رواية ربع دستة ظباط الفصل الثاني عشر 12 بقلم أسماء جمال سوما

الصفحة الرئيسية


ملحوظة: رواية ربع دستة ظباط "دمج بين رواية مارد المخابرات و رواية مخابرات خلف الاسوار" والرواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات أبحث في جوجل "ربع دستة ظباط دليل" أو أدخل مباشرة على "deliil.com"

رواية ربع دستة ظباط الفصل الثاني عشر 12 كامل بقلم أسماء جمال

عدّى اسبوع على يوم محاكمة مالك ..
مالك إختفى تماما ، موبايله مقفول و محدش يعرف عنه حاجه ..
فهد لف عليه كل مكان ممكن يبقى فيه بس مفيش ، راحله حتى المقابر يمكن يلاقيه زى الاول بس مفيش ، راح لمراد و قاله إنه ميعرفش فعلا هو فين !

لحد يوم فرح مارد ، كل حاجه جهزت و الكل إستعد للفرح بحماس لحد ما جاه يومه .....

غرام بتجهز حاجتها و بتلبس عشان هيتنقلوا بيت مراد يجهزوا و يلبسوا هناك و الفرح كمان هناك ..
أمها جنبها بتعملها كل حاجه و تجيبلها كل حاجتها .. بتغيب و تمسح عينيها و تداريهم ..
غرام مسكت الحاجه منها حطتها على حرف السرير و خدتها من إيديها قعّدتها و نزلت برُكبها قدامها ع الارص و قعدت قصاده و إبتسمت : ممكن اعرف بقا الحب زعلان منى ف ايه ؟
امها سابت دموعها تنزل بحب و حاولت تهزر : انا بردوا الحب يا بكاشه ؟
غرام ضحكت اوى : ايه ده يا مارى انتى هتعمليهم ع الولا من اولها ؟
أمها ضحكت معاها : لا اولها و لا اخرها .. ربنا يخليكوا لبعض حبيبتى و تبقى جوازة العمر و ما يغيّر عليكى ابدا و لا انتى كمان
غرام رفعت نفسها باستها من خدها : ايووه كده .. اظبطى على ده و كتّرى بقا منه
أمها إبتسمتلها بحب و رفعتها جنبها : خدى بالك منه و من نفسك .. بلاش اندفاع يا غرام .. انتى بردوا هوائيه شويه و مندفعه و غالبا مشاعرك بتتحكم ف ردود افعالك .. و يمكن عشان لحد دلوقت مشاعرك ناحيته كلها حب ف ردود افعالك ف صالحكوا .. لكن الحياه مش هتمشى كلها كده .. هيبقى فى بيت و راجل و ولاد و اسره .. يعنى مسئوليه و لازم تبقى قدها
غرام إبتسمت : إدعيلى يا ماما
أمها لفّت دراعها عليها و اخدتها على صدرها حضنتها : انا مليش غيرك ادعيله .. لا بطّلت و لا عمرى هبطّل و دايما هتلاقينى معاكى و جنبك
غرام باستها من خدها و وقفت راحت تكمل لبس : طب يلا يا روحى بقا هنأخّر و سوسو كل شويه ترن الماكيير وصلوا
أمها إبتسمت بتوتر و هى قاعده مكانها : حاضر حبيبتى يلا انا جاهزه اهو .. خلّصى انتى و يلا
غرام رجعتلها : عايزه تقولى ايه يا ماما ؟
أمها وقفت بتوتر و سكتت ..
غرام ربّعت إيديها بضيق : خالو بردوا مش كده ؟
أمها بمحايله : حبيبتى ، مش هقولك ده اخويا و لا إنى مش عايزه اخسره .. بس ده خالك و اول حد وقف جنبنا من قبل حتى ما تتولدى و يمكن هو الوحيد اللى فضل معانا .. اه هو اخويا بس كان ممكن يسيبنى مع نفسى اشيل مسئوليتى و مسئوليتك .. يمكن يكون طبعه حاد و ناشف بس انتى عارفه طبيعة شغلهم اللى خلتهم كده
غرام إتنهدت بضيق : لاء اذا كان على طبيعة شغلهم ف مش كلهم كده .. و مش هقولك مارد و لا حتى هوبا بس انتى حقيقى مشوفتيش بابا مراد .. و مع ذلك حاضر شوفى انتى عايزانى اعمل ايه و هعمله .. بس بسرعه عشان منأخرش

أمها إبتسمت قوى : خالك مخرجش إنهارده و يمكن ده عشان هيحضر
غرام لسه هتتكلم امها سبقتها : عارفه إنه قال مش جاى بس يمكن راجع نفسه و اكيد مستنيكى تسلمى عليه قبل ما تمشى و كلمتين حلوين بقا مش انا اللى هقولك
غرام بغيظ : يا ماما هو اللى إعتبر إنى عشان وافقت على حاجه هو مش عايزها ابقى صغّرت بيه .. هو لا فارق معاه حضر الإتفاق او محضرش . هو مقموص لإبنه و انتى عارفه و بعدين بابا كلّمه و هو مردش عليه يبقى هنعمله ايه ؟
أمها قرصتها من خدها بحب : اه يابنت أبوكى يا بكاشه .. دلوقت بقيتى مع أبوكى ؟
غرام ضحكت : لا انتى عارفه هوبا حبيبى
أمها مشيت بيها لبرا : طب يلا بقا و حياته عندك
غرام ضحكت بغيظ : حاضر حاضر .. بس اكمل لبس و يلا معايا
لبسوا و جهّزوا حاجتهم و امها اخدتها و راحت لخالها خبطت خبطه خفيفه و دخلوا ..
خالها لسه هيقوم سيف مسك إيده قعد و بصّلهم ببرود ..
غرام إبتسمت و قرّبت منهم قعدت جنب خالها : مش عايزاك تزعل منى .. انا بحبكم و انت عارف الكلام ده كويس و مهما حصل بينا مش هيبقى الاخر و لا هنتقطع من بعض
خالها لسه هيتكلم غرام سبقته : و لو حصل و زعّلتك منى او عملت حاجه تضايقك ف يوم اتمنى تنساها و تعرف بس انها مش مقصوده زى مانا لو حصل حاجه ضايقتنى نسيتها و خلاص صفحه بيضا بقا
خالها معرفش يقول حاجه ف بص لسيف اللى لقاه بيرسم برود على وشه ف إختصر : خلاص حصل خير .. ربنا يوفقك

غرام باسته من خده : و اكيد مش هتسيبنى ف يوم زى إنهارده .. مهما حصل و إختلفنا انت عمرك ما سيبتنا ف اكيد مش هتعملها ف الاخر
خالها هز راسه بضيق و سيف رد ببرود : الاخر ؟ ممم و هو انتى ناويه يبقى ده الاخر ؟
عرام لفّت وشها لها و إبتسمت بصفا : لاء طبعا .. انتوا عيلتى يا سيف و انت اخويا مهما حصل بينا و مفيش اخت بتسيب اخوها عشان خلاف
سيف حاول يبتسم ببرود و غرام هزّرت تلطّف الجو : و تأكد إنى يوم ما هحتاج حاجه اوعدك زيك زى مازن عندى و انت كمان لو إحتجت اى حاجه اوعدك معرفكش
سيف ضحك غصب عنه و أمها كمان اللى قرّبت من أخوها : نهله هتنزل معانا و هنستناكم بقا ع الفرح
أخوها هز راسه : ان شاء الله
غرام بصت لسيف : صدقنى بكره ان شاء الله تلاقى اللى تخطفك و تحسسك إنها الاولى و الاخيره و تجنن قلبك و

سيف قاطعها : ملكيش دعوه بقا بقلبى .. انا و هو بنتصرف مع بعض .. و انا اللى عايزك تعرفى إنى كنت غلطان ف حساباتى .. إفتكرته حب .. بس
غرام حطت إيديها على قلبها بكوميديا : يا لطييف يا لطييف ، قلبى قلبى ، اااه
سيف معرفش ميضحكش لحد ما سكت : انا بس حسبتها من باب إنك بنت عمتى اللى مينفعش تطلع لحد برا و إفتكرت ده حب و صدقت نفسى .. بس الموضوع طلع اتفه من كده بكتير
غرام وقفت : انا مبسوطه بجد إنى بسمع منك الكلام ده و دلوقت .. و عموما يلا همشى انا دلوقت و على معادنا بقا ف الفرح اوعوا تتأخروا
أمها إبتسمت له : يلا حبيبى عقبالك
غرام اخدتها و خرجت راحوا على بيت مراد .. همسه اخدتهم و ليليان و روسيليا و صممت على حلم تكون معاهم و دخلوا الاستراحه مع الكل و إبتدوا بجهزوا ..

بقلم أسماء جمال سوما

مارد اصر ان الفرح يتعمل ف جنينة البيت خاصة بعد ما إتوضّب من تانى ..
مراد إبتسم : مش كنا عملناه ف قاعه افضل؟
مهاب ضحك : هو انت يا عم خايف ع البيت و لا ايه ؟
مارد إبتسم له بحب : مش آن الاوان الفرح يدخل البيت ده بقا ؟ يعنى البيت ده جدرانه لو بتتكلم كانت صرّخت .. كفايه عليه حزن خليه يفرح معانا
مراد إبتسم : ااه يا مراد .. عمرى ما كنت اتخيل إنى ممكن اعيش يوم زى ده .. ابدااا .. و لا يجيلى يوم و ابقا ابو العريس زى كل صحابى اللى من سنّى دلوقت و فرحوا بولادهم .. كان كل ما حد فيهم يعزمنى على فرح إبنه كان قلبى من جوه بيتمزّع .. كنت انت الحاضر الغايب معايا ف كل مناسبه حتى لو وحشه .. بردوا بقول لو كنت معايا كنت هتسدّ عنى
مارد قام راح عليه بغلاسه و فتح دراعاته بكوميديا : من إنهارده مفييش احزان ! مفيييش الوااان ! حب ! مفييييش ده كمان !
مراد كان بيضحك بس جه لاخر الجمله و برّق ..
عمل نفسه هيقوم عليه بغيظ و كوّر إيده كإنه هيضربه و مارد مسك قبضة إيده اللى مكوّرها باسها بضحك و قعد بيه على حرف الكرسى بتاعه وحضنه و باس راسه : بجد من إنهارده مفيش حزن تانى .. ان شاء الله فرح و بس .. و يارب عقبال الفرحه التانيه تشيل ولادى و ولاد ليليان و وراها فرحه تانى و تالت .. و يفضل يجى فرح ورا فرح و لا يوم نحزن تانى
و حتى لو لا قدر الله إتكتبلنا إبتلاء ف حزن يبقا ف اى حاجه إلا الفراق .. انا معنديش استعداد اعيش يوم واحد من غيرك تانى و لا هقدر
مراد رفع وشه و بصّله بفرحة اب إتحرم من كل حاجه و مره واحده اخد كل حاجه : و لا يحرمنى منك .. انت بالذات و لا يوم يجى ف عمرى تانى من غيرك .. و هرجع لنفس الحلم إنك انت اللى تدفنى و
مارد كشّر بحده : بقولك ايه انا ما صدقت لقيتك و بقا ليا ضهر و سند و اسد ف ضهرى .. ربنا مش هيكسرنى فيك تانى

مهاب بهزار : نكدوا بقا على اللى جاب أبونا ف يوم زى ده
مراد ابتسم و غمز لمارد : لاء نكد ايه ده الليله ليلة الماارد
مهاب : طب مش يلا نلبس .. همسه لسه جايه من شويه بتقول البنات جهزوا
مارد بتريقه : ايوه الشويه دول اللى هما من ساعه و نص تقريبا ؟ لاء إتطمن هتلاقى لسه قدامهم زيهم
مهاب ضحك : انت حفظت ؟ لاء انا كده هتطمن على مستقبل بنتى
مارد كعمش وشه : بنتك حفّظتنى العفريت بيخبّى عياله فين

مهاب قام عليه شدّه بهزار : عجبك و لا مش عجبك ؟
مارد مثّل الخوف و رفع ايده بإستسلام : و ربنا عاجبنى
مراد رفع حاجبه بحده : ابن مراد العصامى مبيخافش
مارد حط ايده حوالين كتفه و غمزه : اسكت خلينى واخدُه على قد عقله للأخر لا يتجنن
مهاب ضربه بخفّه : لاء سيبتلك الجنان انت ورينى بقا .. بس على الله متنخّش

الكل ضحك و مراد إتحرك لجوه : انا هروح اشوف ليليان كده جهزت و لا ايه
مازن : إستنى خدنى معاك
مراد زقه بغيظ : ما تروح تشوف نفسك .. انت لازقه
مازن همس بغيظ : اصبر بس عليا ان ما ورّيتك
مراد وقف مكانه بغيظ و هو مديله ضهره : طب انا عايزك تورّينى كده
مازن مثّل الخوف : و ربنا ما اقدر

الكل ضحك و مراد سابهم و راح تمم على كل حاجه من تجهيزات الفرح و إتأكد ان كل حاجه تمام
بعدها دخل الإستراحه و كانوا ليليان و غرام و أمها و همسه و روسيليا و حلم كمان و معاهم الماكيرات و بيجهزوا فيها ..

مراد رن على ليليان اللى كانت جهزت و اول ما رن خرجت جرى عليه ..
مراد إتسمّر مكانه .. عيونه دمّعت .. قلبه بيدق بعنف .. بيبصّلها بعشق ، بلهفه ، بحب..
مراد زى ما يكون حاجه ربطته مكانه و مش عارف يتحرك .. ليليان بصّتله كتير .. مكنتش متخيله تعيش يوم زى ده و مع أبوها كمان ..
قرّبت منه براحه و هى بتبصّله قوى و مش راضيه حتى ترمش و كإنها خايفه يطلع وهم .. حلم .. سراب
وقفت قصاده و مدّت إيديها مسكت وشه بحب ..
متكلمتش و لا هو كمان و دموعهم نزلت بس عيونهم إتكلمت كتير .. باست راسه و طوّلت قوى و هو غمض عينيه و اتنهد براحه
و كإنه كان عامل حسابه إنه عايش ف حلم و بمجرد ما لمسته اكدتله إنه حقيقه ف ارتاح ..
و فجأه حضنته قووى و هو ضمّها و طوّل ف حضنه
ليليان بدموع : بابى انا بحبك قوى
مراد رفع وشها : و انا بتنفسك اصلا .. انتى و مراد حاجه كده عايش عليها .. حاجه اهم حتى من النَفس
ليليان إبتسمت و لفّت بفستانها : حلوه ؟
مراد رجع خطوه وراه و صفّر و غمزلها : حلوه بس؟ ده انتى الحلويات كلها مع بعض
ليليان ضحكت : يعنى انفع عروسه و لا منفعش ؟
مراد بحماس : متنفعيش ؟ فشششر .. ده انتى ست العرايس و ست البنات و ست الحلوين كلهم
ليليان قرّبت و حطت كوعها الاتنين على كتفه و غمزتله بطفوله : ليليان و لا همسه ؟
مراد ضحك بصوته كله : بردواا ؟ عارفه إنى كل ما بسمع منك الجمله دى بحس ان معداش و لا يوم من غيركوا و كل اللى كان ف بُعدكوا إتمسح
ليليان باسته من خده : و كل اللى جاى ان شاء الله هيكون احسن
مراد إتنهد : يااارب
قاطعهم مارد اللى صفّر من وراهم : كاااات هاايل يا فنان منك له .. ندخل بقا على مشهد الوداع
مراد بعد ما إترسمت على وشه ضحكه إتجمدت و برّق و لف وشه راح عليه بغيظ عمل نفسه هيضربه و مارد رجع لورا بسرعه و هو بيضحك ..
مراد بغيظ : وداع يا لطخ ؟
مارد ضحك اوى : انا قصدى اللى بعد الفرح و ربنا
مراد بغيظ : لا مفيش وداع بعد الفرح .. انتوا عايزين تفرّحونى بعدها تنكدوا عليا ؟
مارد رفع حاجبه : نعممم ؟ امال هتاخدها معاك ؟
مراد بغيظ : ماتخليك ف نفسك احسن
مازن من وراهم مبرّق بصدمه : مين دى اللى ياخدها معاه؟
مراد بغيظ : و انت كمان ما تخليك ف حالك
مازن بغيظ : ماهى دى حالى و ربنا
مراد بعِند : لسه مبقتش .. و لمّ نفسك .. هااا لم نفسك لا اما و ربنا مفيييش
مازن جرى عليه بهزار و شاله رفعه لفوق و الكل ضحك : لالالا وربنا هلمّ نفسى اهو
مارد راح عليه بضحك : الحق ده ناوى يعلّم عليك انهارده
مازن بغيظ : و ربنا اموّتلكوا نفسى و اخلص
مراد رفع حاجبه : يكون احسن اهو ارجع ببنتى

مازن بصّله بصدمه و ف حركه سريعه كان شادد ليليان و جارى على برا و مراد جرى وراه و وراهم مارد و مهاب كان برا ف جرى معاهم و الكل بيضحك قوى ..

غرام كانت جهزت بس لسه على لبس الفستان ف خرجت ..
مارد اول ما شافها صفّر و غمزلها : مين القمر ده ؟ ممكن نتعرف ؟
غرام ضحكت بجنون و حطت إيدها على وشها ..
مارد راح جنبها و طبّق إيده و شاورلها بالدبله : المقدم مراد ، حبيب حضرتك و بعد ساعه من دلوقت هيبقى جوز حضرتك و بعدهم بساعه هيبقى ابو عيال حضرتك
غرام برّقت : ساعه ؟
مارد عض على بوقه و غمزلها : و بعون الله اقل من ساعه
غرام ضحكت اكتر و مثّلت الخوف : انا ابتديت اترعب يا عم ، مش لاعبه
مارد رفع حاجبه : احسن بردوا ، انا كمان بقول كده
غرام ضربته برجلها بغيظ : انت مش خايف ؟ مهزوز ؟ مرعوب كده ؟
مارد سند بكوعه على كتفها و مط شفايفه بهزار : بصى هو قدر لابد منه ، قضاء و قدر بقا
غرام برّقت قدامها و لسه بتطبّق إيدها ة بتلف ناحيته ف مسك إيدها بضحك : اهدى يا رمضان انا بهزر ، انت مبتهزرش ؟
غرام زقته بغيظ و جريوا ورا بعض : لاء بهزر يا وحش
مارد وقف و هى بتجرى ف اندفعت عليه ف حضنه ف باسها بسرعه ف خدها : بس احلى قدر ده و لا ايه

مهاب دخل من برا : يلا البسوا الناس بدأت تيجى بقا
مراد غمز لمارد و دخلوا غرفه تانيه ف الاستراحه و ابتدوا يلبسوا و مازن معاهم و مهاب و كريم و مصطفى و اسر و عمار و محمد و كذا حد من صحابهم ..

مراد كان بيعمل لإبنه كل حاجه بنفسه .. و دى كانت قمة سعادته .. عينيه كانت من وسط دوشتهم متعلّقه بإبنه .. بتبصّله نظرة عطشان بيرتوى
قلبه بيسمّى و يكبّر ...روحه بترقص على دقات قلبه اللى كانت زى الطبل
مارد كان ملاحظ فرحته و ده مضاعف فرحته هو اضعاف ..
مراد قرّب منه ظبطله البدله و عيونه بتلمع
مارد ابتسم : يعنى افهم بس .. انت عيونك كل ما اشوفها القاها فيها دموع ليه؟ ده انا حتى لازقلك اما لو هسيبك و
مراد بحده : لاء مش هتسيبنى .. مش هتسيبنى تانى .. ابدااا ..
مارد ابتسم : عمرى
مراد جهّزه بجد .. حتى الجزمه اصرّ يجيبهاله لحد عنده

مراد بص لمازن بغيظ و شدّه عليه و مازن عمل نفسه خايف
مراد ربطله الكرافته بغيظ و بيبصّله و رافع حاجبه نظرة حما بصحيح ..
مهاب كتم ضحكته و بص لمارد : هو بيعمله ايه ؟
مارد غمزله بضحك : يكونشى بيربطه ؟
مهاب بص لمراد و ضحك بصوته كله : لاء هو تقريبا بيشنقه بالكرافته عشان يخلص
كلهم ضحكوا ف نفس واحد و مازن خلص و مارد كمان و الكل صفّر بجنون و مصطفى كان اول واحد إتحدف على مارد و فضل يلف بيه من كتر ماهو رافعُه : مبرووك يا عُقد
مارد ضحك اوى : عقبالك يا صايع
مصطفى اخد نفس جامد : يا مسهل
مارد ضيّق عينيه و هو رافع حاجبه : هنبقى نتكلم هاا ؟
مصطفى إستعبط : ف ايه ؟
مارد شده عليه من لياقته بإيد و رفع التانيه ببوكس فوق وشه : ولاا
مصطفى رفع إيديه الاتنين بخوف و كتم ضحكاته : حاضر و ربنا ، تيجى نخلع من الفرح و نتكلم ؟
مارد زقه بغيظ : يلاا يلا
مراد راح على مارد ضمّه كتير اوى ..
مارد غمزله : فين همستك كده ؟
مراد عض شفايفه بغيظ : مش عارف مشغوله عنى انهارده خالص
مارد غمزله : مش يمكن مشغوله بيك و عشانك مش عنك
مراد بصّله و ضيق عينيه و مارد ابتسم : ابقى اما تشوفها قولى رأيك
مراد رفع حاجبه و ابتسم و الكل خرج ف الصاله وسط الاستراحه قدام غرفتهم ..
زغاريط شالت المكان شيل و صوت المزيكا عِلى و ابتدى الكل يخرج من اوضة البنات معتش الا غرام و ليليان و همسه ..
مراد غمز لمارد و اخده و مازن معاهم و مهاب و دخلوا
ليليان كانت رقيقه جدا .. ف حجابها و فستانها الهادى و الميكاب بتاعها سيمبل
غرام جنونها كان طابع بشكل ملحوظ على ملامح شخصيتها و اختياراتها و مع ذلك كانت جميله جدا ..

مارد بحب راح على ليليان الاول .. فتح دراعاته و هى جريت على حضنه .. شالها بحب و قعد يلف بيها
مارد عيونه دمّعت : اخيرااا يا ليليان .. اخيرا فرحنا
ليليان دمعت اكتر : اخيرا يا حبيبى .. مبروك
مارد باس راسها : مبروك يا قلب اخوكى

شاورتله على غرام و هو ابتسم قوى بعشق ..اتقدم منها خطوات و مدّلها إيده و هى من غير تردد إتجاهلت ايده و إترمت ف حضنه و مارد ضمّها بلهفه و باس راسها ..
مهاب قرّب عليهم و هى خرجت من حضن مارد بهدوء و اتحدفت على ابوها حضنته ..
مهاب حضنها قوى و همسلها : لو كنت ف يوم زعّلتك حقك عليا .. انا
غرام بدموع رفعت وشه و بصّتله بحب : و لا عمرى ف يوم زعلت منك .. ده انت حبيبى يا هوبا
مهاب حضنها تانى قوى و مارد قرّب عليهم بغيظ : انا بقول كفايه كده.. كل دى احضان ؟ّانتوا مهاجرين ؟
مهاب بغيظ : ولاا و ربنا اقلب عليك و ابقى مراد و افرّجك
ضحكوا قوى و مراد من وراه بغيظ : تقلب و تبقا مراد ؟ طب فرّجنى
مهاب ابتسم : لا و على ايه يا عم انا مش مجنون
مهاب فتح دراعه و مارد حضنه قوى : مبروك يا حبيب خالك ..انت عارف انى عمرى من يوم ما اتولدت الا و اعتبرتك إبنى.. انا إبنى انهارده اللى بيتجوز
مارد ابتسم : مبروك عليا بنتك

مازن غمز لمراد : شايف الكلام ؟
مراد بغيظ : انت مش عاجبك كلامى ؟ طب
مازن جرى على ليليان خطفها و طلع يجرى لبعيد عنهم : و ربنا ما عاد ينفع .. قال مفيش جواز قال ؟
ضحكوا قوى و مارد اخد غرام و راح ناحيته
مهاب إستغرب : امال فين همسه ؟
مراد بصّ حواليه لقى مارد و ليليان مبتسمين قوى .. ليليان شاورتله على اوضه وراه و مارد غمزله
مراد إبتسم قوى و فتح الباب و وقف مكانه و تنّح
همسه كانت لابسه فستان فرح رقيق جدا .. نفس الفستان اللى مراد كان جايبهولها ف فرحهم و اللى عملهولها ف اول يوم ف البيت ده .. الفستان الابيض اللى كان اول هديه منه ليها و هما بيشتروا لبس ولادهم و هى حامل !
همسه كانت ف قمة الجمال .. ميكاب رقيق و الفستان رقيق و حجاب ..
مراد عيونه دمّعت لمجرد الذكرى .. حس انه بيبتدى معاها من اول و جديد .. بس المرادى بدايه بجد .. بدايه قويه اساسها بيت صلب مر على جدرانه احزان تهد الجبل و متهدش .. بيت كله افراح مش فرح واحد .. عرسان و جاى بعدهم احفاد و افراح اكتر ..
همسه قرّبت منه بخطوات براحه و كآنها خايفه : كان لازم ابتدى معاك من اول و جديد .. انت قولتلى ان المره اللى فاتت انت اللى بدأت ف كان لازم انا المرادى اللى ابدأ .. حتى عشان اعوّضك عن كل وجع جاه منى و بسببى
تقبلنى معاك من تانى ؟!
مراد كل حاجه فيه اتكلمت عنه إلا لسانه .. عيونه لمعت بحب صافى .. قلبه دقاته كانت عاليه قوى و كأنها بترد عنه
حتى شفايفه اتمردت ع السكوت ..
قرّب منها و هى غمضت عيونها و خطفها ف لحظات زى العاصفه ف عنف جنونها عشان تغرق ف عشق مرادها ..
حضنها قوى و باس راسها : انتى بجد بتسألى ؟ ده برغم كل اللى حصل انا مش عايز الغى و لا لحظه من حياتنا سوا و ابتدى من جديد
كل لحظه كانت معاكى غاليه على قلبى قوى و فضلت شايلها سنين ف مش هرميها عشان ابتدى من الاول .. انا هكمل معاكى عشق مرادك
همسه صحيح مكنتش فاكره ملامح حبها له بس ف اللحظه دى اتآكدت انها وقعت ف عشق المراد من اول و جديد .. فضلت تتخيل الف سيناريو و سيناريو للحظات شبه دى عاشوها سوا و كل سيناريو احلى من التانى و مع كل سيناريو قلبها يدق دقه عنيفه كإنه بتعيشه من تانى بجد !
همسه بصوت بيطلع بالعافيه : مش هتسيبنى تانى ابدا
مراد و كل حرف بيبوس حته ف وشها : ابدا ابداا

قطع جنونهم صوت صفير مارد و مازن من وراهم
مازن غمزله بعينه : طب اييه بقا ؟ امال مضيّقها عليا ليه يا عم العاشق ؟
مراد بغيظ : براا
مارد غمزله بس بإيده ف جنبه و هو اتحرك بضحك : هتعرف تمسك نفسك و لا نقفل ع الفرح يا غول ؟
مراد بغيظ : براا انت كمان
ليليان و غرام راحوا عليهم و الكل صفّر بصحك ..
مارد همسله : بس ايه رأيك ؟
مراد بصّلها كتير مبتسم : دى فكرتك ، صح ؟
مارد هز راسه و مراد ضربه بخفه على خده : طب ما انت بتفهم اهو

مراد اخد همسته ف دراعه اللى كانت عروسه بجد و مارد اخد غرام و مازن اخد ليليان و اتحركوا لبرا ..
جوم يخرجوا ع المعازيم اللى كانوا الكل وصلوا ..
مراد قفل الباب و شاورلهم ع الباب الخلفى للناحية التانيه للجنينه ..

مازن رفع حاجبه : و ده ليه ان شاء الله ؟ ده ناحية الشارع ده
مراد إبتسم بمكر : تعالى بس
مارد بصّله و ابتسم و مراد خرج بيهم و منه فعلا للشارع .. لقى مصطفى مستنيه بعربيته ركب معاه و شاورلهم ركبوا
مازن : يخروبييتك يا مراد هنروح فين ؟
مراد ضحك : بصراحه بقا انا ناويها جنان .. معايا و لا لاء ؟
مارد غمزله و شاور بصوباعه لفوق انت كده 👍
و مازن ضحك : طبعا معاك

مصطفى إتحرك بيهم على مكان و ركن
كان فى طياره موجوده ..
نزلوا كلهم و مراد شاورلهم ناحيتها ف راحوا ..
مارد بصّله قوى : انت هتزفّنا بطياره ؟
مازن باستغراب : بتاعة مين دى ؟
مراد قرّب من مارد و ابتسم : فكرت اجيبلك هديه ايه .. كنت هجيبلك احلى بيت تشاور عليه .. بس اما انت قولتلى انك هتعيش معايا و مش هتبعد عنى انت كده اللى هادتنى مش انا و كانت احلى هديه
ف كان لازم هديتك تبقا اكبر .. هدية الفرح و هدية انك هادتنى بيك و بقربك منى
إحتارت كتير ف حاجه تبقا قد الفرحه اللى ف قلبى من اول يوم لمحتك فيه .. بس معرفتش لان ببساطه فرحتى بيك كانت بالدنيا بحالها
ف مجاش على بالى الا دى ( و شاور ع الطياره )

مارد متكلمش بس اندفع ناحيته حضنه و فضل يلف بيه بجنون و الاتنين بيضحكوا قوى ..
مراد شاورله و مارد طلع و غمز لغرامه اللى حصّلته و مازن وراهم و ليليان ف ايده ..
مراد واقف تحت بيبصلهم بحب و مهاب راح جنبه ..
مهاب إبتسم : فاكر اما قولتلى عايز اجيبله كلب ؟
مراد هز راسه مبتسم : مهما اجيبله عشان افرّحه مش هيبقى زى ما فرّح قلبى بيه

مراد لاحظ صوت عربيه بتقف و الكل بيصفّر شاورلهم و نزلوا منها رؤيه و كريم و منى و حمزه و باسم و اسر و عمار و محمد و ايوب و تقريبا اقرب صحاب لمارد و مصطفى كان طلع مع مارد ..
مراد شاورلهم على فوق و هما طلعوا ..
مارد إتفاجئ بيهم و بص لأبوه بعيون بتلمع كأنه بيشكره ع الفرحه اللى من غيره عمرها ما كانت هتبقى فرحه ابداا ..

مراد طلعلهم بعد الكل و مهاب معاه و مارد اللى اتحرك بيهم لحد مكان الفرح ..
مارد شاورلهم و غمز لمصطفى اللى انفجر ف الضحك : بردوا يا مجنون ؟
مارد شاورله و ابتدوا يلبسوا بارشوتات و فجأه فتح المنافذ الاضطراريه و شد غرام اللى كانت طايره بقلبها قبل جسمها ع الحلم اللى شايفاه بيتحقق ..

مارد إتشقلب بيها ف الهوا و مازن شاور ليليان اللى كانت ف البدايه خايفه ف اخدها ف حضنه و اتشقلب وراهم ..
و بعدهم مصطفى و اسر و عمار و رؤيه و كريم و الكل وراهم و ابتدوا يتشقلبوا ف الهوا و يعملوا حركات عشوائيه و شقلبظات بجنون على صوت المزيكا اللى كل ما بيقرّبوا بيعلى ..
مراد شد همسه و إتجنن بيها معاهم و هى كانت اللى مفرّحها اكتر من اى حاجه هو انه بيعاملها بطفوله ف كانت مكلبشه فيه ..
بعد ما السنين دى و بعد كل اللى حصل لسه شايفها البنوته اللى لازم يدلعها مهما كبرت ..
المعازيم تحت إتفاجأوا بجنانهم و الكل بيصفّر قوى و هما اصوات صفيرهم و تشجيعهم مع صوت المزيكا بيزيد جنونهم لحد ما نزلوا وسطهم ..
المزيكا عليت اكتر و اكتر و مارد راح خطف مايك من عند الدى جى و ابتدى يتجنن مع المزيكا على اكتر تتر ممكن يناسب فرحتهم ..
يارب بارك لمتنا وتملّي تكمّل فرحتنا
يارب بارك لمتنا ..يارب بارك لمتنا
و تمد في عُمر ابويا وامي .. الخير والبركة اللي حيلتنا
يارب بارك لمتنا .. يارب بارك لمتنا

حدف المايك ل ليليان اللى راحت عليه بتغنى :
يارب بارك لمتنا .. يارب بارك لمتنا
و تخلّى الفرحه من الليله ديا تخطّى عتبة باب بيتنا
يارب بارك لمتنا .. يارب بارك لمتنا

مارد شد منها المايك و شاور على ابوه و امه :
ياارب خلّى الناس ديا .. دول اجمل و اقرب حاجه ليا .. دول طيبه و اصل الحنيه .. و الفرحه الحلوه ف دنيتنا
يااارب بااارك لمتنا

غرام شدت منه المايك و شاورت على ليليان و غمزت لمازن اخوها :
عروستنا اهى .. عرفت تنّقى عريس ف الجون ..
مازن ضمّها : بارك ياارب جمالها و صون .. ما خلاص بقالها ونيس

ليليان خطفت منها المايك و شاورتلها ع المارد :
و عريسنا زيين .. مجابتش منه الدنيا اتنين .. راجل و شهم و يملى العين .. افرح يا عم و هيص

الكل ف صوت واحد : يااارب بااارك لمتنا .. و تمّلى تكمّل فرحتنا .. ياارب بارك لمتنا

الكل كان بيتنطط بفرحه .. مراد كان بيراقبهم من بعيد .. لمعة عيونه كانت بتقول انه و كأنه اول مره يفرح
بيستقبل الناس بفرحه و غرور و قلبه بيتنطط بينهم ..ؤ
ابوه راحله و خبط على كتفه بحب : مبروك يا حبيبى .. اخيراا شوفتك بتضحك
مراد ابتسم و شاورله على ولاده ع الكوشه و همسه كانت جنبهم : كانوا مشفّرين قلبى لا يعرف يفرح و لا حتى يتفتح لغيرهم
ابوه طبطب عليه : و الحمد لله ان قلبك اتفتح للدنيا من تانى ..
امه حضنته بحب : الله كريم
مراد ابتسم : كريم اوى .. بذمتك فى اكرم من كده ؟
ابوه ابتسم و سكت شويه : مسامحنى ؟
مراد سكت كتير : يمكن لو كنت سألتنى السؤال ده من كام شهر مكنتش هعرف ارد .. بس دلوقت .. سامحت الدنيا بحالها .. الفرحه اللى ربنا حدفها ف قلبى من كترتها حذفت كل حاجه جواه .. كل زعل و كل وجع و كل حزن السنين اللى فاتت ف بُعدهم و يمكن اللى قبلهم .. انا اصلا كأنى بتولد من اول و جديد
ابوه ابتسم : ربنا بيعوّض الصابرين و انت صبرت كتير

مارد لاحظهم ف راح عليهم ..
جده إبتسم و مدّله ايده : مبروك يا حبيب جدك
مارد سكت كتير و بص لإيده و ابوه بصّله كتير و مستنى يشوف رد فعله ..
مارد لمح ف عيون أبوه نظرة ترجّى ف محبش يطفى فرحته و مد ايده لجده اللى بمجرد ما مدّله إيده اخده ف حضنه بلهفه ..
فجأه الانوار طفت رغم الجو كان نهار و فجأه نوّرت اقوى و فضلت تنوّر و تطفى لحد ما نوّرت ..
مراد شاور للدى جى اللى وقف بالموسيقى و إبتداها هاديه انتهت بسلام عسكرى و الضوء ضرب بقوه ناحية المدخل ..

مالك كان لسه واصل برا و رن على مراد و وقف بتردد كإنه بيتلكك عايز فرصه يمشى ..
سمع صوت من وراه بيضحك : شكلك ملكش ف الجو ده
مالك لف وشه و ميرنا إبتسمت برقه و راحت عليه : انت ليه واقف هنا ؟
مالك إستغرب وجودها : انتى بتعملى ايه هنا ؟
ميرنا ضحكت : فرح و كده ، هكون بعمل ايه ؟ الرقاصه مثلا ؟
مالك رفع حاجه و إستغلس الافيه بينه و بين نفسه و هى ضحكت اكتر ف اضطر يضحك معاها و هما بيتحركوا لجوه و لسه بيدخل إتفاجئ بالنور اللى ضرب عليهم و الموسيقى العسكريه اللى عليت ..
مالك إبتسم و مشّى إيده على شعره بإحراج و هى شافت العيون كلها إتجهت ناحيتهم ف بحركه سريعه قرّبت من مالك و مسكت إيده بإيدها و التانيه حطتها على صدره ..
الكل صفّر و مراد راح عليهم : على فكره انا معزمتكش
مالك رفع حاجبه : الف و ارجع ؟
مراد ضحك و ميرنا ضحكت معاه : هو ف الحقيقه الكلام واضح إنه ليا .. انا اللى متعزمتش او نقول عزمت نفسى
مراد إبتسم بهدوء : لاء خالص نوّرتى .. انا بتكلم عن البيه اللى إختفى فجأه و قفل موبايله و قفل على نفسه عشان محدش يوصله
مالك إتنهد بصوت عالى : معلش كنت محتاج افصل شويه و لوحدى عشان ارتاح
مراد إبتسم بترقّب : طب يارب تكون فعلا قدرت ترتاح و لو شويه ، المهم كنت لوحدك و لا ايه ؟
مالك ضيّق عينيه و إستغرب سؤاله ..
مراد نقل عينيه بينهم : انتوا جايين مع بعض و لا متقابلين هنا ؟
ميرنا لسه هترد مالك حلّق عليها بالكلام كإنه بيمنعها او عارف الكلام هيوصل لمين : ايه يا باشا انت فاتح تحقيق رسمى مع المعازيم قبل ما يدخلوا و لا ده ابلكيشن خاص بيا ؟
مراد ضربه بخفه على خده بهزار : طب يلا و متستنصحش عليا
مالك دخل و ميرنا إتعمدت تدخل معاه و ترافق حركته كإنها بتعلن ملكيتها له او ع الاقل لليوم ده !

مالك مش عارف هو متجاهل حركاتها المتعمده و كلامها و يمكن حتى وجودها و لا مش حاسس بيه اصلا .. مش عارف .. هو بس كل اللى عارفُه انه حاسس المكان فاضى رغم زحمته .. حاسُه يخنق رغم وسعه .. حاسس مفهوش روح رغم كل الهيصه و الفرحه و الاصوات الكتير قوى و اللى كلها فرحه حواليه ..

إتفاجئ بصحابه بيقربوا منه ،
امنيه كانت اسرع واحده ليهم بس وشها مكشر و اول ما قربت إتجاهلت ميرنا و قربت من مالك و إبتسمت : نورت الدنيا يا ملك
مالك إبتسم بهدوء و حازم قرب عليه و مد إيده بتردد : هو انت مش زعلان منى صح ؟
مالك ساب إيده و حضنه : عيب عليك احنا اخوات
يونس اتحدف عليهم بغلاسه و فضل يرخم عليهم و الاتنين زقوّه ..
يونس ضحك : نوّرت يا لوكا
مالك رفع حاجبه : لاء ماهو مش فرحى هو
امنيه ردت بسرعه من غير ما تفكر : يارب
مالك رفع حاجبه و غطى ع الموقف بهزار او انسحب منه : لاء اللى بيعملها مره مبيغلطش تانى
امنيه كشرت و ميرنا قربت جنبه بدلع : يعنى بتعترف انها كانت غلطه ؟
مالك رفع إيده : و عمرها ما هتتكرر تانى
ميرنا خدت الجزء اللى عجبها من جملته و هى انه شايف حلم غلطه و اكتفت حاليا بده ف إبتسمت ،
امنيه معجبهاش الجزء التانى من رده و كشرت بس بسرعه إبتسمت بإصطناع اما شافت ميرنا مبتسمه له بدلع و الاتنين نظراتهم اتعلقت ببعض بعِند غريب ..
مالك إتخنق من الموقف كله ف انسحب من غير كلام و سابهم ، إتحرك بعيد كإنه بيتمشّى بس عينيه بتلف المكان بعشوائيه مقصوده ..
سمع صوت من وراه : مش هنا على فكره
مالك رفع حاجبه حاول يدارى صوته : هى مين ؟
مراد ضحك بهدوء : اللى عينيك بتدور عليها
مالك إبتسم : انا مبدورش على حد ع فكره ، و بعدين ايه يا باشا انت بتراقبنى و لا ايه ؟
مراد ضحك : مانا متراقب بردوا متقلقش
مالك بص لمكان ما مراد شاورله بعينيه ف شاف همسه و إبتسم : ربنا يباركلكم ف بعض و عقبال ما تفرحوا ب احفادكم

مراد إبتسم : يارب يا حبيبى و تفرح انت كمان بولادك
مالك وشه إتجمد و دوّره بعيد و بيرفع وشه لفوق عينيه وقعت على بلكونة الاستراحه و شافها واقفه زى التايهه .. دبلانه و عيونها مطفيه ، لاول مره يشوفها حلوه بشكل غريب .. زى الحلاوه اللى تشد بس تجزع النفس !
مراد سابه ف شروده معاها لحد ما مالك إنتبه ف وشه إتغيّر : ما انت قولت مجيتش
مراد ضحك و خبطه على قورته : و انت قولت مبتدورش على حد
مالك ضحك بغيظ : انت ايه يا جدع انت ؟ مفيش حاجه بتتنيل تعدى من تحت إيدك ؟
مراد رغم هزار الكلام بس رد بجديه : عشان تقدر تقول ان اللى بيحب بيحس بكل القلوب العاشقه حواليه .. و ضيف على كده انى زيك يا مالك .. بحسك شبهى او فيك كتير منى
مالك سكت بس وشه معكر بجمود ..
مراد قصد كلامه : عشان كده حسيت بيك زى مانا بردوا حسيت بيها إنها مرضيتش تنزل معانا و مصممه تعاقب نفسها بالحرمان من اى حاجه لمجرد حرمانها منك ، شايفه ان اللى بيحب حد لازم يقاسمُه حتى ف النَفس مش بس ف الفرح و الحزن و الالم و الوجع و اسراره و خصوصياته و حياته كمان

مالك قلب شفايفه ببرود : اللى بيحب حد ؟ ممم
مراد : اه هى مقالتليش كده مباشرة بس كل تصرفاتها و شكل حياتها اللى عاشتها ف الشهور اللى فاتت قالوا كده ، حتى انهيارها و تعبها و توهانها يوم المحكمه اما لقتك إختفيت فجأه و للحظه حست إنها كانت ف حلم كل ده قال ان الحب عندها مشاركه و كل حاجه بتعيشها لوحدها مجرد لحظات وهم و هتعدى
مالك وشه إتجمد بإستغراب : حب ؟؟ انت بتسمّى ده حب ؟؟ ده ابعد ما يكون عن الحب ! انت فاكر الحب ده ايه ؟!
مراد إبتسم و عينيه راحت لوحدها على همسه : الحب ده ايه !! الحب هو السعاده والحزن .. الراحه و الوجع .. العقل و الجنون .. القرب و الهجر سواا !
مالك بصّله كتير و مش عارف يحدد هو مقتنع بكلامه و لا لاء او حاسس بإيه اصلا : انا كنت فاكرُه السعاده بس .. الراحه بس .. القرب بس .. العقل اللى ينصفك .. كنت فاكر السعاده إنك تبقى عاشق و معشوق
مراد حط دراعه على كتفه و إتحرك بيه ناحية الاستراحه : تبقى عبيط .. والله عبيط .. لو مبقوش الاتنين سوا مش هيبقى حب .. مش هيدوك طعمُه .. ابقى ساعتها دوّرله على اسم تانى غير الحب !
السعادة والحزن سوا مع بعض .. ربك علشان يعرّف الناس ايه هو الحب ؟ خلق حوا من ضلع ادم و هو نايم عشان ميوجعهوش و يخليه يكرهها من الوجع .. و بردوا خلاها تزن عليه يسمع شيطانهم و كلت من التفاحه قدامه قبله عشان يعمل زيها و كل و ربك نزّله من الجنه للارض و اتوجع بسببها .. و مع ذلك حبها ف الراحه و الوجع ..
ربك دوّقهم الحب في كوبايه فيها الراحه و الوجع عشان كده عرفوا الحب ... ف الكوبايه دى اللى ميشربهاش كلها على بعض ميعرفش ايه هو الحب !
مالك : كل حاجه إتكسرت ، كل حاجه
مراد : صلّحها
مالك : مفيش حاجة بتتكسر وتتصلّح تانى يا مراد .. احنا مش كراسي ..حتى الكراسي لما بتتكسر و تتمسمر نسبة كسرها تانى بتبقى اعلى بكتير من قبل كده .. بين الفراق والرجوع فيه شرخ بيتولد .. مهما رجعت العلاقه بعد كده مابيموتش .. لإن الشرخ ده مالوش علاقة بالزعل وسببه ومين غلطان ومين ليه الحق ..
الشرخ ده اللى هو" ازاى انا هونت عليه يعمل فيا كده؟" ، ودة اصعب من الزعل نفسه
مراد : بص يا مالك هقولك حاجه اخيره و القرار ف الاخر ليك ، كل ما هتكبر هتوضح الرؤيه لامور كتير قدامك أكتر هتشوف و هتقع و تتعلم و تقع تاني و تتعلم تاني و تكتشف ان كان فيه حاجات مهمه اتحولت لتفاهات هتشوف العجب من ناس كتير و مواقف اكتر ..
اللي عيشته بالنسبه لغيرك و لا حاجه و كذلك انت بتبصله بنفس النظره بس كل الحكايه متلخصه ف القرآن في قول ربنا سبحانه و تعالي
" لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما إكتسبت "
عيش و سيب و اتساب و اقع و قوم و افضل لف ف الدايره اهم حاجه ان الشاطر ف كل مره هو اللي تبقي خسايرُه أقل مش أكتر و يبقي إكتسب حصانه من خسارة اي حاجه ف حياته .. لكن مينفعش ف كل مره تخسر حاجه تحكم على نفسك بخسارة كل حاجه و كإنك بتعاقب نفسك .. تخسر أبوك و أمك ف تسيب شغلك بمزاجك و تخسره ، تخسر شغلك ف تخسر حياتك كلها ، تخسر حياتك ف تقرر تخسر نفسك و مبادئك ، تخسر مبادئك ف تبعد عن الناس كلها و الانسانه اللى حبتك و لولا تمسكها بيك و كان نَفسها طويل كانت هتبقى من ضمن قايمة خسايرك ، كل حاجه بتخسرها ده نصيبك و ربنا بيعوضك عنه لكن انت بتقرر تخسر التعويض كمان و اعتقد ده سبب وجعك

حلم شارده بعيد ف البلكونه و هما بيتكلموا تحت البلكونه مش سامعه و لا منتبهه بس بمجرد ما قرّبوا شمت ريحته ، الريحه اللى ملازمها من شهور ، من يوم ما غاب ..
مش عارفه بجد و لا بيتهيئلها بس بمجرد ما شمتها إتنفست بصوت عالى قوى و غمضت عينيها و رفعت وشها لفوق و دموعها نزلت ..
مراد تحت شاورله بعينيه عليها و الاتنين سكتوا و هى انفاسها عاليه زى اللى بتنهج و بتاخد نَفس ورا نَفس و صوت انفاسها مسموع شاركُه صوت دموعها ..
مراد بصلها و بص لمالك : ربنا بيغفر يا مالك
مالك بجمود : و انا مش ربنا
مراد حاول يبسّطهاله : ربنا قال لادم متاكلش من الشجره دى و إداله اسبابه و ادم شيطانه قاله كل منها و إداله بردوا اسبابه ، ادم كل منها ف هل معنى ده انه مش واثق ف ربنا ؟ او مثلا مبيحبهوش ؟ انا لا هقولك اتصدم و لا فهم غلط و لا شاف الحقايق معكوسه قدامه ، انا بقولك اللى حرّكه الفضول مش اكتر و الطمع ف الخُلد اما الشيطان فهّمه ان دى شجرة الخلد ، و مع ذلك ربنا غفر و سامح
مالك بيحاول يقفل عقله قدام الصوره المبسّطه دى بس حقيقى مش عارف ف حاول يهزر : و اهو ربنا عاقبُه و نزّله الارض عشان حوا تجيبله ذريه تقتل ف بعض
مراد مصمم يوصله لنقطه معينه : ده ولادها نفسهم قتلوا بعض .. و بعدين اديك قولت ربنا عاقبُه بس مسابهوش و لا اتخلى عنه على فكره .. ده راسمله طريق الرجوع ازاى

تكمله الفصل الثاني عشر 12 من رواية ربع دستة ظباط

مالك حط إيده على وشه و حرّكها بعصبيه و مراد كلّمه و هو ماشى : و انت بردوا مش ربنا ع فكره عشان تعاقب زى ما انت مش ربنا عشان تسامح

مالك حس إنه هيدخل حرب مع عقله هو كمان ، مش كفايه قلبه !
ف اندفع بصوت عالى : انت بتدافع عنها ليه ؟ جنبها ليه ؟ ليه مش شايفها غلط ؟
حلم فوق مغمضه عينيها و بمجرد ما صوته عِلى سمعته .. فتّحت عينيه بقوه و فضلت تلفها بعشوائيه حواليها لحد ما عينيها وقعت عليه ف فتّحتها قوى كإنها بتحفره جواها و بترضى عينيها من غيابه !
مالك من غير ما يبصلها غمض عينيه قوى كإن نظراته بتخترقه او بتحرقه و من غير اراده لف وشه لفوق و إتلاقت القلوب المفارقه ف لحظة توهان غريبه من نوعها على جروحهم لبعض ..
مراد رد بهدوء و هو ماشى بعد ما شاف حلم : لنفس السبب اللى دافعت بيه عنك و لنفس السبب اللى خلانى جنبك و مشوفتكش غلط مع إنك كنت غلط !

مراد مشى و حلم نزلت جرى .. بتجرى و تقوم و تقع لحد ما نزلت ..
اول ما إتحركت من البلكونه مالك كان هيمشى بس رجله خانته ، إتحرك خطوات مبعتره حوالين نفسه و جسمه بيتحرك بعصبيه كإنه ف حالة تمرد ..
مراد بكلامه إخترق عقله و قلبه حالته ميئوسه .. بس حتى لو الاتنين اتقابلوا ف نقطه ف عِنده و كبرياءه و رجولته و حاجات تانيه كتير ف الكفه التانيه و من الواضح ان الحرب اصبحت لطرف واحد و على مسئوليته !

حلم فتحت الباب و بمجرد ما شافته معرفتش تنطق ف مسكت ف حرف الباب كإنها بتستنجد بقوته ..
مالك كانت فى حته جواه مش عارفها غرور و لا تمرد مستنيه تشوفها هتجيله لحد ما يهدى و لا هتستناه لحد ما يهدى و بمجرد ما جات جرس خطر جواه دق زى الانذار ..

حلم إبتدت تعيط بس مفيش صوت و لا حتى طاقه ف عياطها طالع مبحوح و بينهج ..
مالك إندفع ناحيتها بحده و مسكها من دراعها وقّفها : بتعيطى ليه دلوقت ؟ هاا ؟ هو مين كان السبب ف اللى احنا فيه دلوقت ؟ مش انتى ؟
حلم بتوهان حاولت تمسكه : و ادينى دفعت التمن .. دفعته من وجع قلبى و حرقته و انين روحى طول الليالى اللى فاتت .. ده انا كنت ميته مش انت
مالك زقها بحده : ده تمنك انتى مش انا .. تمن غبائك مش تمن حقى
حلم رجعت مسكته تانى بشكل يصعب : و انا مستعده لاى تمن ، اى مقابل ، اى حاجه للى عملته ، اى حاجه حتى لو هتدبحنى
مالك زقها بجمود : و انا مبوسخش ايدى
حلم نزلت بركبها ع الارض قصد رجله و رفعت وشها له : و انا راضيه .. راضيه ب اى تمن و اى حاجه غير إنك تبعد .. تسيبنى .. انا من غيرك كنت بموت ف كل لحظه .. انت مش فاهم انا كنت ازاى ، ده انا كنت بتقطّع من غيرك
مالك شد نفسه منها و إداها ضهره : و انا بتقطّع معاكى
حلم وقفت و مسكته من جسمه لفته ناحيتها و مهما حاول يعترض بجسمه تبتت فيه اكتر لحد ما قابلت وشوشهم ببعض و بصتله بوجع : انا بحبك يا مالك
مالك مط شفايفه ببرود : معلش معلش
حلم سابت جسمه و مسكت وشه و بمجرد ما لمسته وشه إتهز و لاحظ رعشة إيديها اللى بتزيد شبه الكهربا : لاء انا مش بحبك انا اتخطيت المرحله دى من زمان ، انا بقيت مريضه بيك
مالك كعمش وشه بجحود : معلش بكره تخفى صدقينى
حلم بتحاول تستنجد بقلبه يقف معاها او حتى بصوتها : بلاش القسوه دى يا مالك .. انا عارفه إنى استاهلها بس صدقنى اخرتها وحشه ، اسألنى انا الندم وحش
مالك مسك وشها بإيد واحده و ملامحه جمدت : دلوقت بس عرفتى ان القسوه وحشه ؟ دلوقت بس عرفتى الندم؟ مانا قولتلك قبل كده هتندمى و مسمعتليش و مشيتى و إديتنى ضهرك
حلم عيطت بضعف : و مجرد ما اديتك ضهرى معرفتش امشى خطوه واحده ف طريق انت مش فيه و توهت و ادينى ندمت و رجعت ، قولت يارب و مخذلنيش ، ده رجّعك من الموت لاجل خاطرى انا ، و ادينى بين إيديك حتى لو هتخنقنى بيهم
مالك صوته إتهز من ضعفها بالشكل ده : طب اسمعى بقا عشان متوهميش نفسك كتير ،، لو معشّمه نفسك بحاجه ف انا مش ملزم بيها و بقولك من دلوقت لمى اللى باقى منك و امشى عشان لو روحى ف إيدك و اللى فاضلى عشان اموت امد إيدى و اخد روحى منك عشان اعيش بردوا مش همدلك إيدى ايا كان السبب حتى لو هموت و روحى ف ايدك

سابها و إتحرك كذا خطوه بعيد ماشى ف إتسمر على كلامها : و لا حتى عشان ولادنا ؟
مالك إتربط مكانه و لف وشه لها و عقله رسمله صورة الولاد اللى كانوا معاها ف المحكمه ..
حلم من ملامحه اللى دابت عرفت إنها رجعت مسكت روحه من جوه مش طرف الحبل اللى بينهم : مش هما بردوا اغلى من روحك يا مالك و لا ميستاهلوش ؟
مالك بصّ ف عيونها قوى و بيحاول يقرا المكتوب فيهم كذب و لا صدق بس هى مدتهوش فرصه و راحت ناحيته مسكت إيده و إتحركت للاستراحه : تعالى معايا
مالك وقف ع الباب و شد إيده من إيدها بحده : قولتلك طريقنا مش واحد ، قولتهالك قبل كده و قاوحتى و كانت النتيجه اننا دوسنا على بعض ، دلوقت لاء ، مش هسمحلك

حلم إبتسمت من صوته المهزوز و عينيه اللى بتخونه و عماله تزوغ حواليه : صدقنى يا مالك ، انا كنت
مالك قاطعها كإنه خايف من اللى هيسمعه : انا مش هصدقك تانى .. انتى كذابه .. بتتكلمى و تتكلمى و تتكلمى لحد ما تخدّرى اللى قدامك و تتمكنى بعدها كل كلامك بيتبخر و الوعود ياريتها بتتحرق دى بتبقى الضربه اللى بتحرقى بيها اللى قدامك
حلم حاولت تقرّب منه تمسكه بس هو شد نفسه بعيد : كذابه
حلم بصوت مرهق : و حياة ولادنا
مالك قرّب منها بعنف و مسكها من دراعها بجنون و زعّق : لو فاكره ان كذبتك المرادى هتنجدك معايا و ترسملنا سكه مزيفه سوا تبقى موهومه ، بس المرادى مش هسمحلك توهمينى معاكى ، فااهمه ؟
حلم إتجاهلت كلامه و حتى وجعها و ألم دراعها و مشافتش غير عينيه اللى بتترجاها : ياسين ، و حياة ياسين اللى مشافش الدنيا و لا نور ربنا اللى برا عشان مشافكش ما تورّيهم القسوه دى .. مش هيتيتّم و انت على وش الدنيا زى ما انت إتيتّمت و آبويا على وش الدنيا .. و لا هيشيل ذنب مش ذنبه و ذنبى انا زى ما انت شيلت ذنب مش ذنبك

مالك مردش بس قلبه إتهز لمجرد الكام جمله اللى قالتهم . مش عارف عشان ع اسم أبوه و لا عشان إتخيل فعلا ان إبنه ممكن يعيش زيه من غير ضهر يسنده ..
دموعها نزلت بس عليه مش منه .. كانت عارفه إنها خذلته كتير قبل كده بس متخيلتش إنه بالشكل ده .. بالشكل اللى مخليه اول ما خد حاجه حرمته منها مش عارف يصدق و لا عارف يهدى ! للدرجادى كانت غبيه !
بص ف عينيها و لمعت جواه دمعه ملت عينيه بيجاهد يحبسها و يحبسها لحد ما سمع صرخه من شدة ما هزته الدمعه المحبوسه جريت و وراها دموع كتير ..
حلم إبتسمت من وسط دموعها و شاورت بإيدها على جوه و هى ماسكها بالإيد التانيه من غير ما تحود عينيها عنه بس معرفتش تنطق ..
مالك جسمه إترعش بين إيدها و هى شدته و دخلت جوه .. محاولش يقاوم و هى شبه بتجرّه من كتر ماهو مستسلم او بيتحرك زى الآله ..
دخلت و اول ما دخل قعد ع اقرب كرسى و سند راسه لورا و حط دراعه كله علي راسه و غمض عينيه ..
حلم سابته و جريت على فوق .. بعد ما إتحركت كذا خطوه رجعت بفزع عليه حاولت تشده يقف : لالالا انا مش هسيبك تانى ،مش هسمحلك تبعد ، مش هعرف استحمل ده تانى

مالك مفتّحش حتى عيونه و سكت و هى إتحركت تطلع تانى : خلاص ، خلاص انا هجيبهم ، مش هتأخر
بعد ما مشيت رجعت تانى بإنهزام قدام قلبها اللى رافض اى خطوه بعيده حاولت تشده اكتر : لاء ،انا مش هعرف استحمل تانى تبعد ، ارجوك يلا ، تعالى فوق
مالك نطق بصوت متخبّط : روحى يا حلم ، مش همشى صدقينى
حلم إبتسمت اول ما نطق : هصدقك ، انت عمرك ما اديتنى وعد و كدبت
جريت على فوق و من لهوجتها بتتشنكل ف خطواتها و تغيب و تبص وراها لحد ما طلعت فتحت الاوضه بسرعه و شبه خطفت ولادها من ع السرير و نزلت جرى لتحت..
بمجرد ما نزلت السلم و لمحت مالكها إبتسمت بلهفه غريبه كإنه غياب عُمر بحاله مش ثوانى ..
راحت عليه جرى .. مالك كان لسه على وضعه ساند راسه لورا و حاطط دراعه كله علي راسه و مغمض عينيه ..
نزلت برجليها على رُكبها قدام الكرسى اللى هو قاعد عليه و حاولت تحط ولادها على رجله معرفتش ، حطت حلم جنبها و رفعت ياسين حطته على رجله ..
مالك بمجرد ما حطتها و لمسته جسمه إتنفض زى اللى إتصعق بكهربا ..
فتّح ببطئ غريب شويه بشويه كإنه خايف يبقى حلم و يتقلب بكابوس ..
اول ما فتّح عينيه جات على ياسين ، إتعلق بيه بهوس ، محسش بدموعه اللى عماله تتسابق على وشه ..
رفع عينيه عنه و قابلهم بعيون حلم اللى بتبصله بلهفه تدوّب الحجر مش الجليد ..
مالك بصّلها و معرفش ميبتسمش من وسط دموعه ف طلعت احلى إبتسامه ..
حلم إبتسمتله بجنون إبتسامه متيّمه طلعت من جنونها بصوت عالى ف نفس اللحظه اللى مالك إبتسم بصوت بشبه ضحكه غريبه كإنها كانت محبوسه ..
قطع عليهم جنون لحظتهم صوت حلم جنبها بتزن بصوت كإنها بتشاركهم او بتعلن وجودها ..
مالك بص جنبها ع الصوت و عينيه إتعلقت بيها قوى و بص لحلم و نقل عينيه كذا مره بينهم الاتنين و حلم هزت راسها و ضحكت و دموعها بتنزل ..
ميّلت شالتها و قرّبت بيها من مالك و سندت كوعها على رجله و هى شايلاها ..
مالك مد إيده و شال ياسين بإيد و بيمد إيده التانيه لحلم حلم رجعت بيها لورا بهزار : يا تشيل الحلمين يا تسيبهم الاتنين
مالك مش عارف ينطق و هى ضحكت بهزار ضحكه زى الهزيان من فرحة اللحظه : هااا ؟
مالك من غير تردد لحظه او من غير ما يفكر حتى فرد بقية دراعه و حلم إتحدفت بجسمها كله و بنتها ف حضنها و إترمت ف حضنه .. مسكت بنتها بدراعها ع صدرها و فردت دراعها التانى زيه ورا ضهره و كلبشت فيه ..
مالك اخيرا عرف ينطق : تؤم ؟
حلم حاولت تهزر فبتضحك و لسه دموعها بتنزل : لاء دليفرى ، تخيل
مالك ضحك غصب عنه و رفع دراعه خبطها على راسها ..
حلم ميلت بضحك ف حضنه و دفنت راسها ف صدره ، طوّلت قوى و مالك حاول يشغل نفسه بولاده و هو بيبصلهم بس حس بدموعها سخنه على صدره .. حس بدراعها بيرخى بحلم لحد ما نزّلتها على رجله ، حاول يفك إيده التانيه من ورا ضهرها يمسك بنته بس هى تبتت ف صدره اكتر و دموعها طلعت بصوت مبحوح بيعلى و يختفى ..

مالك بالعافيه رفع دراعه التانى و عدّاه فوق راسها و مسك ولاده اكتر قبل ما يقعوا و هى تبتت فيه بجنون و لسه راسها على صدره ..
رفعت دراعها اللى ورا ضهره على رقبته من ورا و دراعها اللى على صدره على رقبته من قدام و خطفت منه الحضن اللى كان نفسها فيه ، مش بس من اول ما رجع ، لاء ده من اول قاعده لها قدام قبره ، يمكن من اول ما إتاخد من حضنها ف المستشفى يوم الحادثه و قالولها للدفنه !
مالك حاول يبعد معرفش ، يجمّد جسمه بس لاول مره حواسه بتخونه و تتمرد ، ميّل راسه بألم غريب و هى حست براسه ف رفعت راسه بسيط و سندت على جبينه ..
حلم إتكلمت من غير صوت مسموع بس حاسُه : وحشتنى ، قبل كده قولتلك وحشتنى يعنى الدنيا وحشه من غيرك ، بس اما وحشتنى بجد عرفت ان انا اللى وحشه قوى من غيرك مش الدنيا ، معرفتش يعنى ايه وحشتنى غير اما لقيت نفسى بنجبر اتعامل مع الدنيا و انت مش فيها ، وحشتنى قوى
مالك حاول يرفع نفسه ف هى فكت دراعتها و مسكت وشه بإيديها : احنا فى بينا كتير يا مالك ، كتير قوى ، حرام الكتير قوى ده يضيع ف غلطه ، انا غلطت و اللى غلط بيتحاسب مش بيتدبح ، تعالى نصلّح كل حاجه
مالك هز راسه : مش كل حاجه بتتكسر بترجع زي الاول يا حلم ، بتتلصم ممكن انما ترجع سليمه 100% مستحيل ..

حلم هزت راسها بمحايله و جات تتكلم عيطت : و انا راضيه ب اى حاجه منك حتى لو فتافيت مش متكسره ، انا عشمانه ف قلبك
مالك بصوت مبحوح : و انا إتعشمت ف قلبك كتير و خذلنى ..بس العشم المره دي فتفت خاطري ، مكسرهوش

حلم بصوت مرهق بتحاول تقول اى حاجه او تستنجد ب اى حاجه تساعدها : انت قولت اما كلب يعضك مش هتعضه
مالك معرفش ميضحكش و اما لقى نفسه بيخرج عن سيطرته وقف بولاده : اه مش هعضه بس اكيد مش هعاشره

حلم فضلت مكانها ع الارض و عيطت من تانى اما حست ان مفيش حاجه تانى ممكن تتقال ..
مالك حاول يهرب بعينيه بعيد عنها عشان يعرف يحافظ على ارادته على نفسه ، بص لولاده و إبتسملهم و بيلاغيهم ف ياسين عيّط و ثوانى و اخته عيطت و كإنهم بيشاركوها او بيبعتوله رساله ان التلاته واحد ..
مالك للحظه معرفش يعمل ايه ،لاول مره يحس بالعجز ، مخنوق و صوت عياطها بيخنقه بزياده و مش عارف عشان حاسس إنه بينجبر على حاجه هو مش عايزها و هو خلاص كره الاجبار ، و لا عشان حاسسها بتحط إيدها ع الباب لتانى مره و خايف يسيب وجودها ف تعرف تفتحه !
إتحرك بعشوائيه حوالين نفسه .. اما معرفش يعمل ايه فرد دراعه اللى شايل بيه ياسين و ضم معاه حلم و مد إيده لحلم شدها بحده : ما تبطلى بقا ، لو فاكره ان بإسلوبك ده هتحننى قلبى ف ريّحى نفسك ، انا معدش عندى قلب اصلا عشان يحبك او يكرهك ، انتى اللى خنقتيه بإيديكى و الحمد لله إنه يوم ما مات راح على إيدك عشان تموتى جواه معاه
حلم نزلت من وقفتها ع الارض و ميّلت سندت بكفوفها ع الارض و غمضت عينيها بدموع صامته ..
مالك بجمود : بتقولى ربنا رجّعنى عشانك ؟ لاء ، لو قلبى رجع يبقى عشان دول ( شاور ع ولاده ) دول و بس ، فااهمه
حلم بصوت مرعوش : و انا يا مالك ؟
مالك زعق : انتى و لا حاجه
حلم لسه هتنطق كرر كلامه بزعيق : و لا حاجه ، فااهمه ، و لا حاجه
حلم إتحركت بكفوف إيديها ع الارض لحد ما سندتهم على رجله و هو واقف و لسه بتتحرك ناحيته و هى مميله مالك ميّل عليها بعنف بعد ما خلاص جاب اخره و _____
google-playkhamsatmostaqltradent