رواية حطام عشق الفصل العاشر 10 - سارة علي

الصفحة الرئيسية

رواية حطام عشق الفصل العاشر 10 بقلم الكاتبة سارة علي عبر دليل الروايات

رواية حطام عشق كاملة

رواية حطام عشق الفصل العاشر 10

بعد مرور ثلاثة ايام ..
دلفت أية الى غرفة غزل لتجد تجلس على سريرها وبجانبها حقيبة كبيرة تحوي ملابسها ..
اقتربت منها وسألتها بلهجة لطيفة :
" هل أنتِ جاهزة ..؟!"
اومأت غزل برأسها ونهضت من مكانها .. مسكت يد أية وقالت بنبرة محبة وابتسامة جميلة تكونت على شفتيها :
" أشكرك كثيرا يا اية .."
ردت أية بنبرة مرحة وهي تضحك بخفوت :
" لم أفعل شيئا بعد يا فتاة .. كلها مرات قليلة التي تحدثنا بها .. صحيح أصبحنا صديقتين لكن كعلاج فعلي لم أقم بشيء يذكربعد.."
قالت غزل بلهجة جادة وقد شعرت بخجل اية من فكرة كونها لم تساعدها :
" لا تقولي هذا من فضلك .. صحيح جلساتنا سوية  كانت معدودة لكنها مهمة .. انا كنت احتاجها وبشدة .."
ربتت اية على ذراعها وقالت :
" والدك ينتظرك في الخارج ومعه السيد ساهر .."
توترت ملامح غزل وشعرت اية بذلك فقالت مساندة اياها :
" لا تتوتري .. هم فرحين للغاية بخروجك من المشفى ..."
ابتسمت غزل بخفوت قبل أن تجر حقيبتها خلفها وتتجه الى الخارج ..
كان كلا من رشاد وساهر ينتظران خروجها ...
ما ان خرجت غزل من الغرفة حتى التفت ساهر نحوها ونهض رشاد من مكانه مقتربا منها بينما غزل مخفضة رأسها نحو الأسفل ..
شعرت اية برهبة الموقف بينما هتف رشاد بلهجة ثابته قوية :
" أرفعي رأسك يا غزل .."
رفعت وجهها بسرعة لتظهر عينيها الحمراوين للغاية أمامه ... لم يتحمل نظرة الإنكسار داخل عينيها ولا اللون الاحمر الذي طغى عليهما فإحتضنها بسرعة ليبدأ جسدها بالأهتزاز وتدخل في نوبة بكاء شديدة ...
ظلت تبكي داخل احضان والدها حتى هدأت تدريجيا ليبعدها رشاد عن أحضانه ويحيط وجهها بكفيه ويهتف بصوت قوي لكن حنون :
" ابنة رشاد الراوي لا يبكيها احد ... هل فهمت ..؟!" 
اومأت برأسها بسرعة وكأنها كانت تنتظر هذه الكلمات منه فطبع قبلة على جبينها قبل أن يقترب ساهر منها ويحتضنها داعما لها ...
شددت غزل من إحتضانه غير مصدقة أنهم تقبلوها بعد كل ما حدث ..
بينما اقترب رشاد من اية وشكرها قائلا :
" أشكرك كثيرا يا ابنتي ...أشكرك على كل شيء .."
منحته اية ابتسامة خافتة وقالت بخجل ظهر جليا على ملامحها :
" لا داعي للشكر سيد رشاد .. انا لم أقم سوى بواجبي .."
ربت رشاد على كتفها بينما قال ساهر بجدية بعدما إبتعد عن غزل :
" هل نذهب الان ..؟!"
" هيا بنا .."
قالها رشاد بنبرة جادة لتقترب غزل من اية وتحتضنها بقوة ثم تودعها وترحل مع ساهر ووالدها ...
وصلت غزل الى هناك لتجد والدها وأخويها غياث وغدي في إنتظارها ...
استقبلها الجميع بحرارة شديدة ولم يفتحوا أي موضوع معها بتحذير من والدها الذي كان خائفا للغاية من تكرار محاولة انتحارها ...
جلست معهم وسط سعادة الجميع ...
طلب رشاد من زوجته ان تأتي معه الى مكتبه بينما ظلت غزل مع ساهر وأخويها ..
بعد حوالي عشر دقائق إستئذنت منهم وقررت الصعود الى غرفتها...
صعدت الى هناك و تأملت حدقتيها المكان بحنين فائض ...
هي تشتاق لكل شيء هنا ..
وتحتاج لأن تعيد كل شيء كان هنا ..
توقفت عن أفكارها تلك وهي تشعر بوالدتها تقترب منها .. تربت على ظهرها بدعم ..
لطالما كانت والدتها خير داعم لها..
ساندتها في كثير من الأشياء ووقفت بجانبها كثيرا ..
" والدك يريدك ..."
حملت نفسها وخرجت على الفور من غرفتها متجهة الى مكتب والدها ... هناك حيث يجلس على  كرسي مكتبه ويدخن سيجارته بشرود ..
أفاق من شروده على صوتها الرقيق وهي تنادي عليه قبل أن تسأله عما يريد فيجيب هو بسلاسة :
" هناك ثلاث عرسان  تقدموا للزواج بك .."
ضحكت رغما عنها وهي تفكر بهوية العرسان الثلاث الذين فكروا بالزواج من واحدة مثلها ليكمل الاب بخفوت :
" أبناء أعمامك ساهر وصلاح وتيام ..."
والضحكة ارتفعت هذه المرة ...
" هل تمزح معي يا ابي ..؟!"
قالتها غزل اخيرا بعدما استوعبت الصدمة ليجيبها الأب بضيق :
" انا لا امزح يا غزل .. ما أقوله هو ما حدث .."
قالت بسرعة و الغضب تملك منها وقد نست في تلك اللحظة كل ما فعلته :
" هل أنت من طلبت منهم هذا ..؟!"
هز رشاد رأسه نفيا وقال بسرعة :
" بالتأكيد لا ، ماذا تقولين أنتِ ..؟!"
ثم أردف بإستنكار شديد :
" هل من الممكن أن أطلب منهم شيء كهذا ..؟!"
اعتذرت غزل على الفور :
" اسفة .. ولكن فكرة ان تطلب منهم شيء كهذا ضايقتني وبشدة .."
تنهد رشاد وقال :
" ما رأيك اذا ..؟!"
ردت بسرعة ودون تفكير :
" غير موافقة .."
" بهذه السرعة ..؟!"
اومأت برأسها وأكملت بنبرة جادة مبررة سبب رفضها :
" الزواج ليس هو الحل المناسب يا أبي ... وأنت اكثر من يعرف هذا .. "
سألها والدها بجدية :
" وما هو الحل برأيك ..؟!"
حل الصمت المطبق للحظات قبل أن تجيبه غزل بتردد :
" لقد فكرت كثيرا بما سأفعله بعد خروجي من المشفى .. وفي الحقيقة لم أجد سوى حلا واحد ... السفر والإبتعاد من هنا .."
تطلع الأب إليها بحيرة وأخذ يفكر فيما قالته .. هل السفر هو الحل ..؟! هل سيساعدها بتخطي ما حدث ..؟!
" دعيني أفكر في هذا الأمر .."
قالها رشاد بحسم بينما اومأت غزل برأسها متفهمة لتتفاجئ بغمار أخيها يقتحم المكتب ...
دلف غمار الى الداخل فتشنجت غزل كليا ...
اقترب منهما ووقف أمام والده يرمقه بنظرات جامدة ليهتف الأب بنبرة قوية :
" ألن ترحب بأختك..؟!"
ضغط على أعصابه وهو يهتف بها :
" اهلا بك غزل .."
أجابته غزل بإرتباك :
" اهلا بك اخي ..."
ثم نهضت من مكانها وقالت بنية الإنسحاب :
" عن اذنكم .."
" انتظري .."
قالها غمار بصرامة لتقف في مكانها بتوتر فيكمل :
" ألن تباركي لي ..؟!"
" علامَ أبارك لك ..؟!"
سألته غزل بحيرة ليرد بقوة :
" سأتزوج انا وسما رشدان بعد اقل من اسبوعين ..."
تطلع الأب إلية بغضب بينما ابتلعت غزل ريقها وهي تسأل والدها بتردد :
" هل هذه مزحة يا بابا ..؟!"
نهض رشاد من مكانه واتجه نحو غزل ممسكا بذراعها محاولا تهدئتها :
" غزل صغيرتي إهدئي اولا واسمعيني .."
هتفت بعدم تصديق :
" معناه صحيح ... غمار سيتزوج بسما رشدان ..."
اومأ الأب برأسها وهو يحاول إحتضانها لتصرخ بهما بصوت عالي :
" أنتما تكذبان بالتأكيد .. من المستحيل أن يكون هذا صحيح .."
ثم أكملت وهي تحاول إلتقاط أنفاسها من شدة الإنفعال:
" كيف تفعلان هذا بي ..؟! كيف تضعان يديكما في يد ذلك الرجل ... كيف ..؟!"
أكملت صارخة بنحيب شديد :
" كيف إستطعتما أن تضحيان بي بهذا الشكل ..؟! كيف ..؟!"
دلفت والدتها يتبعها ساهر وأخويها الى مكتب أثرا بصراخها بينما أخذ رشاد يحاول تهدئتها :
" اهدئي يا غزل .. اهدئي واسمعيني ... نحن مجبورون على هذا .."
" حقا ..؟! مجبورون لدرجة التضحية بي وبوجعي .."
" ماذا حدث يا رشاد ..؟!"
هتفت بها غادة وهي تحاول إحتضانها لتدفعها غزل وهي تهدر بها : 
" أنتِ أيضا موافقة ، أليس كذلك ..؟!"
ثم أكملت وهي تشير إليهم جميعا دون انتظار رد :
" جميعكم وافقتم على هذه المهزلة غير مبالين بي .. جميعكم أليس كذلك ..؟!"
ثم تحركت خارج لغرفة ... حاولت غادة اللحاق بها لكن رشاد اوقفها :
" اتركيها يا غادة .. هي الأن بحاجة لأن تبقى وحدها .."
" ماذا إن فعلت بنفسها شيء ...؟!"
سألته غادة بنبرة مرتبطة ليرد رشاد بقوة :
" لن تفعل اي شيء ...  اطمئني .."
تحرك غمار خارج المكتب بينما جلست غادة على احد الكراسي بوهن شديد ..
**
خرجت غزل من مكتب والدها وهي تشعر بالإختناق الشديد ... 
اتجهت نحو الحديقة الخارجية للمنزل وحاولت أن تأخذ نفسا عميقا عدة مرات ..
لا تصدق ما حدث ...
لقد خذلها الجميع ...
دعسوا على جرحها بأقدامهم ...
دمروها اكثر من ذي قبل ..
شعرت بأصوات أقدام تقترب منها فألتفتت بسرعة الى الخلف لتجد غياث أمامها ...
وقف غياث بجانبها وهتف بنبرة جادة :
" الأمر ليس كما تظنين يا غزل ..."
ردت بنبرة قوية حاسمة :
" لا أريد أن أعرف أي شيء .."
ثم أغمضت عينيها محاولة أن تستنشق القليل من الهواء قبل أن تلتفت نحوه بعد لحظات وتهتف بجدية :
" غياث ، هل من الممكن ان نخرج سويا ..؟!"
رد بسرعة :
" بالطبع ، ولكن إلى أين ...؟؟"
أجابته بنبرة جادة :
" إلى أحد المولات القريبة ..."
" هل ستذهبين بملابسك هذه ..؟!"
اومأت برأسها ليقول بسرعة :
" هيا بنا اذا ... لنذهب قبل أن يرانا احد .."
وبالفعل ركضا مسرعين خارج الفيلا ...
ذهبا الى احد المولات القريبة وأخذت يسيران بين المحلات التجارية حينما هتفت غزل مشيرة الى احد المحلات الخاصة ببيع الملابس :
" هذا المحل راقي للغاية .. ما رأيك أن ندلف إليه و نشتري  بعض الملابس منه ...؟!"
كان غياث يريد إسعادها بإي طريقة فوافق على الفور ليدلفا الى الداخل فتختار غزل بضعة فساتين وتتجه الى غرفة القياس  ...
دلفت غزل الى الغرفة ووقفت صامته لعدة لحظات لا تفعل شيئا قبل أن تمد رأسها من الباب فتجد غياث جالسا بعيدا عنها يقلب في احد مجلات الموضة ..
خرجت مسرعة من الغرفة وسارت متجهة خارج المحل مستغلة انشغال اخيها في المجلة ...
استأجرت تاكسي وطلبت منه ان يذهب بها الى شركة عائلة رشدان ...
اوصلها التاكسي الى هناك فأخبرته أن ينتظرها ريثما تخرج ...
وقفت غزل امام مبنى الشركة وهي تنظر اليها من الأسفل بملامح غامضة قبل أن تهتف بينها وبين نفسها :
" ها قد حان موعد اللقاء من جديد يا حسام رشدان ..."
google-playkhamsatmostaqltradent