Ads by Google X

رواية اعذرني سأعوضك الفصل الثاني - بقلم ياسمين جمال

الصفحة الرئيسية
رواية اعذرني سأعوضك الفصل الثاني 2 بقلم الكاتبة ياسمين جمال أبو السعود
رواية اعذرني سأعوضك كاملة

رواية اعذرني سأعوضك الفصل الثاني

عزيز

دخل غرفته تنهد بقوة ..
رمي بنفسه علي السرير ، غرفته خالية ، تملأها بحضورها ، ببسمتها .. و بوجودها .. تنتقل هنا وهناك .. تشبه طفلا في العاشرة من عمره في شقاوتها ..
هو يُحِ...
لم يكملها..
لا يريد الاعتراف .. لقد وعد وعليه التنفيذ ..
قام ، أراد الهروب من كل ما يذكره بها .. لا يريد تذكر ضحكتها ..مرحها ..شقاوتها ... ملاحظته لها دون أن يدري وتدري ..
انتبه لنفسه .. تبا لقد رجع إلي التفكير بها..
لقد جعلها تذهب إلي بيت أبيها بحجة الزيارة بسبب ما أضناه بسبب وجودها .. والآن هو يفتقدها !!
 تبا !!يا عزيز .. تبا!!
لاحظ دفترها علي الكرسي ، تَذكرها وهي تمسكه العديد من المرات ..
شجعه فضوله
أمسكه وجد مكتوب عليه
#اعذرني
وبخط صغير
#سأعوضك
لم يفهم المغزى و شجعه فضوله
و قام بفتحه :
" اعذرني و إن قصرت معك في شيء
فهذا ليس المقصود .

إنما المقصود شيئا
قد أطلقت عليه العهود .

فكل ما أتمناه قلبا
ولكنك ..... غير موجود. "

وفي أسفل الصفحة

"أحبك وإن كنت لا تدري ... "
غضب ... لا يعلم لم ؟!. ولكنه ببساطة فعل !!
و
قلب الصفحة

أول لقاء

أول لقاء بيني وبينك عندما كنت في العاشرة ...
لا تستعجب
سأروي لك :-
كنت أمشي في بلدتنا القديمة أتذكرها ...؟
كنت ألعب هنا وهناك ..
ونسيت ما أمرتني به أمي ..
وكان شائعا في تلك الأيام أخذ الأطفال من الشوارع ...
فجئت أنت وسألتني بوجهك الجميل الذي لا أنساه أبدا
 ممكن ألعب معاك ؟
لم أكن أعرفك ولكني أحببت أن يشاركني أحد في اللعب
ورميت لك الحصي .. ولعبنا لأول مرة ...
وبعد عدة ساعات ، بعد أن أنهكنا التعب ... جلسنا علي الأرض نضحك
وإذ برجلين قادمين من بعيد ..
كانت عيناهما لا تفارقاني ..
أنت لا حظت ذلك ... فقمت منتفضا...حتي اقتربا منا !!
سألتهما وقد جعلتني ورائك
 إنتم عايزين إيه ؟
أجاب أحدهما وعيناه لا تفارقني
 ولا حاجة يا شطور خليك انت بعيد
أجبتَ بعناد
 لا مش هخليني
كان سيؤذيك ولكن الآخر أمسكه وتمتم لصاحبه ببعض الكلمات ،حينها استغليت أنت الفرصة وأمسكت بيدي و فررنا ....
توقفنا عند مكان بعيد بعدكثير من الجري ..
نتنفس بقوة ... وفجأة نظرنا لبعضنا وتعالت ضحكتنا...
ضحكتك ما زلت أتذكرها لليوم أحببتها بشدة ... كنت صغيرة ولكني أحببتك ...وأحببت ذلك اليوم الذي يذكرني بك "

توقف عن القراءة ،سأل نفسه بحيرة
 هل من الممكن ؟
تلهف لبقية الكتابة ، وقلّب الصُحف بنهم ...

اللقاء الثاني

" اللقاء الثاني كان بسيط
كنت أمشي في الضواحي فمنذ صغري أعرف بلدنا معرفة جيدة بسبب تنقلي بها ؛ هروبا من أمي وأوامرها ، ومن أختي وتسلطها ..
صراحة كنت أبحث عنك .. لم أعرف اسمك المرة الأولي ولم أجرؤ علي سؤالك ..
ولحسن حظي التقيت بك ..
كان لقاء وداع
فأنت كنت ترحل من البلدة .. وتعد العدة للرحيل
حزنت كثيرا ..
ولكن
لم أُبدها لك !!
ولكن كان عزائي أن عرفت اسمك

)عزيز فؤاد ) "

تنفس بقوة وأكمل ودقات قلبه تسبقه

اللقاء الثالث

عندما كنت في الخامسة عشر..
جاء أبي إلينا وقال أنه بدأ في شراكة جديدة وأنه سيحضر شريكه وابنه الأصغر غدا علي الغداء ..
لم يشغلني الأمر كثيرا فعمل أبي يعرضنا لكثير من الزيارات..
وجاء يوم اللقاء..
حضر الشريك وهو الحاج "فؤاد طه "
وابنه الأصغر ..
نادي أبي علي أنا وأختي كي نسلم علي ضيفه ..
وحين رأيتك ..
دل عليك القلب ..
فحينما رأيتك دق قلبي سريعا ...
وتذكرت ذلك الفتي ..
فالقلب دليل لا يستطيع أحد فهمه.
فقط هو يدلك ... يرشدك .. وأنت عليك اتباع الأوامر ..
حينها نفذت أوامره .. وعرفتك !!
كنت قد تغيرت بدا عليك علامات الرجال ..
سأكون صريحة معك ..
شككت في كون ذاك الفتي أنت !! ، رغم توكيد قلبي ..
ولكن عرفك أبوك بأنك " عزيز فؤاد "
حينها تأكدت ..
وبسرعة استغربها الجميع
" لو سمحت هو انت .. يعني انتم كنتم ساكنين في ...."
نظر أبوك إليك ثم ابتسم وقال
" اي "
حينها دق قلبي وسألت
" وكنتم ساكنين في الحتة .... "
حينها أستغرب أبوك جدا
" اي يا بنتي .. ليه الأسئلة دي "
حينها ضحك أبي .. وقال
" أصل بنتي شهد وهي صغيرة كانت نساسة ... وعارفة كل البلد .. أصل احنا كمان كنا ساكنين هناك.. ولسة ناقلين من سنتين كدا "
الحاج فؤاد " آه .. علشان كدا .. ربنا يبارك لك فيهم يااارب "
أبي " اللهم ااامين "
صمت كلاهما .. لو لم يجب أبي لكنت ذكرتك بي .. وبأول لقاء ولكن هذه إرادة الله ..
أن ألتقيك و ألا تعرفني !!
ربما سيسأل سائل :- بما أنك قد تعرفتِ عليه – رغم شكك في البداية – ألم يمكن له أن يتعرف عليك ؟
سأجيب بأمرين أولهما :- أني قد تغيرت تماما فالفتاه صاحبة العشر سنين لم تكن ذات الخامسة عشر ..
لقد كبرت وتغيرت ملامحي تماما .. عما كنت عليه .. فقد صرت شابة !!
الثاني :- أنك يا عزيز فؤاد لم تنظر إلينا ... كنت فقط تنظر لحذائك .. وتارة لأبيك .. وتارة لأبي ..
كنت أراقب تحركاتك رغم معرفتي أنه خطأ ..
ولكني فعلت !!

اللقاء الرابع


اللقاء الرابع
كان بعد ثلاث سنوات أي أني كنت في الثامنة عشر ..
لا تستغرب فهو كان دون أن تدري ..
كان عندما جئت إلينا لتعزمنا لفرح أخوك فاروق ..
كنت أطل من الشرفة لكي أراك ..
لمحتك فقط ..
كنت صرت رجلا بكامل الأوصاف ..
كنت ترتدي بنطال جينز وقميص أبيض واسع إلي حد ما ..
لا تضحك علي ..لأني قلت لمحتك ..
فلو كنت قد رأيتك حقا سأقول لك أقل تفصيلة فيك ..
فأنا حقا أحبك
ومتيمة بكل تفصيله فيك "

تنهد عزيز .. أكان غافلا عن كل هذا ..
وأكمل ولم يستطع الوقوف فهي قد هزت قلبه ألا تستطيع أن تزلزل قدمه!!

اللقاء الخامس والأخير

" اللقاء الخامس يطلق عليه
" محطم للقلوب"
بسبب :-
كنت تعمل وفجأة رن عليك أبوك ..
أجبت وعلمت بأمر الخطبة وبأن عليك تنفيذ الوعد ..
لا تعلم العروس ولكنك تعلم أنها إحدى بنات" الحاج محمد اسماعيل "
كان وعد من أبيك منذ أن عقد تلك الشراكة وأنت عليك بتنفيذه ..
قبلت الأمر طالما كان طاعة لأبيك..
وجئت لتتقدم ..
لم يكن أبي ولا أبوك علي علم من ستختار
أشهد أم سلوي ؟
وجلسنا أمامك ..
كنت أتمني بل أرجو أن تختارني..
فالتمني غير الرجاء ..
فالأولي في المستحيل.. وأنا أمقته.
والثانية في الإمكان وأنا أعشقه؛ يتيح لي أن أحارب لم أحب ..
يعيشني في مغامرة .. ولن أجد مغامرة أحب علي قلبي من الحصول عليك!!
نظرت إلي أختي
و كرهت وجودها بجانبي ..
و كرهت ذلك الوعد الذي جعلنا نقعد ذلك المجلس ..
رجوت أن يكون مجيئك لي فقط ...
توترت في جلستي ..
علل الجالسين توتري بسبب الموقف !!
ولكن توتري قادم من قلبي ... وفقط ..
وانفض المجلس .
***
بعدما ذهبت عرفت من أبي أنك تركت الأمر لنا ..
وأنك لم تنظر لنا ..
حينها ضحكت وقلبي فرح .. وأحببت أخيرا تلك الخصلة فيك ..
فقد كنت أخشي أن يتم الاختيار علي أختي ..
وعلمت أن هناك فرصة جديدة ..
حينها سألني أبي ما رأيي ؟
فوجدت الدماء تتصاعد كأنها حمم بركانية..
ونظرت للأرض وأجبت
- زي ما انت شايف يا بابا .
كنت أود أن أقول
أني أحبه .. أريده ..أني موافقة
ولكن منعني خجلي ..
واستحييت القول !!
وليتني أجبت بصراحة..
***
وذهب أبي لأختي وأعلمها ، حينها سألتْ
- بابا ، هو بيشتغل ايه ؟
والسؤال الثاني
- من عيلة ايه ؟
والثالث
- معاه فلوس ؟
وحين أجاب عليها أبي بما تريد قالت صريحة
- موافقة ..
حينها سألتُ نفسي
- أكل ما تريد الأنثى من الرجل العمل ، والمركز ، والمال !! ؟ فحسب ...
ماذا إذا لم يكن أن يستطيع أن يحميها ، أن يكون سندها ..
كيف سيتعامل معها أسيكرمها ؟ أم سيهينها ؟ "
******
توقف عزيز عن القراءة وهو مشتت التفكير ...
سمع صوت شهد قادم .. يبدوا أنها رجعت من عند والديها ..
ترك المذكرة كما هي، ذهب للسرير ... وعقله مشغول بما قرأ ...
*********
سمع خطوتها داخل الغرفة لا يستطيع أن ينظر إليها ، ظل مغمض العينين لعله يهدأ ...
أمعقول!!
هي من أحب منذ الصغر .. كانت أول حب له ..
يا للدنيا .. و يا لصغرها !!
قرر بقراءة الباقي ولا يعلمها بأي شيء حتي يتم القراءة ...
رغم إلحاح قلبه أن يقوم ويحتضنها .. ويعلمها بما يجول في خاطره .
******
تخللت أشعة الشمس من بين حواجز الستائر ..
موضحة حقائق جديدة .. وأمور غامضة ..
كانت تلك الحقيقة هي من يراها أمام عينيه .. لم يغمض عينيه ولو لحظة .. ولو أغمضهما سيكون ادعاءاً أمامها .. كي لا تنتبه أنه ينظر لها .. يتأملها لأول مرة ..
صحيح قد تأملها من قبل ولكن هذه المرة غير !!
كيف لا يتأملها بعدما عرف من هي!!
كيف لا يريد أن يقطع تلك المسافة التي تفصل بينها وبينه ...
الآن أحس حقا بعذاب تلك الضربات ..
وتعرف عليها .. دقت لها أول مرة ..
وها قد عادت مرة أخري ..
عرف الآن ماهية تلك الضربات ..
هي ضربات حبها!!
أخيرا اعترف بينه وبين نفسه ..
تسائل
أكان لزاما عليه اعترافها في البداية حتي يعترف ويقرر هو !!
لا يعرف!! ، هذا ما حدث !!
قام من مرقده..
قد صل الفجر ثم نام بعدها علي غير عادته أو تظاهر بأنه ينام ..
صحيح تعجبت شهد .. وقد علل بكونه يحتاج لمزيد من الراحة !!
جهز أشيائه .. وأهم شيء مذكراتها!!
سيتممها اليوم بإذن الله !!
_______________
وصل إلي مكتبه ألغى جميع الاجتماعات التي من الممكن أن تعطله عن قراءة تلك الوريقات ..
يريد أن يتعرف عليها أكثر ..
وقام بالفتح ومن ثم قرأ
" شهد :-
قام أبي بمناداتنا أنا وأختي للذهاب إليه ..
في البداية قلقت ولكن كنت أردد
- ربي لن يخيب ظني .
أقولها وأضع يدي علي قلبي مرارا وتكرارا ..
لاحظتني أختي وابتسمت .. لا أعرف لم تبتسم ..
ولكن راودني شعور سيء .. لكن ظللت علي ثقتي بربي ..
وبدأ أبي الكلام
- بصوا بقي بعد كتير من الاستخارات أنا وأمكم قررنا إن العروس هتكون ...
وسكت أبي ..
ألن يبطل تلك العادة..
لن أكذب كنت أحبها في أمور أخري ..
ولكن في ذلك الموقف أحببت عدم لعبها..
ولكن مهلا، أليس في العجلة الندامة
هكذا حدثت نفسي ..
ربما ما أستعجله يكون سبب شقائي ..
فأحببت أن يلعبها ... وألا يلعبها !!
تبا ماذا فعلت بي يا أيها العزيز !!
وأخيرا سمعت أبي
- شهد !!
أجبت بشرود
- نعم ..
تساءل أبي
- نعم ايه يا بنتي .. بقول شهد اللي هتتجوز .
حينها سألت ببلاهة
- شهد مين اللي هتتجوز..
وهنا تعالت ضحكات أبي وأمي ..
ويبدوا أن الفرحة تخاصمت مع أختي !! فقد قامت سريعا ودخلت الغرفة مصاحبة بصوت عال نتيجة إقفاله بشدة ..
وهنا غمز أبي لأمي بمعني
- اتركينا لوحدنا !!
فقامت بتنفيذ الأمر .
وجاء أبي إلي جانبي و كلمني بنبرة لن أنساها إلي يومي هذا
" شهد يا بنتي .. بصي أنا من يوم الحاج فؤاد ما وعدني بالنسب وأنا مقرر إنك أنت هتكوني العروسة ..
بس الحاج هو اللي قال إن عزيز اللي هيقرر ... وسبحان الله الأمر رجع لي تاني ..
عارف إنك فرحانة بالقرار ده ..
مش هقول لك السبب ... بس أنا بقدر أشوف الفرحة في عينيك كويس ..
نصيحتي ليكي ابعدي عن أختك اليومين اللي جايين .. حاولي تتجنبيها.. لأنك عارفة سلوي .. هي قالت موافقة فبالتالي هتكون عايزة تحصل علي الحاجة دي .. بس ده جواز مش لعبة وخلاص ..
ماشي فاهماني .."
هممت برأسي ..
لم أنتبه إلي كلامه حينها .. وليتني انتبهت !!
_________
بعدها اتصل أبي بأبيك وعلمه بأنه قد اختار ، لم يخبره من هي .. وقال ستكون مفاجأة ..!
كنت ألاحظ حركات أبي واحدةً واحدة ً.
وهو كان يعرف !!
يومها النور انطفأ لو تذكر، ظل مطفأً يومها طول الليل ..
وبسبب الجو الحار أخذنا أبي فوق السطح ..
جلسنا إلي أن غلب النعاس أبي وأمي ونزلا ..
وظللت أنا وأختي وحدنا ..
فقطعت أختي الصمت قائلة
- انت فرحانة ؟
أجبت ولم أبالي بنبرتها
- طبعا ..دا كان نفسي من زمان .
وأرخيت جسدي ونمت . أنظر للسماء كان الجو هادئ وعم الصمت المكان ..
لا نسمع سوي لصوت السكون ..
بعد كثير من الوقت الذي ما كان يشغلني فيه سوي التفكير بك وحياتي القادمة ، لاحظت نزول أختي .. فقمت وهممت بالنزول..
كان الجو مازال عتمة ..
نزلت الدرجة
والثانية
لاحظت شيء لزج تحت قدمي حاولت الاتزان في البداية ..
ولكني
فقدت توازني و
سقطت !!
______________
- كسر في رجليها اليمين وإيديها وبيعملوا إشاعة لبطنها ودماغها..
قالها أبو شهد بنبرة حزينة منكسرة .. وقالت أمها تندب حال ابنتها
- يا عيني عليك يا بنتي .. منهضتيش تتهني يا روح أمك ...
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. استهدي بالله .. يا أم شهد ..
- لا إله إلا الله ... ربنا يجيب العواقب سليمة يااارب !! ربنا يقومك منها سليمة يا بنتي.. ويخليك لشبابك يااارب .. ويشفيك يا بنتي يااارب ..
رد أبو شهد مؤمنا علي دعائها
- أيوة كدا خليك قاعدة تدعي ربنا ..
ثم ركن للحائط وتمتم
- ربنا يستر ..!
خرج الطبيب وكانت حالتي غير مستقرة .. هناك نزيف في الطحال و كان لزاما علي بالمكوث في المشفى..!!
كان هناك عويل طويل .. من أمي
و حاول أبي التصبر كثيرا ..
وحقيقا لا أعرف ماذا فعلت أختي ؟!
______
ظللت غائبة عن الوعي فترة من الوقت ..
كنت قد نقلت إلي المشفي في المدينة تحت رعاية خاصة ..
قلّت زيارة أمي وأبي .. بشكل ملحوظ
فكانت عمتي التي كانت تسكن بالمدينة تجلس بجواري معظم الوقت ..
لم أفهم شيء ولكن كان هناك حافز يجعلني أمتثل للشفاء سريعا ألا هو فرحي و فرحك ...
لم أعرف لمَ لمْ يأتي بك أبي لزيارتي .. ألم أكن في حكم المخطوبة إليك حينها .. إذن لمَ لمْ تزورني ؟؟
كنت ألتمس لك عذرا..
بأنك ربما محرج مني !!
لأنك لم تتعرف علي..
ربما
وربما
وكثيييييير من الأعذار التي كنت أحاول أن أقنع نفسي بها...
والحمد لله توقف النزيف بعد شهر من المعالجة ..
وشفيت يدي ، ولم يبق إلا القليل لتشفي قدمي ..
والكدمات الحمد لله قد شفيت.
لقد كنت مستعدة لفترة خطوبة حتي أمتثل الشفاء ..
ثم بعد ذلك تأخذني معك لأبدأ حياتي معك يا عزيز قلبي "

توقف عزيز قليلا..
تردد في قلبه كلمتها الأخيرة ..
عزيز قلبها
كانت لها من التأثير الكثير في قلبه ..
راجع ما قرأه
هي من كانت ستتزوجه ؟
إذن ما الذي حدث ؟
و حادثة السلم !؟
لم يعرف عنها شيء
يذكر أول ما ذهب إليهم بعد أسبوع من الاتفاق بتأجيل من أبيها بسبب ظروف طارئة حدثت في بيتهم .. كانت العروس سلوي ؟؟
كيف يزوجون ابنتهم و الأخيرة ما بين الحياة والموت ؟
اي قلب يستحمل ذلك ؟؟
هذا يفسر إذن اختفاء شهد أيام الزواج
ماذا فعلت تلك المسكينة بعدما عرفت ماذا حدث
وبدأ بقلب الصفحة ..
" رجعت بيتي.. كان أبي و أمي علي غير طبيعتهما طوال الوقت في الطريق ..
سألتهما عن أختي وأني لم أرها طوال الشهر .. لم يجيبا
وغيرا الموضوع ..
لاحظت تصرفهما ، ولكني لم أصر !!
دخلت غرفتي .. توترت من عدم وجود أختي في البيت .. ومن تصرف أبواي ..
فتحت الدولاب وجدته خال من ملابسها إلا من بعض القطع القديمة ..
زاد توتري أمسكت عكازي وخرجت إليهما ..
سألتهما لم يجيبا ..
سألتهما زادت الحيرة
سألتهما فقسما ظهري
سألتهما فأجابا
ليتني ما سألت
ليتني لم أصر
ليتني ابتعدت
ليتني مت
ليتني .....
لم أكمل التمني وقد فقدت الوعي ...
..
حلمت بك
حلمت بك بجانبي تلبسني شبكتي
وكنت عروسك
كانت هناك غيمة سوداء تحوم حولي ..
لم أنتبه لها ..
كفاني وجودك بجانبي ..
نظرت لذهبي وأنا فرحة ..
و يا ليت الفرحة اكتملت
فالغيمة السوداء التفت حول عنقي .. و زاد الشد .. اكثر فأكثر نظرت إليك لعلك تنقظني وجدتها تأخذك بعيدا عني بعيدا وضحكت الغيمة ضحكت بصوت أختي ..!!
وابتعدت انت ..
ومت أنا..
مات قلبي ..
متُّ من دونك يا عزيز ..
كنت حلما في صبايا ..
وأمنية في شبابي ..
و الآن قد هرمت ببعدك..
بعدت يا عزيز قلبي ..
بعدت وبعدت عني السعادة
بعدت وبعدت عني الألوان
صارة الحياة سوداء ، معتمة..
بعدت عني ياعزيز
أخذتك أختي بعيدا ..
سافرت وتركتني..
لم استعجلت..
الم تلاحظ غيابي ..؟
ألم تلاحظ اشتياقي ؟
ألم تلاحظني ..؟
لو نظرت إلي كنت ستعرف كم أحبك ..!
لو نظرت إلي كنت علمت من أنا!
نظرة فقط كانت ستكشف الكثير ، نظرة !!
لم يا عزيز قلبي ؟؟ لم ؟
ماذا فعلت كي تبعد عني ..
ألم يكفيك أخذ أختي كحصن حصين ..
ألم يكفيك هذا ، فبعدت عني كل تلك المسافة ..
لم يا عزيز قلبي ..
لم يا روحي
لم يا كل نفسي ..
لم أحب ولن أحب غيرك ..
وسأظل أحبك حتي في بعدك !! "
دمعة ..
نزلت دون أن يشعر ..
كلماتها صادقة ..
أحسها في قلبه ..
وأدمي الجرح وازداد..
وأكمل
" حاولت العيش دون روح ..
جسد خال .. يأكل ليعيش .. ينام ليرتاح .. يجلس ليرضي من حوله ، حياة رتيبة مملة ، تلك كانت حياتي بدونك ..
لا ضحكة لا مرح .. لا شهد .. فقط مومياء علي قيد الحياة ..
كيف تأتي الحياة وانت كنت الحياة..؟
كيف اضحك وانت كنت الضحكة ؟
كيف أعيش وأنت أنت الروح ؟
أيمكن أن تعيش بلا روح ، بالطبع كلا !!
فأنت كنت الروح
انت كنت الضحكة
انت كنت البسمة انت كل شيء يا عزيز ، صدقني كل شيء ..
لم أتحمل الكتمان أكثر من ذلك .
وفتحت أمي في الموضوع
أعلمتني بما حدث
بعد مرضي .. بيوم واحد اتصلت انت لتعلمنا بمجيئك .. فقرر أبي التمهل قليلا فأجل أسبوع .. وقال بأنها ظروف
لم تكن الأشعة قد ظهرت بعد وظن أبي بأن الأمر يسير ..
وحدث ما حدث ..
حينها جلست أختي مع أمي صاحبة القلب الحنون
وطيّبت خاطرها بكلمتين ..
ثم أنزلت دمعتين..
و بأنها قد أحبت..
وأن الدقات قد دقت
وبأن الضربات قد سُمعتْ ..
يسمعها الجيران ..
والقلب حيران
بين أخت وحبيب ..
وهنا نزل الشريط
ماذا أفعل يا أمي..
وماذا أفعل لأختي ..
لن ترضي ..
وأنا لن أرضي !!
فدليني..
أرجوكِ ..
الأم لم تستحمل..
وقررت أن تُفتِح ..
فشهد كسلوي.
ليس هناك مميِز ..
ومرة تلوي الأخرى..
والاب قد ملّ واستسلم..
رغم غير الرضي
ولكن أيكسر قلب البُنية ..
شهد ذات القلب السمِح
سيطلب الصفح و قد حصل ..
ولكن قد كسروا قلبي ..
ومعها حياتي وحبي
من أجل دمعتين ..
وكلمة ..
أني أحبه يا أبي !!

استعجلا وأنهيا ... وزفت العروس لزوجها !!
وتلك المكروبة في همها ... لحين يأتي فرجها !"
google-playkhamsatmostaqltradent