Ads by Google X

رواية ملاك الأسد الفصل الخامس والثلاثون 35

الصفحة الرئيسية

 رواية ملاك الأسد البارت الخامس والثلاثون 35 بقلم اسراء الزغبي

رواية ملاك الأسد الفصل الخامس والثلاثون 35

أسد محاولا الهدوء: هوووش .. أنا هفهمك كل حاجة .. أنا ..
صمت لا يعرف ما يقول ... قربها يسبب البلاهة دائما .. شرد بها يتأمل وجهها البرئ الساحر .. تذمر بخفوت عندما وجدها لا تنظر له منذ دخوله ..
وأخيييرا نظرت له

كانت تنظر للأرض بعصبية .... انتظرته ليكمل حديثه لكنه ظل صامتا ..... رفعت رأسها بغضب وهى على وشك توبيخه ..... ما هذا الجمال ؟!

شردت به وبملامحه الجميلة .... شعرت بدقات قلبها تعلو وتعلو ... تعرفه ... متأكدة أنها تعرفه ... لكن كيف لا تعلم ... أيعقل أنه زوجها كما قالت تلك السيلين

ظلت شاردة به لم تعلم متى تحولت نظراتها المعجبة إلى عاشقة ... تأملت ملامح وجهه وهى متأكدة أنها ليست المرة الأولى تتأمله .... هدأت أنفاسها ونست كل ما حولها عداه هو .... ارتفعت دقات قلبها عندما ابتسم بجانبية حتى كادت تقسم أنه سمعها .. يا الله

أفاق من شروده على شرودها ... ابتسم بخبث وجانبية .... بدأ سحره يؤثر عليها .... يعلم حتى لو نسته لن تنسى شعورها تجاهه .... اقترب منها ببطئ مستغلا حالة اللاوعى التى هى فيه

وضع يده على وجنتها يملس عليها بهدوء وعشق ... مازالت ناعمة مثلما تركها .... زفر براحة يشعر أن كل شيء كما هو .... لم يتغير مهما مرت السنون

ظل يملس بنعومة تماثل نعومة بشرتها لتغمض عينيها مرغمة وتتنفس بصعوبة وعشق ... لا تعلم ما يفعله بها .... أقل حركة تشعل كيانها .... كيف يطغى حضوره هكذا ؟!

اقترب منها أكثر وأكثر وبدأت يده الأخرى تتحرك ناحية خصرها .... تمسك بها لتحمد ربها ... لو لم يمسكها لكانت وقعت ... تشعر بساقيها كالهلام لا يستطيعان حملها أكثر

اقترب بوجهه منها ... لن ينتظر لتتذكره ... يكفى شعورها لتتقبله .... ابتسم بحب عندما رآها ساكنة بأحضانه كالقطة الناعمة

لم تتبقى مسافة تذكر بينهما ... كاد يقبلها لكن أفاقا على شهقة خافتة

نظرا لصاحبة الشهقة ليزفر بغضب

أسد بخفوت لا يسمعه أحد: آاااه يا بنت ال .... والله لأوريكى يا سيلين

شعر بشيء ينكمش على صدره .... تطلع إليه ليرى ملاكه تدفن رأسها به بخجل شديد
ابتسم باتساع وبلاهة .... لازالت تحتمى منه ومن الجميع به وحده

أفاق للمرة الثانية على حمحمة خفيفة من تلك السيلين ليزمجر بغضب

أسد بغضب: ما إنتى متلقحة واقفة من الصبح جاية تتكسفى على الحتة دى .... مش قادرة تصبرى

سيلين بخجل: احم احم أنا ... أنا مستنياك برة فى أوضة الجلوس

خرجت مسرعة بخجل ... نظر لملاكه ليجدها ترمقه بنظرة حارقة

ابتعدت عنه وربعت يديها أمام صدرها

همس بغيرة شديدة: ممكن أعرف يعنى إيه مستنياك برة دى .... وهى مالها بيك .... إنت جوزى ولا جوزها يا بيه

شعر بقلبه يقفز فرحًا ... لم يتوقع أبدا أن تتقبله بتلك السهولة ... الواضح أنه سيشكر سيلين كثيرا ... وعند تلك الفكرة اتسعت ابتسامته بخبث أكثر وأكثر وهو يستشعر غيرتها ... قرر اللعب قليلا والاستمتاع

أسد بمكر: عادى ... أمال هتستنى مين ... أصل أنا وسيلين قريبين من بعض أوى أوى ... إنتى ما تعرفيهاش بس لازم أعرفك عليها ... هتحبيها زى ناس كتير

همس بغيرة وصراخ: نااااس ... ناس مين

أسد بابتسامة خبيثة: ناس بقى وخلاص .... وبعدين مالك صدقتى إنى جوزك على طول ... إيه كنتى فاقدة الأمل إنك تتجوزى للدرجة دى ولا القلب دق

همس بارتباك محاولة الهدوء: ها ... لأ عادى .. عادى يعنى هى ... هى بس ورتنى صور فرحنا وكتب الكتاب ف..... فصدقت

ثم أضافت بانفعال لتخفى به ارتباكها: وبعدين إيه فاقدة الأمل دى

أسد بخبث مقتربًا منها: معلقتيش يعنى على القلب دق ... ولا عشان دى حقيقة فعلا

ارتبكت بشدة سواء من قربه أو كلماته المعسولة ... التى وللعجب أحبتها كثيرا !

همس : ولا قلب دق ولا حاجة .... وبعدين لو دق فعلا كنت هاجى معاك

رفع إحدى حاجبية يجيب بفظاظة: نعم يا روح أمك

همس بعصبية: متشتمنيش ... وزى ما فهمت مش هروح معاك فى حتة
**
خرجت سيلين مرتبكة وخجلة بشدة .... حمدت ربها أنها فرت من بين يدى ذلك الأسد

نظرت خلفها كأن شحص مخيف يلاحقها حتى اصطدمت بأحد ما بعنف لتقع فوقه على الأرض

مراد بتأوه وألم مغمض العينين: آااااه يا ولاد الجزمة ..... أنا ناقص كسر أكتر

فتح عينيه ببطئ ليرى من فوقه .... ما إن أبصرها حتى فتحهما على وسعهما كمن يريد إدخالها فى عينيه

مراد بتسبيل: يلهوى على الجمال .... لا إنتى اكسرى براحتك وأنا هجبس

سيلين بخجل تحاول النهوض من عليه: أنا آسفة مش قصدى

وضع يده بسرعة على خصرها ليمنعها لتشهق من حركته

مراد ببلاهة وهو يقرب رأسه أكثر : دا أنا اللى آسف ... وأمى آسفة ... وأبويا آسف .. وعيلتى كلها آس ... آااااه

صاح بألم عندما ضربته على صدره بعنف فتقوم بسرعة

سيلين بخجل وعصبية: احترم نفسك يا أستاذ .... إيه قلة الأدب دى ..... والله تستاهل اللى أسد عمله فيك

مراد لنفسه: اتفضحت يا مراد

مراد بحمحة : احم احم .... على فكرة إنتى فاهمة غلط

رفعت حاجبها الأنيق تنظر له بتهكم واضح

مراد وهو يقوم: أيوة غلط .... إحنا كنا بنتدرب بس

سيلين: بتدربوا على الملاكمة صح

مراد بابتسامة غبية: أيوة صح عرفتى إزاى

سيلين بسخرية: أصل شايفة كيس الملاكمة قدامى

قالت جملتها مبتعدة عنه لتذهب لغرفة الجلوس منتظرة خروج أسد والصغيرة

مراد بغباء: قصدها إيه

سرعان ما أدرك قصدها ليقول بصدمة: نهار اسوح ... دا إنت اتحط عليك من الكل ... بقى أنا كيس ملاكمة

قال جملته ثم ذهب .... جلس أمامها يشيح بوجهه عنها عاقدا ذراعيه بكبرياء ينافى وجهه المحمر والمزرق وتلك الدماء فى وجهه

نظرت له بطرف عينها لتضحك بداخلها على شكله الطفولى البحت ..... كان كمن غضب من والدته ومنتظر أن تأتى لتصالحه بنفسها
**
فى الغرفة

أسد بابتسامة غامضة: عادى خليكى هنا وأنا كدة كدة هقعد هنا شهر أو اتنين فى فيلتى مع .... سيلين

شهقت بطفولية تضع يديها على فمها وتنظر له بعيون متسعة

ابتسم بخفوت وعشق عليها

همس بتراجع: أنا ... أنا فكرت وقولت يعنى إنى ... مينفعش يعنى إنى إكون هنا وإنت .... وإنت ...

ظلت تحاول إيجاد الكلمات ولكنها لم تستطع لتزفر بقلة حيلة تخفض رأسها بحزن

صدمت بيد تمسكت بيديها بنعومة ستقتلها يوما من جمالها

رفعت رأسها ببطئ لتجده ينظر لها بحنان شديد ... لم ترى نظرة الحنان تلك من قبل ... أقسمت أنها لن ترى ما يماثلها أبدا ... فهو ينفرد بها كما ينفرد بغيرها

أسد بحنان شديد: إنتى مش محتاجة كلام عشان أفهمك يا ملاكى .... إنتى بس بصيلى فى عينى وامسكى إيدى

قال آخر جمل وهو ينظر ليديهما المتشابكتان ليجدها تضغط بتلقائية على يده

نظر لها بابتسامة ثم لشفتيها

اقترب بهدوء فأغمضت عينيها بخجل منتظرة إياه

استمرت طويلا حتى انقطعت أنفاسهما

ابتعد عنها سامحا لها بالتنفس

بينما انتقل بقبلاته لوجهها بسرعة .. عشق .. وجنون

عقدت ما بين حاجبيها ترى بمخيلتها أحد يقبلها وهى أعلاه .... ثانية واحدة ورأت نفس الشخص يقبلها وهى ترتدى الأبيض .... العديد من الذكريات تلوح أمامها وجميعها عن شخص يقبلها ... ازدادت عقدة حاجبيها حتى انفكت وهى تراه ... إنه هو من يقبلها فى ذكرياتها ... بالرغم من اطمئنانها له من البداية إلا أنها اطمئنت أكثر وأكثر بتلك الذكريات التى وضحت كم كانت خاضعة وسعيدة معه

شعرت بألم فى رأسها ولكن لم تستطع إبعاده بالرغم من ذلك الألم الخفيف فقربه مسكن لأى ألم

وضعت يدها على قميصه تدفعه بخفوت .... إن استمر لأكثر من ذلك قد ينفجر قلبها من كثرة ضرباته العنيفة

ابتعد عنها ببطئ محاولًا تمالك نفسه .... لا يجب أن يتجاوز أكثر من ذلك وإلا سيخيفها

احتضنها بيده بينما الأخرى مازالت متمسكة بيدها رافضة تركها

قبلها أعلى الحجاب يزفر براحة وقد عادت روحه مرة أخرى

ابتعد بوجهه قليلا ليراها

أسد بعشق: يلا يا ملاكى

همس باستغراب: ملاكى ؟! و ...

قاطعها قائلا: تؤ .... متفكريش فى أى حاجة دلوقتى .... خلى كل حاجة لوقتها

همس: طب مش هاخد هدومى

أسد بغيرة: لأ .... مش هتاخدى ولا حاجة من هنا .... حتى إسدالك هتغيريه أول ما نوصل وترميه .... أنا جايب كل اللى تحتاجيه فى الفيلا

لم تجادله أبدا ... استغربت حالها .... كيف تكون بهذا الضعف أمامه ..... تضعف أمامه وهو حنون .... إذن ماذا تفعل عند غضبه

تحرك بها للخارج بعدما عدل حجابها وإسدالها ليخفى ما يستطيع اخفائه حتى يديها لم تسلم .... خرجا ومازالت يداهما متشابكة بالرغم من تذمرها وخجلها ... ليضحكا بخفوت على شكل مراد الجالس أمام سيلين

أسد بتهكم: إن أبغض الحلال عند الله الطلاق

مراد باستغراب: نعم ؟!

أسد بسخرية: إيه مش إنتوا اللى قاعدين زى المطلقين وبيتخانقوا مين هياخد الستاير

مراد ببلاهة: طب جوزنا ونشوف الطلاق بعدين

خجلت سيلين من كلامه الوقح

أسد متجاهلا إياه : يلا يا سيلين عشان نمشى

مراد وهمس بغضب وغيرة معا: لا سيب سيلين هنا

نظر لهما بصدمة قائلا: إيه إنتو هتاكلونا ... وأسيبها ليه إن شاء الله

لم تجد همس ما تقوله ليرد مراد فورا بوقاحة: إنت عارف إن الصغيرة مش فاكراك فإنت محتاج تفكرها بطريقتك وأكيد سيلين هتتكسف تشوفكم كدة بالأوضاع المخلة دى

خجلت بشدة فدفنت رأسها بصدره
احتضنها إليه أكثر ..... يكره ذلك المراد .... يتمنى قتله ولكن .... لأول مرة يعجبه

أسد بابتسامة: ماشى وأنا مراقبك كويس ... يعنى لو ضايقتها هيبقى فيها عم آااااه

صاح بألم من تلك الأسنان الصغيرة التى عضته بصدره بغضب وغيرة
قهقه عليها فمهما تغيرت ستظل تصرفاتها كما هى

سيلين بخجل وغيظ: إنت بتتخلى عنى يا أسد

أخرجت رأسها من صدره بعنف توجه نظرة حارقة إليها

همس بغيرة: إيه يتخلى عنك دى ... وبعدين متنطقيش اسمه تانى

قالت جملتها وهى تسحبه بعنف للخارج

مراد بصدمة: فولة واتقسمت نصين

نظر لها بخبث : هيييييح أ ...

لم يكمل جملته ورآها تتركه بلا مبالاة تصعد لغرفة همس لتنام بها

مراد بغيظ أثناء صعوده لغرفته هو الآخر: إيه قلة الأدب دى .... صحيح مفيش احترام أبدا

صعدا إلى السيارة يضحك على طفولتها بينما تسحبه بتملك وتتذمر

ركبا لينظر لها بابتسامة خبيثة ..... انتبهت لتلك الابتسامة لتتطلع له بتوجس وهى ترجع بظهرها حتى اصطدمت بالباب ..... شهقت بعنف عندما شعرت به يحملها من مقعدها

وضعها على قدميه واحتضنها بتملك وعنف .... بالرغم من خجلها إلا أنها لم تفعل شيء سوى وضع رأسها الصغير بعنقه ..... تنهدت بنعومة لتضربه بأنفاسها الساخنة .... شعر بالحرارة تنتقل إليه ليزفر بعنف متمتمًا

أسد محاولا التحكم بنفسه: الهى ياخدك يا شيطان على اللى بتعمله فينا

تنهد بخفوت عندما شعر بها تهمم كالأطفال ليعلم أنها نامت .... كان يحلم ولو بنظرة واحدة ولكن وللعجب ها هى بين أحضانه تنام بهدوء وسكينة

تحرك بالسيارة وكل لحظة يقبلها أعلى رأسها
**
بالولايات المتحدة الأمريكية

ياسمين بغضب: ما تاكل بقى يا حلوف منك ليه

مليكة ببراءة: وليها يا ماما

ياسمين بسخرية: معلش يا ست مليكة .... اطفحى يلا .... بدل والنعمة أنفخكم كلكم

ثم أضافت بخوف وارتباك: الكلام ده مش ليك يا عين أمك

تطلع معتز إليها ببرود ثم عاد بنظره للتلفاز مرة أخرى

ياسمين بغضب: جاتك داهية ... تكون حلوة .. آااه

صاحت بألم وهى تشعر بكف على عنقها من الخلف

مازن بمزاح: أحلى مسا عليك يا سطا

ياسمين بصراخ: بطل هزارك البايخ ده

مازن مقلدا إياها: بطل هزارك البايخ ده

ثم أضاف وهو يحتضنها بعنف: يا بت .... فين الأنوثة بتاعت زمان

ياسمين بضحكة بلهاء: فى البتشنجان

مازن بقرف: هاهاهاها هموت من الضحك ..... إنتى من كتر خفة دمك طار ومعدش فيه دم أصلا

ثم أضاف بحب: فاكرة يا ياسمين أول مرة اتقابلنا فيها

ياسمين: آاه ياخويا لما عملتلى فتوة وضربت الياضين

مازن باستغراب: ال إيه ؟!

ياسمين وهى تحرك شفتيها بسرعة لليمين واليسار : الياضين ياخويا .... مش ياض وياض وياض يبقوا ياضين

مازن بذهول مبتعدًا: أحيه ... تعالوا يا ولاد ... تعالوا يا حبايبى حقكم عليا ... أنا اللى غلطان لما سبتكم معاها

أخذ أولاده ودلف للداخل تاركا إياها تنظر له بصدمة

ياسمين بصراخ وهى تذهب إليهم جريًا: لا لا خدونى معاكم
**
فى إحدى الفلل بألمانيا

صعد بها الدرج ودلف لغرفة كبيرة جدا ... نائمة بعمق فى أحضانه .... وضعها على الفرلش برفق وقبل جبينها ثم نزع الحجاب.... تردد كثيرا فى خلع الإسدال ... أزاحه قليلا ليزفر براحة وهو يرى أطراف قميص

نزع إسدالها بهدوء ليراها ترتدى بيجامة طفولية باللون الوردى ... وضع يده بشعرها ليستشعر نعومته

نهض مسرعًا عندما أحس ببداية فقدانه للصبر .... غير ملابسه ثم توجه لها ... حملها بهدوء واضعًا إياها فوقه

أغمض عينيه بإدمان وعشق ... أخيرا عادت لمكانها بين أحضانه
**
أشرقت الشمس لأول مرة منذ ثلاث سنوات على العاشقين معًا
نائمان بعمق كأنها أول غفوة منذ سنين طويلة

استيقظ بكسل ليراها داخل أحضانه .... ابتسم بخفوت يشدها إليه أكثر وأكثر عازما على النوم مرة أخرى .... لكن للهاتف رأى آخر

نهض بسرعة وحذر قبل أن تستيقظ
أجاب وهو يخرج للشرفة دون معرفة هوية المتصل

أسد: ألو

سمع بكاء شديد على الهاتف .... ظل لثوانٍ مستغرب حتى علم من المتصل

أسد بحذر: جدى

ازدادت شهقاته وصوت بكائه يقطع القلوب

ماجد ببكاء وشهقات: حفي ..دتى .... عاي ..شة

أسد زافرًا بألم على حاله: أيوة عايشة .... زى ما أنا قولتلكم

ماجد ببكاء شديد: أنا آسف ... أنا آسف ... أنا مصدقتش لما ... مازن قاللى ... سامحنى يابنى ... أنا السبب فى كل حاجة

ظل يردد هذه الكلمات حتى توقف وقد علت شهقاته مرة أخرى

نظر للسماء الصافية فشرد قليلا ..... لما لا يصبح صافٍ مثلها ... لما لا يسامح الجميع ...... لما لا يبدأ من جديد عله ينجح مع ملاكه هذه المرة

ابتسم بخفوت وهو يجيب بمرح: جرا إيه ياراجل ... إنت عجزت ولا إيه ... أمال مين هيشيل ولادى ... لاااااا أنا محتاج حد يخاويهم عشان أفضى لأمهم

ماجد بضحكة ممزوجة ببكاء: إنت سامحتنى بجد

أسد بجدية مزيفة: لو سمحت وقتى هيضيع وأنا محتاج كل ثانية ..... واوعى حد يرن عليا لغاية أما أرجع .... مش عايزين نقطع على بعض

ماجد بضحك: ههههه براحتك يا معلم

أسد بحنان: اطمن يا جدى .... ومش إنت لوحدك السبب .... أنا كمان كنت مشترك فى بعدها عنى بس وعد إنى هحافظ عليها لآخر نفس فى حياتى ... طمن اللى عندك وقولهم إنى مدة وهرجع .... يلا سلام

ماجد بفرحة: سلام يا حبيبى

أغلق الهاتف وهو يشعر بالراحة الشديدة .... أحس بالنقاء يسرى بداخله سرعان ما فر بعد تلك الأصوات المزعجة

عقد حاجبيه بانزعاج يستمع لصوت البيانو ..... من الغبى الذى يعزف بتلك البشاعة

تحرك لغرفة البيانو الموجودة داخل غرفة نومه

وجد الباب مفتوح قليلا ليدفعه بانزعاج سرعان ما تحول لسعادة وحب وهو يتطلع إليها

تلك التى تضغط بعنف وتعثر على البيانو كأنها تدهس عليها لا تعزف

تدعس بأناملها الصغيرة بطفولية وفضول على أى شيء يقابلها

تقدم منها بهدوء حتى أصبح واقفًا خلفها تماما .... شعرت بأنفاس فوقها لتفزع لثوانى حتى أدركت أنه هو زوجها الغامض ..... نظرت لأعلى لتراه بوسامته المعتادة

اعتلت الحمرة وجنتيها عندما رأته عارٍ من أعلى سرعان ما تحول لحماس عند استماعها لكلماته

أسد بحنان: عايزة تتعلمى بيانو يا ملاكى

همس بحماس : أيوة أيوة والنبى

نظر لها بابتسامة خبيثة
خرج لمدة قليلة حتى عاد بقفازات دراجة نارية فى يديه

همس باستغراب: إنت خارج

لم يجب اكتفى بحملها من على المقعد ليجلس هو ثم يضعها على قدميه بين أحضانه ليصبح ظهرها ملتصقًا بصدره

نظرت خلفها حيث يجلس بخجل شديد ولكنها لم تعلق .... وكيف تفعل وجسدها الخائن ارتخى بسرعة كأنه يترقب تلك اللحظة

همس بلا وعى: أنا إزاى ضعيفة قدامك كدة ..... إزاى قدرت أتقبل بسهولة إنك جوزى مع إن أى واحدة غيرى كانت رفضت وانهارت كمان

تجاهل كلماتها كالعادة .... لكن يعلم أنه فضح بسبب دقات قلبه التى تضرب صدره وظهرها معا ... لا يريد إجبارها على تذكر الماضى ... لا يريد أن يحكى لها شيئًا ... يريدها أن تتذكر وحدها

أسد بحب وهو يقدم القفازات لها: البسيهم يا ملاكى

ارتدتهم دون التفوه بحرف
تشعر أنها منقادة خلفه ..... ألتلك الدرجة تأمنه حتى تنفذ دون جدال أو حتى استفسار

ارتدتهم لتفاجئ بيديه يدخلهما فى القفازين معها لتصبح أيديهم عالقة معًا

كانت يديها تحت يديه وهما ملتصقان كالتصاق جسدهما

حرك أصابعه بخفة على البيانو لتشعر وكأنها هى من تعزف

علت ضحكاتها فخرًا بما حققته .... بالطبع فإدخال اليدين فى القفازات ليس بالهين أبدا !

ضحك بسعادة وفرحة على طفلته الحمقاء التى تسعدها أقل الأشياء
أقسم بداخله ألا يضيعها من بين يديه مرة إخرى.. يتبع الفصل 36 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent