Ads by Google X

رواية حب في طي النسيان الفصل الثاني 2

الصفحة الرئيسية

  رواية حب في طي النسيان الفصل الثاني 2 بقلم الكاتبة جنى عيد عبر دليل الروايات (deliil.com)

رواية حب في طي النسيان كاملة

رواية حب في طي النسيان المشهد الثاني

وبـالـوِحــده تـكْـمـن حـيـاه أُخــري
تسللت علي أصابع قدمها ببطئ شديد وتمهل وظلت تنظر حولها بين الحين والآخر كي لا تُمسك من قبل أبيها وتذهب لتأدية عملها وأيضاً لتري صديقتها "چيدا" 

وصلت ل بوابة المنزل بأمان تامٍ دون أن يكشفها أحد 
فتنهدت "زينه " باطمئنان واضعةً يدها علي قلبها القارع كالطبول 
-الحمدلله شكل النحس إتفك النهارده ! 

كادت أن تتابع سيرها ل خارج المنزل ولكن أوقفها صوت غريب عليها لكنه مألوف لسمعها 
تصنمت مكانها عندما عرفت هوية ذاك الشخص ف فركت عيناها حتى تتأكد مما تراه فسألت ببلاهه وصدمه 
-جاسر . 

تقدم "جاسر " وزينت شفتاه بسمه متسعه ثم أردف بسعاده عارمه 
-"زينه " إذيك ... 

أماءت بفرح هاتفه بتساؤل 
-الحمدلله تمام ، بس إنتَ رجعت من السفر إمتى ! 

أجاب بنبره متحمسه لبقه 
-لسه واصل حالاً يدوبك جيت من المطار على هنا 

تابع حديثه بخبث ولهجه عابثه غامزاً لها بعبث 
-سيبك إنتِ ، إيه القمر ده كبرت يا صغنن وفي حاجات تانيه كده كِبرت وزادتك جمال يا حلو 

شهقت بإستحياء وتحول سائر جسدها لل اللون الأحمر من الخجل وودت بداخلها لو تنشق الأرض وتبتلعها ثم تحدثت بخفوت 
-إنتَ وقح وقليل الآدب 

ضحك بصخب وبلهجه لعوب سألها
-وأنا قولت حاجه قليلة الادب لا سمح الله ...؟ دماغك ال بيحدف شمال يا صغنن

نفخت وجنتها بغيظ ورفعت سبابتها بوجهه بتحذير 
-متقوليش يا صغنن إسمي زينه ها زينه 

-زينه زينه زينه، زينه غااليه علينا زي ضي عنينا 
زينه زينه زينه ! 

ارتُسم على ثغرها بسمه صغيره وخفضت وجهها أرضاً متحاشيه النظر إليه 

عاد لينغاشها مره أخري حينما هتف بتساؤل 
-إيه الهدوء ده بقي !! لأ أنا متعود علي الحجه زينه أم خمسين سنه بس مسخوطه في هيئة آنسه 

-نينينيني ياااه على خفة دمك سُكر يا جاسر شربات ما شاء الله 

-ما أنا عارف يا بنتي، أنا طول عمري جوايا مواهب بس إنتِ عارفه بقي الجامد مبيحبش يحكي عن جمدانه 
قالها وهو يعدل من ياقة قميصه بغرور مصطنع 

-باااارد والله بااارد 

ضربها خلف عنقها بقليل من الحزم ثم أردف بسخط 
-خلي حد غيرك كده يقول كده كان زمانه مدفون مكانه ، بس عشان إنتِ لسه صغنونه طايشه فمش هعملك حاجه 

-يا إبني بطل تستفزني إنتَ إيه هوايتك في الحياه الترخيم عليا ، طب حتى أجل غلاستك ديه شويه عبال ما أسلم عليك ده إنت راجع بعد خمس سنين سفر ... وأول ما جيت رميت دبش كده علطول 

نظر لها مذهولاً وأردف بإستنكار 
-أنا رميت دبش أنا مش أول ما شوفتك قولتلك إنك قمر ولا إنتوا البنات كده تاخدونا لحم وترمونا عضم 

-إيه كل ده ..  وبعدين في حد يصدق كلام طفله هبله زيي ده إنت تتحط على الجرح يطيب قال دبش قال ! 
وبعد إذنك بقي ممكن تعديني عشان إتأخرت علي شغلي 

تمعضت ملامح وجهه إغتياظاً منها حينما ذكرت سيرة عملها وضغط على أسنانه بغضبٍ وزفر قائلاً بإستفزاز 
-يعز عليا يا بنتي أحرمك من شغلك النهارده ولأسبوعين كمان جايين ... 
غمز لها مكملاً حديثه بعبث
-أصل إتلقيت مع الصغنن بتاعي بعد غياب خمس سنين وعاوز أعد معاه كام يوم بقي وكده 

-نعععم أسبوعين إيه دول ال مروحش فيهم شغلي والنبي يا بابا تعد ساكت وإوعي كده عشان أعدي 
قالتها مضيقه عيناها باستنكار 

رمقها بنظرة حاده متحديه ثم رفع صوته منادياً على والدها وجميع العائله 

ولم يمضي ثانيه حتى تجمعت العائله بأكملها حوله وهم يرحبوا به ويعانقوه 

فوجه حديثه ل والد زينه مردفاً وهو يتدعي البرائه 
-شوفت يا عمي رجعت من السفر بعد خمس سنين وزينه عاوزه تروح الشغل 

همت "زينه " بالتكلم ولكن والدها نكزها بذراعها ثم قال برفض 
-لأ طبعاً يا جاسر يا إبني شغل إيه ال تروحه وتسيب ابن عمها 

دبدت "زينه " قدميها بالأرض في حركه طفوليه ولم تفتها نظرة التسليه في عيون "جاسر" فضيقت عيناها له بتحدي ممزوج بعناد 

ثم دلفت للمنزل عنوةً بسبب أبيها الذى يشدُها معه للداخل            
***
خلعت نظارة القراءه الخاصه ووضعتها على المنضده الصغيره المجاوره للمقعد الخشبي الجالسه عليه
وأرجعت رأسها ضاممةً ل كتابها التي أنهته لتوها 

وما لبثت أن أغمضت عينيها حتي شعرت بأصابع تدلك جانبي رأسها باحترافيه وحنو 
ف إبتسمت بسمه أشرقت تقسيمات وجهها ثم مسكت باطني الكفين اللتان يدلكان رأسها وقبلتهم وتحدثت بنبره هادئه حنونه 
-إشتقت لك كثيراً ! 

ركع "مالك" أمامها ثم قال ببحه رُجوليه عميقه 
-ليس بقدر إشتياقي لكِ يا حُلوتي .. 

داعب خصلات شعرها المتناثره على ذراعها مردفاً بتساؤل 
-هل تعلمين يا سيده ورد مالك الراشد 

-ماذا ؟ 

تحشرج صوته بسبب عطرها الذي تغلغل لأعماق صدره واستطرد بلهجه مرعبه أثر شعور الغيره الذي تملكه
-بالواقع أنا دللتك كثيراً .. رآي نظرة التساؤل بعينيها فتابع حديثه 
-لأنكِ تعلمين أني أغار عليكي حد الجنون وما زلتي تضُمِين الكتاب لصدرك  ! 

زين ثغرها بسمه صغيره كانت كفيله بأن تزهد حدائق قلب "مالك" الهائم وسرعان ما وضعت كتابها جانباً وعانقته هامسةً بدلاليه 
-أعشقك مالكي

نظر لها بتوق ولم تغفل هي عن هذه النظره فوزعت أنظارها بسائر الغرفه متحاشيه النظر إليه 

كوَّب وجهها بين يديه بحنو بالغ واستطرد بلهجه حملت في طياتها العبث 
-لن أسمح لكِ بالهرب اليوم جميلتي ! 

بينما هي ظلت الأفكار تجوب بعقلها محاولةً إيجاد حجةٌ لتهرب من مراده الذي يجعلها تموت خجلاً فبرغم مرور ما يقارب الثلاثون عام علي زواجهم إلّا أنها ما زالت تستحي منه .. 

وجدت أخيراً مفر لتهرب منه وهمت بالتكلم لكنها فوجئت به يحملها 
فصاحت هاتفه بصراخٍ 
-"مالك" أرجوك أنزلني 

لم يبالي بصراخها فتابعت حديثها 
-حفيدك سيأتي في أي لحظه ! 

وكأن القدر كان واقف بصفِّها ف صار مثلما قالت ودلف يزيد إلي الغرفه 

بينما يزيد حمحم بحرجٍ وابتسم بشيطانيه وهو يتقدم من "مالك" الذي يقف ب منتصف الغرفه حاملاً ورد..
***
احتدت نظرات "مالك" وتحول من العاشق المهيم الذي كان يغازل زوجته ويتحدث معها باللغه العربيه إلي الرجل المستشاط غيظاً من حفيده الذي يهوي إستفزازه كما تحولت لهجته  
وقال بغيظ
-حج في عينك يا حيوان بعدين إيه احترم سنك ده شايفني عجزت 

-لا طبعاً معجزتش ده إنت لسه يدوبك عندك ٥١ سنه يا جدو 

كل هذا يحدث و مالك مازال حاملاً ل ورد التي أخفت وجهها داخل عنق مالك متجنبه رؤية يزيد 

هتف" مالك" مستنكراً حديث يزيد السخيف 
-ميت مره أقولك متقوليش جدو إنتَ عاوز تكبرني وخلاص بعدين أنا لسه مكملتش ٥٠ سنه اصلاً 

-لا والله ، ده أنا بقول عندك ٥١ سنه وبجاملك ولا إيه يا وردتي 
قالها "يزيد" بعيون ضيقه ونبره خبيثه مستفزه 

أنزل مالك ورد وتقدم من يزيد وملامح وجهه المتهجمه لا تبشر بالخير ثم أردف بغيرةٍ عمياء 
-وردتك ! والله يا يزيد هتغابي عليك بأسلوبك المستفز ده 

ضحك يزيد بصخب مستطرداً بإعتذار وبدت الجديه تظهر على ملامح وجهه 
-طب خلاص انا آسف ، نتكلم جد بقي أنا بصراحه 

حمحم مترقباً رد فعل مالك بعد أن يقول ما يريد البوح به منذ يومان 
ثم قال بحذر :-أنا عاوز أنزل مصر 
***
"ليت أهل الغرام ما خلقوا بل ليتهم قبل ذاك ما خُلقوا"

هذا ما ذكره أحد الشعراء في وصف وجع الفؤاد حين يُحب وبعدئذٍ يُجرح مِن مَن أحب  
ولكن لما أنا لا أشعر بأي آلم أو وجع أو حتى لم أتمنى الموت قط 
مهلاً انا علمت لماذا ! لأن الآلم هو مختص فقط للأناس الحيه التى بإمكانها أن تشعر وتحس .. 
وأنا ميته لذا لم أشعر بأي شئ ... تعجبت لأمري صحيح ! 
دعني أوضح لك .... 
أنا مِتّ في اليوم الذي جرحتك به منذ ذاك اليوم وقلبي تعهد أن يبقي أسيراً لذكراك وروحى أقسمت أن تظل معك أينما كنت ف بت أعيش مسلوبة الروح وأنا على يقين أني سأبقي هكذا أحيا كالأموات حتى تعود أنت وتُعيد لي روحي؛ ف حياتي تكمن في لقياك  ! 
إليك يا "يزيد الراشد " عُد لي فقد طال إنتظاري ومزّق التوق فؤادي !  
"يا سالب الفؤاد قد طال الغياب" 
:-من تلك الفتاه التى أضلَّت طريقها وتنتظرك لتعيدها لمؤواها ومسكنها 

هذا ما دونته "چيدا" في مذاكرتها المكتظه بُكل أحداث حياتها 
أغلقت نوتتها الصغيره وضمتها لصدره متنهده بُحب ف كُل صفحه من هذه النوته تمثل جزءاً من حياتها ! 
فتحت صندوق خشبي صغير ودست النوته به 

ثم زفرت بهدوء محاولةً لاستجماع شتات نفسها واستطردت محدثه نفسها بخفوت 
-هتفضلي لغايت إمتي في المستشفى ديه يا "چيدا" ناويه تفضلي فيها لغايت ما تموتي خلاص حبيتي وحدتك للدرجه ديه 

سقطت العبرات من عينيها بغزاره كعادتها دوماً وتابعت حديثها بتحشرج 
-وإيه يعني لو مت هنا ، يعني هخرج هعمل إيه والأهم هخرج عشان مين ! أهلى وماتوا خلاص وال فضلين من عيلتي مش فاضينلي مشغولين بالنهش في ورثي ! ده أنا حتي معنديش صحاب يفهموني ويخففوا عني حزني وكمان الناس ال تعرفني بقيت في نظرهم واحده مجنونه قاعده في مستشفى أمراض نفسيه 

تحدثت بنبره طغاها الضعف والآلم وكأن الكلمات بمثابة خناجر تقطع بجسدها الصغير 
-وفي وسط كل السلبيات ديه طلعت بحاجه وحده مفيده وهي إني عرفت إن الوحده مش وحشه الوحده ديه أجمل حاجه مع إنها أكتر حاجه بتوجع ! 
-أنا لقيت نفسي لما بقيت وحيده ، لما إنعزلت عن الناس عرفت إني أكبر عقدي "الناس" اه الناس ال حواليا دول هما سبب في إكتئابي وانعزالي كفايه طول ما أنا وحيده مبقتش خايفه لكن لما كنت اجتماعيه ليا اصحاب كتير كنت عايشه في خوف دائم خوف من فكرة إنهم ممكن يبعدوا عني خوف من فكرة إنهم ممكن يخذلوني أو يجرحوني أو يقسوا عليا 

وما لبثت أن أنهت حديثها حتي إبتسمت بسمه صغيرة ٍبضعفٍ بعد أن ظهرت نتيجة مواجهتها لذاتها وتبين أن نسبة خروجها من هذه المستشفى تحت الصفر ف غرفتها هذه بالرغم أنها غرفه عاديه كسائر غرف المستشفي وليست غرفه بإحدى القصور الأسطوريه إلا أنها تَعُدّ الزوبعه الخاصه بها والتي دوماً ما تختبئ بها من كل شيئ !

تكومت الحروف بحلقها وتجمعت الدموع بعينها مره أخري 
كم ودت أن تكون أُمها على قيد الحياة ف والله حُضن واحد من أًمها كفيلاً بأن يداووي روحها التي قد أُهلكت حقاً 
هتفت بصياحٍ وقد بدأت تسئم من حالتها المذريه والمسيره لشفقة كُل من حولها 
-اااه ياريتك عايشه يا أُمي كان زمان حضنك الحنون ريّحني من وجعي ونساني همومي ..!

وما لبثت أن وضعت رأسها علي الوساده حتى سقطت في نومٍ عميق لم تذقه لأيام... المشهد الثالث اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent