Ads by Google X

رواية ربع دستة ظباط الفصل الثاني بقلم سوما

الصفحة الرئيسية
رواية ربع دستة ظباط بقلم سوما ( دمج بين رواية مارد المخابرات و رواية مخابرات خلف الاسوار)
بقلم / اسماء جمال جمعه ( Soma Ahmed )

ملحوظة: الرواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات أبحث في جوجل "ربع دستة ظباط دليل" أو أدخل على "deliil.com"

2. رواية ربع دستة ظباط بقلم سوما الفصل الثاني كامل

يونس راح على المخزن تبع مالك اللى ع الطريق و فضّاه نهائى و وفّر كل حاجه و كلم مراد اللى بلغ ليليان و نقلوه بأسعاف ع المكان ..
حطوه ع سرير ف نص المكان بالمحاليل و الاكسجين .. و مراد شاور لكذا حد ولّعوا ف كذا حاجه حواليه بعيد و إبتدت النار تطلع و الدخان ريحته بتملى الجو و الغاز بس هو بعيد تماما ..
الجو بيتعبق دخان و النار صهدها بتعلى و بتسخّن الجو .. مالك ع السرير جسمه إبتدى يتشنج خفيف مره ورا مره ورا مره و حركة تشنجاته بتزيد و تتعانف لحد ما بقت شبه اللى بيتكهرب ..
مراد راح على ليليان و لسه هيتكلم لقاها مركزه قوى معاه ..
يونس جنبه من ناحيه و لافف دراعه و محاوطه و بيحاول يهدّى جسمه ..
ليليان قربت من تانى ناحيه و كلمت يونس : سيبيه يتفاعل مع المؤثرات الخارجيه .. لازم تحرّك اعصابه و طالما إبتدى يستجيب يبقى ده شئ كويس .. متقلقش
يونس كإنه مش سامعها و مع حالة مالك اللى بتزيد إبتدى صوته يتخنق بدموع : ماالك .. قووم بقا .. قوم يا صاحبى .. قوم انا جنبك .. مش هسيبك .. يلا إسند عليا زى ما طول عمرنا بنسند على بعض
مالك زى الفلاشات بتظهر قدام عقله و مع كل فلاش دماغه بتتنفض نفضه بتحرّك جسمه كله معاها ..
الومضات بتظهرله قدام عقله و إبتدى يضغط على عينيه جامد بعنف بيزيد و يتضاعف كإنه متهيأله إنه مفتّح و شايفها و عايز يغمض ميشوفهاش !
بيغمض بعنف قوى مره ورا مره و جسمه بيتشنج اكتر مره بعد مره مع تغميضة عينيه و كل ما تغميضته تزيد بعنف تشنجاته تزيد بعنف و فجأه عيونه إبتدت تبربش .. بتبربش من غير ما تفتّح .. مجرد بيحرك رمشه بحركات سريعه ..
كذا مره و كذا محاوله و تشنجاته بتزيد مع محاولاته دى ..
ليليان قرّبت منه و سندت بإيدها ع السرير و ميّلت وشها قصد وشه : مالك .. مالك انت كويس .. فوق .. قوم .. يلا خد نَفس يلا .. إتنفس انت كويس .. فتّح عينيك
يونس صوته بيترعش : هتقدر .. صدقنى هتقدر يا حبيبى .. يلاا
مالك حركته بقت اعنف و جسمه إبتدى من عنف حركته يهبد ف السرير ..
يونس إبتدى يقلق بجد ف زعق : يلا من هنا .. انتوا جايبينه تجربوا فيه ؟ مستنيين ايه ؟ لو عاش يبقى كويس و ان مات يلا بالسلامه ؟
ليليان لسه هترد : ثوانى بس
يونس زعّق اعلى : بقولك يلا .. يلا و إلا اقسم بالله لو جراله حاجه ما هسكت... انتوا بتعملوا فيه كده ليه ؟ الكل جاى عليه ليه ؟ اخوه يطلع غبى و حمار و مراته بنت ستين كلب و شغله يتخلى عنه و يبقى دى اخرتها ! تجربوا فيه زى حيوانات التجارب ؟ انا مش هسمح لحد يقرب منه تانى و إلا
ليليان سامعاه بس عينيها بتغيب و تروح على مالك وراه لحد ما شاورت عليه فجأه : لحظه لحظه .. إستنى
يونس إلتفت وراه و هى راحت عليه : إبتدى يحرّك إيده .. كويس .. مالك حرّك إيدك تانى .. لو سامعنى إدينى اى اشاره .. اى حركه تانيه
مالك رفع إيده بضعف و حطها على وشه و بيفرك فيه و ف عينيه و كل ما يصلب إيده ترخى لوحدها تانى لحد ما عيونه إبتدت تفتّح 

رواية ربع دستة ظباط

فهد من يوم حادثة مالك شهور عدّت عليه مش بينزل شغله نهائى و لا بيخرج من البيت غير لاقصى ضروره و يرجع بسرعه كإنه بيهرب ..
لحد يوم ما حلم ولدت اخر الليل و تانى يوم اخر اليوم روفيدا تعبت جدا و نقلوها المستشفى ..
اللوا مدحت رن عليه كتير بس مردش ف راحله ..
فهد اول ما فتح الباب لسه هيدخل بخمول اللوا مدحت مسك إيده رجّعه : إلبس هدومك و يلا
فهد بزهق : مش نازل
اللوا مدحت زعّق : يلاا
فهد نفخ : يلا فين ؟
اللوا مدحت : عازمك على دور طاوله .. قوم يلاا مراتك بتولد
فهد كإنه كان ناسى فعلا من دوامة توهانه اللى دخل فيها : بتولد ؟
اللوا مدحت إبتسم : مالك الصغير ياسيدى جننا .. شكله مش عايز يجى إلا اما انت تروحله .. يلا عشان مالك باشا جاى
فهد ببلاهه : جاى فين ؟
اللوا مدحت رفع حاجبه :  لا معلش جاى إعاره يشوف الجو و راجع .. قوم يلااا
فهد دخل زى الأله اللى بتتحرك بريموت و مش عارف عشان كان وقعت من حساباته خطوه زى دى و لا عشان مبقاش فارق معاه حاجه نهائى !
دخل قعد على حرف السرير زى التايه او فاكر إنه كان ف حلم و لسه قايم ..
إتأخر كتير لحد ما اللوا مدحت قلق عليه او خمّن حالته ف دخل اوضته و شافه بيعيط بصوت مكتوم ..
لأول مره يصعب عليه من وقت اللى حصل ف قعد بهدوء قصاده على حرف السرير ..
فهد دخل ف نوبة عياط .. عياط لا شكله و لا صوته و لا هيئته بيقولوا إنه عياط راجل .. حتى سببه مبيقولش عياط راجل .. ده عياط عيل إتيّتم و هو لسه بيتعلم يمشى !!
اللوا مدحت بحزن : فهد شد حيلك شويه .. مينفعش كده .. اللى راح راح خلاص .. اللى راح ده قضاء ربنا
فهد بوجع : اللى راح ده أخويا .. اللى راح ده مش قضاء ربنا .. اللى راح ده أبويا و مفيش إبن مهما جاله بيجيله اعز من أبوه
اللوا مدحت سكت كتير : إستقوى بإبنك .. إستقوى بيه عشان هو كمان يعرف يستقدر ع اللى جاى بيك
فهد إتوجع من الكلمه اللى سمعها قبل كده على لسان اللى راح .. مالك قالهاله يوم ما بقا يتيم و أديه هو كمان إنهارده بيسمعها نفس الكلمه ف نفس الحال ..
اللوا مدحت ملقاش حاجه تانيه يقولها ف قام فتح الدولاب و طلّعله لبس : يلا غيّر هدومك و شويه و مالك الصغير هيجى ابقى خده ف حضنك يمكن قلبك يهدى
فهد غمض عينيه قوى و من كتر ما كان حاسس بأبوة مالك له شاف نفسه الإبن اللى موقفش جنب أبوه و هيتردله ف إبنه : هو إبنى ممكن يتخلى عنى ؟ ممكن يسيبنى ف محنه كده ؟ ميبقاش جنبى !
اللوا مدحت رد من غير ما يفكر : مش كل إبن ناكر للجميل يا فهد و لا كل إبن عاق .. و بعدين ربنا قال " و لا تزر وازرة وزر اخرى "
فهد رفع وشه و ملامحه تاهت اكتر و اللوا مدحت معرفش يصلّح الكلام اللى كان عمل خلاص مفعوله ..
فهد بيلبس و اللوا مدحت كإنه إفتكر : صحيح ولاد آخوك عاملين ايه ؟
فهد إتجمد مكانه و لف وشه له : اخويا مين ؟
اللوا مدحت حس ان فهد ميعرفش : ولاد مالك .. روفيدا اما تعبت من شويه و نقلناها المستشفى الدكتور اللى شافها ف الطوارئ قالها ان مرات مالك لسه والده قبل الفجر و يدوب خرجت من المستشفى اخر اليوم
فهد بصوت تايه : هى كانت حامل ؟
اللوا مدحت إستغرب : انت متعرفش ؟ دى مرات اخوك و انتوا عايشين ف بيت واحد !
فهد بجمود : اخويا اللى قتلته و البيت الواحد ده هى اللى خربته و انا اذا كنت سيبتها ف ده عشان كنت مش ف وعى بس و رحمة أخويا لا
اللوا مدحت قاطعه : فهههد .. كفايه بقا .. احنا معرفناش تفاصيل اللى حصل و لا انت و لا هى حد فيكوا إتكلم و زفت عادل ده قضيته خرجت من إيدينا للجهاز و منعرفش تفاصيلها ف ملحقتش اعرف قالك ايه .. و المقدم مراد رفض فتح موضوع مالك إلا اما قضية صفوت تخلص و نشوف كل التفاصيل
فهد زعّق : بس ده ميمنعش ابدا ان هى اللى قتلته ! مين ملى البيت غاز ؟ مين ضربه بتلات رصاصات ف رجله ؟ مين حبسه ف الشقه و إضطره يخرج بالشكل ده ؟ مش هى ؟
اللوا مدحت قعد بتفكير : و بردوا خلينا منسبقش الاحداث لحد ما القضيه كلها تخلص و بعدها
فهد كان خلّص لبس ف اخد حاجته و خرج بجمود : بعدها دى بقا عندى انا .. ده حق أخويا و انا اللى هخده زى ما هو ف يوم كان بياخد حق أبوه
اللوا مدحت خرج وراه و قفلوا و نزلوا .. بمجرد ما نزل ناحية باب شقة مالك قلبه وجعه زى كل مره بيعدى عليها .. و يمكن مكنش بينزل و لا يخرج عشان ميلمحش مكانه ..
حاول يسرّع خطوته زى اللى بيجرى او بيهرب بس من نفسه لحد ما وقف مكانه زى اللى إتربّط على صوت عياط بيبيهات ..
فهد وقف و قلبه بيدق بجنون كإنهم ولاده هو .. من صلبه .. جسمه إتهز حركه خفيفه على صوتهم .. حاول ينزل بس معرفش حتى يتحرك ..
لف وشه لباب الشقه و وقف و إبتدى ياخد نَفس ورا نَفس ورا نَفس بصوت عالى زى اللى بيجاهد يتنفس او بيخطف الهوا بالعافيه و كإنه محتاج طاقه عشان يشوفهم ..
وقف ع الباب بتوتر و رن الجرس .. رن كذا مره ..
حلم جوه من وقت ما مراد رجّعها البيت بولادها و نزلت لأمها و رجعت و هى على رقدتها متحركتش .. دموعها بس اللى بتتحرك .. طلعت ادويتها اخدت مهدئ و رقدت !
بمجرد ما سمعت جرس الباب رفعت وشها بلهفه .. كل مره جرس الباب بيرن قلبها بيروح عند واحد بس !
قامت فتحت بلهفه فيها توهه و إتفاجئت بفهد اللى هو كمان إتفاجئ بمنظرها بس معرفش يقول حاجه ف سكت ..
الاتنين ساكتين و كل واحد فيهم ف عينيه شر مميت للتانى او عتاب شرس .. مش عارف
قطع سكوتهم صوت عياط ياسين .. حلم دخلت من غير كلام بلهفه عليه شالته و خدته ف حضنها ..
فهد برا مقدرش يقف تانى و دخل زى اللى بيجرى لحد ما إتجمد ع باب الاوضه .. ياسين واخد ملامح أبوه قوى .. عينيه و شعره و بشرته و حتى رسمة وشه و حواجبه و كل حاجه .. مسابش حاجه
حلم إبتدت تعيط بمراره لدرجة جسمها إبتدى يترعش قوى .. نزّلت ياسين من حضنها حطته قدامها ع السرير و رجعت ف قعدتها ع السرير و سندت بضهرها لورا و رفعت إيديها ربّعتهم فوق راسها و غمضت عينيها و بتتمنى لو ميفتّحوش تانى يمكن ترتاح ..
و فهد إتسمّر ع الباب و ياسين بينهم راقد و عياطه إبتدى يزيد كإنه بيلومهم بلغة الاطفال ..
فهد عينيه راحت بتلقائيه جنبها على حلم الصغيره اللى صحيت هى كمان و إبتدت تعيط قوى ..
فضل ينقل عينيه بينهم بتوهان و لأول مره يشوف حد بيجسد حالته و وجعه .. شاف ف عينيهم اللى لسه بتفتّح ع الدنيا مرارة اليُتم اللى هو داقها ..

بقلم سوما

ده يمكن شاف عياطهم لوم له زى ما كان بيلوم مالك بس الفرق هنا إنه هو اللى يتّمهم فعلا ..
فهد معرفش يستحمل تانى حتى صوت عياطهم ف حط إيده على ودنه و إبتدى يحرّكها بجنون ..
حلم صوتها إتنبح من دوامة الوجع دى بس بتنطق بهزيان الكلمه اللى من شهور مفارقتش لسانها : اوعى يا فهههد .. اوووعى .. اوعى يا فهههد
فهد لسه إيده على ودانه و بيحرّكهم و طلع يجرى على برا لحد ما خرج من الشقه و نزل بنفس الجرى ..
حلم رجعت مكانها ع السرير بقهره .. مسكت المهدئات بتاعتها و فضلت تطلع من العلبه قرص و تاخده من غير مايه و وراه قرص و وراه قرص و اخدت لحد ما ايدها تعبت !
فهد بمجرد ما نزل الجنينه و عينيه راحت عليها و ع البيت شكل الصوره كمّل عليه .. فضلت عينيه متعلقه لفوق عند بلكونته لحد ما اللوا مدحت راح عليه لف دراعه حواليه و ضمّه عليه بحزن و فهد نزل ع الارض قعد مكانه ..
فضل كتير و اللوا مدحت سابه يمكن يخرّج اللى جواه بس حالته بتزيد مش بتهدى ..
راح عليه قوّمه من تانى و هو بيقوم بالعافيه : فهد كده مينفعش .. كل شئ ف اوله صعب عاارف .. بس لازم تبقى اقوى .. ولاد اخوك إتيتّموا بدرى و انت دلوقت اللى لازم تبقى جنبهم .. لازم تبقالهم اب زى ما أبوهم كان طول عمره ليك اب
فهد قام بالعافيه راح معاه ع العربيه : مش هقدر
اللوا مدحت : لا هتقدر
فهد بوجع : مش هقدر .. و الله ما هقدر
اللوا مدحت : سواء قدرت او مقدرتش ف ده دورك و محدش غيرك هيقوم بيه .. يا اخى إعتبره رد جميل
فهد سكت بحزن و اللوا مدحت آخده و راح ع العربيه و راحوا ع المستشفى ..
مالك راقد ع السرير و يونس محاوطُه بدراعه و بيكلمه و ليليان قصاده ..
مالك رفع إيده بضعف و حطها على وشه و بيفرك فيه و ف عينيه و كل ما يصلب إيده ترخى لوحدها تانى لحد ما عيونه إبتدت تفتّح .. بيفتّح و بمجرد ما يشوف النور عينيه تقفل لوحدها
يونس بص بقلق ل ليليان : هو فى ايه ؟ فى حاجه مش مظبوطه
ليليان إبتدت تبتسم بجد : لا ده رد فعل طبيعى و متوقع .. بقاله تقريبا سبع شهور نايم و عيونه مشافتش اى نور ف بالتالى اول ما هتفتّح هستغرب النور لحد ما تاخد وقت تتعود
يونس بصّله بخوف و رجع بصّلها : وقت اد ايه يعنى ؟
ليليان : لا متقلقش ده مجرد ساعات مش اكتر و يمكن اقل .. المهم حاليا لازم يرجع المستشفى تانى .. كده وصلنا للى عايزينُه
مارد بصوت عالى : الحمد لله و الله كنت خايف متعرفيش ف تقولى إدوله طلقتين تلاته
مراد لف وشه له و رفع حاجبه و مارد رفع إيده و هو بيرجع لوا بضحك : عشان يفوق .. جزء من الصدمه يعنى
مراد على وضعه : و اما ياخد طلقتين هيفوق ؟
مارد إتريق : لا عندك حق .. هو اما يتولع فيه بس هيفوق
مراد هز راسه بغيظ و شاور للرجاله حواليهم طفّوا كل حاجه و هو و يونس و مارد نقلوه بالسرير تانى ع العربيه و راحوا بيه ع المستشفى ..
فهد وصل المستشفى .. اللوا مدحت سبقه و دخل و فهد لسه بيدخل إتفاجئ بمراد و ليليان و مارد بينزلوا من عربيه ع باب المستشفى 

الفصل الثاني من رواية ربع دستة ظباط

فهد وقف و غصب عنه إبتسم لمراد و من غير كلام راح عليه حضنه ..
مراد إستسلم تماما له : ازيك يا فهد
فهد غمض عينيه قوى كإنه بيرد بعينيه ..
مراد ضغط بخفه على إيده : انت كويس ؟
فهد هز راسه بلاء ..
مارد كان نزل من العربيه ف راح عليهم : مالك يا عم الفيبريشن ؟ لا اسكت الله لك حساً ؟
فهد مردش و مراد ضغط على إيد مارد بإيده التانيه يسكت ..
فهد صوته مبحوح او تايه : روفيدا بتولد
مراد إبتسم قوى : والله ؟ طب مالك فى ايه ؟
مارد ضحك بهزار او تريقه : مالك وشك اصفر ليه هو انت اللى هتولد ؟ متخافش زى شكة الدبوس
مراد شد إيده من إيد مارد بغيظ و مارد رفع إيده و هو بيمشى : و الله ما انت قايل حاجه .. انا ماشى
مراد ضحك غصب عنه لفهد : طيب لو إحتاجت حاجه قولى
قبل ما فهد يرد مارد رد : بيقولك مراته بتولد هيحتاج منك ايه ؟ تولّدها مثلا ؟
مراد غمض عينيه بغيظ : يابنى اسكت
مارد كعمش وشه بغيظ و دوّره بعيد ..
فهد إبتسم غصب عنه : انا محتاجلك معايا .. إنهارده بالذات .. إنهارده بالذات لو مالك عايش كان زمانه جنبى مش هيسيبنى مهما حصل و انا محتاجله دلوقت قووى .. بس هو سابنى .. ينفع احتاجلك ؟ ممكن ؟
مراد إبتسم و عينيه بتلقائيه راحت على عربية الاسعاف اللى كانت لسه بتدخل المستشفى و إتمنى لو مالك سامع الكلمتين دول ..
العربيه ركنت دقيقتين ع الباب المفروض تقف ..
مالك جوه ع السرير مش فايق و بردوا مش تايه .. فلاشات كتير بتظهر زى الصواعق قدام عينيه ف تنفض جسمه و تخليه يغمض بقوه اكتر .. فلاشات كتير قوى من ضمنهم الجمله اللى لسه قايلها فهد عنه و مش عارف هو سامعها بجد و لا بيفتكرها !
 يونس لسه هينزل لمح فهد ع الباب مع مراد ف شاور للسواق لف و دخل من باب الطوارئ الخلفى ..
فهد غمض عينيه و لسه هيمشى مراد مسك إيده : ع فكره يا فهد انا ممكن اكون متعاملتش مع مالك بشكل مباشر كتير بس كنت بعتبر نفسى اب له و يمكن الحدوته معاه إبتدت من هنا .. و انت كمان تقدر تعتبرنى كده .. اب لك
مارد رفع حاجبه و هز راسه بعلامة مزيكا ل ليليان اللى كانت نزلت جنبه : يا حنين .. تعالى شوفى أبوكى و هو عامل فيها ابو المصريين
ليليان ضحكت بخفه : و انت مالك
مارد ضحك و هو بيلف دراعه حوالين كتفها و شنكل رجليه ف بعض : لاء انا ابن المصريين عادى
مراد غمض عينيه بغيظ قوى و هو بيحط إيده على راسه : ده انت مش إبن المصريين ، ده انت ابن كلب
مارد و ليليان ضحكوا ف صوت واحد .. فهد ضحك معاهم ضحكه خفيفه و غصب عنه إترسمت قدامه ذكرياته مع مالك ..
مراد رجع بصّله : زى ما قولتلك .. تقدر تعتبرنى زى مالك و اى حاجه تحتاجها كلمنى يا فهد .. معلش ممكن اكون مشغول الفتره دى بس عشان تدريبات مارد و فرحه قرّب و توضيبات البيت ف الدنيا مزحومه عندى بس انا جنبك متقلقش
فهد إبتسم بس بسرعه ملامحه إتلجّمت : انا مليش اب غير مالك و لا هعرف احط حد مكانه
مارد بصوت مزيكا : يا حنين
مراد زقه بغيظ : إتحرك يلا مع الاسعاف اللى دخلت
مارد بعد ما لف وشه يمشى رجع بصّلهم و رفع حاجبه : ما تيجى معانا يا فهد .. تعالى شيل معانا و الله
مراد غمض عينيه و بيهز راسه يمين و شمال بغُلب ..
مارد ببراءه مصطنعه : انا قصدى بدل ما نجيب حد من المستشفى يلا إيدك معانا
مراد زقه بغيظ لقدام و كل ما مارد يحاول يلف وشه يرجع يزقه لقدام : يلا يلاا ادخل مع آختك الإسعاف دخلت من بدرى
مارد مشى بيضحك و مراد وراه بس الاتنين وقفوا على سؤال فهد : هى قضية عادل وصلت لحد فين ؟
مارد لسه هيرد مراد سبقه : القضيه قضية بلد و هجره غير مشروعه مش قضية عادل .. هو مجرد عميل و وقع و لسه طول ما التحقيقات شغاله ميتحكمش عليه
فهد بحده : انا قضيتى دم أخويا .. حقه .. إنما الهجره و البلد و الكلام ده مش بتاعى ، ده بتاعكوا يا باشا
مراد بصّله كتير : الكلام ده انا سمعته فين قبل كده ؟ انت ليه مصمم تمشى على نفس الخطوات اللى كنت ف يوم بتهاجمها ؟
فهد دوّر وشه و مارد اللى رد بتريقه : عشان غبى ، بس ربك بقا رايد يقلّب الاحوال زى ما قلّب القلوب و وسّخها
مراد بصّله قوى و فهد كمان بصّله : انت ليه مصمم إنى مكنتش بحب أخويا ؟ مالك ده
مارد قاطعه بلهجه شبه التريقه : أبوك أبوك عارف .. بس عملت ايه بقا يثبت إنك بتعتبره اب ؟ اثبت ده ازاى ؟ وقفت جنبه ؟ ف ضهره ؟ سندته ؟ قوّيته ؟ رافقته وقت حوجته ؟ اقولك انا ؟ و لا حاجه .. معملتش ولا حاجه زى ما انت ولا حاجه ف متجيش بقا دلوقت و ترسملى الدور ده عشان مش لايق عليك
فهد بتوهان : انا شوفت بعينى مالك مره ورا مره بيقع معايا بس مبعرفش اثبت ده و لا حتى لنفسى .. و معرفش اذا كنت انا فعلا اللى مكنتش بعرف اثبت و لا مش عايز اثبت .. مالك هو اللى علمنى الصح من الغلط ، ربانى على كده ، علمنى الاخلاص ، هو اللى علمنى المعانى الجميله دى و مقدرتش اشوفه بيهدّها او بيشوّها
مراد بعتاب : و ليه محاولتش تغمض عينيك ع الاقل لحد ما تفهم او يجى هو و يفهّمك ؟ ليه محاولتش تتخطى ده و تتعامل معاه عادى كأخ و الغلط ربنا اللى بيحاسب عنه ؟
فهد بحزن : معرفتش .. معرفتش اكون بوشين .. كنت تايه ف ملكوت الصدمات اللى كانت عماله تيجى ورا بعض .. مالك معايا وقتها كان عامل زى اللى لبّس واحد هدوم ستره  و مره واحده عرّاه و سابه لوحده و عريان .. متخيل كنت حاسس بإيه ؟ مالك وقع و بسرعه قام .. نزل مره واحده و بردوا عِلى مره واحده و كل حاجه معاه جات مره واحده .. مكنتش عارف ازاى كل ده ! مكنتش بدوّر وراه قد ما كنت بحاول افهم .. ف الوقت اللى جاه الواد بتاع صفوت اللى وقع رمى كل الخيوط .. إتجننت اما سمعت الكلام ده من الواد بتاع صفوت و ان مالك معاهم .. إتجننت اما سمعت عن تهريب البنات .. يعنى شرف .. مش مجرد غلط و السلام .. و الاخر ماتوا يعنى دم !
مراد حاول يبسّطهاله : إتعلم يا فهد اما تشوف حته مضلمه و فجآه نوّرت اوعى تفتّح و تبحلق فيها قوى عشان تحقق فيها قادت ليه و ازاى .. عشان النور الزياده مش دايما بيوريك الحقيقه .. ده ساعات بيعمى .. غمض شويه و ارجع فتّح هتلاقى الرؤيه اوضح
مارد إتريق : بتقول لمين ؟ و بعد ايه ؟ اعتقد معدش له لازمه
فهد ميّل راسه و نزلت دمعه منه بطعم التوهه ممرره ..
مارد إتكلم و هو بيمشى و سايبهم : ع فكره الباخره اللى ولّعت ف بورسعيد كانت فاضيه و مفهاش حد .. يعنى مكنش فى جثث اصلا و لا كان عليها بنات ! يعنى لا دم و لا شرف !!
قبل ما فهد يرد او مراد مارد إنسحب من الحوار كله و سابهم و دخل ..
فهد بص لمراد : يعنى ايه الكلام ده ؟

سوما احمد

مراد حرّك إيده على وشه بغيظ و بص لفهد و حاول يختار جمله تنفع و لسه هيتكلم ..
 فهد لاحظ توتره ف سابه و مشى بس بيتكلم و هو داخل ع المستشفى : انا مش هسيب حق اخويا يا باشا .. انا اذا كنت ساكت كل ده ف سكتت عشان انت قولتلى سكوتى ف مصلحة دم مالك و لو إتحقق ف موته ممكن يتجاب رجله و يتوسّخ إسمه و احنا لسه موصلناش لحاجه عن تفاصيل القضيه لا تدينه و لا تبرّئه .. بس إبنك دلوقت برّأ مالك من الشرف .. مالك كان اشرف من إنه يتاجر ببنات .. زى ما انا شوفت الرائد محمد بعينى و برّأت مالك من دمه قدام نفسى و زى ما انت بردوا قبلنا برّأته من اى حاجه وحشه و ده عندى كفايه ف لو مش هتجيبوا حقه انا اللى هجيبه بس مترجعش تزعل
مراد معرفش يتكلم و فهد سابه و دخل المستشفى اللى كان اصلا نسى هو جاى ليه !
يونس كان دخل بالاسعاف و ركنوا جوه و نزّلوا مالك دخّلوه العنايه .. ليليان و يونس دخلوا معاه و ليليان إبتدت تحطه من تانى ع جهاز القلب بتراقب قلبه اللى بينبض بعنف قوى كإنه حاسس بكل حاجه حواليه او سامعهم ..
علّقتله محاليل و خرجت و يونس خرج وراها : هو دلوقت كده ايه ؟
ليليان : متقلقش هو متوقعين ساعات و يفوق و انا علقتله محاليل و ادويه تساعده
يونس بخوف : و لو محصلش ؟
ليليان : مالك وقعته مكنتش سهله و كونه يتخطاها ف مراحلها الاولى ده معناه إنه قوى و قوته اللى ساعدته يتخطى كل ده هتساعده يقوم من تانى .. المهم حاليا انا محتاجه ابعد عنه اى ضغط او انفعال من اى نوع .. اى ضغط ع اعصابه ممكن ينكسه و يدخّله ف متاهه تانيه احنا ف غنى عنها .. ف ياريت بلاش اى حوارات او كلام او مواضيع او حتى اشخاص ممكن توصّلنا للمرحله دى و اعتقد إنك اكتر حد ممكن يساعدنى ف ده بصفتك اقرب حد له زى مانا شايفه
يونس إبتسم بحماس : متقلقيش .. سيبى كل ده عليا .. يفوق هو بس و الباقى عليا .. انا مش هسمح لحاجه تأذيه مهما حصل
فهد دخل المستشفى و سأل ع روفيدا و عرف إنها لسه ف الطوارئ بيحاولوا معاها و لسه مولدتش .. طلع لعندهم و شاف أمها و أبوها واقفين ع باب الغرفه ف راح عليهم ..
اللوا مدحت إستغرب : انت كنت فين ؟ إتأخرت ليه كده ؟
فهد : معلش مراد باشا كان برا وقفت معاه شويه
اللوا مدحت : روفيدا لسه جوه .. بيقولوا فى طلق بس مش مساعدها .. انا قولتلهم يولدوها قيصرى بس قالوا مش هينفع تقريبا عشان الطلق .. معرفش ليه مولدتش من الاول قيصرى ده شهرها خلص
فهد وقف جنبهم بقلق و إبتدى يتوتر .. خاف يكون ربنا رايد يعاقبه فيها .. كان خايف يدوق ف إبنه بس دلوقت هى و إبنه ..
أمها واقفه على جنب مسلمتش حتى عليه و بمجرد ما جاه دوّرت وشها و بتغيب و تبصّله بضيق ..
فضلوا كتير لحد ما الدكتوره خرجتلهم : انا حاولت مره و اتنين و كتير نساعد مع الطلق عشان البيبى ميتأذيش بس معرفناش .. لازم تتحول ع العمليات و هو نصيبه
محدش فيهم نطق و أمها راحت عليها : و مستنيه ايه ؟ اما بنتى تموت ؟ العيل ف داهيه المهم هى
الدكتوره بصت لفهد اللى هز راسه موافق و إبتدى يتسرب رعب حقيقى جواه على إبنه اللى ممكن يخسره !
الدكتوره سابتهم و دخلت حولتها ع العمليات و إبتدت تولدها ..
خدت وقت و الكل برا متوتر لحد ما طلعت صرخة البيبى طمنتهم ..
فهد راح ع باب الغرفه و بيحاول يشوف اى حاجه و عيونه بتنزّل دمعه ورا دمعه ورا الف دمعه ..
الدكتوره خرجتلهم طمنتهم و شويه و حوّلوها لغرفه عاديه و أمها و أبوها دخلولها ..
فهد دخل متوتر و بمجرد ما فتح الباب روفيدا دوّرت وشها الناحيه التانيه و غمضت عينيها ..
فهد غمض عينيه بإحباط او وجع .. طول الشهور اللى فاتت بيحاول يشوفها بس هى رافضه نهائى لدرجة مبقتش تنزل شغلها .. كان عنده امل اما يجى إبنه يصلّح كل ده بس اهى دلوقت هى بتهد الامل ده ..
شد كرسى و قعد جنب سريرها .. حاول يمسك إيدها و لسه بيميل يبوسها شدت إيدها بحده و دوّرت وشها من تانى ..
فهد قرّب بكرسيه اكتر و شويه و قام قعد على حرف السرير جنبها و بيحاول يخليها تبصله : روفيدا .. حبييتى .. مش ناويه ترضى عنى بقا ؟
روفيدا بلهجه ناشفه : ارجع لربنا يمكن هو اللى يرضى عنك مع إنى اشك .. اصل ربنا بيسامح ف حقه هو إنما ف حقوقنا احنا لاء .. بسيب كل صاحب حق حر ف حقه ف لو تعرف تروح لصاحب الحق يسامحك روح
فهد غمض عينيه قوى و إبتدى صوت دموعه يطلع : يااريت .. ياريت كان ينفع .. ياريت ينفع اروحله حتى لو مسامحنيش بس اروحله يمكن اشوفه .. او حتى لو مشوفتهوش يمكت ارتاح بقا
روفيدا معرفتش تشوفه صعبان عليها .. هى حبته بجد و من كتر حبها إتصدمت فيه .. حست إنها كانت مع واحد لا عرفته و لا عاشرته !
فهد عيونه بتترجاها : مش هتسامحينى ؟
روفيدا بجفا : اللى بيسامح الكل ربنا مش انا
فهد : و لا حتى عشان مالك الصغير .. إبننا ؟
روفيدا : إبنى انا هعرف اربيه كويس اعتقد احسن مما كنت انت هتربيه لو معايا .. ع الاقل هحاول اخليه يشوف كل حاجه على حقيقتها حتى انت
فهد بمحايله : و هو ذنبه ايه ؟ انا غلطت هو يدفع التمن ليه و يعيش مشتت بينا ؟
روفيدا هنا بس بصتله : ما قولتلك قبل كده يا ابو مالك ان المساواه ف الظلم عدل .. و كنت اقصد وقتها إنك زى ما سيبت اخوك هسيبك عشان مسير اللى ساب يتساب.. بس شوف يا اخى ده حتى ربنا رايد يساوى بينكم .. عارف حلم ولدت إنهارده .. ولدت ولاد مالك اللى جوم للدنيا يتامى بعد ما خرّجتوا أبوهم منها و حرمتوهم منه و دلوقت لازم انت كمان تدوق
فهد وقف و زعّق بس مش منها لاء من كلامها اللى هو عارف إنه اصح من إنه يترد عليه : انتى عايزه تحرمينى من إبنى ؟ انا مش هسمحلك
روفيدا زعقت قصاده : مش بمزاجك
فهد إتعصب : انا مش هسيب إبنى .. انا آبوه مهما حصل منى حتى لو كنت شيطان .. فااهمه .. ده إبنى و من دمى و لحمى و صلبى و انا أبوه و الاب مهما يعمل هيفضل بردوا اب و له مكانته اللى مينفعش تتمحى قدام غلطه
روفيدا سكتت اما خلته نطق الجمله اللى كانت عايزه توصّله لإنه يقولها بلسانه يمكن اما يسمعها من لسانه يفوق .. بس متأخر قوى !
فهد وقف فجأه بالكلام ع الحقيقه اللى نطقها بلسانه بس بعد ايه !
آمها و آبوها كانوا مخرجوش و متابعين الحوار بينهم ف صمت .. أمها حاولت اكتر من مره تتدخل و أبوها بيمنعها لحد ما فهد خرج و رزع الباب !
يونس خلّص مع ليليان و دخل لمالك يتطمن عليه تانى..
مالك إبتدى يفوق .. بيفوق و ثوانى و بيغمى عليه من تانى .. بيفضل دقايق مغمى عليه و يبتدى يفوق من تانى ..
يونس قعد على حرف السرير جنبه و ميّل عليه : مالك .. يلا يا حبيبى بقا .. طوّلت قوى يا صاحبى .. شد حيلك بقا
مالك بيحاول ينطق بس مفيش صوت .. شفايفه بتحاول تستنجد بصوته بس مفييش ..
يونس قرّب اكتر بلهفه : هاا ؟ عايز ايه يا صاحبى ؟ طب شاور .. شاور بس
مالك نزلت دمعه من عينيه اللى لأول مره من شهور تغمض بإرادته و شاور بإيده بضعف ليونس على صدره ..
يونس إتحدف عليه بعد ما فهم إنه محتاج حضن .. حضن يلملم كل الجروح دى و يداوى المتكسر و يلم الوجع ده و يرميه بعيد ..
يونس حضنه قوى .. قوى قوى : حمد الله ع السلامه يا حبيبى .. كده تغيب ده كله ؟
مالك معرفش ينطق و يونس كمان متكلمش تانى و الاتنين سابوا الدموع تتكلم نيابة عنهم ..
يونس رفع وشه و بص ف عينيه قوى : و حياة اللى حصلك ما هسيب حقك
مالك الكلمه حدفت عقله عند اللى حصله و إبتدى عقله يوريله تفاصيل اللى حصل من تانى ..جسمه بيتنفض كإنه لسه بيعيشه دلوقت ! عقله بيقرب و يبعد عن اللحظه دى و مره يتخطاها و مره يكررها ببطئ لحد ما رسمها قدامه بوضوح !
يونس إفتكر تحذير ليليان ف وقف بالكلام : المهم دلوقت انت .. المهم صحتك .. لازم تقوم بقا .. انا هروح ل ليليان ابلغها
مالك بضعف : متسيبنيش
يونس إبتسم قوى بلهفه : انا من امتى سيبتك يا اهبل ؟ ده انا بدأت اشك إنى عفريتك زى ما كنت بتقول
مالك إبتسم بضعف و يونس كلّم ليليان اللى جات بسرعه ..
دخلت كشفت عليه و شافت الاجهزه تبعه و غيرت المحاليل ..
يونس بلهفه : هو كويس صح ؟
ليليان إبتسمت لمالك : نقدر نقول كده .. الحمد لله .. بس طبعا محتاج يفضل شويه معانا نتأكد إنه تمام و حالته تستقر
يونس حضنه قوى و مراد راح عليه : حمد الله ع السلامه يا جدع
مالك حاول يفتّح عينيه و بصّله كتير و سكت ..
مراد بص ل ليليان اللى طمنته : كويس متقلقش
مالك فتّح عينيه كذا مره لحد ما فاق خالص بيهم و هنا شاف الكل حواليه .. عينيه بتتنقل بينهم بتوهان او إستغراب او بيحاول يحقق هو فايق و لا متخدر او يمكن عينيه بتدوّر على حاجه ! لاء على حد ! اى حاجه بس توضحله ان اللى فات كان كابوس و دلوقت بيصحى منه و لا حقيقه و لا اللى هو فيه دلوقت هو اللى كابوس و شويه و هيصحى !
مارد ضحك بهزار : لالا متقلقش احنا ملك المووت .. ملايكة الحساب اللى طالعينلك
مراد ضحك قوى و يونس ضحك معاهم ..
مارد لف دراعه على مراد و دراعه التانى على ليليان :
قوم يا راجل ده لو الدنيا كلها قالت مات احنا التلاته كده الوحيدين اللى مش هنصدق .. ده احنا تخصص بقا
ليليان ضحكت لمراد اللى هز راسه بضحك : مفيش فايده
مارد بهزار : المفروض يشغلّونا ف مصلحة الوفيات .. كل ميت نشوف بطاقته و يعدّى .. انا و ال ( بص لمراد لقاه رافع حاجبه ف رفعله هو كمان نفس الحاجب ) لاء انت لاء .. انت قلبك حونين .. انا و البت دى .. ع الاقل هى إتخدع ف موتها زيى
مراد زقه بغيظ و مارد شد ليليان معاه و ضحك جامد : دى بالذات متخصصه يابنى ف الموضوع ده .. بص هى تولع ف الميت و انا اشوف بطاقته و نعديه
مراد رفع حاجبه و بصّله و رجع بص ل ليليان و ليليان عملت نفس حركته و بصت لمارد و رفعت حاجبها و رجعت بصت لمراد و الاتنين سكتوا ثوانى و هما باصين لبعض و شدوه فجأه و نزلوا فيه ضرب و هو بيخرج جرى و الاتنين وراه بيضربوا فيه بضحك ..
خرجوا و سابوهم و يونس قعد كتير مع مالك و مالك بيفوق و ينام و يرجع يصحى و يرجع ينام تانى ..
يونس باس راسه : حبيبى هروح البيت اجيبلك شوية حاجات هتحتاجهم .. لبس و كده و ارجعلك
مالك سكت : بيت ؟ هو البيت
يونس فهمه ف رجع قعد جنبه : انسى يا مالك .. انسى .. إنساهم و شيلهم من حساباتك و بكفايه بقا كل اللى إدتهولهم و بكفايه إنهم متحاسبوش على بشاعة اللى عملوه
مالك غمض عينيه قوى و بمجرد ما فتّحهم تانى هما لوحدهم سألوا ..
يونس مسك إيده : كل واحد عاش حياته و انت كمان لازم ترجع لحياتك بقا
مالك ضحك بوجع ضحكه معرفش حتى يرسمها على وشه...
يونس وقف : هروح عندى البيت اجيبلك اللازم و ارجعلك و نرغى للصبح
مالك رد بعينيه و يونس فتح الباب يخرج بس لف عينيه له قبل ما يمشى : ع فكره انت كنت واحشنى قووى
مالك غمزله بعينيه بإبتسامه صافيه و يونس حدفله بوسه ف الهوا و خرج ...
فهد ف اللحظه دى كان لسه خارج من عند روفيدا بعد شدهم صدق بعض ..
حس ان كل حواديته لضمت ف بعضها و عملت سلسله بتتلف حوالين رقبته و تضيق و بتخنق فيه .. محتاج لأى حد دلوقت جنبه بس خلاص الباب اللى كان بيسد إحتياجه إتقفل او هو خلعه اصلا !
 طالع بيسأل عن مراد ف قابل يونس لسه خارج من عند مالك يدوب قفل الباب بس فهد شافه ف الطرقه بس ..
فهد إبتسم بلهفه شبه اللهفه اللى بتخطفه كل ما بيقابل حاجه من ريحة مالك : يونس
يونس معرفش يبتسم ف بصله بجمود و إتحرك يتخطاه بس بمجرد ما عدّى عليه فهد مسك إيده : يونس
يونس وقف بجمود : نعمم
فهد بضعف : ازيك عامل ايه ؟
يونس رد ببرود : كويس قووى .. انهارده بس كويس قوى يا فهد
فهد إستغرب رده و لهجته : وحشتنى
يونس بصّله ببرود و مط شفايفه بلامبالاه ..
مالك كان جوه بمجرد ما يونس خرج غمض عينيه بتعب بينام بس فجأه فتّحهم بلهفه على صوت بيكلّم يونس برا .. صوت هو عارفُه كويس قوى او يمكن واحشُه !
قام وقف بتعب إتسنّد ع السرير و كل ما بيتعدل جسمه بيدوخ و يميل و يرجع يتحامل على نفسه يقف من تانى لحد ما وقف و قرّب من الباب و هنا إتآكد من فهد اللى برا ..
إيده بتلقائيه إترعشت و راحت على اوكرة الباب يفتحه بس وقف على سؤال فهد ..
فهد برا مع يونس : يونس .. انت اكتر حد هيجاوبنى بصراحه .. مالك كان لسه معاكم صح ؟ لسه ف شغله ؟
يونس : لاء طبعا .. مالك إتفصل من شغله من يوم قضية زفت خليل و من ساعتها مالهوش علاقه بالشغل
فهد إتنفس بإحباط .. يونس اقرب حد لمالك زائد ان يونس نفسه ف الشغل ف لو مالك خد خطوه زى دى فعلا يبقى يونس كان اول واحد هيعرف ..
يونس شايف تخبّطه ف بصّله قوى و فهد إتكلم من غير تردد : عارف إنى شوفت الرائد محمد ف سينا ؟
يونس بصّله قوى بس مستغربش مش عارف ليه ..
فهد لاحظ إنه مستغربش و معرفش يحدد بالظبط هو كان عارف و لا للدرجادى واثق ف صاحبه .. معرفش يحدد و إتلغبط اكتر و اتمنى لو زيه : شوفته و ارجوك متنكرش و واضح إنك عارف بدليل متفاجئتش .. و ع فكره مراد قالى ان مالك برئ من موضوع الباخره اللى انتوا بتحققوا فيه و ان الباخره اللى ولعت ف بور سعيد اصلا مكنش عليها حد
يونس ربّع إيده قصاده : و ده معناه ايه بقا؟
فهد سكت كتير : مش عارف
يونس بصّله كتير بخيبة امل و سابه و مشى : اما تبقى تعرف يا فهد ابقى تعالالى ساعتها هبقى اجاوبك او ع الاقل هبقى جنبك
يونس مشى و فهد فضل مكانه واقف مغمض عينيه و رافع وشه لفوق بحزن و مالك جوه غمض عينيه و رفع وشه براسه لفوق بوجع و اللى باين ان الاتنين فاصل بينهم الباب بس الحقيقى اللى بينهم حواجز و حيطان و اسوار عاليه و بتعلى ..
مارد خرج من المستشفى خد عربيته و فضل يلف بيها كتير .. موقف مالك ده صحّى جواه ذكريات خاصه بيه لوحده .. حس إنه محتاج لحد جنبه و واحده بس اللى خطفت باله اول ما حس بالإحتياج ف إبتسم و راحلها .. وقف قدام الاستديو و قبل ما يرن عليها لقاها خارجه مع ريهام صاحبتها و كذا حد .. بعد ما كان هينزل وقف مكانه و فضل يتابع ضحكتها من بعيد ..
غرام بعيد مع صحابها بيتكلموا و بتلف وشها لمحت عربية مارد واقفه ف إبتسمت بعشق و سابتهم من غير كلام و طارت ع العربيه 

تكمله ربع دستة ظباط

وصلت للعربيه و غمزتله من ورا القزاز ف فتح اللوك و شاورلها دخلت ..
غرام إبتسمت بحب  لفّت وشها نص واحده ناحيته سندت بدراعها على حرف الكرسى وراها : وحشتنى
مارد رفع حاجبه : اعمل ايه بس ؟ منفوخ ف التدريبات مع حماكى ...كانت شوره سوده اما قولتله عايز اتدرب ع ايدك.. ايه اللى خلانى إتسحبت من لسانى بس ؟
غرام ضحكت قوى : ما تجمد ياض انت داخل على جواز هتكسفنا و لا ايه ؟
مارد ضحك قوى : لا جواز ايه انتى شكلك هتاخدى اختك
غرام دفنت راسها ف تربيعه دراعها ع الكرسى وراها و ضحكت قوى ..
مارد بغيظ : انا ايه خلانى اتبّت ف الرجوله قوى كده؟ الراجل برفع من معنوياته قام هد حيلى
غرام ضحكت قوى و صوتها بيعلى و مارد عض ع شفايفه بغيظ و ضربها على راسها بخفه : اضحكى اضحكى .. انا اللى جيبته لنفسى صح ؟
غرام : لا اجمد كده .. فاضل اسابيع قليله و انا لسه عايزه انزل الف ع الفستان و حاجاته و ناقصنى كذا حاجه
مارد بغيظ : و اما هو فاضل وقت قليل مستنيه ايه ؟
غرام رفعت حاجبها : مستنياك يا روحى و الا هتشيّل ابوك الليله زى البيت و تدبسه معايا و تخلع ؟
مارد ضحك : خلاص إتسدى انا عندى كام يوم لحد ما نشوف هنعمل ايه ف قضية مالك يبقى ننزل سوا
غرام إنتبهت بجديه : صحيح هو عامل ايه ؟
مارد إتنهد بس لهجته و ملامحه إتغيروا : كويس ربنا يعينه على اللى هو فيه
غرام حست بملامحه اللى بهتت و تقريبا فهمت .. هى اتعودت تفهمه من غير كلام : انت كويس على فكره .. كل ده عدّى متفكرش فيه
مراد إبتسم بخفوت : قلبى وجعنى عليه قوى يا غرام
غرام : هيعدّى منها .. اعتقد من كلامك إنه قوى و هيقدر يتخطى ازمته
مارد بصّلها بتلقائيه : مانا قولتلك قبل كده .. كل حاجه بتعدى اه بس و هى بتعدى بتسيب حاجات كتير مبتعديش .. خذلان و غدر و خيانه و ضعف و وحده و التوهه ف كل ده وحشه
غرام مسكت إيده بتلقائيه و حستهم متلجين ..
مارد كان خلاص إتعود يتعرى من قوته و يظهر ضعفه قدام اللى بيستقوى بيها و منها : هو انتى ممكن تسيبينى ف يوم ؟ 
غرام إتكت على مسكة إيده : مجنونه انا مثلا عشان امشى من غير عقلى ؟ هابله عشان اتحرك من غير عيونى و افضل اخبّط حواليا ؟ ده انت روحى يا مراد حد بيمشى بجسمه و يسيب روحه ؟
مارد إبتسم على قدرتها إنها تخطفه لعالم تانى حتى ف عز خنقته : اوعى .. اوعى تعمليها
غرام رفعت دراعه لفت نفسها بيه و إبتسمت : اقدر ؟ ده انت الطله فـ قلب عيونك نعمه و الله
مارد ضم راسها عليه قوى و باس راسها : ده انتى اللى احلى نعمه ربنا إدهالى .. مش متخيل انى ممكن اخسر زيه كده .. رغم انى جربت خسارة الاب و الام اللى هو فيها .. لكن يحب و يتغدر بيه كده .. صعب !
غرام حاولت تهزر : لا متقلقش انا مش زيها
مارد إبتسم و هى رفعت وشها من على صدره و جابته قصد وشها و برّقت و هى ماسكه رقبته : لا انا مش هسيب فيك نَفس .. انا يوم ما هموّتك هعملك شاورما
مارد برّق : اكل تانى ؟
حلم مثّلت البراءه : او ترنشات ف اكياس عشان اتأكد بس ان مفكش نَفس ، على حسب المزاج بقا ساعتها
مارد ضحك قوى بغيظ و زقها : يا ساتر يارب ملكوش امان
غرام ضحكت ببراءه مصطنعه : طبعا اوعى تدى لواحده الامان ده شوشو بياخد عندنا دروس
مارد ضحك قوى و هى معاه لحد ما سكتوا : بس هو اللى غلطان يا مالك .. موثقش فيها كفايه
مارد إتنهد بصوت : مش يمكن كان خايف عليها ؟
غرام حاولت تبسّطها : لالا ده مش خوف لو خوف عليها مكنش دخّلها حياته من الاول مهما عملت .. مفيش راجل بيستسلم غصب عنه ع فكره .. بمزاجه و بإرادته خاصه ف الحب .. ف معنى انه سابلها نفسه يبقى ده مكنش خوف عليها و إلا كان بعدها عنه من الاول عشان يحميها .. انما ده دخّلها حياته و معتمد على رصيد ثقتها فيه اللى كانت بتدهاله مره ورا مره و مخدش باله ان كل مره بياخد فرص من الرصيد ده بيقل
مارد : فلنفترض ! تقوم تموّته ؟
غرام صححت : لا تقوم تتصدم و بقوة دفع الصدمه تعمل اى حاجه .. دى كان ممكن تموّت نفسها ماهى مش ف عقلها ..
مارد سكت و هى إبتسمت : لو إديت البنت كل حاجه اﻻ الامان و الثقه تبقى انت كده بالنسبالها مدتهاش و ﻻ حاجه ! مبقولش مش غلطانه .. لاء غلطانه و ببشاعه كمان بس كونه هو اللى إبتدى بالغلط و دفعها للغلط ده اللى يشفعلها .. الغلط كان بالتساوى بينهم
مارد سكت تماما و بيحاول يشوف الموضوع من وجهه تانيه ..
غرام إبتسمت اما لاحظت توتره : تحب نروح للدكتور بتاعك ؟
مارد هز راسه و سكت و هى إبتسمت : خلاص خلينا نعدى عليه احنا كده كده كنا هنروحله قبل الفرح
مارد خدها و راحوا للدكتور النفسى اللى اخدته له اول مره و اللى متابع معاه لدلوقت ..
وجع مالك و وحدته اللى شافهم و التوهان اللى غطى عينيه اول ما فاق فكرّوه بنفسه يوم ما فاق ف المستشفى و لقى نفسه لوحده و محدش جنبه .. حس إنه موجوع عليه و شايل همه عشان تقريبا حاسس دوامة الوحده و الخذلان اللى هيدخلها ..
فهد خرج من المستشفى مش عارف يروح فين و لا لمين .. ملهوش حد ...مبقاش فى حد جنبه .. زمان كان مالك بيعوّض عن كل حد غاب .. بس دلوقت مين هيعوضه !!
إتحرك بجمود ناحية البيت .. لازم يفهم .. وصل و طلع لحد شقة مالك و وقف قدامها بتردد او توتر او تراجع .. مش عارف .. خايف من اللى ممكن يسمعه بس لازم ..
رن الجرس و حلم جوه بمجرد ما رن جسمها كله إتنفض و قامت بلهفه بتتلفّت و تخبط ف اى حاجه تقابلها لحد ما فتحت و اول ما شافته إتنفست بإحباط و عيطت من غير صوت ..
فهد فضل واقف مكانه بس عيونه غمضت قوى : سؤال واحد عايز اعرف إجابته و محدش غيرك ممكن يجاوبنى عليه
حلم صوتها مبحوح قوى : انا معنديش حاجه ممكن اقولهالك .. ابعد عنى
فهد زعق : امال قتلتيه ليه ؟
حلم رفعت وشها بذهول بعد ما كانت دخلت قعدت على الكنبه اللى ف مدخل الشقه : انا اقتل مالك ؟ انا اخلص من روحى ؟ مين عاقل ممكن يخنق نفسه بإيده !!
فهد دخل و شدها وقّفها : بقولك ايه الشويتين دول مش هتعمليهم عليا انا .. انتى ممكن تاكلى بيهم دماغ اى حد إلا انا .. اه انتى اللى إتجننتى و قتلتيه
حلم لطمت على وشها و فضلت تخبط فيه و هى بتتلفت حواليها و عيونها مفتّحه قوى : اديك قولت .. إتجننتى.. انا فعلا كنت إتجننت .. كانت لحظة صدمه .. لالا جنون .. كانت لحظة جنون
فهد زعق : و اذا فاكره الكلام الاهبل ده هيحميكى من القانون تبقى عبيطه .. انتى محاميه شاطره اه و تعرفى تلعبى بالقانون و اعتقد بتجهّزى لده من فتره و بتستعدى تجهّزى حالتك للى هتقوليه ده بس ده مش عليا .. فاهمه .. انتى اللى قتلتى اخويا و حقه عندك .. و انا و رحمة قلبه اللى إختنق على إيدك لا اكون واخد حقه
شدها عليه و مسكها من رقبتها بإيديه الاتنين و بيخنق فيها و هى وشها بيزرق و مستسلمه تماما حتى مش بتقاومه كإنها بتعاقب نفسها !
ف اللحظه دى الباب إتزق و دخل حد بمجرد ما شافهم كده زعّق بحده : اووعى يا فهههد .. اووعى
الاتنين إتجمدوا مكانهم ع الجمله اللى رنت ف المكان كله كإنها بتفوّقهم .. او الذكرى بتاعتها هى اللى بتفوّقهم ..
فهد وقف بتوهان و إيده رخت من على رقبتها لوحدها و بيترقب بلهفه مجنونه يسمع الجمله تانى كإنها هترجّع الزمن لورا و الزمن هيرضى عليه و يديله فرصه ..
حلم وقفت زى التايهه و بتتلفت حواليها بجنون و عينيها عماله تلف المكان بعشوائيه زى اللى بتدوّر على حاجه ..
و فجأه ________
سؤال الحلقه
مين دخل على مالك و حلم ؟ هيلحق حلم و لا هتتأذى ؟ الموقف هيبقى شكله ايه ؟
google-playkhamsatmostaqltradent