رواية سجينة توب الرجال كاملة بقلم هدى أبوعوف

الصفحة الرئيسية

 رواية سجينة توب الرجال كاملة بقلم الكاتبة هدى موسي ابو عوف سوف نشاركم جميع الفصول عبر دليل الروايات للقراءة والتحميل pdf

رواية سجينة توب الرجال كاملة

رواية سجينة توب الرجال الحلقة الأولى

فى منزل كبير بالصعيد مكون من ثلاث طوابق . الطابق الاول بهو كبير مجهز لاستقبال الزوار ، بأثاث حديث ، ومطبخ وحمام وغرفة صغيرة للخزين ، الطابق الثاني غرف النوم ، غرفة كبيرة ل عزمي الطحاوي،وزوجته بها غرفة نوم على الطراز الحديث ، والغرف المجاورة للابناء شاكر و فايز و عبد العزيز ، والطابق الثالث به غرف البنات ولم يتبقى منهن غير سميحة ، وابنة عمها بهيرة والتي تعيش كخادمة لهم جميعا ، والعمة انصاف التي اتت لتعيش معهم بعد وفاة زوجها ، دخلت زوجة العم ( رقية سيده فى الخامسه والاربعين من عمرها محتفظه ببعض من جمالها، يوجد على وجهها بعض علامات السن،وبعص الشعرات البيضاء فى شعرها، معتدلة القوام) غرفة بهيرة نكزتها في جنبها وهي نائمة قائلة : اصحي يابت جومى ، جامت جيامتك لساكي نايمة عاد .
فزعت بهيرة وقامت اعتدلت : خير يا مرت عمي في حاجة ؟
رقية بغضب : نايمة ليه لدُلوك مفكرة نفسك عروسة اياك؟
تعجبت بهيرة : عروسة ايه انا مفهماش حاجة ، انا اتاخرت عند عمتي فمجدرتش اجوم .
رقية بضجر : يبجا عمك مجلكيش .
بهيرة : مجليش ايه؟
رقية : الخميس الداي كتب كتابك على واد عمك .
كادت بهيرة تبتسم ثم تصنعت الحزن : واد عمي مين ؟
خبطتها رقية في كتفها بغل : واد عمك شاكر خصاره فيكي انت ، معرفاش انا ايه اللى بلانا بيكي ، انزلي يلا شوفي الوكل .
وتركتها وذهبت ظلت بهيرة تقف مكانها للحظات لا تصدق ماقالته زوجة عمها ، نظرت لنفسها في المرآة ، فهي نحيفة الجسد قمحية اللون تميل الى السمرة ، ملامحها عادية جدا شعرها اسود ناعم ، امسكت جلبابها بيدها ، فهو يسع شخص اخر معها قائلة : ياسعدي ياهناي عتدوز شاكر الجمر ده(فهو شاب فى منتصف العشرينات ممشوق القوام قمحى اللون يميل الى الابيض زو شعر اسود مجعد ) ، دانا امي دعيالي ، يارب يخفو عني بجا ، ويريحوني شوية من الهم اللى انا فيه ده ، الله يرحمك يا بوي مت وهملتني انت وامي ، ومن وجتها واني عايشة في مرار (تاوهت بمرارة ) ااااااه يعني داري ومالي وعايشة كاني خدامة عنيدهم ، دلوك الحال هيتغير هبا(أبتسامة واسعة) مرت ابنهم ، اما اطلع افرح عمتي واطمن عليها جبل لاانشغل ومعرفش حتى اطل عليها .
جمعت شعرها وارتدت حجابها ، وخرجت من غرفتها فتحت باب غرفة عمتها بدون اصدار صوت ، وجدتها ماتزال نائمة فاغلقته بهدوء ونزلت الدرج، مرت بجوار غرفة شاكر فهي بجوار الدرج ، سمعت حديث بينه وبين والدته .
شاكر غاضبا : جوازة دي ولا جنازة ، بدك تجوزيني البت اللي ملهاش وش من ضهر دي ، ده الواد العجل صاحبي ليه شكل عنها .
رقية في حدة : واه انت مفكر انك من حجك ترفض ، ابوك امر يبقا خلاص هتدوزها انت فاهم .
زاد غضب شاكر : ليه بت انا اياك انا معيزهاش ولو جوزتوهالي هبرق عليها اموتها ليكم .
رقية ساخرة : موتها اجله ناخد كل مالها ونخلص ، افهم ياواكل ناسك انت ، ادوزها عشان الارض والعز ده ميجيش راجل تاني ياخده .
شاكر : ياخده كيف يعني واحنا نهمله عاد .
رقية ماكرة : ماهو عمك درغام هو السبب داي يخطبها لولده، فبوك حب يجفل عليه جاله دي مخطوبة لشاكر وكتابهم الخميس الداي .
شاكر : طب ماتدوزهالو يستاهل حلال عليه يغور بيها .
رقية غاضبة : اه وياخد الارض والبيت ونرجع تاني نعيش في البيت العفش ، ده ارضها احلى ارض في البلد كلتها ، اسمع يا واد انت هتتدوزها سواء رضيت او لا ، وبعدين خليها خدامة ليك واتدوز اللي تعجبك هو حد يعني هيمنعك .
فكر شاكر قائلا : ماشي امري لله اهي بلوة وانحدفت عليا .
رقية : ايوه اكده اعجل بكرة هتروح انت وابوك تدلو مصر تشترو حاجات لوازم الدواز .
شاكر ساخرا : وهي دي تتشور كيه الحريم ، دي ندبلها خيشة تلبسها احسن .
ضحكت رقية : يحظك ياولدي دي حتى الخيشة متنسبهاش ، هسيبك اشوف اللي وريا .
سمعت بهيرة كل كلامهم واحترق قلبها الما منه ، وانهمرت الدموع من عينها ، صعدت الى غرفة عمتها ، دخلت وجلست الى جوارها ، كانت قد استيقظت فزعت من بكاءها : مالك يا بنت اخوي بتعيطي ليه ؟
بهيرة ببكاء : عايزين يدوزوني شاكر وهو مطايجنيش وعايز يموتني ، امه اجنعته انه يتدوزني ويخدني خدامة ليه ، كلت ده عشان الارض والفلوس ، يعني فلوسي وفلوس ابويا واعيش خدامة ليه يعني عملت ايه انا ولا ذنبي ايه ان جسمي صغير ، اعمل ايه في نفسي يعني.
ربطت انصاف على ظهرها : ياعيني عليكي يا بتي عجولك ايه بس ربنا جادر يبعدهم عنك وينجيك منيهم ، اسمعي انا هكلمه واحاول معاه .
بهيرة ببكاء: وهو هيسمعلك عاد ده بده يخلص من الخطاب اللي عما يجولو عايز يضمن الارض ، طب هو انا لو روحت استنجد بعم درغام يهملني ؟
فكرت انصاف : لاه ميهملكيش بس مرته هتمسكهالك وهتخرجي من ذل هنا لذل تاني هناك .
بهيرة وقد ازدادت في البكاء : واااه يعني المر وريا وريا .
انصاف : بطلي بكا عاد اسمعي انا رايحة بكرة كشف الدكتور ، هعدي على عم درغام وبطريقتي هفاهمه الحكاية واخليه يساعدك .
مسحت بهيرة دموعها : صحيح ياعمتي ربنا يخليكي ليا يا عمتي ، بس انا خايفة ميعرفش يعمل حاجة ؟
انصاف : لو ده حصل هخدك ونتدلو على عمك عمري هو ميهملناش ابدا وربنا عنده الفرج .
تنهدت بهيرة بامل : يارب ياعمتي يارب عمري ما هنسى جميلك ده عمري كله .
وهرولت على يدها قبلتها ، فجذبتها منها عمتها قائلة : بس يابت مبحبش اكده انت بنت اخوي الغالي اللي وجف جنبي كتير الله يرحمه وده اجل حاجة اعملهاله متعمليش اكده تاني فاهمة .
احتضنتها بهيرة وهي تقول : حاضر ياعمتي حاضر هسيبك وانزل لحسن مرت عمي تستعوجني .
انصاف : طب انزلي بس اسمعي اوعاكي تجولي لحد عن الحديت اللي دار بنتنا ده فاهمة .
بهيرة : حاضر ياعمتي .
نزلت بهيرة وهي حزينة فهي تعلم ما ينتظرها من هم ، جلست انصاف تتذكر قائلة لنفسها: من يوم موتك يا نظمي ياخوي ، واحنا في مرار طافح ، عزمي طمع في كل حاجة حتى حج عمري (تنهدت) ياترى اخبرك ايه ياواد ابوي دلوك ، هملتنا ومشيت وسبتنا للهم ده ، عارفة انه مكنتش تجدر تعمل شئ ، بس اهو اجله كنت فضلت وينا ، واغمضت عينها(وبدأت تتذكر الامر كأنها تراه) .
في بيت كبير من طابقين دخل عمري(رجل فى اوئل الثلاثينات من عمره طويل القامه اسمر اللون زو شعر اسود ناعم ) وهو حزين واتت اليه انصاف ، وكان يبدو عليها الثراء ووجهها مضئ رغم سمرته الخفيفة فهى فى اوخر العشرينات ، وترتدي فستان جميل باللون الوردي ، وشعرها منسدل على ظهرها ، ابتسم عندما راها سلمت عليه قائلة : كيفك يا واد ابوي ؟
تنهد عمري بحزن : الحمد لله المهم انت انا داي اسلم عليكي جبل لاادلى مصر .
حزنت انصاف قائله: واااه انت لساك مصلب دماغك ، ماتستهدى بالله وتجعد ياخوي .
عمري : لاع خلاص مليش مكان اخوكي مسبليش حل تاني انا مش هبجا جربوع في ارضي .
انصاف : ايه الكلام ده هو لما تشتغل في ارضك تبقا جربوع ده كلام بردك .
عمري بحدة : وهو لما يديني اوضة مع الخدم ، وكمان مرضيش ابني دار في ارضي ، ويمن عليا باللي هو عايزه ده كلام ؟ بصي يا بت ابوي انا خلاص جفلت الحوار وياه ، وهو هيبعتلي حجي على مصر ، وانا هعيش هناك خلاص ، وربنا يسهله بجا .
انصاف باستسلام : طب يا واد ابويا جولي عتجعد فين اجيك ؟
عمري : امسكي الورجة دي فيها علواني وانت بالزات وجت ماتحبي تعالي انت الوحيدة اللي بتفهمينى يا بت ابوي .
فتحت عينها وتساقطت الدموع منها قائلة : واهي كملت بموت سندي وضهري وبجيت انا كمان ضعيفة وهزيلة ، بس انا متأكدة ان ربنا مش هيهمل بت اخوي ابدا ، لانه كان راجل زين يعرف ربنا صح، ورغم انه كان اصغر من عزمى بس كان له كلمه عليه،ودلوك بعد ماماتةمحدش بجا يقدر عليه، بس عمري كان ديما يفرح بزيارتى ليه انا وبهيره وكانه يوم عيد،وديما يجولها انت بنت اخوى الغالى،ومهيردلهاش الذل والبهدله اللى هى فيها دى .
..............
استيقظت بهيرة مبكرا فهي لم تنم الا ساعات قليلة من القلق والخوف ، ذهبت الى غرفة عمتها فتحت الباب دون اصدار صوت ، اقتربت منها وهي تمشي على اطراف اصابعها ، نظرت اليها وجدتها نائمة فنادت بصوت خفيض : عمتي عمتي ...
لم تجب عليها اخذت نفس وزفرته ، وهي تشعر بخيبة امل ونزلت الدرج قابلتها زوجة عمها نظرت اليها بعبوس قائلة : زين انك صحيتى لحالك كنت لسه هعيط عليكي ، تعالي ورايا .
هزت بهيرة راسها بالموافقة دون كلام ، وذهبت خلفها دخلت الى غرفة شاكر ، كان قد استيقظ وخرج مع والده ، اخذت رقية نفس وزفرته قائلة : رتبي الخلجات دي في الدولاب وروجي الاوضة وبعدين انزلي حضري فطار عمتك واطلعيلها بيه .
بهيرة بنظرة انكسار : حاضر يا مرت عمي .
رقية : بعد ماتفضي كل الخلجات من الشنطة دسيها تحت السرير فاهمة .
هزت راسها بالموافقة ، تركتها وخرجت رقية وهي تقول بضيق : معرفاش انا لوزمها ايه الحاجات دي كنك عروسة اياك هاااع .
زاد الم وحسرة بهيرة على نفسها ، رتبت الغرفة وخرجت وقبل ان تصل الى الدرج نادتها رقية قائلة : بهيرة انت يابت .
اقتربت من الغرفة وقفت عند الباب : ايوه يا مرت عمي ؟
رقية : انزلي بسرعة حضري فطار عمتك لحسن عمك جاي دلوك ومعاه ردالة عجلي بسرعة .
تحركت بهيرة مسرعة ناحية الدرج قابلها عمها فاوقفها ومد يده لها بحقيبة قائلا : خدي الشنطة دي اديها لمرت عمك وجولي لها دي فلوس الفرح تخليها على ما اخلص كلام مع الرجالة ، وانت اطلعي على اوضتك ومتخرجيش منها واصل .
تعجبت بهيرة قائلة : ليه هو في حاجة ياعمي ؟
عزمي غاضبا : منغير كتر حديت يلا غوري .
بهيرة بخوف : حاضر ياعمي بس ينفع اجعد مع عمتي انصاف ؟
عزمي : ماشي بس يلا بسرعة اتحركي .
التفت بهيرة اذا برقية تقف خلفها قائلة : وااه في ايه هما الرجدلة جين ليه ؟
عزمي عابسا : مش وجته الحديت ده عاد روحي دلوك انت وهي .
تركهم ونزل الى الاسفل قدمت بهيرة الحقيبة لزوجة عمها قائلة : خدي الشنطة .
رقية وهي تحاول ان تستمع لما يحدث بالاسفل ، اشارت لها بيدها قائلة : حطيها في الاوضة هناك دلوك وروحي من هنا .
وضعت بهيرة الحقيبة في غرفة شاكر ، وصعدت الى غرفة عمتها وجدتها ماتزال نائمة ، فجلست الى جوارها على طرف السرير وبدأت تيقظها بصوت خفيض : عمتي ... عمتي يلا اصحي .. عمتي ...
لكنها لم تجيب عليها فامسكت يدها من على صدرها قبلتها قائلة : عمتي يلا جومي لساكي نايمة مش هتشدي يدك مني وتزعجيلي .
لكنها لم تجيب عليها ، وشعرت ببرودة شديدة في يدها ، فهزتها بيدها وفزعت وبدأت تصرخ بها قائلة : عمتي ... عمتي .. ردي عليا متهملنيش اكده ... عمتي مالك بيكي ايه عمتي ..
وزادت بالصراخ والبكاء اتت رقية مسرعة على صوتها ، صرخت بها قائلة : بتصرخي ليه يا بت انتي متفضحناش الردالة تحت .
لم تسمعها بهيرة من صدمتها وظلت تصرخ ببكاء وهي تهز عمتها على امل ان تستيقظ قائلة : جومي يا عمتي جومي هتهمليني انت كمان .... عمتي احب على يدك جومي متهملنيش لحالي عمتي .
فزعت رقية من صراخ بهيرة وعدم استجابت انصاف لها ، فاقتربت منها امسكت يدها ونظرت على وجهها ففهمت انها فارقت الحياه ، فنادت عليها قائلة : انصاف ردى عليا انصاف .. دي بينها ماتت صح .
صكت وجهها وزادت بهيرة في الصراخ والعويل عليها ، فتضايقت رقية وامسكتها من ذراعيها وهزتها بقوة : اكتمي يابت معيزينش عديد في الدار اجفلي خاشمك ده .
لم تسمعها بهيرة فهي كانت في حالة انهيار تامة ، فهي كانت املها الاخير ، اتى شاكر على صوتهم قائلا بفزع : في ايه مالها عمتي انصاف .
نظرت اليه رقية ورمت بهيرة ارضا قائلة : سكت الكلبة دي عمالا تصرخ عشان عمتك ماتت والناس تحت منجصينش فضايح .
انهال عليها شاكر ضربا بيديه وقدمه ، وكانه ينتقم منها لانهم سيزوجوها له ، زادت في الصراخ من الم الضرب الذي زاد فوق المها الذي يقطعها من الداخل ، زاد شاكر هو الاخر في الضرب ، حتى ان الرجال بالاسفل سمعو الصوت ، وفزو جميعا واقفيا وهم ينظرون الى عزمي ، قال احدهم : مالها البت بتصرخ ليه ؟
رد اخر : انتو بتضربوها ولا ايه هي دي صاينة الامانة ؟
ارتبك عزمي فهو لايفهم ماذا يحدث ، وقد رأى شاكر وهو يصعد الى الاعلى ومن وقتها وصوت الصريخ زاد معه صوت خبط ورزع ، واسرع الى الاعلى قائلا : هطلع اشوف ايه الموضوع وانزل لكم حالا .
صعد الدرج ركضا وجد بهيرة تكاد تموت من الضرب في يد شاكر ، فاسرع وابعده عنها ونهره قائلا : انت بتعمل ايه هي حبكت تضربها والردالة تحت انت معندكش مخ يجولو علينا ايه دلوك .
رقية بغضب : ماهي اللي معيزاش تسكت وعمالا تصرخ عشان انصاف ماتت .
صدم عزمي من كلامها فنهرها قائلا : انت معندكيش رحمة يعني عمتها ماتت ومعيزهاش كمان تصرخ ياشيخة حرام عليكي ، وبعدين عايزة تسكتيها اندهليي وانا اسكتها مش تخلي البهيمة ده يموتها وتشمتي فينا الردالة( نظر الى بهيرة ) جومي يا بنت اخوي يلا قومي وانا هتصل بالدكتور يجي يشوف عمتك بيها ايه وان كانت ماتت صح هنقولك روحي انت يلا .
نظرت لها رقية بغضب قائلة : انزلي وجفي تحت مع الحريم ساعديهم واياكي اسمع صوتك فى عديد ولا صوات تاني .
نظر لها شاكر بغضب وتوعد فارتجفت وحاولت ان تقوم لكن قوتها خانتها من شدة مابها من الم ، ساعدها عمها وجذبها بقوة واخرجها من الغرفة قائلا : اطلعي على اوضتك ومتخرجيش منيها فاهمة .
هزت راسها وهي تنتفض من الالم والبكاء والرعب ، وتحركت ببطأ ابتعدت عن الباب قليلا نظر عزمي الى انصاف فتأكد من انها ماتت ، فسبل عينها وغطى وجهها قائلا : الله يرحمها بجا ( نظر الى شاكر ) يعني يا بهيمة نازل فيها ضرب كيف الطور الهايج هي مرتك عشان تمد يدك عليها ، الردالة تحت كلهم داين عشان درغام عايز البت لولده وبيجول اننا جبرين البت على الدواز لو سمعو صوتها دلوك يجولو ايه'لما تبقا تتدوزها ابقى اعمل اللي بدك اياه ان شالله تموتها حتى لكن دلوك لاه .
غضب شاكر قائلا : وه يعني اني اللي غلطان كمان ماهي اللى صرخت بعدين انا سايبكم وماشي .
عزمي غاضبا : استنى هنا هننزل سوى ونجول انها كانت بتصوت عشات عمتها ماتت وانك كنت بتحاول تهديها انت وامك البهيمة دي اللي عايزها تنزل وهي متبهدلة كده عشان الردالة تشوفها ويمسكوها علينا ، خليكي هنا متتحركيش شوية والحريم كلهم هيجو وهي خليها في اوضتها متتدلاش منها واصل فاهمين .
هز الاثنان راسهم قائلين فاهمين ، شد شاكر من يده ونزل وهو يتصنع الحزن والبكاء على اخته ، وعندما رأوه جميعا وقفو ينظرون اليه ، فنظر الى الاسفل قائلا : خيتي انصاف ماتت روح ياشاكر هات دكتور الوحدة عشان يشوفها بسرعة .
استرجع الواقفين وترحمو عليها وجلسو جميعا ينتظرو الطبيب ، اما بهيرة بعد ان اخرجها عمها من الغرفة لم تستطع ان تتحرك من الم جسدها من شدة ضرب شاكر لها فسمعت كل ماقالوه ، فازدادت في البكاء وجرجرت جسدها حتى وصلت الى غرفتها واغلقت الباب على نفسها وارتمت على السرير منهارة وهي تبكي على حالها قائلة : يعني يا عمتي هملتيني لحالي وسبتيهم عشان يموتني اروح وين ياعمتي انت كنتي اخر امل ليا يامرك يابهيرة يامرك عتشوفي السواد كله اروح وين واجي منين ده كان هيموتني وانا لسه مبجتش مرته اه اه اه يامري يا سوادي .
وظلت تبكي وتنعى حظها ، اتى الطبيب واكد وفاة انصاف ، وذهب الرجال تركوه ليستعد ليجهز العزاء ، صعد الى غرفته ونظر الى رقية قائلا : فين الدموسة ولدك ؟
رقية : انت لساتك زعلان ماهي البت غبية بردك مرضايش تسكت اعمل ايه يعني .
عزمي بزهق : ماعيزسش كتر حديت هو فين ؟
رقية : فوج السطح بيكلم واحد صاحبه .
عزمي : شوية اكده وهتيجي المغسلة تجفي معاها عشان اكيد اخوات دوزها هيجو هما كمان واللي يسال عن بهيرة تجولي انها تعبانة من زعلها على عمتها وحرجي عليها تخرج من اوضتها ، حتى وجت العزا متخرجيهاش الا للضرورة فاهمة معيزهاش تتكلم مع حد الا لو مطمنة ليه فاهمة .
رقية : متخافش كله هيبجا تمام .
ومر الامر فعلا كما خطط عمها حتى اتت النساء للعزاء وسالت عنها صفية زوجة درغام واصرت على رؤيتها ، فذهبت اليها رقية ونظرت اليها قائلة : في ايه ياصفية عايزة البت في ايه ماجولتلك انها تعبانة لسه صغار ومتحملتش منظر عمتها وهي ميتة ؟
صفية : بقولك ايه منغير لف ولا دوران اكده الحاج مكلفني اتكلم معها واسالها موافجة على الدواز ولا لاه .
رقية متعجبة : وااااه ومالكم انتم دي حاجة بناتنا تدخلو فيها ليه ؟
خبطت صفية على كتفها قائلة : بلاش حديتك الماسخ ده وعيطي على البت خلصيني .
فكرت رقية وقالت : يبجا نتفج الاول جولتي ايه .
نظرت اليها صفية ورفعت حاجبها قائلة : نتفج لول .
وظلت تتحدث معها لبعض الوقت وارسلت احد العمال لطلب بهيرة ، التي تجدد الامل داخلها عندما علمت بانها تسال عنها وتذكرت كلام عمتها عنها ، وقررت ان تخبرها بكل شيء وتستنجد بها ، نزلت وجلست الى جوارها منتظرة الفرصة لكي تتحدث اليها ، لكن رقية ظلت معهم ولم تتركهم ، رن هاتف صفية فنظرت به وقالت ل بهيرة : بجولك يا بتي وديني مكان بعيد عن الزحمة عشان اتحدت في الهباب ده عما يرن من بدري ومعرفاش ارد هناه .
وجدتها بهيرة فرصة لتتحدث اليها فقالت : تعاي يا خالة عوديكي اليامة التانية هادية وتعرفي تتكلمي براحتك .
قامت معها وتحركا معا حتى وصلا الى خارج المنزل وقفت بجوار الباب ، وقبل ان تنطق بهيرة اي كلمة رن هاتف صفية مره ثانية ، فنظرت الى بهيرة قائلة : تسلمي يا بتي يالا روحي انت وانا هخلص كلام واعاود .
هزت بهيرة راسها بالموافقة واختبأت بعيدا كي تأتي اليها عندما تنتهي من الكلام وتخبرها بكل ماتريد ، فتحت صفية مكبر الصوت وبدأت تتحدث مع ابنها قائلة : ايوه يا ولدى عايز ايه دلوك ؟
ابنها من الهاتف : واه يا ماه بدي اطمن خلصتي الموضوع ولا لاه ؟
صفية : متخفش خلصته مع مرات عمها فاهمتها انك ماريدهاش وان ابوك هو اللى غصبك على الدوازة الغبرة دي وهي وافجت وخلاص جالت انهم بعد الاربعين عيدوزوها لولدها ولو نفع جبل اكده هيعملو اطمن بجا .
ابنها بسعادة : اخيرا خلصت من الدوازة السودة دي جال يدوزوني البت دي جال دي شبه الواد ومتنفعش حتى رادل دي يادوب تبجا خدامة لاي رادل وتشيله فوق راسها باجي عمرها انه رضا يكتبها على اسمه بس .
تضايقت صفية من الكلام قائلة : بلاش حديتك الماسخ ده يالا جفل بجا انت مش خلاص ارتحت وضيعت علينا اكتر من خمسين فدان اسكت بجا واجفل خليني اعاود للحريم .
اسرعت بهيرة وصعدت الى غرفتها فهذا هو املها الاخير قد ضاع هو الاخر ، ظلت تبكي وهي لاتعرف ماذا تفعل هل تستسلم للامر الواقع وتقبل بهذه الزيجة التي ستكون بمثابة القتل لها .

الحلقة الثانية

ظلت بهيره بغرفتها تبكى وتنعى حظها حتى غلبها النوم من التعب، قبل الفجر استيقظت حاولت فتح عينها لكنها لم تستطع من شدة الالم بها،كانت وكأن بها جبالا من الرمل،وضعت يدها على راسها وحاولت ان تعتدل،قامت ببطئ وهى تتأوه قائله: اه يا راسى كانها طوبه، وعنيا مجدراش افتحها حاسه انها مولعه نار، اه اه وجسمى كله وجعنى ومورم من الضرب منك لله ياشاكر انت ومرت عمى،اه اه اعمل ايه واروح فين ياربى،مليش غيرك اللى مفيش احن منك نجينى منيها الحكايه دى،همتلينى لمين ياعمتى اه اه اه .
وظلت تتأوه وهى تمسك راسها حتى سمعت صوت اذان الفجر،تذكرت والدتها وهى تحثها دوما على الصلاه،وان لا تاخرها ابدا،وتذكرت انها من كثرة العمل فى المنزل اصبحت تأخرها كثيرا،وتفوت صلاة الفجر وشعرت ان كل مايحدث لها غضب من الله عليها لتأخيرها الصلاه، فقامت توضأت وصلت فهى وحدها بالدور بعد ان توفت عمتها،فابنة عمها ذهبت عند اختها فى الاسكندريه،لتريح اعصابها قليلا، ولن تاتى الا بعد شهر،جلست على مصلها تدعى الله ان يرفع عنها ويسامحها على تقصيرها فى الصلاه، وجلست بعدها تفكر ماذا تفعل،فتذكرت حديثها مع عمتها قائله: صح عمتى جالتلى ان عم عمري معيخزلنيش ابدا،ايوه استنجد بيه، اروحله واجوله انى معيزاش الفلوس،ياخدوها ويسبونى اعيش وياه(وضعت يدها على راسها بتذكر)،بس اخرج من هنا كيف وكل الحريم والناس دى تحت؟ اه يانى يارب مليش غيرك دبرها من عندك يارب .
ظلت جالسه على مصليتها تدعى الله وتستغفره حتى غلبها النوم مكانها .
استيقظت رقيه وبدأت اعداد الفطار وهى تسب وتصخط على بهيره قائله : يعنى لو كنتى حطيتى لسانك فى خاشمك مش كنتى بتعملى الفطار دلوك ،بدل ما اجوم انا من صبحية ربنا اكده اعمل واكل ربنا ياخدك ويخلصنا منك يا بعيده، اه لو اطولك دلوك لكسر عضمك خلاص اللى كانت بتحجيلك راحت، ومحدش هيحوشنى عنك بعد اكده، بس يعدو بس يومين العزا ونخلص .
واذا بالباب يدق فيفتح احد العمال بالمنزل فيجد احد الرجال يخبرهم بوفاة عمة روقيه، تصرخ قائلة : الحقنى يا عزمى يا سودي يامراري يادي الخبر السود تعالى يا عزمى الحقنى بووووه .
نزل عزمى مسرعا بالباس النوم وقال مفزوعا : فى ايه ياحرمه عما تصرخى ليه على الصبح اكده ؟
روقيه بنواح : عمتي مامتت اه ياسواديييييي اه يا مرايييييييي يا حبيبتى يا عمتىىىى.
نظر عزمى للواقف عند الباب قائلا : طب روح انت دلوك واحنا هنغير ونحصلك .
فذهب من كان عند الباب واغلق العامل الباب،قامت رقيه قائله : مشا طب تعالى نفطر الاول وبعدين نروح هيكون يوم طويل .
عزمى : انما يعنى ايه كل النواح ده ؟
ابتسمت رقيه متفاخره : امال ايه ماهو هيجول عندهم، وانت خابر انها مخلفتش واحنا اللى هنورثها انا وخواتى، فلازما ابين جدام الكل انى حزنانه عليها .
ابتسم عزمى قائلا: اه وماله طلما فيها ورث احزنى على الاخر ،قبل لانمشى فهمك ولدك شاكر انه يفضل اهنه، وهنجول ان جاعد جار عروسته الحزنانه، مرضاش يسبها لحالها فى حالتها دى .
رقيه : زين الكلام نفطر واجوله .
تناولا الطعام وصعدا غيرا ملابسهم، ونزلا بعد ان اخبرت شاكر واخذت معها ولديها الاخرين، كانت بهيره قد استيقظت على صراخ رقيه وسمعت كل مادار بينهم، وشعرت انه الوقت المناسب للخروج،فهى تعرف ان شاكر لن يبقا بالمنزل وحتى لو بقى سيجلس فى الخارج ظلت تراقبهم من النافذه حتى تأكدت من خروجهم،ورأت شاكر وهو يجلس مع صديق له عند الباب،خرجت تتسحب ونزلت الى غرفة شاكر ،مدت يدها تسحب الحقيبه من تحت السرير فخرجت معها حقيبة اخرى،فنظرت بها وتعجبت قائله بصوت خفيض : مش دى شنطة الفلوس اللى جالتلى مرت عمى احطها فى الاوضه،هى لسه اهنا غريبه،بس دى حجى فلوس فرحى هاخدها،اهو جرشين نعيش منهيم انا وعمى لحدت المحكايه تُخلص، ماهم هياخدو كل الارض والفلوس الباجيه صح،وهاخد كمان اللبس الجديد عشان ده حجى بردك .
فتحت خزانة الملابس ووضعت مابها من ملابس جديده تخصها وتخص شاكر،وفتحت حقيبة النقود،واخذت مابها من نقود واعادتها تحت السرير مره اخرى،واغلقت الخزانه وصعدت الى غرفتها مسرعه، اغلقت عليها الباب وبدات تقلب فى الثياب لتخرج لها ثوب ترتديه،فلم تجد سوى ثياب شاكر فقط،وجلباب واحد فقط لها لونه ابيض،امسكت ذقنها وتعجبت قائله : واااه يعنى حتى ياعمى مستخسر تدبلى لبس زى اى عروسه، دايب لولدك بس هى دلبيه واحده بس،كتر خيرك (تنهدت بحرقه) هاخد لبسك يا شاكر احرق جلبك عليه، بس اخرج كيف دلوك وهو جاعد تحت، وكمان معنديش اى لبس اخرج بيها،مرت عمى خدتهم كلهم عشان معرفش اروح عند خالى .
جلست بجوار الحقيبه تنظر الى الملابس، وتفكر ماذا تفعل وكيف تخرج،وتذكرت كلمته وهو يقول عنها انها تشبه الرجال،ونظرت الى ملابس شاكر وقالت لنفسها : مش هما بيجولو شبه الرداله، يبقا انا رادل البس لبسه واخرج بيه، اجرب يمكن ينفع بس كيف وشعرى .... اجصه يعنى هو نافع بايه ماكلهم شايفنى رادل .
قامت وقف امام المرأه وفردت شعرها، ونظرت عليه بحزن فهو طويل ناعم وحريرى،اخذت نفس وزفرته وامسكت المقص وامسكت شعرها، ترددت للحظات واخذت قرارها وقصته وقصرته تمام كشعر الرجال،وارتدت بنطال وقميص فوجدت مقاسهم واسع بعض الشئ،فضبطتهم عليها ووضعت شعرها فى كيس الملابس التى ارتدتها،ووضعتهم فى الحقيبه واخذت حذاء من غرفة عبدالعزيز فهو نفس مقاسها،ونزلت مسرعه وتسللت من باب المنزل الخلفى وخرجت، كانت تسير بسرعه وهى خائفه ان يراه احد ويعرفها،وصلت الى موقف السيارت وركبت سياره ذاهبه الى القاهره،فهى تعرف الطريق حفظته عندما كانت تذهب مع عمتها لزيارة عمها عمري، كانت قد اخذت بعض النقود للطريق .
...
فى المساء عادو جميعا للمنزل، صعدت رقيه الى غرفتها غيرت ملابسها، وبعد قليل اتى عزمى هو الاخر وغير ملابسه واخذ حمام،نظر اليها قائلا : وين شاكر موعيتلوش من وجت مجيت ؟
رقيه : كانه نام هروح اطول عليه واعاود .
عزمى : اطلعى طولى على بهيره شوفيها كلت ولا لاه .
عبست قائله : حاضر .
ذهبت الى غرفة شاكر وجدته نائم فنادة عليه قائله : شاكر ولدى جوم رد عليا .
فتح عينه ونظر لها بنعاس قائلا : خير يا اما فى حاجه ؟
رقيه : كلت ياولدى ولا احضرلك وكل ؟
شاكر وهو ينقلب على الجنب الاخر : ايوه كلت خالتى ام عمران بعتت لنا غدى انا ولدها حسين، اصله كان جاعد ويايى فى البلوه اللى جعدتونى بيها .
رقيه : طب اكلت ولا لاه .
شاكر بزهق : يوه متاكل ولا عنها ماكلت انا مالى ومالها، نجصها انا اياكى هملينى عايز انام .
نفخت رقيه وقالت بصوت خفيض : ولاه ياولدى عندك حج ابجا ابص عليها الصبح، انا تعبانه ومشيفاش جدامى،راسى هتتفرتك من الصداع بسبب العديد والصوات فى العزا .
عادت الى غرفتها كان عزمى قد نام هو الاخر، فدخلت اخذت حمام ونامت الى جواره .
...............
وصلت بهيره الى منزل عمري دقت الباب فتح ونظر لها متعجبا : ايوه يا ولدى عايز مين ؟
نظرت اليه بكسره قائله : انا بهيره ياعمى وجاعه فى عرضك تحمينى .
فزع عمرى ودقق النظر لها قائلا : واه بهيره مين ..بت اخوى؟! بس ايه اللى عمل فيكى كده ولابسه اكده ليه ؟
بدأت فى البكاء قائله : عمى عزمى بده يدوزنى ابنه شاكر غصب عنه، وهو كان عايز يموتنى .
شعر عمرى بان الامر كبير، فقد راى حقيبتها التى فى يدها، ووجها الاصفر وعينيها الذابلتان،
وواضح عليها الضعف والهزال، اخذ نفس وزفره بحزن قائلا : طب ادخلى يا بت اخوى اجعدى ونتحددت ادخلى .
دخلت ووضعت الحقيبه امام الباب، شقتة عمرى شقه صغيره غرفتين وبهو صغير ومطبخ وحمام، وبها بعض الاثاث البسيط، اريكتين على التراظ القديم، وكل غرفه بها سرير صغير وخزانه، جلست على الاريكه وازدادت فى البكاء، جلس عمرى الى جوارها قائلا : جوليلى ايه اللى حصل وياكى؟ عمل ايه واد بوى فيكى وولده والحربايه مرته ؟
قصت عليه كل ما حدث معها انتفض عمرى وقفا وقال غاضبا : وااه يعنى اه انصاف تموت وميجوليش؟!
قبض على يده وخبط بها على فخذه واكمل: كيف يعنى يحرمنى اطل عليها وودعها،كيف طوعك جلبك ياخوى تعمل اكده،
(تساقطت الدموع من عينه)بس خلاص مبجاش وجت للبكا،انت اكده جفلتها ياعزمى،ورحمتك ياغليه ماهعديهاله المره دى،يا حرجة جلبى عليكى ياختى، ده حتى مخلنيش اخد عزاكى،كل اللى يهمه هى الفلوس وبس،
وكيف يعنى ولده ده يمد يده عليكى، وهو يسكت؟ ومرته كمان الحربايه دى؟ لاه اكده مبجاش ينفع يابت اخوى، مبجاش ليكى عيش وياهم تانى،بس انت ليه مجولتيش لخالك واستنجدتى بيه، او حتى ادليتى عنده وكلمتينى من هناك وانا جيتك .
بهيره ببكاء وكسره : ما انت عارف خالى حاله على جده وميجدرش يجف ليهم، وكمان كيف اروح اهناك بعد ما ولده رفضنى وجلهالى بخاشمه،وكمانى مرات عمى واخده كل خلجاتى وممخلياش حاجه اخرج بيها .
زاد غضب عمري قائلا : ليه هو سجن ده اياك، بس متخفيش يا بت اخوى اهدى واجعدى وانا هفكر واكيد هنلاجى حل،جوليلى انت كلتى حاجه؟
تنهدت بالم وكسره : وهى حتى سالت فيا بوكل من امبارح رمينى فى الاوضه، عشان بس عيط على عمتى كيف اعلى صوتى والرجاله بره( شمرت عن ساعديها ) بص ياعمى يدى مزرجه كيف من الضرب، وجسمى كله اكده،كان عايز يموتنى، واللى جهرنى ان عمى ماهموش حتى يطمن على، كل اللى همه ان محدش يعرف انه ضربنى،خايف على الارض والفلوس،(مترجيه) جلو ياعمى انى معيزهاش ياخدها بس يهملنى لحالى،ياخدها ومعيزهاش ولا هجوله هاتها تانى .
هز راسه متحسرا عليها ومتألما على حالها،وربط على ظهرها واحتضنها قائلا : معلش يابت اخوى ادخلى غيرى خلجاتك دى، وانا هنزل اجبلك وكل، ولو عايزه تسبحى ادخلى عندك الحمام هناك .
هزت راسها دون كلام وهى تنهنه من البكاء،تركها وخرج يحضر لها طعام ويفكر ماذا يفعل،فقد تركهم واتى الى هنا ليهرب من جبروت اخيه وسطوته،كيف له ان يحمى هذه الصغيره التى اتت تستنجد به، فهو لا يستطيع خذلانها' احضر الطعام وعاد دق جرس الباب ودخل،فاختبات فى الغرفه مزعوره ظنت ان هناك احد غريب، وعندما وجدته عمها خرجت فابتسم قائلا : مالك اتخلعتى كد ليه يابت اخوى انا رنيت بس عشان لو كنتى لسه فى الحمام تعرفى انى جيت .
اخذت نفس وزفرته قائله : اصلى فكرت حد منيهم جه وراى ومكنتش عارفه اعمل ايه واروح وين .
زاد قلق عمرى وخوفه كيف له ان يحميها منهم، اخذ نفس وزفره قائلا : متخفيش وانت وياى انت ليه مغيرتيش ولساكى لابسه الخلجات الرجالى دى ؟
نظرت الى الاسفل بخجل قائله : من لبختى محطيتش خلجات حريمى واصلا مكنش حداى حاجه عدله .
فكر عمرى قائلا : احسن بردك خليكى اكده، ناكل وتنامى اكيد تعبانه من الطريق، والصبح يحلها ربنا،واكيد هو عنده الفرج .
تناولا الطعام وادخلها احدى الغرف قائلا : نامى فى الاوضه دى وانا هنام فى التانيه .
نظرت اليه بخوف وتردد قائله : بس ياعمى محدش منهم هيجى واحنا نايمن ؟
ابتسم عمرى ليطمأنها وربط على كتفها قائلا : هو وانت مش واثجه فيا ولا ايه؟ انى صحيح سبتهم ومشيت بس مش جبان ولا ضعيف، انا حبيت اريح ادماغى من العراك معاهم اطمنى ومتخفيش .
ابتسمت وقد اطمأنت بعض الشئ، دخلت الى الغرفه واستلقت على السرير، ودخل هو الاخر الى غرفته وجلس على طرف السرير يفكر ماذا يفعل،فهو طمأنها بالكلام لكنه ليسطيع الوقوف لهم ولا مواجهتهم .
..............
فى الصباح استيقظت رقيه واعدت الفطار،اتى عزمى وتناول الافطار وقبل ان يخرج تذكر بهيره قائلا : صح البت بهيره عامله ايه؟ اطلعى شوجى عليها، من امبارح محدش شافها، ولا سمع لها حس لتكون ماتت .
رقيه : لا ماتت ولا حاجه انت مش جولت متخرجش من اوضتها، اهى مرزوعه على ما الناس تبطل تيجى .
عزمى : طب خلى حد يطلع لها وكل بدل ماتموت من الجوع متنسيش .
عبست روقيه قائله: حاضر حاضر .
خرج وظلت هى بالمطبخ ترتب بعض الاشياء،وقبل ان تصعد الى الاعلى اخذت فى يدها شطيرة خبز وبها بعض الجبن،وصعدت الى غرفة بهيره،فتحت الباب ودخلت لكنها لم تجدها،فتعجبت قائله : راحت وين دى دلوك ... اه تلاجيها فى اوضة انصاف بتعدد عليها ماهو اصل احنا ناجصين عديد عاد(بتوعد ) ماشى هخلى شاكر يطين عشتك واهى فرصه عمك مش اهنه عشان يحوش عنك .
ذهبت الى غرفة انصاف ولكنها لم تجدها بها،وبحثت عنها فى الحمام وكل الغرف لم تجدها، فصقت وجهها قائله : يامرارى راحت وين دى؟ لا تكون راحت عند خالها؟ بس خرجت ميته وكيف؟ وااااه وكمان اجول لعمها ايه دلوك يامراريييييييي .
اسرعت الى غرفة شاكر كان مازل نائما خبطت على ذراعه قائله : قوم ياولدى جوم بسرعه شوف المصيبه اللى وجعت على راسنا دى .
قام مفزوعا ونظر لها قائلا : مصيبة ايه حصل ايه ؟
رقيه وهى تصك وجهها قائلة : المخبله بهيره ملجيهاش بينها هربت، يامراري يا مراري ابوك هيجى يطربجها على نفوخنا .
فز شاكر وافقا : واااه هربت كيف يعنى ؟وعرفتى كيف انها هربت ؟
رقيه وهى تضرب على راسها : مخبراش روحت ادور عليها ملجتهاش، فتشت كل مكان ملهاش اثر، تبجا هربت بس اللى مجننى كيف وميتا .
شاكر : طب ما يمكن فوق على السطح، تهرب كيف يعنى وليه ؟(غاضبا) هى معجبهاش انها تتدوزنى كمان؟
جزبته من ذراعه وخرجت وهى تقول : مش وجت الحديت ده دلوك روح دور عليها فى كل مكان، وانا هكلم ابوك يجى يشوفها راحت وين .
زاد غضب شاكر قائلا : هتروح وين يعنى تلاجيها عند خالها اتصلى عليه واساليهم عنها .
فكرت رقيه قائله : لاه متصلش معيزينش حد يعرف انها خرجت من الاصل .
شاكر مستنكرا: كيف يعنى مدام خرجت يبقا هيتعرف، ماهو اللى هتروحله هيجول .
رقيه : بس هى لو راحت لخالها كانت مرته اتصلت عليا وجالتلى، اطلع بس دور عليها فوج، وانا هفكر واكلم ابوك اجوله ياجى بسرعه نشوف كيف حصل ده .
صعد هو يبحث عنها، واتصلت هى بعزمى وطلبت منه الحضور مسرعا ولم تخبره بالامر، مر بعض الوقت وعاد اليها شاكر قائلا : ملجتهاش فوج .
رقيه بتفكير : وانا كمان ملجتهاش فى البيت كله بس اللى مجننى هى خرجت كيف ومفيش لها اى خلجات تلبسها حتى جلبيت البيت هملتها جوى .
لم يفهم شاكر قائلا : يعنى ايه خرجت عريانه دى ولا ايه،تلاجيها خد خلجه من خلجات سماح اختى .
رقيه : صح اكيد خدت من خلجاتها بس خرجت ميته وكيف،( سمعت صوت باب الدار يفتح )صوت الباب اطلع اكده ابوك معاه حد ولا لحاله .
نظر من الاعلى وجده وحده فقال : وحده وطالع اهو .
وصل عندهم قائلا : فى ايه يا وليه انت جيبانى على ملا وشى اكده ليه؟
رقيه وهى تخبط على راسها وتعدد : بت اخوك بت اخوك جابت لنا العار، بت اخوك فضحتنا، منك لله يابهيره يا بت تحيه، عملنالك ايه، تفرجى علينا الناس، يامراري يامرايييييييي .
اشتعل غضبه قائلا : عملت ايه البت دى وهى وين ؟
شاكر بغضب : بت اخوك اللى كنت عايز تجوزهالى غصب هربت، عشان مكشفش وسختها وافضحها .
تأجج غضبه قائلا : هربت كيف وانتو كنتو فين لما هربت؟ وكيف خرجت ومحدش فيكم شافها هااا؟ردى لحسن اكسر عضمك ؟
فزعت رقيه من غضبه وابتلعت ريقها قائله : معرفاش والله ياخويا انا طلعت اطلع لها طفح، ملجتهاش دورت عليها فى البيت كله انا وشاكر، ملجتهاش فكلمتك .
خبط بيده على الحائط قائلا : وااه ده اكده بوظت لنا كل حاجه،بس هى راحت وين يعنى لو راحت عند خالها كان جه عشان ييتحدت وياى .
امسك هاتفه ليطلبه فقالت رقيه ماكره : استنى متجلوش افرض ان البت مش عنده نعمل فضيحه،هى ملهاش مكان تروحه غير يااما عنده يااما عند عمري بمصر .
عزمى غاضبا : اعمل ايه يعنى ؟
رقيه : انا هكلم مرته ولو هى عندهم هتجولى استنى .
عزمى : صح يلا كلميها بسرعه .
اتصلت رقيه بها وتحدثت معها وبعد ان انهت المكالمه قالت : مش هناك سالتنى عنها عشان جلجانه عليها، قولتلها انها عيانه من حزنها على عمتها .
عزمى : صح اكده منجولش لحد عنها وانا هكلم عمري،ولو هى عنده هيتعارك معايا عشان مجلتلوش على موت انصاف،هتروح انت واخوك يا شاكر تجروها من شعرها وتجبوها من سكات انت فاهم .
شاكر غاضبا : من شعرها بس دانا هموتها من الضرب الكلبه دى، بقا انا مش عجبها وبتهرب منى، دى وجعتها مطينه .
امسك الهاتف ورن على عمري كان نائما واستيقظ على صوت الهاتف، نظر به وجده عزمى عرف انه يتصل يسال عنها،لم يجيب وخرج من غرفته ينظر عليها وهى نائمه تنتفض من الخوف،رن الهاتف مره اخرى كان يعلم انه هو فاجاب بصوت ناعس قائلا : ايوه ياعزمى فى ايه متصل ليه بدرى اكده ؟
فهم عزمى انها ليست عنده فقال : انت لساك نايم لدلوك جوم اختك انصاف ماتت .
عمري بخضه مصطنعه : ميتا ده حبيبتى يا اختى انا جاى حالا عشان الحق الدفنه، واطل عليها اخر مره .
تلجلج عزمى قائلا : دفناها من يومين بس انا مرضتش اشحطتك، اصلنا دفنها عشيه ومكنتش هتلحق الدفنه .
عمري غاضبا : تتصل تجولى وانا اللى اختار، مش تقرر من نفسك ولا انت خلاص موتنى بالحيه .
عزمى : بجولك ايه روح دلوك مريجلكاش .
انهى معه الماكلمه ونظر الى شاكر قائلا : تاخد اخوك فايز وتتدلو دلوك على مصر، تروح لعمك تلاجيها لساها فى الطريق،يعنى اول ماتروحو هتكون وصلت عنده متجعدوش ولا دجيجه، تجبوها وتاجو ومعيزسش حد يعرف حاجه انت فاهم .
شاكر غاضبا : فاهم .
عزمى : متدمدش يدك عليها جدام عمك لما تيجى هنا ابقا اعمل اللى انت عايزه، محدش هيحوشك .
شاكر رافضا : ليه يعنى انا هخاف من عمى ولا ايه ؟
عزمى : لاء يا غبى هى طلما راحت هناك هتبقا حكت لعمك عن ضربك لها جبل سابج، فلو ضربتها تانى جدامه مش هيسيبك تاخدها، وممكن يعمل وياكم مشاكل، لكن لما يلاجيك بتعالملها زين، هيفهم انها بت مش كويسه وانا هاكد ده ليه، واخليه يجف معنا فهمت .
ابتسم شاكر بمكر قائلا: صح الكلام انا هدخل اغير هدومى واجول لاخوى يلبس هو كمان .
رقيه : وانا هنزل احضر لكم وكل تاكلو جبل لتدلو .
ذهب شاكر الى غرفة اخوه(فايز اصغر منه بعامين طويل القامه اسمر اللون واسود الشعر مفتول العضلات ) واخبره واستعدا الاثنان ونزلا ليتناولا الافطار ويتحركو .
.......... ..
انها عمري المكالمه ونظر الى بهيره، التى كانت تتابع حديثه مع عمها متعجبه، لماذا انكر وجدها عنده،اخذ نفس وزفره قائلا : عارف انك متعجبه يابت اخوى ليه مجولتلهوش انك عندى ؟
هزت راسها بالموافقه فاكمل : لو جولتلهم انك عندى هياجو ياخدوكى، وانا مش هجدر احوشهم، وعلى ما اروح البلد واعمل جعدة رجاله، هتكونى اتبهدلتى وموتكى ضرب،عشان اكده مش هجولهم انك عندى .
نظرت اليه بهيره بكسره قائله : طب وهنعمل ايه ياعمى ؟
جلس على الاريكه يفكر قائلا : معرفش يابت اخوى بس اكيد هلاجى حل اكيد ربنا عنده الفرج .
جلست بهيره الى جواره وقد علمت انها وضعته فى مازق صعب ولكنها لم يكن لديها حلا اخر .

الحلقة الثالثة

جلست بهيره الى جواره،وقد علمت انها وضعته فى مازق صعب، ولكنها لم يكن لديها حلا اخر،نظرت الى الاسفل وقد امتلاء عقلها بالافكار،نظر اليها وقد فهم ما تفكر به،فهو اضعف من ان يواجه عزمى،ولكنه لن يتركها له،اخذت نفس وزفرته قائله : عمى ممكن اسالك سؤال ؟
عمري : كيف مابدك يابت اخوى اسألى ؟
ترددت للحظات وقالت : انت ليه مشيت وموجفتش لعمى وخدت حجك منيه ؟
ابتسم فهو يفهم مقصدها من هذا السؤال واجاب : وجتها مكنش ينفع اجعد،بعد ما ابوكى مات عزمى الطمع عماه ،وكان كل همه ان الارض كلاتها تبجا تحت يده،ولما رفضت اسبله ارضي وكنت عايز ادوز البنت اللي رايدها ،هو مرضيش واتحجج انها مش جد المجام ،كيف ادوز بنت الراجل اللي كان بيشتغل عندينا،وبهدلو البت هو ومرته وكسرو نفسها،انا قررت اخد حجي منِه وابعد عنهم،لكن طبعا هو مرضيش دخلت كُبرات البلد وحكمو عليه يرجعلى حجى،وهو جدام الكل اتعهد انه يرجعو،بس لما روحت اطلب منه مرديش، وكان عايز يدينى بيته الجديم ادوز فيه، واشتغل فى ارضى تحت اشرافه انا واللى هتدوزها كننا اوجريه،ولما رفضت وجولت ان ده مش الاتفاج اللي بنتنا،ولا ده اللى اتعهد بيه جدام الرداله،جالى اعلى مافى خيلك اركبه،روحت لدوز اختى انصاف كان له كلمه عليه، هو اللي بيبيع للكل المحصول، كل التجار ميخلفوش له امر، ولو منع ان حد يشترى محصُله مهيلجيش اللي ياخد منه حبة واحده،كلمته وهو واعدنى انه هيساعدنى،بس عزمى كان عارف انى هلجأ ليه،فعمل لعبه مع واحد من المخبرين فى الجسم،وكان هيلبسنى جضيه مطلعش منها الا بعد عذاب، اتجبض عليا واتبهدلت،جانى دوز اختى انصاف،جالى ان عزمى الوحيد اللى يجدر طلعنى منهِا،بس ليه شرط اسيب ارضى تحت يده واشتغل معاه، ولما رفضت جلى هتخسرهم كلهم عشان تدفع للمحامين،ولما حسبتها لقيت ان الحل الوحيد انى ابعد، وارضى باللى يبعته ليا احسن ما اخسرها خالص،اوارجع له ويتحكم فيا،عشان اكده مشيت، انا مش جبان يابت اخوى،بس لو كنت عملت زيه كنا هنتفضح فى البلد، والناس كلها هتتفرج علينا،وبعدين يابتى انا عارف زين كيف اوجف له،احنا مش هنواجه عشان ميركبناش الغلط،لكن هنلاعبه .
لم تفهم بهيره قائله : كيف يعنى ؟
فكر قائلا : هجولك لمى خلجاتك وانا هجيب حاجه من جوه واجيلك .
دخلت جلبت الحقيبه وخرجت،واتى هو الاخر ومعه حقيبه صغيره ونظر لها قائلا: تعالى وياى وانا هجولك نعمل ايه .
خرج من باب الشقه خرجت خلفه، صعد الى الطابق الذى يليه،فهو اخر طابق فى البنايه التى يسكن بها،فهى خمس طوابق وغرفتين صغيرتين فوق السطح، اشار لها عليهم قائلا : لما اشتريت الشُجه دى، كان صاحبها بيبعها بالروف ده والاوضتين دول،وانا جولت اخدهم كمان عشان لما ادوز، ميجيش حد يطلع عليا انا وعيالى، واهو لما احب اوسع على نفسى اكمل بنها ، هتجعدى اهنا، عمك ميعرف عنهم حاجه،انا فارشهم وفيهم تلاجه وبتجاز كمان، عشان سعات كنت اجى اجعد اهنا فى الهوا .
نظرت اليه بعدم فهم قائله : مفهماش يعنى ايه اجعد اهناه لحالى ؟
عمرى : افهمى واد عمك لما يجى ماعيتكلمش، ممكن يدخل يخدك من شعرك ويخرج،وان وجفتله هيتعارك وياي،ويمشى ويروح اهناك ويركبنى الغلط، ويجول انى ساعدتك على الهرب،وبدل ما اخدك وارجع لهم عصيتك عليهم،فهمتى انت هتتخبى اهنه، لحد لما اروح اهناك،واعمل جعدة رداله واجول انهم بدهم يدوزوكى غصب، وانت تاكدى على كلامى،واحكم عليه انك تاجى تعيشى معاى اهنه فهمتى .
هزت راسها قائله : فهمت يعنى انت معتجولش انى عندك، بس اكده هما هيفضحونى ويجولو عنى انى هربت منهم .
عمري : لاه انا هقول انى جيت خدتك من هناك، لما انت شيعتلى واستنجدتى بيا فهمتى .
اخذت نفس وزفرته قائله : بس انا خايفه ياعمى هو زمانه دلوك جال لكل الناس وفضحنى .
فكر عمرى قائلا : هيبان لما ياجى واد عمك هفهم هما عِملو ايه المهم دلوك،هنزل اشتريلك وكل وشرب وتلفون، عشان اكلمك عليه طول مهما اهنا،وهفهم الجيران انى اجرت الاوضه لواحد بلدياتى،عشان محدش يستغرب لما يلجاكى فى الاوضه اهنه.
فتح لها باب الغرفه وادخلها ووضع الحقيبه التى معه على الطاوله قائلا : دسى الشنطه دى وياكى دى فيها كل اوراج الشُجه اللى تحت والسطح ده واوراج تانيه مهمه،معاكى اهناه هيبجو فى امان .
وتركها مر على جارته التى فى الدور الذى قبله،واخبرها انه اجر الغرفه التى فى السطح لشاب صغير من اقاربه،وطمأنهم انه لن يضايقهم فى شئ، ونزل اشترى لها كميه من الطعام،وهاتف جديد وعاد،كانت هى نظفت الغرفتين واعادة تنظيمهم،وضع الحقائب من يده على الطاوله قائلا منبهرا : واااه واااه دا انتى طلعتى شاطره جوى روجتى وظبتى كل حاجه فى الحبه دول .
ابتسمت بحزن قائله : ماهى مرت عمى كانت ممرمطانى ومشغلانى عندِها خدامه واتعلمت كل حاجه،كانت تريح بناتها توديهم يتفسحو فى الاجازه كل سنه،وتعمل عاركه مع عمى لما يوافج لعمتى انها تاخدنى معها وهى جيالك .
ربط على ظهرها قائلا : معلش يا بتى خلاص معتروحيش اهناك تانى وعد منى معرجعكيش ابدا .
هزت راسها بالموافقه، وابتسمت ابتسامه هزيله، فهى خائفه عزمى لن يترك ثروتها بسهوله،ولن يصدق انها ستتركها له،قامت اخذت ما احضره ووضعته فى الثلاجه، واحضرت الافطار واعدت الشاى،تناولا الافطار معا وشرب عمري الشاى وقام قائلا : انا هنزل دلوك زمانتهم جاين، هشوف هما عايزين ايه وهيجولو ايه وبعد اكده هنتصرف، هتصل على التلفون ده عشان اطمن عليكى هكلمك على انك راجل فاهمه،ومتخفيش محدش بيجرب من السطح اهنا والعماير التانيه بعيده يعنى محدش هيشوفك .
هزت راسها قائله : حاضر ياعمى .
تركها ونزل بقى فى شقته ينتظرهم،كان متاكد من حضورهم رغم تاخرهم،وبالفعل بعد عدت ساعات دق جرس الباب،قام وفتح وعندما راهم امامه تصنع الدهشه قائلا : واااه ولاد اخوى ايه اللى جابكم اكده فجاءه ؟!
تفاجاء الاثنان من رد فعله، ودخلا الشقه واعينهم تتفحص المكان بحثا عن بهيره،تصنع الغضب قائلا : ايه يا واد انت وهو ده جلة الادب دى؟ ابوكو معلمكوش تسأذنو قبل لتدخلو الدار ؟
تنحنح شاكر قائلا : معلش ياعمى اصل احنا تعبانين جوى من الطريق، بدنا نرتاح بس شويه .
شعر فواز بالحرج قائلا : منقصدش ياعمى بس كل الحكايه ان السلم عالى هد حيلنا .
كان عمري يلاحظ نظراتهم التى تبحث عنها فى كل مكان،ولهفتهم للدخول للبحث عنها فى داخل الغرف، فتصنع عدم الفهم قائلا : وااه مالك ياواد اخوى انت وهو عما تتلفتو اكده ليه بتدورو على ايه ؟
تجلج شاكر قائلا : هاه معلش اصلى ... اه اصلى مزنجوج جوى وبدى ادخل الحمام .
اشار له على اتجاه الحمام قائلا : اهناك اهو وبدل ماتتلفت اسأل وانا هجولك .
اسرع شاكر ودخل الحمام واغلق الباب،ارد فواز ان يشغل عمه فى الحديث، كى يتيح الوقت لشاكر ليبحث عنها فور خروجه من الحمام فقال : مايجصدش ياعمى هو بس مستحى منك، خجلان يعنى، دى اول مره يجى عندك،واصلا لفينا كتير على ما عرفنا البيت .
عبس عمرى قائلا : ماهو ابوك ابو عجل تخين ده، لو جالى فى التلفون كنت روحت جابلتكم ووفرت عليكم اللف، انتو بردو ولاد اخوى .
فواز : معلش ياعمى اصلها سفريه جت مفاجأه اكده .
عمري : وياترى ايه اللى جابكم مفجأه اكده فى حد مات تانى ودفنتو منغير متجولو ؟
تلجلج فواز فهو لايعرف ماذا يقول،فهم لم يجدو لها اى اثر فى الشقه، خرج شاكر من الحمام ودخل الغرف وبحث بهم،التف عمرى واعطى ظهره للغرف كى يعطيه الفرصه ليبحث كيفما يشاء،اتى شاكر ووقف الى جانب فواز قائلا : معلش ياعمى هعمل مكالمة تلفون، اطمن ابوى اننا وصلنا واجولك احنا ايه اللى جابنا اكده .
عمري : براحتك ياواد اخوى البيت بيتكم،هعمل لكم كوبيتين شاى على ما ترتاحو، واطلب لكم غدى،انتوةخابرين انا لحالى ومعنديش حد يطبخ،وطبيخى عفش .
تركهم ودخل المطبخ وهو يراقبهم من بعيد،نظر شاكر الى فواز قائلا : ملجتهاش فى الاوض .
فواز متعجبا : راحت فين يعنى ملهاش مكان تانى ؟
شاكر : اكيد تاهت ومعرفتش توصل وشويه وتاجى .
فواز : طب كلم ابوى واسأله نعمل ايه ؟
هز راسه بالموافقه واخرج الهاتف من جيبه وطلب والده الذى كان ينتظر مكالمتهم متلهفا، اجابهم قائلا : ايوه يا شاكر جبتوها وراجعين ولا عمكم وجف لكم ؟
شاكر غاضبا : ملجنهاش اصلا مش موجوده ومعرفينش نجول لعمى احنا جاين ليه .
عزمى غاضبا : كيف يعنى ملجتوهاش راحت وين دى؟
جز شاكر على اسنانه قائلا : وانا اعرف منين مش دى اللى كنتو عايزين تدوزوهالى شوف بت اخوك راحت وين .
زاد غضب عزمى قائلا : سد خاشمك ده واكتم ماعيزش عمك يسمع بالحديت ده، وجوله انك جاى تشترى باجى الشوار بتاعاك انت وبهيره، يمكن تكون تاهت فى الطريق، وشويه تاجى عندكم خليكم لبكره .
شاكر وهو يجز على اسنانه : حاضر يابوى .
انهى المكالمه ونظر الى اخيه قائلا : هنفضل اهنه لبكره عشان نلاجى اللى حاطت راسنا فى الطين، ياولها منى بس اما الجيها، مهخليش فيها حته سليمه يولها منى .
فواز : طب اسكت دلوك عمك يسمعنا ويعرف الحجيجه، اسكت دلوك ولما نلاجيها ونروح يحلها ربنا .
كان عمرى يستمع الى كلامهم واشتعل غضبه،وكاد يخرج يضربهم ولكنه تراجع خوفا عليها من بطشهم،يجب ان يحميها لا يتسبب في اذاءها،اخذ لهم الشاي وضعه امامهم قائلا : مجلتش يعنى ايه اللى جابكم اكده على سهوه ؟
شاكر وهو يحاول ان يدارى غضبه : جاين نشتري شوار ليا انا وبهيره، اصل احنا هنتدوز بعد اربعين عمتى .
تعجب عمري قائلا : كيف ده يعنى هو مفيش عندكم حرمه للميت؟ عايزين تعملو فرح واختى لسه ميته ؟
شاكر : لاه ياعمى معنعملش فرح ولا حاجه، هندوز سوكيتى اكده متخافش .
عمري غاضبا : اه وبردك ابوك هيدوزهالك منغير ميجولى، ابوك عدى الحدود كلها ومخلاش اى حاجه، بس لما اجى البلد هيكون ليا كلام تانى معاه .
فواز : انت حر انت واخوك ملناش صالح احنا، بدى انام شوى تعبان من الطريق انام فين ؟
اشار الى الغرفه التى كانت بها بهيره قائلا : اهناك روح نام .
شاكر : انا كمان هدخل اريح وياه ياعمى .
عمري : ادخل يا واد اخوى اهو على ماتصحو يكون الوكل ده .
دخل الاثنان الى الغرفه،كان عمري ينظر عليهم بغضب شديد،فهو يعلم ما يدبرون للفتاه المسكينه،ولكن ما كان يقلقه ما يخططون له،وكيف يوقفه،خرج الاثنان من الغرفه ونظر شاكر الى عمه قائلا : جولى ياعمى هو فى حد كان جاعد وياك اهناه ؟
تفجأ عمري بالسؤال وظن ان بهيره قد نسيت شئ يخصها بالغرفه،فتحنح قائلا : حد جاعد معايا كيف يعنى تجصد ايه ياواد اخوى ؟
شعر شاكر بالخوف والقلق فى نظرات واجابة عمري،فقرر انه يحاول ايقاعه فى الكلام قائلا : تكون جت عندك يعنى .
فهم عمري انه يحاول ايقاعه فى الكلام،فنظر له غاضبا : انت هتجول ايه ياواكل ناسك بتتهم عمك بالزنا؟! انت شايف عمك راجل عفش عشان يعمل اكده؟ان مكنتش ضيف فى بيتى كنت علمتك الادب ياواد اخوى .
فهم شاكر ان عمه قد فهم قصده خطأ، وتيقن من داخله انه لايعلم شئ عن بهيره، فقال : لاه لاه ياعمى كيف افكر اكده، انا اقصد يكون حد بيجى ينضفلك الشجه،حد من صحابك بيجعد معاك شويه اكده يعنى،مقصديش حاجه عفشه لاسمح الله .
فهم عمري انه طمانهم بكلامه، فقد قصد ان يحول تفكيرهم لامر اخر كى يتأكدا انه لايعرف شئ عن بهيره، فقال : ماشى يا واد اخوى .
دخلا مرة اخرى الى الغرفه نظر فواز الى شاكر قائلا بصوت خفيض : بجولك ايه انا مجيليش نوم دلوك ماتيجى ننزل ندور عليها يمكن تايه فى الطريق،اهو لو لجيناها ناخدها من بره وعمى مايعرفش حاجه .
فكر شاكر قائلا : تصدج فكره زينه، ننزل حتى كمان نستناها عند العماره تحت، واول ماتاجى ناخدها ونمشى .
فواز : يلا بينا .
خرجا مره اخرى من الغرفه،تعجب عمري قائلا : وااه مالكم داخلين خارجين اكده ؟!
شاكر : ابدا ياعمى بس معرفينش ننام فهننزل نجيب شوية حاجات ونعاود .
عمري : استنو الوكل على وصول كلو لاول وبعدين انزلو .
فواز : تمام وماله بردك،بس لو جدامه كتير ننزل نجيب حبة حاجات على ما يجى .
عمري : لاه جاى خلاص هما عارفنى ومعيأخروش عليا الوكل،اجعد ياواد انت وهو اجعدو جولولى ايه اخبار البلد .
جلس الاثنان وبدأا يتحدثا معه
..........
انهى عزمى المكالمه مع شاكر، وجلس يفكر اين ذهبت بهيره،لو انها لم تذهب لاحد فى البلد، ولم تذهب ل عمري،اين تكون ؟ هل تكون تعرف احد اخر،فقال لنفسه : لاه بت اخوى متعملش اكده ابدا،تكون عملت فى نفسها حاجه،واااه تكون رمت نفسها فى الترعه ماهى معهاش فلوس هتسافر كيف يعنى ؟!
دخلت عليه رقيه وتعجبت لرؤيته يكلم نفسه قائله : وااه عتكلم نفسك، منك لله يا بهيره طيرتى عجل الردل .
نظر اليه عزمى بحده قائلا: ككجن لما يلخبطك ياوليه انت غروى كتك غوره .
رقيه بعبوس : وااه يعنى متخلعش عليك لما الجيك بتتحدد لحالك .
ضجر عزمى منها قائلا : بووه منك اسيبك وامشى يعنى جولتلك يا حرمه،بفكر عايز اعرف البت دى راحت وين، وهى معهاش حتى جرش واحد ولا معها خجله تلبسها .
جلست الى جواره وقالت بمكر : بنت فى سنها تخرج واحدها كيف الا لو كان حد غوها .
غضب عزمى ونهرها قائلا : سد خاشمك ياوليه انت بدل ماسدهلولك بجلوص طين، مره لسانها كيف العجربه، بت اخوى متعملش اكده ابدا،اصدج انها تقتل نفسها ولا انها تغضب ربنا،وبعدين يا دموسه انت هو فى راجل واحد راضى بيها كحرمه،ده ابنك مرضيش بيها عشان ملهاش منظر .
حركت فمها يمينا ويسارا ووضعت يدها على ذقنها قائله: صح فدى عندك حج بس معجول تكون رمت نفسها فى البحر .
نظر اليها عزمى وكانه اقتنع بكلامها قائلا : تصدجى صح مدام ملهاش اثر اكده ومراحتش عند اخوى تبجا موتت نفسها،بس احنا لو بلغنا الحكومه هتبجا فضيحه كبيره .
فكرت رقيه قائله : اجولك لو جم ولادك وملجيوهاش يبقا هى انتحرت، ومهنبلغش ولا حاجه انت تعرف دكتور الوحده، تخلص معاه وتخليه يطلع لنا شهادة وفاه،ونعمل لها عزا والموضوع يخلص .
عزمى رافضا : كيف ده طب وخالها وعمري هيسكتو كيف ؟
رقيه ماكره : خالها مجدور عليه هنجول انها اتغسلت واتكفنت خلاص ومحدش يفتح عليها الكفن .
عزمى : طب والجثه عنجبها من وين ؟
رقيه : وااه هى دى صعبه الممرض بتاع المستشفى، يجبلنا من المشرحه ايها جثه عندهم معرفينش لها صاحب، ناخدها وادينا هناخد ثواب دفنها كمان .
امسك عزمى ذقنه قائلا : تصدجى كلامك صح ونخلص من الموضوع .
رقيه : وحتى لو كانت حيه مامتتش معتجدرش ترجع اهناه تانى خلاص،مبجلهاش وجود اصلا .
نظر اليها عزمى منبهرا: ايه الدماغ دى ده انت ولا ابليس نفسه .
ضحكت قائله بتفاخر : ابليس ده ياجى ادرسله .
ضحكا الاثنان وقد عزم على ذلك .
اما بهيره كانت تجلس فى الغرفه كما امرها عمها،كانت تستمع الى كل مايدور عندهم،وعمها يتصل بها كلما وجد فرصه يطمأن عليهاويطمأنها،ظلت على هذا الحال حتى المساء، كان الوقت يمر عليها بطئ،وكانها تسير فى طريق مظلم ولا تعرف متى ياتى النهار،كانت كلما اغمضت عينها رأتهم يدخلون عليها وينهالون عليها ضربا،فتنتفض مكانها وتظل تلهث مرتعبه، وكأنها كادت تغرق فى بحرا هإج حالك الظلمه،وظلت على هذا الحال، حتى سمعتهم يخرجان مع عمها،وقتها فقط شعرت ببعض الإطمئنان، جلست مكانها وكانها اسيره تنتظر الحريه، دق باب غرفتها ورغم انها متاكده انه عمها،الا انها انتفضت وفزعت وتجمدت مكانها،لم تهدأ الا عندما سمعت صوت عمها يناديها قائلا : افتحى يابت اخوى اطمنى غارو خلاص وركبتهم العربيه كمان متخفيش .
تنفست بهيره وكأن روحها عادت اليها،وقامت فتحت له الباب دخل ونظر لها فوجهها شاحب وتحت عينها اسود فهى لم تنم بسبب الكوبيس التى تطردها .
تنهد قائلا : معلش يابت اخوى عارف انك كنتى خايفه، بس انا وعدتك ومعخليش حد منهم يمس منك شعره حتى لو كان فيها موتى .
بهيره : بعد الشر عنك ياعمى ربنا ما يجيب حاجه وحشه ابد .
جلس على طرف السرير واشار لها جلست الى جواره،ربت على ظهرها قائلا : بصى هما دلوك اتأكدو انك مش عندى،انا هتدلى على البلد،وهحكى لخالك كل اللى حصل واللى عملوه فيكى،وهجول انك كلمتينى وانا جيت اخدتك من اهناك،وهعمل جاعدة رداله ونحكم على عمك انك تعيشى معايا،وربنا ييسر الامور وعمك ميعملش مشاكل تانيه .
ابتلعت بهيره ريقها قائله: اللى تجولو ياعمى انا موافجه عليه وهعمله،بس انا مش هتدلى معاك؟
عمري : على عينى يابتى اسيبك اهنه لحالك، بس مجدرش اخدك وياى، الا لما اتفج مع خالك، ومينفع الحديت ده يكون بالتلفون،اول ما اطمن هبعت واد خالك ياخدك هو خبر البيت زين .
بهيره : طب وانا هروح اكده بخلجات الرداله دى ؟
عمري : لاه هنزل دلوك اشترى ليكى خلجات حريمى من اى محل جريب، عشان ماعيزش حد يعرف انك عملت اكده،انا خابر زين انك كنتى مجبره منها لله مرت عمك،شكلك تعبانه نامى دلوك وانا هنزل اشترى الخلجات وبكره ان شاء الله هتدلى على البلد .
هزت راسها بالموافقه تركها وخرج،نزل الى شقته فهو الاخر متعب،لم ينم جيدا كان خائفا من ان يكتشفو امرها،نزل اشترى لها الملابس الجديده وعاد الى شقته .
...........
فى المساء وصل شاكر وفايز الى منزلهم،كان عزمى ينتظرهم فى غرفته،فصعدا اليه دخل شاكر قائلا: ملجنهاش حاطت راسنا فى الطين والوحل هربت ومنعرفش راحت فين ؟
نظر اليه عزمى غاضبا : وطى حسك ومتتكلمش عن بت اخوى اكده،هى عمرها متعمل اكده ابدا،البت جتلت نفسها عشان متتدوزكش يافالح .
صدم شاكر من رده وتلجلج قائلا : كيف يعنى وفين جتتها ؟
عزمى غاضبا : رمت نفسها فى البحر وخلاص هندفنوها بكره بس محدش منكم يتحدتت مع حد لحد لما نعلنها ونجول للكل انت فاهم .
لم يفهم شاكر قائلا : لع مفهمش يعنى ايه هى ماتت ولا انت هتجول اكده ؟
زاد غضب عزمى وصرخ بهم قائلا : عنك مفهمت خدى ولدك وبعدى عنى دلوك يا رقيه بدل ما اجتلهولك .
اخذتهم رقيه وخرجت دخلت غرفة شاكر،نظرت اليهم قائله : افهم ياواكل ناسك انت وهو، بوك معايزش فضايح،لو هى هربت هتبقا فضيحه لنا كلنا، وكمان كيف تهرب لحالها وهى معهاش خلجات، فتشت خلجات اختك لجيتهم كاملين يعنى مهربتش، فأكيد هى موتت نفسها وخلصنا بجا، الموضوع ده مايتفتحش تانى مفهوم .
سكت شاكر وهو يشتعل غضبا قال فايز : طب وانت هتعملو ايه هتجولو انها انتحرت ؟
رقيه : لاه هنجول انها ماتت طبيعى ،من يوم ماماتت عمتها وانا جايله انها مرضانه،هجول ان التعب زاد عليها وماتت،وابوك هيجيب جته ونكفنها وندفنها وخلاص، والصحه تبعنا هنخلص معاهم .
شاكر غاضبا : طب وعمى هيسكت على اكده؟وخالها هو التانى مهيجولش اننا جتلنها ويعمل لنا مشاكل ؟
اخذت نفس وزفرته قائله : كل ده مقدور عليه ابوك هيحله ملكش انت صالح .
شاكر : وااه كيف يعنى هو جال ان البت هربت منى ومعيزاش تتدوزنى كانى حيوان انا .
رقيه : وهو انت معرفش انها رافضاك من الاساس؟ واننا كنا جبرينها عليك،بجولك ايه هى ملهاش شكل ولا منظر، بس انت كمان ضربتها بغبا خليتها مطيجاش فهمت .
شاكر : فهمت خلاص .
رقيه : هسبكم دلوك عشان ابوك يروح يشوف اللى هيعمله .
عادت الى غرفة عزمى كان يتحدث فى الهاتف،ظلت صامته حتى انتهى ونظر لها قائلا : يظهر ان البت موتت نفسها صح .
تعجبت رقيه قائله : كيف يعنى ؟
عزمى : كلمت دكتور الصحه عشان اجله يخلصلى الموضوع، جالى انهم لجيو دثه لبت فى البحر، بس ملامحها مش باينه الميه كلتها، فجولت اكيد تبقا هى، فجولتله ميجولش لحد معيزينش حديت عاد، هناخدها من سكات وندفنها وننهى الموضوع وخلاص .
رقيه : زين اكده الموضوع خلص لحاله .
عزمى :لما نخلص الاجرات كلها، هكلم عمري واجله عشان يجى يحضر الدفنه، وكمان عشان ميعملش مشاكل .
رقيه : زين اروح احضر الوكل للولاد زمانتهم جعانين .
تركته وذهبت وكل منهم متيقن انها ليست جثتها لكنهم مقتنعين انها قتلت نفسها وستظهر جثتها بعد فتره، وليس مهم اى جثه سيدفنون، المهم ان الامر ينتهى دون فضائح لهم .

الحلقة الرابعة

استيقظ عزمى وايقظ رقيه قائلا : جومى يا حرمه انت حضرلى الفطار على ما اتسبح'وطلعليلى شنطة الفلوس عشان اروح اخلص الورج .
نهضت قائله بنعاس : حاضر هحضره،والفلوس اهي عندك فى الدلاب خدهم .
واتجهت ناحية الباب لتخرج فنادها قائلا : طلعى لى خلجات نضيفه قبل لتنزلى .
رقيه : حاضر .
دخل هو الى الحمام فتحت الخزانه اخرجت الملابس،وبحثت عن حقيبة النقود، لكنها لم تجدها فقالت لنفسها : راحت وين الشنطه دى مفكراش'(بتذكر ) وااه ايوه افتكرت صح البت المخبله بهيره خدتها من عمها ودخلت اوضة شاكر تبقا لسها هناك .
اخرجت ملابس ل عزمى وذهبت الى غرفة شاكر فتحت دون اصدار صوت ودخلت تبحث عن الحقيبه' فتشت الخزانه لكنها لم تجدها'فبحثت تحت السرير' فوجدتها فامسكتها شعرت انها خفيفه'ففتحتها فوجدتها خاليه ففزعت قائله : واااه وين لفلوس اللى كانت اهنا ؟
استيقظ شاكر على صوتها نظر لها قائلا : عم تعملى ايه اهنا دلوك ؟
نظرت اليه بغضب قائله: وين الفلوس اللى كانت فى الشنطه دى يا واكل ناسك ؟
نظر شاكر الى الحقيبة وتعجب قائلا : شنطة ايه دى وايه اللى جابها اهنه ؟
فكرت رقيه قائله : يعنى انت متعرفش انها كانت اهنه ؟
نفخ شاكر قائلا: يعنى اطلع من خلجاتى جولتلك معرفش موعيتلهاش جبل سابج من الاصل .
سكتت قليلا وبحثت تحت السرير مره اخرى قائله : ووين الشنطه التانيه اللى جبتو فيها الخلجات ؟
قام شاكر غاضبا :هتكون وين يعنى تلجيها تحت السرير .
فكرت رقيه وجمعت الامور مع بعضها قائله : اكده بانت تبجا بنت الكلب بهيره هربت صح، سرجت الفلوس وهربت بيها .
صدم شاكر قائلا : كيف يعنى انت مش جولتى انها معهاش خلجات ولما فتشتى خلجات سماح لجتيها منجصاش حاجه ؟
نظرت بحقد وغل قائله : صح بس فاتنى خلجات انصاف كلها دوه كنت راكنها انجى منيها الزينين واطلع الباجى .
نظر لها بغضب : تجصدى انها هربت ومموتتش نفسها طب راحت وين ؟
اخذت نفس وزفرته وجزت على اسنانها قائله : عمك عمرى مفيش غيره بس هو عارف انكم متهملوهاش ولو وجف لكم هتحصل عاركه بنتكم فخبها لحدت ممشيتو وبعد اكده عيجبها وياجى يعمل جعدة رداله ويخادها ويهزج ابوك جدام الكل .
زمجر شاكر قائلا : وااه واحنا هنسكت ده انا كنت ادفنها ولا اهملهاش تهزج ابوى مش كفايا حطت راسنا فى الطين .
ابتسمت ماكره : صح اكده يبجا ملهاش الا الكتل،اسمع انت تدلى على اول الطريق مكان ما بتجف العربيات اللى جايه من مصر، وتتطلع للعربيات واول ماتشوف عمك وهو جايبها معها، تجرها من شعرها وتاخدها، وخد معاك اخوك عشان يشغله عنك وينتهى الموضوع ومحدش يعرف حاجه انت فاهم .
شاكر : طب وعمى هيسكت ؟!
نظرت بخبث قائله: ملكش صالح بيه سيبه وهو مهيجدرش يعمل حاجه، طلما اخدتها منه يبجا خلاص الكلام خلص .
شاكر : طب وابوى هيبجا عارف بالحديت ده ؟
رقيه : هنعرفه بعد مانخلص،هى حاطت راسنا فى الطين وملهاش عندنا الا الكتل،والفلوس انا هتصرف فيها .
خرجت وعادت الى غرفتها اخرجت نقود من خزانتها كانت تخبأهم، ووضعتهم فى الحقيبه وتركتها على السرير بجوار الثياب،ونزلت لتعد الافطار .
.........
صعد عمري للغرفه التى بها بهيره،دق الباب كانت نائمه فزعت من صوت الباب، وقامت اقتربت من الباب تنصت للصوت،قال عمري : وااه يابت اخوى انت لساكى خايفه افتحى جايبلك الخلجات .
ابتلعت ريقها واطمأنت انه عمها ففتحت الباب قائله : معلش يا عمى اصل كنت نايمه واتخلعت من صوت الباب .
دخل عمري اعطها الملابس وجلس قائلا : تعالى اجعدى يابت اخوى بدى اجولك كلمتين .
اخذت الملابس وجلست الى جوره نظر لها قائلا : انت اكيد متعجبه انى سبتك تنامى لحالك اهنه امبارح،بس انا خوفت يكونو بيلعبونا واول ما تنزلى يجو ياخدكوى،انا جولت واوضحلك بس،هتدلى دلوك على البلد وربنا يسهل، متخفيش ماههملكيش لهم ابدا،بس لما يجى واد خالك معايزهوش يشوفك بلبس الرداله ده فاهمه ؟
هزت راسها قائله : فاهمه يعمى ماتخفش .
وقف عمري قائلا : طب هنزل عشان الحق اليوم من اوله وهحدتك فى التلفون .
بهيره: وانا كمان ياعمى هحدتك اطمن عليك كل شويه بس مش هتفطر الاول ؟
عمري : لا ماعيزش افطر، انا بس جيت اخبرك الحديت ده،ومعيزش حد يعرف منهم انك ادليتى لحد اهنه لحالك فاهمه ؟
بهيره : متخافش ياعمى، بس الله يخليك متهملنيش لهم تانى، انا مجدراش اجعد معاهم تانى .
ربط على كتفها قائلا : متخفيش مههملكيش لو فيها موتى .
وتركها وخرج ولمعت عيناه ونظر متوعد وهو يقول فى عقله: دى فرصتى عشان اخد حجى منيهم، زمان هما هددونى، لكن دلوك انا اللى همسكهم من رجبتهم،اغلب الارض الزينه كلها بتاعتك، ولما تبجى وياى هتبجا تحت يدى، يعنى هما اللى هيبجو تحت رحمتى،ويوليهم منى .
اتجه الى موقف الحافلات وركب الحافله،كان شارد الذهن حتى انه لم يلاحظ ترنح الحافله،وصراخ الركاب على السائق بسبب نومه اثناء القياده .
..........
بعد عدت ساعات عاد عزمى الى المنزل وهو غاضب جدا،صعد الى الغرفه ولحقت به رقيه دخلت واغلقت الباب قائله : مالك متضايج ليه اكده ؟
جز على اسنانه قائلا :اعوذ بالله الطمع عما جلوب الناس، دكتور المركز مرضيش يسيب حاجه، خد الفلوس كلاتها وجال لسه هيراضى العساكر والخفر بس هما يكافو .
رقيه : واااه خد المية الف كلهم ؟
ضجر قائلا : حاجه تجرف، المهم خلاص هيغسلوها ويجبوها اهنه بعد شويه، جهزى حالك وانا هكلم عمري .
رقيه : طب وخالها عتجلو كيف ؟
قال متذكرا : وااه كنت ناسيه ده .
فكرت قائله : انت لما كنت هناك مش كنت عامل جدامهم انك حزنان على البت .
عزمى : ايون امال اجنعتهم انهم يدواهنى اكده كيف، الفلوس دى بس عشان ميطلعوها وجتى منغير محضر .
رقيه ماكره : طب كلم التمرجى وجوله ان جالبك وجعك على البت جوى، وانك مجدرش تروح تجول لخالها انها موتت نفسها،وخليه هو يجوله، وفهمه انها عملت اكده عشان عاشجه واد خالها، ولما رفضها كسر جلبها، وعشان ترد كرامتها وفجت على شاكر،لكن مجدرتش تكمل، جلبها متحملش انها تعيش مع واحد وهى عاشجه غيره فجتلت نفسها .
فكر عزمى قائلا : طب ولو ساله هو عرف الكلام ده من وين يجلوه ايه.
قالت بمكر : جوله اننا لقينا ورجه البت كاتبه فيها الكلام ده، واننا معيزينش نفضحو البت كفايا انها ماتت منتحره.
انبهر عزمى قائلا : ايه ده انت غلبتى ابليس زاته جبتى الفكره دى من وين؟ ده اكده معيفتحش خاشمه نهائى .
رقيه بتفاخر : مش اكده وبس لاه ده كمان هيبجا حاسس بالذنب ويانب نفسه وكانه هو اللى جتالها هو وولده .
زاد انبهاره قائلا : وااه صح محدش يجدر على كيد الحريم .
ضحكت بخبث امسك هاتفه واتصل بتمرجى الوحده وفعل ما قالت،وبعدما انهى معه المكالمه اتصل بعمرى لكنه لم يسمع الهاتف،فاعاد الاتصال مره اخرى، فنبه الشخص الجالس بجوار عمري قائلا : تلفونك بيرن يابلدينا .
فنظر لها عمري وهز راسه قائلا : متشكر .
وامسك الهاتف ونظر به وتعجب من اتصال عزمى فاجاب قائلا : اهلا ياعزمى فى حاجه ؟
عزمى وهو يتصنع الحزن : بت اخوك بهيره تعيش انت .
عمري بعدم فهم : اعيش انا كيف يعنى ؟
تضايق قائلا : وااه يا واكل ناسك بجولك البت ماتت ايه مش واضحه دى ؟!
غضب قائلا : هى وصلت لكده بتموتو البت بالحيه كيف ماتت وهى حداى؟
صدم قائلا : حداك كيف يعنى ؟
عمري بحده : البت وايى من يوم مخرجت، بس انا كنت خابر انك باعت ولادك عشان يخدوها فدستها منهم، وانا جاى دلوك وهفرج عليك الخلج كلهم .
وانهى معه المكالمه وهو غاضب جدا،ويفكر ماذا يفعل هل يعود ويجلبها معه،ولكن هذا سيأخره كثيرا،ففكر ان يتصل بخالها ويخبره بالامر،ويطلب منه ان يرسل ولده لاحضارها، وامسك هاتفه ليتصل فاذا بالحافله تترنح وتنقلب،يقع عمري منها وتنقلب الحافله مره اخرى وتقع فوقه،وتنقلب مره اخيره وتنفجر بعدها ويموت كل من بها،البعض محروقا والبعض الاخر بسبب اصابته .
انهى عزمى المكالمه مع عمري واستشاط غضبا،ونظر الى رقيه التى لم يرى على وجهها اى تعجب فزمجر قائلا : انت كنتى عارفه يا حرمه انت البت هربت وراحت عند عمرى .
ارتعبت رقيه من شدة غضبه وابتلعت ريقها قائله : لاه احنا خمنا اكده لما ملجناش الفلوس فى الشنطه الصبح،بس مرضتش اجولك واحملك هم زياده .
هجم عليها وكاد يضربها لولا انها نزلت عند قدمه قائله : احب على رجلك اسمعنى الاول وبعدين اعمل اللى يعجبك .
قبض على يده وجز على اسنانه قائلا : جولى وياويلك منى لو معجبنيش كلامك عدفنك مكانها .
وقفت وهى ترتعد وقصت عليه ماحدث ففكر قائلا : عشان اكده مشايفش حد منيهم من الصبح .
نظرت اليه نظرات خائفة وقالت : منا جولت اتسرف يعنى كفايا عليك اللى انت فيه .
فكر قائلا : تمام اللى عملتيه هو الصح،بس تنبه على ولادك لو عدت منهم عدفنهم مكانها، انت فاهمه معايزش فضايح فى البلد .
هزت راسها بالموافقه قائله : طب والدفنه اللى جايه والعزا عتملو فيهم ايه ؟
نظر لها باصرار قائلا : هدفنها جبل لاياجى ومعيزش حد يعرف بالحديت ده فاهمه، وعايزك تبانى جدام الكل حزينه على البت وكانها بتك فاهمه .
ابتلعت ريقها قائله : حاضر .
تحركت نحو الباب مسرعه لتخرج من امامه فقال : اسمعى نبهى على ولادك يجيبو عمري مع البت عشان اصفى حسابى معاه لاول .
فقالت : حاضر .
وخرجت مسرعه كلمت ابناءها واخبرتهم بكل ماحدث، وقام عزمي بمراسم الدفن وكانه لم يسمع شئ من عمري، وبعدما انتهى رن هاتفه من رقم عمري فابتعد عن الناس قليلا واجاب قائلا : ايوه يا عمري عايز ايه تانى ؟
الهاتف : حضرتك تعرف صاحب التليفون ده ؟
تعجب قائلا : ايوه اعرفه ليه ؟
الهاتف : انا اسف البقاء لله صاحب التليفون مات فى حادث مينى باص .
صدم قائلا : وااه كيف ده يعنى ؟
الهاتف : للاسف من شويه العربيه اتقلبت وكل اللى فيها ماتو وياريت حد يجى يستلم الجثه .
صمت للحظات وقال: محدش بجى من العربيه دى ؟
الهاتف : للاسف كلهم ماتو ولسه هندور على اهليهم .
انهى معه المكالمه وصمت للحظات واقترب من الناس وبدأ يتصنع الحزن والبكاء وهو يقول : هملتنى ليه ياواد ابوى اعمل ايه ودلوك بجيت لحالى ياسوادى هى مالها الاحزان جايه وراى بعضيها ليه ؟
فاقترب منه احد الرجال قائلا : فى حاجه حصلت تانى ؟
تصنع البكاء اكثر قائلا : عمري مات ولسه مكلمنى هروح استلم جثته مات فى حادثه وهو داى على الطريج .
وتركهم واسرع الى منزله اتصل باولاده واخذهم ليذهب الى مكان الحادث .
..........
كانت بهيره فى غرفتها منذ ان تركها عمري،تتحرك فى الغرفه بقلق شديد وخوف منتظره اتصال منه ليطمأنها،وعندما تاخر اتصاله بها قررت ان تتصل به،فطلبته على الهاتف لحظات واجاب شخص اخر قائلا : ايوه حضرتك تعرف صاحب التليفون ده ؟
اجابت قائله : ايوه اعرفه هو التليفون ضاع منيه ؟
الهاتف : للاسف صاحب التليفون عمل حادثه ومات، واتصلنا بأهله عشان يجو يستلموه، لو تعرف حد منهم ياريت تستعجلهم قبل الدنيا ماتضلم .
بهيره بعدم تصديق : لااااه مماتش لااااه كيف يعنى يهملنى هو جال ميهملنيش، لااااه مماتش انت فاهم غلط ادهونى اكلمه احب على يدك .
الهاتف : لا حول ولا قوة الا بالله انا اسف جدا ربنا يصبرك .
وقع الهاتف من يدها وانهمرت الدموع من عينها وانهارت على الارض وهى تنتفض وتصرخ بصوت مكتوم: لااااااه لاااااه بووووووه بووووووه اروح وين واجى منين هملتنى ياعمى هملتنى انت كمان طب اعمل ايه انا دلوقتى اروح لمين اااااااااه ااااااااااه .
وانفجرت فى البكاء وظلت هكذا حتى خارت قوها وغلبها النوم، رات نفسها فى غرفتها، ترتدي فستان جديد ويبديها رائعه، وشعرها منسدل على ظهرها، وتجلس على طرف سريرها تبكى،اتت والدتها التى تشبها كثيرا،وجهها مضئ ترتدى جلباب ابيض جميل، جلست الى جوارها ربطت على كتفها قائله : اكده يا بهيره ده اللى علمتهولك مش جولتلك يا بتى الصبر عند الصدمة الاولى ووعيتك اننا لازم نتبع سنة النبى ( عليه الف صلاة وسلام ) .
بهيره ببكاء: مجدراش يا امى جلبى وجعنى جوى نار جواى معرفهاش اهديها اعمل ايه ؟
مسحت دموعها بيدها قائله : اطلبى الصبر من ربنا يابتى هو واحده اللى جادر يساعدك،هو وحده جادر يشيل حملك ويخفف عنك .
ازدادت فى البكاء قائله : اه يا اماايى بجيت وحيده فى الدنيا من بعدك انت وابوى، مخدتنيش وياكى ليه؟ هملتينى اهنه ليه الدنيا عما تلطش فيا يمين وشمال، وانا خلاص مجدراش خدينى معاك يا امااى .
مسحت على شعرها وربطت على ظهرها قائله : انت لسه صغار والدنيا جدامك متجوليش اكده، وادعى ربنا هو وحده جادر يابتى يخفف عنك ويدبر امرك،اوعاكى يابتى تيأسى من رحمة ربنا، ده ابتلاء ولازم نصبر ونحتسب مش ده اللى اتعلمتيه ولا ايه ؟
ابتلعت ريقها ببكاء قائله : ونعم بالله ونعم بالله ادعيلى يا امااى يخفف عنى، ويبرد نارى ادعيلى وجولى لابوى يدعيلى هو كمان .
ابتسمت ومسحت على شعرها قائله : دعيالك يابتى وجلبى راضى عنك، وابوكى كمان مات وهو راضى عنك، واللى ابوه وامه يرضو عنه، الدنيا بكل جوتها ماتجدر تهته، علجى جلبك بربنا وهتلاقى الخير كله يابتى .
هدأت قليلا قائله : ونعم بالله يا اماى ونعم بالله .
فتحت عينها ونظرت حولها وعلمت انه كان حلم، ظلت تردد ونعم بالله وقامت دخلت توضأت وافترشت المصلى، ووقفت بين يدى الله تبكى وتتضرع اليه وتطلب منه العون والصبر،وظلت هكذا حتى سمعت صوت اذان الفجر، شعرت براحه وكأن النار التى بداخلها قد هدأت،صلت وجلست تدعو الله وتستغفر وتطلب منه العون .
..........
استيقظ عزمى وايقظ رقيه قائلا : جومى يا حرمه حضرلى الفطار على ما اتسبح .
قامت وهى نعسانه وتحركت نحو الباب فناداها قائلا : رقيه تعالى جربى اهنه .
فالتفت ونظرت اليه وظلت مكانها،فنظر اليها قائلا : انا خابر انك زعلانة منى بس انت خابره انى مجصدتش ازعلك .
نظرت اليه بعتاب قائله : انت خلعتنى، من يوم ما ادوزنا وعمرك مارفعت يدك على، يعنى ترفعها واحنا فى سننا ده ؟
ابتسم قائلا: سن ايه بس احنا لسنا شباب، وبعدين انت عجبتينى طلع دماغك دى جامده، فمتزعليش عاد .
ابتسمت قائله : خلاص مزعلانش انا اجدر .
ضحك قائلا : طب يلا روحى صحى ولادك يستعدو، عندينا يوم طويل،بالعافيه امبارح على ما اجنعتهم يدونى دوسته عشان نتوايه ونخلص، ومبجاش حد له حاجه عندى، الموت هو اللى طلعه من تحت يدى .
ضحكت بشماتة الانتصار قائله : خلاص بجا ربنا خلصنا منيهم ولا وسخناش يدينا بدمهم،نعمل الواجب ونعملهم العزا اللى يليج بينا وخلاص .
نظر لها باعجاب قائلا : صح اكده، يلا روحى صحى ولادك على ما اتسبح، وكلمى بتك سماح تعاود كفايا عليها اكده، فى عريس داى ليها، وانا اجلت الموضوع على ما العزا والحزن ده يخلص .
فرحت قائله : عريس زين اكده ؟
عزمى متفاخرا : واااه امال، واحد من كبرات البلد بس ربنا يهدى بتك وتوافج، ومتعملش زى المره اللى فاتت، وتنشف دماغها المره دى مهوافجش على دلع البنته ده .
رقيه : لاه متخافش انا هجنعهالك واخليها توافج .
تركها ودخل الى الحمام وذهبت الى غرفة شاكر ايقظته قائله : جوم ياشاكر جوم ياولدى، عشان تلحق تاكل لجمه انت واخوك جبل لاتنزلو للدفنه والعزا .
اجاب ناعسا: ماعيزسش انا تعبان وجفين امبارح طول اليوم على رجلينا، سبينى ارتاح شوى .
غضبت قائله: جوم لازم تجف النهارده وتبين وسط الناس جد ايه انك حزنان، عايزه الكل يتكلم على حزنك عليها .
افاق من نعاسه قائلا : ليه يعنى هى كانت حرمه دانا ربنا نجانى منيها الدوازه دى .
نظرت اليه بمكر وخبث قائله : افهم ياواكل ناسك، انا عايزه كل بت فى البلد تحلف بوفاءك لبت عمك اللى كنت هتتدوزها، وكل بت تتمنى انها تتدوزك، عشان لما نروح نخطبلك بعد فتره تبجا العروسه هى اللى هتتجنن عليك، وانا ديابلك عروسه ايه كل الشباب بيجرو ورها، هخليها هى اللى تتمناك .
اعتدل فى جلسته ونظر لها منبهرا وهو يرقص حاجبيه: لو اكده بجا لاه دانا هجهر جلبى عليها وجلبهم معايا كمان .
ضحكت قائله : طب يا ناصح، همشى انا دلوك وروح انت صحى اخوك واتسبح واجهز .
وخرجت ونزلت الى الاسفل اعدت لهم الافطار، نزل الثلاثه وجلسو لتناول الافطار، نظر عزمى لشاكر قائلا : بعد كام يوم ابجا خد اخوك وروحو شجة عمك، شوفو لو فيها حاجه مهمه هاتوها وتعالو زين .
شاكر : ولزومه ايه ده يا بوى دى شجه متأجره يعنى ملهاش عازه .
فايز : صح يابوى هنضيع وجت على الفاضى خليها لما نبجا نفضا .
عزمى : خلاص وجت ماتفضو ابجو روحو، معزينش ورجه اكده ولا اكده تعمل لنا مشاكل .
شاكر : حاضر يابوى .
عزمى : صح رقيه لما تاجى الحريم بلاش تعاملى نواره معامله عفشه متركبيناش العبيه .
عبست قائله : ليه يعنى تطلع مين دى عشان تعمل لها حساب اكده ؟
غضب عزمى من ردها قائلا : دى صاحبه ميه وخمسين فدان ارض، يبجا تتعامل باحترام فهمتى،وكمان هى اشتكت انك عاملتيها عفش فى موتة انصاف، وده ميصحش .
اخذت نفس وزفرته وقالت بضجر : حاضر هعاملها زين .
عزمى محذرا: لاه تعامليه احسن معامله معيزش شكوى تانى فاهمه .
هزت راسها بالموافقه تركهم وقام قائلا : انا هتدلى على المستشفى عشان الغُسل خلصو اكل وحصلونى .
شاكر : حاضر يابوى .
تركهم وذهب كان يبدو على رقيه الغضب فقال شاكر : انت ايه مزعلك فى حديت ابوى ؟
رقيه بغضب : ايه نواره دى بت الكلاف كمان اللى هعاملها زين؟ واهتم بيها ايه يعنى ميه وخمسين فدان هى هتنسا اصلها.
ابتسم شاكر قائلا : طلما بجا حداها ارض كتير، تنسا كل حاجه متزعليش ابوى، بدل ماتحلا فى عنيه هى وارضها .
صكت وجهها قائله : واااه يامرارى ايه اللى بتجوله ده ياولدى، جوم غور انت واخوك وجفل على الحديت الماسخ ده،جال تحلى فى عنيه جال .
وقف فايز قائلا : هى من ناحية الشكل جمر منور،يعنى تحلا فى عين ايه رادل .
نظرت اليه بغضب وقبل ان تنطق امسكه شاكر من ذراعه وتحرك مسرعا وهو يقول : يلا بسرعه يا واكل ناسك هى ناجصه بتولعها زياده .
خرجا الاثنان بسرعه وهما يضحكان على غضب امهم وغيرتها،نظرت عليهم رقيه بغضب متوعده : بجا اكده يبجا لازمن افكرك باصلك يا نوراه، بس مش اهنه فى الموته ليكى روجه،بس مش دلوك.
ودخلت الى المطبخ لتجهز الطعام للمعزين .
........
مرت عدت ساعات على بهيره وهى تجلس مكانها تدعو وتستغفر حتى شعرت براحه وطمانينه،حاولت ان تتحرك من مكانها وتقف لكنها شعرت بدوخه وهبوط شديد،تذكرت انها لم تتناول طعام منذ يومين،تحاملت على نفسها وقامت اعدت شطريتين وكوب من الشاى وجلست تتناولهم،كانت تبتلع الطعام بصعوبه شديده فهى لاتشتهيه ، ولكنها يجب ان تاكل لتستطيع الحركه، كانت تشعر بمراره فى حلقها،فكل ما مرت به من الالام اصعب من تحملها فهى ماتزال فى السابعه عشر من عمرها،ولكنها تشعر انها شابت قبل اونها، انتهت من الطعام وجلست تفكر ماذا تفعل واين تذهب هل تبقى فى هذه الشقه ام تذهب منها،بدات تحدث نفسها قائله : مخبراش اعمل ايه لو مشيت من هنا اروح فين،وخايفه يجاو يدورو عليا اهنه،يارب دبرنى واعيش منين وكيف اعيش لحالى اكده ؟
تذكرت النقود التى اخذتها من الحقيبه خبطت على جبينه قائله : واااه كيف نسيتهم دول كانهم مبلغ كبير، ده انا حتى من ربكتى نسيت اخبر عنهم عمى الله يرحمه (اخذت نفس وزفرته) الحل الوحيد افضل مكانى، وعلى حالتى دى ولو حد منيهم جه يدور على اهرب بسرعه جبل لايشوفنى صح هو ده الحديت .
بقيت بغرفتها لمدة ثلاث ايام دون ان تخرج حتى للسطح امامها، كانت تراقب المكان من خلف النافذه، بدأ الطعام لديها ينفذ وهى خائفه من ان تخرج،فكرت ان تخرح بملابس الرجال،وبعد تفكير طويل لم تجد حل اخر،فأرتدت احدى الاطقم التى معها وكان لها غطاء راس وضعته فوق راسها، ونزلت احضرت اشياء تكفيها لعدت ايام، مر اسبوع لم تخرج من غرفتها مره اخرى، تتابع فقط وتنتظر المجهول،فهى لا تعرف مكان اخر تذهب اليه، سمعت صوت وحركه فى شقة عمها مما ارعبها وملاء عقلها بالظنون،هل هو احد ابناء عمها اتا للبحث عنها،ظلت بغرفتها دون اصدار اى صوت،حتى رأت شخص اتى الى السطح ويقترب من غرفتها .
ارتعبت وزادت ضربات قلبها وكادت تتجمد من الخوف، دق باب الغرفه قائلا : ... يتبع سجينة توب الرجال الحلقة الخامسة أضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent