب منه بشدة هامسة فى أذنيه .....وحشتنى اوى يا كوكو.

صاح ركان بغضب.....أفندم .

شاهى.....مالك مزمزء ليه كده ؟ خليك فِريه كده أفوش .
كز ركان على أسنانه بغيظ مردفا ....صبرنى يارب
ثم تابع ""

يا بنت الناس مينفعش الكلام ده ، إحنا لسه على البر حتى لسه معملناش الخطوبة ولسه منعرفش بعض .
فأرجوكِ أبعدى شوية كده عشان أعرف أسوق .

شاهى بغضب .....إيه اللى مينفعش ده ؟
إظاهر كلام مامى صح عنك ، وأنا اللى قولت إنك جانتيه ولذيذ .

ركان ....ومامى قالت إيه ؟
شاهى......قالت إن شخصية جادة وعملية وملكش فى الرومانسيه .

بس أنا قولت الحب بيغير من شخصية الإنسان مهما كانت .

فشرد ركان فى مكة .....فعلا أنا أتغيرت خالص بعد ماعرفتها .
فحمحم ركان ....شاهى ، معلش ادينى فرصة يمكن مع الوقت نقدر نقرب من بعض .

ودلوقتى تحبى نروح فين عشان تختارى الفستان ولا تحبى نروح للجواهرجى الأول ؟

شاهى ...نروح أتليه مدام نهلة الأول فى الازريطة ، أنا كلمتها وهى فى إنتظارى ، هتورينى تشكيلة لسه جاية حالا من باريس .

ركان....أوك ، نتوكل على الله ونروح .
فانطلق بسيارته نحو المكان ، حتى ما أن وصل الأتليه .
رحبت مدام نهلة بهم كثيرا قائلة """"
هاى شاهى ، نورتى ، ثم نظرت لـ ركان بإعجاب شديد ......واو كل اختياراتك واو وذوق يا شاهى.

رفع ركان حاجبيه قائلا بإندهاش....نعم يا مدام .
فأمسكته شاهى من يده لكى يهدء ويختار معها فستان مناسب .

وقع اختيار شاهى على فستان أشبه ما يكون بما يلبس فى غرف النوم .

شاهى بمرح.....ها إيه رئيك فى الفستان ده ؟

نظر ركان له كثيرا قبل أن يردد.....هو فين الفستان ؟
شاهى....أنت بتهزر منه أهو مسكاه فى أيدى ؟

ركان بضحك ....هو ده فستان ولا سلاسل داخلة فى بعض وبينهم قماش مقطع .

شاهى....ده احدث صيحة فى الموضة يا بيبى .

ركان ....لا أنا مش بيبى ، أنا راجل اوى ، ومينفعش حضرتك تلبسى البتاع ده .

شوفى حاجة أحسن من كده شوية .

شاهى.....لا أنت شكلك اوفر رخامة ، وده عجبنى وهخده .
ركان...... اوك خديه والبسيه لحد تانى ، سلام .
ثم التفت مغادرا لتقوم بالنداء عليه .

ركان استنى انت رايح فين ؟
خلاص هشوف واحد تانى .

ثم مضى الوقت وهى تختار بين ذلك وذا حتى اختارات أيضا فستان قصير ذو أكمام شفافة .
فقبل ركان على مضض منه حتى ينتهى من صحبتها التى تصيبه بالملل .

ثم ذهبوا لشراء الشبكة فاختارت طقم من الألماس عالى الثمن جدا .
فامتعض وجه ركان قائلا """
..شاهى ، مش كتير كده ؟

شاهى بدلال .....كتير عليه ؟

ركان.......مش قصدى بس أنا عايز أعتمد على نفسى ومضطرش اخد فلوس من بابا .

وصراحة مقدرش على تمنه كله ، وانما ممكن تختارى الخاتم منه .

شاهى بغضب طفولى...هو كل حاجة عندك لأ .

فاتصلت به والدته فى هذا الوقت للتطمئن عليه .
فأخبرها بما تريد شاهى شرائه من طقم ألماس باهظ الثمن .

سهام......متكسفناش يا ركان ، خليها تشترى اللى عايزاه ومتقلقش أنا هدفع.

ركان......يا ماما بس كده كتير اوى .

سهام ...معلش يا حبيبى ، دى بنت المحافظ ، عشان خاطرى .

ركان...والله عشان خاطرك اصلا الجوازة دى كلها .

ليغلق الخط ليشرد فى حوريته مكة فشتان بين الثرى والثريا .
............
جلال.......ها يا حتوم باشا .
أدينا اتقابلنا وجها لوجه زى ما أنت عايز .
هتعمل ايه فى الموضوع إياه ؟

حاتم ....بكرة هيحصل المراد ؟
جلال.....بكرة بكرة !

إزاى يا نمس بالسرعة دى ؟

حاتم .....اسمعنى كويس وافهم أنا هقولك إيه ؟

جلال....سمعك يا ريس ، قول وأشجينى .

حاتم ...بكرة أنا مش جى الكلية عشان تعبان ؟
جلال بضحك....تعبان ..ما أنت زى القرد قدامى أهو .
حاتم .....افهم يا غبى .

جلال طيب من غير شتيمة .
فهمنى.
حاتم.......أنت هتقول كده لريم لما تيجى الكلية ومتلقنيش ؟
جلال وبعدين ؟

بس هتقلق عليه ، وتقولك تعبان اوى ؟
هتقولها اه وببيخرطف بإسمك كمان .

هتقولك .... طيب عايزة أشوفه ربنا يخليك .

بس كده خلص الموضوع وهتروح حضرتك جايبها شقة ميامى تزورنى .
وتخلع أنت وسيب الباقى عليه .

فضرب حاتم بكفيه قائلا......تصور أنت معلم ومنك نتعلم .
فضحك حاتم ضحكة شيطانية قائلا....أول مرة تعرف ولا إيه ؟
ده أنا حاتم المرشدى .
............
ولج رياض للمطبخ لرؤية كرميلا فقد اشتاق لها رغم صدها له ولكن مازال قلبه متعلقا بها .
فولج وهو يدندن
مال القمر ماله ، مجناش على باله
مال القمر ،ماله
فضحكت كرميلا ، ضحكتها الساحرة التى ذهبت بلُب عقله قائلة ....القمر بيلف صوابع ورق عنب يا سى رياض .
فنظر رياض لورق العنب قائلا بمداعبة....يارتنى كنت أنا ورقة عنب ، على الأقل كانت ايدك الحلوة دى هطبطب عليه زى مبتعملى معاه وأنتِ بترصيه فى الحلة .
فضحكت كرميلا ....والله انت دمك شربات يا سى رياض .
رياض...طيب ما تشربينى وهتلاقينى لذيذ اوى .

كرميلا ....وبعدين معاك ، إحنا قولنا ايه ؟؟

رياض....مقولناش ، أنا مش فاكر ومش عايز افتكر ، غير إنى بحبك من قلبى يا كرملتى .

فافترشت كرميلا بنظرها الأرض خجلا ثم قالت بلوعة حزن ......الحب مش كلام بس يا بيه .

فعشان تقول كلمة زى دى ،لازم تكون عامل حسابها كويس .
ثم فجأة ولجت إليهم دادة إكرام ، فارتبك رياض ، عند سؤالها.....سى رياض ، محتاج حاجة ؟؟؟
رياض بتلعثم......لا مفيش ، عصافير بطنى كانت بتصوص .
فنظرت إكرام لـ كرميلا بغضب قائلة....مهو كله منك يا كرميلا ، قولتلك سرعى أيدك شوية ، عجبك كده الباشا جعان ؟
كتمت كرميلا ضحكاتها مردفعة....أهو خلاص قربت خلص .
وأعملى الباشا ساندوتش تصبيرة كده لغاية مخلص .
فغمز لها رياض قائلا ...اه _ محتاج فعلا حتى تصبيرة كده ولا كده .

.................
حدثت مكة نفسها وتكاد نار الغيرة تأكل قلبها
يا ترى هيقابل مين ؟ وشكلها ايه ؟
اكيد حلوة .

طيب ليه بيعمل معايا أنا كده ؟
وعايز منى إيه ؟

ثم نظرت إلى العباءة التى اشتراها لها فأخذتها وضمتها لصدرها وكأنها تستنشق عبيره بها .
هامسة.....اه يا ركان ، لو تحس بقلبى ، وقد إيه بيتمنى وجودك معاه .
حتى لو بظهر بخلاف كده ، بس من جوايا ، بفرح اوى بإهتمامك بيه ؟
بس خايفة لتكسر قلبى ، عشان كسرة القلب ملهاش دوا يا ركان .
........
على جانب آخر كانت دلال قد اجتمعت مع شحاتة ورجل اخر واعدت لهم خطة لخطف دلال من منزل ركان ، واختارت لهم وقت تأكدت منه من خلو المنزل من أصحابه سواها هى والدادة وأمه المريضة التى لا تغادر الفراش إلا للضرورة .
فكيف علمت بهذا الأمر ؟؟؟؟
.............................
يارب تكون عجبتكم الحلقة وعايزة توقعاتكم للأحداث الجاية .
هتقدر مكة تغير بيت ملىء بالمعاصى زى بيت اللواء مجدى الزيات.
هيحصلها إيه هناك ؟؟
رياض وكرميلا قصة حب جميلة هل ستخرج للنور أم سيحيق بها الظلام حتى تنتهى ؟؟

رواية انين مكة الفصل الحادي عشر 11

نظرت مكة بشغف إلى العباءة التى اشتراها لها ركان فأخذتها وضمتها لصدرها واستنشقت عبيره بها .

ثم تنهدت بمرارة قائلة.... تعبتنى بِحُبك يا ركان ، وعارفة إن الحب ده محكوم عليه بلإعدام ، بس مش بإيدى ، يارتنى أقدر أشيلك من قلبى ، ياريت.

ثم وضعت العباءة بجانبها وتناولت كتاب الله لعله يثلج صدرها
( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .
فتحت مكة القران ليقع بصرها على قوله تعالى
( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ) .

وما أن أنتهت من قراءة وردها حتى أبتهلت لله بالدعاء ( اللهم لا تعلقنى بما ليس لى ، وأكتب لى الخير حيث كان ثم أرضنى به ).

ثم وضعت رأسها على الوسادة ولهج لسانها بالأستغفار حتى ذهبت فى نوم عميق لترى فى أحلامها أنها عروس ترتدى فستان أبيض جميل ، ثم ظهر لها ركان فى الأفق فأسرعت إليه ، ومدت له يدها فأمسك بها فابتسمت بسعادة ولكنها إندهشت عندما وجدت العبرات فى عينيه .

لتجده بعدها يضع يدها فى يد رجل اخر ظهر فجأة بجانبه .
ويختفى ركان بعدها ، لتقوم بعدها فزعة من النوم صارخة......ركان ركان أنت فين ، وسبتنى لمين ده ؟
...........
وفى اليوم التالى .
طلب رياض من كرميلا قبل ذهابه للعمل أن تعد كوب له من الشاى .
كرميلا.....ثوانى ويكون عندك يا سى رياض .
رياض ....استنى عايز اقولك حاجه .
كرميلا ...خير يا سى رياض .
رياض ...مش عارف حلمت حلم كده وقايم متوغوش شوية .
كرميلا....اللهم اجعله خير يارب .
رياض...يارب .
كرميلا....بس ايه هو الحلم ؟؟؟
رياض ...حلمت زى ميكون جه كتفنى وشق صدرى وخد قلبى وجرى بيه وكنت حاسس إنى بموت .
كرميلا ....بعد الشر عليك يا سى رياض ، أن شاءالله اللى يكرهك يارب .
رياض ...يارب ، على العموم ، خلاص مش عايز الشاى ، عشان اتاخرت على الشغل ، يلا سلام يا كرملتى .
كرميلا بنظرة حب ....مع كل خطوة سلامة يارب .
ولكن رياض التفت لها مجددا لينظر لعينيها بشوق قائلا......كرميلا...
خدى بالك من نفسك عشان خاطرى .
فابتسمت كرميلا ...وأنت كمان يا سى رياض .
فى حفظ الله يارب .
..................

أسرعت ريم للجامعة على شوق لرؤية حاتم الذى أمتلك قلبها من مجرد كلمات .

وأخذت عينيها تبحث عنها فى كل الأركان ولكنها لم تجده .
ريم بحزن....إيه ده هو فينه النهاردة ؟
معقول يكون مش جى ؟
بس ده مأكد عليه إنه جى .

يمكن فيه حاجة آخرته فى الطريق وأكيد زمانه على وصول .

هروح اشرب اى حاجة سخنة فى الكافيه عشان الجو البرد ده عقبال ميظهر حاتم .

وبينما هى كذلك لمحها كريم العوام فدق قلبه لها رغم علمه إنه تفضل حاتم عليه ولكنه قلب المحب لا يعرف الكره بابه .

فتقدم منها قائلا...ريم إزيك عاملة ايه ؟
ريم بإبتسامة مصطنعة....أهو بخير .

ثم لاحظ كريم تشتت عينيها كأنها تبحث عن أحدهم .

كريم ... أنتِ مستنية حد ؟

ريم .....مشوفتش حاتم النهاردة ؟

فاعتصر قلب كريم ليجيبها بألم .....لا مشوفتهوش .
ثم ابتلع ريقه بمرارة قائلا....ريم .
ريم ...نعم يا كريم .

كريم....خلى بالك من نفسك ، عشان القلب لما بيكسر ملهوش دوا.

امتعضت ريم قائلة ...وأنت ليه بتقولى الكلام ده ؟
كريم ....مفيش ، بس قلقان عليكِ ، وعارف مين هو حاتم المرشدى .

فوقفت ريم غاضبة قائلة بإستنكار ......وأنت مالك بيه ؟
أنت شكلك غيران منه ومش هقول ليه ؟
عشان أنا مش بحب أجرح حد .

كريم بغصة مريرة ..أنا يا ريم ، ربنا يسامحك ، وربنا عالم بنيتى وقد إيه خايف عليكِ .

ندمت ريم على حدتها فى الحديث معه ، عندما رأت الصدق فى عينيه التى تلمع بحبها .

فتلاطفت بعض الشىء معه قائلة ....سورى يا كريم ,
معلش انا مش متظبطة النهاردة وعصبية زيادة ، من فضلك سبنى لوحدى شوية .

كريم ...تمام يا ريم ، زى متحبى ، بعد أذنك ثم التفت ليغادر ولكنه عاد لينظر إليها مرة أخرى قائلا ...ريم اعتبرينى حتى اخوكِ ولو احتجتى اى حاجة كلمينى .

ابتسمت له ريم بإمتنان ...ميرسى يا كريم .

لتحدث نفسها بعد مغادرته.....طيب اوى كريم ، بس اعمل ايه القلب وما يريد ؟

يا ترى أنت فين يا حاتم ؟

لم تتم سؤالها حتى وجدت جلال أمامها ويرسم على وجهه الضيق والتوتر .

جلال.....كويس إنى شوفتك يا ريم .
ريم بقلق.......فيه إيه يا جلال ومال وشك كده ؟
هو فيه حاجة ؟ قولى الله يخليك ؟
حاتم جراله حاجة ؟
متخبيش عليه ؟

جلال مصطنع الحزن....حاتم تعبان اوى يا ريم ؟
مش عارف ماله ؟

فجأة أنا كنت بكلمه الصبح وبنهزر عادى وهو بيلبس وجى الكلية ومبسوط إنه هيشوفك .
سمعته بيقول اه يا قلبى .

فبهزر معاه وبقوله إيه للدرجاتى بتحبها ؟
راح لقيته سكت وبعدين اكلم بس بصوت ضعيف......قال ألحقنى بدكتور بسرعة يا جلال حاسس إنى هموت وقلبى بيوجعنى اوى .

رحت قفلت بسرعة وجريت على اول دكتور قابلنى ورحتله وكشف عليه ؟

وقال الحمد إنى جيت فى الوقت المناسب ده كان هيحصله جلطة وعطاه إبرة بسرعة فوقته شوية بس نصحه بالراحة فترة فى السرير .

ريم ببكاء.........يا حبيبى يا حاتم ، الف سلامة عليك.
جلال بصوت يشبه فحيح الافعى...بس يا ستى ومن ساعتها مش بيقول غير ريم وحشتنى ، عايز اشوفها .

خايف أموت من غير مشوفها .
وأنا اقوله يا متقولش كده يا راجل بكرة تقوم وتبقى زى الفل .

يقولى يا عينى.....مش عارف خايف اوى اموت من غير مشوف ريم .

فصعب عليه اوى ، وأنا سيبه دلوقتى بعد مراح فى النوم وبرده عمال يخطرف بأسمك حتى وهو نايم ويقول .
ريم ، ريم ، ريم .

ريم بإندفاع......لا أنا لازم اروح واطمن عليه بنفسى ، واشوفه .
جلال .....قلبك حنين يا ريمو وليه حق حاتم يحبك كل الحب ده .

بكت ريم وجففت دمعاتها بمنديل معطر أخرجته من حقيبتها ....طيب بسرعة ربنا يخليك وصلنى ليه ، محتاجة أشوفه بسرعة.

جلال بإبتسامة مكر....حالا دلوقتى ، يلا بينا .
ثم ذهبت معه إلى قدرها ؟؟
..............
أنجز ركان بروح تكاد تطير من الفرحة كل إجراءات خروج مكة .

فها قد أصبحت حرة طليقة بعد فترة من المعاناة .
وبقلب يخفق بشدة توجه للمشفى ولكنه توقف فى الطريق أمام محل للورود ليختار لها باقة ورد بيضاء كنقاء قلبها .

فى حين كانت هى تستعد للقائه ، فولجت للمرحاض فتوضئت ثم خرجت وأبدلت ثيابها بأحد تلك العبائات الجديدة وأختارت ذات اللون النبيتى مع حجاب تابع لها بنفس اللون ولكن بدرجة أفتح .

ثم نظرت لنفسها فى المرآة فوجدت حمرة فى وجنتيها لم تجدها من زمن ، فتسائلت ألهذا الحد يظهر حبه على وجهى ؟

ثم أخذت تدور حول نفسها بسعادة وهى تمسك بطرف تلك العبائة فقد كانت
كلوش ( من اعلاها ضيق ومن أسفلها واسع ) فكانت تبدو بها كالأميرة .

وبينما هى كذلك ولج إليها ركان ليتفاجىء بها كذلك ، فهذه أول مرة يرى على وجهها السعادة ،فكانت كالبدر المضىء لسماء قلبه المظلمة .

فوقف يتأملها طويلا وود لو احاطها بذراعيه وأخبرها كم أشتاق لها ؟؟
وود لو خبئها بين أضلع صدره لتكون له وحده ولا يراها احدا غيره .

وبينما هى تدور حول نفسها ولم تشعر بوجوده أختل توازنها وكادت تسقط فأسرع إليها وأمسك بها بين ذراعيه .
لتسرى قشعريرة فى جسدها للمسته .
لتتقابل اعينهما فى نظرة طويلة ، نظرة عبرت عن مكنونة القلب التى لا يستطيع أحدهما أن يفصح عنها .
بل يحتفظ بها سرا حتى كادت أن تلهكه ولكن ديما العيون تفضح صاحبها .

فالويل لك يا عينى عندما أفصحتى عن ما يخفيه قلبى .

تلون وجه مكة وأشتعل قلبها ولكنها أظهرت سريعا الغضب ودفعته عنها ثم صاحت........أنت إزاى تسمح لنفسك تمسكنى كده ؟

ولا يعنى أفتكرت عشان مركزك ورتبتك ، تقدر تعمل كل اللى أنت عايزه ؟

لا فوق يا سيادة النقيب كله إلا أنا .

التوى ثغر ركان بإبتسامة ساخرة ورد بتهكم....يا شيخة بس بس أنتِ فاكرة نفسك إيه ؟

حضرتك كنت هتقعى وأنا لحقتك وصراحة ندمت بعد الكلمتين دول ، يارتنى كنت سبتك وقعتى واقعدت أتفرج عليكِ وأضحك .

أحسن من طولة لسانك اللى عامل زى الفرقلة ده .
كزت مكة على أسنانها بغيظ مردفة......تضحك ، ليه ، فكرنى أرجوز ؟؟
فضحك ركان قائلا........تصورى صح شبهه بخدودك اللى عاملة زى الطماطمية دى .

لتضع مكة يديها على وجنتيها خجلا وتفترش بنظرها الأرض .

اعجب ركان بحيائها وقارن بينها وبين شاهيناز فالفرق بينهم بين السماء والأرض ، فالحياء خلق لا يقدر بثمن ، أساسه تربية صالحة ليس له علاقة بالمكانة الأجتماعية .

التفت ركان ليرى باقة الورد التى سقطت منه على سهو عندما حاول اللحاق بمكة قبل أن تسقط فالتقطها سريعا وابتسم واقترب من مكة ليهديها إليها قائلا بمداعبة .......أتفضلى ، كفارة يا ريس مكة .

ولو أنها خسارة فيكِ بعد الكلام الدبش اللى قولتيه .
شعرت مكة بالحرج وندمت على تسرعها فى اتهامه وكلماتها القاسية له ، عندما رأت باقة الورد البيضاء التى تفضلها دائما .

فتمتمت بخجل ...شكرا يا سيادة النقيب ، ومعلش أنا بس لازم أعمل حدود بينى وبين اى حد أجنبى عنى .

ركان بإندهاش ...بس أنا مش أجنبى ، أنا مصرى زيك زيك .

ضحكت مكة حتى وضعت يدها على فمها كى لا تعلو صوت ضحكتها .

فتسائل ركان.......هو أنا قولت نكتة ولا إيه؟

مكة ....لا بس عشان كلمة اجنبى مش المقصود بها نوع الجنسية ، اقصد انك راجل ولازم يكون بينا حدود فى المعاملة .

فابتسم ركان وهز رأسه بمعنى ....فهمت .

ركان بمشاكسة....هنفضل نكلم فى الأجنبى والمصرى ونفضل هنا كتير ؟

مش يلا بينا بقى نشوف الدنيا بره ، أحسن من قعدة المستشفى دى.

رفعت مكة عيناها الساحرتان له وقد لمعت بالدموع ، فخفق قلب ركان لها متسائلا....ليه الدموع تانى يا مكة ؟

مكة.........خايفة يا ركان باشا من الدنيا اللى بره ، أنا مش حمل صدمات تانى .

فتصارعت نبضات قلب ركان حين تذكر حفل خطوبته يوم الجمعة ، وكيف ستتحمل تلك المسكينة تلك الصدمة .

وكيف لى أن أتحمل تلك رؤية عينيها تمتلىء بالعبرات من أجلى ؟؟

فنظر لها ركان بحدة قائلا بصوت صارم ....مكة أنتِ مش ضعيفة أنتِ قوية وتقدرى تواجهى اى حاجة ، ومش عايز أشوف دموعك دى تانى ، وعايزك تدوسى على الكل برجلك وتحكمى عقلك مش قلبك

ومتفكريش غير فى نفسك ومصلحتك وبس ، واركنى عواطفك على جمب ، ده مش زمن المشاعر صدقينى ، أنا عارف الدنيا اكتر منك .

تحيرت مكة فى أمره فكيف يكون بهذه الوداعة تارة .

وتارة أخرى يكون بهذه الصرامة كأنه وحش مفترس .

أحيانا تراه عاشقا لها وأحيانا تراه جلادا لها
فمن هو إذا ؟

مكة ""
ولكنى للأسف لا أعلم سوى إنى أحبه ، فتبا لهذا القلب الذى أخشى أن يهوى بى للجحيم .

ركان متسائلا ......فهمانى ؟

مكة بثقة ......مش فاهمة حاجة غير إن ربنا أكيد زى منجانى قبل كده ، هينجينى تانى وده يكفينى .

أما باقى الكلام فللأسف مش طبعى ولا هقدر أطبعه يا سيادة النقيب .

تنهد ركان بمرارة وهز رأسه قائلا......مفيش فايدة .
طيب قدامى يا مكة لما أشوف أخرتها معاكِ .

لتتقدمه مكة متمتمة بقولها ....دعاء الخروج .
بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم إنى أعوذ بك أن أضل أو أُُضل، أو أذل أو أُذل، أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل علىَّ"، حيث أكد الرسول الكريم أن من قاله حينما يخرج من منزله كان عليه من الله وحافظًا ولا يقربه شيطان، ويقول له قائل: "شفيت ووقيت وتنحى عنك الشيطان"

فأردف ركان بإندهاش ،،انا مش عارف رغم ضعفها ، جايبة قوى الإيمان دى إزاى ؟؟
وكل حاجة عندها ليها ذكر لله .

وفى الخارج فتح لها ركان باب السيارة لتجلس بجانبه ، ولكنها وقفت متجمدة لا تتحرك .

ركان متعجبا .....مال سيادتك ؟

ياريت ننجز عشان ماما مستنياكِ يا أخت مكة .

فابتسمت مكة وتراجعت بظهرها للوراء لتفتح الباب الخلفى للسيارة بين نظرات ركان المتعجبة لفعلها .
ولكنها تخشبت على إثر قولها لها بحدة....بتعملى إيه حضرتك ؟

مكة بتلعثم .....هركب هنا ؟ عشان مينفعش يعنى ...؟
فقاطعها ركان بقوله ...مينفعش إيه ؟
هو أنا هأكلك لما تقعدى جمبى ؟

مكة ..لما الدور لو سمحتى وأنا مش السواق بتاع جنابك عشان حضرتك تركبى ورا .

ثم تابع بحدة أربكتها وهو يشير إلى المقعد الذى بجانبه ....أتفضلى أركبى هنا .

فلم تجد مكة مفر سوى الإستجابة لأمره خشية من إزدياد غضبه .

ولكنها ظلت طوال الطريق تخفض بنظرها وتفرك فى يديها بتوتر وركان يتابع حركتها تلك ويبتسم .
ثم توقف أمام أحد المطاعم .

فنظرت مكة بتعجب قائلة......وقفت ليه هنا ؟

ركان.......مفيش هتنزل بس نفطر الأول وبعدين نروح البيت عشان عارف حضرتك هتكسفى تاكلى هناك فى الأول عقبال متتعودى على الجو .

اتسعت عين مكة بإنبهار متسائلة .......أنت جايبنى المطعم اللى شكله فخم اوى ده عشان بس نفطر امال لما تتغدى بتروح فين ؟

لا ده شكله غالى اوى ؟ وحرام تتدبس فى فلوس كتير عشان فطار .

ركان........ملكيش دعوة أنتِ بلى هدفعه ، انزلى بس .
مكة.....لا مش داخلة البتاع ده .

ثم جالت بنظرها فى الطريق لترى أمامها على مطلع الطريق عربة للفول ويقف أمامها عدد من الرجال يتناولون سندوتشات الفول أو من يحب تناوله بلقيمات من طبقه المعد أمامه بإحترافية .

مكة........يا باشا .
ركان...يا نعم .
مكة...بص حضرتك عربية الفول اللى على اول الشارع دى .

ركان بنفاذ صبر ....ملها ؟

مكة....اهى دى تأدى الغرض وزيادة ونملى التنك ونبوس إيدينا وش وضهر وهتفضل شبعان لأخر النهار لإنها بتقفل المعدة .

جحظت عين ركان بإندهاش قائلا...أنتِ عايزانى أنا النقيب ركان ، أقف على عربية فول أكل ؟
شكلك عقلك حصله حاجة .

وضعت مكة يديها فى إحدى جانبيها قائلة بسخرية....وملها يعنى الوقفة على عربية الفول ، محضرتك شايف أهو كل الواقفين رجالة بشنبات زى حضرتك بالظبط.

وناس زيك زيهم من لحم ودم ، بس حضرتك فاكر انك من طينة تانية غيرنا .

ولا اقول انك بس متقدرش على طبق الفول الجامد اللذيذ ده بالبصل ويا سلام لو جمبه الفلافل السخنة المولعة ولا طبق الباتنجان والبطاطس وشوية مخلل.
لا أنا فعلا جوعت من التخيل بس .

ضحك ركان على طريقة حديثها وشعر بالجوع فعلا والشغف لتناول هذا الطبق اللذيذ الذى تحكى عنه .

ركان بنفاذ صبر....مفيش فايدة من لسانك اللى عايز قطعه ده .

أعمل فيكِ إيه ؟
أربطك منه ؟
ولا أقصه أختارى ؟

أرادت مكة تلطيف الجو فداعبته بقولها...طيب بس أستنى يا باشا لما أكل الأول عشان اعرف أبلع بلسانى .

فانفجر ركان ضاحكا حتى دمعت عينيه ثم ترجل من السيارة وفتح لها الباب قائلا....أتفضلى قدامى يا أخرة صبرى .

مكة .....هنروح فين يا باشا ؟

ركان.مبتسما .....هنفطر أنا وأنتِ على عربية الفول
جحظت عين مكة غير مصدقة ما تفوه به ، فبادرته بقولها ...بجد يا باشا ؟

ركان ...اه بجد .

مكة.......طيب يعنى حضرتك راجل أهو ماشاءالله مالى مركزك لكن أنا ست ضعيفة منكسرة ومينفعش أقف كده مع الرجالة ميصحش .

فأنت تعمل حسابى فى سنجودتشات وأنت أقف براحتك اضرب الطبق .

ركان بسخرية.......نعم يا حيلتها يعنى أنتِ تقعدى زى الباشا فى العربية تكلى وأنا أقف .
،مش هى دى شورتك ، يبقى لازم تنزلى وتقفى معايا .
وست ايه بس ؟
أنا مش شايف ايُتها ست ؟

فصكت مكة على أسنانها بغيظ وترجلت من السيارة لتدبدب بقدمها الأرض والأطفال متمتمة بصوت منخفض ........هو أنا يعنى عشان مش بعرف أتسهوك وأدلع فى الكلام ولا ألبس المحزق والملزق مبقاش ست .

لا وكتاب الله المجيد أنا ست ونص كمان وبكرة تشوف أباشا .

سمع ركان ما تفوهت به فضحك قلبه قبل ثغريه وحدث نفسه قائلا......والله أنتِ ست الستات يا مكة ، أنا مش عارف ليه معاكِ عامل زى الطفل الصغير اللى بيضحك من قلبه ؟
مش عارف أنتِ عملتى فيه إيه؟
شقلبتى حالى إزاى كده ؟

وبالفعل وقفا معا أمام عربة الفول يتناولون بنهم الفول والفلافل والبابنجان والبطاطس المحمرة مع طبق المخلل والبصل .

وكلما وجدته مكة يسدد لها النظر مبتسما ،اخفضت هى عينيها خجلا ولكنها كانت تنظر له بقلبها الذى أصبح لا يرى غيره فى دنياها تلك الخاوية .

ركان ....تصورى عندك حق ، أنا أول مرة أكل كتير كده ، أكلة زى الفل بس مش عارف بطنى حاسس فيها حاجة ..

مكة بقلق......مالك بس يا باشا ؟؟
أمسك ركان ببطنه متألما ...مش عارف مغص كده بسيط .
مكة بضحك....شكل معدتك فافى شوية والقولون مستحملش الفول يا باشا .

على العموم متقلقش ، تعال نضرب كوبايتين نعناع وأنت هتبقى زى الفل وعشرة .

ركان بضحك...مش عارف حاسس إنى بكلم واحد صاحبى ، مش أنسه .

مكة بغصة مريرة ....الحياة فرضت عليه إنى اكون راجل فى تصرفاتى عشان مجرئش ولاد الحرام عليه .

ركان .....إيه ده أنتِ زعلتى ؟
وطلع عندك دم زينا ؟

فكزت مكة على أسنانها بغيظ قائلة ...تصور حلال فيك اللعبكة اللى عملها فيك طبق الفول .

ركان........بقه كده ، طيب يلا قدامى للبيت يا هانم .
ثم استقلا السيارة نحو منزلهم .
.................
دلال مع شحاته ورجل آخر يدعى سيد عضلات .
دلال....فهمتوا الخطة يا رجالة ولا أعيد تانى .

شحاتة .......فهمنا يا ست الستات ، بس يعنى أنتِ متأكدة أن مفيش حد فى البيت دلوقتى وان البت كرميلا هى اكيد اللى هتفتح الباب ونروح شيلينها زى الشوال .

دلال ..ايوه مفيش غير الست والدته وهى هانم طبعا مش بتفتح الباب وكمان تعبانة حبتين .

ولى فاصل البت اللى تشك كرميلا والست إكرام الدادة بتاعة سيادته .

شحاته ...ولمؤاخذة أنتِ عرفتى منين الكلام ده ؟
دلال وهى تلوى العلكة فى فمها ...دى اسرار بس هقولك يا ولا .

البت نعناعة قصدتها تراقب الست إكرام دى .
فمشت وراها وهى رايحة السوق ،وبس شغل حريم بقه ، كلمة من هنا ومن هنا .

جابت كل اسرار البيت ، شغالة فين وعند مين ؟

وبس قلتلها نظامها ايه فى اليوم بتحضر الغدا اول مالبهوات يمشوا فى وقت معين .

وبكده عرفت امتى البيت فاضى ؟

شحاتة بإعجاب ......يا دماغك العالية يا ست الكل .
طيب إفرضى فتحت الست إكرام نعمل ايه ؟

دلال ....دى ست كبيرة وأكيد بالعقل هتقول الصغيرة افتحى .

ولو يعنى هى فتحت ؟ هتقول عايز كرميلا بالأسم هتجبها وتعمل المطلوب ولو برده الست إكرام عملت اى مشكلة خدروها وسبوها مرمية.

شحاتة ...تمام التمام يا ستنا .
استعنا على الشقا بالله .
يلا يا سيد بينا .
وتوجهوا نحو شقة ركان لخطف كرميلا ؟؟؟
................
نظرت ريم لتلك العمارة السكنية فى منطقة ميامى متسائلة .
هى دى العمارة اللى ساكن فيها حاتم ؟؟

جلال.بمكر .....ايوه .
يلا بينا نطلعله ، هيفرح اوى لما يشوفك.

ريم بشك .....بس أنا كنت اسمع أنهم ساكنين فى فيلا وتقريبا فى رشدى .

توتر جلال بعض الشىء وقال بتلعثم ....هما ماشاء الله ، تلاقيهم بينقلوا فى كل مكان شوية .

لكن هو حاليا فى العمارة دى .

ريم .....اه تمام ،يلا بينا .

استقلت ريم المصعد مع جلال بقلب مرتجف وكأن شىء يوحى لها أن عليها أن تهرب ولكن هناك من يمسك بها بقوة كى لا تستطيع الفرار .

أتعلمون من هو ؟
إنه وهم الحب ، كما خدع الكثير من الفتيات فسقطن فريسة له .

ريم بخوف........هو فيه حد مع جلال فوق ؟؟
جلال ....لأ .

ريم بإستنكار ....إيه ؟

جلال ....قصدى أنتِ عارفة أنا باباه سفير فى فرنسا وهو عايش لوحده بس اكيد فيه خدامين .

بس مالك كده قلقانة ، ده انسان مريض ومش قادر يتحرك وأنتِ جاية تاخدى ثواب ، عشان كمان متندميش لو حصله حاجة من غير متشوفيه .
ريم ......اه اه عندك حق .

ومش قلقانة ولا حاجة .

ثم وصل بهم المصعد إلى الدور الذى يقطن به حاتم .
أخرج جلال مفتاح الباب ليفتح
للتسائل ريم ...هو انت معاك مفتاح الباب كمان إزاى ؟ وليه ؟

جلال ....حاتم معتبرنى أخوه وبيثق فيه عشان كده مدينى المفتاح .

فأومئت رأسها ريم باضطراب وقد شعرت ببرودة فى جسدها وارتعشت .

ثم ولجوا للداخل وقد تثاقلت خطوات ريم حتى وصلت لغرفة نوم حاتم الذى كان ممتد على السرير مدعى النوم .

ليقترب منه حاتم بهدوء قائلا باصطناع لـ ريم ......شوفتى يا عينى نايم ومش دارى بالدنيا .
ربنا يشفيك يا اخويا وصاحبى.

دق قلب ريم لكلماته لتقترب هى الأخرى منه ثم تنحنى بجذعها له وقد تساقطت دموعها خوفا عليه قائلة.......حاتم حاتم رد عليه أنت كويس ؟

ليفتح الشيطان حاتم عينيه بضعف واصطناع قائلا.......معقول اللى أنا سمعه ده ؟

صوت ريم ، ولا أنا بيتهيألى ؟؟
جلال.........لا هى ريم يا صاحبى ، يارب يكون وشها حلو عليك وتفوق كده شويه .

لمست ريم يديه بحنو قائلة.......أنا جمبك يا حبيبى ، كلمنى وقولى حاسس بإيه ، تعبان قوى كده ؟

حاتم مصطنع الحب بمكر .......لا مدام شوفتك قدامى يبقى خفيت .

ثم غمز حاتم لـ جلال بطرف عينيه ليتسلل بعدها ببطىء ليغادر ويتركهما سويا.
فلنتخيل ما حدث إذا ؟؟؟
.......
بتشتكوا ديما معلش من أن الحلقات قصيرة بس أنا بكتب يوميا كل يوم حلقة مع شغل البيت والولاد والمذاكرة فمعلش سامحوني مضغوطة جدا .
بس الحلقة فيها احداث كتير ومش مملة .
يتبع الفصل 12 و13 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent