Ads by Google X

رواية ملاك الأسد الفصل السابع عشر 17

الصفحة الرئيسية

   رواية ملاك الأسد البارت السابع عشر 17 بقلم اسراء الزغبي

رواية ملاك الأسد الفصل السابع عشر 17

شعر بالضياع وأنه على وشك الإنهيار وقد امتلأت عينيه بالدموع
أسد بهمس متقطع: ملا....كى
ظلت تصرخ وقد ارتعش جسدها
تنتفض فى مكانها
برزت عروق رقبتها وجبهتها

الطبيبة بصراخ فى الممرضة: جهزى حقنة مهدئة بسرررررعة

ناولتها الممرضة إياه
اقتربت من همس التى ما إن رأتها حتى ازداد رعبها وهلعها أكثر وأكثر فهى تخاف بشدة من الإبر والحقن

وأخيراً خرج من صدمته على اقتراب الطبيبة من ملاكه فركض بسرعة ناحيتها ودفع الطبيبة حتى سقطت

احتضنها بشدة وهو يهدئها

أسد بدموع تمردت عليه فتساقطت: ملاكى ..... ملاكى أنا آسف والله مش همد إيدى عليكى تانى إهدى أرجوكى ...... ملاكى خلاص أنا مشيتها محدش هيقرب منك .... اهدى .... أرجوكى اهدى

ظل يهدئها ولكنها كما هى تنتفض وتصرخ بشدة وكل ما تراه هو لحظة اعتدائه بالضرب الشديد عليها

دخلت عائلة ضرغام على الصراخ لتنصدم مما رأوه

فأسد جن بالتأكيد!!! يحتضنها بشدة لدرجة أن اختنقت وقد انهار مثلها وهو يحاول يهدئها كالمجنون الذى لا يعرف ولا يدرك شيئًا

انطلق شريف وسامر ناحيته محاولين سحبه عنها ليصرخ بشدة عليهم

أسد بصراخ: ابعدوا عنى ..... ابعدوا هى محتاجانى جنبها .... سيبونى ...... ملاااكى

استطاعا إبعاده عنها ولكنه فك قيده واتجه لها بسرعة

وأخيراً عاد لوعيه ورأى ما فعله بملاكه التى تشهق بصوت عال من البكاء والاختناق معا فقد شدد على احتضانها بعنف

ليسقط على الأرض بانهيار وهو يصرخ بشدة ويبكى

ينادى باسمها علها ترحمه ...... يضرب الأرض بيديه حتى نزفت مرة أخرى واغرورقت الأرض بدمائه

هدأت شهقاتها لتعلو شهقاته هو ..... نظرت له بصدمة

أول مرة ينهار بتلك الطريقة أمامها ..... وما إن تلطخت يديه بالدماء حتى تذكرت ما فعله.

ولكن تلك المرة مختلفة فقد تذكرت حنانه تجاهها ..... إسعاده لها ...... حمايتها من كل شيء..... ستسامحه ...... أجل لن تكون أنانية وتعاقبه بل ستشفع له ..... لقد علمت سبب تملكه الغريب ..... علمت ما هو مرضه الذى يتحدثون عنه ..... علمت أنه مريض ..... مريض نفسى ..... فقد سمعت الجد ذات مرة يتحدث مع سعيد أنه ذهب لطبيب نفسى بعد وفاة والديه ولكن لم يكمل علاجه ..... ونتيجة ذلك هو تملكه الغريب ناحية طفلة .... احتاج الحنان والبراءة فى حياته .... ولسوء الحظ اجتمعا فى تلك الطفلة ..... لكن هى .... لا يهمها مرضه ..... لن تجبره أن يتعالج ..... ستكون هى العلاج .... ستكون الحضن الدافئ وتعوضه عن أمه ...... ستكون الأمان والحماية وتعوضه عن والده ..... هو يستحق مسامحتها ..... وليس مرة واحدة بل مليون مرة ..... يكفى عشقها وجنونها به ليشفع له عندها

قامت من الفراش برغم ألمها واتجهت له وهى تتحامل على قدميها الملفوفتين بشاش

ظل على حاله من الصراخ والانهيار حتى شعر بتلك اليد الصغيرة على كتفه ...... إنها يدها ..... هو لا يحلم ..... لا لا مستحيل أن يكون حلمًا

ولكنه خاف ..... خاف أن يستدير فلا يجدها أمامه.... بل على الفراش وتحيطها هالة الرعب والهلع

أغمض عينيه بشدة كأن بإغلاقهما يغلق عليها باب قلبه ليأسرها به للأبد .. ولكن زاد تشبث تلك اليد به

نظر خلفه ببطئ ليجدها أمامه ببرائتها المعتادة

تقوس شفتيها وعلى وشك البكاء

وفى جزء من الثانية كانت بين أحضانه أو لنقل بداخل ضلوعه ..... فقد سحقها بين زراعيه

لم تمانع أبدا بل شددت هى الأخرى على احتضانه بيدها السليمة

ظل يضحك بسعادة وقد استحت الدموع من الظهور مرة أخرى ...... فعند ظهور ملاكه .....
كل شيء يختفى

استمرا على ذلك الحال لفترة طويلة

اقتنع الجد قليلا أنهما لا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما أبدا ..... ولكنه مازال مصرا على ألا يكونا عاشقان .... هذا دمار وموت لكليهما

أسد بهمس خافت فقد أتعبه كل شيء: سامحينى

حزنت وغضبت من نفسها ...... كيف تفعل هذا بأسدها ...... كيف تكون السبب فى انهياره ...... أقسمت ألا تكرر أى شيء يحزنه أبدا

همس بحزن: أنا مسامحاك يا أسدى

أطلق زفيرا براحة شديدة بعد سماع لقبه المحبب

همس وهى تكمل بحماس حتى تسعده: أسدى..... إنت عارف ..... أنا شوفتك فى أحلام كتير ..... كنا بنجرى ورا بعض فى جنينة حلوة أوى ..... متزعلش منى يا أسدى ..... والله أنا عايزاك إنت مش عايزة الناس دى كلها ..... أنا هختارك إنت دايمًا......
بس لما إنت سألتنى أختار مين ..... وقتها كنت بعيط جامد ..... وإنت عارف لما بعيط مش بقدر أتكلم خالص ..... أنا آسفة مش هكرر ده تانى أبدا

وضعت إصبع يدها السليمة عند طرف أذنها كإعتذار

يا ليتها لم تبرر ..... ضربها وعنفها على اللا شيء ... كيف نسى أنها لا تستطيع التحدث عند بكائها .....
أذى صغيرته وها هى تعتذر بكل براءة بالرغم من خطأه هو فى حقها

احتضنها مرة أخرى وأجلسها على قدميه وهو مازال جالس على الأرض وقد سقطت دمعة ندم من عينه

همس وهى تقوس شفتيها بحزن: خلاص متزعلش بقى بالله عليك ...... لو عايز مش هطلع أبدا من الأوضة ومش هتكلم مع أى حد تانى

جاء ليرد عليها بسعادة ...... فماذا يريد أكثر من ذلك ..... ملاكه تطلب منه بكامل إرادتها أن تكون له وحده ..... يجب عليه استغلال الفرصة

تحطمت آماله عندما سارع جده بالرد

ماجد بسرعة وخبث : لا يا حفيدتى أسد بيخاف عليكى وعايز يفرحك دايما عشان كده هيخليكى تكلمى والدك ووالدتك وإحنا عادى...... مش كدة يا أسد ولا هتحرمها من حقها فى الاختلاط بالناس

نظرت له بأمل وبراءة أن يؤكد على قول جدها

سبه بأبشع وأقذر السباب فى نفسه

أسد: طبعا يا ملاكى بخاف عليكى ..... هسيبك تتكلمى عادى بس مش كتير يعنى ...... تمام

أومأت له بسعادة ليحملها متحركًا بها للفراش مرة أخرى
وضع الغطاء فوقهما وقبل أن يعدل وضعية نومهما

أسد ببرود وفظاظة للواقفين: هتفضلوا كدة كتير ...... عايزين ننام ..... يلا برة

تطلع الكل إليه بصدمة ثم خرجوا بسرعة عندما وجدوا تحول نظرته من البرود للاشتعال وهم يسبونه ويلقبونه بالمجنون

ضحكت همس عليهم برقة

حملها أسد من على الفراش وجعلها فوقه كالعادة

أسد بابتسامة عاشقة: مبسوطة
هزت رأسها لتؤكد على كلامه ثم أضافت

همس بخبث: أيوة مبسوطة بس لسة زعلانة شوية
أسد بحنان وهو يقبل جبينها: وأعمل إيه لملاكى عشان ترضى عنى

همس برجاء: عايزة أول ما أطلع من المستشفى أكون أنا الكبيرة ليوم واحد بس والله

أسد باستغراب: مش فاهم كبيرة إزاى

همس: يعنى أنا أعمل كل حاجة بيعملها الكبار وأبقى دايما أكبر واحدة فى السن حتى لو معانا جدو العجوز

أسد بضحك شديد: عجوز؟ والله أول مرة تقولى الحق مع إنه ناقص شوية بس يلا بكرة تقولى الحق كله ...... وحاضر يا ملاكى أوامر مجابة ...... حاجة تانية

همس بنعاس: لأ ...... سيبنى أنام بقى

تأملها وهى نائمة وملس على شعرها الناعم الحر

الحر؟! هل رأوها هكذا؟! حسنا سيحاسبهم فيما بعد

ظل على حاله من التأمل حتى سقط فى نوم عميق لأول مرة منذ أكثر من أسبوع

________________________

مرت أيام وهو يدلل ملاكه ويعوضها عن كل شيء

يعلم أنها سامحته تماما ..... ولكنها تمثل أحيانا الحزن حتى تضمن أن ينفذ شرطها ..... غبية
......ألا تعلم أنه ينفذ ما تقول دون شروط فهى تشير فقط ويأتى لها بالكون

تم كل شيء أعده مع مازن ليرتاح قلبه قليلا

خرجت همس من المشفى بعد إزالة الشاش من قدميها وبعض أنحاء جسدها وتبقت يدها المكسورة فقط

استطاع بصعوبة اقناعها أن ترتاح يومين فى المنزل ثم ينفذ شرطها

مر اليومان الإضافيان وهذا اليوم المنشود بالنسبة لها

استيقظت فى السادسة صباحًا على غير عادتها فقد كانت تتعبه كثيرا فى إيقاظها

ظلت تنظر له بحب وتتلمس أجزاء وجهه الوسيم سواء حاجبيه الكثيفان أو رموشه المعتدلة لا طويلة ولا قصيرة ..... أنفه الأرستقراطى المرفوع بشموخ ...... شفتيه الجميلتان والتى تصبح مثيرة جدا أثناء كلامه

هزت رأسها بسرعة من أفكارها المنحلة فى رأيها ..... فما بالها بأفكار أسدها الخادشة للحياء ..... بل لكل شيء وليس الحياء فقط!!

نهضت بهدوء واستحمت وارتدت فستانا محتشمة باللون الوردى ذو فصوص من الألماس والفضة معا فكانت كالملكة المتوجة ولم تنسى ربط شعرها بالطبع ....... وضعت طوق له فروع أشجار متشابكة باللون الذهبى

اتجهت إليه توقظه حتى استيقظ أخيرا

فتح عينيه وتمنى لو لم يفعل ....... كيف سيمر اليوم دون أن يؤذيها ...... يا الله ألهمنى الصبر حتى تبلغ ١٨ عاما ثم خذه مرة أخرى ...... فأنا لن أحتاج له بمجرد أن تكتب على اسمى

أسد بهيام: إيه القمر ده
ردت بخجل: شكرا يلا بقى قوم متضيعش يومى

أسد بغيرة شديدة: إنتى هتخرجى كده ... وبعدين مش اتفقنا تتحجبى
همس برجاء: بالله عليك .... انهاردة بس .... وبعدين إحنا مش جيبنا طرح ليا

أسد: ماشى انهاردة بس ..... صليتى الأول
همس: أيوة ..... يلا بقى خد شاور عشان نبدأ

قام وقبلها من وجنتها ثم اتجه للمرحاض تاركا تلك الهائمة به

أفافت على نفسها: يخربيتك اليوم هيضيع فوقى بقى

بعدما استعد كل منهما جلسا يمزحان معا ويضعا خططا للمذاكرة حتى تعوض ما فاتها .....
أصبحت الساعة الثامنة فهبطا لأسفل للإفطار

تناولاه دون تعليق أى أحد من أفراد العائلة وبالطبع تجاهل منار وحمدى للجميع ...... يؤلمها تجاهلهما لكن أسدها يعوضها كل شيء

سحبته معها وذهبت للسيارة آمرة إياه أن يذهبوا لمطعم أسبانى...... أجلسها على قدمية رغم خجلها كل مرة

________________________

فى المطعم
جالسان فى المطعم الخالى من أى شخص عداهما

جعلها تجلس على قدميه بالرغم من تذمرها ولكنه أصر

جالس يكتم ضحكته بصعوبة وهو يراها تحاول أن تقرأ بالإسبانية لكنها سالب وليس صفر فقط

همس: بيو ... بوى ... بيويو .... أووووف أنا مش فاهمة حاجة

انفجر ضاحكا هو والنادلة على لطافتها

أسد: ما أنا قولتلك يا ملاكى أساعدك
همس باستسلام: ماشى ..... لا لا لا لا هات ده هات ده بسرعة
أسد بصدمة: اهدى بس هو إيه اللى هات ده ..... وإشمعنا ده اللى اختارتيه

همست له فى أذنه وكأنها تخبره أسرار حربية:
الكلمة طوييييلة أوى يبقى أكيد الأكلة كبيرة خالص

انفجر ضحكا قائلا: هو أى حاجة كبيرة وخلاص يا طفسة ...... إنتى عارفة إن اللى اخترتيه ده نوع من السلطات ..... يا أم وجبة كبيرة خالص

قال آخر جملة وهو يقلدها بسخرية

همس بضيق: أووووف ...... خلاص اختار إنت بس شوف وجبة كبيرة
أسد بحب: حاضر يا ملاكى

وهكذا كان اليوم وسط مشاكساتهما وحبهما الخفى فقد اختارت العديد من الأماكن ومنها الملاهى والسينما وغيرها وغيرها

عادا للقصر وهما يضحكان أثناء تشبثه بيدها
كأنها طوق النجاة خاصته

دخلا القصر فسمعا ضحكات عالية فى غرفة الصالون

فتح باب الغرفة ليصدم بالجميع يجلس مع ..... مع جنى ....... ما الذى أتى بها؟!

ماجد بسعادة: تعالى يا أسد ...... جنى خلاص وافقت
أسد بصدمة: إييييه؟!.. يتبع الفصل 18 اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent