Ads by Google X

رواية ابتليت بعشقك الفصل التاسع عشر 19

الصفحة الرئيسية

رواية ابتليت بعشقك الفصل التاسع عشر 19 بقلم بسنت علاء وبسمة عبد العظيم

رواية ابتليت بعشقك الفصل التاسع عشر 19

نهض متجهًا نحو الباب يفتحه بابتسامة قلقة ، لكن ما إن فتح الباب وجد من يركله بقدمه للخلف ويدخل سريعًا مغلقًا الباب خلفه مشهرًا مسدسه نحوه هاتفًا بابتسامة 
-:  مجتمعون ! يالهنائي!!
الدهشة بأقصى أنواعها ارتسمت على وجهيهما مع تزامن نطقهما للأسم 
-: سامر !! 
وضعت ملاك كفها على فمها بذعر وقد انهمرت دموعها تلقائيًا بينما وثب زياد من مكانه سريعًا محاولًا إظهار عدم تأثره بفوهة المسدس المصوبة نحو رأسه مباشرة ، فقال محاولًا إضفاء اللامبالاة للهجته
-: سامر ! ما هذا الموقف الدرامي ! مسدس !.. 
فابتسم سامر بشيطانية وهو يتقدم نحو زياد الذي بدأ في التراجع 
-: اشقتنا يا صديقي ، كنت مارًا فوجدتها فرصة للزيارة...
تصنع التفكير قليلاً ثم أكمل
-: للانتقام ربما !
ثم أكمل وهو يضحك ومازال في تقدمه
-: صديقي الذي قتل حبيبتي وحبيبته ، معادلة بسيطة ، قتل حبيبتي ..  أقتل أنا حبيبته وهكذا نكون متعادلين.... 
جن جنون زياد وهو يصرخ 
-: سامر لا...... 
فقاطعه سامر بصياح أعلى صم أذنيهما
-: أخــــــرس ، أنا المتحكم هنا 
ثم نظر إلى ملاك التي كانت تبحث عن هاتفها بحركات خرقاء مخاطبًا إياها ومازال مشهرًا مسدسه في وجه زياد 
-: تقدمي بكرسيك يا صغيرة ، أذهبي هناك وأجلسي دون حراك فوق كرسيك حتى لا أفجر رأسه في الحال 
نفذت أمره بارتعاش وهي تجر كرسيها غير مبصرة من دموعها 
رجع سامر بنظره إلى زياد مبتسمًا بلذة ، لذة الانتصار ... آمرًا إياه 
-: أذهب وقف بجانبها أنت الآخر ، ضع يديك فوق رأسك ... نعم باستسلام هكذا  أحسنت
نفذ زياد أمره وما إن وقف بجانب ملاك المنخرطة في البكاء حتى همس لها وهو يبث صوته كل الطمئنينة التي يستطيع
-: لا تقلقي حبيبتي ، ستكونين بخير أعدك بـ.... 
وسرعان ما صمت أذنيهما صيحة سامر
-: أخرسااااا 
ثم أخذ يقهقه بهيستيريا هاتفًا 
-: زياد ملك الحانات ، صائد النساء من كل الألوان يقف مذلولًا مرتعشًا في الزاوية هكذا ؟ يؤلم الحب يا صديقي ها ؟ 
يؤلم أن تكون حياة من تحب على المحك دون أن تملك القدرة على إنقاذه ! 
كانت لهجته في آخرها قد تلونت ببعض القهر لكنه استرجع سخريته وهو يلتفت لملاك متسائلًا 
-: بالتأكيد لم يخبرك العاشق بأي من ماضيه يا ملاكنا الصغير صحيح ؟ 
لكنها هتفت به بقوة رغم ارتعاش نبرتها وهي تمسح دموعها
-: أخبرني بكل شيء سامر ، أنا أعرف كل شيء 
-: تعرفين كل شيء ؟ ومازلت راضية به ؟ هل تودين العيش مع قاتل !! إذًا هالة البراءة تلك ما هي إلَّا غطاءً لقذارة أكبر كما توقعت !
هاج زياد وهو يتحرك نحوه هاتفًا 
-: إخرس أيها القذر 
صوب المسدس نحو السقف وهو يطلق رصاصة جعلت زياد يتجمد تزامنًا مع صرخة ملاك الجزعة التي غطت وجهها بكفيها و بدأت في النحيب من جديد هاتفًا بقوة لزياد
-: خطوة أخرى والتالية ستكون في رأسها ثم رأسك
اعتصر زياد قبضته بقهر ، سيموت جزعًا عليها ولا يستطيع التهور خوفًا من غدر ذلك الحقير ، لقد أصاب سامر تلك المرة فهو على دراية أنه لا يبالي بحياته ، على دراية بأن ملاك نقطة ضعفه دائمًا وأبدًا ، سمع صوت سامر مرة أخرى مخاطبًا ملاك 
-: هل أخبرك أن تلك التي قتلها كانت حبيبتي ؟ ، قريبتي و خطيبتي بمعنى أصح فنحن لبعض منذ زمن
أظلمت عيناه وتوحشت ملامحه بطريقة مخيفة وهو يكمل 
-: طلبت مني الانفصال لكثرة علاقاتي ، لم أمانع وقتها مدركًا أننا سنرجع ثانية كما هو الحال ، فقط أردت إعطاءها هدنة أو لنقل إعطاء نفسي فرصة أكبر للعب لكن..... 
ازدادت ابتسامته توحشًا وهو يقترب من زياد قابضًا على فكه يعتصره بقوة
-: لكن حبيب القلب سرقها مني ، أغواها حتى سلمت نفسها له لتصبح حاملًا ! 
أخذ يقهقه بقوة محافظًا على مسدسه مُشهرًا في وجه زياد 
-: هل تتخيلين ! خطيبتي أنا وبحكم زوجتي لم تسلم نفسها لي مدعية العفة لكنها سلمت نفسها له ، أغواها وقتل براءتها ليقتلها بعدها بدم بارد..... 
لكمه بقوة لكمة تزامنت مع ركلة في معدته فسقط أرضًا متأوهًا بقوة ليسمع صرختها الجزعة هاتفة باسمه فأكمل سامر وهو يناظره بازدراء من علو
-: طوال تلك السنوات لم أرد قتلك ،لم يكن موتك ليشفي غليلي ولا حتى أمك ، كان يجب أن أحرق قلبك كما فعلت ، أن أذيقك من نفس الكأس والآن فقط وجدت الفرصة لكن أتعلم ما الأسوأ ؟ 
ركله ركلتين في جانبه جعلتاه يتكور على نفسه متأوهًا 
-: الأسوأ هو أن تعاني سكرات الموت وأنت تراني أنا وهي ، أجردها من ملابسها ببطء .... ثم.....
أخذ يقهقه ببشاعة بعدها وهو يرى الخوف المميت الذي ارتسم على ملامحها
-: أنت تعلم ثم ماذا يا صديقي، لأقتلها بعد أن أنهي مهمتي ، لا تقلق ستشاهد حتى النهاية سأحرص على ذلك
نهض زياد بصعوبة ليعالجه سامر بعدة ركلات أخرى في أجزاء متفرقة من جسده فتأوهت ملاك بقوة صارخة وهي تشعر بوجعه يرد في قلبها لتتحرك بكرسيها في أي إتجاه تبحث عن نجدة فصوب سامر مسدسه نحوها وهو يصيح بقوة 
-: مكانك أيتها القذرة ، لا تجعليني أعجل بموتك 
ليجد نفسه في ثانية سقط على ظهره وقد سقط مسدسه من يده بفعل حركة من قدم زي المسجي أرضًا والذي في طريقه الآن لإمساك المسدس
نهض سريعًا وهو يعدو نحو زياد الذي أمسك بالمسدس بالفعل ، حاول أن يخلصه من يده وهو يجلس فوقه إلَّا أنه كان متشبثًا به للرمق الأخير ، أخذ يلكم زياد بقوة حتى بات وجهه مغطى بالدماء لكن زياد حافظ على وعيه بصعوبة وهو يستقيم ويضربه بالمسدس على مؤخرة رأسه ، ضربة لو كانت أقوى قليلًا لكان فقد الوعي ، لكنها كانت كافية لترنحه قليلًا فأزاحه زياد من فوقه ليعتليه هو مسددًا له اللكمات بغل ، أخذ يلكمه ويلكمه غير واعيًا أنه ترك المسدس أرضًا ، و أنه أضحى في يد سامر ثانية ، كاد زياد أن يتكلم موجهًا كلامه لسامر عندما صاحت ملاك التي اقتربت بأسرع ما لديها 
-: زياد ... احتــــــرس 
لينظر زياد إلى يد سامر التي تضغط على الزناد قبل أن يرفع يده التي ضغطت بالفعل لتخترقه الرصاصة تزامنًا مع صرخته المحترقة ،
رصاصة اخترقته !! رصاصة واحدة كانت وكأن الآف الرصاص يخترق قلبها العليل بحبه ... ألم ؟ وجع لا يحتمل ؟ نار تسري في عروقها تكويها من الداخل ؟ لا ! بل كان ما تشعره لا يقارن بآولئك ، كانت وكأن هناك من يتلاعب بروحها ، يخرجها من جسدها ليضعها به مرة أخرى معذبًا إياها وهي ترى الدم يندفع من موضع الرصاصة ليتهاوى هو أرضًا كالطير المذبوح ينتفض من الوجع ! دمه الذي سُفِك لأجلها وبسببها ، صرخت وصرخت من أعماقها هاتفة باسمه لعله يرد بإسم دلال جديد لها كنا اعتادت ، اندفع الأدرينالين بجسدها لتمسك بسرعة مزهرية كبيرة كانت بجانبها وهي غير واعية إليها في خضم جزعها لتضرب بها رأس سامر الذي فقد الوعي على الفور قبل أن يطلق المزيد من الرصاص لتتجه على الفور لزياد المسجي أرضًا صدره مليء بالدماء ، ينزف بغزارة دون أن يصدر صوتًا ، رمت نفسها أرضًا بجانبه غير مبالية بألم قدمها المجبرة وهي تضربه على وجنته بخفة صائحة به ببكاء 
-: زياد ! زيااااااااد
التفت لها هامسًا بصعوبة
-: ملاك ! لا....تخـ..افي ، أنت... بخـ..ير؟
هزت رأسها بالموافقة لتسقط دموعها على وجهه مختلطة بالدم الذي يغرقه هاتفة 
-: أنا بخير ، لقد اتصلت ... اتصلت بالشرطة قبل أن......
لم تستطع قولها فانخرطت في البكاء ثانية ليبتسم هو بصعوبة رغم الألم قائلًا بصوت حاول جاهدًا أن يصلها وهو يمسك كفها غير قادرًا على احتضانه
-: لعـ..له يكفر .. القليـ...ل من ذنوبي .... نحو..ك يا ما..لكة الـ..قلب 
أخذت تنحب من جديد وهي تمسح دمائه عن وجهه بكفيها وتأخذ رأسه لتضعها على حجرها صارخة 
-: أيها الغبي ألا تفهم لقد غفرت ... غفرت ، زياااد ... لا أبق مستيقظًا
كانت تضربه على وجنته تحاول جعله مفتوح العينين لكنه كان قد غاب عن الوعي لتتذكر هي سريعًا ما كانت غافلة عنه في خضم صدمتها ، أخذت تبحث بهيستيريا عن هاتفها حتى وجدته لتتصل بالرقم المحدد صارخة 
-: الإسعاف...
**
-: سناابل ! 
صرخ بها بجزع وهو يتلقفها بين ذراعيه حاملًا إياها وكأنها لا تزن شيئًا ليجري بها فورًا نحو غرفته والتي كانت أقرب للمطبخ ، مددها على الفراش بحرص ثم أخذ يبحث عن زجاجة عطره بسرعة مكسرًا ومبعدًا الأشياء عن طريقه حتى وجدها ، وضع الكثير على كفه وهو يقربه جدًا من أنفها لتستنشق رائحته النفاذة ، تنفس الصعداء لترجع ضربات قلبه إلى معدلها الطبيعي تدريجيًا عندما رآها تكشف عن بركتي الشوكولاتة خاصتها ببطء ، أخذت تسعل بخفوت قليلًا من رائحة العطر التي اخترقت أنفها ، فنهض هو بتوتر من الأرض التي اكتشف لتوه أنه كان راكعًا عليها بجوارها ليشاهدها وهي تستقيم جالسة بصعوبة لترجع للنوم غير قادرة على نصب جسدها ! 
أخذ ينظر في أنحاء الغرفة قائلًا بخفوت
-: يمكنك المكوث هنا حتى تتحسنـ....
-: لا !
قاطعته بحدة رغم ضعف صوتها وخفوته مكملة
-: أريد الذهاب لغرفتي
اغتاظ وهو يزفر بحنق منها ، عنيدة متحجرة الرأس حتى وهي في حالتها تلك ، فقال بصوت حاد قليلًا 
-: كما تشائين ! 
ليحملها ثانية بدون مقدمات وسط اندهاشها وكأن الأمر راق له ليرميها بخفة كانت آلمة لها على فراشها ويخرج حافرًا الأرض بقدميه صافقًا الباب خلفه ... كالعادة !! تاركًا إياها تنظر في أثره بدهشة وإعياء وهي تشعر أنها ليست بخير أبدًا ... أبدًا......
**
في المستشفى....
جالسة تبكي وتنحب ، ألم لا يحتمل في صدرها وكأنها هي من تلقت الرصاصة ! 
هل سيموت ؟ كان دائما يخبرها ألا ترفضه فتحكم عليه بالموت .. أسيموت الآن حاكما عليها هي بالموت ! ، على صوت نحيبها فشددت شغف من احتضانها متمتمة بكلمات واهية عن كونه بخير... 
خرج الطبيب أخيرا فنهضت شغف سريعا بينما همت هي بالوقوف وازداد انهمار دموعها عندما تذكرت أنها لن تستطيع ، في الوقت الراهن على اﻷقل ، جرت كرسيها ببطء تخاف سماع كلام الطبيب ، تخاف سماع كلمة ستكون صك إعدامها ... سمعته يقول وهي تقترب 
-: الحالة صعبة ، الرصاصة دخلت بجوار القلب ، حمدا لله أنها لم تخترقه لكنه نزف كثيرا مما أدى إلى دخوله في غيبوبة ، لا نعلم متى سيستفيق لكننا سنفعل ما بوسعنا ، خير إن شاء الله 
تجمد كل شيء للحظة لم تفهم ! أقال رصاصة بجانب القلب ! هذا القلب الذي هي مالكته !! 
غيبوبة ! حالة صعبة !! هل سيموت ؟ والله لن تسامحه إن فعلها ... لن يحييها ليقتلها من جديد ،
بأعين تحجرت بهما الدموع جرت كرسيها لترجع مكانها ثانية غير مستجيبة لنداء شغف ، أخذت تحدق أمامها غير مبصرة لتسمع صوت شغف الباكي 
-: حبيبتي ، لا تقلقي صدقيني سيكون بخير ، لم أعرف أنك تحبينه هكذا.... 
ابتسمت بمرارة تنضح داخلها هامسة 
-: أحبه ؟ أنا لا أحبه ... الحب كلمة زهيدة جدا يا شغف.....
صمتت تبتلع دموعها ، تفصح بكلام كان يجب أن يسمعه هو ... لكن "هو" غير موجود الآن ... وما أصعب ألا يكون موجودا بعدما كادت تتنفس أنفاسه 
-: ما بيننا حياة ، قلوب هرمت من العشق ، وقلبه لن يحتمل ثانية ووالله قلبي لن يحتمل عدم احتمال قلبه ، سيموت أنا أعرف .. وأنا سأموت خلفه لكن أين سنلتقي ؟ في الجنة ربما ؟؟ 
أخذت تضحك بهيستيريا وسط هتاف شغف
-: بعيد الشر عليكما ملاك لا تقولي هذا....
أكملت بابتسامة شجن غير مسيطرة على دموعها
-: دائما ما كان قلبي يرفرف من غزله ، تخرج كلماته من صميم قلبه لتخترق منتصف قلبي ... كلمات كنت أقابلها بقناع اللامبالاة والقسوى .. كم كنت قاسية يا حبيبي آآه..
كانت شغف تبكي على حالها ، لم تر ملاك أبدا هكذا ... لم ترها بهذا الضعف ، لم تكن تعلم أن بقلبها هذا الحب ! كانت فقط تتغنى بأنها صديقتها الوحيدة لكن يبدو أن هذا أيضا كان وهم ... من ضمن أوهام امتلأت بها حياتها في ليلة وضحاها ، استفاقت من شرودها على صوت بكاء ملاك الذي على مجددا مقطعا نياط قلبها لتربت على كتفها قائلة بملامح متألمة -: حبيبتي لما تتكلمين وكأنك فقدتيه للأبد ، بإذن الله سينهض و ستخبريه كل هذا بنفسك 
لكن وكان الأخرى في عالم آخر فقد أكملت بنشيج متقطع
-: كل وجع له أنا سببه ، سبب تواجده هنا الآن هو أنا ... لو لم يكن معي لما كان ذلك الحقير استطاع أذيته  ، أنا السبب ... آه أنا السبب 
ثم غطت وجهها بكفيها لتكمل بكاءها الذي لم يتوقف لثانية تاركة شغف تناظرها بألم وقلة حيلة ، هي مازالت لا تعرف كيف تتصرف في تلك المواقف ، هي لا تعلم عن المواساة شيئا ... ... لا تعرف سبب استنجاد ملاك بها من الأساس !! 
نظرت لها تتنهد وهي تهم بالكلام إلا أن صوتا رجولي قاطعها ... صوتا جعلها تغمض عيناها لثانية لاعنة نفسها لغباءها اللامتناهي..... 
-: ملاك حبيبتي أأنت بخير ؟ هل أصابك مكروه ؟ هل أذاك ذاك الحقير سامر ؟؟ 
قالها وهو يمسكها من كتفيها يتفحصها جيدا ليحتضنها بقوة بعدها لتنهار بقوة على صدره موضحة لشغف أن كل ما فعلته من قليل لم يكن إلا بوادر انهيار فقط.....
كانت شغف تراقبهم بغصة استحكمت قلبها لترى انقلاب ملامح ملاك في ثوان وهي تضرب غيث بقوى على صدره هاتفة بوجع
:- أين كنت ؟ أين ذهبت تاركا إياه وحده ، لقد كاد يقتله ، كاد يقتله وأنا عاجزة عن ردعه ... لماذا يا غيث لماذا ترحل دائما آآآه
قالتها وانهارت ثانية تبكي بحرقة بينما هو يحتضنها بقوة بملامح متألمة يطغي عليها الذنب ثم قال بهدوء كاذب 
-:كانت مكالمة وهمية عن سرقة أوراق خاصة من مكتبي ، ذهبت مسرعا تاركا إياكي معه مطمئنا عليك ... لم أكن أعرف حبيبتي أقسم... 
أخذت تبكي على صدره وهما غير واعيان لشغف التي تشاهدهما بأعين دامعة ، ليهمس هو بجوار أذنها 
:- لقد طمئنني الطبيب ، سيكون بخير ، سأحرص على ذلك كما سأحرص على تعفن الحقير سامر في السجن 
صمتت قليلا لتمسح دموعها ثم نظرت له قائلة
:- أريد الدخول له ... الآن 
أخذ ينظر لها قليلا باستغراب ثم التفت يبحث عن أحد لينادي الطبيب إلا أنه اصطدم بوجه ... شغف ! جالسة أمامه محدقة به بكل صلف وقلة حياء ! 
هل حقا هي متواجدة هنا ؟ هل وصلت بها الجرأة وقلة الأدب لتأت بقدميها إلى مكان هو متواجد به !! 
لم يحرك عينه من عليها وهي قابلته بالمثل بينما نادى أحدى الممرضات ومازال مثبتا نظراته معطيا إياها بعض النقود لتدخل ملاك رغم منع الزيارة وبمجرد أن دخلت ملاك حتى ذهب لها بخطوات نارية وهو يسحبها من معصمها رغم ممانعتها ماشيا بها خلفه في طرقات المشفى حتى وجد طرقة مظلمة خالية فرماها داخلها ، حافظت على توازنها بصعوبة كي لا تسقط أمامه فحبسها بينه وبين الحائط كالطور الهائج وهو يقول بفحيح مهدد محترق
:- ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ 
-: ليس من شأنك
قالتها مشددة على كل حرف غير خائفة من عيناه الأشبه بعينا مارد من الجحيم ليمسك هو برسغها قائلا بنفس الفحيح
-: شغف ، ابتعدي عني و أختي وكل ما يخصني أفضل لك ، أحترمي نفسك وراعي أنني لم أفضحك حتى الآن ، لكن أقسم إن كررتها سأخبر خالي بكل شيء لعله يجد حلا لابنته 
القذر....
صفعة هوت على وجنته منعته من إكمال كلامه وهو ينظر لها بذهول متجمدا لتقول هي بقوة رغم الدموع الملتمعة في في عينيها 
-: أخرس ، أخرس ولا تنطق أسمي على لسانك ، ستثبت لك الأيام من هو الخائن القذر يا غيث 
ثم همت بالرحيل لكنه أمسك بمعصمها دافعا إياها ناحية الحائط فاصطدمت به وهي تتأوه ليقبض على رسغها بقوة هامسا بجانب أذنها 
-: هل صفعتني؟ أوتجرؤين حقا ؟؟ لولا أننا في مكان عام لكنت أريتك مقامك الحقيقي ...
هل أصفعك الآن ؟ هل ستكونين مسرورة
قالت بقوة رغم رجفتها الداخلية 
-: أصفعني يا غيث فقد فعلتها من قبل ما الجديد في كونك لست رجلا!!
بمجرد أن نطقت بها كانت يده قد هوت على وجنتها بقوة جعلتها تحدق به في ذهول والخدر ينتشر على طول خدها ، استغرق اﻷمر بضع ثواني فقط لتجمع شتات نفسها قبل أن تنظر له بقوة في عينيه قائلة 
-: تلك المرة الثانية ، تذكر هذا جيدا... 
قالتها مبتسمة باستخفاف ثم رحلت تاركة إياه محدقا في طيفها لاعنا نفسه قبلها ليرجع إلى الغرفة  بقلب محتدم بالمشاعر التي لا يعرف كنهها لكن بالتأكيد بطل الموقف كان كالعادة .... الوجع
**
دخلت إلى الغرفة تجر كرسيها بارتعاش ليزداد انهمار دموعها عند رؤيته ، تقدمت نحوه بلهفة تتأمل وجهه المغطى بالكدمات والجروح الصغيرة مرورا بصدره العاري الموصل بالأسلاك والمليء بالكدمات أيضا ، مدت يدها تتلمس وجهه ، تمر على جروحه جرحا جرحا ، كانت دموعها تتساقط على صدره فسارعت لمسحها بحذر وبطء لتضرب القشعريرة جسدها بمجرد لمس صدره البارد  ، دفنت وجهها بين كفيها تبكي بصوت عال
-: أحبك يا زياد ، أحبك منذ زمن ورغم كل ما حصل لم أتوقف عن حبك للحظة واحدة ، لكن شاء القدر ألا تسمع أول اعتراف مني 
مسحت دموعها التي لم تتوقف عن التساقط و أخذت تتأمل وجهه الذي تعشقه ثم همست بحرقة تناجيه لعله يستمع
-: لا تمت يا زياد ... أرجوك 
شهقت بقوة لتكمل بصوت أعلى قليلا
-: أعرف أنني أنانية لكني لن استطيع العيش بدونك....
أمسك بذراعه تهزه بحذر هاتفة بحنق باك
-: لماذا لا ترد يا زياد ؟ لماذا ؟ والله لن أسامحك إذا حصل لك مكروه ... فقط استفق ما الصعب في هذا !! ألم تعودني على الدلال ؟ طفلتك المدللة تطالبك أن تكون بخير ويجب أن تنفذ كي لا تموت
أخذت تنحب ثانية ، رؤيته هكذا فوق احتمالها ... تشعر أنها ستنهار ، هو قلبها و إن انهار هو فأين هي إذا !! أين هي من عالم قاسي ليس لها فيه إلا هو ! 
-: آسفة ... أنا السبب يا حبيبي ، لكن أعدك يا زياد أن أخلصك من ماضيك .. بحق كل وجع ، كل قطرة دم ذرفتها من أجلي ، كل كلمة غزل قلتها لي ، بحق حبي لك وحبك لي ، فقط استفق لترجع الحياة إلى طبيعتها ... كن بجواري وليحترق الحاضر والماضي ...  
ثم نهضت وكفكفت دموعها بهدوء مزيف هامسة "سأنتظرك" لتخرخ لغيث الذي يبدو في دنيا غير دنيانا لتهتف بثبات
-: أريد أن أرى سامر يا غيث
**
دخل إلى المنزل صافقا الباب خلفه كالعادة لكن ... أهدأ قليلا ، فقد أخذ يجول بسيارته الطرقات بسرعة حتى توقف أمام النهر و أخذ يتأمل في مياهه الزرقاء الهادئة التي كان لها تأثير السحر، توجه نحو غرفتها لكنه وقف مترددا على الباب ...أيقرع ؟ أيرى كيف باتت ؟ 
لم يعرف ماذا يفعل فوضع أذنه على الباب يتنصت كالأطفال الصغار فلم يسمع شيئا سوى همهمات خافتة ! ،طرقه مرة ، اثنان وثلاثة ولم ترد ! ففتح الباب بتوجس بطيء ليجري نحوها بجزع فقد كانت ممددة على الأرض مطبقة العينين حمراء الوجنتين تهمهم بهمهمات غير مفهومة محركة رأسها يمينا ويسارا  ، وضع يده على جبهتها فهالته درجة حرارتها المرتفعة ليحملها سريعا بخوف ويضعها على الفراش بحرص ليذهب إلى المطبخ ويملأ إناء بالماء المثلج ويحضر منشفة ثم ذهب إليها مسرعا
-: سنابل ؟ سنابل أتسمعيني أنا سيف
-:سيف؟ 
همهمت ، فرد بلهفة لم يعتدها في نفسه وهو يضع الكمادات على جبينها
-: نعم ، أأنت بخير ؟
لم يدرك غباء سؤاله إلا بعد تفوهه به لكنه قرب وجهه منها ليسمع همهمتها الخافتة غير الواعية 
-: آه سيف ! أنا ... أحبك ... لكنني لا ... أنت تؤلمني ! 
لو كانت في وعيها الآن لأخذت تضحك على مظهره هذا لأيام ! فقد كان الذهول مرتسما على ملامحه مع بعض البله و التبلد وهو محدقا بها وقد توقفت يداه عما تفعله ! 
اقترب من وجهها أكثر سائلا
-: ماذا ؟ تحبينني ؟ سيف؟
-: ستتزوجها !! أحمق ... لا تشعر ... بمن يحبك
بملامح لم يغب عنها الذهول وبعينان شاردتان أكمل ما يفعله مفكرا
 إذا ثورتها تلك حبا !! غيرة ربما ! يا الله !! 
هز رأسه بقوة نافضا تلك الأفكار عن رأسه ، أنها مصابة بالحمى بالتأكيد تهلوس بكلام غير صحيح ، وضع يده على جبهتها مجددا يتحسسها ليجد أن حرارتها لم تنخفض فنهض متجها نحو الحمام ليملأ حوض الاستحمام بالماء البارد و يذهب لها حاملا إياها بحرص عائدا أدراجه نحو الحمام ليضعها في حوض الاستحمام فشهقت بقوة وهي تتعلق بعنقه وتفتح عينيها ببطء لتعود وتغلقهما ثانية ، ظلا على هذا الوضع حتى استكانت وخففت من تشبثها به ففك يديها و جلس بجانبها أرضا ثم راح يأخذ من الماء و يضع على رأسها وشعرها فشهقت ثانية وهي تتحرك حركات خرقاء فقال لها بصوت عال 
-: أنا سيف معك ، لا تخافي 
وللعجب استكانت !! هدأت ملامحها تاركة إياه يكمل ما يفعله....
بعد مدة مناسبة تحسس جبهتها ثانية ليجد أن حرارتها قد انخفضت بمستوى معقول فنهض وحملها خارج حوض الاستحمام غير مباليا بقميصه الذي بات عبارة عن بركة صغيرة ، توجه بها نحو الغرفة في سكون تام يناقض ذلك الضجيج بداخل عقله ليقف أمام الفراش متجمدا ليصيح وهو يرفع رأسه للسماء 
-: لا ، مستحيل !!
بالتأكيد هو لن يبدل لها ملابسها ! هذا ما ينقص حقا !! 
زفر بقوة يفرغ ولو قليلا مما بصدره حتى لا ينفجر وهو يتجه نحو خزانة ملابسها بخطوات نارية ويفتحها بقوة كادت تكسرها ليتناول أول شيء وقعت عليه يداه والذي كان عباءة ... سوداء ... واسعة جدا جدا !! ، أسندها على الخزانة وهو يدعمها بأحد ذراعيه مجردا إياها من ملابسها بالآخر محاولا غض بصره قدر اﻹمكان....
بمجرد أن ألبسها حتى تنفس الصعداء وقد كان حابسا ﻷنفاسه كل تلك المدة ، تخلى عن قميصه وهو يضرب موضع قلبه لعله يهدأ ويكف عن إزعاجه ثم حملها ليضعها على الفراش ثانية بحرص ثم دثرها بالغطاء جيدا وفكرة واحدة تتردد في عقله "أنها هزيلة جدا!" ، 
ما أن هم بالنهوض حتى شعر بتشبثها به ! ، حاول فك عقدة يداها من ذراعه لكنها قالت ببكاء وشيك وهي تهز رأسها يمينا ويسارا ومازالت نائمة 
-: أبق ، لا تتركني
زفر بقوة حانقة هاتفا في سره 
-:من أين أتت لي تلك البلوة يا الله 
وظل جالسا بجانبها طوال الليل حتى غلبه النعاس فنام جالسا غير مكترثا بعري صدر ولا موضع نومه...
google-playkhamsatmostaqltradent